السبت، 4 أبريل 2015

شجو الحمام – نص شعري – ضمد كاظم وسمي-نص شعري – ضمد كاظم وسمي

شجو الحمام – نص شعري – ضمد كاظم وسمي

شجو الحمام – نص شعري – ضمد كاظم وسمي

إذْكريني يومَ جدّدْتِ الغرامْ

حينَ صارَ اللّحْظُ زيتونَ سلامْ

فظننْتُ الْحبَّ قدْ سادَ الْورى

وانْتشى الْوسْنانُ وانْجابَ الغَمامْ

في الصَّبا عنْدلةٌ قدْ غرّدتْ

صفّقَ الشوقُ طروبا كالْيمامْ

شفَتاكِ ارْتاضتا في دوحتي

وارْتمى وجْدُكِ في الْقلْبِ ونامْ

أنَا إنْ أسْقَيتُ شِعْري خمْرةً

كانَ قلْبِي الْكأسُ لو أنْتَ المُدامْ

غَنِّ ليْ يادجْلةٌ عنْ نخْلتي

لحْنَ شوقٍ راقَ في شَجْوِ الحَمامْ

قلْ لها يا نهْرُ هذي ليلتي

أَقْبِلي فالْبدْرُ مثْلي مسْتهامْ

إنّما العُنّابُ يحْكي ثغْرَها

مثْلُ لثْمِ الْورْدِ في روضِ الْغرامْ

هلْ لمْتبولٍ سقيمٍ بسْمةٌ

منه يطْفيْ قطْرُها جمْرَ الضرامْ

أو لمحْزونٍ كظيمٍ دمْعةٌ

حرُّها يُنْسي هموماً كالْحِمامْ

ما أنا إلاّ إذا رمْتُ الهوى

فارسٌ أغْتيلَ في الأرْض الحرامْ

كلّما تصْبو لهُ عينُ الصِبا

صارَ يصْبو ليْ بعينِ الإحْتلامْ

عَتِبَ الشّوقُ فيا روحي أشْهدي

مُلِئتْ كأْسي مُنىً حتّى الْجَمامْ

جَفِلَتْ ريحانةٌ مِنْ صبْوتي

مثْلما اللَيلُ اشْتكى والطَيرُ حامْ

فتدلّى الْفجْرُ يبْكي شمْعُهُ

وتجلّى الصّبْحُ وارْتاعَ الظّلامْ

الجمعة، 3 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح الثالث : التحضيرات لرحلة غابة الأرز-ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د أنور غني الموسوي 2015




ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح الثالث : التحضيرات لرحلة غابة الأرز

ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية لملحمة جلجامش البابلية ( هو الذي رأى العمق)





شيوخ أورك
تحدّثوا ﺇلى جلجامش :
إلى أوروك تعود سالماً
لا تعتمد يا جلجامش على قوّتك وحدها
أنظر بعيداً بعين ثاقبة ، و توصّل إلى ما تعوّل عليه
الذي يسير أوّلا يحمي رفيقه
من يعرف الطريق ينقذ صديقه
دع إنكيدو يسير أمامك
هو يعرف الطريق الى غابة الأرز
إنّه مجرّب في المعارك و قد أختُبِر في النِّزال
إنّه سيحمي صديقه و يحافظ على حياة رفيقه
إنكيدو سيعود به سالماً إلى زوجته
(إلى إنكيدو)
في  مجلسنا هذا نضع المَلَك في عنايتك
عليك أن ترجعه سالما الينا
جلجامش فتح فمه يتكلّم
قائلاً لإنكيدو
تعال صديقي ، دعنا نصعد الى المقام العالي
في حضرة الملكة العظيمة نِنسُن
ننسُن ذكية و حكيمة و عارفة بجميع الأمور
ستضع أقدامنا على الخطى الصحيحة بنصحها
أخد كلّ منهما بيد صاحبه
جلجامش و إنكيدو  ذهبا إلى المقام العالي
إلى حضرة  الملكة العظيمة نِنسُن
جلجامش صعد وجلس أمامها
قال جلجامش لها ، للنِنسُن
سأسير يا نِنسُن جريئاً كالعادة
في درب طويلة نحو بيت خمبابا
سأواجه معركة أجهلها
سأسلك  طريقاً لا أعرفه
أنا أتضرّع إليك إمنحيني بركتك
دعيني أرى وجهك مرّة ثانية بسلام
عند عودتي سنحتفل بالسنة الجديدة مرّتين
سأجعل الإحتفال مرتين في السنة
دعونا نحتفل ، فليبدأ المهرجان
ليكن للطبول دويّ في حضرتك
البقرة البرّيّة ننسُن أصغت طويل وبحزن
إلى كلمات جلجامش إبنها ، و إنكيدو
إلى حمّام البيت ذهيت سبع مرّات
إستحمّت بماء الأثل و النبتة الصابونية
إرتدت ثوباً رقيقا زيّنت بدنها به
و اختارت جواهر لتزيِّن بها صدرها
و وضعت على رأسها عمامتها
.... الغانيات ....الأرص ....  ( هكذا في النص)
تسلّقت السلّم و ذهبت إلى السطح
على السطح وضعت مبخرة لشَمَش
نثرت البخور و رفعت يديها بالدعاء لإله الشمس
لماذا ابتليت ابني بهذه الروح التي لا تهدأ  ؟
الآن أنت مسسته و سيقطع
مسافة طويلة نحو بيت خمبابا
إنّه سيوجه معركة يجهلها
و سيسلك دربا لا يعرفها
طوال أيّام رحلته هناك حتى عودته
حتى يصل غابة الأرز
حتى يقتل خمبابا المفترس
حتى يمحو من على وجه الأرض الشرّير الذي تبغضه
كلّ يوم أنت تطوف في فلك الأرض
عسى أن تذكّرك العروس آيا التي لا تعرف الخوف
و لتوكّل به حرّاس الليل عند المساء
أنت فتحت ، يا شَمَش ، البوّابات للناس كي ينطلقوا
.... أنت أتيت قريبا من الأرض  ( هكذا في النص)
التلال أخذت شكلها و السماء صارت مشرقة
بهائم الرّيّة .... وهجك المتوقّد  ( هكذا في النص)
ولقدوم نورك تحتشد الجموع
الأنونكي السماوية تنتظر إشراقتك
عسى أن تذكّرك العروس آيا التي لا تعرف الخوف
و لتوكّل به حرّاس الليل
أيضا ......   ( هكذا النص)
بينما جلجامش يسافر الى غابة الأرز
دع النهارات تكون طويلة و الليالي تكون قصيرة
إجعل عزمه قويّا ، و خطواته ثابتة
دعه يقيم مخيّما عند الغروب لأجل الليل
إجعل وقت الليل .....
عسى أن تذكرّك العروس آيا التي لا تعرف الخوف
يا شَمَش هيّج نحو خمبابا الرياح الهوجاء العظيمة
الريح الجنوبية ،و الريح الشمالية ، و الريح الشرقية ، و الريح الغربية .
و الدمار ، و الموجة  ، و الإعصار ،و الزوبعة ، و العاصفة
و ريح الشرّير ، و ريح الغاية ، و الريح العاصفة و الريح الهوجاء
هي ثلاث عشرة ريحا ، إجعل وجه خمبابا مظلما
دع أسلحة جلجامش تصل خمبابا
بعد أن تضرم نيرانك
حينها ، يا شَمَش أدر وجهك نحو المتوسّل
بغالك سريعة العدو تحملك الى الأمام
الدكّة المريحة ، سريرٌ لليل ، ما سوف ينتظرك
الألهة ، إخوتك ، يحملون الطعام ليبهجوك .
آيا ، العروس ،  تمسح وجهك تجفّفه بإصبع من ردائها .
مرّة أخرى ، البقرة البريّة نِنسُن كرّرت طلبها أمام شَمَش
شَمَش ، أليس جلجامش .... الآلهة ؟
ألم يشاطرك السماء   ؟
الم يشارك القمر التاج و الصولجان ؟
ألم يتربّ حكيما مع إيا سيد المحيط ؟
ألم يحكم مع إرنينا الأناس ذوي الرؤس السوداء ؟
ألم يسكن مع نِنجِشزيدا في أرض اللاعودة ؟
دعني أجعله .... يا شمش   ( هكذا النص)
أخشى أنّه .... أخشى أنّه .... في غابة الأرز .  ( هكذا النص)
بعد أن حمَّلت البقرة البريّة ننسن شمش ذلك
البقرية البريّة ننسن ذكية و حكيمة و خبيرة في جميع الأمور .
والدة جلجامش .....
أطفأت المبخرة و نزلت من السطح
إستدعت إنكيدو و أوصته
أيّها القويّ إنكيدو ، أنت لم تولد من رحمي
لكن من الآن فصاعداً جنسك سينتسب الى أنصار جلجامش
الكاهنات و الخادمات و نساء المعبد
ثمّ قلّدت إنكيدو بقلادة من علامات .
(( الكاهنات أخذن اللقيط
وبنات المعبد جئن بالربيب
إنكيدو الذي أحب ، سوف آختاره لإبني
في الأخوّة ، جلجامش سوف يفضّله على الآخرين . ))
أيضا
بينما أنتما تسافرنا الى غابة الأرز
لتكن النهارات طويلة ، و الليالي قصيرة .
ليكن عزمك قويا و خطواتك ثابتة .
في المساء إصنع خيمة لليل
دع ....يحمي .....  ( هكذا النص)
( نقص في اللوح )
جلجامش ...
خاصته ....
الى بوابة الأرز
إنكيدو في المعبد
و جلجامش في معبد
عَرعَر ،  و بخور ...
اعضاء ..... موجودون
بأمر شمش ستحصل على مرادك
في بوّابة مردوخ
على صدر الماء .....
الخلف .....
في بوّابة الأرز لا .....
جلجامش ....
و إنكيدو ....
على طول عشرين فرسخا عليك أن تكسّر خُبزاً .
(جلجامش)
خلال رحلتنا هناك حتى عودتنا
حتى نصل غابة الأرز
الى أن نقتل خمبابا المفترس
و نمحي من على وجه الأرض  الشرّير الذي يبغضه شمش
عسى أنك لا ترى ....
على الحاشية ألا تحشّد الشباب في الشوارع
أعدلوا في قضية الضعيف ، تحرّوا
في الوقت الذي نطلب فيه مبتغانا
و نغرز أسلحتنا في خمبابا
الحاشية جلسوا هناك و تمنوا له السلامة
الشباب تواروا خلف الحشود
قبّل الحاشية قدميه
(( الى أوروك تعود سالما))
لا تعتمد يا جلجامش على قوتك وحدها
أنظر بعيدا بعين ثاقبة ، و توصّل إلى ما تعوّل عليه
الذي يسير أوّلا يحمي رفيقه
من يعرف الطريق ينقذ صديقه
دع إنكيدو يسير أمامك
هو يعرف الطريق الى غابة الأرز
إنّه مجرّب في المعارك و قد أختُبِر في النِّزال
إنّه سيحمي صديقه و يحافظ على حياة رفيقه
إنكيدو سيعود به سالماً إلى زوجته
(إلى إنكيدو)
في  مجلسنا هذا نضع المَلَك في عنايتك
عليك أن ترجعه سالما الينا
إنكيدو فتح فمه
قائلا لجلجامش
حيث أنك قد عزمت على القيام الرحلة
دع قلبك لا يعرف الخوف ، و لا تشح ببصرك عني .
في الغابة أنا أعرف عرينه
حتى الطرق التي يسلكها خمبابا
كلِّم الى الناس و دعهم يذهبوا الى بيوتهم
.... لا يجب أن يذهبوا معي
.... اليك
.... الحشود بقلوب مبتهجة .
لقد سمعوا ما قال .
الشبّان دعوا لهما بحماس
إذهب جلجامش ، دع ....
عسى إلهك يذهب أمامك
عسى أن يحقّق شَمش لك مرادك
جلجامش و إنكيدو ذهبا قُدُماً
&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى اللوح الثالث

قصة قصيرة وقائع التقرير صفر-عادل كامل

قصة قصيرة

وقائع التقرير صفر



عادل كامل
     اختتم رئيس الأطباء تقريره بالعبارة التي طالما افتتح سعادة المدير خطاباته بها: العبقرية ان تخترع المدى الذي يقود إلى ما بعده، ومادامت لا تمتلك العبقرية أدوات البت بقضية ما، فما عليك إلا ان تتجاوز انغلاقها، ولكن عليك ان لا تتركها سائبة، فكما ان الصمت هو ليس أصلا ً من الأصول، فان الأصوات ليست قفلا ، وليست خاتمةً!  ليطلب من مساعديه العودة إلى جذور المشكلة، قبل ان يرفع تقريره إلى سعادة المدير.
   كان فريق العمل مكونا ً من أعضاء تم اختيارهم بعناية، وقد مكثت مناصبهم متوارثة، والتعديلات التي جرت، حتى في حالات وجود أعضاء غرباء، من خارج مجتمع الحديقة، فلا اثر لها، الأمر الذي يسمح لقرارات رئيس الأطباء ان تكون مرنة من غير ضعف، وشفافة من غير تعنت، وحرة من غير جبر، وطليقة من غير قيود، بوصفها غير قابلة للشطط، أو الشك، ليس لأن رئيس الأطباء يستمد صلاحياته من سعادة المدير شخصيا ً، في القرارات العامة أو في أدق تفاصيلها، بل لأن خبرته وممارسته الطويلة رسخت مبدأ استحالة الخروج على السياق، ومغادرة نظامه، من ناحية ثانية، ولأن أحدا ً لم ينبش في عوامل اختياره للمنصب، أو يحفر فيها، رسخت شفافية آليات العمل، وصرامته، من ناحية ثانية.
   هكذا ـ كما في أعراف الاجتماعات وتقاليدها ـ بدد رئيس الأطباء الصمت، قبل إرسال التقرير، إلى المدير، قائلا ً:
ـ  مع ان الأزمة الراهنة ترجعنا إلى ما قبل اكتسابها هذا الذي دعانا للتوقف عندها، إلا إنها ستأخذ موقعها في التسلل، فما من حلقة بإمكانها العمل خارج خيط السلسلة وقوانينها. وأنا لا أقول كما يقال ان الليل لا يعقبه إلا النهار، ولا أقول ان النهار ابن من أبناء الليل، حبل احدهما بالآخر، وأنجبه في أوانه، أو أجهضه لعلة من العلل، بل أقول انه آن لهما الانصهار لاستحداث نهارات تذهب ابعد من لياليها، واستحداث ظلمات وضاءة، لا حافات لأنوارها! فلا ثمة نور بدرجة واحدة، ولا ظلمات تحت الصفر!
  تململ المساعد الأول، فأبدى ملاحظاته:
ـ إن مشكلة كهذه المشكلة، سيدي الموقر، تكاد تكتسب خصائص سابقاتها؛ فكلما أعدنا تفكيكها بدت إنها تتطلب حفرا ً أعمق، وكلما بدا الحل مستحيلا ً، ومستعصيا ً، وجدنا عقولنا تضطرب وتضطر لاختراع مشكلات تستوجب عدم الإهمال، أو التغاضي عنها.
أجاب رئيس الأطباء:
ـ لقد أوجزت أفكارك لسعادة المدير بوضح تام، مؤشرا ً ان مظاهر الصمت ترجع إلى عوامل مستقلة عن الضجيج، واللعلعة، والدندنة، والقرقرة، لأننا سنواجه المشكلة بالمقلوب: إذا كانت الأصوات قد شكلت المقدمات فهل ستكون النهايات متجانسة، ومتوازنة معها...؟
   فقال المساعد الثاني:
ـ لو كان الصمت قرارا ً متأصلا ً فإننا لن نواجه كارثة خارج سيطرتنا..
ـ أحسنت.
   وأضاف رئيس الأطباء:
ـ ان مبررات اتخاذ القرار بالإجماع يكاد يهدم مفهوم الفواصل، والمرونة، والاختلاف...، فهل ثمة ديمومة تستحدث مصيرها من غير تبني نظرية: دع الريح تذهب بعيدا ً في العمق!
ـ سيدي.
وقال المساعد الثالث:
ـ إننا مازلنا ندور كما تدور سمكة محتجزة في قارورة عطر، أو علبة نتانة! أليست الديمومة قائمة على مكوناتها وليس على ظاهرها، وان الظاهر ليس شبيها ً بالاختلاف بين العطر والجيفة لا في الدرجة ولا في النوع؟
رد المساعد الأول:
ـ  دعنا نؤكد نفينا لوقوع ما حصل قبل ان نمضي في البحث عن علاجات له...، فهل حقا ً وقعت الكارثة، أو اكبر منها، نكبة، أو ما لا يوصف...؟!
أجاب رئيس الأطباء:
ـ ذات مرة قال القائد لي: إذا لم تكن هناك مكاسب ضارة، فدع الأمور تجري بسلاسة، وإذا كانت الخطوط المستقيمة تتعرض للعثرات فلا توقفها ودعها فهي تذهب  ابعد من عثراتها...، فأنت لا تقدر على اختراع حتميتك ولا تقدر على دحضها، لأن القوانين تأخذنا معها حيث نؤسسها تامة عبر حلقاتها، ووقفاتها، وأبديتها... فقلت لسيادته: أنا لا أجد هناك مرضا ً شل حافات النطق، كي يسود ما يسمى بالإضراب الصامت، بل هناك تخلخلات تحصل لمرونة الأصوات وما فيها من كتمانات وضاءة! ابتسم سيادته بنعومة وسألني: هل هناك جهة ما لها يد عمياء تنوي دس الكلمات في مباهج حديقتنا الخالدة؟  فشرحت لسيادته الاحتمالات الواجب اتخاذها، كالاعتراف بان وجود المرض كان سببا ً بوجود علم الطب، كوجود الطب بضرورة استحداث معالجات متقدمة. فالمرض سابق على العافية، والصحة العامة، كالموت سابق على الحياة، ولكنه لن يقدر على محوها، أو نفيها..!
   فقال المساعد الأول بصوت مذعور:
ـ لنأخذ مثال البعوض الذي استنزف أرواح الملايين من المخلوقات، ومنها البشر...، هل نعتذر له...، هل نقدم له ولاء الاحترام والنذور، وتهدئة عطشه للدماء...؟ هل ننحني له؟ هل نقيم المعابد والقصور والمؤسسات لإعلاء مجده والحفاظ عليه من الأذى، ومن التلف ...؟  ذلك لأننا في الواقع لا نمتلك قدرة القضاء عليه...؟
أجاب رئيس الأطباء:
ـ أكد القائد بضرورة دعم وجهة النظر المغايرة: البعوض ليس شريرا ً...، كالذباب والذئاب والصراصير...، فالبعوض بذاته شبيه بأي كائن وجد انه يتورط بنقل جرثومة المرض...
ـ من غير علمه، ولا قصده...؟ تساءل المساعد الرابع، فأجاب المساعد الأول:
ـ هذا يعني ان المرض موجود بمعزل عن البعوض...، وهذا بدوره يمنحنا فرصة أفضل للتقدم في ردم الفجوات بين المرض والعافية!
   رد رئيس الأطباء:
ـ لكن القائد أكد ان المشكلة مادامت ليست في البعوض، فإنها ليست في المرض...، لأن سيادته أرجعنا إلى الأصول واصلها السابق عليها، فقال: هل يمكن للشر ان يكون سابقا ً على الفضائل...؟ فقلت له: سيدي، الجراثيم بحد ذاتها ليست شريرة، مثل البعوض والخنازير والنمور ...، ولكن المرض طالما أدى للقضاء على قطعان كاملة وأبادها إبادة تامة: اجتثها من غير زعيق ولا فحيح ولا نهيق.
تساءل المساعد الأول:
ـ أين يقع الشر إذا ً...؟
أجاب رئيس الأطباء بتردد:
ـ أكاد أصل إلى الاحتمال القديم: الحياة بحد ذاتها شبيهة بنقيضها، وهذا يعني ان الظلمات ما هي إلا درجة من درجات الإنارة...، كالمكان محض حركة ساكنة كاتمة لعللها. مثل أم مهما ذبح من أولادها فإنها لن تكل عن تقديم المزيد من مواليدها نذورا ً وفداء ً ...، ومثل من  خسر شيئا ً يحث على تقديم ما تبقى منه حتى يوم يتحول التراب إلى جواهر!
ـ ولو قلبنا المعادلة ..، سيدي، هل سيشكل واقعنا أزمة كارثية أم ابعد منها ...؟
   فكر رئيس الأطباء بصوت مسموع:
ـ القائد يرى انه لا يمكن للشر ان يكون سببا ً لوجود نقيضه ...، فالكل يتضمن أجزاءه عبر استحالة ان يكون كلا ً!
آ ...
   تأوه المساعد الثالث:
ـ الشر في الديمومة، وفي من يجهل فك لغزها!
   عقب رئيس الأطباء قائلا ً:
ـ هذا بمثابة اعتراف صريح بان الجرثومة لها صلة بالناقل لها نحو الآخر المستعد لاحتضانها، وإلا كيف حدث المرض...؟
رد  المساعد الثالث ضاحكا ً:
ـ يتحتم علينا، في الأخير، سيدي، القضاء على الجميع!  آنذاك لا جرثومة ولا براغيث ولا مرض ولا مرضى!
ـ وماذا لو ان شبح الوباء، أو قل طيفه، أصاب الحرس أو مساعدي قائدنا الأبدي...؟
تلعثم المساعد باحثا ً عن مخرج:
ـ لابد من قراءة المعادلة على نحو مختلف...، فلنقل: لا ظلمات، ولا يوجد من يحملها، وليس هناك من يستقبلها ويدعها تنبت وتنمو وتزدهر ...، مما يقود إلى: ليس هناك إلا الأنوار ـ والمباهج!
   صفقوا له، عدا رئيس الأطباء:
ـ زميلنا الموقر، هل تقدر ان تنفي ترليونات المخلوقات التي نفقت، وزالت من الوجود ...؟
 ـ سيدي، انك تقرر بخلاف منطق المدير القائد: إذا كان البعوض يمتلك قدرات حمل أمراض الموت، فهذا يعني ان علينا الاعتراف بخطره العظيم! وإلا ما هو لغز الديمومة القائمة على انتهاك حرمات الجرثومة ومن ينقلها ومن يستقبلها...؟
ـ أرجوك، لا تدع النقطة  المعتمة تتسع...، ليس لعدم وجودها، أو لعدم وجود من يراها، أو لعدم ظهورها في ألجين التالي حسب، بل لأن السلسلة لا تتكون من هذه الحلقات أبدا ً.
     نقر رئيس الأطباء بأصابعه النحيلة فوق منصة الاجتماع، فساد الصمت، وقال:
ـ نحن بصدد الاعتراف بان إضراب حيوانات هذه الحديقة عن إصدار الأصوات لا يفضي ـ لا من بعيد ولا من قريب ـ للتلويح بالتمرد الصامت!
ـ جميل، كيف عثرت على هذا المنفذ؟
ابتسم الأطباء، فقال رئيس الأطباء:
ـ  القائد اخبرني بنفسه..، وقال لي: سر...، ولا تكترث لنباحهم، ولا لغطهم، ولا لهذيانهم، ولا لخوارهم..،  فأنت مزكى من قبلي.
   مكثت الوجوه شاخصة نحوه والعيون تحدق فيه بانتظار ان يكمل، فقال متابعا ً:
ـ ففي المؤتمر الأخير للحدائق الكونية، سألني كبير أطباء الإمبراطورية العظمى: كيف تخلصتم من الثالوث المخيف...، أي: المرض وحامله والمصاب...، فقلت له بسلاسة: ليس لدينا لا جرثومة ولا مصاب ولا وسيط بينهما...، ثم رحت استعرض وسائلنا في القضاء على الخطر الكامن للصمت!
ـ سيدي، سيدي..
فاعترض المساعد الأول:
ـ آن لنا ان نخبر سيادته بان صمت الجميع ليس صمتا ً...، بمعنى المرض والتمرد والعصيان، بل ولا صله له بالأسى والكآبة، وان صمت كائنات حديقتنا محض مراجعة دورية للغز الصوت المنتقل من الريح، عبر الفراغ، إلى الحناجر! فالجميع براء من المرض، والدسيسة، ونظريات المؤامرة!
   هز رئيس الأطباء رأسه متمتما ً:
ـ وفي المؤتمر الكوني الأخير أخبرتهم انه إذا كان المرض يسبق، في وجوده، المستقبل له، فان العقار ليس إلا وسلة عدمية لديمومة الحياة! لأننا في حديقتنا لا ندوّن هذه المظاهر الزائلة.
  وقرب رأسه من الجميع:
ـ فساد الصمت المطلق، على صعيد الكلام، أو عبر العقول!
   صفق الجميع، وبضمنهم المساعد السابع والثامن والتاسع، فقال المساعد العاشر الذي أفاق من كابوس كان يعاني منه:
ـ ماذا كنا فعلنا لولا الصمت؟
ـ أحسنت.
متابعا ً أضاف رئيس الأطباء:
ـ فانا قلت لسيادته ـ في تقريرنا ـ ان الضجيج والفحيح والزئير والنعيق والطنين والصهيل والنعيب والعواء والنباح وحتى الزقزقة والتغريد والوصصة والبعررة والخرخشة والصلصلة والتأتاة وباقي الأصوات والمنبهات ليس أبدا ً علامات على الأفاعي أو الأسود أو الغربان وباقي الرفاق، بل دالة على إنها كائنات  يتم عبرها المرور إلى مجال ابعد منها، الأمر الذي ينفي نفيا ً قاطعا ً مسؤوليتنا عما شاع من تمرد وعصيان أو ما شابه من الإشاعات ضد نظامنا السرمدي  الأبدي الخالد...! وقلت ان تقريرنا يلخص بنية العرف العنيد بوجود الموجودات قبل وجودها، وان التشبث الأعمى بالموجودات كمثال للمقارنة محض تشبث بالوهم بدل العودة إلى أصل الأصول المتأصلة في الأصل، والى ما قبلها والى ما بعدها، مما ينفي مزاعم تقارير أجهزة تفكيك الإشارات المجفرة في عمل أجهزتنا الحاذقة وعدم قدرتها على التحليل وعلى الاستنتاج، لا يشير إلا إلى بهتان الفساد المروج للمفسدين! ومادامت معلوماتنا الصحية عن السلامة شفافة فان اللغط عن الإضراب ليس سرابا ً فلا وجود لمن رآه ولا وجود له في الوجود قبل ذلك.
   ساد الصمت عميقا ً، بانتظار سماع آخر توصيات المساعدين. فقال الأول:
ـ هذا لا ينفي، سيدي الكبير، ان اللمسات واللمازات والهمزات دور ما في مصير الأصوات..
رد رئيس الأطباء:
ـ  لقد شرحت لسيادته ان الجينات الحاملة للصوت تمت معالجتها بالترويض والتهذيب والحذف والإضافات ...، فكما سمحنا للتصنيفات التاريخية ان  تميز بين أصوات القمل والنمل والجراد والديدان الذكية والأخرى ذات المخالب الحلزونية ...، فإننا لن نسمح لجرثومة الصوت إلا ان يكون ولائها لقائدنا.
صفق الجميع، فهتف المساعد الثاني بصوت ناري:
ـ آن ان يعلو صوت قائدنا عاليا فوق فوق فوق ذرى الأصوات!
فقال المساعد الثالث:
ـ إذا كنا لم نخط خطوة واحدة في المسار المعادي لمصائرنا ...، فان الركون إلى الصمت ليس مخالفا ً للأصوات بوصفها مرضا ً.
رد رئيس الأطباء:
ـ حقا ً هذه هي بصيرة المبصر، وهذا هو صواب ما بعد الصواب، لأن العلاج هو بحد ذاته ليس غاية إلا لأنه ليس وسيلة.
    صفقوا وهتفوا فترة غير قصيرة. فقال المساعد الرابع:
ـ ها نحن نبلغ المراد: الشعب لم ينسحب من المشاركة في التصويت، ولا حتى في محاكاة صوت المطر، أو البراكين، أو الريح...، فالمخلوقات تتمتع بالاسترخاء، بعد ما عانته من الرفاهية، والرخاء، والآمان!
ـ أحسنت...، فانا بنفسي وضعت هذه الإشارة في الهامش يؤيد نظرية ان المرض مثل العدم من يعمل على إثبات وجوده فعليه ان يظهر نقيضه. لأن المخلوقات السعيدة تجد في الصمت بذور إنبات لغتها القادمة!
ـ لا، لا يا سيدي، كن حذرا ً...!
   وأضاف المساعد الخامس:
ـ فلو تعلمت وتدربت وتثقفت فصائلنا الكلام فإنها ستطالب بالكتابة!
ـ آ ...، ملاحظة في غير أوانها.
   وشرح رئيس الأطباء، مسترسلا ً:
ـ نحن لا ندحض نظرية الديمومة من غير قائمين عليها، ليس لأنها مستقلة، بل لأن الموجودات لن توجد لو كانت تمتلك قدرة عدم الوجود...، فما فائدة البعوض والقمل والعقارب وبنات أوى والذئاب والتماسيح...؟ فهناك الموجودات بمعزل عن الوجود، وبالقوة ذاتها هناك الوجود بمعزل عن ظاهره...، وهذا ما آثار انتباه كبار علماء العالم عندما شرحنا لهم كيف استنبطنا حقيقة وجودنا قبل الوجود وكيف إننا شرعنا ديمومتنا في الوجود من غير موجودات.
     ارتجت القاعة بالتصفيق، والهتاف، لساعة كاملة، أعقبتها ساعة صمت. قال المساعد السادس:
ـ إذا ً فان الصمت الذي حصل لمخلوقات حديقتنا الغناء هو بمثابة نشوة، مؤانسة، وهو الذي يؤكد سلامة نظرية ان هناك الخلود من غير خالدين، وهناك الخالدين من غير خلود! مثل الأحلام تعقبها سلاسل متتابعة تتكامل بتتابع الأحلام...، مما ينفي ضرورة استخدام العقارات المضادة...، فالمناعة وجدت قبل المرض، وقبل وجود المرضى، وستبقى المناعة أبدية عبر مرور الزمن وحتى نهايته!
ـ لا..لا ..، هذه زلة لسان!
أجاب رئيس الأطباء مساعده السادس:
ـ مع إنني خبير بالنوايا وما بعدها فانك قصدت تحديدا ً ان وجودنا وعدمه يكمل احدهما الآخر بوجود تتابعات تكمل الديمومة. فالمجد ليس ضرورة لوجود الماجد والماجدة، لأن الماجدة والماجد هما يذهبان ابعد من المجد!
ـ نعم، سيدي، هذا ما دار بخلايا دماغي!
   لكن رئيس الأطباء أضاف:
ـ وإشارتك حول نهاية الزمن هي الأخرى زلة لسان...؟
فصرح المساعد الأول:
ـ يتوجب ان يسلم، وبحرية شفافة، نفسه إلى الجهات المتخصصة بفحص سلامة الخلايا...، فان لم تظهر علامات إثم الزلات فانه قد يكون، زميلنا العزيز، ناقلا ً لجرثومة الكلام؟
نهض المساعد السادس، بهدوء، واخرج مسدسه الكاتم للصوت، ووضعه فوق صدغه:
ـ مخلوق مثلي بلغ هذا المنصب الرفيع يتوجب عليه ان يختار نهايته قبل ان يقررها سواه...، فانا اعترف ان لا نهاية للزمن، ولا خاتمة، وإلا فان الشر سيجد ذروته ويفقد علته ويكف عن الازدهار ...، فماذا ستفعل الأجيال من غير برغوث وشر وظلمات....؟  وماذا سيعمل السادة عظماء هذه الحديقة...؟
قال المساعد السابع:
ـ كان الراحل كثير الولولة، عديم الصبر، يثرثر ثرثرة ثرثارة، لا نفع في مضارها، وكل مضارها ضرر فقد النفع والنعومة...، وفي ظني انه اختار الاصوب من الصواب.
   تمتم رئيس الأطباء مع نفسه بصوت غامض:
ـ أخشى ان اضطر إلى اتخاذ قرار مر...، حلاوته تأتي كالشر السابق على وجود الأشرار...، نهاية مقررة وسابقة على أفول نجمي وغيابه!
   أجابه المساعد الثامن:
ـ لا يا سيدي الكبير...، فانا أخالفك الاعتقاد تماما ً، فالذنب وحده، مثل الشر، لا يعني عدم وجوده بوجودنا، وانه غير موجود بعدم وجودنا، فهو مستقل بذاته كاستقلال الصفر عن العدد...، تام المصير بلا علل، بلا شوائب...، لأنه هو ذاته علة علته. فأنت لم تذهب، ولا زميلنا الراحل الظريف، لأن الذنب، كالشر، لم تخترعه كائنات ومخلوقات وذوات هذه الحديقة...، الأمر الذي يجعل اختيارنا للصمت، ليس إلا فجوة نجاة من الإعياء، والوهن...!
    اقترب رئيس الأطباء منه، وبفزع خاطبه:
ـ لم تبق جريمة، ولا تهمة، ولا نذالة، ولا خساسة، ولا شائبة، ولا معصية، ولا نكبة لم تلصقها بي!!
ـ لا...، أبدا ً...، فأنت اعرف بالمعرفة منا في آليات عملها المحنكة الراسخة رسوخ السابق على ظهور هذه العلامات ...، فأنت ـ سيدي المبجل ـ لست هو من بشر بالمرض، وأنت لست هو المرض، وأنت لست الناقل له...، وهذا ينفي ان كائنات ومخلوقات وذوات هذه الحديقة اختارت الصمت احتجاجا ً أو تمردا ً أو عصيانا ً...، أو بشائر ثورة!
    ولم يدع المساعد الثامن أحدا ً بالكلام، فقال متابعا ً:
ـ فلا عصيان، ولا تمرد، ولا ثورة ...، لأن عوامل تكونها جميعا ً فاقدة لوجودها، وفاقدة لشرعيتها أيضا ً، فالعبيد يولدون هكذا حاملين جرثومة مصائر كل من لا يقدر إلا ان يولد عبدا ً...، الأمر الذي لا ينفي عني وقوعي في الانحراف!
ـ منحرف..، منحرف..، منحرف.
   إنما بدت الوجوه تأخذ أشكالا ً ازدادت كثافة وهي تقترب منه حتى إنها راحت تحاصره، فرفع صوته:
ـ هل حقا ً إنها لم تجد سوى ان تتراجع وتغلق أفواهها بدل ان تطن وتجأر وتعوي وتزأر وتنهق وتنبح ...، بذريعة إنها قد تؤجل موتها لا أكثر ولا اقل.
ـ أين كنت أخفيت كل هذه الأصوات...؟
ـ أنا لم أخفها ..، فطالما لفت أسماعكم، أبصاركم، وعقولكم..
    ضحك المساعد الرابع:
ـ اقسم بالفيل وبزحل، بالعقرب والحوت، بالنمل وبالهدهد، بالقائد وبالببغاء، إننا لم نسمع، لم نر، لم نستنشق، لم نلمس، لم نحس، ولم نتفكر!
ـ آ ....، لا ...، كل الاحتمالات محتملة إلا ان تصبح لغما ً، أو عبوة، أو حزاما ً ناسفا ً!
صمت برهة، ورد بصوت أعلى:
ـ لقد مكثت مخلوقات وكائنات وذوات حديقتنا تصرخ، تستغيث، تستنجد، تسترحم، تتضرع، تستجدي، تولول، تنوح، أزمنة أعقبتها أزمنة أخرى، ومضت قرون، وأعقبتها قرون، وهي بانتظار ان تجد من يصغي لها، يسمعها، ويسألها، كي يعرف لماذا هي تنوح، وتولول، تستغيث وتتضرع...؟
سمع احدهم يقهقه:
ـ أفاق عقله!
آخر أضاف:
ـ ربما ضميره استيقظ؟
  فقال موجها كلامه إلى الجميع:
ـ لا، لا، لا، أيها الرفاق...، أنا مازالت أسير سلسلة محكمة لا تنتهي من الغرف المتلاصقة الموصدة ...، وصوتي لم يذهب ابعد من هذه المغارة!.
   فسأله رئيس الأطباء بصوت رقيق:
ـ يبدو ان شيئا ً ما تحرك في طبقات دماغك السحيقة ...، وسمح لك...
واقترب كثيرا ً منه، وسأله:
ـ ألا تشعر ان الهواء نفد..؟
ـ لا اعرف، سيدي، الست أنت هو السيد الرئيس؟
متابعا ً، وهو يحدق مذعورا ً في الوجوه:
ـ كل الذي اتخذته مخلوقات وكائنات وذوات حديقتنا إنها اعتزلت! لأنها لم تعد تحتمل ان تبقى تعوي، تنبح، تولول، تصرخ، تستغيث، تتضرع، تستنجد ...؟
ـ ها أنت تجاوزت الحدود كلها. وكأن حيوانات هذه الحديقة أوكلتك نائبا ً عنها؟
ـ لست محاميا ً، بل ولم ادرس الحقوق، ولست عضوا ً في جماعة، أو طيف، لا اليوم ولا قبل وجودي، ولا حتى بعد موتي..، فانا لا انتمي إلى دين، أو طائفة، وليس لدي غلوا ً قوميا ً، ولا وطنيا ً، ولا مناطقيا ً، ولست كاتبا ً أو مفكرا ً أو مثقفا ً، ولم اشتغل في السيرك، ولا في منظمات المجتمع المدني، ولا الجماهيري، ولست ماسونيا ً، ولا عضوا ً في عصبة أصحاب الراية الرمادية، ولا شيوعيا ً، ولا من أي حزب من أحزاب الله، وغير الله، ولا نصيرا ً ولا مؤيدا ً لهذا ضد ذاك، أو ذاك ضد هذا، بل ولم اعمل مدافعا ً عن حقوق البعوض، أو الغزلان، أو البرغوث...، بل أنا هو هذا الذي يجهل كيف مازال يجد القليل من الهواء....، كي يحافظ على ديمومة موته!
   وترك وجوههم شاخصة نحوه، تحدق فزعة في عينيه الشاردتين:
ـ بل كل ما ارغب ان أكون هو ان أكون هو أنا وليس آخر ...، يستدرجني للنطق نيابة عنه، حتى لو كان فأرا ً أو أسدا ً أو حمامة..، أنا ارغب بالقليل من الموت كي أعيش هلاكي من غير ذعر.
اقترب رئيس الأطباء منه:
ـ أرجوك، أيها المحترم، تهذب قليلا ً...، فقد أفرطت...، حتى تبدو قد أدمنت...، وقد اجتمعت فيك علل التمرد، والمعارضة، والعصيان! فأنت تكاد لا تعرف مع من تتكلم...، بل وتجهل إننا رأس الهرم في النخبة...، التي تشرف على السلامة...؛ سلامة هذه الحديقة...، فما معنى كل هذه الزلات...؟
ـ سيدي، مع إنني بكامل قواي العقلية، إلا إنني، في الواقع...، اشعر ان هناك     ...، قوة ما توشك على الانفجار ....، وإنني غير قادر على منعها!
ودمدم مع نفسه بصوت غامض، معترفا ً انه كان يود لو عرف القائد الحقيقة كاملة، ليس إلا...!
لكن ذهنه شرد إلى صوت احدهم يحاور نفسه:
ـ كأن القائد لا يتتبع أحلام موتاه وهذياناتهم...؟
وسمع آخر يضيف:
ـ ولا يفك مشفرات  التقارير التي ترده من هنا ومن هناك.
وأضاف ثالث:
ـ مسكين، قائدنا، لم يعد يعرف ماذا يجري.
تأوه بعمق، مرددا ً مع نفسه: أ ..، لو سمحتم لي بالصمت.
إنما انفجرت الحناجر، بصوت واحد، مدو ٍ:
ـ منحرف، منحرف، منحرف!
   آنذاك، بهدوء، هو الآخر، اخرج مسدسه الكاتم للصوت، وصوبه فوق صدغه، وقال:
ـ لا غبار على ان التقرير بلغ كماله، دقته، نسجه، إحكامه، وذروته!
   وصاح بصوت جهوري:
ـ لأن وجودنا ليس إلا فداء ً له! عاش عاش عاش القائد..!
     صفقوا  له طويلا ً، حتى لم ينتبهوا لغيابه. فقال المساعد التاسع:
ـ أقول...، وأنا بصدد هذه الخاتمة السعيدة، الباذخة، رغم ما شابها من التباسات، وزلات، ومفارقات، واقر واعترف بما ينبغي اتخاذه من قرارات جديرة بنا...، فالتاريخ ليس كله صفحات نعيب، نعيق، نباح، عواء....، بل إنها ستبقى تمتلك لغز ذهابها ابعد منا ...، وإنما هناك هذا الانجرار العنيد لوضع حدود للأصوات!
   صمت برهة وتابع وسط الصمت التام الذي ساد:
ـ فانا أعلن عن انسحابي من هذه الهيئة الموقرة للعلماء والانضمام إلى الشعب الصامت...، فانا سأدربهم وأعلمهم أي فوائد لا تحصى يمكن ان يحصل عليها جراء إعلان الصمت، وعدم إرباك نظام حديقتنا الخالد بالنعيق والفحيح والدندنة والثغاء والنقيق والعربدة والكركرة والشقشقة والجئير، وما شابه من الاستغاثات وطلب الغفران والرحمة ...، وأعلن لكم بأنني كنت احد المحرضين على إعلان هذا التمرد الناعم الباسل البهي...، السلس الشفاف الأنيق...، الندي الطري والجميل...، بإغلاق أفواهنا، قبل ان تغلق بالقوة، أو بما فوق القوة، فبعد ان جربنا آلاف الوسائل ولم نحصد إلا رماد خسائرها علينا ان نرتكن إلى إعلان الصمت العام، الناجز، الكامل والتام.
 لم ينبس أحدا ً بكلمة، حتى ان الإشارات الصادرة عن الأدمغة قد توقفت، خمدت، فقد كان رئيس الأطباء ينتقل من مساعد إلى آخر، يحدق في العيون، والأنوف، والأفواه، والآذان...، وعندما بحث عن فمه وجده توارى، وليس ثمة إلا ذبذبات تتموج وتتصادم لم تترك صوتا ً أو صدى، تملأ القاعة، وقد تخللت الفضاء فراغات مشغولة بذرات عديمة اللون والرائحة أثارت عنده رغبة بالعويل، والصراخ، إنما وجد انه لا يمتلك قدرة على التحكم بتحوله إلى فراغ.
24/3/2015


الخميس، 2 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح الرابع : الرحلة الى غابة الأرز-ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د أنور غني الموسوي 2015



ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح الرابع : الرحلة الى غابة الأرز

ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية لملحمة جلجامش البابلية ( هو الذي رأى العمق)

في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربان
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت حلماً .
الرؤيا التي رأيتها مبهمة تماماً
في وادي الجبل ....
الجبل سقط  فوق ...
بعدها نحن ...
من وُلد في البريّة يعرف كيف يعطي النصيحة .
إنكيدو تكلّم الى صديقه ، و فسّر حلمه .
صديقي ، حلمك بشرى حسنة
الرؤيا عزيزة و تبشرنا بالخير .
صديقي ، الجبل الذي رأيته ليس خمبابا
نحن سنتمكّن من خمبابا و سنقتله
 سنطيح بجثّته في ساحة القتال
و في صباح الغد سنرى علامة حسنة من إله الشمس

في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا ثانية  .
رؤياي الثانية فاقت الأولى
في حلمي ، يا صديقي ، الجبل ...
لقد ألقى بي الى الأسفل ، و أمسك بقدميّ
أصبح النور أكثر شدّة  ، و ظهر رجل
انّه الأجمل في الأرض ، جماله ...
من أسفل الجبل اجتذبني
أعطاني ماء لأشرب ، و هدَأ روعي
و على الأرض وضع قدميّ
إنكيدو تكلّم إليه
قائلاً لجلجامش
صديقي ، نحن سوف ..... ـ ، إنّه مختلف تماماً
خمبابا .... ،  ليس الجبل
إنّه مختلف تماماً
تعال ، و ازح عنك الخوف


في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا ثالثة  .
الرؤيا التي رأيتها مبهمة تماماً
السماء تبكي بصوت عال ، و الأرض تدمدم
النهار طُمِس ، و الظلمة تصاعدت
وكان هناك وميض برق ، و نار تتأجّج
اللهيب  مضطرم ، و الموت منهمر
.... و وميض النار تأجّج بعيداً ....
حيث إستحال الى رماد
أنت ولدت في البريّة ، أيمكننا ان نسمع نصيحتك ؟
مصغياّ الى كلمات صديقه
فسّر إنكيدو الحلم ، قائلا لجلجامش
صديقي ، حلمك بشارة حسنة ، إنّها رسالة
كلما اقتربنا يا صديقي من الغابة
ستتوالى الاحلام  ، و المعركة ستصبح وشيكة
سنرى الهالة المشعّة للبعل
لخمبابا ، الذي في افكارك تخشاه كثيراً
أمسك قرونه كثور تصرعه
و اطح برأسه الى الاسفل بكل قوتك
الرجل الكبير الذي رأيته هو إلهك القويّ
إنّه من أنجبك ، المقدّس لُكَلباندا

في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل احمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا رابعة .
انها تفوق احلامي الثلاثة السابقة
لقد رأيت طائر الرعد في السماء
إنّه مرتفع كغيمة ، يحلّق فوقنا
لقد كان ... ،  كان مظهره بشعاً
فمه اللهب ، و نَفَسه الموت
وكان هناك أيضا رجل ، غريب الهيئة
كان .... ، و وقف هناك في حلمي .
لقد طوق جناحيه ، و أمسك بيدي
لقد اطاح به أرضا أمامي ...
فوقه ....
لقد رأيتَ طائر الرعد في السماء
مرتفعا كغيمة ، يحلّق فوقنا
كان ... ، و كان مظهره بشعا
فمه اللهب ، و نفسه الموت
أنت  ستخشى سناءه المرعب
أنا سوف .... قدمه ، و أجعلك تنهض
الرجل الذي رأيته إنّ العظيم شَمَش
صديقي ، ميمون هو حلمك
..... هذا ......
خمبابا مثل ....
سوف نكون أكثر ضراوة  ..... عليه
..... ، سنقف فوقه
و في صباح الغد سنى علامة حسنة من إله الشمس
في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا خامسة .
يا صديقي لقد رأيت حلما
كم هو مشؤوم ، كم هو محزن  ، كم هو مبهم
وجدتني محتجزا من قبل ثور من البريّة
مثلما يشقّ الأرض بصوته العالي
غيوم من الغبار تتصاعد عاليا في السماء
و أنا ، أمامه ، أعلّم نفسي الإقدام
أخذ يحتجز ، ..... طوّق ذراعيّ
لقد حررني .... بقوّة
وجنتي .....
لقد أعطاني من قربته ماء لأشرب
البعل ، يا صديقي ، الذي سنواجهه
ليس ثورا بريّاً ، إنًه مختلف تماماً
الثور الذي رأيته هو شَمَش المشرق
إنّه سيشدً على أيدينا في الأوقات الصعبة
الشخص الذي أعطاك ماء من قربته
إنّه إلهك ، الذي يرعاك ، السماوي لُكَلباندا
نحن يجب ان نتحلّى بالقوة ، و نعمل شيئا فريداً
البطولة التي لا مثيل لها على وجه الأرض
.....
.....
لماذا ، يا صديقي ، دموعك تنساب ؟
يا سليل أوروك
الآن قف ....
جلجامش الملك ، سليل أوروك
شَمَش سمع ما تحدّث به
أصدر من بعيد ، من السماء صرخة
أسرعوا ، قفوا بوجهه ، خمبابا يجب الا يدخل غابته
يجب الا يدخل الأجمة ، يجب الا ....
يجب الا يلتحف بالعباءات السبعة
واحدة هو ملتحف بها ، و ستة منزوعة
هما...
كثور بريّ شرس ، القرون معقوفة ....
لقد جأر مرّة ، بصوت مليء بالذعر
حارس الغابة يجأر
كان خمبابا يرعد كإله العاصفة
.....
.....
إنكيدو فتح فمه ليتكلّم
قائلا لجلجامش
نزل....
ذراعاي تصلّبتا...
جلجامش فتح فمه ليتكلّم
قائلا لإنكيدو
لماذا يا صديقي يجب أن نتكلّم كالضعفاء؟
ألسنا من قطع كل هذه الجبال ؟
أليس ... امامنا
قبل أن نرجع ...
صديقي الخبير في النزال
الذي .... المعركة
انت... و انت تخشى
ليكون لصراخك دويّ كالطبل
دع التصلب يغادر ذراعيك ، و الوهن ركبتيك
خذ يدي يا صديقي ، و علينا ان نذهب معا
دع افكارك تكون في المعركة
انسَ الموت و انشد الحياة .
الرجل الحذر ...
دعه ، الذي يمشي اولا ، يحمي نفسه  ، و يحافظ على سلامة رفيقه
هكذا يصنعا اسما خالدا على مرّ الايام
بعد مسافة  .... وصل الإثنان
قطعا كلامهما و توقّفا

Tablet IV. The Journey to the Forest of Cedar
 .
[At twenty] leagues they broke bread,
[at] thirty leagues they pitched camp:
[fifty] leagues they travelled in the course of a day,
by the third day [a march] of a month and a half;
nearer they drew to Mount Lebanon.
[F acing the sun they] dug [a well,] IV 5
[they put fresh water in ... ]
[Gilgamesh climbed to the top of the mountain,]
[to the hill he poured out an offering of flour:]
['0 mountain, bring me a dream, so I see a good sign!']
[Enkidu made for Gilgamesh a House of the Dream God,] IV 10
[he fixed a door in its doorway to keep out the weather.]
[In the circle he had drawn he made him lie down,]
[and falling flat like a net lay himself in the doorway.]
[Gilgamesh rested his chin on his knees,]
[sleep fell upon him, that spills over people.] IV 15
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:]
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?]
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?] IV 20
[My friend, I have had the first dream!]
31 I. The Standard Version, Tablet IV
'[The] dream that I had [was an utter confusion:]
[in] a mountain valley ..... .
[The mountain] fell down on top of ...... ,
[then] we like ......... '
[The one] born in the [wild knew how to give counsel,]
Enkidu spoke to his friend, [gave his dream meaning:]
'My friend, [your] dream is a good omen,
the dream is precious [and bodes us well.]
IV 25
'My friend, the mountain you saw [could not be Humbaba:] IV 30
[we] shall capture Humbaba, [him] we [shall slay,]
we shall [cast down] his corpse on the field of battle.
And next morning [we shall see a good] sign [from the Sun
God.]'
At twenty leagues they broke [bread,]
at thirty leagues they pitched [camp:] IV 35
fifty leagues they travelled in the course of [a day,]
by the third day a march of [a month and] a half;
nearer they drew to Mount [Lebanon.]
5 'At twenty leagues they broke bread'.
Facing the sun they dug a well,
[they put fresh] water [in ... ]
Gilgamesh climbed to the top [of the mountain,] IV 40
[to the hill] he poured out an offering of flour:
'0 mountain, bring me a dream, [so I see a good sign!]'
32 THE EPIC OF GILGAMESH
Enkidu made for [Gilgamesh a House of the Dream God,]
[he fixed a door in its doorway to keep out the weather.]
[In the circle he had drawn he made him lie down,] IV 45
[and falling flat like a net lay himself in the doorway.]
[Gilgamesh rested his chin on his knees,]
[sleep fell upon him, that spills over people.]
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:] IV 50
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?]
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?]
[My friend, I have had the second dream!'] IV 54
Gilgamesh's relation of his second dream has not survived in Tablet IV, but the
gap can be filled by a paraphrase of an earlier version of the epic which comes
from the Hittite capital, Hattusa, and dates to the Middle Babylonian period:
'My second dream sur [passes ] the first.
In my dream, my friend, a mountain ... ,
it threw me down, it held me by my feet ...
The brightness grew more intense. A man [appeared,]
the comeliest in the land, his beauty ...
[From] beneath the mountain he pulled me out and ...
He gave me water to drink and my heart grew [calm.]
[On] the ground he set [my] feet.'
Enkidu [spoke] to him,
[saying] to Gilgamesh:
'My friend, we shall ... , he is different altogether.
::-Humbaba ... is not the mountain,
he is different altogether ...
Come, cast aside [ your] fear ... '
The text of Tablet IV resumes:
33 I. The Standard V ersion, Tablet IV
[At twenty leagues they broke bread,]
[at thirty leagues they pitched camp:] IV 80
[fifty leagues they travelled in the course of a day,]
[by the third day a march of a month and a half;]
[nearer they drew to Mount Lebanon.]
[Facing the sun they dug a well,]
[they put fresh water in] ...
[Gilgamesh climbed to the top of] the mountain, IV 85
[to the] hill [he poured out an offering of flour:]
'[0 mountain], bring me a dream, so I see [a good sign!]'
[Enkidu] made for [Gilgamesh a] House of the Dream God,
[he fixed] a door in its doorway to keep out the weather.
[In the circle he had] drawn he made him lie down, IV 90
[and falling flat] like a net lay himself in the doorway.
Gilgamesh rested his chin on his knees,
sleep fell upon him, that spills over people.
[In the] middle of the night he reached his sleep's end,
he rose and spoke to his friend: IV 95
'My friend, did you not call me? Why have I wakened?
Did you not touch me? Why am I startled?
Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?
My friend, I have had the third dream!
'The dream that I had was an utter confusion: IV 100
heaven cried aloud, while earth did rumble.
The day grew still, darkness came forth,
there was a flash of lightning, fire broke out.
'[The flames] flared up, death rained down .
. . . and the flashes of fire went out, IV 105
[where] it had fallen turned into cinders.
[ You were] born in the wild, can we take counsel?'
THE EPIC OF GILGAMESH
[Having heard the words of his friend,]
Enkidu gave the dream meaning, saying to Gilgamesh:
'[My friend,] your dream is a good omen, fine is [its
message.]' IV 109
The rest of Enkidu's explanation of the third dream is lost, but this lacuna in
Tablet IV can be filled in part from the Old Babylonian school tablet from
Nippur:
'We draw, my friend, ever nearer the forest, OB Ni I
the dreams are close, the battle soon.
You will see the radiant auras of the god,
of *Humbaba, whom in your thoughts you fear so much.
'Locking horns like a bull you will batter him, OB Ni 5
and force his head down with your strength.
The old man you saw is your powerful god,
the one who begot you, divine Lugalbanda.'
The text of Tablet IV becomes available again:
[At twenty] leagues they [broke bread,]
[at thirty] leagues they pitched [camp:]
[fifty] leagues they travelled [in the course of a day,]
by the third [day a march] of a month and a half;
nearer they drew to Mount Lebanon.
[F acing] the sun they dug [a well,]
they put [fresh water] in ...
Gilgamesh [climbed] to the top [of the mountain,]
to the [hill he poured] out an offering [of flour.]
['0 mountain, bring me a] dream, [so I see a good sign!]'
[Enkidu made for Gilgamesh a House of the Dream God,]
[he fixed a door in its doorway to keep out the weather.]
[In the circle he had drawn he made him lie down,]
[and falling flat like a net lay himself in the doorway.]
IV 120
IV 125
IV 130
35 I. The Standard Version, Tablet IV
[Gilgamesh rested his chin on his knees,]
[sleep fell upon him, that spills over people.]
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:]
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?]
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?]
[My friend, I have had the fourth dream!']
IV 135
IV 140
The details of the fourth dream and its explanation are not well preserved in
Tablet IV, but the Old Babylonian tablet from Nippur supplies a more complete
version of the text:
'My friend, I have had the fourth,
it surpasses my other three dreams!
I saw a Thunderbird in the sky,
up it rose like a cloud, soaring above us.
'It was a ... , its visage distorted,
its mouth was fire, its breath was death.
[There was also a] man, he was strange of form,
he ... and stood there in my dream.
'[He bound] its wings and took hold of my arm,
...... he cast it down [before] me,
......... upon it.'
After a short lacuna, Enkidu explains the dream:
, [ You saw a Thunderbird in the sky,]
[up] it [rose like a] cloud, soaring above us.
'It was a ... , its visage distorted,
its mouth was fire, its breath was death.
You will fear its awesome splendour,
I shall ... its foot and let you arise!
'The man you saw was mighty Shamash ... '
OB Ni 10
OB Ni IS
OB Ni 20'
OB Ni 25'
THE EPIC OF GILGAMESH
The text of Tablet IV resumes, though badly broken:
'[My friend, favourable is] your dream ...... , IV 155
• ..... this ..... .
. . . Humbaba like ...... ,
• .. will be kindled ... upon [him.]
'We shall bring about his ... , we shall bind his wings,
• . . . . .... we shall . . . IV 160
His ...... , we shall stand upon him.
[And next] morning we shall [see] a good sign from the Sun
God.'
[At twenty leagues] they broke bread,
[at thirty leagues] they pitched camp:
[fifty leagues they] travelled in the course [of a day.] IV 165
[F acing the sun] they dug a [well,]
they put [fresh water] in ...
Gilgamesh [climbed] to the top [of the mountain,]
to [the hill he] poured out an offering of [flour.]
'[0 mountain, bring me] a dream, [so I see a good] sign!' IV 170
Enkidu [made] for [Gilgamesh a House of the Dream God,]
he fixed [a door in its doorway to keep out the weather.]
In the circle [he had drawn he made him lie down,]
[and falling] flat [like a net] lay [himself in the doorway.]
[Gilgamesh] rested his [chin on his knees,] IV 175
[sleep fell] upon [him, that spills over people.]
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:]
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?] IV ISO
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?]
[My friend, I have had the fifth dream!']
37 I. The Standard Version, Tablet IV
Lacuna. Another account of one of the dreams and Enkidu's explanation of it
survives in an Old Babylonian tablet from Tell Harmal, ancient Shaduppum:
'My friend, 1 had a dream:
how ominous it was, how desolate, how unclear!
'I had taken me hold of a bull from the wild:
as it clove the ground with its bellows,
the clouds of dust it raised thrust deep in the sky,
and I, in front of it, leaned myself forward.
'Taking hold of ...... enclosed my arms .
. . . he extricated [me] ... by force . ..
My cheek ... , my ... ,
[he gave] me water [to drink] from his waterskin.'
'The [god,] my friend, we are going against,
he's not the wild bull, he's different altogether.
The wild bull you saw was shining Shamash,
he will grasp our hands in time of peril.
'The one who gave you water to drink from his skin
was your god who respects you, divine Lugalbanda.
We shall join forces and do something unique,
a feat that never has been in the land!'
When the text of Tablet IV resumes, the heroes have almost reached the Forest
of Cedar, and Enkidu is giving Gilgamesh courage:
'[Why, my friend, do your tears] flow? IV I95
[0 offshoot sprung from] Uruk's midst, ...
. . . now stand and ... ,
Gilgamesh [the king,] offshoot sprung from Uruk's midst, ... '
[Shamash] heard what he had spoken,
[straight] away [from the sky there cried out] a voice: IV 200
'Hurry, stand against him! Humbaba must not [enter his forest,]
[he must not] go down to the grove, he must not ... !
THE EPIC OF GILGAMESH
'He [must not] wrap himself in his seven cloaks ... !
[One] he is wrapped in, six he has shed.'
They ........... .
like a fierce wild bull, horns locked ...
He bellowed once, a bellow full of terror,
the guardian of the forests was bellowing,
Humbaba was [thundering] like the God of the Storm.
A long lacuna intervenes, then:
[Enkidu] opened his [mouth] to speak,
[saying to Gilgamesh:]
, ... have come down ...... ,
• ..... and [my arms] grow stiff!'
[Gilgamesh] opened his mouth to speak,
saying [to Enkidu:]
'[Why,] my friend, do we [speak] like weaklings?
[Was it not we] crossed all of the mountains?
'[Did not] . . . . . . . . . before us?
Before we withdraw ..... .
My [friend,] experienced in combat,
who ... battle ..... .
'You ... and you fear not ... ,
IV 205
IV 210
IV 239
IV 245
• .. like a dervish, and change. . . IV 250
Let [your shout] resound [like] a kettle drum,
let the stiffness leave your arms, the tremors [your knees!]
'T ake my hand, friend, and we shall go [on] together,
[let] your thoughts dwell on combat!
Forget death and [seek] life! IV 255
• ..... the careful man.
39 I. The Standard Version, Tablet V
"'[Let him who] goes first be on guard for himself and bring his
comrade to safety!"
It is they made a name [for days] long in the future!'
[At the] distant . .. the two of them arrived,
[they ceased] their talking and came to a halt.


الأربعاء، 1 أبريل 2015

غالب المسعودي - ألقمرُ عالياً في السماء (قصة سُريالية)

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح الخامس : القتال مع خمبابا-ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د. أنور غني الموسوي 2015


ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح الخامس : القتال مع خمبابا
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د. أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية البابلية لملحمة جلجامش ( هو الذي رأى العمق)


وقفا هناك متعجبين عند الغابة
يحدّقان في الأرز السامق
يحدّقان في مدخل الغابة
 حيث خمبابا ذهب و جاء ، فكان له هناك أثر ٌ
الدرب كانت مستقيمة ، و الطريق سالكة
لقد شاهدا جبل الأرز ، عرش الألهة
في وجه الجبل ، يكثر الأرز بوفرة
كان ظله لطيفا ، و مليء بالبهجة
كثيفاً و متشابكاً كان الشوك
.... أرز ، أشجار البلوكّو ....
فوراً الخناجر .....
من أغمادها
الفؤوس كانت ممسوحة
بلطة و خنجر في ....
واحد ....
استرقا . ...
خمبابا ....
جلجامش فتح فاه ليتكلّم
قائلاً لإنكيدو
ماذا ؟ با صديقي ...
لأجل إنليل.....
إنكيدو فتح فاه ليتكلّم
قائلا لجلجامش
صديقي ، إنّ خمبابا ...
واحد لواحد ...
كسائين ، إلا أنّه ...
رغم شدّة المنحدر ، إستطاع إثنان التغلب على ذلك
إثنان .......
حبل بثلاث طيات لا يقطع
حتى الأسد العظيم يستطيع الاثنان التغلّب عليه
نحن وصلنا الى مكان لا يجب للانسان ان يبلغه
دعنا نضع أسلحتنا في طريق خمبابا
إنكيدو  أوضح ذلك لصديقه
إنّ خمبابا هجمة عاصفة
كإله العاصفة سيطرحنا أرضا
( وبعد نقص في اللوح الخامس يظهر البطلان وجها لوجه مع خمبابا)
خمبابا فتح فاه ليتكلّم
قائلا لجلجامش
( دع المغقلين يأخذون نصيحةً ، جلجامش مع المتوحّش الغليظ )
لماذا أتيت الى هنا ؟
تعال ، إنكيدو ، أنت ـ كفرخ سمكة ،  الذي لا يعرف أبا
يافع كسلحفات ، لم يرضع حليب أمّ
في شبابك رأيتك ، لكنّي لم أقترب منك
هل .... ملأت بطني
الأن بخيانة أتيت بجلجامش
و تقف هنا يا إنكيدو كعدو غريب
أنا سأنتزع حلقوم جلجامش
سأطمع لحمه للطيور الكاسرة و النسور المفترسة .
جلجامش فتح فاه قائلا لإنكيدو
ملامح خمبابا قد تغيّرت
و رغم إنّا تجاسرنا و أتينا الى عرينه للتغلّب عليه
الا ان فؤادي لن..... بسرعة ....
إنكيدو فتح فاه
قائلا لجلجامش
لماذا يا صديقي تتحدّث كالضعيف
بكلماتك الضعيفة هذه أنت تجعلني كئيبا
الأن يا صديقي ، ليس أمامنا الا مهمّة واحدة
النحاس قد صبّ في القالب
لنضرم النار ساعة ، و .... الجمر لساعة .
لتبعث بالطوفان لأجل أن تصدّع جلده
لا ترجع الى الوراء و لا تتقهقر
إجعل ضربتك قويّة
*
ضرب بقوّة الأرض ، و توجّهَ بوجهه قدما
عند اقدامهم تشقّقت الأرض
لقد خطّموا بصراعهم جبال سيريون و لبنان
الغيوم البيضاء أصبحت سوداء
أمطرت عليهم موتاً كسديمٍ
شَمَش هيَّجَ ريحا عاصفة هوجاء على خمبابا
ريح جنوبيّة ،  ريح شماليّة ،  ريح شرقيّة ، و ريح غربيّة
اعصار ، تيفون ، زوبعة ، عاصفة
ريح الشرّ ، ريح الغاب ، ريح هوجاء ، تورنادو
ارتفعت ثلاثين ريحاً ،حتى اظلمّ وجه خمبابا
فلا يستطيع أن يهجم الى الأمام ، و لا أن يرفس الى الخلف .
بعدها نالت أسلحة جلجامش من خمبابا
في استعطاف طالبا للحياة ، قال خمبابا لجلجامش
أنت فتيّ جدا يا جلجامش ، أمّك ولدتك فقط
الا أنّ الحقيقة أنّك ابن البقرة البريّة نِنسُن
بأمر شَمَش  أنت سوّيّت الجبال
يا سليل أوروك ، جلجامش الملك
...يا جلجامش ، الرجل الميت لا يستطيع ...
.... حيّاً لأجل مَلِكه
إبقِ على حياتي يا جلجامش
دعني أبقى هنا لأجلك في غابة الأرز
الأشجار ككثيرين ستكون طوع أمرك
و سأحاميك ...
الأشجار ستشعر بالفخر أنّها ستكون من سراياك
إنكيدو فتح فمه ليتكلّم
 قائلا لجلجامش
لا تصغ يا صديقي لكلمات خمبابا
لا تستجب لإستراحمه
خمبابا فتح فمه ليتكلّم
قائلا لإنكيدو
أنت خبير في طرقات غابتي
و أيضا تعرف كلّ فنون الكلام
يتوجّب عليّ أن التقطك ، و اجعلك تتدلّى من شجيرة في طريق الغابة .
و سأطعم جسدك للطيور الكاسرة ، و النسور المفترسة .
الآن يا إنكيدو ، إطلاق سراحي يقع على عاتقك
قل لجلجامش أن يبقي على حياتي
إنكيدو فتح فاه لتيكلّم
قائلا لجلجامش
صديقي ، خمبابا هو من يحمي غابة الأرز
اجهز عليه ، و اسلبه قوّته
خمبابا هو من يحمي غابة الأرز
أجهز عليه ، و اسلبه قوّته
قبل أن يسمع إنليل المبجّل بما نفعل
الإلهة العظيمة ستتحدّث عنّا بغضب
إنليل في نيبرو ، و شَمَش في لارسا
سجّل ذكراً خالداً لا يمحى
كيف أنّ جلجامش صرع المفترس خمبابا
خمبابا سمع ما قاله إنكيدو
رفع رأسه و .....
خمبابا فتح فاه ليتكلّم
قائلا لإنكيدو
أنت تجلس أمامه كراعي غنم
كأجير عنده تنفذ أوامره
الآن إنكيدو ، على عاتقك يقع إطلاق سراحي
اطلب من جلجامش أن يبقي على حياتي
إنكيدو فتح فاه
قائلا لجلجامش
خمبابا هو من يحمي غابة الأرز
أجهز عليه ، و اسلبه قوّته
قبل أن يسمع إنليل المبجّل بما نفعل
الإلهة العظيمة ستتحدّث عنّا بغضب
إنليل في نيبرو ، و شَمَش في لارسا
سجّل ذكراً خالداً لا يمحى
كيف أنّ جلجامش صرع المفترس خمبابا
خمبابا سمع ... فلعنهما بمرارة
(( ليت أنّ أيّا منهما لا يطول به العمر
، و لا أحد  يواري جثمان إنكيدو غير جلجامش   ))
إنكيدو فتح فمه ليتكلّم
قائلاً لجلجامش
صديقي ، أنا اتحدّث اليك وانت لا تصغي
بينما هذه اللعنات....
دع تلك اللعنات ترجع الى فمه
جلجامش سمع كلمات صديقه
فاستلّ خنجره
 و طعنه في عنقه
إنكيدو ... بينما هو انتزع رئتيه
منبثق ....
من الرأس ، أخذ الانياب كغنيمة
المطر انهمر على الجبال بغزارة
... انهمر على الجبال بغزارة
إنكيدة فتح فاه ليتكلّم
قائلا لجلجامش
صديقي نحن قد أطحنا بشجر الارز الباسق
الذي يناطح السماء
ساصنع باباً ، ستة  خيزرانات ارتفاعه ، وخيزرانتان عرضه
وذراع سمكه
ركائزه و قمته و قاعدته كلها ستكون  قطعة واحدة .
*
( و بعد نقص في اللوح)
*
ربطا الطوف ببعضها ، و وضعا عليها الأرز
إنكيدو كان مدير الدفّة
و جلجامش حَمَل رأس خمبابا .

(انتهى اللوح الخامس )

ثقافات || الغرائِبيّ وسُلطة الذاكرة

الثلاثاء، 31 مارس 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح السادس : عشتار و الثور السماوي-ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د. أنور غني الموسوي 2015


ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح السادس : عشتار و الثور السماوي
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د. أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية البابلية لملحمة جلجامش ( هو الذي رأى العمق)


 غسل جلجامش شعره المتلبّد ، و نظّف أداوته
و أسدل شعره على قفاه
طرح عنه ثيابه المتسخة و أرتدى ثوباً نظيفاً
اتشح بعباءة شدّها حوله بنطاق
بعدها وضع جلجامش تاجه على رأسه
الى جمال ججامش نظرت السيّدة عشتار  بتوق
((تعال جلجامش ، كن عريسي ))
إمنحني فاكهتك ، هيا إمنحني .
لتكن زوجي و أكون زوجتك .
دعني أحملك على مركبة  من اللّازورد و الذهب
عجلاتها من الذهب و قرونها من الكهرمان
يقودها أسود و بغال كبيرة
أدخل بيتك وسط شذى الأرز العطر
حالما تدحل بيتك
سيقبّل قدميك المدخل و الدكّة
الملوك و البلدان و النبلاء سينحنون أمامك
خيرات الجبل و الوديان ستجلب اليك كجزية
عنزاتك ستحمل ثلاثا ، و نعاجك ستحمل توأماً
حمارك في حمله سيفوق كل بغل
و حصانك سيعدو بالمركبة ببهاء
لا ثور سيعادل ثيرانك في الحقل
جلجامش فتح فاه ليتكلّم
مخاطبا السيّدة عشتار
و أنا إن اتخذتك زوجة
البدن و اللباس ...
من أين سيأتيني طعامي  و رزقي ؟
هل ستطعميني الخبر المعمول للآله ،
و هل ستسقيني الشراب المعمول للملك ؟
من الذي سيتخذك زوجة ؟
أنت الصقيع الذي لم يجمّد ثلجاً
أنت الباب التي لا تصدّ ريحاً
أنت القصر الذي يصرع ... الأبطال
أنت فيل ... رحله
أنت قير يلوّث يد حامله
أنت قربة تقطع يد حاملها
أنت حجر يضعف به البناء
أنت الكبش الذي يحطّم الجدران للعدو
أنت النعل التي تقرص رجل صاحبها
أيّ عريس لك بقي الى الأبد؟
أي جندي شجاع من جندك قد صعد الى السماء ؟
تعالي ، أقصّ عليك حكاية عشّاقك
.... ذراعه
دُموزي ، حبيب صباك
عام بعد عام  ، في رثائك قضيت عليه
لقد عشقت طائر الألّالّو المرقّط
لكنّك اسقطتيه أرضا و كسرتي جناحه
الآن هو في الغابات يبكي و يقول ( جناحي)
لقد أحببت الأسد كامل القوّة
لكنّك حفرت له سبع حفر و سبع
لقد أحببت الحصان ، المشهور في الحلبة
لكنّك جعلت مصيره السوط و الجلد
وجعلت مصيره العدو سبعة فراسخ
و جعلتيه يشرب الماء العكر
و قضيتي على سيليلي أمّه لبكائها الدائم
لقد أحببت راعي الغنم ،
الذي حمل اليك الخبز المخمّر الحار
و نحر الجداء لك كل يوم
لقد ضربتيه و مسخته ذئباً
الآن الرعاة يطردونه بعيدا
و كلابه صارت تعضّ ساقيه
لقد عشقت إشُلّانو  ، بستانيّ أبيك
الذي حمل اليك التمر في سلّة
و يوميا يجعل مائدتك مليئة
أنت نظرت اليه و ذهبت للقائه
(( يا إشُلّانو  الحبيب دعنا نتذوّق رجولتك
مدّ يدك الى مفاتني ))
لكنّ إشُلّانو قال لك :
((أنا ؟ ما حاجتك بي ))
ألم تخبز أمّي بعد ؟  و لم آكل .
لآكل من خبز الخيانة و الإهانة
ولأجعل السمّار فقط ما يغطيني في الشتاء ؟
حينما سمعتِ ما قال
ضربتيه و جعلتيه قزماً
لقد أجلستيه وسط بستانه
لا يستطيع النهوض و لا التحوّل
هل عليك ان تحبّيني أيضا و تعامليني هكذا .
الإلهة عشتار سمعت هذه الكلمات
صعدت الى السماء غاضبة
ذهبت باكية الى آنو ، أبيها
أمام آنتو أمّها  سال دمعها
يا أبي ،  مرارا و تكرارا لا زال جلجامش يزدريني
يخبرني قصّة السمعة السيئة
السمعة السيئة عني و الإهانة ايضا
آنو فتح فاه ليتكلّم
مخاطبا السيدة عشتار
  لا تكوني أنت من أثار الملك جلجامش
لذلك أخبر بقصة السمعة السيئة
السمعة السيئة عنك و الإهانة ايضا
عشتار فتحت فاها للتكلّم
قائلة لأبيها آنو
(( أبي ، أرجوك هب لي ثور السماء
بذلك أستطيع أن أقتل جلجامش في عقر داره
إن لم تعطني ثور السماء
فأسحطّم بوّابة العالم السفلي و أفتحها على الأرض
الى العالم سأحرّر العبيد المكبّلين
سأجعل الميت يفني الحي
سأجعل الموتى يفوقون الأحياء عددا
آنو فتح فاه
مخاطبا السيّدة عشتار
إذا أردت ثور السماء
فدعي ألأرملة في أوروك تجمع تبن سبع سنين
 و دعي فلاح أوروك ينمّي عشب سبع سنين
عشتار فتحت فمها
قائلة لأبيها آنو
.... قد جمعتُ سلفاً
.... قد نمّيتُ سلفاً
الأرملة في أوروك جمعت تبن سبع سنين
و الفلاح قد نمّى عشب سبع سنين
بغضب هذا الثور سآخذ بثأري
آنو سمع كلمات عشتار هذه
و وضع رشاء الثور السماوي في يدها
نزلت عشتار به الى الأرض
حينما وصل أرض أوروك
جفّف الغابات و الخيزران و المستنقعات
اتجه الى النهر ، أنزل ماءه سبع أذرع
بخوار واحد ثور السماء صنع حفرة
سقط فيها مئة رجل من أوروك
و حينما خار ثانية صنع حفرة أخرى
سقط فيها مئتا رجل من أوروك
في المرّة الثالثة صنع حفرة
سقط فيها إنكيدو الى خصره
لكنّه وثب و أمسك الثور من قرنه
فرشق الثور وجهه برغائه
و بخصلة ذيله ...
إنكدو فتح فمه لتكلّم
قائلا لجلجامس صديقه
صديقي ، أنا قد اختبرت بأس الثور
فعلمت أين قوّته و غايته
دعني اختبر بأسه ثانية
سأكون خلفه
وسـأقيّده بذيله
سأضع قدمي على ساقه من الخلف
بعدها أنت كجزّار شجاع و ماهر
بين قرنه و منحره اطعنه بسكينك
إنكيدو بسرعة صار خلف الثور
قيّده بذنبه
وضع قدمه على ساقه من الخلف
....
بعدها جلجامش كجزّر شجاع و ماهر
بين قرنه و منحره طعنه بسكينه
بعد أن أجهزا على ثور السماء
إستخرجا قلبه و وضعاه أمام شَمَش
و إنحنيا في حضرة إله الشمس
بعدها جلس الإثنان معا
عشتار ذهبت عند سور أوروك
تنوح و تدعوا بالويل
متحسّرة ، جلجامش الذي سخر مني قد  قتل ثور السماء
إنكيدو سمع كلمات عشتار
فاتنزع ورك الثور و رمى به الى ناحيتها
((إن أنا ظفرت بك سأفعل بك مثل ما فعلت به
سأربط ذراعيك بأحشائه ))
عشتار جمعت كل جارية و بغيّ
و حول ورك الثور السماوي أقامت شعائر الحداد
جلجامش استدعى جميع الحدادين و الحرفيين
حجم قرون الثور أذهل الحرفيين
ثلاثون منّا كان كل قرن
و منان ثخن غلافهما
و ستة أكرار كانت سعتهما
لقد قدّمها الى الهه لوكالبندا ، لتكون دهنا للمسح
فأخذها لتعلّق في حجرته
 ثمّ غسلا أيديهما في نهر الفرات
أخذ كل منهما بيد صاحبه في العودة
و بينما هما في مركبتهما  في طرقات أوروك
أحتشد الناس للنظر اليهما
جلجامش قال كلمة الى  وصيفات قصره
(( من  الأمجد بين الرجال ؟
من  الأبهى بين أقرانه ؟ ))
((جلجامش هو الأمجد بين الرجال
جلجامش هو الأبهى بين أقرانه))
أقام جلجامش حفلا في قصره
في الليل نام البطلان و استراحا في فراشهما
و بينما إنكدو نائم رأى حلما
إنكيدو صحى ليقصّ حلمه
قائلا لصديقه
&&&&&&&&&&
انتهى اللوح السادس
و يأتي بعده اللوح السابع : موت إنكيدو

الاثنين، 30 مارس 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح السابع : موت إنكيدو -ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د. أنور غني الموسوي 2015

ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح السابع  : موت إنكيدو
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د. أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية البابلية لملحمة جلجامش ( هو الذي رأى العمق)

( قال إنكيدو)
صديقي لماذا  الآلهة العظيمة  في إجتماع ؟
( ما يلي هذا البيت مفقود ، لكن هناك قطعة نثرية تذكر ما حصل تعتمد على لوح قديم )
(إنكدو أخذ يكلّم جلجامش : يا أخي ، لقد رأيت هذه الليلة رؤيا غريبة . الآلهة آنو ، إنليل ، إيا ـ و السماوي شَمَش ، قد عقدوا إجتماعاً. ولقد تحدّث آنو  الى  إنليل قائلا  ( هذا  لأنّهما قتلا الثور السماوي ، و قتلا خمبابا الذي كان يحرس الجبال المكتظة بالأرز ) . لذلك قال آنو ( من بين الاثنين دع أحدهما يموت ) . فقال إنليل ( دع إنكيدو يموت لكن لا تدع جلجامش يموت). فأخذ السماوي شَمَش يردّ على البطل إنليل ( ألم يكن بكلمتك قد استطاعا قتل الثور السماوي و أيضا خمبابا ؟ و الآن على  إنكيدو البريء أن يموت ؟  غضب إنليل بوجه السماوي شَمَش قائلا له ( ألم تكن كالشريك معهما تماشيهما كلَ يوم  ؟ )  .
إنكيدو إستلقى قبل جلجامش ، دمعه سال كالنهر ، يا أخي ، الأعزّ اليّ  هو أخي ، إنّهم لن يتركوني أقوم مرّة أخرى لأجل أخي ، بين الأموات سوف أكون ، و عتبة الموت سأجتاز ، لن أستطيع أن أنظر ثانية الى أخي .
( يستأنف اللوح السابع مع هذيان لإنكيدو)
إنكيدو رفع عينيه صوب الباب
تكلّم مع الباب وكأنّها إنسان
أيّتها الباب الخشبيّة التي لا شعور  لها
لقد فهمت ذلك بأنّك لا إحساس  لك .
قطعت عشرين فرسخاّ بحثا عنكِ ، عن الشجرة الأفضل
الى أن وجدت – في الغابة –  شجرة أرز طويلة .
شجرتك ليس لها مثيل في غابة الأرز
ستّ قصبات إرتفاعك ، قصبتان عرضك ، و ذراعٌ سمكك
قمّتك و قاعدتك قطعة واحدة
أنا صمّمتك ، أنا حملتك ، أنا أمسكتك في نيبّور
لو كنت أعلم أيتها الباب أنّ هذا سيكون جزائي منك
لو كنت أعلم انّ هذا سيكون مكافأتك لي
لكنت رفعت فأسي ، و هشّمتك
و لكنتُ جعلتِك عائمة كطوّافة الى إبابّارا
الى  إبابّارا ، معبد شَمَش  لكنت حملتك
و لكنتُ نصبتُ الأرز في بوّابة إبابّارا
و لكنت نصبت على مدخله تمثالا ضخما لطائر الرعد و ثور
في مدخلك لكنت و ضعت ....
و لكتت .... مدينة .... شَمَش
و في أوروك ....
لأنّ شَمَش قد سمع ما قلت
و في زمن المحنة اعطاني سلاحا
 و الآن أيّتها الباب ، أنا من صمّمك و من حملك
هل أستطيع الآن أن اهّشَمك ، هل بإمكاني الآن تمزيقك .
ربّما يأتي بعدي ملكّ يحمل البغض تجاهك
او .... أن يضعك  في مكان لا يراك فيه أحد
ربّما سيزيل إسمي و يكتب عليك إسمه .
 بينما جلجامش يسمع لكلماتك إنكيدو صديقه ، فاضت عيناه بالدموع من دون إرادة .
جلجامش فتح فاه ليتكلّم
قائلاً لإنكيدو
صديقي .... في .... فائق
أنت من امتلك الفهم و الحكمة  ، أتجدّف هكذا ؟
لماذا يا صديقي يتكلّم قلبك بتجديف ؟
الرؤيا كانت غريبة  ، تثير القلق
شفاهك بالحمّى تطنطن كذبابة
الخشية كبيرة ، كان الحلم غريبا .
الحِداد هو ما تترك الآلهة لمن يبقى حيّا
 الحلم يترك حزناً لمن يبقى حيّا
الى الآلهة العظيمة أنا سأتوسّل بتضرّع
دعني أقصد شَمَش ، سأناشد إلهك
في حضورك سأصلّي الى آنو أبي الآلهة
عسى أنّ مرشدي إنليل يسمع صلاتي في حضورك
عسى أنّ يجد تضرّعي عطفاً من إيا
سأعمل لكِ تمثالاً من ذهب بحجم عظيم جدا ...............
.......
( قال إنكيدو)
صديقي لا تعط فضّة ، و لا ذهبا ، و لا ....
كلمة إنليل ليست ك ....
ما أمَرَ به لن يُغَيّر
ما يعيّنه ، لن يغيّره
صديقي لقد كُتِب قدري
الناس يذهبون الى قدرهم قبل الأوان
وعند أوّل بصيص للفجر
إنكيدو رفع رأسه ، يندب نفسه لشَمَش
تحت أشعّة الشمس كانت دموعه تجري
أنا أناشدك يا شَمَش لأجل حياتي الغالية
 حالي كصياد
هو ما منعني ان أكون عظيما كصديقي
فالصيّاد ليس عظيما كصديقه
كسبه قليل و وارده ضئيل
ربّما كانت قسمته سيئة في حضرتك
البيت الذي يدخله ، تخرج  منه الآلهة من الشبّاك
بعد أن لعن حاله كصياّد و باح بما في قلبه
قرّر أيضا أن يلعن شمخات الغانية
تعالي شمخات ، أنا سأبيّن لك قدرك
قدر مشؤوم يرافقك للأبد
 سألعنك لعناً كبيرا
 لعنتي ستصيبك من الآن و الى الأبد
لن تحصلي على  بيت عائلة ليبهجك
و لن تعيشي وسط عائلة أبدا
في مخدع النساء الشابّات لن تجلسي
أجود كساء لك سيكون مدنّسا بالتراب
و رداءك للعيد سيكون ملوّثا بالقذارة
لن تحصلي على أيّ جمال
..... الفخّار
لا ....   تمتلكي
لن تفشر في بيتك مائدة للوليمة ليجتمع عليها الناس
سريرك الذي يبهجك سيكون بائسا
عند مفترقات الطرق سيكون جلوسك
و في ألأماكن الخربة سيكون منامك
و تحت ظلّ السور سيكون وقوفك
الشوك سيكون كساء قدميك
العاقل و المخمور  سيصفع خدّك
.... سيتهمك و يدّعي عليك
و سقف بيتك ليس من بنّاء يصلحه
و في غرفة نومك البومة ستقطن
 مائدتك لن تكون عليها وليمة
لأنّك جعلتِني ضعيفاً بعد أن كنت نقيّاّ .
أجل  في البريّة أنت أضعفتِني ، بعد أن كنت نقيّاً
شَمَش سمع ما تكلّم به
من السماء جاء صوت بكاء
إنكيدو لماذا تلعن شمخات الغانية ؟
التي اطعمتك خبراّ يليق بإله
و سقتك شراباّ يليق بالملك
و التي كستك بكساء بهيّ
وأعطتك رفيقاً النبيلُ جلجامش
و الآن جلجامش صديقك و أخوك
سيسجّيك على سرير بهيّ
على سرير الشرف سوف يطرحك
سيجعلك على يساره على دكة الاستراحة
حكّام العالم السفلي سيقبّلون قدميك
 أهل أوروك سيندبونك و ينوحون عليك
سكّان المعمورة سيملؤمهم الأسى لأجلك
بعد أن ترحل سيصبح شعره أشعثا من العويل عليك
و سيشدّ حزاما على خصره و يجوب البرّيّة
إنكيدو سمع كلمات شَمَش القويّ
قلبه الغاضب صار ليّنا
قلبه الهائج صار هادئا
تعالي شمخات أنا سأبيّن لك قدرك
فمي الذي لعنك سيباركك أيضاً
الأعيان سوف يحبّونك و كذلك النبلاء
على بعد فرسخ منك سيرقبك الرجال
و على بعد فرسحين سيصفّفون شعرهم لأجلك
و لن تجدي جنديّا يتأخّر في بذل ما لديه لأجلك
أحجارا كريمة سوف يعطيك ، اللازورد و الذهب
أقراط و مجوهرات ما سوف يعطيك
عشتار القديرة ستتكفّل بجمعك
بالرجل الغني صاحب البيت العامر و المال الوفير
لأجلك  ستهجره  زوجته ، و إن كانت أمّا لسبعة
بينما صار عقل إنكيدو كدراً
إستلقى على فراشه  و بدأ يتأمّل
ما في رأسه أخبر به صديقه
صديقي راودني حلم طول الليل
السماء تهدر و الأرض تدويّ
و أنا كنت هناك ، واقفا بينهما
كان هناك رجل ، بمظهر كالح
كان مثل طائر الرعد مرعبا
كانت يده يد أسد ، و ظفره مخلب نسر
لقد أمسكني من شعري ، لقد غلبني
لقد ضربته لكنه عاد و وثب ثانية
و ضربني و كطوف قلبني
لقد سحقني تحت قدميه كثور بريّ عظيم
لقد بلّل جسدي بسائل مسموم
أنقذني يا صديقي
أنت كنت تخشاه ، لكنّك ...
لقد ضربني و جعلني أبدو كحمامة
لقد مسك بذراعي كجناحي طائر
لقد قادني أسيرا الى بيت الظلام حيث مقام إركالّا
الى البيت الذي من دخله لن يغادره أبدا
في الطريق الذي ليس فيه عودة أبدا
على الباب الغبار كثيف
على بيت الغبار يخيّم السكون المميت
في بيت الغبار الذي دخلتُ
نظرتُ حولي ، رأيتُ تيجان مزدحمة
كان هناك رؤوس متوجّة حكمتِ الأرض في الأيام الخالية
من كانوا يحضرون الشواء لمائدة آنو و إنليل
الذين كانوا يقدمون الخبز المخمّر ، و يسقونهم الماء البارد
في بيت الغبار الذي دخلته
 لقد رأيت كهنة لاجارا
و كان هناك كهنة الطهارة و كهنة  لوماهّو
كان هناك كهنة الإلهة الكبير جوبادسو
كان هناك إتانا ،  و شاخّان
كانت هناك ملكة العالم السفلي ، إريشكيجال
أمامها جلس بَلَت - سيري  كاتب العالم السفلي
 ممسكا بلوح و قرأ بصوت مرتفع في حضرتها
لقد رفعت رأسها و رأتني
من الذي أحضر هذا الرجل هنا ؟
من الذي أتي بهذا الرفيق ؟
.... ( يعد انقطاع في اللوح)
أنا من تحمل الصعاب معك
تذكّرني ياصديقي و لا تنس ما فعلتُه
( قال جلجامش)
صديق أنظر بعين التفاؤل .
في اليوم الذي رادوه الحلم خارت قواه
إنكدو استلقى ، بقي مريضا يوما ، ثم اضاف يوما أخر
إتكيدو استلقى على فراشه ، و أشتدّ عليه المرض
اليوم الخامس ، و السادس و السابع و الثامن و التاسع و العاشر
مرض إنكيدو إشتدّ أكثر
لليوم الحادي عشر و الثاني عشر
و إنكيدو مطروح الفراش
نادى على جلجامش و تحدّث الى صديقه
الآله قد غضب عليّ
لن أموت كبطل في ساحات الوغى
كنت أخشى أنّ النزال ....
صديقي من يسقط في ساحة القتال يترك إسماً
أنا لن أسقط في ساحة القتال ،  و لن يكون لي إسمٌ

( قصّة الساعات الاخيرة لموت إنكيدو بما يقارب ثلاثين سطرا ناقصة من اللوح السابع)
&&&&&&&&&&&&&&&&&
إنتهى اللوح السابع و يأتي بعده اللوح الثامن ( جنازة إنكيدو )

تشكيل : سهى ألجميلي الجنيني مرئيا ً-عادل كامل





تشكيل


سهى ألجميلي
الجنيني مرئيا ً





عادل كامل
    اذا كان من الصعب، حتى بعد تحول الرموز إلى علامات تعمل كأشياء، أو كوحدات ضمن بنية محددة الأهداف، فان شيئا ً ما سابق على (الصورة) لا يمكن عزله عن الزمن: التتابع بنظام الحركة ومحركاتها.
     وليست الفنون التي غادرت تقاليد الرسم، قبل قرن، ومنها الشعبية، والأدائية، والمضادة لكل خبرة أو عرف، بإمكانها ان تلغي العلاقة بين ما يجذب البصر، وبين   تعددية التأويل للنص الواحد.
   والرسامة سهى ألجميلي، وهي تمارس منهجا ً تخلت فيه عن التشخيص، تترك للمصادفات ان تعمل وفق دوافعها المخبأة، أو التي سمحت لها ان تظهر بتحرر من القيود. فالتأويل يغدو مساحة مشغولة بالعلامات البصرية، كعلامات مستمدة من الطبيعة، ومن المدن تارة، ومن الجسد تارة ثانية، ولكن تبقى ثمة علامات محورة شبيهة بالتي تحدث في الأحلام، أو اللا متوقع وهو يأخذ موقعه في العملية البنائية.
   إنها أحيانا ً تبدو تحفر في الجدران، أو خلف القشور، وتذهب حيث ترصد ما يحدث للأشكال من تصادمات، وتداخلات، وتحولات، حتى تغدو بعض نصوصها استقصاء ً للعالم الجنيني ـ التكويني، لخلايا ما قبل اتخاذها نوعا ً أو شكلا ً محددا ً. فثمة مشتركات لهذه الأشكال تلقي الضوء على عالم يمتلك مخفياته، على انه سرعان ما يغدو مساحة تحررت من انغلاقها، لتبدو ـ كأشكال ـ انبثاقا ً، أو صرخة، أو انفجارا ً، بما تمتلكه من اتساع للبؤرة، كشبكة من الاتصالات شبيهة بما يحدث لنجم فقد هيأته.

 

     فهل ثمة نزعة مزدوجة بين أصول ترجع إلى انساق رسامي المغارات بالأساليب المتحررة من الأصول، أم أنها تهدم جدران العزل لتكوين عالما ً مشحونا ً بالتصادمات، والمخاوف، والكوابيس..؟
   إنها تسمح لنصوصها ان تدمج عالم ما قبل اللغة بعالم ما بعدها، فهي تستبدل الأصوات بالمرئيات، محاولة لاستبدال البصر بالسمع، والأخير بالتذوق، والشم بما تمثله الملامس من رهافة، فالحواس سابقة على العمل الوظيفي المحدد للدماغ، إنما الأخير يحافظ على رصد اتساع شبكة العلاقات، إن كانت بصرية أو مستمدة من الحواس الأخرى، حيث تحافظ على نزعة (تدميرية) في عمليات البناء، أو ترصد فعل التدمير وما يخلفه من أصداء.
    فالطبيعة شبيهة بذرات منحت لا وعيها ـ ولا شعورها ـ حالة انعتاق، إنما بمنح المخيال ضوابط حواسها في رصد مشاهد لا يمكن عزلها عن عالم الحروب، والفوضى، وفقدان الأمل. على ان انحيازها للرسم، كعمل مجتمعي له أعرافه في ثقافتنا المعاصرة، ليفند النزعة (التدميرية) ويحولها إلى وثائق ـ وشهادات. فنزعتها اللا شكلانية تحرر الأشكال، وتدفع بها إلى أقاصيها: كتل وذرات وأجزاء لا يمكن عزلها عما لم تستطع ان تحوله إلى كلمات، أو تخفيه داخلها، كي يكف التعبير عن سياقه الذاتي ـ الموضوعي، وقد تداخلت عناصره عبر التركيب، بحركة تبدأ من الصفر، تارة، أو تتقلص حيث النص يجتاز عتبته نحو الآخر، المتلقي، تارة أخرى.
    فالجسر ـ الممر ـ والمعاني برمتها، لا تمتد إلا بصفتها إقامة، إنما كاجتياز من القاع نحو السطح، ومن الأخير باتجاه الأثر، علامة لعالم نجهل هل يرتد، أم يذهب حيث يعيد تدشين دورة من دوراته.
* سهى ألجميلي [رؤى متخفية]  معرض شخصي. قاعة أكد ـ بغداد 2012 قدم لها: مؤيد البصام.
*سيرة:
ـ ولدت في بغداد عام 1963.
ـ بكالوريوس علوم كيمياء/ كلية العلوم، جامعة بغداد 1990.
ـ بكالوريوس فنون جميلة ـ كلية الفنون الجميلة، بغداد 1994.
المعرض الشخصي الأول ـ قاعة الرواق 1991.
كما شاركت في المعارض الجماعية داخل العراق وخارجه.