الاثنين، 7 سبتمبر 2015

خلية أهلكها السر-نجاح المصري زهران



خلية أهلكها السر


حين قرر الفسيفسائي أن يرتب لوحته الكوّنية  صَوّبَ نصف نفخته نحو  أرجيلته الضريرة والنصف الآخر تدلى من خفة الروح على رخام الأجنة ، نحو كذبة الدخان الساخرة من نسل الكهوف المسافرة بأحلام الرصيف وعلبة كبريت ، كانت القطع الفسيفسائية  تشهق من عروة الاسفلت وسراويل المدن تنحني بأنقاضها
 هنا يكـتب حروف اسمه حينما سال الغيم على الأحلام  ، كل  حبة غبار تنهمر بحيوات تلعب الورق ، كل  الأسماء تصلي ، كل احتراق الماء يبرعم رغم البثور البشرية
حتى الماعز تتهجأ اللبن وامرأة تهدهد النوم بالحبر والورق،  بلازورد من لهفة الصورة الى اكتمال الحب  ،لتحمل ترهات الأحلام الشقية والخطيئة المتثائبة ؟
كانت النملة تصرخ على زجاج الظل المكسور ، كان يضج باختناق الحلم ونكتة مستيقظة على صدر الورق ، أهبطت أسطورة القتل مع السماء بفتيل الجمر !؟.
إذاً لماذا أرتب الكون بصورتي  وفتنة القلب لا تعطي العجوز إبنها من الأماسي الخاطفة ، ثمة فراشات تورطت بورد دون ألوان في ليل الكائنات ولم تجد فراديس تكشف الطهارة المسترخية ، هل النبض والحاسةالسادسة بمسامات الدفع والجذب  تموج بفقاعة   دموية الصمت!؟ ، هكذا اصبح الصوت شرر و الصورة مريضة تعانق الظل  وضوء أصابه الضّر بحدائق إنسان .
ستعود  الاسِرّة  الى ضفاف السحابات والشواطئ تتزاوج مع السماء بهشاشة الدفء ، أترك أيقونة التكوين ، وحاشية تجمع الأهداب  ألا تعلم أن البجع تَزَيّن بالرقص و الصرخة الأولى للميلاد ألم لا يُبلسم الروح من بوارق الجسد ، وهذا  الفراغ لم يزن النملة الدؤوبة للحياة وكان مقدارها خمسين الف سنة من العمل وطوفان الاشتقاق فهنا تمددت الحيوات المغروسة بسم خلية أهلكها السرّ .
تمهلي أيتها اليقظة، أيها النوم ، فهناك من أطفأ الحب والسين القزحية الكيان  تُقبل يد إمرأة ترفع الخبز  وترفعها لفوهة السماء

ليست هناك تعليقات: