الاثنين، 18 أبريل 2011
عذراً لك أيتها الصبية المكافحة-بقلم الفنان ناصر عساف-اللوحات بعدسته
عذراً لك أيتها الصبية المكافحة :في كل دول العالم من حق المواطن العمل في وطنه ، لمواصلة الحياة والعيش بسلام وأمان من خلال مهنة شريفة أو حرفة يقدم من خلالها عطائه خدمة للآخرين أو الإنسانية بشكل اوسع0 لكن من المخجل والمؤلم عندما تقيد كونك تعمل في مجال الثقافة والفنون أو الصحافة الاعلام ، أو تحاصر وتلاحق بالممنوع وغير المسموح . كون الشكوك الأمنية تحوم حول المواطن العراقي في وطنه . وهذا أصبح سلوكا مهنيا عند إفراد الأجهزة الأمنية ومما يثير غضبك واستفزازك عندما تؤدي عملك الصحفي أو ألأعلامي أو اهتماماتك الفوتوغرافية ضمن واجبك الأخلاقي والإنساني ، تواجه بالممنوع بالرغم من التعرف على بطاقتك المهنية ، يطلب منك إذنا بالموافقة الرسمية من (حركات الشرطة) وهذا يتطلب روتينا رسميا لمخاطبة تلك الجهة من قبل جهة اعلي التي تعمل معها كي تحصل على موافقة لالتقاط صورة لاتخل بأمن البلد وبصفتي فنانا فوتوغرافيا ومصورا صحفيا واهتمامي توثيق هموم ومعاناة وبؤس وحرمان العراقي في زمن الديمقراطية والتحرير من الأنظمة الدكتاتورية التسلطية والقمعية ، سواء كان الموطن طفلا أو امرأة أو رجلاً اومشهدًا مأساويا من واقعنا الحالي بدافع وطني وإنساني محايد ومستقل وضمن واجبي الأخلاقي والمهني ، لعلي أقدم شيئا أو أشارك في تضميد جراحنا النازفة منذ زمن وإمام الملأ . في ساحة الاحتفالات وسط مدينة الحلة التي تكتظ بالباعة وعرباتهم منذ الصباح حتى المساء ، وتتحول هذه الساحة ليلا إلى مرآب لخزن عرباتهم بعد حزم بضاعتهم فوقها . شدني مشهد بين هذا الحشد من البشر وعلى اختلاف أصنافهم ، شخصية بعمر الصبا تقف مساء كل يوم مرتدية ملابس ذكورية وعلى رأسها (كاسكيتة) يتدلى من تحتها شعرها الأنثوي . عربتها مليئة بالخضار . سألت احد الباعة القريبين منها لأعرف شيئا عن هذه الشخصية المزدوجة بين الذكورة والأنوثة . تسمى (زينب) امتهنت مهنة أمها التي لاتزال تبيع الخضار قرب جسر الحلة القديم . تمكنت وبصعوبة إن التقط لها ثلاثة لقطات عن بعد وبسرية مختبئا بين اثنين من الباعة لكني لم احقق هدفي بسبب كثافة حركة الناس المزدحمة والتي تصبح عائق بيننا مع حذري وقلقي من الشرطة المتجولة في المكان ضمن واجبها الأمني فأجلت ذلك لوقت أخر । وبعد أكثر من أسبوعين دخلت إلى نفس المكان فكانت الصبية (زينب) تقف إمام عربة خضارها . ومن زاوية أخرى وقفت بين بائعين مجاملا وموضحا لهم طبيعة عملي وغايتي لتصوير تلك الصبية مع بضاعتها تعاطفا وإعجابا بكفاحها ، أخرجت كإمرتي بحذر وتخفي وبين مراقبتي لها ومحاولتي لاقتناص لقطة تحمل مضمون ودلالة مقروءة للمشاهد والمتلقي . (زينب) تلميذة في الصف السادس ءالابتدائي تختلف بأسلوب تعاملها مع الآخرين كل حسب عمره وجنسه . تكون كامرأة ناضجة ومع الصبية والمراهقين صلبة وبكبرياء وثقة بالنفس ومع الشباب متحفظة وحذرة تتعامل مع الكبار بشيء من الاحترام والتهذيب والأخلاق .ألا يستحق هذا النموذج المكافح الاحترام والتقدير والاهتمام ومثال رائع للطفولة0 أليس من واجبي أن تكون زينب موضوعاً يقتدي به من أبناء جيلها0 ألا تستحق هذه الصبية أن تكون نموذج للطفولة العراقية يفتخر بها أمام أطفال العالم 0 ويستفيد العالم من تجربتنا في بناء أجيال المستقبل المجهول0 لكني أقول ( لزينب) عذراً لك فقد منعت من تصويرك بسبب وشاية من احد الجهلة والمتخلفين لأحد منتسبي الشرطة والذي منعني من أداء مهمتي الإنسانية وعدم استخدام كإمرتي لكوني لا احمل معي موافقة من شعبة حركات الشرطة، وان بطاقة عملي الشخصية والرسمية لم تشفع لي لولا تدخل البائع الذي وقفت بجانبه حيث طلب من الشرطي قائلا :- (اتركه لخاطري) وبتوسل وترجي ، فأفرج عني 0 فأعلمي أيتها الصبية حاولت مشاركتك همومك بما استطيع فلم يسمح لي بذالك ، ربما في كإمرتي سلاحاً يهدد امن العراق وسلامته ، لكن مسموح لنا أن نقتل بطرق متنوعة أو يقتلنا همنا ببطء والغاية تبرر الوسيلة 0
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
عذرا لكل اطفال العراق الذين يتحملون اعباءناعذرا للمستقبل حين يسالهم لماذا يقولون ولدا هكذا لانهم تركونا هكذاوعذرا للانسان الفنان ناصر العساف الذي تحمل المعاناه لكي يشارك همومهم رغم كل شئ فنان يحمل مسوليه كبيره وحس انساني لايستطيع كتمانه ولكن استطاع ان يعبر بشموليه عبأ الحياة والمسوليه التى تقق عليه كجزء من واجبه تحية حب وسلام للعراق والشرفاءواعجاب وتقدير للفنان ناصر العساف لما يحمله من تاريخ ملئ بالابداع والفن.علي عباس-استراليا
إرسال تعليق