حوار
مكاوي سعيد: أنا مدين في كتاباتي لل
إبراهيم حمزة
هو كاتب وروائي وسيناريست مصري ابتدأ مسيرته الإبداعية
بكتابة الشعر ثم انتقل إلى القصة القصيرة وهو الآن مهتمّ بكتابة الرواية . صدرت له
مجموعة من الكتب منها "الركض وراء الضوء " و "فئران السفينة "
و "تغريدة البجعة"، يرصد في كتاباته المُهمّش. من تفاصيل الواقع ويتخيّر
مكاوي سعيد فضاءاته الإبداعية من سياقات الشعبيّ والعامّ.
* لماذا كانت هذه النغمة الأسيانة التي انتهت بها روايتك " تغريدة البجعة"؟ لماذا خفت صوت اليقين في المستقبل لهذا الحد؟
ـ تغريدة البجعة رواية ترثي جيلي الذي ابتلي بوأد طموحاته وبكتم حرياته وبتهميشه وكلما رأيت صديقا موهوبا يموت دون تحقق موهبته اكتأبت، والرواية ذاتها كتبتها وأنا في حالة من الشجن والأسى تكاد تقترب من الاكتئاب، وطبيعي جدا أن يخفت اليقين في المستقبل بالنسبة لشباب قضوا جل أعمارهم يعانون ويقاسون وتدهسهم رحى الحياة فأي مستقبل لهم وقد غادرهم صباهم وشبابهم؟
* تفسير العمل الأدبي يفسده. ولكنك مشغول بالحياة أكثر من الكتابة ، إلى أي حد نحكم بصحة هذا التصور؟
-أتفق تماما مع الأمرين أنا لا أحب التفسيرات، ولا أهتم بالنقد الذي يهتم بمكاشفة القراء بما أخفاه الكاتب – من وجهة نظر النقاد - وكثيرا ما كنت أبتسم وأنا أسمع بعض النقاد يتكلمون عن أعمالي ويفسرونها بما لم يخطر في ذهني مطلقا، ولو خطر ببالي مايفيضون في الحديث فيه، لربما لم أكتب هذه الأعمال قط، وأنا فعلا مشغول بالحياة عن الكتابة التي تفسد في أحيان كثيرة الاستمتاع بالحياة، لذا كتبت معظم أعمالي وأنا على هامش الحياة وغير متوغل فيها بمعنى إما كنت حزينا أو غاضبا أو مكتئبا
* تتالت طبعة رواية " فئران السفينة "، وبعد عشرين عاما تصدر التغريدة. ثم تتخلى عن ميدانك لكتاب نثري أقرب للصحافة " مقتنيات وسط البلد " فكيف تتفاعل مع الكتابة الأدبية؟
ـ الجزء الأول من كتاب مقتنيات وسط البلد يحتوي على مجموعة كبيرة من حكايات تتصل بالمكان، وهي في سردها أقرب إلى القصص القصيرة، وما نشرته منها فى الصحافة أعدت كتابته ليجمع فى الكتاب فلم اتخلّ عن الأدب فى سبيل الصحافة، كما أنى غير مهتم أساسا بالكتابة في الصحف وعندما يطلب مني ذلك أكتب بطريقتي، حتى مقالاتي هذه الأيام بجريدة الأهرام أغلبها يمكن أن يندرج تحت بند القصة القصيرة .
* بشأن الثورة، ولأنك مشغول من البداية بفكرة التحولات السياسية. كيف ترصد أحداث عام مضى في مصر: الثورة، الإحباط، الغيوم؟
ـ رأيي لم يتغير في الثورة منذ بدايتها. وهي ثورة مستمرة ومن الخطأ اعتبارها انتهت بمجرد تنحي مبارك أو لمجرد تحقق هدف من أهدافها، أنا مؤمن بالثورة وأعتقد أن تحقق أهدافها لن يتم قبل خمس سنوات أو أكثر، وهي جارفة وكاشفة، اعتلاها في البدء، بمجرد تنحي مبارك، الأدعياء وانكشفوا ، ثم الذين يرتدون عباءة الدين وها هم ينكشفون الآن وكذلك محبي الفاشية ومدمني القمع … كل يوم يمر تتكشف وتتعرى أشياء أمام المواطن العادي وهذا مكسب عظيم، أنا غير محبط لأن لي يقينا من انتصار الثورة في النهاية .
*قرأت لك قصصا وكتابات للأطفال بقطر الندى وكتاب الهلال، وربما نقول إنها لم تترك أثرا وسط ضجيج لا ينقطع لكثيرين .. هل الأمر له علاقة بالعمل المهني؟ وكيف يتعانق داخلك كاتب السيناريو مع الناشر مع الأديب؟
-أنا أحب الكتابة في كل المجالات التي تستهويني ولم أتوقف عن الكتابة للأطفال، فلي رواية موجهة لهم ستصدر قريبا وأحب كتابة السيناريو ولي فيلم روائي قصير عن المهمشين أثناء الثورة سيبدأ العمل عليه قريبا ، وقد درست السينما من قبل وعندي رغبة في الإخراج وسأبدأ في إخراج فيلمي الأول عندما أجد منتجا يهتم بموضوعه، والنشر يقربني من الأدباء الشباب لأني أطّلع على أعمالهم ويفيدني في التواصل مع جيلهم من الكتاب والقراء، في رأيي هي دائرة إبداعية واحدة كبيرة بعض الشيء لكنها دائرة واحدة .
* قدمت بنية معمارية بهية ومميزة في " تغريدة البجعة " لمن أنت مدين بفنك ؟
- أنا مدين بهذه البنية المعمارية للصعلكة، ولحبي للسينما وللناس المهمشين وتراب الشوارع، أنا لم أكتب قط في غرفة مكيفة أو في فندق خمس نجوم، أنا أكتب على كراسي مقاه خشبية مساميرها كانت تمزق بنطلوناتي وعندما حولوها الآن لكراس بلاستيكية، رداءة صناعتها تجعلها أحيانا لاتحتمل جسدي النحيل وتقع بي ، ما أجمل أن تفتح كراسك، وتمسك بقلمك وتجد الجرسون يهرع إليك بكوب الماء، وإذا ما ارتفع صوت بجوارك دون أن تطلب منه، يذهب مباشرة تجاه الصوت ويطالبه بخفض صوته لأن الأستاذ يكتب، أنا أكتب لهؤلاء الذين رغم تعليمهم المتوسط يحترمون مهنة الكاتب ويبجلونه .
* لماذا توارت القصة القصيرة من صدارة إبداعك رغم أنها الأكثر كما ؟
-الكتابة في الشرق خاضعة للتصنيف، فرغم أن عدد مجموعاتي القصصية هي الأكثر إلا أنهم منذ "تغريدة البجعة "لا يسألون إلا عن الرواية الجديدة، وقد أصدرت مجموعتين قصصيتنين عقبها، وأجدهم كلهم بلا استثناء نقادا أو قراء إذا ما قابلوني يمدحون المجموعة بسرعة، ثم يسألوني عن الرواية الجديدة وحتى الصحف، رغم أني أنشر بها كثيرا قصصي، عندما يحاورني الصحافيون لا يتكلمون إلا عن الرواية ، لكني في أحيان كثيرة أقول الحمد لله أنهم وضعوني في خانة فقد تجاهلوني وجهلوني طويلا.
* إلى أي طريق وصلت بكتابك عن الثورة "كراسة التحرير"؟
- "كراسة التحرير" انتهيت من كتاباتها منذ فترة. لكن الأحداث الجارية الملتهبة التي تمر على البلاد تدفعني للتأني وإعادة النظر فيما أكتبه، ولست متعجلا علي إصدارها لأنني أعتقد عندما يكتب كاتب عن الثورة المصرية. لابد أن يكتب كتابا مؤثرا بقدر الإمكان ويحمل من الصدق والحقيقة والمشاهدات العينية القدر الكبير ولا يعتمد على شهادات غير موثوق منها أو متابعات متفرقة عبر التلفاز.
* لماذا كانت هذه النغمة الأسيانة التي انتهت بها روايتك " تغريدة البجعة"؟ لماذا خفت صوت اليقين في المستقبل لهذا الحد؟
ـ تغريدة البجعة رواية ترثي جيلي الذي ابتلي بوأد طموحاته وبكتم حرياته وبتهميشه وكلما رأيت صديقا موهوبا يموت دون تحقق موهبته اكتأبت، والرواية ذاتها كتبتها وأنا في حالة من الشجن والأسى تكاد تقترب من الاكتئاب، وطبيعي جدا أن يخفت اليقين في المستقبل بالنسبة لشباب قضوا جل أعمارهم يعانون ويقاسون وتدهسهم رحى الحياة فأي مستقبل لهم وقد غادرهم صباهم وشبابهم؟
* تفسير العمل الأدبي يفسده. ولكنك مشغول بالحياة أكثر من الكتابة ، إلى أي حد نحكم بصحة هذا التصور؟
-أتفق تماما مع الأمرين أنا لا أحب التفسيرات، ولا أهتم بالنقد الذي يهتم بمكاشفة القراء بما أخفاه الكاتب – من وجهة نظر النقاد - وكثيرا ما كنت أبتسم وأنا أسمع بعض النقاد يتكلمون عن أعمالي ويفسرونها بما لم يخطر في ذهني مطلقا، ولو خطر ببالي مايفيضون في الحديث فيه، لربما لم أكتب هذه الأعمال قط، وأنا فعلا مشغول بالحياة عن الكتابة التي تفسد في أحيان كثيرة الاستمتاع بالحياة، لذا كتبت معظم أعمالي وأنا على هامش الحياة وغير متوغل فيها بمعنى إما كنت حزينا أو غاضبا أو مكتئبا
* تتالت طبعة رواية " فئران السفينة "، وبعد عشرين عاما تصدر التغريدة. ثم تتخلى عن ميدانك لكتاب نثري أقرب للصحافة " مقتنيات وسط البلد " فكيف تتفاعل مع الكتابة الأدبية؟
ـ الجزء الأول من كتاب مقتنيات وسط البلد يحتوي على مجموعة كبيرة من حكايات تتصل بالمكان، وهي في سردها أقرب إلى القصص القصيرة، وما نشرته منها فى الصحافة أعدت كتابته ليجمع فى الكتاب فلم اتخلّ عن الأدب فى سبيل الصحافة، كما أنى غير مهتم أساسا بالكتابة في الصحف وعندما يطلب مني ذلك أكتب بطريقتي، حتى مقالاتي هذه الأيام بجريدة الأهرام أغلبها يمكن أن يندرج تحت بند القصة القصيرة .
* بشأن الثورة، ولأنك مشغول من البداية بفكرة التحولات السياسية. كيف ترصد أحداث عام مضى في مصر: الثورة، الإحباط، الغيوم؟
ـ رأيي لم يتغير في الثورة منذ بدايتها. وهي ثورة مستمرة ومن الخطأ اعتبارها انتهت بمجرد تنحي مبارك أو لمجرد تحقق هدف من أهدافها، أنا مؤمن بالثورة وأعتقد أن تحقق أهدافها لن يتم قبل خمس سنوات أو أكثر، وهي جارفة وكاشفة، اعتلاها في البدء، بمجرد تنحي مبارك، الأدعياء وانكشفوا ، ثم الذين يرتدون عباءة الدين وها هم ينكشفون الآن وكذلك محبي الفاشية ومدمني القمع … كل يوم يمر تتكشف وتتعرى أشياء أمام المواطن العادي وهذا مكسب عظيم، أنا غير محبط لأن لي يقينا من انتصار الثورة في النهاية .
*قرأت لك قصصا وكتابات للأطفال بقطر الندى وكتاب الهلال، وربما نقول إنها لم تترك أثرا وسط ضجيج لا ينقطع لكثيرين .. هل الأمر له علاقة بالعمل المهني؟ وكيف يتعانق داخلك كاتب السيناريو مع الناشر مع الأديب؟
-أنا أحب الكتابة في كل المجالات التي تستهويني ولم أتوقف عن الكتابة للأطفال، فلي رواية موجهة لهم ستصدر قريبا وأحب كتابة السيناريو ولي فيلم روائي قصير عن المهمشين أثناء الثورة سيبدأ العمل عليه قريبا ، وقد درست السينما من قبل وعندي رغبة في الإخراج وسأبدأ في إخراج فيلمي الأول عندما أجد منتجا يهتم بموضوعه، والنشر يقربني من الأدباء الشباب لأني أطّلع على أعمالهم ويفيدني في التواصل مع جيلهم من الكتاب والقراء، في رأيي هي دائرة إبداعية واحدة كبيرة بعض الشيء لكنها دائرة واحدة .
* قدمت بنية معمارية بهية ومميزة في " تغريدة البجعة " لمن أنت مدين بفنك ؟
- أنا مدين بهذه البنية المعمارية للصعلكة، ولحبي للسينما وللناس المهمشين وتراب الشوارع، أنا لم أكتب قط في غرفة مكيفة أو في فندق خمس نجوم، أنا أكتب على كراسي مقاه خشبية مساميرها كانت تمزق بنطلوناتي وعندما حولوها الآن لكراس بلاستيكية، رداءة صناعتها تجعلها أحيانا لاتحتمل جسدي النحيل وتقع بي ، ما أجمل أن تفتح كراسك، وتمسك بقلمك وتجد الجرسون يهرع إليك بكوب الماء، وإذا ما ارتفع صوت بجوارك دون أن تطلب منه، يذهب مباشرة تجاه الصوت ويطالبه بخفض صوته لأن الأستاذ يكتب، أنا أكتب لهؤلاء الذين رغم تعليمهم المتوسط يحترمون مهنة الكاتب ويبجلونه .
* لماذا توارت القصة القصيرة من صدارة إبداعك رغم أنها الأكثر كما ؟
-الكتابة في الشرق خاضعة للتصنيف، فرغم أن عدد مجموعاتي القصصية هي الأكثر إلا أنهم منذ "تغريدة البجعة "لا يسألون إلا عن الرواية الجديدة، وقد أصدرت مجموعتين قصصيتنين عقبها، وأجدهم كلهم بلا استثناء نقادا أو قراء إذا ما قابلوني يمدحون المجموعة بسرعة، ثم يسألوني عن الرواية الجديدة وحتى الصحف، رغم أني أنشر بها كثيرا قصصي، عندما يحاورني الصحافيون لا يتكلمون إلا عن الرواية ، لكني في أحيان كثيرة أقول الحمد لله أنهم وضعوني في خانة فقد تجاهلوني وجهلوني طويلا.
* إلى أي طريق وصلت بكتابك عن الثورة "كراسة التحرير"؟
- "كراسة التحرير" انتهيت من كتاباتها منذ فترة. لكن الأحداث الجارية الملتهبة التي تمر على البلاد تدفعني للتأني وإعادة النظر فيما أكتبه، ولست متعجلا علي إصدارها لأنني أعتقد عندما يكتب كاتب عن الثورة المصرية. لابد أن يكتب كتابا مؤثرا بقدر الإمكان ويحمل من الصدق والحقيقة والمشاهدات العينية القدر الكبير ولا يعتمد على شهادات غير موثوق منها أو متابعات متفرقة عبر التلفاز.