إضاءة
الحلة واسطنبول وقاسمهما المشترك !!!!
حامد كعيد الجبوري
يقول البسطاء
من الناس وبسبب ما نمر به من تردي وتراجع بأننا ( خطية ) لا نستحق أن يفعل بنا
هكذا ، وربما أتطابق مع رأي هؤلاء البسطاء الكبار ، وتأكيدا وعذرا لمن قال ( كيف
ما تكونوا يولى عليكم ) ، في كل سفرة اذهب بها لخارج محافظة بابل ينتابني شعور
غريب ، وبخاصة أن كنت خارج العراق ، أعاتب بداخلي من بذر بذرتي وخلقت في الحلة أو
العراق ، بلاد لا نستحق أن تحبنا أو نحبها ، وربما أن رأيي هذا ينطلق من التراكمات
والتشوهات غير الأصيلة التي مرت علينا وعشنا داخل هذه البلاد – الحلة او العراق -
التي يقول عنها صفيها الحلي ( بلاد ألفناها على غير رغبة / وقد يؤلف الشئ الذي ليس
بالحسن ) ، عدت من زيارة الى مدينة
اسطنبول التركية قبل أيام ، واسطنبول
تعداد سكانها ( 35 ) مليون نسمة بقدر نفوس العراق ، وتشكل أكثر من ثلث سكان تركيا
البالغ 85 مليون بشر ، والحلة يقسمها شطها لنصفين ، واسطنبول يقسمها خليج (
البسفور ) لنصفين أيضا ، والبسفور قنال طبيعي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة ، واسطنبول نصف أوربي ونصف أسيوي يتسابق النصفان أيهما الأجمل وأيهما يقدم خدمته
أفضل للمواطنين ، ولأن تركيا ليس لها نقمة النفط التي حلت على بلدان العرب الأعراب
لذا تستورده من الدول النفطية لتسير المركبات والطائرات واستخدامات أخرى ، ناهيك
عن قلة استخدامه في المنازل مستعيضين بدلا عنه بالطاقة الكهربائية ، الطباخات
كهربائية ، التدفئة والتبريد كهربائيا ، المترو كهربائي ، الترام كهربائي ، شبكة
القطارات كهربائية ، ومن أجمل ما رأيت هي العبارات الكهربائية أيضا ، تنقل المئات
بل الآلاف من سكان اسطنبول من جانب لآخر ،
وربما تتسع العبارة لأكثر من خمسين عجلة صغيرة أو كبيرة ، تصور نفسك موظفا
تعمل بالجانب الآسيوي وسكنك في الجانب الأوربي ، ما عليك إلا أن قطع تذكرة من عداد
آلي وتعبر للجانب الآخر لقاء أجر رمزي
ووقت لا يستغرق 15 عشر دقيقة ، حكومة تحترم مواطنيها بكل أجناسهم وأعراقهم
ودياناتهم ، لم أجد شرطيا للمرور ، لم أشاهد ثكنة عسكرية ولا شخصا عسكريا ، ويقال
أن الشرطة بزي مدني ، لم أجد سيطرة واحدة تحمل جهازا لكشف ( الطرشي ، والريفدور )
، لم نفتح حقيبة بمطار ( آتاتورك ) العملاق ذهابا وإيابا بفضل أجهزة كشف متطورة
جدا كالأجهزة التي تعاقدت عليها حكومتنا الوطنية مع بريطانيا ، وسجن بسبب تلك
الصفقة تاجر بريطاني ، ولازلنا نتبجح بأنها من أفضل وأحسن المناشئ البريطانية
متسترين على مجموعة سراق يركضون ليل نهار لقرصنة القاصات الحكومية ووضعها بقاصات
حزبية أسلامية وعلمانية أمينة جدا ، لا أتحدث عن الشوارع ونظافتها ، ولا الحدائق
وورودها ، ولا الأماكن التراثية والاهتمام بها ، ولا الجسر المعلق العملاق الذي
يعبر البسفور ليربط آسيا بأوربا ، ولا
البيوت التراثية التي يهتم بها عمدة اسطنبول ، ولا أن اسطنبول مركزا سياحيا
وثقافيا و ليست عاصمة لتركيا ، أقول أن كل
ما يحدث بتركيا بميزانية تقل عن نصف ميزانية العراق ، ألم أقل بدءاً بأننا شعب (
خطية ) ، وسأكون ثرثارا كحلاق القراءة الخلدونية وأقول ( لعن الله السياسة
والسياسيين ، والعلمانية والمتأسلمين ، والسراق و ( الحراميين ) ، والشرق والغرب
أجمعين ) ، وليعيش أصحاب الكروش الجوفاء ، ولتسقط شعوب العالم الثالث كافة ،
للإضاءة فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق