الجمعة، 11 سبتمبر 2015

ذاكرة التشكيل العراقي-اسكندر زفوبدا: أقدم الرسامين الحديثين في بغداد


   ذاكرة التشكيل العراقي


اسكندر زفوبدا:  أقدم الرسامين الحديثين في بغداد




د. إحسان فتحي
       ولد اسكندر ساندور انطون زفوبدا في بغداد عام 1826 لأب تاجر كريستال هنغاري الأصل اسمه (انطون زفوبودا) كان قد جاء إلى بغداد بحدود 1818 وتزوج من عراقية اسمها (يوفمي يوسف مرادجيان) في 1825 وأنجبت له 4 أولاد أكبرهم (اسكندر) و7 بنات. درس اسكندر في بغداد على يد الإباء الكرمليين ثم أرسله والده للدراسة في أوربا. ويبدو إن الشاب البغدادي اختار دراسة الرسم أولا ً في بودابست تحت إشراف الأستاذ (ميكلوس براباس) والبندقية ثم لندن، رجع بعدها إلى بغداد بحدود 1850. رسم العديد من المواقع الاثارية العراقية منها كانت أطلال طاق كسرى (قبل عبد القادر الرسام بـ 50 سنة) وزقورة برس نمرود اشتراها منه الاثاري البريطاني الشهير (رولنسون)، ورسم لوحة كبيرة للعذراء وضعت في كنيسة الأرمن في ميدان بغداد. (اعتقد إنها مازالت موجودة فوق مذبح كنيسة مسكتة)، ورسم لوحتين كبيرتين معلقتين الآن في قصر (دولماباشي) الفخم الذي افتتح في 1856 في استانبول. تميزت أعماله بالواقعية الكلاسيكية مع لمسات خفيفة من الانطباعية لعلها جاءت بتأثيرات من الفنان البريطاني (تيرنر) لكنها لم ترتق الى مستوى الفنانين العالميين الكبار. ويبدو إن اسكندر كان قد ولع جدا ً أيضا ً بفن التصوير الفوتوغرافي الذي بدء بفتن الجميع وخاصة الفنانين منهم مما جعله يتنقل في العراق وبين تركيا وسورية ولبنان وفلسطين ومصر مسجلا ً عددا ً هاما ً من الصور الوثائقية للمدن والآثار. وبيعت أعماله بمبالغ تراوحت بين 50 إلى 100 ألف دولار في المزادات العالمية.
    ويبدو إن اسكندر قد أصابه الملل من المجتمع البغدادي المحافظ نسبيا ً وقرر ان ينتقل إلى مدينة (سميرنا) وهي أزمير حاليا ً حيث فتح مرسما ً واستديو للتصوير مع ابنتيه (عفية وجين). وتزوج للمرة الثانية بسيدة فرنسية الأصل اسمها (ماريان تريكون) وأنجبت له ولدين ساعداه فيما بعد بعمله في أزمير واستانبول. توفي في أزمير في 1896 ودفن فيها. ومن الجدير بالذكر فان جد المعماري العراقي المعروف (هنري زفوبودا) من أبيه هو أخ الفنان اسكندر.

ليست هناك تعليقات: