الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الإنسان إنسان حتى لو كان من افريقيا-عماد رسن


الإنسان إنسان حتى لو كان من افريقيا

2011-07-25

عماد رسن
يقال في علم الانثربولوجيا أن موطن الإنسان الأول كان في افريقيا, ومن ثم أنتقل قبل خمسة وثمانون الف سنة إلى القارتين الاوربية والآسيوية عبر الشرق الأوسط في أول هجرة جماعية كبيرة. فكلما أقترب الإنسان من الأجواء الباردة صارت بشرته أكثر بياضا ً حيث يبدأ يفقد اللون الأسود الذي كان يحمية من أشعة الشمس الضارة التي قد تصيبه بأمراض سرطانية. ويقال أيضا ً بأن الكثير من الأدوات التي طورها الإنسان البدائي كانت في أفريقيا قبل أكثر من مئتي ألف سنة قبل أن ينتقل إلى القارات الأخرى. أما افريقيا اليوم فهي تعيش الفقر والجوع والجهل الذي يخيم عليها, وبالخصوص موجة الجفاف الأخيرة التي تضرب شرق القارة في المنطقة المحصورة بين كينيا والصومال. يقول الخبراء بأن هذه الكارثة هي الأسوء منذ ستين عاما ً, حيث تهدد نصف مليون طفل بالموت مالم تقدم لهم المساعدات العاجلة. يمشي الآلاف سعيا ً للوصول لآبار المياه من أجل أطفالهم وماشيتهم أياما ً عديدة ويموت في الطريق من يموت ليصبح طعاما ً للطيور الجائعة. أما العالم فأنه ينظر بعين العطف ويده الطويلة لاتصل لجيبه الذي يمكن أن يحل المشكلة.
لقد كانت أفريقيا مصدرا ً لموارد الدول الصناعية وقبلها مصدرا ً مهما ً لجلب العبيد نحو أوربا وأمريكا وشبه الجزيرة العربية. وإلى الآن يعامل الافارقة على انهم بشر من الدرجة الثانية في الكثير من الدول وأولها الدول العربية التي تستغلهم أسوء إستغلال وبالخصوص الخادمات الواتي يجلبن على شكل عمالة أجنبية. فالنظرة لهم نظرة دونية حيث يفرقون عن باقي البشر في التعامل بعيدا ً عن التعامل الإنساني الذي أوصت به الشرائع السماوية والاديان والفلسفات الأخلاقية المختلفة. حتى التعامل مع الكوارث الإنسانية يكون بشكل إنحيازي فيلاحظ المرء الفرق الواضح في المساعدات المقدمة لليابان في التسونامي الأخير ومايحدث من كارثة إنسانية في شرق افريقيا. شيء جميل أن تقدم المساعدات لليابان من كثير من الدول فاليابان بلد سباق في تقديم المساعدات لدول العالم المحتاجة, ولكن أن يتم الكيل بمكيالين تجاه بشر من نفس النوع مع إختلاف اللون فهذه كارثة أخلاقية.
لقد قدمت الدول الغنية, الغربية بالخصوص, مساعدات من أجل معالجة الوضع هناك ولكن لم يسمع أحد عن تقديم دول عربية لمساعدات إنسانية. بالرغم من أن بعض الدول العربية قدمت المساعدات لليابان كالعراق ولبنان. إن أقل من مليارين تكفي لإنقاذ حياة نصف مليون إنسان من تلك المجاعة الرهيبة, وإلى الآن لم يوفر سوى نصف المبلغ لذلك حسب تقارير الأمم المتحدة. إن هذا المبلغ ليس بالكبير للكثير من الدول الغنية التي تمتص دماء الدول الفقيرة من خلال إستغلال مواردها الطبيعية أو من خلال إستغلال حصصها في طرح ثاني أوكسيد الكاربون في الجو من أجل زيادة الإنتاج. حتى أن هذا المبلغ غير كثير على الكثير من الدول العربية التي تشتري الأسلحة بمليارات الدولارات. المشكلة هي أن الدول تدور حيث تدور مصالحها وبعض الدول, العربية منها طبعا ً, تدور في إطار ديني وطائفي بحت حين يكون الموضوع موضوع مساعدات إنسانية. إن الدائرة الأوسع هي الدائرة الإنسانية والتي يجب أن تكون منطلقا ً لتقديم المساعدات من قبل الكثير من الدول ومنها الدول العربية.
لكن ومن جانب آخر, لابد أن لايستغل الوضع في تلك الأماكن الفقيرة من أجل التأثير على المحتاجين هناك لتغيير ديانتهم. فالكثير من المنظمات الإنسانية خلفها اجندات دينية أو طائفية أو سياسية مستغلة الوضع الحرج الذي يعيشه هؤلاء الناس الجياع. يقول قسم كبير من الباحثين أن الإستعمار الغربي كانت خلفه عقلية مسيحية تبشيرية من خلال تواطئ الكنيسة الكاثوليكية مع المشروع الإستعماري الغربي قبل أكثر من مئتي عام في أفريقيا. أما الآن فهناك صراع محموم بين حملات تنصير مسيحية ومجموعات تسعى لإسلمة مجموعات في أفريقيا من خلال تقديم المساعدات الإنسانية أو التعليم أو بناء المدرس والجوامع لها.
إن تقديم المساعدات لابد أن لايقتصر في توفير المال لشراء الطعام بل يتم من خلال توفير سبل التعليم ونشر الوعي الصحي والمساعدة في بناء البنى التحتية فذلك يقطع الطريق بلا شك أمام الإستغلال الذي تمارسة بعض المنظمات تحت المسميات الإنسانية. لابد أن يكون الدافع الإنساني هو المحرك في تقديم المساعدات وإنقاذ تلك المجموعات من الهلاك فالإنسان إنسان إينما حل وكان إن كان في اليابان أو افريقيا. إن أي تجاهل لهكذا كوارث هو وصمة عار في جبين الدول التي تملك المال ولاتقدم المساعدات, بل هي وصمة عار في جبين البشرية جمعاء أن يموت بشر من الجوع وتفرش موائد يتخم بها الأثرياء في الكثير من الأماكن في العالم لا لشيء سوى لأن أولئك البشر من لون آخر

الاثنين، 25 يوليو 2011

تذكرة... / سليمان دغش-اللوحة غالب المسعودي



تذكرة... / سليمان دغش
بِلا تَذْكرهْ...
أَعودُ إِلَيْك ِ
أُعَبِّئُ صَدْرِيَ بالياسَمين ِ
وَتَغفو عَلى ساعِدي قُبَّرهْ
بِلا تَذْكرهْ
أَعودُ إِليْك ِ
أَنا شَهْوَةٌ لا تَنامُ
أَنا عَطَشُ الكَرْمِ للدّيَمة ِ المُمْطِرَهْ
فَلا تَحْرميني
حَنانَ الرَّوابي...
وَكوني ليَ
الأَرْضَ
والرَّوْضَ
كوني ليَ المَقْبَرَهْ
بِلا تَذْكرَهْ
أَعودُ إِلَيْك ِ
أَنا لَوْعَةُ الياسَمين ِ
جَوى النَّازِحين
وَفاءُ
الحَمائِم ِ
للقَنْطَرَهْ
حَمَلْتُ لَك ِ البَدْرَ
فانتَظِريني
أَعودُ مَع الليْلَة ِ المُقْمِرَهْ
بِلا تَذْكرَهْ
أَعودُ إِلَيْك ِ
وَحينً تُسَدُّ بِوَجهي الجُسورُ
اعذُريني
دِمائي
تَصيرُ
هِيَ
التَّذْكَرَهْ
( من ديوان : " هويتي الأرض " إصدار مؤسسة الأسوار-عكا )

السبت، 23 يوليو 2011

سريالية من نوع خاص













سريالية من نوع خاص

الهوية الثقافية العربية في زمن العولمة-عماد رسن


الهوية الثقافية العربية في زمن العولمة
عماد رسن


منذ بداية تسعينيات القرن الماضي برزت، بشكل جلي ومطرد، ظاهرة العولمة بشكل لايمكن تجاهله أو حتى تجنبه بأي حال من الأحوال. من أبرز مظاهر هذه الظاهرة وأكثرها تطورا ً وتأثيرا ً، على حد قول عالم الإجتماع البريطاني (أنطوني جيدن) هي ظاهرة التواصل والإتصال بجميع أشكاله، على مستوى الأفراد والمجتمعات، وتقنية المعلومات، ووسائط النقل السريعة. فكانت النتيجة أن ارتبط كل ماهو محلي بما هو عالمي، لتنشأ شبكة جديدة من العلاقات تتخطى حدود الدولة، مما خلق نوع جديد من الوعي لدى الإنسان إطاره عالميا ً أكثر منه إطارا ً محليا ً.

فزاد إعتماد الأفراد على بعضهم البعض في علاقاتهم عالميا ً، وكذلك الدول أصبحت تعتمد على بعضها أكثر من ذي قبل في علاقات إقتصادية ونظم إجتماعية معقدة بمساعدة التكنلوجيا. يضيف (جيدن)، أن مفهوم الدولة أصبح أقل أهمية من قبل، وكذلك مفهوم الزمان والمكان في مواجهة الرأسمالية، والتكنلوجيا، والديمقراطية.
من هذا المنطلق أصبحت الهويات الثقافية، وفي مقدمتها الهوية الثقافية العربية، مهددة بالإنقراض أمام الثقافات الأخرى التي تتميز وتتسلح بعناصر بنيوية قوية مستمدة من عصر الحداثة وما بعد الحداثة، حيث تتوفر فيها قابلية الحركة والتغيير والتكيف من دون أن تفقد عناصرها الأساسية التي بنيت عليها.
إن ثقافتنا العربية التي تعطينا هويتنا قائمة على عناصر تقليدية تعتمد في بنيتها على علاقات ذات طابع تقليدي(traditional) لمجتمع بدوي أو ريفي وعلى الأكثر مجتمع ريفي ذكوري إلى حد كبير يعيش في المدينة. فنظمنا الإجتماعية قائمة على أساس قبلي عشائري وعلى الأقل مناطقي تستمد وتعتمد في بقائها على النظام الأبوي، وتجتر الماضي في كل أزماتها. فثقافتنا تعتمد في عناصرها الأساسية على موروث ماضوي ملتزم بالتقاليد والتي لايريد أن يغيرها، و يرتبط بالغيب والخرافة بشكل كبير.
أنا لاأريد أن أضع كل الدول العربية في سلة واحدة، فهذا خطأ كبير، ولكن هذا مايميز الثقافة العربية، في عناصرها العامة، في أغلب الدول العربية. فهناك توجد أيضا ً هويات مختلفة في كل الدول العربية، فمنها هويات وطنية ودينية وإثنية مختلفة، مهددة بالذوبان أمام الثقافة الغربية. فالهوية الثقافية الإثنية لمجموعة من البشر حسب (إركسون) هي تصور لمجموعة من الناس بإنهم ينتمون لبعضهم كشعب واحد، لهم تاريخ وتقاليد وخبرة مشتركة تجعها رموز ثقافية ثابتة ذات مرجعية ثابتة ومحددة. ولكن، هل توجد ثقافة عربية واحدة؟ بالتأكيد توجد هناك ثقافات متعددة مختلفة بشكل متمايز لكنها تعود في جذورها للثقافة العربية، ذات هوية محددة إلى حد ما. وكما يقول (ويل كمليكا) أن الثقافة تعطي للإنسان معنى الحياة والوجود، وتزوده بطريقة التفكير.
أما الثقافة الغربية فتعتمد على عنصر عقلاني (rational) ذات هدف محدد نشأ مع الثورة الصناعية في أوربا قبل ثلاثة قرون. لقد كيفت الثقافة الأوربية نفسها لتبقى بإندماجها مع الرأسمالية إقتصاديا ً والديمقراطية سياسيا ً، لتصل عصر ما بعد الحداثة والذي يقوم على أسس التغيير في كل شي، فلا يوجد شيء ثابت سوى أن كل شيء قابل للتغير. وعلى هذا الأساس إتجهت المجتمعات الأوربية نحو تعدد وتنوع الثقافات من خلال الإنفتاح الحضاري لتتجنب الإنقراض المحتم مع الإنغلاق. إن مفهوم الهوية في عصر مابعد الحداثة، والذي يمتطي ظاهرة العولمة، متغير ومتلون يستوطن كل أرض متكيفا ً مع ثقافتها المحلية. إن الثقافة الغربية تعتمد على المستقبل في إكتساب هويتها ولاتنظر للماضي كخزين تاريخي.
أعود لظاهرة العولة التي يعرفها (جيرارد ديلنتي) بأنها ملتقى لثقافات متعددة تقل بها أهمية المكان، ويعبر هذا اللقاء عن نفسه من خلال الصراع أو الإنصهار لينتج ثقافة جديدة أكثر عمومية وشمولية تنهار بها التفاصيل التي تضمنتها الثقافات المنصهرة، هذا في وجه العولمة السلبي. أما في وجه العولمة الإيجابي فالعولة تتجه نحو الإندماج والتجانس بين الثقافات. وعلى هذا الأساس ستواجه الثقافات التقليدية تحديا ً جديدا ً من خلال فرض قيم الثقافات الحديثة والتي تمر من خلال العموميات كحقوق الإنسان أو الحفاظ على البيئة.
بإختصار شديد، تقع علينا كعرب مسؤولية كبيرة، ليست ثقافية بقدر ماهي مسؤولية أخلاقية أمام أجيالنا القادمة في الحفاظ على هويتنا الثقافية العربية (بالطبع لاأقصد الهوية القومية العربية). وأفضل سبيل لذلك هو الإنفتاح وعدم التقوقع، فالإنفتاح يخلق فرص النفاذ والبقاء على قيد الحياة، أما التقوقع فيخنق ثقافتنا وينهيها كما إنتهت الكثير من الثقافات على مر العصور. إن مجتمع متعدد الثقافات قائم على إحترام حقوق الإنسان لهو السبيل الوحيد للحفاظ على ثقافتنا. والجميل في الأمر إن ديننا الإسلامي يحث على التواصل والإنفتاح على الآخر. يقول الله في القرآن الكريم (يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير).

imad_rasan@hotmail.com
الإثنين 30 أغسطس

الجمعة، 22 يوليو 2011

لا ننام والسلام -كاظم فنجان الحمامي

لا ننام والسلام


جريدة المستقبل العراقية في 20/7/2011

كاظم فنجان الحمامي

لسنا ممن يرون في النوم مضيعة للوقت, مثل العبقري الكبير (ليوناردو دافنشي), الذي كان يكتفي بالنوم عشرين دقيقة كل أربع ساعات, ولا مثل (نابليون بونابرت), الذي كان ينام أربع ساعات في اليوم وحسب, ولا من الذين يسهرون الليالي طلبا للمعالي, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من الأقوام المستقرة, التي ترى في النوم محطة ليلية للاسترخاء, وفرصة لاستعادة طاقات البطاريات الحيوية في أجسامهم المتعبة, وإعادة شحنها معنوياً وبدنياً, كي يستيقظوا في الصباح الجميل, ويسعوا في مناكبها بعضلات قوية, وأرواح مفعمة بالنشاط, فنحن لا ننام والسلام.

ولسنا من أبناء مدينة (سالونيكا) اليونانية, المدينة التي لا تعرف النوم. ولا من أبناء (هونغ كونغ) الساهرة على أضواء القناديل, ولا من المدن الصاخبة التي لا ترقد بالليل, ولا تهدأ بالنهار كطوكيو, وبيروت, وباريس, والقاهرة, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من النماذج البشرية الرقيقة, التي تخشى الكوابيس, وتنزعج من الأحلام المرعبة, ولا من الأقوام التي تخاف من العفاريت والجن, ولا من الأقوام التي يقلقها الأرق, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من الجماعات التي تهوى السهر على ضوء القمر, ولا من رواد الملاهي الليلية, الذين ينامون النهار ويستيقظون حتى الصباح في الليالي الملاح, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من الذين غادر الكرى جفونهم حزنا وكمدا على فراق الأحبة, فنحن نعيش خارج التغطية, غرباء في أوطاننا, تعساء في ديارنا منذ زمن بعيد, ونرزح خلف قضبان سجن كبير, ولا ننام بسلام.
ولسنا ممن يحرسون بيوتهم وممتلكاتهم في الليل, تحسبا لهجمات اللصوص والغزاة والحرامية, فنحن لا نملك من حطام الدنيا شيئا, ولصوصنا يسرقون في النهار, لكننا لا ننام والسلام.

ولسنا هنا بصدد الحديث عن رواية جديدة مكملة لرواية إحسان عبد القدوس (لا أنام), لكننا أردنا التلميح عن بعض فصول مأساتنا النابعة من واقعنا المر المعاش, بعد أن طار النعاس من عيوننا, وصرنا لا نعرف النوم بالليل ولا بالنهار, ولا ننام مثل بقية الكائنات من الجن والإنس في أقطار السماوات والأرض, ربما لأنهم يتفوقون علينا حضارياً في المعايير الكهربائية والأمبيرية والفولتية, وعندهم فائض كبير في الميغاواطات, فلا تتعجبوا ولا تندهشوا, فنحن لا نهجع ولا ننام, وانقطعت علاقتنا بالسرير والفراش, ونسينا شكل المخدة, وصارت عندنا مناعة ضد أقراص الفاليوم. .
أما إذا أردتم أن تعرفوا لماذا لا ننام ؟؟.

الأربعاء، 20 يوليو 2011

علي الوردي



علي الوردي


هو علي حسين محسن عبد الجليل الوردي ... ولد في بغداد ، حي الكاظمية في عام 1913 من عائلة متوسطة المستوى المعيشي، حيث عمل أبوه عطاراً في الكاظمية ، وقد شارك الوردي أباه في عمله هذا حينما ترك الدراسة التقليدية (الكتاتيب) التي كان قد التحق بها كعادة معظم أبناء جيل تلك المرحلة ولقلة المدارس النظامية ... وقد كان العراق وقتها جزءاً من السلطنة العثمانية وبعد إنهيار حكم السلطنة في العراق بعد دخول القوات البريطانية إليه إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ، فقد عاد الوردي إلى الدراسة ولكن هذه المرة من بابها الواسعة ، حيث دخل مدرسة نظامية وهجر دراسة الكتاتيب ...

يجد الوردي في إنهيار حكم الدولة العثمانية في العراق والمنطقة أفقا وفتحا جديدا أدخل معه الكثير من مدخلات الحضارة إلى العراق ومنها إنتشار هذا النوع من التعليم الحديث ، والذي لولاه لكان الوردي عطارا مثل أبيه كما ذكر ذلك في أكثر من مناسبة ...

عمل الوردي معلما لمدة سنتين بعدها بعد تخرجه من الدراسة الإعدادية ، سافر بعدها ليدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت ، ثم جامعة تكساس في أميركا حيث نال شهادة الماجستير في عام 1947 في علم الإجتماع ، ثم تحصل في عام 1950 على الدكتوراه من نفس الجامعة ونال تكريم حاكم الولاية شخصيا بعد أن تفوق بإمتياز ...

عاد إلى العراق بعد تخرجه وعمل بقسم علم الإجتماع في جامعة بغداد وكان من رواد القسم ورواد علم الإجتماع في العراق ... تدرج في وظيفة التدريس حتى منح لقب "أستاذ متمرس" في جامعة بغداد وهو لقب يمنح للمتفردين في تخصصاتهم وطول مدة خدمتهم ... تقاعد عن التدريس في عام 1972 ، وهو في أوج عطائه العلمي، وتفرغ للتأليف وإلقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية ومنها معهد البحوث والدراسات العربية الذي كان مقره في بغداد ...

كانت معظم طروحاته التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة في بغداد ، الأمر الذي دعى بها إلى التضييق عليه تدريجيا وإبتداءا من سحب لقب أستاذ متمرس المشار إليه ووصولا إلى سحب معظم كتبه من المكتبات وحضرها على القراء بداعي ما أسموه "السلامة الفكرية" ، ومرورا بمحاولات تهميشه وإفقاره ماديا وهو ما آل إليه حاله حيث مات في شهر تموز عام 1995 ، بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الأردنية وعلى نفقة السلطات الأردنية كما أشيع وقتها ، وقد أقيم له تشييع محتشم غاب عنه المسؤولون وجازف من حضره من المشيعين ...

إستفاد الوردي من طروحات إبن خلدون كثيرا وأعتبره منظر حقيقي ودارس متمعن للمجتمع العربي في تلك الفترة ، وكان إبن خلدون موضوع إطروحته للدكتوراه ...

من أشهر مؤلفاته :

وعاظ السلاطين
http://www.4shared.com/file/107405624/9ba0e2d0/__-__.html

مهزلة العقل البشري
http://www.4shared.com/file/107405666/11c246f8/_____.html


منطق إبن خلدون
http://www.4shared.com/file/107409314/fc90cc40/___-____.html


خوارق اللاشعور
http://www.4shared.com/file/107405800/a4656941/____.html


إسطورة الأدب الرفيع
http://www.4shared.com/file/107411194/cf199379/_2_______.html


شخصية الفرد العراقي
http://www.4shared.com/file/107410439/f530a2c0/___online.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الأول
[url]http://www.4shared.com/file/107406254/c15d7325/_______.html
[/url]

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الثاني
http://www.4shared.com/file/107406278/fadd5d8c/_______.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الثالث
http://www.4shared.com/file/107406306/53e68c7b/_______.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الرابع
http://www.4shared.com/file/107406402/51c45ee7/_______.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الخامس
http://www.4shared.com/file/107409498/38b01ce6/______5.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء السادس
http://www.4shared.com/file/107406590/6fcaeeb5/______6.html

الاثنين، 18 يوليو 2011

الدخول في جَسَدِ الخريطة / سليمان دغش-التخطيط,غالب المسعودي


الدخول في جَسَدِ الخريطة / سليمان دغش
كَمْ وَرْدةٍ هَتفَتْ
وَكَمْ عَلَمٍ خَفَقْ
كَمْ غَيمَةٍ رَقَصَتْ ضَفائرُها
عَلى كَتِفِ الأُفُقْ..!
الكَهْرَباءُ تَوتَّرَتْ أَعصابُها
وَاللهُ في الأُفُقِ المُورَّدِ قَدْ نَطَقْ
قُمْ يا وَلَدْ
لمَلِمْ جِراحَكَ وَاتَّحدْ
لمْلِمْ شِهابَكَ وَانتَشِرْ
فَجْراً يُطِلُّ عَلى البَلدْ
هِيَ خُطوَةٌ أولى انْطَلِقْ
وَادْخُلْ إِلى جَسَدِ الخَريطَةِ
إِنَّ في جَسَدِ الخَريطَةِ
ما يُبَلُّ بِهِ الرَّمَقْ
اليَومَ تَعْتَرفُ العَواصِفُ أَنَّ للعُصفورِ حَقّاً
في ظِلالِ السِّنديانةِ
في أَنينِ رَبابةٍ سَكَبَتْ مدامِعَها عَلى وَرَقٍ
تَساقَطَ كُلَّما مَرَّ النَّسيمُ
عَلى الوَرَقْ
اليَومَ تَقْتَرِبُ المَسافَةُ
بَيْنَ روحِ البُرتُقالِ
وَبَيْنَ رائِحَةِ العَبَقْ
اليَومَ تَعْتَرفُ الرَّصاصَةُ أَنَّ للشُّهَداءِ
طَوق الياسَمينِ
وَأَنَّ نَيْرونَ احْتَرَقْ
النَّهرُ يَجْري صامِتاً
لا فَرقَ عِندَ النَّهرِ
بَيْنَ الضِّفتينْ
النَّهرُ يَحْملُ دَمْعَنا ودِماءَنا
وَالرّيحُ تَرفُضُ أَنْ يَتِمَّ زَواجُنا
كَفَراشَتَينْ
لي وَرْدةٌ في الحُلْمِ توشِكُ أَنْ تفيقَ
عَلى يَدَيَّ رَصاصةً
وَحَمامَتينْ
لي نَجْمةٌ في الصُّبحِ توشِكُ أَنْ تُسافرَ
في قِطار الضّوءِ نَحوَ مَحَطَّةٍ
وَمَحَطَّتينْ...
لي غَيْمَةٌ تَبكي وَتَسأَلُ :
أَيْنَ مِنديلُ الغَمامَةِ
أَينَ.. أَينْ ؟!
كَمْ وَرْدَةٍ هَتَفتْ
وَكَم عَلَمٍ خَفَقْ
وَالشَّمسُ قَد خلَعَتْ قَميصَ النَّومِ
فاشْتَعَلَ الغَسَقْ
يا أَيُّها الوَلدُ الشَّقيُّ
وأيُّها الوَلدُ الأَبيُّ
وَأَيُّّها الوَلدُ النَبيُّ
سَمَوْتَ بالإسْراءِ فاصْعَدْ سابعَ السَّمَواتِ
وَاقْرأْ..
سورَةَ الفَتحِ المُبينِ
وَسورَةَ البَلدِ الأَمينِ
وَسورةَ الوَطنِ الجَنينِ
وَقُلْ لجِبرائيلَ : هَبْني جانِحَيْن
وآيَتَيْنِ
لأَنْطَلِقْ
وَلأَحْتََرِقْ...
هَيَّأْتُ روحي لِلقَرارِ
وَلِلنَّهارِ
حَمَلتُ في اليُمنى الهِلالَ وَفي اليَسارِ
حَمَلتُ ناري
هَيَّأْتُ روحي للشُّتاءِ
فَللغَمامةِ أَنْ تَئِنَّ كَما تَشاءُ
عَلى هَديلي
هَيَّأْتُ روحي للرَّحيلِ مِنَ الرَّحيلِ
إِلى الرَّحيلِ
لَمْ يَبْقَ عِندي غَير خارِطَتي
وَلِلتَّوراةِ أَنْ تَمْحو كَما شاءَ الإلهُ
ظِلالَ مِرآتي القَديمةِ فَوْقَ مِئْذَنةِ الرَّسولِ
وَتُقيم هَيْكَلَها القَديمَ عَلى رُفاةِ عَنادِلي
وَعَلى حِجارَةِ مُسْتَحيلي
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ فَهْيَ قَلبي
آهِ مِنْ قَلبٍ يُسافرُ كَالفَراشةِ
خارِجَ الجَسَدِ العَليلِ
ليَضُمَّ قِصْفةَ زَعْتَرٍ ثَكلى
عَلى كَتِفِ الجَليلِ
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ كُلِِّها
يا رَبُّ قَلبي ها هُناكَ عَلى الرُّبا
وَأَنا هُنا
لأعُدَّ خَطْوي
كُلَّما قَلبي تَنفَّرَ أَو خَفَقْ
لا...
لَنْ أُفرِّطَ بالخَريطةِ
إِنَّ في جَسَدِ الخَريطَةِ
ما يُبَلُّ بهِ الرَّمَـــــــــــقْ...!!؟
( من ديوان : عاصفة على رماد الذاكرة

لاعلم مشروع غير علوم الشريعه,والعلوم الدنيويه مضيعة للوقت والمال



لاعلم مشروع غير علوم الشريعه
والعلوم الدنيويه مضيعة للوقت والمال

من الطبيعي ان تكون هناك انتقادات لآصحاب ألرأي تعبر عن وجهات نظرهم . وبدلا من تكريم وتشجيع من خدم الانسانية ورفدها بعلمه وفكره وجهده نرى العكس تماما وذالك باتهامهم بالالحاد والشعوذة والسحر. اما اتهام كبار العلماء والمفكرين والفلاسفة بالكفر والالحاد كذبا ونفاقا وحسدا فيبين مدى قصور الفكر السلفي المتجرد عن مواكبة الفكر الانساني في التقدم ومعارضة التطور الفكري والعلمي بل وحتى التصدي وقمع اي بحث يصب في خدمة الانسانية بتبريرات واجتهادات ساذجة بعيدة كل البعد عن المنطق والعقل والدين ولنرى جانبا من ذالك اتهام السلفية لكبار العلماء والمفكرين من السنة والشيعة على حد سواء
قالوا عن العالم الطبيب والفيلسوف - إبن سينا- و كان شيعيا
قال ابن تيمية:
"كان هو وأهل بيته واتباعه معروفين عند المسلمين بالإلحاد" - الرد على المنطقيين ص141
قال ابن القيم:
"إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر" - إغاثة اللهفان 2/374
قال ابن الصلاح:
"ابن سينا .. كان شيطاناً من شياطين الإنس" - فتاوى ابن الصـلاح 1/209
قال الكشميري:
"ابن سينا الملحد الزنديق القرمطي غدا مدى شرك الردى وشريطة الشيطان" - فيض الباري 1/166.

------------------------------------
في كتابه " حقيقة الحضارة الاسلامية"
قدم الشيخ " ناصر بن حمد الفهد "
تحليلا تراثيا حول موقف نخبة شيوخ الاسلام من كبار فلاسفة وعلماء الفترة المعروفة بالحضارة الاسلامية،
يفاجأنا بأن اغلب كبار المفكرين الذي كانوا سبب انتساب الفترة الاسلامية الى مقدمة الحضارة الانسانية على الخصوص، كانوا في حقيقتهم خارج الاسلام، هذا من وجهة نظر " نخبة علماء الدين الاسلامي تحديداً".
وبالتالي يفتحون الباب لاستنتاج خطير
ان انتاج الفلاسفة والعلماء لم يكن نتيجة المنهج الديني الجديد الذي اجتاح منطقة الحضارات القديمة وانما نتيجة استمرار التأثير الثقافي لمنهج الفلسفة القديم الذي ابدعته شعوب الحضارة السابقة ومع التمكن من ترسيخ وتوطيد الفكر الديني ، وهي العملية التي وصلت الى ذروتها في نهاية الخلافة العباسية، اختفت اخر تأثيرات الفلسفة القديمة المحفزة للابداع، وتمكن النهج الجديد من كبح حرية الفكر والرغبة في الاطلاع ، وأعاد المنطقة الى حظيرة الصحراء الفكرية.
_______________
قال الفهد في كتابه:
سوف أذكر في هذا الفصل قائمة بأشهر العلماء، الذين يهيج المعاصرون بمدحهم
وأذكر ما قاله أئمة الإسلام فيهم وفي عقائدهم، وقد تركت منهم أكثر مما ذكرت،
ابن المقفع - عبد الله بن المقفع- وكان شيعي
صاحب قصة كليلة ودمنة – اهم رواد الادب
كان مجوسياً فأسلم ، عرّب كثيراً من كتب الفلاسفة، وكان يتهم بالزندقة.
لذلك قال المهدي رحمه الله تعالى: (ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع) [27].
جابر إبن حيان- و كان شيعيا
أحد اهم علماء الكيمياء
قال الشيخ الإسلام – ابن تيمية:
(وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عند الكيماوية؛ فمجهول لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم والدين).
,لو أثبتنا وجوده، فإنما نثبت ساحراً من كبار السحرة في هذه الملّة، اشتغل بالكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات - كما ذكره ابن خلدون
الخوارزمي - محمد بن موسى الخوارزمي- و كان شيعيا
اشتهر بعلم الجبر و المقابلة و الرياضيات
اختراع "الجبر والمقابلة"، للمساعدة في حل مسائل الإرث.
قال ابن تيمية؛ بأنه وإن كان عِلمه صحيحاً إلا أن العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره.
الخوارزمي هذا كان من كبار المنجّمين في عصر المأمون والمعتصم الواثق
وكان بالإضافة إلى ذلك من كبار مَنْ ترجم كتب اليونان وغيرهم إلى العربية
الكندي - يعقوب بن اسحاق- وكان شيعي
من أوائل الفلاسفة الإسلاميين، منجّم ضال، متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة، بلغ من ضلاله أنه حاول معارضة القرآن بكلامه
الرازي - محمد بن زكريا الطبيب - و كان شيعيا
من كبار الزنادقة الملاحدة، يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرانيين الصابئة - وهي الرب والنفس والمادة والدهر والفضاء - وهو يفوق كفرالفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك، وصنّف في مذهبه هذا ونصره، وزندقته مشهورة
الفارابي - محمد بن محمد بن طرخان- و كان شيعيا
من أكبر الفلاسفة، وأشدهم إلحاداً وإعراضاً، كان يفضّل الفيلسوف على النبي، ويقول بقدم العالم، ويكذّب الأنبياء، وله في ذلك مقالات في انكار البعث والسمعيات، وكان ابن سينا على إلحاده خير منه، نسأل الله السلامة والعافية
المجريطي - مسلمة بن أحمد - و كان شيعي
كبير السحرة في الأندلس، بارع في السيمياء والكيمياء، وسائر علوم الفلاسفة، نقل كتب السحر والطلاسم إلى العربية، وألف فيها "رتبة الحكيم" و "غاية الحكيم"، وهي في تعليم السحر والعياذ بالله، {وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}، نسأل الله السلامة
ابن سينا - الحسين بن عبد الله-و كان شيعيا أسماعيليا
إمام الملاحدة،، ضال مضل، كان هو وأبوه من دعاة الإسماعيلية، كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم بالآخر
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
أو ذلك المخدوع حامل راية الـ إلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من أديان أهل الأرض ذا الكفرانِ
ابن الهيثم - محمد بن الحسن بن الهيثم- أشعري
من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، من أقران ابن سينا علماً وسفهاً وإلحاداً وضلالاً، كان في دولة العبيديين الزنادقة، كان كأمثاله من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات
المعرّي - أبو العلاء أحمد بن عبد الله
المشهور بالزندقة على طريقة البراهمة الفلاسفة، وفي أشعاره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين.
ذكر ابن الجوزي:
أنه رأى له كتاباً سماه "الفصول والغايات في معارضة الصور والآيات"
ابن طفيل - محمد بن عبد الملك- و هو شيعي
من ملاحدة الفلاسفة والصوفية، له الرسالة المشهورة "حي ابن يقظان"، يقول بقدم العالم وغير ذلك من أقوال الملاحدة
ابن رشد الحفيد - محمد بن أحمد بن محمد
فيلسوف، ضال، ملحد، يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع، ويقول بقدم العالم وينكر البعث، وقد انتصر للفلاسفة الملاحدة في "تهافت التهافت"، ويعتبر من باطنية الفلاسفة، والحادياته مشهورة
الطوسي - نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن-و كان شيعيا
نصير الكفر والشرك والإلحاد، فيلسوف، ملحد، ضال مضل، كان وزيراً لهولاكو وهو الذي أشار عليه بقتل الخليفة والمسلمين واستبقاء الفلاسفة والملحدين، حاول أن يجعل كتاب "الإشارات" لابن سينا بدلاً من القرآن، وفتح مدارس للتنجيم والفلسفة، وإلحاده عظيم
ابن البناء المراكشي- أحمد بن محمد وكان ميوله علوي
شيخ المغرب في الفلسفة والتنجيم والسحر والسيمياء
ابن بطوطة - محمد بن عبد الله -و كان شيعيا
الصوفي، القبوري، الخرافي، الكذّاب، كان جل اهتماماته في رحلته المشهورة؛ زيارة القبور والمبيت في الأضرحة، وذكر الخرافات التي يسمونها "كرامات" وزيارة مشاهد الشرك والوثنية، ودعائه أصحاب القبور وحضور السماعات ومجالس اللهو، وذكر الأحاديث الموضوعة في فضائل بعضالبقاع، وتقديسه للأشخاص، والافتراء على العلماء الأعلام، وغير ذلك
-----------------------------------------

الجاحظ - عمرو بن بحر- وكان عثماني الهوى
من أئمة المعتزلة، سيء المخبر، رديء الاعتقاد، تنسب إليه البدع والضلالات.
حكى الخطيب بسنده؛ أنه رمي بالزندقة، (كان كذاباً على الله وعلى رسوله وعلى الناس)
فتاوى الشيخ صالح الفوازان
عضو هيئة كبار العلماء و اللجنة الدائمة للافتاء
فضيلة الشيخ : ما رأيكم فيمن يثني على ابن سينا ويجعله من علماء المسلمين؟
ان كان جاهل فلا يدري عن حال ابن سينا عليه ان يسكت .و ان كان عالم بحال ابن سينا وكفرياته فيكون مقر له على ذلك فيكون حكمه مثل كحكم ابن سين. ومن يقولون انه منتسب للإسلام وهذا مفخرة للإسلام نقول لا الإسلام منه بريء والإسلام غني عنه نعم فالحاصل انه لايمدح ولايزكى نعم لانه باطني من الباطنية فيلسوف ملحد نعم
هل يصح تسمية المستوصفات باسمه ؟
في بلاد المسلمين لا . لأن هذا تعظيم لهذا الملحد
بينتم لنا حقيقة ابن سينا ، فما حقيقة الفارابي والرازي والكندي وابن رشد ؟
كلهم من هذا النوع! عندهم فلسفات وعندهم اشياء خصوص الفاربي اشد
هل يمكن مخاطبة وزارة المعارف بتغيير أسماء المدارس التي سميت باسمه؟
يجب مخاطبة المسئولين في رفع اسمه من المدارس هو والفارابي وهولاء الملاحدة
يجب رفع اسمائهم من المدارس!!
--
* إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة معك، فستعامل كل الأشياء وكأنها مسامير.

السبت، 16 يوليو 2011

قصص قصيرة جدا ً-عادل كامل-تخطيطات غالب المسعودي

قصص قصيرة جدا ً

عادل كامل
[1] بحث
ما الذي يفعله، وهو، منذ أيام، يحفر في الأرض...؟ قلت: ربما يصنع ملجأ، أو بئرا ً، أو يبحث عن كنز! بعد أيام ... عدت أراقب، فلم أجد الرجل، فذهبت إلى الأرض التي كان يحفر فيها. لقد دفن جسده فيها، لكن جارنا لم يمت بعد، بل قال لي: يا ولد...لماذا أزحت التراب عن رأسي، ماذا تريد، من أرسلك...؟
ـ لا أريد شيئا ً، لكن لماذا تركتننا وغادرت ..؟ لم يجب. فسألته:
ـ هل الحياة لم تعد محتملة؟ لم يجب أيضا ً. بل أومأ برأسه ان لا افتح فمي، وان أعيد التراب إلى موضعه، بهدوء.
منذ ذلك اليوم، وبعد قرون، كلما دفنت جسدي، أجد أنني ... انتظر ان أعود إلى الحفرة ذاتها!

[2] هذا ما حدث تماما ً

لم ْ استطع ان احدد ما اذا كانت بقع الضوء مستطيلة أو مربعة، أو محض مثلثات تراكمت أمامي. أنا لم افعل ذلك لأنني لا أميز أآنا هو الذي كنت امنعها من الاقتراب مني، أم هي التي قد ابتعدت عني، الأمر لم يعد مثيرا ً للفزع، فالخطوط تداخلت نهاياتها وتلاشت في العتمة، لأنني ما ان أفقت لم أر إلا مخلفات أعشاب لم تزل طرية، لها رائحة بذور، وقد جذبتني إليها، ثم لمحت أنني أنا الآخر لم يقاوم الذوبان. لا أحد قال لي ماذا حدث، ولا أنا كنت منشغلا ً ما اذا كانت الحرب قد وضعت أوزارها أم بدأت توا ً. خطوط لها حرارة رماد داكن، وأنا مازلت أقف عند النافذة، لصق سريري الخشبي، عندما توارت. كان ذلك هو الذي حدث، تماما ً، وقد غدا نائيا ً عني، بعد ان أخذني معه. منذ قرون لم أبح بكلمة، لأن فمي انشغل يتتبع رائحة الأعشاب، ويأمل ان يمسك بالبذور، بجوار المثلثات التي استطالت وتكورت حتى استحالت إلى بقع داكنة اللون. أنا قلت أنها لم تكن غير ذلك، مع أنها أصبحت شبيه بالمكعبات، وإنها أصبحت عديمة الشكل، تجاور أشكالا ً تمتد دائرية حول ظلها. منذ ذلك اليوم لم أبح بكلمة فقد كان فمي غادرني معها ولم يترك إلا بقعا ً عديمة اللون.

[3] قصاص
عندما أفقت من الموت، ورفعت راسي قليلا ً، شاهدت صبية يحفرون قبرا ً بجوار قبري. هل تكلمت ...؟ احدهم لمحني فاقترب مني، بهدوء، أعادني إلى الموت، لكني سمعته يخاطبني: لم يحن أوان القصاص منك!


[4] رصاصة
هل ينبغي علي ّ ان اعرف ماذا حدث بالضبط، أم ان الرصاصة التي اخترقت جمجمتي، واستقرت في القاع، لم تسمح لي إلا ان امسك بها، دون النظر إليها، وان أعيدها إلى الثقب الذي انطلقت منه. كانت رصاصة مدببة ليس لها رائحة محددة، فلما أبعدتها عني، رأيتها تعود لتبحث عن رأس إنسان آخر.


[5] زاوية
كان شبيها ً بالهرم، الذي طالما رسمته في درس الرسم، عدا انه يتكون من حبيبات بالغة الصغر شبيهة برؤوس موتى، عديمة الملامح. نظرت إليه من الأسفل إلى الأعلى، وبالعكس، فلم يكن شبيها بالهرم الذي كنت ارسمه في طفولتي، لأنني بعد ذلك اليوم لم أر ْ هرما ً، مثلما لم يخطر ببالي ان ابحث عن رأسي أيضا ً.

[6] الدورة لم تكتمل
أمر قائد المجموعة زمرته بإطلاق سراحي. وقال موجها كلامه لي: اذهب ...! أين يمكنني ان اذهب، وأنا بلا رأس..؟ قلت له: أعيدوا لي راسي، لكنه قال لي: سنعيده إليك في الوقت المناسب. فلم اعترض. لم اشكره. ولم اسأل أحدا ً ما اذا كانوا يعرفون ماذا حدث لنا، لأن احدهم التصق بجسدي، ثم ما ان لمسته، حتى وجدت آخر يقترب منا.
بعد قرون، في ذات صباح، وأنا أغادر البيت، تعثرت بشيء شبيه بصخرة! عندما لمسته ظننت ان خطأ ما حدث، فالرأس ـ هذا ـ لا يعود لي، فأعدته ـ بهدوء ـ إلى موضعه، لكن احدهم لكزني بعصاه، ووضعني في صندوق. آنذاك عرفت ان عملهم، معنا، لم ينته بعد.
وبعد قرون أخرى، لم يعد لي جسد، ولا رأس، ولا ... إلا هذا الشبيه بالذي يصعب رؤية مروره، فسألت ما تبقى مني: أتراه تركني وصرت أتتبع اثر خطاه، أم تركته ولم يتخل عن تتبع ما تبقى مني؟

[7] سكن
أخذونا، أنا وجاري، وعدد آخر من المارة، إلى الإمبراطور. كانت ليلة باردة جدا ً، وثمة عاصفة ترابية كانت تمنعنا من الرؤية. أنا لا أتذكر ماذا قال جلالته، لكن جاري الآخر الذي لم يأخذوه معنا، سألني، في اليوم التالي، ماذا قال لكم الإمبراطور...؟ قلت: قال لنا، نحن الذين نجونا من الموت، يحق لنا ان نبقى على قيد الحياة! ثم سألني جاري: وماذا قال أيضا ً..؟ لا استطيع ان أقول انه قال شيئا ً آخر. أبتسم، وقال لي: لم يجد سواكم كي يبقى في الذروة! لم اجب. لأن جاري لم يجد آخر يستجوبه، غيري. منذ ذلك اليوم وأنا أتدثر بغبار العاصفة، بعد ان وجد البرد سكنه في روحي.

[8] الحرية!
للمرة الثالثة، آن لهم ان يطلقوا سراحه، لكن آمر القلعة طلب منه ان يكتب تعهدا ً يؤكد فيه انه سيكون معهم. سحب أصابعه من الورقة وقال للآمر: ألا ترى ان سنوات السجن كافية! لا، قال الآخر، وأعاده إلى زنزانته.
في المرة السابعة، وجد السجين نفسه بانتظار مغادرة القلعة, تغير الآمر، الذي كرر السؤال نفسه: هل ستتعهد...؟ نظر السجين إليه وقال له: ألا ترى أنكم أخذتم أصابعي مني. أعادوه إلى زنزانته. في المرة التالية، وجد آمرا ً آخر، ولكن السؤال تغير. لم يبتسم السجين، فقد ترك رأسه في القلعة، وخرج طليقا ً. قرون وهو ينشد للحرية، ثم، في يوم من الأيام، وجد حشدا ً من الناس، من النساء والشيوخ والأطفال، بينهم أمراء القلعة، وأمراء سجون أخرى، يحدقون في عينيه، تحت أشعة الشمس، وفي الهواء الطلق، وهم يصغون إليه. كانت كلماته تتناثر مع موجات الريح، وتمتزج برذاذ عطر ورود المتنزه، فيما انشغل أمراء القلعة وباقي سجاني المدينة في حوارات لم يلتفت إليها، ولم تثر انتباهه. احدهم سمعه يقول: لا يمكن للحرية ان تحتجز خلف القضبان، أو داخل الجدران. وسمعه آخر يقول: ولا ان تقبع في تمثال!

[9] مع من ...؟


ـ مع من أنت ...؟
ـ معهم!
بعد سنوات، سمع السؤال نفسه:
ـ مع من أنت ...؟
ـ معكم!
آنذاك تركوه ينزف حد الموت. قرون وهو لا يعرف مع من كانوا، هؤلاء الذين، لم يكن معهم، وقرون أخرى مضت، لم يستطع ان يعرف مع من كان، إنما لم يستطع ان يجد من يكون معه!

[10] هو وهي أيضا ً

عرفها. كان لها صوت مبلل برائحة القداح، ولون امتزجت فيه عطور البراري النائية. قال:
ـ أنا لم اختر الدرب الذي سلكته.
ـ وأنا، يا حبيبي، لم يخترني الدرب الذي سلكته!
فكر انه مازال يجهل هل هو صمتها الذي مكث لا يقدر على محوه، أم فرحها المبلل برذاذ الفجر.. فكر أنها لم تدعه يفكر!
ـ اقسم لك َ، الدرب هو الذي أخذني .. وأنا لم اذهب معه...!
ـ أنا، يا حبيبتي، لم اختر دربي، ولم ادع الدرب يأخذني أيضا ً. فانا مازلت، في كل فجر، أرى الطرق تشتبك بالعابرين، وارى، في كل ليل، الومضات تمضي في طرقها ..! لا احد يمر بالدرب أكثر من مرة! ولا درب سلكته الأقدام ذاتها إلا مسح أثرها.
فكر في نفسه، إنها لم تكن إلا محض حكاية محاها الرجل، وتركها تغيب، لتمحوها الأنثى، وقد أعادت إليها حضورها. لكن المرأة قالت:
ـ أنا لا اقدر ان أمحو محوك.
ـ وأنا ... هو الآخر، لا اقدر ان أمحو هذا المحو!

[11] أوامر
قطعوا اليد التي كان يكتب بها. فدوّن بالأخرى. بتروها. عندما حاول ان يبصر، حجبوا عنه الضوء. ترك قلبه يومض، لمحوه، أوقفوا نبضات القلب. فلم يعد لديه إلا خلايا ذاكرته، ترفرف، لمحوها أيضا ً، نثروا رأسه وتركوه يذهب مع الريح. آنذاك لم يعد يعرف انطق أم ترك صمته يدوّن ان شيئا ً ما يقول لهم: حياة فيها انتم، غير جديرة إلا ان تذهب من غير آسف!
عندما، بعد قرون، حاولوا العثور عليه، لم يجدوه، كي يتم وضعه خلف القضبان، لكن قرار الاتهام، مكث معهم، بانتظار التنفيذ.

[12] لا احد
بعد مسافة لا يقدر مداها التي قطعها كي يصل إلى كوكب لم يجد فيه أحدا ً، قال في نفسه: لو عدت إلى كوكبي، يقينا ً، لن أجد أحدا ً في استقبالي، كي اخبره بالأمر. ثم خاطب نفسه: لن تجد من يشك فيك، ولن تجد من يصدقك أيضا ً. يا لها من لعبة فقدت سلاستها! كان ذلك محفزا ً آخر كي لا يموت، لكنه لم يقل قط، انه انتظر ان يجد شيئا ً آخر!
7/7/2011