إضاءة
( هواي الصوِّر وشويه الحياطين )
حامد كعيد الجبوري
من يتسنى له التجوال بين
المحافظات العراقية تبهره ، بل تصدمه كثرة الصور والشعارات و( البوسترات ) التي لم
تترك مجالا إلا ووضعت فيه ، ويجتهد المرشحون لمخالفة قرارات المفوضية العليا للانتخابات
متجاوزون حدود الصلاحيات الممنوحة لهم ، فذلك المرشح يستخدم نفوذه وعنوانه
الوظيفي لاستدرار عطف الناخب الجاهل ،
وذلك يضع صورا لرموز سياسية أو دينية غير رموز قائمته ، وآخر يستخدم جدران الدوائر
الحكومية لوضع ملصقاته عليها ، وحقيقة الأمر أن مجالس المحافظات حلقة فارغة إضافية
لا نفع لها في الوقت الحالي ، وأملك أكثر من دليل استنتجته من أحاديث كثيرة
لسياسيين مختلفين فكرا وعمرا وتجربة ، في حديث لدولة رئيس الوزراء مع وفد تجاري
صناعي حلي برمجت له النائبة ( حنان
الفتلاوي ) ، قال سيادته بما معناه أن دور مجالس المحافظات دورا هامشيا في الوقت
الحاضر ، لعدم بلورة فكرة المجالس لدى النخب السياسية بشكل منطقي مدروس ، وقال أن
مجالس المحافظات بوضعها الحالي تشكل عبئا على ميزانيات تلك المحافظات العراقية ، ويقول
النائب الكردي ( محمود عثمان ) أنا مع إلغاء مجالس المحافظات في الوقت الحاضر لعدم
أهلية أشخاص تلك المجالس أولا ، ولأنهم يستنفذون ميزانية المحافظات ثانيا ، وخلق
صراعات طائفية وعرقية وحزبية في نسيج المحافظات التي يعملون فيها ، وحدثني السيد (
صباح علاوي ) نائب رئيس مجلس محافظة بابل قائلا أن أغلب أعضاء مجلس المحافظة لا
يملكون الخبرة العملية ، ولا التجربة السياسية ، ولا الخلفية الثقافية لتؤهلهم
لشغل منصب عضو مجلس محافظة ، ويقول أن حسابات مجلس محافظة بابل جاءه بصك مالي
لمبلغ جيد بعد أن ذهب موفدا من قبل المجلس لزيارة أحد الدول ، علما أن الدعوة جاءت
من تلك الدولة ، والخدمات الفندقية وملحقاتها مقدمة من تلك الدولة ، إضافة لتذاكر
السفر ، ويقول السيد ( علاوي ) أن استلامي
لذلك المبلغ يعد حراما من الجهة الشرعية لأني لم أنفق من مالي الخاص أي مبلغ يذكر
، ويقول أيضا أن من يحصي زيارات أعضاء وعضوات مجلس المحافظة يجد العجب العجاب ،وكما
هو معمول به استلمت المبلغ ، وأوفدت لا حقا و بنفس الطريقة لدول عديدة أخرى كأعضاء
المجلس الآخرين ، ونحن كعراقيين نقول لو افترضنا أن لا راتب ولا سيارة ولا سفرات
سياحية لأعضاء مجلس المحافظة فكم سيكن عدد المرشحين لشغل عضوية تلك المجالس ؟ ،
وأهم من كل ذلك ما هي مشاريع المرشحون الجدد ؟
، وما هو برنامجهم الانتخابي ؟ ، ربما الكثير منهم رشح نفسه مع قائمة لا
يؤمن بشعاراتها والمهم عنده الوصول الى المغانم والمكاسب التي يسيل لها
اللعاب ، أسئلة وهموم نضعها أمام الساسة
والبرلمانيين وأبناء شعبنا العراقي ونقول ، هل سيتحقق أحلام الفقراء والمعوزون
بهذا البلد الغني ؟ ، وهل سنرى اليوم الذي يسحب ويحاسب فيه المختلسين علنا للقضاء ؟ ، أجوبة نتركها
للقادم الأسود من أيامنا الكالحة ، للإضاءة ......... فقط .
هناك تعليق واحد:
احسن طريقه لاختيار مرشحك ان يكون عالسكين
بس المرشحين كلهم خايسين؟
يعني هم ماكو حل
إرسال تعليق