الاثنين، 27 مايو 2013

الحلة واسطنبول وقاسمهما المشترك !!!!-حامد كعيد الجبوري


إضاءة
الحلة واسطنبول وقاسمهما المشترك !!!!
حامد كعيد الجبوري
  يقول البسطاء من الناس وبسبب ما نمر به من تردي وتراجع بأننا ( خطية ) لا نستحق أن يفعل بنا هكذا ، وربما أتطابق مع رأي هؤلاء البسطاء الكبار ، وتأكيدا وعذرا لمن قال ( كيف ما تكونوا يولى عليكم ) ، في كل سفرة اذهب بها لخارج محافظة بابل ينتابني شعور غريب ، وبخاصة أن كنت خارج العراق ، أعاتب بداخلي من بذر بذرتي وخلقت في الحلة أو العراق ، بلاد لا نستحق أن تحبنا أو نحبها ، وربما أن رأيي هذا ينطلق من التراكمات والتشوهات غير الأصيلة التي مرت علينا وعشنا داخل هذه البلاد – الحلة او العراق - التي يقول عنها صفيها الحلي ( بلاد ألفناها على غير رغبة / وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن  ) ، عدت من زيارة الى مدينة اسطنبول التركية قبل أيام ،  واسطنبول تعداد سكانها ( 35 ) مليون نسمة بقدر نفوس العراق ، وتشكل أكثر من ثلث سكان تركيا البالغ 85 مليون بشر ، والحلة يقسمها شطها لنصفين ، واسطنبول يقسمها خليج ( البسفور ) لنصفين أيضا ، والبسفور قنال طبيعي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة  ، واسطنبول نصف أوربي ونصف أسيوي  يتسابق النصفان أيهما الأجمل وأيهما يقدم خدمته أفضل للمواطنين ، ولأن تركيا ليس لها نقمة النفط التي حلت على بلدان العرب الأعراب لذا تستورده من الدول النفطية لتسير المركبات والطائرات واستخدامات أخرى ، ناهيك عن قلة استخدامه في المنازل مستعيضين بدلا عنه بالطاقة الكهربائية ، الطباخات كهربائية ، التدفئة والتبريد كهربائيا ، المترو كهربائي ، الترام كهربائي ، شبكة القطارات كهربائية ، ومن أجمل ما رأيت هي العبارات الكهربائية أيضا ، تنقل المئات بل الآلاف من سكان اسطنبول من جانب لآخر ،  وربما تتسع العبارة لأكثر من خمسين عجلة صغيرة أو كبيرة ، تصور نفسك موظفا تعمل بالجانب الآسيوي وسكنك في الجانب الأوربي ، ما عليك إلا أن قطع تذكرة من عداد آلي  وتعبر للجانب الآخر لقاء أجر رمزي ووقت لا يستغرق 15 عشر دقيقة ، حكومة تحترم مواطنيها بكل أجناسهم وأعراقهم ودياناتهم ، لم أجد شرطيا للمرور ، لم أشاهد ثكنة عسكرية ولا شخصا عسكريا ، ويقال أن الشرطة بزي مدني ، لم أجد سيطرة واحدة تحمل جهازا لكشف ( الطرشي ، والريفدور ) ، لم نفتح حقيبة بمطار ( آتاتورك ) العملاق ذهابا وإيابا بفضل أجهزة كشف متطورة جدا كالأجهزة التي تعاقدت عليها حكومتنا الوطنية مع بريطانيا ، وسجن بسبب تلك الصفقة تاجر بريطاني ، ولازلنا نتبجح بأنها من أفضل وأحسن المناشئ البريطانية متسترين على مجموعة سراق يركضون ليل نهار لقرصنة القاصات الحكومية ووضعها بقاصات حزبية أسلامية وعلمانية أمينة جدا ، لا أتحدث عن الشوارع ونظافتها ، ولا الحدائق وورودها ، ولا الأماكن التراثية والاهتمام بها ، ولا الجسر المعلق العملاق الذي يعبر البسفور ليربط آسيا بأوربا  ، ولا البيوت التراثية التي يهتم بها عمدة اسطنبول ، ولا أن اسطنبول مركزا سياحيا وثقافيا و ليست عاصمة لتركيا  ، أقول أن كل ما يحدث بتركيا بميزانية تقل عن نصف ميزانية العراق ، ألم أقل بدءاً بأننا شعب ( خطية ) ، وسأكون ثرثارا كحلاق القراءة الخلدونية وأقول ( لعن الله السياسة والسياسيين ، والعلمانية والمتأسلمين ، والسراق و ( الحراميين ) ، والشرق والغرب أجمعين ) ، وليعيش أصحاب الكروش الجوفاء ، ولتسقط شعوب العالم الثالث كافة ، للإضاءة فقط .  



ليست هناك تعليقات: