السبت، 16 أبريل 2011
وظيفة الفن-رسالة للذين يتخندقون في الظلام
وظيفة الفن
تعددت التعاريف لمفهوم الفن وكذلك وظيفته بكثرة مدارس الفلسفة والجمال لكني آثرت تعريفا وهو أن الفن إبداع شكل ذي دلالة يتميز بالوحدة ويعبر عن حياة الشعور. إن وظيفة ألفن الكاملة هي تجميل الواقع الذي لم يعد الواقع الطبيعي الذي فتح الإنسان الأول عينيه عليه بل أصبح الواقع الحضاري الذي نما يوما بعد يوم منذ نشأته الأولى إلى يومنا الحاضر, لقد غير الإنسان من العالم الطبيعي الذي وجد فيه وكانت تعبيراته ذات نزعات متعددة مالبثت أن تلاقحت وتفاعلت من دون أن تخرج بحضارة إنسانية واحدة ولكنها مجمل حضارات ,منها المهيمنة ومنها المتكاملة ولذا لم يكن المهم هو تغيير العالم بل تجميله من حيث هو أعلى درجات خيره .وبالرجوع إلى الوراء قليلا نجد أن الفن صاحب الإنسانية منذ نشأته الأولى أي من حياة الكهوف إلى حياة الاستقرار والري وهذا يعني أن هناك فائض الوقت قد استعان به الإنسان لتنفيذ أعماله الفنية والتأمل وأجدني أرى أن الفن كان يمارس حتى في حياة الكهوف من قبل فئة متخصصة وهذا يتطلب عمل شخص له القابلية على التقاط الشكل والاحتفاظ به في قاموسه الذهني لحين تنفيذ العمل وهذا لم يكن متاحا للجميع إلا لفئة معينة وهم الفنانون في المجتمع البدائي ومن هنا يبدأ التخصص والاحتراف لان هذه الفئة كانت لاتخرج للصيد مع إقرانهم بل أن الغذاء كان يجلب لهم كبقية مجتمع الصيد وعودة على أهمية فائض الوقت في المجتمعات الزراعية يصبح التساؤل هل أن الفن ترف هذا يبدو صحيحا لأكثر الناس lمما دفع شارل لالو إلى أن يرى فيه التنظيم الاجتماعيللترف غير أن رأية هذا وليد التفريق بين الترف والضرورة الحيوية والواقع إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية اجتماعية كلية وجدنا أن لا بد من تجاوز نظرية الترف هذه إذ أن الفن ضرورة اجتماعية وأخلاقية. ولما كان للفن وظيفة اجتماعية وأخلاقية من حيث صيرورته كان لابد من الإشارة إلى أصحاب نظريات التحليل النفسي التي ترى أن الفن لعب وطالما نظر إليه الناس على انه مضيعة للوقت والجهد وقد يبدو ذلك للنظرة السريعة والمتوقفة عند الأسباب القريبة ولو أن للعب وظيفة تربوية مهمة بشان التطور النفسي للإنسان ولكن يجب علينا أن نتحرى الأسباب البعيدة حتى تبدو مسالة الفن هي عملية انسجام. والانسجام أما أن يكون كليا أو لا يكون وانه بما هو كلي ضروري للمجتمع من اجل وجوده واستمراره وهذا كان لاستبعاد صفة اللعب والترف عنهو خلع صفتي الجد والعمل عليه وإذا نظرنا إلى الحيوان وجدنا بينه وبين عالمه من الانسجام الملائم لاستمرار حياته, وهذا بالتالي يكفي للإنسان لو شاء أن يظل في مستوى حيوانيته, لكنه ثار على هذا الواقع وانشأ حضارته التي أكملت سبل بقائه, وان يرتقي في مستوى المعرفة والأخلاق وهذه سمة الإنسان الرئيسية وهي السعي إلى الحقيقة والخير والجمال لتفهم خبايا علمه ويفيد بخبرته ويتمتع بضروب جماله وهكذا كانت حضارة الفن في بلاد وادي الرافدين إلا أن عواصف الصحراء المتتالية فد غطت عليها إلا أنها لم تندثر ابتداء من الحضارة السومرية التي تمثل حقبة عاش بها الإنسان جميع البني الحضارية ليعرفنا بملامح القوة والصلابة والرشاقة ويدون سجلا لرواية الإحداث للأجيال القادمة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
trés bien sa
إرسال تعليق