خلية أهلكها السر
حين قرر الفسيفسائي أن يرتب لوحته الكوّنية صَوّبَ نصف نفخته نحو أرجيلته الضريرة والنصف الآخر تدلى من خفة الروح على رخام الأجنة ، نحو كذبة الدخان الساخرة من نسل الكهوف المسافرة بأحلام الرصيف وعلبة كبريت ، كانت القطع الفسيفسائية تشهق من عروة الاسفلت وسراويل المدن تنحني بأنقاضها
هنا يكـتب حروف اسمه حينما سال الغيم على الأحلام ، كل حبة غبار تنهمر بحيوات تلعب الورق ، كل الأسماء تصلي ، كل احتراق الماء يبرعم رغم البثور البشرية
حتى الماعز تتهجأ اللبن وامرأة تهدهد النوم بالحبر والورق، بلازورد من لهفة الصورة الى اكتمال الحب ،لتحمل ترهات الأحلام الشقية والخطيئة المتثائبة ؟
كانت النملة تصرخ على زجاج الظل المكسور ، كان يضج باختناق الحلم ونكتة مستيقظة على صدر الورق ، أهبطت أسطورة القتل مع السماء بفتيل الجمر !؟.
إذاً لماذا أرتب الكون بصورتي وفتنة القلب لا تعطي العجوز إبنها من الأماسي الخاطفة ، ثمة فراشات تورطت بورد دون ألوان في ليل الكائنات ولم تجد فراديس تكشف الطهارة المسترخية ، هل النبض والحاسةالسادسة بمسامات الدفع والجذب تموج بفقاعة دموية الصمت!؟ ، هكذا اصبح الصوت شرر و الصورة مريضة تعانق الظل وضوء أصابه الضّر بحدائق إنسان .
ستعود الاسِرّة الى ضفاف السحابات والشواطئ تتزاوج مع السماء بهشاشة الدفء ، أترك أيقونة التكوين ، وحاشية تجمع الأهداب ألا تعلم أن البجع تَزَيّن بالرقص و الصرخة الأولى للميلاد ألم لا يُبلسم الروح من بوارق الجسد ، وهذا الفراغ لم يزن النملة الدؤوبة للحياة وكان مقدارها خمسين الف سنة من العمل وطوفان الاشتقاق فهنا تمددت الحيوات المغروسة بسم خلية أهلكها السرّ .
تمهلي أيتها اليقظة، أيها النوم ، فهناك من أطفأ الحب والسين القزحية الكيان تُقبل يد إمرأة ترفع الخبز وترفعها لفوهة السماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق