الخميس، 12 يناير 2017

جدلية البناء …. والنظرة الفلسفية …. عند الفنان والكاتب عادل كامل -د. ماضـي حســن نعمــة





جدلية البناء …. والنظرة الفلسفية …. عند الفنان والكاتب عادل كامل

 


د. ماضـي حســن نعمــة




إذا كان السعي لتحقيق فعل التوازن داخل الذات القلقة .. من جراء الإمساك بمحصلة نتائج عملية النشاط لشروط قوانين المتضادات وصراعاتها الايجابية , أي بمفهوم – نفي النفي – فان البناء في نصوص الفنان – عاد كامل – يرتبط بمفهوم ه الفلسفي .. في الرؤى , والتصور الشامل .. لجدلية تصادمات الأضداد منذ المنشئ .. – وينطبق ذلك أيضا على كتاباته الشاملة – وان لهذه الفعالية النشطة في ضرورة حتميات قوانين – الكون – التي تولد بدورها انعدام واندثار , وانكسار , تماثلت مع ما تقدمه البشرية في بناء النظم من تحيات , ونذور , وقرابين على مذبح نيل – الحرية – هؤلاء المضحون .. دوما هم المنادون بها أنبياء , وحكماء , وفلاسفة , وفنانون , الذين حملوا مشعل – الحرية , والعدالة – في هذه الأرض , وطبقوها على النفس , كما فعل ( سقراط ) والتضحية في النفس عند ( المسيح ) إن الفنان عادل كامل لديه هاجس البحث عن مفهوم الحقيقة العادلة التي أضحت اليوم غائبة في أتون أطراف الغلو ا والمتشعبات , والمواقف التي غدت تنقسم على نفسها , وتتكاثر بشكل مطرد تحت مناخات ضبابية أفقدت رؤية خيوطها الأولى على وفق نسق – براغماتي – صرف , في هذا الزمن أصبحت الأيديولوجيات , والمبادئ ذات الطابع ألقسري .. – المنغلق – الذي يفقد المرونة في التعامل مع الحياة والإنسان أكثر من عدد نفوس البشر ذاتهم .. حيث أن أحداها تفي الأخرى .. في خضم هذا الاحتدام يقف بنا عادل كامل في منعطف يخشى المستقبل , انه قلق – الحكمة , والإنسانية العطوفة على مصائر البشرية , فالأجسام العارية هي رموز تطهير الذات من شطط الذات , انه تطهير الفكر من إلغاء الأفكار الأخرى وتنقية العلم من خطر العلم , إن الفنان يريد أن يقول ان الخطر على مستقبل الإنسانية من الإنسان ذاته , وليست براكين الطبيعة وفوارتها المزلزلة في الأخطر .. فالصراعات , والمتضادات , والنفور في الطبيعة , أخيرا يولد فعل ايجابي لاحق .. فالبراكين بالضغط والحرارة ينجم منهما أحجار كريمة , وتقلبات المناخ ينجم تولد الفصول .. ولكن العصف الذري , وجزئيات الصراع الذاتي .. لا يولد سوى الدمار , وتشويه صور الجمال , ونقاء المناخ والنفوس معا , ان الفنان عادل كامل يؤيد بنا العودة الى مظاهر انتقاء توائم مسعاه لحلول معضلات العصر , انه يحاول ان يمسك بتلك المظاهر , وينتشلها من عالم متحرك قلق ليسكنها في عالمه المثالي , ولكنه عند الفنان ليس بعالم صعب المنال ..اذ ليس بيننا وبينه سوى تطهير الذات من دنس الذات .. في الكشف عنها تحت وهج الضوء دون ريب لتكتسب الشفاء والصحو .. والظلال في مخبوء للخفاء والتضليل والريبة .. فالفنان عادل كامل ينسلخ من تراكمات العصر وامتداداته السحيقة التي أثقل بها الإنسان محملا بأغلاله اطرافها المقيتة التي كتمت عل أنفاسنا , ليس في إبداء الرائي الحر فحسب , بل تعدى ذلك الى استنشاق ديمومة الحياة في مناخ نقي , انه يريد ان يحمل ذاته على اكفه ويمضي بها الى عالم ساكن خال من الافتراءات الكاذبة , ويغلفها بثياب وأغطية من فعل اختياره هو , ان تلك النوازع هي ليست نزاع مع المألوف في مظاهره الشرعية – الشكلية – لأنه بالي ومعيب , بل هي نزاعات تتوق الى تلمس أطراف الصدق والحقيقة الغائبة , ان رفضه لمقيدات الاجساد هو رفض للعودة لأصنام قديمة .. أفضت إلى فرز مقاييس ( ديماغوجية ) جاهزة للارتداء , كبلت البشر وأفقدتها حرية المرونة في الابصار والتبصير في مصائر الإنسان دون زيف وتعتيم … ان أزمة الإنسان المعاصر تتجلى في تعدد الأقنعة والاتجاهات والمواقف – البراغماتية – التي باتت مشروعة في تعامل العصرنة , وهي الوجه الآخر للانا وعبادة الذات ومصالحها المغلقة .. لذلك نجد ان عادل كامل في أعماله النحتية تحديدا لاسيما ( الريليف ) منها يعمد في تمثيل الأجساد التي غابت عنها ( الرؤوس ) ولكن : هل ان الفنان ابعد هذا الجزء لأنه يمثل الصورة الحسية .. المرئية للوجه وما يترتب عليه من حديثنا الانف الذكر ؟ أم ان الرأس يمثل العقل والفكر أيضا , والذي بدوره سيعكس بعد ا آخرا لمقاصد الفنان في نزعته الذاتية ؟



     





أرى ان كلا الأمرين حاضرين في التحليل والاستنتاج ولو توغلنا أكثر كمحاولة لفهم شخصية الفنان فيما تنطوي عليها من رؤى سيكولوجية تتسم بسمو معرفي شامل , لادركنا الازمة الحقيقية للبشر , لقد كانت تراوده دوما اجوبة مجهولة لأسئلة معلومة كثيرة , تلك هي مشكلة البحث الصميمة عند عادل كامل وأزمته التي لازمته منذ معارضه الاولى حينما كان طالبا في معهد الفنون الجميلة , إنها مشكلة البحث عن العدالة المفقودة , ففي تلك المرحلة كانت رؤوس الأشخاص عند الفنان مطاطاءة ويذكرنا قول خليل عبد الواحد عام 1971 حينما وصف أعماله بأنها … ( وجوه نحيلة بارزة العظام كأنها خطت عليها المرارة والالم ) في تلك المرحلة ونتيجة للظروف التي يمر بها البلد والمنطقة , ومنها أحداث عام 1967 وما تلاها من أحداث .. جسدها الفنان من خلال منح شخوصه صفة التشبث بالأمل برغم الالم والمرارة , لكنه بالمقابل استنفذ روحه وطاقته برغم شعوره بنشوة النصر , لقد سام الفنان تلك الرؤوس الماثلة أمامه , فأزالها من الأجساد وأبقى شخوصه أجساد تجمعها وحدة التشابه فهي إذا عودة إلى وحدة الاحساس بإزالة الفوارق القسرية , ليست نزعة تشاؤمية قانطة , بل هي استذكار وعودة الى الاختلاء بالذات الحرة التي تدرك حقيقة مفادها – ان الأجساد قد تجردت من الوجوه , التي توارت خلف اقنعة الاقنعة المزيفة , وجوه عانت الالم بفعل جلادها , فأفضت في النتيجة وحدات متشابهة على حد سواء , لا فرق بين الهامات .. ان تلك الإيقاعات الجسدية أضحت مسترخية غير مشدودة , منتصبة بأنماط قصدية , كما تناولتها ( الميثولوجيا )” في الماضي , فهي دينامية الايقاع , وان استحضرت معها طقوسها المعبدية , لكنها متحركة على وفق صياغة بنائية الشكل في التصور والعصرنة , والبعد الاخر عند الفنان بما يمثله مصدر الفكر – الذهن – الذي تتمثل فيه المعتقدات والاختيارات والمسارات التي باتت غير مجدية في تفعيل صياغة سبل الاختيارات المنفلتة من معاقل القيود القسرية …إزاء هذه المحن اختار الفنان , ان لا ضرورة في وجود قيود الافعال المتحكمة بالمصائر حينما تكون مصادرة هي الأخرى .. وهنا نسال أنفسنا : هل ان الفنان يبغي وراء هذا الخطاب اثارة تساؤلات , تحرك فينا ما حصل له وحقق له نتائج يرضي شعوره اللحظي ؟ وهنا نرى ان الامر ابعد من ذلك , ففنان ك ( عادل كامل ) عاش غمار تجاربا حياتية , وتشكيلية , ونظر في كتاباته الفلسفية والبحثية ازاء عقود من الزمن , اهلته ان يكون لخطابه ابعادا تتسم بتصورات فوق التصورات الحسية السائدة , وهو يدرك تماما ان غياب الوجوه غياب لوسائل الاتصال الحسية المدركة , والتي تتحقق فيها , او تكمن فيها اعماق الانسان , فالعاطفة والانفعالات الداخلية , وتحسس الأنغام والأصوات لا يتم الا بالوسائل الماثلة في الرأس , إلا ان ما أراده الفنان هو تأهيل المتلقي لان يعيش تجربة الفنان التعبيرية , وليثير تساؤلات , ويجيب عنها بنفسه , فضلا عن محاولته في إبقاء شخوص عائمة في سياقات الأزمنة وديناميتها في فضاءها المتحرك , والمنفلت من تحديدات معاقل المكان , اذا هي رؤية الفنان تتمثل بأبعاد قد استحدثت منابعها من نضوج شامل قد اجتاز فهم المعضلات والازمات والمحن في عصر الحداثة , بل امسك بخيوط الألغاز والمأزق لما بعد الحداثة , تفسح عنها حدسية ثقافته الشاملة . .


إيحاءات داخلية من الباطن , ومناجاة للشعور
  من جهة أخرى لا نستطيع ان نفصل تداعيات الفنان السيكولوجية في تعبيره الباطني بفعل غليانه الداخلي الذي رافقه منذ طفولته والى الحاضر , هذه التداعيات المنضبطة بفعل عقلنته الواعية , وحدسيته الحسية , والفطرية , فضلا عن اكتسابه لحيثيات , هي من مؤثرات المحيط وتنشئة البيئة الاجتماعية , الفنان عادل كامل كغيره من العراقيين تنقل بين محافظات , وأماكن متعددة ومتباينة في البيئة الاجتماعية – كمستويات المعيشة – وطرق التفكير لهذه المجتمعات والبل والأعراف التي يتعاملون بها بما توائم طرائقهم في الحياة , كل ذلك جعل الفنان يكتسب ويقارن , ويحلل ,. ويخزن في ذاكرته لإشباع مخيلته عبر أزمنة صاخبة وضاغطة أحيانا فأصبحت الأجساد الحرة في مواضيعه , هي ضرب من الرفض الداخلي لنزعته الصريحة , ارتبط بعضها ( الانحباس الداخلي ) مما اكسبها رمزية ذات أبعاد أخرى وهي اسمي من صفة الكبت السيكولوجي للفنان وأصبحت بث شفراته تارة ذات أبعاد أخرى , هي أسمى من صفة الكبت السيكولوجي للفنان وأصبح بث شفراته ذات دلالات فكرية وفلسفية , بل ووطنية تارة أخرى , فالأجساد التي اتخذت مفردات تكويناته ذات إيقاع متناغم , هي عودة الى الجذور , وعودة الى النقاء , وعودة إلى الأصل و لم تعد في النتيجة منفلتة عن انظمة المقاييس الأخلاقية في الأعراف الوضعية , لأنها اكتسبت قيم جمالية ( صوفية ) بلا نفاق او عضات شكلية غرضها استهلاك القيم الجمالية لإثارة عملية نشاط انفعالي جمالي ذاتي للفرد قد تصل الى حد الجلال في الحكم في التذوق , ان تحقيق صفة الجمال المتناغم والقوام الحسن في المخلوقات ( كنصوص ) هو وصول الى درجة الرقي والسمو التذوقي , وهو تجل , وعبادة صوفية خالصة , واذا كان الفيلسوف ( كانت ) اعتبر الجمال هو الاخلاق ومن قبله ( اليونان ) فان – عادل كامل – قد ازال الظلال عن وهج السمو وقدسية الجلال , فاضحت نصوصه الجمالية جزءا من العرف السلوكي وليس ضده , ان معرفتي بشخصية الفنان والكاتب المبدع عادل كامل عن قرب شكل لدي صورة واقعية في التحليل والاستنتاج لإماطة اللثام عن معنى اعمق في اعماله , ولفك الغاز رموزه المشفرة وقد عزز ذلك ملازمتي له لمدة غير قصيرة , اكدت لي مدى الجدية والصبر والشفافية في الحس والصدق في التعبير لديه , اذ ان الفنان لا يبغي من المنجز التشكيلي او الادبي سوى تحقيق الانسجام وتوافق مع مكنوناته الداخلية هذا الصدق قد ابعده عن الاستعانة بالاستعارات والتقنيات المألوفة ذات الصياغة الشكلية المزوقة لغرض تسويقها تجاريا , ان المتتبع لأعمال الفنان منذ كان طالبا في معهد الفنون الجميلة لا يكترث لتلك الوسائل , فهو يرفض استجداء اراء الاخرين , وهذا ما اكده النقاد في بداياته الاولى , لقد ذكر ( ابراهيم الزاير ) عن المبدع عادل كامل عام 1969 ( بالإمكان اعتبار عادل كامل ردا عمليا على تحذلق المتحذلقين الواهمين بحجر عريض ودليلنا على بساطة ونقاء الانسان العادي القريب نمن ذاته , ولم تفسده حيل التكنيك ) لذلك ارى ان ميزة الصدق الطفولة والعفوية الخالصة في اعمال الفنان ستجعلها تراثا حيويا مهما مضافا الى النتائج والعفوية الخالصة في اعمال الفنان ستجعلها تراثا حيويا مهما مضافا الى النتاج الحضاري للبلد تزداد كلما انحدرت نحو الماضي , وهي امتداد لموروثنا التشكيلي المعاصر , الناتج من رموز الحركة التشكيلية المعاصرة كـ ( جواد سليم وخالد الرحال ) . .
رموز معبدية تمسك بالأهداف
للمناخ المعبدي اجابات عن اصالة العصر من خلال الامساك بلحظة الزمن المتحرك , طالما ارقت مضاجعه , اذ تنطق بجمل ومقاطع ذات اشكال طوطمية – ميثولوجيا – ورموز تتوشم بنظام الايقاع السومري , فالفنان في منحوتاته الناتئة ( الرليف ) قد وضع كفه على نبض التاريخ الرافديني كي يقيس بها تجربته ومشروعه كي يخاطب بها حداثة العصر , وازماته المعلنة , والفن العراقي بشكل عام لا يخلو من أزمات اكتنفت مسيرته أسوة بأوجه الثقافة الأخرى , هذه الأزمة ارتبطت بالواقع الموضوعي للعراق والمنطقة بصورة عامة دفعت المبدعين لاختيار علامات ورموز , واحيانا دلالات مشفرة يكتنفها غموض وتأويل اسسه غياب الحرية وفرض الرقيب على النتاج , ولكن من الملاحظ ان اعمال الفنان عادل كامل كانت تتسم بالابتعاد عن التراكيب المعقدة , والتي لا تقبل الوهم في التفسير , وترمز على جانب الحرية بوصفها بؤرة مركزية لرموزه الاخرى , وهذا الامر يعود الى التعبير عن الازمة ذاتها , فهي اذا بحث عن أسباب شروط بقاء ونمو الإبداع وليس ما تلاه , فمنهم من مضى بإصرار على الرغم من عجاف سنواتهم , ومنهم من ضمن اعماله مغزا يحقق نتائج الاطمئنان وازالة الرقيب , والبعض تعطلت مواهبه ليدخل غياهب الصمت والهجرة , لينطوي مع سكون الذات المؤجلة من بين هذه المسارات تمحورت اعمال الفنان ( عادل ) بفعالية مؤجلة صارخة ضد صمت مقيت , ولكن بهدوء الحكمة .. فنجد ان الوانه اتسمت بأطياف هادئة – محايدة – لا تتخللها متضادات سوى تقنيات , ونتائج لجدلية الفكر , مستثنين من ذلك بدايته الأولى في المائيات والأعمال الزيتية التي تتضمن مواضيع نكبة 67 حزيران , والموضوعات الوطنية ( الشهيد ) وغيرها كتعبير حماس شبابي آنذاك , ولكن بعد ثلاثة عقود من الزمن تبلورت عنده الرؤى لتحويل ( الاحتباسات الحسية ) الى دفق من المعرفة التي توازي مستوى النضج الثقافي ( في الرواية والادب والنقد التشكيلي ) تلك المسارات في تنوع حقول المعرفة لم تشتت اوصاله بل تظافرت في تكامل القدرة على القياس والتمييز والحكم على النتائج لنفسه ولغيره من الفنانين , هذا الهدوء في تلمس حساسية اللون كان ينطبق تماما مع بساطة تقنياته كما ذكرت انفا , ومن الملاحظ ان الفنان كان ميال في اغلب الاحيان الى النحت – الناتئ -والذي خلق من خلاله اشكالا بأبعاد ثلاثية , او سطوح مستوية ذي بعدين ربما لانه يجمع بين خصائص الرسم والنحت معا , كما ان خلفية الفنان الكرافيكية , وتمرسه فيها عمليا من حفر ( طباعة ) تلصيق ( كولاج ) قد اوجد له في النحت الناتئ ما يجمع بين هذه التجارب , لاسيما وانه قد ادخل اللون على أعماله النحتية , كما إننا نجد في أعماله الكرافيكية والنحتية ( الريليف ) التخطيطية تقاطعا لإيقاعاته التصويرية بخطوط مائلة , لم تفقد العمل ( دراماتيكية ) كمضمون أو حركة الشكل الهرموني , وقد تزداد هذه الإشعاعات والتقسيمات الهندسية لتخلق تداخل تكعيبي يوصلنا في الغاية الى بساطة التنفيذ , وأصالة الفكرة .


تحولات
أما في أعماله الأخيرة فعلى الرغم من ان للفنان تجارب سابقة في النحت المدور , وهذا ما لمسناه في معرضه الشخصي عام 1994 إلا ان هذه الأعمال المنفذة بمادة – الجبس – كانت حقا تحقق ( الإثارة الحسية ) للمتلقي , ان لم نقل الصدمة الحسية له , فهي خلاصة مخاض محتدم داخل ذات الفنان في الإحساس بمحنة القدر ( الموت ) التي طالما شغلت هاجس الفنان والكاتب عادل كامل كرؤية فلسقيه تتحدى النزوع إلى قدرية الاستهلاك إلى مأزق الخوف من الاقتراب إلى مصائر صنعتها أيدي تريد ان تلغي مبررات قدسية الموت , من اجل إفساح المجال إلى الحياة , ان الترويج إلى صفات الموت , والترويع , وتهديد الأمل , والسوداوية للموت هي امر من الموت ذاته .. في أعمال الفنان عادل يريد ان يوازن بين الحياة والموت , في ان يشيد صروح الأمل والخلود في شخوصه التجريدية التي استلقت من خلال استلقائها في وعائها المحرابي والمستطيل الهيئة , أضحت جزء من محيطها والفته اكثر مما كانت تؤرق مضاجعهم في الحياة , تلك الرؤى لدى الفنان قد عصرتها الأحداث , لاسيما الأخيرة منها .


ليست هناك تعليقات: