الثلاثاء، 27 مارس 2012

القمة النعمة أم القمة النقمة ؟؟- كاظم فنجان الحمامي







القمة النعمة أم القمة النقمة ؟؟

كاظم فنجان الحمامي


مثل بقية الزوابع والأعاصير حصلت القمة البغدادية على اسمها قبل وقوعها, فاكتسبت اسمها من الأسواق العراقية, التي قفزت فيها أسعار الطماطة إلى أعلى معدلاتها بمقياس أسواق البصرة, فبلغت (2500) دينار للكيلو الواحد, فأطلقوا عليها (قمة الطماطة) منن باب التندر. .

نأمل أن تكون هذه القمة فاتحة خير على العراق وأهله, ونأمل أن تحمل لنا الأخبار السارة, لكنها كتمت أنفاس بغداد منذ الآن, وشلّت حركتها قبل انعقادها, وسط إجراءات أمنية مشددة, فتكاثرت الحواجز, وتعطلت المصالح العامة, وأغلقت الطرق والمنافذ الرئيسة بين الكرخ والرصافة, فحققت القمة أولى نتائجها الايجابية عندما أطلقت ماراثونات المشي بين أحياء بغداد وضواحيها,

فولدت اكبر تظاهرة شعبية لترشيق الأجسام المترهلة, وتخفيف الأوزان الزائدة, وتحولت بعض الشوارع العامة إلى ملاعب مفتوحة لممارسة لعبة كرة القدم لطلاب المدارس المتعطلة بمناسبة انعقاد القمة. .

غرقت بغداد في فوضى مرورية, وانقسم الناس بين صابر ينتظر الفرج, وبين متشائم لا يرى خيرا في الجامعة, في حين راح السياسيون المعارضون يواصلون التحريض ضد القمة, ويتوعدون بعرقلة أعمالها بكل الطرق الصبيانية المتاحة, وغير المتاحة. .

من المؤمل أن يزورنا الملوك والرؤساء العرب الذين قاطعونا وخاصمونا, ومارسوا ضدنا أبشع أنواع التنكيل, وسيأتي معهم الطاقم الجديد من الرؤساء الذين انتجتهم معامل الربيع العربي, وستجمعهم القمة مع الطاقم القديم, وتمنحتهم فرصة التعارف مع بعضهم البعض, وفرصة تبادل اللقطات التذكارية, واكتساب المهارات القيادية في ممارسة الحكم الميكافيلي بصيغته الرقمية المبتكرة. .

كان الرئيس القمري (اكليل ظنين) أول الواصلين إلى بغداد, فهل (ستتكلل) أعمالها بالنجاح ؟؟, أم تخوننا (الظنون) بالجامعة ؟؟. .

يقول نبيل العربي الرئيس الحالي للجامعة: ((إن مجرد عقد القمة العربية في بغداد (انجاز) من انجازات الجامعة في ربيع عام 2012)). .

ونحن نقول لا يمكن ان نعدها من الانجازات, ولا من المنجزات ما لم تسفر نتائجها عن تحرر العراق من مقصلة البند السابع على أقل تقدير. . .

ليست هناك تعليقات: