اعتراف وقصص قصيرة أخرى
"... إن الحيوان لا ينتج إلا ما يحتاجه هو بالذات أو ابنه، إنه منتج أحادي الجانب، في حين أن الإنسان منتج شامل، والحيوان لا ينتج إلا بدافع حاجة جسدية مباشرة، على حين ينتج الإنسان حتى وهو متحرر من الحاجة الجسدية، بل أن الإنسان، بالمعنى الحقيقي للكلمة، لا ينتج إلا عندما يكون متحررا ً منها..."
ماركس
" اكذب، كي اكذب، لنصدق إننا جميعا ً قلنا الحقيقة"
" ليس المؤلم أو المأساوي انك لا تجد إجابة أو حلا ً للمعضلة التي لا حل لها، بل المأساوي والمؤلم انك لا تجد مصيرك إلا مكرسا ً للإبقاء عليها، بل وللحفاظ على ديمومتها، ولكن على نحو تغدو فيه المأساة والمؤلم حالة اعتيادية، يحرص الجميع على جعلها يومية، مألوفة، بعد تقشيرها من الأوهام، والأساطير، والخرافات."
[1] اعتراف
ظن السيد فرويد أن الاعتراف أفضل وسيلة لتلافي الانفجار، أو للخفيف عن الموت كمدا ً...، ولكنه، في لا عيه العميق، لم يفطن انه لفت النظر إلى أن الاعتراف ذاته ينطوي على كتم الكتمان الذي لا علاج له حتى بالموت!
ـ لم افهم قصدك...؟
ـ آ...، انك أما لا تريد أن تفهم...، في الواقع: انك لا تمتلك أدوات الفهم، أو بالأحرى انك لم تخلق للفهم، ولتعرف أن الاعتراف ينطوي على كبت أعمق من هذا الذي نبوح به، أو نعلنه!
ـ آ ...، ذهبت بعيدا ً!
ـ هذا جيد، كخطوة أولى للفهم...، لأن الكلمات، في الأصل، أداة عمياء استخدمت لخداعنا كي نبتهج بالأنوار!
[2] لغم
سألت البقرة الثور الذي نز عليها:
ـ هل تشعر بالراحة، يا سيدي؟
ـ آ...، نعم، اشعر براحة أغوارها سحيقة!
ـ ماذا تقصد...، بعد أن منحتك البهجة...؟
ـ اقصد انك ِ ستحبلين بعجل..، أما يشتغل في حراثة الأرض، وأما أن يرسل إلى المصارعة، وأما للدوران في الطاحونة، وأما لجر البضائع، وحمل الأثقال، وأما للذبح! فكيف لا اشعر بالراحة وأنا أؤدي دور القاتل!
[3] حكمة
خاطبت الحمامة ابن أوى الذي كاد يصطادها:
ـ سمعت احدهم يردد كلمة سقراط: الدولة شخص كبير والفرد دولة صغيرة! حتى كاد الرجل يفطس من الضحك!
ـ وأنت ِ ماذا تقولين أيتها الحمامة الوديعة؟
ـ أنا أقول إذا كان سقراط لم يطلب العفو، ولم يهرب من الحكم، فان دولة باستطاعتها أن تصدر هذا القرار لا يمكن أن نعزل سقراط عنها!
ـ اقتربي قليلا ً، أرجوك، حتى أخبرك بما هو أعمق من حكمة سقراط...!
ـ مع أنني أجلت موتي قليلا ً بالتخلص من مكرك..، إلا أنني أرى موتك وان طال أمده أو قصر، فان وجودك ذاته لا يغدو إلا مثل هذه الدولة التي لا هم لها إلا بالقضاء على حكمائها!
[4] علاج
سألت الغزالة رفيقتها، وهما يشاهدان دخان المعارك وغبارها عبر شاشة التلفاز:
ـ أنا لا اعرف هل ينبغي إرسال هؤلاء الذين يقتلون بعضهم البعض، والذين يعشقون الموت عشقهم للحياة، إلى المصحات، أم نرسل هؤلاء الذين يصطادونهم مثل طرائد للصيد...؟
ـ لا تحزني، يا رفيقتي، فالدورة لم تكتمل، لأن هؤلاء الذين يذبحون بعضهم البعض الآخر، الذين يعشقون الموت عشقهم للحرية والخلاص...، سينهضون من موتهم لتقمص دور أشرس المفترسات...، ويذهبون إلى ساحات القتل..!
ـ ولكنك لم تجيبيني على سؤالي: من الأجدر بإرساله إلى المستشفى لتلقي العلاج ...، ومن الأكثر مرضا ً..؟
ـ وهل هناك علم باستطاعته الإجابة على سؤال: ما الشر، وهل وجد من غير نفع....، كي نضع دواء ً أو عقارا ً لا يقسم الفصائل إلى عاشقة للموت، والى أخرى لا هم ولا عمل لها إلا على صناعته، وديمومة ازدهاره؟!
[5] جرثومة
ـ ها أنت رأيت ماذا فعلت اللبوات بالضبع المسكين...، فبعد المطاردة، أمسن به، ورحن يلهون به، حتى أردينه قتيلا ً...، ثم بعد ذلك تركن جثته هامدة فوق الدغل..
ـ لم يفترسنه...؟
ـ كن ّ ينتقمن منه، بثأر عميق، لأنه طالما كانت الضباع تعتدي على أشبالهن بالقتل...
ـ آ .....، الآن أكاد افهم لماذا يحدث الأمر نفسه لدى البشر...؛ فهم لا يقتلون من اجل قضية تستحق القتل، بل من اجل اللهو، واللعب، والدناءة...، لأن الإنسان عدو نفسه قبل أن يبحث عن عدو في الآخرين! فهو لا يربح إلا هزيمته في نهاية المطاف! بل لأنه وجد كي لا يربح شيئا ً يذكر!
ـ آ ...، انظر إلى التراب...، أتستطيع أن تميز من كان هو القاتل ومن كان هو الضحية، أتميز من كان شهما ً نبيلا ً ومن كان نذلا ً خسيسا ً...، من كان وديعا ً ومن كان متعجرفا ً دنيئا ً...، فأين هو المفترس وأين هي الطريدة؟
ـ يا صديقي، لكن لا احد يريد أن يتعلم، ولا احد يتعض، ولا احد يندم حتى!
ـ لكن، يا صديقي، أنا تتعمق محنتي عندما أتساءل: وماذا لو حصل الصلح، وساد العدل، وعم السلام، فبعد أن عرفنا أسباب العدوان والحروب القذرة...، فما هي أسباب السلم، وهي، في الأخير، لا تعمل فيها إلا الجرثومة ذاتها التي قادت اللبوات لقتل الضبع وتركه يتعفن فوق الدغل في الغابة؟!
[6] خاتمة
ـ لِم َ لاذوا بالفرار...، هربوا، حتى من غير كلمة وداع..، أو اعتذار..، وتركونا في المحنة؟
فرد عليه بصوت واهن:
ـ بل السؤال: ما الذي أبقانا ...؟
ـ لا تكترث...، سيعودون...، في يوم ما!
ـ ها، ها، ليزوروا مدافننا.
ـ إن وجدوا لها على أثرا ً.
ـ آ ....، يا شريكي في المحنة، لا هم شاركونا موتنا، ولا نحن شاركناهم مسراتهم في المنافي...، وهذا كل ما يقال عن قصة خاتمتها سابقة على بداياتها!
[7] أسطورة
قال الظلام للنور:
ـ قلت لك لا تفتح علينا أبواب جهنم...، وتدعهم يخرجون، هذا يرى انه انتصر على الآخر، وذاك لا يتبجح إلا بالثأر....!
فأجاب بصوت خفيض:
ـ ما شأني أنا...، لولاك...، أيها الظلام، بعد أن بذرت فيهم جرثومة البحث عن الخلود...!
ـ أنا، وما شأني أنا، فانا أغلقت عليهم أبواب جهنم، فلو لم يروا نورك لمكثوا هامدين، ساكنين، راضين، لا لغط، ولا صخب، ولا سفك دماء!
أجاب النور بعد لحظات صمت:
ـ دعنا نعقد صلحا ً...ن فلا تعتدي علي ّ، ولا اعتدي عليك.
ـ آ....ه، أتطلب المستحيل ...؟
ـ لا...، ولكني فكرت بالتسوية، بيننا، وبعد ذلك ننظر في الأمر.
ـ لو كان الأمر بإرادتي لكنت تركتهم يغطون في سبات عميق.
صرخ النور:
ـ كان عليك أن لا تدع مخلوقاتك تراني!
ـ هذه هي المعضلة، كلما عثرت لها على جواب، بزغ السؤال الذي يجعلها أكثر شغفا ً بالبحث عن المستحيلات! فلا أنا استطعت أن أجثك، ولا أنت تمكنت من القضاء علي ّ.
[8] حقوق
ـ انتهكت حقوقي، وتقول لي هذه هي الشهامة، سلبتني حياتي وتقول لي هذا هو الحرية، محوت أحلامي وتقول لي هذه هي العدالة....، فاخبرني ما الذي يمكن للدكتاتور أن يعمله ...؟
[9] عويل
ـ ازعق، اصرخ، اعو، انبح، اجأر، أنهق، انعق....، حتى لو كان صوتك يبلغ بوابات السماء...، فلا احد يسمعك، وإن سمعوك، فلا احد يكترث لك، وإن اكترثوا لك، فليس لديهم صلاحياتك لنجدتك، وإن كانوا يمتلكون ما يقدمونه لك، فلا يفعلوا ذلك أبدا ً...، وإن فعلوا شيئا ً من أجلك فأنهم سيمنحونك قوة أعظم على العويل، بعدها، تبحث عن الصمت فلا تجده!
[10] ديمومة
سألت البعوضة الفيل:
ـ لو أجرينا، أنا وأنت، منازلة بيننا، فمن، في تصوّرك، سيحقق النصر؟
صمت طويلا ً، وأجاب:
ـ سأضطر للبحث عن حكيم كي يخبرني بالجواب.
ضحكت البعوضة:
ـ لا...، يا سيدي، لا تبحث عن حكيم أو أحمق...، فالمنازلة مستمرة، ولم تتوقف، فما عليك إلا أن تصفق للمنتصر تارة، وهو ينزل اشد الضربات بالخاسر، وان تصفق للخاسر وهو بانتظار العودة إلى الحلبة، للثأر، تارة ثانية!
[11] لا يسمحوا لنا
ـ علينا أن نزرع..، فالأرض واسعة، والمياه وفيرة، والشمس تملأ الرحب..
ـ لا يسمحون لنا.
ـ إذا ً علينا أن نعلم أولادنا، فالعلم نور.
ـ لا يسمحون لنا.
ـ إذا ً لنبني مشافي، ومصحات، للمرضى، وبيوت للعجزة، والمعاقين، وللذين سيولدون بعدنا.
ـ لا يسمحون لنا.
ـ ما المسموح العمل به إذا ً...؟
ـ أن يقتل الجار جاره، والطالب أن يذل أستاذه، والأعمى يقود المبصر، الابنة أن توشي بأمها، والأم أن تنتهك حقوق ابنتها، الأب يغدر بابنه، والابن ينتقم من أبيه...، لأنه إن لم نفعل هذا ستكون لدينا وفرة زرع، ومصانع نعمل فيها، ومدارس للمعرفة، آنذاك يعم الرخاء، فلا ثكالى، ولا أرامل، ولا أيتام، لا مهجرين ولا مهاجرين، لا مغدور بهم ولا مكظومين، لا حروب ولا صخب ولا خراب.
ـ أرجوك، اخبرني، من هذا الذي لا يسمح لنا ...؟
ـ أنت تعرفه، وأنا اعرفه، ولكن لا احد يسمح لنا إلا بديمومة هذا الذي نراه يزول..!
[12] ما الغرابة؟
مر موكب الفأر الأكبر بحراسة فيلق القطط السمان، يتبعه موكب الغزال بحراسة جحافل النمور، ثم أعقبهما مرور موكب الخروف الأعظم بحماية فصائل الذئاب...
فضحكت الحمامة وهي تسأل رفيقتها:
ـ ما اغرب هذا المشهد...
ردت عليها ساخرة:
ـ ما الغريب في الأمر...، فلولا حماية الصقور والنسور لنا لكنا في عداد الغائبين..!
[13] جذور
انتهزت القرود غياب حارس الجناح، فسرقت خمره، وراحت تشرب تحت ضياء القمر بسرور تام.
قال الأول:
ـ الحارس الحمار يقول أن نسبه يرجع إلينا..؟
فسأله الثاني:
ـ وأنت ماذا تقول؟
ـ دعني ارتوي من هذا الخمر الأبيض الشفاف...، أولا ً، فانا الآن أصبحت بلا نسب!
ـ انتبه...، فبعد قليل سيعود الحارس، فهل ستصر وتقول أنك بلا نسب، أم تتراجع وترتد؟
ـ لا اعتقد انه سيفلت من فرق القتل المنتشرة في كل مكان.
ـ ولكن ماذا لو عاد، ووجدنا سرقنا خمره...؟
ـ سنخبره بالحقيقة...!
ـ وما ـ هي ـ هذه الحقيقة؟
ـ لو كنت اعرفها ـ يا حمار ـ لارتكبنا حسنة وأجهزنا عليه، وتزعمنا قيادة هذا الجناح، في هذه الحديقة الخالدة، بدل أن نولد قردة، ونعيش قردة، ولا نموت إلا ونحن منشغلين بالأصول والجذور الأنساب!
[14] حكمة
أفاق البوم من كابوس ليرى الفيلة تواصل دك الأرض دكا ً عنيفا ً، حتى استيقظ كل من في الغابة، فتقدم البوم من فيل مازال يرفس ويضرب بخرطومه الهواء...، فسأله:
ـ ماذا يجري...، لطفا ً؟
ـ لقد أوقعنا الثعلب في الكمين...، ولكن الماكر توارى، فقررنا أن نمحو أثره من الوجود!
ضحك البوم:
ـ كنت أظن أنكم حكماء!
فسأله الفيل:
ـ وهل اكتشفت إننا حمقى؟
ـ لا! بل أكثر حماقة حتى من الحمقى!
ـ هل أنت جاد يا حكيم الظلمات؟
ـ تماما ً...، لأنني كدت اصطاد الثعلب لولا إنكم لم تسمحوا لي بذلك!
ـ ماذا تقول؟
ـ وأنا أغط في حلم عميق...، سمعت الثعلب يستنجد بي كي أنقذه من بطشكم!
ـ ولماذا تركته يهرب؟
ـ لم اتركه يهرب...، بل أرسلته إليكم..، كي يخبركم بضرورة التزام الهدوء، واحترام نظام الغابة!
ـ صحيح...، هو جاء ليخبرنا بأمر...، ولكنه اختفى.
ـ لم يختف...، انه مازال يراقبكم ساخرا ً من حماقاتكم أيها الأصدقاء.
اقترب الفيل من البوم وسأله همسا ً:
ـ لكن ما مغزى هذه الحكاية؟
ـ مغزاها هو امتحان عقولكم!
ـ هل تقصد إننا حمقى، رغم ضخامة أبداننا؟
ـ اذهبوا وتعلموا من الثعلب...، قبل أن تخربوا الغابة وتحولها إلى خراب!
[15] الغيمة تسأل
سألت الغيمة رفيقتها:
ـ ما هذه الأصوات؟
فأجابتها:
ـ هذه أصوات اختلط فيها العويل بالنحيب بالأنين...، فانا اسمع استغاثات الثكالى..، وعياط الأرامل...، وحشرجات المحتضرين...، ثمة أصوات يتامى ومرضى ومعاقين ومستضعفين تدندن...، وهناك أطياف أصوات المغدور بهم، ورنين أشباح الموتى، وتضرعات من لم يلدوا بعد....
ـ آ .....، دعينا نبتعد عن هذه المدينة...، ونبحث عن بلاد أخرى بأنظارنا!
[16]الذئب يفترس جسده
شاهد الحمار الذئب يعض جسده...، فاقترب منه، وسأله:
ـ أرجوك...، ماذا تفعل؟
ـ ألا تراهم سجنونا وتركونا بلا طعام داخل هذه الأقفاص...، فلم يعد لدينا إلا أن نفترس أنفسنا، بعد أن أجرينا تصفية الحساب مع الذئاب الأخرى.
ـ واأسفاه...، لا أنت تستطيع أن تغادر سجنك، ولا أنا استطيع دخوله!
قال الذئب غاضبا ً:
ـ أتسخر مني أيها الحمار؟
ـ سيدي، مضى زمن السخرية منذ زمن بعيد، فنحن الآن في عصر لا يستطيع فيه احدنا أن يمد العون حتى لجاره في هذه الحديقة.
أجاب الذئب بسؤال:
ـ أراك أصبحت كومة عظام؟
ـ ولهذا ـ سيدي ـ رغبت أن تخلصني منها وتترك روحي ترفرف في المجهول!
[17] معرفة
ـ هل تعتقد أن سقراط كان صادقا ً عندما قال: "أني اعلم شيئا ً واحدا ً وهو أني لا اعلم شيئا ً"؟
ـ أنا هو من يتساءل: وكيف عرف ذلك لو لم يختبر المعرفة كي يدرك عمليا ً إنها غير قابلة للفهم!
ـ ولكنه قال: لا اعرف شيئا ً؟
ـ وأنا اكرر: كيف عرف انه لم يعرف شيئا ً...، فأما انه كان على خطأ، ونال جزاءه بالموت، وأما انه كان على صواب، ومكثت حكمته ترن داخل رؤوسنا الجوفاء!
[18] رجاء
بعد أن استولى زعيم الجرذان على جناح النمور، واتخذ قرارا ً بوضعها في الأقفاص، وأمر بترك الطيور طليقة في الحديقة، سمح لمساعده بالكلام:
ـ سيدي، إن كبير النمور يأمل أن ينال عطف سيادتكم ويعامل كعصفور...!
ضحك كبير الجرذان:
ـ اخبره انه سينال عطفنا برفاهية لم يحلم بها حتى إمبراطور النسور!
[19] رفاهية أيضا ً
قال الضبع لزميله:
ـ كم أنا مسرور بهذه الحروب...، فإنها لم تعد تتعبنا بالبحث عن القوت!
أجاب الآخر مذعورا ً:
ـ كأنك، أيها الضبع الحكيم، تدعو إلى ديمومة الحروب التي لا توفر لنا إلا الطعام الوفير؟
ـ لا! ولكن ألا ترى إن الرفاهية لو تحققت، فإنها ستقضي على الجميع؟
ـ ولكن الحروب لن تترك لأحد أن يحقق نصرا ً حاسما ً على الآخر...، لأنها ستقي على الجميع، وآنذاك ستزول الحياة برمتها من الوجود؟
ـ وكذلك الرفاهية، يا زميلي العزيز، لو دامت، فإنها ستقضي علينا أيضا ً.
[20] حرية
سأل الحمل حديث الولادة أمه:
ـ متى يأتي الزمن الذي تشبع فيه الذئاب...، وتكف عن افتراسنا؟
ـ في العالم الذي لم يرجع منه احد!
ـ هذا يعني إنها ستولد من غير أنياب ومن غير مخالب؟
ـ لا...، ستولد بأنياب ناعمة، وبمخالب شفافة!
ـ ولكن ما الفائدة من ولادتنا ... إذا ً؟
ـ كي نمحو تاريخنا القديم، ونحتفل بالحرية!
ـ آ ...، الآن عرفت لماذا يرفعون شعار: نموت، نموت، نموت من اجلها؟
صاحت أمه به غاضبة:
ـ وهل تريدنا أن نعيش نعاجا ً كالعبيد إلى الأبد؟
ـ آ....، الآن فهمت لماذا أحيانا ً نطلب الموت فلا نجده!
12/1/ 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق