الخميس، 5 فبراير 2015

الاعزاء المعماريون والاصدقاء في كل مكان،-

الاعزاء المعماريون والاصدقاء في كل مكان،


تحياتي الحارة
وددت هذا اليوم ان أذكركم بأحد المعماريين العراقيين المتميزين، والصديق العزيز، عصام غيدان، والذي اضطره الاضطهاد السياسي الى هجرة العراق والعمل مع الامم المتحدة في افريقيا وان يتخصص في تصميم المدارس ذات الكلف الاقتصادية. كما ان تجربته الافريقية جعلته يعشق التراث المعماري العربي في شرق افريقيا وخاصة مناطق ما كان يسمى بزنجبار وتحديدا مدينة لامو الرائعة. وهو اليوم يعيش في هولندا مع عائلته. تمنياتي له بوافر الصحة والمزيد من العطاء.
احسان فتحي

أشهر صفعة (كف) في التاريخ-

أشهر صفعة (كف) في التاريخ



هذه القصة حدثت في أحد القرون الوسطى تقريبا في القرن السادس عشر وبالتحديد في إحدى القرى الألمانية .
كان هناك طفل يدعي (جاوس) وكان جاوس طالبا ذكيا وذكائه من النوع الخارق للمألوف .
وكان كلما سأل مدرس الرياضيات سؤالا كان جاوس هو السباق للأجابه على السؤال، فيحرم بذلك زملائه في الصف من فرصه التفكير في الإجابه  
وفي أحد المرات سال المدرس سؤالا صعبا...
فأجاب عليه جاوس!!..بشكل سريع... مما أغضب مدرسه
  فأعطاه المدرس مسألة حسابيه!
وقال : اوجد لي ناتج جمع الأعداد من 1 الي 100!
طبعا كي يلهيه عن الدرس ويفسح المجال للآخرين!
بعد 5 دقائق قال جاوس بصوت منفعل: 5050!
  فصفعة المدرس صفعة قوية!
وقال: هل تمزح؟!....
أين حساباتك؟
فقال جاوس: اكتشفت ان هناك علاقة بين 99 و1 ومجموعها = 100
وأيضا 98 و 2 تساوي 100
و 97 و 3 تساوي 100
وهكذا الى 51 و 49!
واكتشفت بأني حصلت علي 50 زوجا من الأعداد
وبذلك ألفت قانونا عاما لحساب هذه المسأله وهو
  n ( n+ 1) /2
وأصبح الناتج 5050
فاندهش المدرس من هذه العبقريه ولم يعلم انه صفع في تلك اللحظة
العالم الكبير جوهان فريدريك جاوس

Johann Carl Friedrich GAUSS
(1777-1855)
The Prince of Mathematicians

احد اشهر ثلاث علماء رياضيات في التاريخ

قصة قصيرة البغل-عادل كامل

قصة قصيرة

البغل


عادل كامل
ـ لا احد خارج مغطسه، ورطته، أيها الولد العزيز...، في هذا الإسطبل...!
     تابع الحصان الهرم يتحدث إلى البغل ـ ابنه ـ ، عندما كانت درجات الحرارة قد  بلغت درجة الانجماد:
ـ فأنت ترى بجلاء ما آلت إليه الأمور، أمورنا جميعا ً، بلا استثناء، فهي عامة، تؤيد نظرية: مادمنا لا نمتلك إلا الدفاع عن هذا الذي سنفقده، ألا يتحتم علينا ألا ناسف على ما سنخسره! "كأنه أراد الاعتراف: مادمنا ندافع عن كل ما لا يستحق إلا الدفن، والإهمال،  فلماذا ندعه يغيب..؟ " فكر البغل مع نفسه.
تابع الحصان، وهو يحك جسده بالجدار:
ـ فإذا كنت محكوما ً بوجودي في هذا الإسطبل، فلم الهرب منه، مادمت أينما ذهبت فالنتائج لا تختلف...، مادامت مقدماتها سبقت نهاياتها بزمن بعيد؟
  ثم تمتم الحصان مع نفسه، بصوت مسموع: فانا لم ارتكب الذنب لأنني كنت لا امتلك قدرة عدم ارتكابه، وأنا ـ هنا ـ  لا أدافع عن ذنبي طلبا ً للغفران، لأن الأخير لا  معنى له  لولا انه وجد قبل ارتكاب الذنب! ألا ترى إننا كلما تقدمنا في النبش لا نكسب إلا الذهاب بعيدا ً في هذا المغطس...؟
   هز البغل رأسه ضاحكا ً:
ـ أسرفت، يا أبتاه، بشرح القضية التي فقدت وضوحها، وربما مصداقيتها...، فانا مأزقي يتلخص بما ارتكبته أنت من ذنب، أو إثم...، فلا أنا أصبحت مهرا ً، مثلما وعدت أمي، ولم أصبح حمارا ً، كي لا أشقى! فأنت وضعتني بين منزلتين الأولى تخلت عني، والثانية لا استطيع الانتماء لها.   ولعلك تتذكر زمان الفتنة التي سادت، وعصفت بحديقتنا، وكيف كنت لا اعرف كيف اخلص نفسي من الخيول المتوحشة، وهي تذبح كل من لا يشبهها، وكيف كانت الحمير تغتال من يقترب منها. وإذا كنت خرجت سالما ً من المحنة، فلا يعني هذا إنني استرددت حقا ً ما من حقوقي، ذلك لأن موقعي لم يعد تائها ً بين فصلين، من الفصائل، بل راح الشك يفند حتى يقين وجودي، كمخلوق، يتمتع ببعض مواصفات الجرذان، أو ألسعالي، أو الخنافس!
اعترض الأب:
ـ بالعكس...، فأنت حصلت على امتياز نادر، لم يحض به احد من قبل...، وإلا ...، من غيري ...، منحك درجة أعلى من حمار مهمته حمل الأثقال، وجر العربات، أو بانتظار ان يصبح طعاما ً للضواري!
صاح البغل، وهو يرتجف:
ـ  هكذا تبرر وجودي كوجود من لا اب ولا ام له! اسمه: النغل! فولا  اغتصابك لها، في ليلة حالكة الظلام، او تحت الشمس، لكان رأسي الان اقل اضطرابا ً...!
   ابتعد البغل قليلا ً متمتا ً بصوت مشوش:
ـ ألا ترى انك مازالت تدربني ـ كما فعلت منذ زمان بعيد ـ كي لا افتح فمي، وكي لا احتج، ولا أتذمر، ولا ....، مع انك لم تطلب مني ذلك مباشرة، ولكن دفاعك عن ذنبك يدل انك تحرص ان تدع فعلتك تذهب ابعد من وجودها المحض، نحو وجودي أنا: الضائع النسب، نحو: وجود مركب لا امتلك قدرة على فك لغزه!
ضحك الحصان ساخرا ً:
ـ وأنا من دربني كي اعمل على تدريبك....، من أغواني كي تكون إلا ثمرة غواية...؟
ـ هكذا يتم خلط النهايات بالتباسات مقدماتها، كي تكون النتائج بمنأى عن المس! بل حتى لا مجال  لمناقشتها،  فأنت لم ترتكب الذنب، وإنما هو الذي جرجرك لتنسج منه هذا الثوب!
فقال الحصان بصوت حزين:
ـ أنا لم اخف عليك محنتي، وهي محنتك، لأنك لو أخبرتني بمخلوق واحد غير مبتلى بمحنة، فسأعترف لك إنني فعلت فعلتي وأنا بتمام العقل، ولن أتنصل عن العقاب، لأن الأخير سيكون ظلها!
وأضاف بارتباك:
ـ فانا لا اقدر ان أرى الضوء من غير الظلمات!
وسأله:
ـ هل ثمة براءة غير مسبوقة بشوائبها؟
ـ  هكذا نضطر للقبول بالأمر الواقع، إن كان إثما ً أو تسلية! فالعدالة وحدها لا معنى لها خارج الإسطبل؟
ثم سأل البغل الحصان:
ـ أعطني حسنة واحدة للخطيئة؟
ـ آ ......
صمت الحصان طويلا ً، ليقول بصوت ساخر:
ـ  لو كانت الخطيئة بلا فائدة ما، فمن السهل تفنيد الفضيلة أيضا، ليس لأنهما مركبان من العناصر ذاتها، ولذات الدوافع، بل لأنه لا يوجد ما يدحضهما!
ـ ألا ترى كيف أصبح المغطس...، حديقة، والذنوب تسليات.... ، فانا أود ان أخبرك، مادامت البراءة تعني عدم الفعل، فلا براءة هناك!
ـ أتجدف، يا ولدي، لتحملني وزر هذا الذنب...، لأنك لا تتهمني بالذنب، بل تلمح للذي ارسلني!
ـ لا يصدقك احدا، بل انت نفسك لا تستطيع ان تلفق مثل هذا الاتهام، ليس لانني تدربت علة معرفة حدودي، بل لأن الحدود ذاتها لا تسمح لي بالذهاب ابعد منها.
نظر الى الاقفاص، والزرائب، والحظائر، واضاف:
ـ لو لم يكن شعور سكان هذه الحديقة، حقيقيا ً بالذنب، والاسى، والجور، لكانوا غير مضطرين للنوح، وكأنهم في مأتم، من غير مشاعر متاصلة بالذنب...، لانهم، مثلي، ثمرة اغتصاب!
ـ تجلد..، يا ولد...، فانا نفسي امضي الليل انوح على النهار، وامضي النهار انوح على رحيل الليل، فهل اذنبت حبا ً بالذنب، لو لم يجرجرني الذنب اليه ...، ام كنت امتلك قدرة عدم ارتكاب الذنب ولم افعل؟
غضب البغل، ورفع صوته:
ـ كأنك ملاك!  وكأن امي خلقت وحدها للغواية!
ـ لا...، الا يكفي انك ولدت بانف اعد لتحمل استنشاق الروث...؟ كي اخبرك: نادرون هؤلاء الذين يحملون انفسهم اوزار اعمالهم، كما فعلت،واعترفت لك...، ولكن دع حكمتك لا تحرف النتائج عن اسبابها، والاسباب عن نهاياتها.
ـ لكنط طالما قلت: ما من ذرة الا وهي موقعها، ولا موقع بمعزل عن ذراته!
ـ لا تذكرني بما هو اقسى، فهناك ما لم تره، وتيلط عليه الضوء: هناك الاخ الذي ذبح اخاه، والبنت التي افترست امهخا، الابن الذي اغتصب امه، بعد قتل الاب...، هناك البراعم لا تتجدد الا بعد ازاحة اوراق الشجرة...
   كاد البغل ان يفطس من الضحك:
ـ وانت تعرف انني ولدت لا مخصيا ً ولا عقيما ً، كما خلق انكي، الاله، في حديقتنا، فخلق الام التي لم تترك مخصيا ً الا وانجبت منه طاغية صار ضحية، وضحية عاد ليكون قدوة للانذال، والسفاحين...، فانت تعرف انني تتبعت خطاك حتى نهايتها! فرحت ارقبك وانت تصول في ساحات الوغى، وفي ساحات السباق، حتى انتهى بك الامر الى جر العربات، ومنها عربات الموتى...، لتتجاهل انك اتيت بي لا انا بالذكر ولا انا بالانثى...، مع ذلك كنت اغويت امي بانك ستنجب لها مهرا ً...، الا تبا ً للبغل الذي وجد نفسه يبكي لانه لم يصر حمارا ً ولم يصر مهرا ً...!
ـ ماذا افعل لك كي تغفر لي ، وانت تتجاوز حدودك؟
ـ عل عصيتك؟
ـ شكواك هذه...، ذاتها معصية، وهي ذنب لا اكبر منه! لكنك رحت تنوح لتسمع السماء وتخبرها بما يعذبك!
قال البغل:
ـ دعني اروي لك ما حدث لي: لقد رأيتهم يهرولون، فهرولت خلفهم، ورايتهم ينوحون فنحت معهم، وعندما رايتهم يتناسلون رأيت العقم شاخصا ً أينما وليت وجهي...، فلا احد يتذكرني، لا ولد ولا بنت، سيزرع وردة فوق قبري!
ـ ها أنت أصبحت مثل المرأة التي تقطع البصل وتنوح عليه...!
أجاب البغل:
ـ كأنك تبحث عن شرعية مقبولة تغويني للقبول بها بعد عمل المرأة الشرعي في تقطيع البصل!
ـ يا ولدي...، لا مسافة بينهما، لا في مقدماتها، ولا في نهاياتها، وأنت مازالت تتجمد بردا ً في هذا الشتاء تارة، أو ستفطس في جحيم الصيف، تارة أخرى!
ـ لا أقول انك أجدت خلط الأوراق، أو أجدت التمويه، واستخدمت سلطتك بما حصلت عليه من امتيازات، لا تحصى، ولا أريد التقليل من مكانتك، ومهارتك، وما قمت به، على مر العصور...، فأنت لا تقارن بحيوان عقيم، لا مع اليسار ضد اليمين، ولا مع اليمين ضد اليسار، لا مع الأبيض ضد الأسود، ولا مع الأسود ضد البراءة!، ولكنك تختلف عني،، فأنت لم تصبح مثل ولدك، ولد مسلوب إرادة الأب، وولد مسلوب إرادة الحمل، فانا لم امثل إلا قدوة هذا الخليط، بل ذروته، فانا حاصل نزوة أساساها العبث، واللهو، والعدوان، واللامبالاة، والاغتصاب! فماذا تطلب من حيوان  ولد أعمى كي يتحدث عن الأنوار...، والمباهج، والجنات...، وإن اغلق فمه، يعاب بالجحيم، وبنيران جهنم، بعد حياة اوراقها صفحات ممحوات الا من هذا الخليط، ومن هذا الجور؟
متمتما ً بشرود، وهو يحك جسده بالجدار:
ـ فاين يكمن الخلل...؟  هل يكمن في ادماته، كالاصرار على العدوان، والاصرار على ارتكابه بشرعية بالغة الغش، كالعثور على مبررات تسوغه، وتمنحه شرعيته، حد القداسة، او كي يبرمج ليغدو قانونا ً، ودستورا ً كأنه نزل من السماء...؟ فيصير العدون نصرا ً، وتصير السرقة فطنة، والقتل بطولة، والسلب غنيمة، والتزوير ذكاء ً، وكتم الانفاس عدالة، والاغتصاب فخرا ً...؟
ـ أنا اسمعك، رغم البرد، ورغم انتظار ما سيحصل لنا داخل هذه الحديقة، فقد تتحول اجسادنا الى قطع لحم طازقة تتمتع بها افواه تلك المفترسات الخاملة!
ـ هكذا يلد الليل ولده! وهكذا علينا ان نمضي حياتنا بانتظار هذا الوليد، حتى لو لم يكن الا هذا البغل!
تمتم الحصان بصوت وقور:
ـ يا ولدي، ان تولد من غير ذنب، وتعيش بلا خطيئة، كأنك لم تولد، ولم تعش، ولم تمت!
لم يقاوم البغل قهقهات كادت توقعه ارضا ً:
ـ ليس لدي ّ رأس يقدر على سبر اغوار هذه الكلمات. فما أنا سوى حلقة في السلسلة التي مقدماتها مسبوقة بمقدمات، ونهايتها متصلة بمالا نهاية له. لكن عندما اشقى لمعرفة هل: ولدت، هل عشت، هل مت...، اجد ان غيابي وجد قبل ولادتي، وقبري ليس سوى الباب الذي ساخرج منه، لكنني مع ذلك لا اجد عدالة تامة بين اسد يتلهى بلحم غزال، او تمساح يبتلع بقرة، وبانسان يطلق النار على اطفال، وبين شمس تضيء دروب السفاحين، ومطر يغرق القرى، وبانسان يعاقب نفسه لانه بلا ذنب!  فانا لا امتلك قدرة معرفة ما حدث وما يحدث كي اعرف ما الذي سيحدث عندما ينتهي اجل هذا الظلام، وهذا البرد، وما هو اكثر استحالة على الفهم ان لا احد، كما قلت، ولد من غير خطيئة، وعنف، واغتصاب، ولا احد عاش من غير ارتكاب الذنوب، ومع ذلك تراه يمشي متبخترا ً، مزهوا ً، كالطاووس، وكأن الاثم واجب، والخطيئة سلوى، والسرقة نبل، والخسة عفة، والدناءة فضيلة، والمثل وساخة ونجس من عمل الاشرار، والذنوب ورود!
   صمت الحصان طويلا ً، ثم تمتم:
ـ ولانك لا تمتلك الاسباب التي ادت الى نتائجها، فلا احد باستطاعته البت بما سنفعله، ولماذا فعلناه، حتى اسرفنا في الزهد، وتطهرنا من المبوقات!
وطلب منه ان يصغي جيدا ً، فقرب رأسه، قال الحصان متابعا ً:
ـ ولأنك من غير ذنب، فلن تحصل على الغفران!
وذكره بأول كلام الليل:
ـ فماذا لو امتنعت أمك من ارتكاب الزنا! لو لم تغلبها الغواية، ولا مبالاة النتيجة؟
بغيض أجاب الابن:
ـ وهل تهرب أتان مسكينة من حصان جامح كانت شهرته ملأت الدنيا...! حصان شارك في ساحات الوغى، باسلا ً، مغوارا ً، من ثم حصل على أوسمة النصر، في الجري ...، قبل ان ينحدر مصيره لجر العربات، وحمل الأثقال، والى مشرد، وأخيرا ً إلى مخلوق معد للذبح!  فهل تطلب من حمارة في أوج توهجها، الاعتراض، والامتناع، والتعفف؟
ـ ها أنت أزحت صفحة من صفحات المستور..، مع ان المخفي يتستر بما لا يحصى منها!
اعترض البغل:
ـ لا جدوى من النبش في هذه الألواح...، دعنا لا نزيد الطين بله...، فانا الآن اغطس في وحل الإسطبل، بجوار الزرائب، فوق الأوساخ، فلا أنت تستطيع ان تحشرني معكم، ولا أمي يسعدها ان تفتخر ببغل! فهل لديك كلمات تخفف عنا وطأت إثم الاغتصاب؟
ـ آ ....، يا مسكين، أين ذهبت...؟
 ثم تابع الحصان العجوز:
ـ عدت إلى المشكلة التي عفى عليها الدهر: من كسر الجرة! بعد ان اندمجت أنظمة الحدائق في حديقة واحدة! وبعد ولى العالم العتيق، واندثر! وقد أصبحنا طلقاء، نتنعم بالحرية، حتى لو دفعنا حياتنا ً ثمنا ً متأخرا ً لها!
ـ  حسنا ً، لنقل: هذا صحيح...، ولكن اخبرني ـ أرجوك ـ إلى أي الفصائل انتمي...، ومن ذا الذي يمنحني ورقة العبور...، كي لا أتعثر، أكثر مما تعثرت، في الدرب...؟
ـ  ها أنت، يا ولدي، كلما اقتربنا من العثور على منفذ، تعيدنا إلى الحفرة، لنغطس فيها.
ـ مع انك هرمت، ولا احد يحفل بما أنجزته، ولا بتاريخك، لا في ساحات الوغى، ولا في ساحات السباقات، إلا انك ستموت وتدفن كحصان، حتى لو افترستك ضواري هذه الحديقة!
ـ وأمك، مثلي، ستحظى بالمصير نفسه.
ـ أنا أتحدث عن نفسي...، فلا أنا استطيع الانضمام إلى جماعة جر العربات، ولا إلى فريق السيرك، ولا إلى حمل الأثقال، فانا قد لا أصلح حتى طعاما ً للكلاب الجائعة!
   قرب الحصان رأسه من البغل، هامسا ً:
ـ لا تثقل رأسك بالأحزان، فأنت أفضل مني، لأنك لا تمتلك نزعة العدوان، حتى لو كانت محض غواية، ولا تمتلك جموحي، ولا ما كان يشغلنا من نبالة الاصالة، ولغزها!
ـ إذا ً فانا لن اجني على احد، كما جنيت علي ّ...، أليس هذا هو قصدك؟
ـ دعنا من القصد...، فأنت خاتمة عهد، ونهاية عصر!
ـ أبتاه...!   ها أنا أرى حياتي  وتغيب! كأن شيئا ً لم يحدث...، ومع ذلك  تطلب مني ان لا أثقل رأسي بالإحزان..؟ فأي عقاب أعقاب به بسبب ذنب لم ارتكبه، ولم أفكر بارتكابه...، وزيادة في الشقاء، فانا كلما فكرت بالخلاص منه، أجد الأبواب موصدة. أمي تخلت عني خشية الفضيحة، وأنت غير مستعد لتبني ولد عقيم!
   لم يجد الحصان ردا ً، إلا بعد مرور وقت غير قصير:
ـ انظر ...، الذئاب تلد ذئابا ً، مثل النمور، والتماسيح، مثل الضفادع، ومثل القمل لا يلد إلا قملا ً...، ففي حديقتنا، قبل الطوفان وبعده، لم يحصل ان ولد القرد تمساحا ً، ولا الثور غزالا ً، ولا الغراب بلبلا ً...!
اعترض الابن:
ـ كنت اعتقد انك عثر على حل ...
ـ بل وجدته!
ـ هات ما لديك أيها العجوز...، فالبرد يجمدنا.
فسأله:
ـ هل أنا هو من اختار ان يولد حصانا ً...؟
ـ لا.
ـ وهل اختارت أمك ان تكون أتانا ً..؟
ـ لا.
ـ فما هو ذنبك كي تثقل ضميرك بذنب لم تقترفه...؟
ـ أبتاه ...، هذه هي المشكلة.
ـ وهل ثمة مشكلة؟
ـ هل حقا ً ان المشكلة التي لا حل لها ليست مشكلة...، كالذي يعاقب لأنه لم يرتكب ذنبا ً...؟ ومع ذلك تقول لي: لكل سؤال جواب...، وقد أغفلت: ان الجواب استحال إلى إشكالية!
ـ آ ......، فهمت، لكن....
ثم أضاف بعد لحظة صمت:
ـ أذهب واسألها: من منا المذنب...، كي ينال العقاب؟
قال البغل:
ـ فكرت بالأمر ...، وسألتها، فأرشدتني للقائك! وها أنت تنصحني ان أجد الجواب لديها ....؟ إذا ً....، في نهاية المطاف، لا أنت ارتكبت الإثم، ولا هي آثمة، أما أنا، فعلي أن احفر قبري، وادفن إثمكما فيه!
    لم يتكلم الحصان، فما دار بخلده، لم يعلنه: ومن قال لك أنت تقدر ان تختار حفرتك...؟
تساءل البغل بأسى عميق:
ـ ولكن اخبرني لماذا لم أجد من يشاركني هذا الهم، وهذا الأسى، ويخفف عني مصيبة لا يد لي فيها، فلا أنا ولدت مهرا ً كي أموت حصانا ً، ولا ولدت كرا ً كي أموت حمارا ً...؟
ـ الم أخبرك، منذ البدء: لا احد يولد خارج مغطسه!
متابعا ً أضاف:
ـ لكنك، في الأخير، أفضل مني، أيها الابن، لأنك لا تقدر ان تعتدي على احد، رغم إنهم جميعا ً يعتدون عليك!
ـ وماذا عن الأوزار التي حملتها طوال حياتي...؟
ـ لقد ذهبت...، مثل مرور الريح، والفصول، والبشر...، الكل لا يترك حتى أثرا ً لمروره..! فلم التشبث بالهم، والأحزان...؟
ـ إذا ً...، اخبرني، ما الخلاصة التي لا مناص من تعلمها، بعد ان قادتك إلى هذا الإسطبل...؟
ـ لو كنت اعرفها...، لكان لدي ّ ولد لا ينشغل بمثل هذه الأسئلة!
حدق الحصان شزرا ً في عيني البغل، وسأله:
ـ اخبرني، ما الذي حفزك لتسألني أسئلة ستذهب مع الريح، مع عذابنا، ووجودنا...؟
ـ بالأحرى كنت انبش في الأسرار التي كتمتها..؟
ـ لا أسرار هناك ...، أبدا ً! عدا الأسرار التي لا أنا، بالإمكان مسها...؛ فهي بلا قفل مع إنها منحتك مفاتيحها ـ مثل الأنثى تشغلك بغوايتها غير مبصر إنها كتمت كل الذي بدا لك انشغالا ً ـ وهي مثل هذه الأرض، تارة تصير معسكرا ، وتارة تصير معتقلا ً، هي ارض حرب وهي متنزه للعشاق، هي أصبحت إطلالا ً لقصور، وهي أصبحت حفرة عميقة الأغوار ...، وكم مرة بدت مثل ارض مهجورة جرداء، ومرات تحولت إلى مأوى للخنازير...، عارية إلا من الرمال...، هي مرآة لا ترى فيها إلا ما تراه يأخذ مساره مع غروب الشمس، لا المرأة احتفظت بالأثر، ولا الأثر ترك أثرا ً...، مع الدورات، التي لا حافات لها...، فهل جئت تبحث عن إجابة تعيد لضميرك بعض ما فقده من السكينة...، أم لأن البرد ذكرك بالحنين إلى ذكرى غابت وطواها النسيان...؟
ـ كل ما قلته، والليل يوشك ان يضع أوزاره، ليلد فجره...، كالعاقر وحدها تعرف كيف تؤدي دور هذه الأرض...!
وناداه:
ـ اقترب.
اقترب منه:
ـ انظر...، والليل يتوارى، ما الذي تعلمته من الظلمات سوى انتظار هذا الذي تراه يشع فضة، وبعد لحظات، ذهبا ً، بما لا يحصى من أطياف الأثير ...و ...، فأين هو المغطس، وأين هي المحنة، وأين هو الذنب...، وأنا لم أبح لك بأكثر من حكاية، مهما استطالت، فلن تمتد ابعد من مسافة محوها!
ـ هكذا اخذ النهار موقع الليل...، وهكذا بدت حديقتنا ـ بذئابها، بكلابها، بثعالبها، بأرانبها، وبوحوشها المروضة، بقردتها وثعابينها وخنازيرها، بإبلها وجاموسها وماعزها...، وبكل حي آخر تم أسره، وبكل من سلبت إرادته، وروض، ودجّن، أو  استبدل، أو صار مخلوقا ً آخر...، فالجميع أصبح عائلة توحدها هذه الأقفاص، لكن لا احد يعرف ما الذي يجري، فيها، لا أنت تعرف شيئا ً عن جارك، ولا جارك يعرف شيئا ً عنك...
   قاطعه بصوت رقيق:
ـ أكنت تصدق إننا سننجو من البرد...، وإننا مازلنا على قيد الحياة...؟
ـ لا...، أبدا ً، فانا كنت احسب إنني جئت أودعك، بعد ان بلغ زمنك نهايته!
ـ الشمس تفند ذلك...، أليس كذلك؟
أجاب البغل:
ـ حقا ً حتى البرد، لن يدم أكثر من زمن اندثاره، لأنك  قلبت الذنب إلى عمل، والاغتصاب إلى فعل، والعدوان إلى حكاية، والدناءة إلى بطولة، وأخس النذالات إلى مجد!
ـ أنا لم افعل ذلك، من غير وجودك، فأنت هو الفجر أراه يبزغ من أغوار الظلمات!
ـ كأنك تدعوني لاستنشاق عطر الوردة التي خرجت من الدمن..؟
ـ بل وادعوك ان تحدق في وجهي: هل هذا هو وجه طاغية يمكن ان يرتكب ذنبا ً، بدم بارد، حبا ً بالذنب...،أم أنا حصان وجد مصيره يتدحرج قدامه وهو يجهل، مثلك، هل سيمتد العمر به نهار آخر...، قبل ان يدور مفتاحنا في قفل الظلمات؟!
20/1/2015

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

حكايات ولدي الشاطر-عادل كامل


حكايات ولدي الشاطر



عادل كامل 



 


[ بعد عشرين سنة ]




     بعد انتصاف الليل، وأنا استعد للنوم، رأيت ولدي يقف أمام النافذة، يتأمل النجوم في السماء .. سألته :
ـ ماذا تفعل .. وماذا اكتشفت ؟ 
     أجاب، وهو مازال يحدق في الفضاء:
ـ أتذكر انك حدثتني، ذات يوم، عن جسيمات الضوء.. وكيف.. كلما اتسعت المسافات، بينها، تبقى الجسيمات تبحث عن ظلام تبدده .. حتى لم اعد أر ظلاما ً في هذه المساحات الشاسعة ..
ـ وآلان ..؟ 
ـ ها أنا بدأت أرى حبيبات الزمن..أمامي..
   تساءلت مندهشاً :
ـ ماذا ؟ 
  أجاب بصوت خفيض:
ـ  الزمن، كالضوء، كلاهما يخفي أسراره  ولا يعلن عنها. إنهما ،معا ً، إن مرا ولم نمسك بهما، كأننا كنا بلا وجود !
    كأنني كنت لا امتلك إجابة، ولا أسئلة.. وأنا أعيد تحليل  عبارته.. ولكنه قال لي بهدوء:
ـ مازلت اكرر كلمتك القديمة: ليس السر هو الذي نجهل ما فيه.. وإنما ـ هو ـ الذي يبقى يجذبنا إليه ..!!
     آنذاك كنت اكرر في نفسي: لا  اعرف من يدوّن كلمات الآخر. لكنه قال، وكأنه سمعني: 
ـ كلانا، يا والدي العزيز، نصنع الكلام، لكي يتكامل حضورنا.. فالكلام، مثل الضوء والزمن: حلاقات تتجانس فيها الإقامة : انه عمرنا الجميل!


1980ــ 2005




 [51]
أحلام 

كنا نتجول في الغابة، المجاورة لقريتنا، وكان ولدي يغني بصوت خفيض، عندما سألته :
ــ لم أسمعك تغني قبل هذا اليوم ؟
   فقال مبتسما ً:
ــ تعلمت ذلك من الأشجار وليس من البلابل !
 قلت بتعجب :
ــ ماذا تقول ؟
ــ لقد تعلمت الغناء من الإصغاء إلى أحلام الأشجار النائمة!

[52]
حوار



وأنا أحدثه عن كوكب بعيد تم اكتشافه مؤخرا ً، سألني :
 ــ هل توجد في هذا الكوكب الجديد ، كما في الأرض، غابات، وبحارا، وبشرا  ؟
ــ لا أحد يعرف .
 فسألني : 
ــ لماذا لا نذهب إليه ونعرف الحقيقة ؟
قلت : 
ــ هو الذي سيأتي إلينا..!
فقال : 
ــ لا اعتقد أن هذا هو السبب..  بل لأنك قلت لي : ألا تكفينا غابات  وبحار الأرض..!

[53]
مشاركة 



قبل أن يذهب إلى النوم، رآني ارسم مجموعة من الطيور .. فطلب مني أن لا أطفأ المصباح، فقلت له ــ لماذا؟
قال :
ــ كي تراني الطيور وتشاركني أحلامي ..!   

[54]
هل يتكلم الماء؟



ــ هل يتكلم الماء ؟
سألني ولدي وهو يداعب أمواج النهر.. فقلت :
ــ لا .
فقال :
ــ بل يتكلم عندما يجد من يصغي إليه ..!


 إشارة

     في العام 2005، وأنا أراجع بعض النصوص التي كتبتها، في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، إلى ( الأطفال) وجدت هذا النص المنشور في عدد من المجلات، ومنها مجلتي والمزمار الصادرة عن دار ثقافة الأطفال ببغداد، النص الذي كتب في سياق رصد العلاقة بين عالم ( الكبار) والعالم الذي مازال يتشكل بدوافع الحلم ومساحات الخيال المتحركة .. وجدت ، باستثناء الحكاية الأخيرة، التي كتبت بعد تحول ( الولد الشاطر) إلى عالم الكبارــ أي بعد عشرين سنة ــ إن أسئلة البراءة لا تمتلك ديناميتها وصدقها، أو دهشتها فحسب، وإنما جمالياتها في الارتقاء بوظائف الموجودات في وجودنا .. فهل استطعت، بصفتي أشتغل في حقل الفنون الجميلة، والكتابة الأدبية والنقدية، أن أعالج  تلك الفجوة بين أسئلة ( البراءة) وما بعدها.. الفجوة التي انجذبت إليها، لا  لاستعادتها، أو تأملها فقط ، وإنما لإقامة فيها : فكم ( نحن ــ أنا ) بحاجة إلى البراءة كي تبقى أحلامنا تمتلك طراوتها، ونبضها الذي لا يتعرض للإرباك أو التوقف.                                 !                                                                                                                                                  



تحياتي الطيبة الزملاء المعماريون العراقيون والأصدقاء- د. إحسان فتحي







 


تحياتي الطيبة
الزملاء المعماريون العراقيون والأصدقاء

مرت قبل ايام ذكرى بداية الحرب العدوانية على العراق في 1991 حيث كانت هي بداية التدمير المنهجي للعراق كبلد وللشعب كقوة بشرية كانت ذات طاقت مذهلة كان من الممكن، لو ادار العراق مجموعة متنيرة من الحكماء والتكنوقراطيين المهنيين، ان يكون العراق الان في مصاف الدول المتطورة. واستمر هذا التدمير اللاانساني، الذي افتقر الى حتى ابسط القواعد الاخلاقية، من خلال الحصار الذي حطم البنية المجتمعية العراقية وارجع العراقيين و العراق الى القرون الوسطى
وما حرب 2003 الا هي استكمالا لهذا المخطط حيث لم يكن لدى المحتلين ، هذه المرة، حجة احتلال بلد اخر مثل الكويت.  ولاتزال الاثار المدمرة لهذه العمليات العدوانية الكبرى ضد العراقيين مستمرة ومتواصلة حتى فترة زمنية طويلة قادمة، وفصوله تتفتح كل يوم

وددت هذا اليوم ان استذكر حادثة القتل المتعمد وغير المبرر إطلاقا للزميل المعماري بسام ألبير من قبل الجنود الأمريكان في 2005، كمثال للاستهتار الكامل بقيمة الانسان العراقي، وهو مثال حاله حال مئات الألوف، بل حتى ملايين حالات الظلم والسطو والقهر والتهجير والقتل التي أصبحت تحدث يوميا بشكل اعتيادي تماما.  اي  انهم نجحوا في تخدير مشاعرنا وتكييفها بشكل يصبح فيها القتل والتهجيرامرا مقبولا لاحاجة ان نحتج عليه

سيبقى بسام علي ألبير خالدا في ذاكرتنا وقلوبنا، ورمزا للظلم التاريخي الكبير الذي لحق بكل عراقي

د. إحسان فتحي
معماري ومخطط مدن





الأحد، 1 فبراير 2015

حكايات ولدي الشاطر-عادل كامل






حكايات ولدي الشاطر



عادل كامل


[41] عذاب



   سألني وهو يحدق في الجمر:
ـ هل تتعذب النار عندما تتوهج ؟
ـ لا أعرف .. ولكن لماذا هذا السؤال؟
    فكر بعض الوقت ثم قال:
ـ أنا أفكر في الأشجار التي قطعـت..!




[42] طيور




بعد أن أكملت رسم لوحة جديدة فيها مجموعة من الطيور .. سألني :
ـ لماذا رسمت هذه الطيور داخل هذه اللوحة؟
   قلت : لنتأملها..
فقال حالا ً: لا .. بابا ... دعها تعود إلى الغابة !

 
[43] غناء




ونحن نتجول بمحاذاة النهر، سألني:
ـ بابا .. ما  الذي تسمعه ؟
    نظرت في محياه قائلا ً:
ـ اسمع الريح تداعب الأمواج .
فقال:
ـ لا أقصد هذا .. أقصد ماذا تسمع ؟
   لم اجب .. فقال :
ـ أنا أسمع الأسماك تغني .. وهي تهرب كلما رأتنا نقترب من النهر !


[44] صراخ






قال لي: عندما تتكلم  يا  بابا  لماذا تصرخ ..!
ـ ومتى تكلمت .. ؟
ـ أمس .. وأنت تحلم !


[45] لماذا؟

 

سألني: لماذا يذهبون إلى الكواكب البعيدة ..؟
قلت : لدراسة العالم البعيد.
   فقال معترضا ً:
ـ لا .. إنهم هاربون من الأرض ..!

[46] صوت


 

ـ بابا  لماذا تنظر إلى الصخور كثيرا ً ؟
ـ أصغي لصوتها.
ـ وهل تتكلم الصخور ..؟
ـ نعم .. لكنها لا تؤذي أحدا ً!


[47] واأسفاه


 

ذات مرة رفض أن ينام، وذهب إلى الحديقة. فسألته:
ـ ماذا تفعل في هذا الليل ؟
     قال بهدوء:
ـ أتعلم من أحلام أشجارنا النائمة..!
سألته:    
ـ وهل تحلم الأشجار ؟
 قال حالاً:
ـ واأسفاه ..يا والدي .. لقد شخت مبكراً !


[48] أسئلة






عندما بلغ ولدي السابعة من عمره، لم يعد يوجه الأسئلة لي .. فسألته:
ـ لماذا لم تعد تسألني ؟
 قال:
ـ ألان ..يا بابا.. أفكرّ في الإجابات !


[49] استمتاع ايضا ً


 



     ذات مرة رآني، على غير عهده بي، مسرورا ً جدا ً، فسألني:
ـ أراك سعيدا ً جدا ً يا  بابا ؟
ـ إنني ..الآن.. تعلمت لغة الغيوم ..!
   فقال بآسف :
ـ لكنني يوميا ً استمتع بنشيدها !

رائد عمارة الحدائق-د.إحسان فتحي معماري ومخطط مدن



رائد عمارة الحدائق





الزملاء المعماريين العراقيين والأصدقاء
تحية طيبة وبعد

       ان تخصص عمارة الحدائق أو ما يسمى ب (اللاند سكيب) بالانجليزية لا يدرس حتى هذه اللحظة في العراق كتخصص هندسي قائم بحد ذاته.  ان هذا عجيب ومستغرب جدا في بلد اخترعت فيه الحديقة!  في بلد كانت فيه جنائن بابل المعلقة، أو حدائق الخلفاء العباسيين الخرافية!.  أنا أتطرق لهذا الموضوع بسبب استذكاري للزميل الراحل زاهر محمد بهجت الأثري الذي كان له الفضل الأول بإدخال هذا التخصص وتدريسه في جامعة بغداد، كما كان الدور الأول في تخصيص المناطق الخضراء والمنتزهات العامة في بغداد، إضافة إلى تصميمه لحدائق بيتية جميلة للعديد من الشخصيات البغدادية المعروفة. وسأكون ممتنا اذا توفرت أي معلومات أو صور عن حدائق أو متنزهات صممها الراحل وذلك لتوثيقها.واعتقد انه ان الأوان ان تفكر رئاسة جامعة بغداد بفتح تخصص هندسي يعنى بتصميم الحدائق والمنتزهات العامة والفضاءات الحضرية المفتوحة، على مستوى الدراسات الأولية ثم الدراسات العليا.
د.إحسان فتحي
 معماري ومخطط مدن

في عيد ميلاده الخامس والسبعين جينكيز أيتماتوف كاتب أجمل قصة حب في العالم-بقلم أولي روتفوس الترجمة عن الألمانية علي مصباح


في عيد ميلاده الخامس والسبعين

جينكيز أيتماتوف كاتب أجمل قصة حب في العالم
بقلم أولي روتفوس
الترجمة عن الألمانية علي مصباح



جينكيز أيتماتوف هكذا وصفه لويس أراغون الذي ترجم رواية "جميلة" إلى الفرنسية. كتب أيتماتوف باللغتين الروسيّة والقرْغيزيّة وهو من أكبر ممثلي الأدب المعاصر لآسيا الوسطى. أولي روتفوس يعرّف بالكاتب والإنسان.

الآن وبعد أربعين سنة من ذلك النّجاح الباهر الذي عرفته جميلة يتواجد في سوق الكتاب ما يزيد عن الأربعين عنوانًا من أعماله المترجمة إلى اللغة الألمانيّة، وخمسة عناوين بالعربيّة، كما أنّ جنكيز أيتماتوف الذي شغل لسنوات عديدة منصب سفير للجمهوريّة القرغيزيّة ببروكسل عاصمة مجموعة دول البينيلوكس قد لقي أصداء غير معهودة بالنسبة لكاتب من عصرنا الحالي خلال قراءاته العموميّة التي كانت دومًا مناسبة يحيا المستمعون فيها علاقة فريدة من نوعها بين الأدب والتاريخ المعاش.

في كتابه المعروف "القارئ لأوّل" الذي ظهر إلى الوجود في بداية الستّينات والذي يستمدّ أهمّيته بدرجة أولى من كونه يعكس الكيفيّة الدّقيقة البارعة التي يجسّد بها كاتب سوفياتي بوسائل أدبيّة إعراضَه عن النظام الستاليني ويسجّل شهادته بضرورة إجرء إصلاحات سياسيّة، في هذا الكتاب كما في "توديع غولساري" و "طريق الحصَّاد" أو "يوم أطول من حياة بأكملها" وحتّى كتابه الأخير "طفولة في قرغيزيا" يجد القارئ نفسه أمام كفاءة قِيَميّة-أخلاقيّة تتجاوز مجرّد شهادة شخصيّة فرديّة لتعرض عليه توجيهًا ومسلكًا في بحثه الخاصّ عن قِيم.

وعلى الدّوام تظلّ كتب جنكيز أيتماتوف قابلة للقراءة كأمثلة نموذجيّة لإجابات عن الأسئلة الحياتيّة الخاصّة التي يطرحها القارئ على نفسه والقرارات التي يسعى إلى اتّخاذها، وذلك بصرف النظر كلّيًّا عن المحيط والأجواء التي تدور فيها أحداث هذه الرّوايات أو تلك التي تٌقرأ في إطارها.

مسرح الأحداث

تدور أحداث روايات جنكيز أيتماتوف بكلّيتها تقريبًا داخل قرغيزيا موطن طفولته وسنيّي شبابه. هناك عاش تلك الأشياء التي سيتّخذ منها رموزًا لمجمل العالم في ما بعد. وستغدو تلك الرموز مدرَكةً من قبل قرّاءٍ من محيطات ثقافيّة موزّعة على كامل الكرة الأرضيّة؛ وأعمال أيتماتوف منتشرة في وقتنا الحاضر عبر ما يزيد عن التسعين لغة في العالم.

ولد جنكيز أيتماتوف في شهر ديسمبر من سنة 1928 في زمن تمّت فيه للتوّ المجْمعة القسريّة لنمط حياة التّرحال وتحويل الرحّل إلى مستقرّين من طرف سلطة الحكم السوفياتيّ. وعاش أيتماتوف تجربة النمط التقليديّ لحياة القرغيزيّين القائمة على التّرحال، كما سمع الكثير من الحكايات عن تلك الحياة من بعد.

كانت جدّته، حسب ما يرويه، واحدة من أهمّ معلّميه في مجال المعرفة بتاريخ شعبه وكذلك في فنّ الحكْي. أمّا أبوه الذي كان شيوعيًّا وثيق القناعة، فبعد ارتقاء بالغ السرعة في سلّم النظام الشيوعي سرعان ما وقع ضحيّة لسياسة الرّعب الستاليني ثمّ أُعدم وهو في منتصف الثلاثينات من العمر. على إثرها عاد جنكيز أيتماتوف مع أمّه من موسكو إلى قرغيزيا حاملاّ وصمة ابن أحد ضحايا القمع.

وبالرغم من ذلك استطاعت عائلته، وهو بدوره أيضًا، انتزاع القسط الأساسيّ لتكوينه التعليميّ. وفي خضمّ الحرب العالميّة الثانية سنة 1942، ولكونه الوحيد الذي كان يجيد القراءة والكتابة بينما الكهول جميعهم يؤدّون الخدمة العسكريّة في الجبهة، أوكلت له خطّة سكرتير الحزب في قريته، وكان من بين مهمّاته آنذاك نقل أخبار الموت إلى المترمّلات وعائلات الذين وقعوا في المعارك.

وفي سنّ الرابعة عشرة كان أيتماتوف قد عاش الكثير ممّا تجرّه الحياة معها من مصاعب وقساوات. من بعدها اشتغل كجابي ضرائب وحصلت له أثناءها علاوة على التعرّف على المدى الشاسع لموطنه، معرفة بأحوال المزارعين القرغيزيّين وظروف معيشتهم. ثمّ درس علم تربية المواشي وأنهى دراسته بشهادة "فنّي
وكان في تلك الأثناء يشتغل بالكتابة أيضًا ونشر نصوصه في المجلاّت. ثمّ تمّ قبوله طالبًا في معهد غوركي ذي الشهرة والمكانة المرموقة، و بكتابة "جميلة" تسنّى له أن يغدو كاتب رواية ذاعت شهرتها في العالم كلّه. وقد نجح في الربط بين مواضيع محليّة لها صلة بآسيا الوسطى والتقاليد الأدبيّة الرّوسيّة، وغدا بذلك كاتبًا شهيرًا.

رمز الأمل المستقبلي

تطوّر جنكيز أيتماتوف من "لينيني متفائل من الرّعين الأخير"، كما يورد ذلك كاتب سيرته بوريس شليبنيكوف، مرورًا بالشيوعيّ الإصلاحيّ ومستشار لغورباتشوف إلى منزلة المحافظ القِيَميّ. وكاتب كان يُنظر إليه في الاتّحاد السوفياتي بكلّيته كرمز للأمل المستقبليّ –فَرجة مضيئة داخل عتمة سنوات عصر بريجنيف – وكواحد من القلائل الذين يفسحون للعقل مجالا لتخطّي الأسيجة والحدود.

كانت لأيتماتوف مقدرة على التحرّك ببراعة داخل الحيّز الضيّق الذي كانت تسمح به الرقابة السوفياتيّة المضروبة على الأدب. و بالنسبة لقرّائه من القوميّات المتعدّدة التي يتكوّن منها الاتّحاد السّوفياتي كان يمثّل ككاتب رمزًا للمبادئ الإنسانيّة والعفّة السياسيّة. أمّا في الخارج فقد ظلّ أيتماتوف يزداد مع كلّ كتاب جديد شهرة، وكانت كتبه كلّها تُتقبّل في أوروبا، وبقطع النظر عن الفوارق الثقافيّة، بنفس القدر من الإعجاب الذي تحظى به في آسيا الوسطى.

لم يكن أيتماتوف ليخشى المواجهات مع كبار العقول من عصره: تشهد بذلك كتبه التي نشأت عن محادثاته مع فلاسفة وزعماء روحانيّين ودينيّين من أمثال الفيلسوف الياباني والمصلح البوذيّ دايزاكو إيديكا، أو ممثّل الديانة البهائيّة فيض لله نامادار. تمثّل تلك الكتب شهادات على جرأة أيتماتوف على الدخول في مواجهات عميقة مع أصوله المتّصلة بالتقاليد الإسلاميّة، ومع الفراغ الديني للعهد السوفياتي ومع ثقافات وحضارات أخرى.

"أنا لا أعدّ نفسي من الملحدين" يقول أيتماتوف، ثمّ يوضّح الغاية النهائيّة التي يقوده إليها هذا التطوّر الذّهني: " إنّ الجذر المشترك لكلّ إيمان في نظري هو احترام الحياة والإنسان، وبالتالي أنا أحترم كلّ ديانة إذ تساعد الإنسان على الحياة." وكتاباته هي الدليل المتفرّد على كونه، سواء في مجادلاته الفكريّة أو في رواياته مهما كانت بسيطة التركيب ومصاغة بلغة أكثر بساطة، إنّما يرى دومًا إلى العالم ككليّة.

التحول إلى معلم إخلاقي

ثمّ هاهو الاشتراكي السابق، الوفيّ كليًّا لمبادئ الواقعيّة الاشتراكيّة، وعضو الحزب الشيوعي السوفياتي، وحامل أكبر جائزة يمكن أن تُمنح في الاتحاد السوفياتي –جائزة لينين- وذلك في سنة 1963، وعضو السوفيات الأعلى منذ سنة1966، و حامل جائزة الدولة السوفياتيّة لسنتي 1966 و1983، و بطل العمل الاشتراكي لسنة 1978، هاهو يتحوّل الآن إلى معلّم أخلاقي ذي حساسيّة بالمسؤوليّة البيئويّة.

"أردت أن أجعل القارئ يفكّر في ما هو أهمّ من هذه الحياة الملموسة، ما هو أهمّ من كلّ شيء، ما هو أهمّ من الجنس البشريّ "، يقول أيتماتوف بمناسبة صدور رواية " الصبيّ والبحر"، "أي أنّنا بشر وجديرون بالصراع من أجل أن تتواصل الحياة فوق هذه الأرض". وهكذا فإنّ الطريق التي اتّخذها لمغادرة الحزب قد قادته إلى البحث عن قيم أخلاقيّة أكثر تماسكًا؛ إلى "الأسئلة الجوهريّة للانسانيّة ".

كان أيماتوف أحد المستشارين القريبين من غورباتشوف خلال مسرة لبرسترويكا والغلادنوست.
وقبل انتخاب غورباتشوف سكرتيرًا عاماًّ للحزب بشهر نشر أيتماتوف رسالة في "البرافدا" الصحيفة المركزيّة للحزب مقالا بعنوان "الحكمة في محاصرة الأسلحة النوويّة" يطالب فيه بالتخلّي الكلّيّ عن الأسلحة النوويّة ويناشد فيه بـ"ميلاد روح إنسانيّة جديدة وسلّم قيم وأخلاقيّات جديدة، وقيم إنسانيّة جديدة عبر مجمل العالم يكون مبدؤها هو الآتي: ليس هناك فقط مقولة "لا ينبغي عليك أن تقتل"، بل لا ينبغي عليك أيضًا أن تفكّر في الحرص على حفظ الأمن العامّ والحفاظ على بقاء الأجيال ضمن نطاق مقولات القتل."

لقد أعرب أيتماتوف دومًا عن التزامه بحقوق الإنسان، بما في ذلك وبصفة خاصّة حقوق الأقلّيات، وكذلك بالقضايا البيئيّة. ولم يكن يمارس ذلك عبر أعماله الأدبيّة فقط، بل في مجال الممارسة السياسيّة العمليّة حيث غالبًا ما رفع صوته محذّرًا ومنبّهًا. إنّها إحدى الوجوه المتمّمة للصورة العامّة التي يظهر من خلالها إنسانًا ملتزمًا ورجل سياسة وكذلك فيلسوفًا عميقًا وكاتبًا متعدّد الأوجه والمناحي الروائيّة.

وكان في تلك الأثناء يشتغل بالكتابة أيضًا ونشر نصوصه في المجلاّت. ثمّ تمّ قبوله طالبًا في معهد غوركي ذي الشهرة والمكانة المرموقة، و بكتابة "جميلة" تسنّى له أن يغدو كاتب رواية ذاعت شهرتها في العالم كلّه. وقد نجح في الربط بين مواضيع محليّة لها صلة بآسيا الوسطى والتقاليد الأدبيّة الرّوسيّة، وغدا بذلك كاتبًا شهيرًا.

رمز الأمل المستقبلي

تطوّر جنكيز أيتماتوف من "لينيني متفائل من الرّعين الأخير"، كما يورد ذلك كاتب سيرته بوريس شليبنيكوف، مرورًا بالشيوعيّ الإصلاحيّ ومستشار لغورباتشوف إلى منزلة المحافظ القِيَميّ. وكاتب كان يُنظر إليه في الاتّحاد السوفيتي بكلّيته كرمز للأمل المستقبليّ –فَرجة مضيئة داخل عتمة سنوات عصر بريجنيف – وكواحد من القلائل الذين يفسحون للعقل مجالا لتخطّي الأسيجة والحدود.

كانت لأيتماتوف مقدرة على التحرّك ببراعة داخل الحيّز الضيّق الذي كانت تسمح به الرقابة السوفياتيّة المضروبة على الأدب. و بالنسبة لقرّائه من القوميّات المتعدّدة التي يتكوّن منها الاتّحاد السّوفياتي كان يمثّل ككاتب رمزًا للمبادئ الإنسانيّة والعفّة السياسيّة. أمّا في الخارج فقد ظلّ أيتماتوف يزداد مع كلّ كتاب جديد شهرة، وكانت كتبه كلّها تُتقبّل في أوروبا، وبقطع النظر عن الفوارق الثقافيّة، بنفس القدر من الإعجاب الذي تحظى به في آسيا الوسطى.

لم يكن أيتماتوف ليخشى المواجهات مع كبار العقول من عصره: تشهد بذلك كتبه التي نشأت عن محادثاته مع فلاسفة وزعماء روحانيّين ودينيّين من أمثال الفيلسوف الياباني والمصلح البوذيّ دايزاكو إيديكا، أو ممثّل الديانة البهائيّة فيض لله نامادار. تمثّل تلك الكتب شهادات على جرأة أيتماتوف على الدخول في مواجهات عميقة مع أصوله المتّصلة بالتقاليد الإسلاميّة، ومع الفراغ الديني للعهد السوفياتي ومع ثقافات وحضارات أخرى.

"أنا لا أعدّ نفسي من الملحدين" يقول أيتماتوف، ثمّ يوضّح الغاية النهائيّة التي يقوده إليها هذا التطوّر الذّهني: " إنّ الجذر المشترك لكلّ إيمان في نظري هو احترام الحياة والإنسان، وبالتالي أنا أحترم كلّ ديانة إذ تساعد الإنسان على الحياة." وكتاباته هي الدليل المتفرّد على كونه، سواء في مجادلاته الفكريّة أو في رواياته مهما كانت بسيطة التركيب ومصاغة بلغة أكثر بساطة، إنّما يرى دومًا إلى العالم ككليّة.

التحول إلى معلم إخلاقي

ثمّ هاهو الاشتراكي السابق، الوفيّ كليًّا لمبادئ الواقعيّة الاشتراكيّة، وعضو الحزب الشيوعي السوفياتي، وحامل أكبر جائزة يمكن أن تُمنح في الاتحاد السوفياتي –جائزة لينين- وذلك في سنة 1963، وعضو السوفيات الأعلى منذ سنة1966، و حامل جائزة الدولة السوفياتيّة لسنتي 1966 و1983، و بطل العمل الاشتراكي لسنة 1978، هاهو يتحوّل الآن إلى معلّم أخلاقي ذي حساسيّة بالمسؤوليّة البيئويّة.

"أردت أن أجعل القارئ يفكّر في ما هو أهمّ من هذه الحياة الملموسة، ما هو أهمّ من كلّ شيء، ما هو أهمّ من الجنس البشريّ "، يقول أيتماتوف بمناسبة صدور رواية " الصبيّ والبحر"، "أي أنّنا بشر وجديرون بالصراع من أجل أن تتواصل الحياة فوق هذه الأرض". وهكذا فإنّ الطريق التي اتّخذها لمغادرة الحزب قد قادته إلى البحث عن قيم أخلاقيّة أكثر تماسكًا؛ إلى "الأسئلة الجوهريّة للانسانيّة ".

كان أيماتوف أحد المستشارين القريبين من غورباتشوف خلال مسرة لبرسترويكا والغلادنوست.
وقبل انتخاب غورباتشوف سكرتيرًا عاماًّ للحزب بشهر نشر أيتماتوف رسالة في "البرافدا" الصحيفة المركزيّة للحزب مقالا بعنوان "الحكمة في محاصرة الأسلحة النوويّة" يطالب فيه بالتخلّي الكلّيّ عن الأسلحة النوويّة ويناشد فيه بـ"ميلاد روح إنسانيّة جديدة وسلّم قيم وأخلاقيّات جديدة، وقيم إنسانيّة جديدة عبر مجمل العالم يكون مبدؤها هو الآتي: ليس هناك فقط مقولة "لا ينبغي عليك أن تقتل"، بل لا ينبغي عليك أيضًا أن تفكّر في الحرص على حفظ الأمن العامّ والحفاظ على بقاء الأجيال ضمن نطاق مقولات القتل."

لقد أعرب أيتماتوف دومًا عن التزامه بحقوق الإنسان، بما في ذلك وبصفة خاصّة حقوق الأقلّيات، وكذلك بالقضايا البيئيّة. ولم يكن يمارس ذلك عبر أعماله الأدبيّة فقط، بل في مجال الممارسة السياسيّة العمليّة حيث غالبًا ما رفع صوته محذّرًا ومنبّهًا. إنّها إحدى الوجوه المتمّمة للصورة العامّة التي يظهر من خلالها إنسانًا ملتزمًا ورجل سياسة وكذلك فيلسوفًا عميقًا وكاتبًا متعدّد الأوجه والمناحي الروائيّة.