الاثنين، 6 ديسمبر 2010
سطوح اهلنة-حامد كعيد الجبوري-اللوحة غالب المسعودي
( سطوح أهلنه )
مهداة للشاعرة المثابرة الأخت وفاء عبد الرزاق
حامد كعيد الجبوري
26 ت2 / 2010 م
زغار
نصعد أنرش السطح
إسطوح فقره
أترابه بيه ريحة أهلنه
أمن العصر أفرش سريري
بين أمي وبين أبوي
وينزل أبحضني الكمر
يسمع أسواليف أمي
سهر مره ...
يريد يتعلل ويانه
يستمع مُر السوالف ...
نام بفراشي وبجه
ومن دمعته
بللت ثوبي العتيك
تجوي دمعات الونين
بللت كل السواجي
وفاضت الدنيه حزن
وأمي ...
أمي تحفظها النواعي
أزغيره من غابت أخيتي ...
إسنين مرت
ودمع أمي ما خلص
أبجي وياهه البجيها
إزغار ما نعرف الموت
نحسب الدنيه هلاهل
ونرسم الباجر شمس
خذت من أمي طبعها
وبالفرح أشبع بجي
يمه كالتلي وليدي ...
الدمع بعيونك حرام
والبجي ...
أيعذب الميت ...
ويحرم أعيوني المنام
وهاي بنوات المحله ...
يا وليدي
كلهن أبشرع الله ... خواتك
ومن هذاك اليوم لسه
كل بنات الطرف خياتي ...
وأحبهن
أمي كالتلي أبكلشي
وأبد ما فد يوم كالت
تالي عمرك يا وليدي
أتصير إلك خيّه حنينه
من إسمها ...
ينترس عمرك وفاء
وتسكن أبديرة غُرب
وأكرهت من الزغر ...
جلمة غريب
.....................
السبت، 4 ديسمبر 2010
مختارات شعرية من مجموعة سطوع على الفيس بوك
عبير عبد العزيز
غاضبة
غاضبة منك يا جدتي
غاضبة من كل تلك الحكايا
غاضبة من وجهك الطيب
غاضبة من صوتك الحنون المتلون
وهو يرويها
كل يوم كنت أنتظر تلك اللحظة
كنت لا أهتم مثل البنات بالدمى
ولا أهتم بألعاب تجمعنا
ولا حتى بقطع حلوى
أشريها
كل يصبرني على بطء الثواني
هو ذاك الوجه وذاك الصوت
وتلك الحروف تطرزين بها
شالا توشحين به أفكاري فلا شئ
سواه يدانيها
اعتنقت كل حرف في حكاياتك
آمنت بتلك الشخوص الأسطورية
تربت طفولتي على أن حياتهم
هي الدنيا وما فيها
فسندريللا علمتني أن
نهاية الصبر فرج
و أن أميرا على أطرافه ينتظر
وأن الخير دوما ينتصر
و أن الطيبة لا شئ يضاهيها
وبياض الثلج أميرتي المفضلة
بفضلها أحببت الغناء
وأحببت العصافير
و عشقت الطبيعة
حتى أقزامها السبعة تمنيت
لو أنهم كانوا أصدقائي
لو أني في كوخهم الصغير
أعيش بلا هم ولا حزن و بالغناء
نقطع أيامنا و نطويها
علمتني أن الحياة
إن قتلها الغدر
تردها قبلة فارس مخلص
يهجر ملكه
ليبحث عن أميرته التي
طال بها نوم
انتظارا لقبلته تحييها
وذات الرداء الأحمر
و فتاة بلاد العجائب
وسندباد و ياسمينة
و عروس البحر
وعلي بابا و علاء الدين
مبادئهم قوانين ودساتير يؤمن
كل البشر بمعانيها
غاضبة منك يا جدتي
كان يجب أت تخبريني أن
دوما زوجة الأب الشريرة تربح
وأن مخططاتها تنجح
وأن الأمير أبدا لا ينظر لفقيرة
ولا يعنيه حذائها و لا حالها
ولا هو في يوم
بالأميرات يساويها
كان يجب أن تصارحيني
بأن الملكة المغرورة تغلب
وبأموالها بالضمائر تلعب
وأن الأميرة قتلت
وليست هناك قبلة تحيي الموتى
وليس هناك من يترك الملك
ليعيد أموات أو ينصر ضعفاء
بل عرشه فقط يستحق
وملكه له آلاف القبلات ولتفنى
بعده الدنيا بمن فيها
ما ضر لو أخبرتني أن قاسم
سينفي علي بابا ولا يحاسب
والأربعين حرامي
سيحكمون ولا من مراقب
وأن الناس لهم سيهتفون
ويقسمون أن بأرواحهم
ودماؤءهم سيفدون الغاصب
ويحمونه بالأنفس
والكذب يلون نبرات
و يمتطي ضمائر ويعتليها
ياجدتي كنت أخبريني
أن الرجال ليسوا كلهم كأمراء الحكايا
وليس كلهم فرسان العصور الوسطى
وليسوا كالشعراء العاشقين
المجانين المقتولين بالحب
بل منهم من يهوى أكل القلوب
ومضغ المشاعر ثم بصقها
والبحث عن غيرها و غيرها
ولا تشبع أنفسهم أبدا
ولا الدماء ترويها
و أنهم يتعيشون من الكلمات
و من النظرات
ويتكسبون من الهمسات
ويستعيرون من التاريخ عبارات
يرددوها بحماس ليربحوا الآت
و ما همهم عبرات
نزفت من مآقيها
غاضبة يا جدتي
ولا يفيد الغضب
ليتني بقيت تلك الطفلة
وتعلمت اللعب بالدمى
والمرح مع الأصحاب
وما انتظرتك كل ليلة
وما أحببت حكاياك
و هزأت من أبطالك المساكين
و لعلمت أن حدودهم فقط الحكايا
فقط مابين دفتي كتاب
هو عالمهم أما عالمنا
قولوا أنتم
وانظروا من أبطاله
لتعلموا لما غضبي
من جدتي
ومن حكايا كانت لي قبل نومي تحكيها
سعد الصالحي
أثـيـــــــــــــنا
عجب فيك الغناء والقهوة البيزنطية ..
ففي كل زقاق إليك زوادة جبن وزيتون وزعتر وغار ...!
كأني أستقبل ُ أزقة يافا وبيروت او اتمنى صبحا أمنا في بغداد
سلمان داود محمد
***~~~***~~~***
أنا لم أقلْ شيئاً سوى :
" أحبكِ يا ...... " ...
فلماذا تعوي السموات بوجهي :-
عزيزي المو اطن
ممنوع
الـ .............................. غناء .... ؟؟؟
..........................
سلمان داود محمد
***~~~***~~~***
موسيقيون يجلدون أغنيتي
بأقواس كمنجاتهم ...
..
يحدث
هذا
بقيادة
المايسترو :
.
.
ريام ريام
سأوهم
الروح ::::بالرقص معك
تحت وطاْة أعياد الميلاد
..ورأس السنة الميلادية
ربما
سأراك في ثياب بابا نوؤيل
أو في هدايا الاطفال
عندما يستيقضون في صباحات
يوم (البوكسن دي ) كما يسمونه
محمد البكري
أفارق عينيك
عند شجوني
أصادف حبك
خلف جنوني
بكل هدوء أصالح نفسي
وألقاك تمشين
بين السطور
الجمعة، 3 ديسمبر 2010
قصيدة الاحمر والاسود للشاعر رسول حمزاتوف اعداد احمد الحلي
قصيدة الأحمر والأسود
للشاعر رسول حمزاتوف
إعداد أحمد الحلي
من أين ينبع الأحمر ؟
من الأسود ينبع
فكثيرا ما تسيل الدماء
بسبب الأفعال السوداء
ومن أين ينبع الأسود ؟
من الأحمر ينبع
فعندما تسيل الدماء
يتشح العالم بالسواد
ولد حمزاتوف عام 1923 في قرية بين أحضان الجبال ، وكان والده شاعرا ينظم الشعر باللغة العربية وباللغة " الآفارية " القومية . ويروي أن والده كان يكتب كل قصائد الغزل في النساء الأخريات باللغة العربية لكي لا تفهمها أمه إذا عثرت عليها . ورث حمزاتوف عن أبيه موهبة شعرية خارقة استوعبت كل أساطير الجبال العملاقة وبساطتها وحكمتها .
ومكنته دراسة الأدب في موسكو من الإلمام بتراث الشعر العالمي وقوالبه فصب فيه خبرته الخاصة التي لا تتكرر ، دون أن يفقد تجربة بلاده ، ولا تاريخها ، ولا صراعها الذي دام ضد القياصرة ثلاثين عاما متصلة
ولمع اسم حمزاتوف مع صدور أول ديوان له عام 1943 ، ثم واصل اسمه رحلة الصعود ، إلي أن حصل على جوائز دولية وسوفيتية عديدة وترجمت قصائده ودواوينه وكتبه التي تربو على الأربعين كتابا إلي أغلب لغات العالم .. وبعد سقوط التجربة الشيوعية في الإتحاد السوفيتي ، حيث راحت الطعنات توجه إلي كل ما مضى من تاريخ وإنجازات وسلبيات ، وقف حمزاتوف يدافع عن نفسه وتاريخه قائلا : " لم تكن قصائدي عضوا في الحزب الشيوعي " . وفضل في سنواته الأخيرة أن يقيم في محج قلعة عاصمة بلده داغستان في بيت صغير من طابقين مع زوجته فاطمة . وكان أبناء وطنه إذا اقتربوا من الشوارع المحيطة ببيت حمزاتوف يشرعون في الحديث بصوت منخفض ، فإذا ارتفع صوت أحدهم .نهره الآخر قائلا : نحن بالقرب من بيت الشاعر . وكان حمزاتوف شخصا بسيطا جدا ، محبا للمزاح . . رحل حمزاتوف عن عمر يناهز الثمانين عاما . وكان يبدو أنه شخص لا يرحل ، أولا يجوز أن يرحل ، أو لا يصح أن يرحل ، لأن رحيله يحدث خللا شديدا في موازين الخير والشر في العالم .
في سنواته الأخيرة توفيت زوجته فاطمة ، وكانت سيدة جميلة ورقيقة . وتزايدت عليه وطأة مرض عصبي كالشلل الرعاش ، ولكنه لم يفقد روح المرح والحكمة والنبل . في آخر حديث له قال : " ظهرت لدينا في روسيا الآن ما يسمى بالسوق ، ودخلنا مرحلة من حرية الجوع الوحشية أصبحت فيها أسعار الطماطم أغلى من البشر ، وأصبح ممكنا شراء كل شيء في روسيا : الضمير والبطولة ، الموهبة والجمال ، الشعر والموسيقى ، الأرض والأمومة أحيانا . وقد بدل الكثيرون من مواقفهم . ربما يمكن للمرء أن يبدل قبعته ، ولكن لا يمكن لشخص شريف أن يبدل رأسه .
وقبل أن يموت بأيام قليلة قال حمزاتوف : " حياتي مسودة كنت أتمنى لو أن لدي الوقت لتصحيحها
الخميس، 2 ديسمبر 2010
الثلج والنار والاغنيات-مختارات من شعر مؤيد طيب ترجمة وتقديم د.ماجد الحيدر
الثلج والنار والأغنيات
مختارات من شعر مؤيد طيب
ترجمة وتقديم د. ماجد الحيدر
عن دار الثقافة والنشر الكوردية ببغداد صدر مؤخراً كتاب جديد بعنوان "الثلج والنار والأغنيات.. مختارات من شعر مؤيد طيب" ترجمة وتقديم الدكتور ماجد الحيدر.
الكتاب الذي يقع في 80 صفحة من الحجم المتوسط يضم مختارات من قصائد للشاعر الكوردي المعروف مؤيد طيب نشرت في أزمان متفاوتة منذ سبعينات القرن الماضي مع مقدمة موجزة عن حياة وإبداع الشاعر المولود في دهوك عام 1957 الذي نشر الكثير من الأعمال الشعرية والأدبية كما نشط في السنوات الأخيرة في حقل الكتابة الإبداعية للأطفال حيث أسس ورأس تحرير مجلة "كبر" الخاصة بالأطفال التي كانت تصدر عن دار سبيريز للنشر التي يترأسها الشاعر والتي أصدرت العشرات من الكتب والدوريات والمعاجم والمجلات الثقافية والفنية المتخصصة، علاوة على كونه أحد العاملين في مجال الحفاظ على اللغة الكوردية وتطويرها بصفته عضواً في المجمع العلمي الكوردي.
يقول الحيدر في مقدمة الكتاب التي كانت بعنوان "مؤيد طيب شاعر الثلج والنار والحرية"
"لعل مؤيد طيب، الشاعر الكردي المعاصر، واحد من الشعراء القلائل الذين حققوا في شعرهم، وفي حياتهم أيضاً، ذلك الالتحام المبدع بين الخاص والعام، بين الالتزام الواعي بقضايا الشعب وهموم الشعراء اليومية منها والوجودية. إنه، وببساطة شديدة يعطينا درساً بليغاً في تجاوز هذا التناقض المفتعل بين الشكل والمضمون. ولعل من اللافت أن هذا الرجل الهادئ الحيي قد حقق، وفي سن مبكرة من حياته، شعبية وحضوراً يثيران الدهشة بين أوساط الجماهير، وأعني الناس العاديين: الطلبة، الكادحين، المقاتلين، ناهيك عن المثقفين أو الأدباء. لقد كانت قصائده تتحول بسرعة عجيبة الى أغنيات يلحنها كبار الفنانين الكرد ويرددها الصغير والكبير.. أغنيات حزينة في ساعات الإحباط واليأس والضياع، وأغنيات أخرى متفائلة، متحدية، لساعات الفرح والأمل والإصرار على الحياة. وكانت الأوراق التي خطت عليها بعض قصائده تنتقل، في سنوات الفاشية والظلام، من يد الى يد كمناشير سرية يتلقفها الناس في الشوارع والمدارس والسجون وخنادق القتال لتمنحهم الأمل والضوء والإصرار على المقاومة حتى أنه اشتكى في إحدى المناسبات من أن بعض قصائده تعرضت على يد الناس الى الكثير من التغيير والتحوير والحذف والإضافة مما يعتري الأدب الشفاهي الشعبي! ولعل العديد من الشعراء يتمنون في سرهم أن يحظوا بهذا الشرف: شرف تحول قصائدهم الى جزء من الفولكلور وهم لما يزالوا على قيد الحياة! وربما كان أقرب النماذج الى هذه الحالة في ثقافتنا العراقية شاعرنا الكبير مظفر النواب.
عاصر مؤيد طيب كفاح الشعب الكردي المرير من أجل تحطيم أغلال العبودية والفاشية؛ قلماً وبندقية، وتغنى بانتفاضات الشعب صعوداً ونزولاً، نصراً وتراجعاً. غنى للشهداء وأمهاتهم، غنى للأطفال المعدمين المحرومين من طفولتهم، غنى للمرأة أما وحبيبةً وكادحة وضحية.. حتى إذا انهزمت الفاشية وزال ليلها المظلم عن سماء كوردستان والعراق وتنفس الشعب هواء الحرية لم يتحول الشاعر الى موظف مترهل بيروقراطي آخر ممن تعج بهم تواريخ الثورات حين تنتصر وتتحول الى دول وحكومات وكيانات سياسية: لقد ظل يتغنى بالحب والحرية والسلام والطفولة، وينتقد –في قسوة وسخرية وشجاعة- كل ظاهرة سلبية أو انحراف أو ظلم أو نكران لجميل (انظر قصائده سياسيون و النهر الذي صار مستنقعاً وبابكو) لقد ظل شاعراً .. شاعراً حتى النهاية!
أن القارئ لكتابات مؤيد طيب (شعراً ونثراً وأدبَ أطفال) يكتشف على الفور تلك السمة الجميلة فيها وأعني أنها تدخل القلب دون استئذان، وتوظف أسلوباً يجمع بين اللغة الراقية والبساطة الظاهرية التي تخفي وراءها ثقافة عميقة وإلماماً ممتازاً بالتراث الكوردي العريق والأدب العالمي والعربي على وجه الخصوص، وهو في التزامه بقضايا شعبه القومية والاجتماعية بعيد كل البعد عن الانغلاق والتعصب القومي ونصير لكل الإنسانية في كفاحها من أجل انتصار الحب والخير والجمال"
يضم الكتاب 24 قصيدة تتناول هموم الحب والوطن والبحث عن الحرية وإدانة كل أشكال القمع والفاشية.. في قصيدته "تعال لنرحل..قد هجرتنا الأعين السود" يقول الشاعر يقول الشاعر مخاطباً نهر دجلة:
يا لي وهذا الصيف !
هذا القيظ وهذا العشق !
يرحل الناس
صوب الأعالي
لكننا : دجلة وأنا..
من العشق الذي به بُلينا
من هذا العشق الحارق
أضعنا طريقنا
فهبطنا .. من مصائف الأعالي !
ولأن دجلة ماءٌ .. وعن الماء يبحث
ترى الماءَ يقطع عنق دجلة.
أما أنا فعطِشٌ .. وعن العطش أبحث
ولهذا أخشى
أن أموت بداء دجلة
وفي قصيدته "تلك الرسالة التي لا تحط في بريدي" والتي كتبها من وحي الغربة يقول:
مثل أمٍّ تعود من حلبِ أبقارها
أو تترك الغسيل وتهرع
لتكشف مهد صغيرها
هكذا أجيء ..
وبكلٍ دفءٍ
أفتح صندوق بريدي !
لكن صندوقي ..
كحزامِ طلقاتٍ
لـ "ﭙيشمه رگةٍ" قبيل الصباح
فارغٌ
لا شيء فيه !
أما في قصيدته الانتقادية الساخرة "سياسيون" فيصف حال بعضهم قائلا:
بعضهم في الأعالي
بعضهم في الحضيض
بعضهم تقدميون
بعضهم رجعيون
بعضهم مقاتلون .. أشداء.. مؤمنون
وبعضهم كاذبون.
بعضهم إنسانيون
بعضهم وحوش .. سفاحون.
وبعضهم..
مثلَ دجاجٍ أليف
كلما ارتفع ديك عن الأرض
أربعة أصابع لا غير
رقدوا تحته !
أنصت إليهم :
ستسمع منهم النقيق
لكنك لن ترى يوماً ..
بيضةً واحدة !!
جدير بالذكر أن مترجم الكتاب الدكتور ماجد الحيدر شاعر وقاص ومترجم عراقي ولد ببغداد عام 1960 وأصدر حتى الان ثلاث مجموعات شعرية (النهار الأخير، مزامير راكوم الدهماء، ناجون بالمصادفة) كما أصدر مجموعتين قصصيتين (في ظل ليمونة-بالاشتراك- وماذا يأكل الأغنياء) علاوة على مجموعتين من الشعر العالمي المترجم الى العربية (نشيد الحرية وقصائد أخرى لبيرسي ب شيللي وعبور الحاجز-مختارات من الشعر العالمي) ناهيك عن مجموعة من المقالات الساخرة صدرت له هذا العالم تحت عنوان (ضحك كالبكاء) فيما تنتظر عدد آخر من أعماله النشر قريباً.
يمكن للقراء الأعزاء الراغبين في الحصول على نسخة ألكترونية من الكتاب التفضل بتحميله من الرابط التالي
http://www.4shared.com/document/O-yrJDss/__-__-__.html
في الذكرى الخامسة لرحيل مؤيد نعمة
الحزب الشيوعي العراقي
مركز الاتصالات الإعلامية ( ماتع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الذكرى الـ 5 لرحيل مؤيد نعمة
ريشتك تشتاق اليك... فالواقع مـُرّ
بغداد – ماتع:
تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لرحيل مدرسة كاريكاتيرية ناصعة، أشعلت لوحاتها الوهج والتمرد والحب، هذه المدرسة الوطنية بامتياز كانت غوارة في سلال الخبز الناضب والبيوت المحرومة والمدن العارية، تأخذ من كل هذا العراق حبرا لريشتها الحاذقة وتصفّ الخطوط والوجوه على بعضها لكي نسخر من الدكتاتور، ومن الإرهاب لاحقا، هذه المدرسة التي جابت الشوارع الفقيرة على قدميها تبحث عن عراق جديد بين أكوام الوجع المغذية للوحاته.
انه مؤيد نعمة، نعم مدرسة كاريكاتيرية بامتياز خالص، يفرك الاحزان بريشته ليخرج مارده الناطق القائل:
"ظليت ارتشي واختلس، ارشي واختلس، ارشي واختلس، إلى أن مليت وصار عندي جالي"
أو:
"حلمان.. فزكان.. نفديك يا وجعان..
أفغان.. عربان.. نفديك بيتنجان..
وطبان.. مزبان.. نفديك يا زرقان..
جكمان.. صخمان.. نفديك ياهو الجان..
فلسان.. تومان.. نفديك يا عطوان"
من قليله هذا نعرف قوة جرأته واستعداده الكبير للبوح بواقع الحياة المرّة، حتى يوم جيء بخبر وفاته اندهش الجميع وقالوا: "استشهد مؤيد!" تاركين الحالة المتوقعة لمصير هذا الفنان الكبير بين أيدي الظلاميين ليس سواهم، لان لا احد يستطيع اخذ مؤيد منا سوى السواد وحتى الموت ليس بمستطاعه أخذه.
خمسة أعوام وهو يطوق أيامنا بريشته، فلا تمر مناسبة أو يلتئم محفل دون حضوره، فقد أصبحت الأيام أكثر كاريكاتيرية وتنذر بالغريب والعجيب من الأحداث، ونحن بحاجة إلى زهرتك الحمراء التي اقتلعت الجدار، لتقتلع الجدران النائمة على جسد العراق.
مؤيد نعمة في سطور:
• ولد في بغداد 1951
• دبلوم معهد الفنون الجميلة – بغداد قسم السيراميك 1971
• بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة قسم السيراميك – بغداد 1976
* عمل رساما للكاريكاتير في جريدة "طريق الشعب" أعوام السبعينات
* حصل على الجائزة الدولية الثالثة للكاريكاتير – كابروفو – بلغاريا 1979.
*حصل على الجائزة الأولى للكاريكاتير نقابة الصحفيين العراقيين 1989.
* شارك بمعارض الكاريكاتير في:
• بلجيكا 1975، 1987، يوغوسلافيا 1986 – اليابان 1987 – كوبا 1987.
• معرض الكاريكاتير العربي، باريس 1988، تركيا 1988 – 1989 – 2001.
• عضو لجنة تحكيم معرض بلدان العالم الثالث في القاهرة 1990.
• رئيس لجنة الكاريكاتير العراقية 1992 – 1997.
• رئيس قسم السيراميك في دار التراث الشعبي – بغداد – العراق – 1993
• عضو اتحاد الصحفيين العرب 1975.
• عضو اتحاد الصحفيين العراقيين 1972.
• عضو نقابة الفنانين العراقيين 1978.
• حصل على جائزة الإبداع – 2001 (العراق)
• رحل آخر تشرين الثاني 2005 اثر سكتة دماغية.
مركز الاتصالات الإعلامية ( ماتع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الذكرى الـ 5 لرحيل مؤيد نعمة
ريشتك تشتاق اليك... فالواقع مـُرّ
بغداد – ماتع:
تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لرحيل مدرسة كاريكاتيرية ناصعة، أشعلت لوحاتها الوهج والتمرد والحب، هذه المدرسة الوطنية بامتياز كانت غوارة في سلال الخبز الناضب والبيوت المحرومة والمدن العارية، تأخذ من كل هذا العراق حبرا لريشتها الحاذقة وتصفّ الخطوط والوجوه على بعضها لكي نسخر من الدكتاتور، ومن الإرهاب لاحقا، هذه المدرسة التي جابت الشوارع الفقيرة على قدميها تبحث عن عراق جديد بين أكوام الوجع المغذية للوحاته.
انه مؤيد نعمة، نعم مدرسة كاريكاتيرية بامتياز خالص، يفرك الاحزان بريشته ليخرج مارده الناطق القائل:
"ظليت ارتشي واختلس، ارشي واختلس، ارشي واختلس، إلى أن مليت وصار عندي جالي"
أو:
"حلمان.. فزكان.. نفديك يا وجعان..
أفغان.. عربان.. نفديك بيتنجان..
وطبان.. مزبان.. نفديك يا زرقان..
جكمان.. صخمان.. نفديك ياهو الجان..
فلسان.. تومان.. نفديك يا عطوان"
من قليله هذا نعرف قوة جرأته واستعداده الكبير للبوح بواقع الحياة المرّة، حتى يوم جيء بخبر وفاته اندهش الجميع وقالوا: "استشهد مؤيد!" تاركين الحالة المتوقعة لمصير هذا الفنان الكبير بين أيدي الظلاميين ليس سواهم، لان لا احد يستطيع اخذ مؤيد منا سوى السواد وحتى الموت ليس بمستطاعه أخذه.
خمسة أعوام وهو يطوق أيامنا بريشته، فلا تمر مناسبة أو يلتئم محفل دون حضوره، فقد أصبحت الأيام أكثر كاريكاتيرية وتنذر بالغريب والعجيب من الأحداث، ونحن بحاجة إلى زهرتك الحمراء التي اقتلعت الجدار، لتقتلع الجدران النائمة على جسد العراق.
مؤيد نعمة في سطور:
• ولد في بغداد 1951
• دبلوم معهد الفنون الجميلة – بغداد قسم السيراميك 1971
• بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة قسم السيراميك – بغداد 1976
* عمل رساما للكاريكاتير في جريدة "طريق الشعب" أعوام السبعينات
* حصل على الجائزة الدولية الثالثة للكاريكاتير – كابروفو – بلغاريا 1979.
*حصل على الجائزة الأولى للكاريكاتير نقابة الصحفيين العراقيين 1989.
* شارك بمعارض الكاريكاتير في:
• بلجيكا 1975، 1987، يوغوسلافيا 1986 – اليابان 1987 – كوبا 1987.
• معرض الكاريكاتير العربي، باريس 1988، تركيا 1988 – 1989 – 2001.
• عضو لجنة تحكيم معرض بلدان العالم الثالث في القاهرة 1990.
• رئيس لجنة الكاريكاتير العراقية 1992 – 1997.
• رئيس قسم السيراميك في دار التراث الشعبي – بغداد – العراق – 1993
• عضو اتحاد الصحفيين العرب 1975.
• عضو اتحاد الصحفيين العراقيين 1972.
• عضو نقابة الفنانين العراقيين 1978.
• حصل على جائزة الإبداع – 2001 (العراق)
• رحل آخر تشرين الثاني 2005 اثر سكتة دماغية.
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010
مقطورة على باب الخمسين-علي السوداني
مقطورة على باب الخمسين
علي السوداني
حقاّ ان العالم ينام على خطر مبين . مبين أخو مبينة . مبينة هاجرت الى كندا . كندا هي حديقة أمريكا الخلفية . الخلفية مفردة محببة تطلق على الثقافة وعلى العجيزة . العجيزة هي مؤخرة المرأة والرجل والدابة . الدابة في مخيال الطفولة هي الجاموسة . الجاموسة هي باب رزق المعيدي . المعيدي جمعه المعدان . المعدان سومريون طيبون يبيعون القيمر والحليب . الحليب يقوي العظام . العظام يكسوها اللحم . اللحم غال هذه الأيام . ألأيام دول بين الناس . ألناس تأكل بعضها البعض . ألبعض قافية صعبة . صعبة خالة صعب . صعب مات في حرب الكويت . ألكويت كسرت ظهر العراق . ألعراق دولة في آسيا . آسيا هو دكان لبيع النظارات الطبية في حافظ القاضي . ألقاضي اسمه عباس راضي . راضي هو ابن عم أبي . أبي مات ليلة زار أنور السادات القدس . ألقدس ، عيوننا اليها ترحل كل يوم . يوم الأربعاء سأغزو مجلس اسماعيل الجاسم . ألجاسم مجلسه مجلس أدب وفن وكأس . كأس علي فارغة الليلة . ألليلة عيد . عيد سعيد . سعيد ابن سعدية . سعدية لها اخت اسمها صبرية . صبرية من متممات الصبر . ألصبر مفتاح الفرج . ألفرج الذي راؤه ليست ساكنة ، لهو بعيد . بعيد عنك حياتي عذاب . عذاب الركابي في ليبيا العظمى . العظمى توصيف لدرجة حرارة . حرارة قلبي نار . نار الحبيب بطعم الزبيب . ألزبيب يذكّرني بشربت حجي زبالة . زبالة اسم ضد الحسد . ألحسد مذكور في القرآن . ألقرآن كتاب الله . ألله رب السماوات والأرض . ألأرض فلم أخرجه يوسف شاهين . شاهين يكتب في طريق الشعب . ألشعب نائم على تنويمة الرصافي . ألرصافي هو معروف عبد الغني . عبد الغني علّمني فأحسن تعليمي . تعليمي لم يتجاوز معهد النفط . ألنفط نقمة ونعمة . نعمة يبيع الشاي المهيّل بباب سينما بابل . بابل قائمة بشارع السعدون . ألسعدون قتلته طلقة اليأس . أليأس سن رجال ونساء . نساء شارع النهر شهيات . شهيّات مفردها شهية . شهية علي السوداني مسدودة . مسدودة أخيرها تاء مربوطة . مربوطة ثيران الدار . ألدار ليست مأمونة . مأمونة انكسر ت ساقها فصارت ميمونة . ميمونة معلمة الولد نؤاس . نؤاس وليدي الجميل . ألجميل تكفيه الأشارة . الأشارة حمراء . حمراء بطنك يا بلادي . بلادي وان جارت عليّ عزيزة . عزيزة بنت الجيران . ألجيران سبعة . سبعة في سبعة تسعة وأربعون . أربعون تشاركوا في زبيبة . زبيبة والملك رواية كتبها صدام حسين . حسين سعيد لاعب كرة مشهور . مشهور عنده دكان عقار . عقار الفياغرا معمول من نبتة الجرجير . الجرجير تزرعه النساء المشتاقات تحت السرير . ألسرير تفوح منه رائحة ورد . ورد هو أبن أخت وردة . وردة أغنية بديعة لعبد محمد . محمد عامل في حقل دجاج . دجاج البيت أطيب من دجاج الحقل . ألحقل مزروع بالتين والتفاح والزيتون والعنب . ألعنب تدوسه الحسان ويخمره الرجال ويقطّره الثقاة ويبيعه الجباة . الجباة مستلة من جيب الجابي . الجابي جيوبه مكتظة بالخردة . ألخردة سكراب . سكراب على وزن سهراب . سهراب كان صديقي في الصف الثالث باء . باء البحر شراع . شراع السفينة بوصلة . بوصلة البلاد معطوبة . معطوبة ولدت عطّابة . عطّابة فوق جرح . جرح على جبين السنة . ألسنة بهيجة . بهيجة الحكيم رسامة . رسامة مذكرها رسام . رسام من عمانوئيل رسام ومن راسم الجميلي ومن رسمية محيبس زاير وأيضا من رسمي القجقجي . القجقجي هو بائع بضاعة تطارده الشرطة . ألشرطة أودعتني السجن بشبهة الحلم . الحلم في الليل أحسن من الحلم في النهار . ألنهار من دون شمس . شمس ركن الدين يونس حمادة . حمادة سوق بكرخ بغداد . بغداد شيّبت روحي وقلبي ورأسي وصدري وكبدي . كبدي ، شلونك زين ؟
صورة مسروقة من الزمن-قصة قصيرة-بقلم ايمان البياتي-لوحات غالب المسعودي
صورة مسروقة من الزمن
قصة قصيرة
إيمان أكرم البياتي
iman.akraam@gmail.com
كم هو ساحرٌ إتقان السعادة وهي تطرز حروف نقوشها الفاضحة على أقمشة الوجنتين والشفاه فتستخدم الخيط الوردي المغري وخيط آخر من بريق النشوة في ضفيرة يتعانق فيها اللونان ببراعة فرشاة احترفت الرقص على الورق الأبيض لتترك مشهداً يخلب اللب ويُعلّق على جدران الذاكرة لما بقي من العمر!
كنتِ هنالكِ فنالكِ بعضاً من سحر تلكَ السعادة ومعها رشة من عطر الحظ الزكي فبدوتِ مبتهجة بشفتين مبتسمتين خجولتين حين ومض فلاش الكاميرا معلناً التقاط صورة تجمعكما أنت وهو، لحظاتٌ ثم صورةً أخرى، لم يمنعكِ الوميض من متابعة الابتسام في وجهه بدلالٍ أخاذ، تتمايلُ فيه شفتيكِ بغنجٍ شهي و تصوبينَ نحو قلاعِ قلبه سهامِ حواء، ثم نظرة فنظرة من عينيكِ الحالمتين، تراهنين بقوةٍ عليهما في استمالةِ قلبه كما لو كنتِ عرفتِ الرهان من قبل وجنيتِ منه الكثير ولم يخسر لك فيه حصان!
بادلتِ المصوّر بعد ذلكَ بابتسامةٍ صغيرة وكأنكِ تقولين له شكراً على طريقتكِ، قلتيها بهمسِ الشفاه دون أن يخرج بها صوتكِ، كنتِ هكذا تشكرين باستعلاء حين تودينَ أن تردي جميلاً لأحدٍ دون أن تتركي له فرصة الفخر تكرماً بجميله عليكِ، مع نفسكِ كنتِ ممتنة لعينيه ولأنامله العشر حين غفل لحظةً عن العروسين وراحَ عوضاً عن ذلكَ يصوركما معاً في لقطةٍ مسروقةٍ من الزمن دون أن تعلمي لماذا، فربما قد أدركَ بفطرتهِ الفنية كمصوّر محترف بأن لقاؤكما تلكَ اللحظة هو أروعُ من أن يفوّتَ للقاءٍ آخر أياً كان وان جلستكما السرية أجمل من أن تستغني عنها الكاميرة تحتَ أي إغراء آخر تدعوها إليه إنارة ملونة أو بهرجة ضوئية تركزت على كرسي العروسين و لربما علم مسبقاً بحدسه الشقي أن على هذين الكرسيين الخشبيين المتواضعين تُرسم تفاصيلٌ وأحلامٌ بأقلامِ حبرها الأنفاس والشهقات والتي لم يقرأ لها مثيلاً حتى في بلاط العروسين نفسيهما! وربما علم أيضاً أنكما كنتما العروسين وليس من يجلسا بعيداً على المنصة المزينة بالورود وينالا الحظ العظيم من الاهتمام ومن يدري قد يكون أتهم مع نفسهِ الجمهور الكبير بالغباءِ الجماعي لأنه نقلَ الأبصارَ كلها للعروسين وترككما أنتما منزويين وحدكما في ذلكَ الركن البعيد تغطيكما الإضاءة الخافتة تتهامسان بصوتٍ لا يسمعه غيركما.
أنتِ بفستانكِ الفيروزي الذي يُظهر ركبتيكِ الخجولتين المتقاطعتين بحياء وهو بسترتهِ الرمادية الفخمة التي تحتضنُ بين شفتيها ربطة عنق بنفسجية اللون كلون تلكَ الأحاسيس التي كانت تتضاربُ بجموحٍ في صدريكما تلكَ اللحظات، ما أروع أن يأتي اللقاء أذن دون استعداد! لم تتجملي له لأنكِ لم تكوني واثقةً من انه سيأتي، لم تكوني متأكدةً من أنه سيكون قادراً على استقطاعِ ساعة من جدولِ أعماله المزدحم ليكون برفقتكِ، شعرتِ انه كرم كبير من رجل لا يوصف إلا بالنبل.
كم رأيتهِ جميلاً تلكَ الساعة بخصلاتِ الشيب التي تثلجُ بعضاً من رأسهِ الموفور بالشعر الأسود، لم يكن من الرجال الذين تجملهم الثياب كان من النوع الآخر ممن هم يجملونها بغموضهم فأصبحَ الآن معه الرمادي لوناً آسراً للعقل فقط لأنه وضعه على جسده الممتلئ رجولة، وأصبحت ربطة عنقهِ أجمل ما وقعت عليه عينيكِ رغم أنكِ عرفتِ اللون البنفسجي فيما مضى على كثيرٍ من الأشياء والثياب لكن أياً منها لم يكن اليوم لتستردهُ الذاكرة فلا شي يعدُ الآن ذا قيمة أمام سحر حضوره!
تغزلَ بجمالِ ثيابكِ وعطركِ وزينتكِ وذوقك في اختيار العقد الذهبي الذي تضعينه على صدرك فأصابتكِ همساته ونظراته النارية إلى جسدكِ بالخجل والارتباك، تساءلتِ مع نفسكِ من أين يجيء بتلكَ الحروف؟ هل يستخدمُ حروفاً غير الثمانية والعشرين التي يعرفها الجميع والتي تضمها العربية في معاجمها؟!
يناولكما المصوّر صورةً فورية لما التقطه، تمدانِ كفيكما فتمسكانها معاً، تتلامسُ كفيكما دون تخطيطٍ مسبق فتسري داخل كل منكما قشعريرة لذيذة، تتابعان التعليق على تفاصيل الصورة كأن أمراً لم يحدث معكما.
يعطيكِ الصورة لتظلَ عندكِ ويطلبُ نسخةً أخرى لتكونَ عنده، تتمنينَ مع نفسكِ أن لا يطلب نسخةً وان يطلبكَ أنتِ لتسكني بيته بدلاً عنها لكنه لا يقولها ويكتفي بابتسامةٍ وهو يفاجئكِ بقوله انه سيحملُ نسخته معه حين يسافرُ غداً، فتسألين بفزعٍ: أي سفر هذا؟!!
يجيبكِ انه سفرٌ إلى خارج البلاد، قد يطولُ ستة أشهر أو عاماً فانه يوسّعُ أعماله هذه الأيام وسيفتح فرعاً جديداً في بلدٍ مجاور، ينغصُ عليكِ الخبر فرحتكِ للحظاتٍ، يقرأ القلق في عينيكِ اللامعتين فيسارعُ بتخديرِ إحساسكِ وتقييد أفكارك كي لا تسافرُ ابعد من هذه اللحظة فيقول: لا تقلقي ....أعدكِ أن اتصل بكِ واكتب لكِ حال ما استقر، لا تنزعجي دعينا نستمتع في سهرتنا الأخيرة.
وتأخذي بنصيحته وتستمتعي بما بقي من السهرة معه، تترقبينَ العروسين وتتخيلينَ نفسكِ و إياه بدلاً عنهما، تراقبين خطواتهما، ينهضان ....يقفان على المسرح... يرقصان على أنغام إحدى الأغاني الانجيليزية الكلاسيكية، يبتسمُ وهو يسألكِ: هل تعرفين لمن الأغنية؟ تجيبين بثقة: أنها لإنجلبرت همبردنك.
يبتسمُ مرة أخرى ويهزُ رأسه وهو يعبرُ عن إعجابه بمعرفتكِ بأغنية أذيعت واشتهرت قبل ولادتك!
تتابعانِ تأمل كلمات الأغنية وموسيقاها الدافئة الفائضة بحبٍ أشبه بما في الأساطير، تخفتُ الأنوار..... يقطعُ العروسان الحلوى، تفاجئينَ به يضعُ كفهُ على كفك عمداً ويخبركِ انه يحبُ الأغنية التي يسمعها الآن وأصبحَ يعشقها لأنكما تسمعاها معاً هذه المرة، ويطلبُ أن تشاركيه قطع الحلوى، فتفعلي و عيناكِ تعانقُ عينيه.
ثم بعد زمن..
ينتهى حفل الزفاف....يغادرُ العروسان..والمدعون...وأنتِ وهو...ولا يظلُ في القاعة غير ذكرياتِ حفلٍ أقيم هنا.
تعودينَ سعيدةً منتشيةً تحتضنينَ صورتكما، لم تكوني تعلمي بعد بأنكِ بفعلتكِ تلكَ فتحتِ أبوابَ ذاكرتكِ على مصراعيها ليُدَونَ فيها ويُسَجل كل ما له علاقة به هو، تاريخٌ كامل، سجل عظيم لحياته، فهرسة لكلِ ما مررَ به هو في أيام عمره، سنواتٍ ما كنتِ قد ولدتِ فيها أنتِ بعد!
مع الصورة كنتِ كمن حاولَ أن يخرجَ من حلم ليلته الجميل يحملُ في يده ذكرى إلى فراشه حين يصحو في النهار، دون أن يعلم أن حلمه اللذيذ وشدة تشبثه به قد يتحول إلى لعنة تنغصُ عليه وقته التالي، تذكره بلقاءٍ انتهى ولن يتكرر وحلم ما عاد الشريكُ فيه موجوداً ليكمل أحداثاً يتمناها، كنتِ وحدكِ مع الصورةِ المسروقة من الزمن ومجموعة من الأمنيات المغرية.....تفاحات، كتلكَ التي كانت السبب في خروج أول الخليقة من الجنة! امنيات وامنيات... تترجي أن يعودَ لينسجَ خيوطها معكِ وتخيّطانِ بها عباءة زواجٍ يجمعكما أو قصة حب أسطورية كتلك التي سمعتماها في أغنيات الحفل ذلكَ اليوم.
لم تكوني تعلمي أن الصورة باتت نقمة، وان الذكرياتَ الجميلة التي حرصتِ على حشو ذاكرتكِ بها تتحول مع الوقت إلى حلقاتٍ من زفير الحسرات وهو بعيد عنك، هنالك خارج الوطن في بلد ما على الخارطة، تنتظرين أن يتصل، أن يكتب شيئاً كما قال، لكن لا جدوى، لم يفعل وقد لا يفعل! ففي الوقت الذي تركَ فيه بصمة انفاسه وبعثر حروفه على فرش ذاكرتكِ لم تتركي في ذاكرتهِ غير أمنية وقتية في أن تشاركيه فراشه كأنثى!
قصة قصيرة
إيمان أكرم البياتي
iman.akraam@gmail.com
كم هو ساحرٌ إتقان السعادة وهي تطرز حروف نقوشها الفاضحة على أقمشة الوجنتين والشفاه فتستخدم الخيط الوردي المغري وخيط آخر من بريق النشوة في ضفيرة يتعانق فيها اللونان ببراعة فرشاة احترفت الرقص على الورق الأبيض لتترك مشهداً يخلب اللب ويُعلّق على جدران الذاكرة لما بقي من العمر!
كنتِ هنالكِ فنالكِ بعضاً من سحر تلكَ السعادة ومعها رشة من عطر الحظ الزكي فبدوتِ مبتهجة بشفتين مبتسمتين خجولتين حين ومض فلاش الكاميرا معلناً التقاط صورة تجمعكما أنت وهو، لحظاتٌ ثم صورةً أخرى، لم يمنعكِ الوميض من متابعة الابتسام في وجهه بدلالٍ أخاذ، تتمايلُ فيه شفتيكِ بغنجٍ شهي و تصوبينَ نحو قلاعِ قلبه سهامِ حواء، ثم نظرة فنظرة من عينيكِ الحالمتين، تراهنين بقوةٍ عليهما في استمالةِ قلبه كما لو كنتِ عرفتِ الرهان من قبل وجنيتِ منه الكثير ولم يخسر لك فيه حصان!
بادلتِ المصوّر بعد ذلكَ بابتسامةٍ صغيرة وكأنكِ تقولين له شكراً على طريقتكِ، قلتيها بهمسِ الشفاه دون أن يخرج بها صوتكِ، كنتِ هكذا تشكرين باستعلاء حين تودينَ أن تردي جميلاً لأحدٍ دون أن تتركي له فرصة الفخر تكرماً بجميله عليكِ، مع نفسكِ كنتِ ممتنة لعينيه ولأنامله العشر حين غفل لحظةً عن العروسين وراحَ عوضاً عن ذلكَ يصوركما معاً في لقطةٍ مسروقةٍ من الزمن دون أن تعلمي لماذا، فربما قد أدركَ بفطرتهِ الفنية كمصوّر محترف بأن لقاؤكما تلكَ اللحظة هو أروعُ من أن يفوّتَ للقاءٍ آخر أياً كان وان جلستكما السرية أجمل من أن تستغني عنها الكاميرة تحتَ أي إغراء آخر تدعوها إليه إنارة ملونة أو بهرجة ضوئية تركزت على كرسي العروسين و لربما علم مسبقاً بحدسه الشقي أن على هذين الكرسيين الخشبيين المتواضعين تُرسم تفاصيلٌ وأحلامٌ بأقلامِ حبرها الأنفاس والشهقات والتي لم يقرأ لها مثيلاً حتى في بلاط العروسين نفسيهما! وربما علم أيضاً أنكما كنتما العروسين وليس من يجلسا بعيداً على المنصة المزينة بالورود وينالا الحظ العظيم من الاهتمام ومن يدري قد يكون أتهم مع نفسهِ الجمهور الكبير بالغباءِ الجماعي لأنه نقلَ الأبصارَ كلها للعروسين وترككما أنتما منزويين وحدكما في ذلكَ الركن البعيد تغطيكما الإضاءة الخافتة تتهامسان بصوتٍ لا يسمعه غيركما.
أنتِ بفستانكِ الفيروزي الذي يُظهر ركبتيكِ الخجولتين المتقاطعتين بحياء وهو بسترتهِ الرمادية الفخمة التي تحتضنُ بين شفتيها ربطة عنق بنفسجية اللون كلون تلكَ الأحاسيس التي كانت تتضاربُ بجموحٍ في صدريكما تلكَ اللحظات، ما أروع أن يأتي اللقاء أذن دون استعداد! لم تتجملي له لأنكِ لم تكوني واثقةً من انه سيأتي، لم تكوني متأكدةً من أنه سيكون قادراً على استقطاعِ ساعة من جدولِ أعماله المزدحم ليكون برفقتكِ، شعرتِ انه كرم كبير من رجل لا يوصف إلا بالنبل.
كم رأيتهِ جميلاً تلكَ الساعة بخصلاتِ الشيب التي تثلجُ بعضاً من رأسهِ الموفور بالشعر الأسود، لم يكن من الرجال الذين تجملهم الثياب كان من النوع الآخر ممن هم يجملونها بغموضهم فأصبحَ الآن معه الرمادي لوناً آسراً للعقل فقط لأنه وضعه على جسده الممتلئ رجولة، وأصبحت ربطة عنقهِ أجمل ما وقعت عليه عينيكِ رغم أنكِ عرفتِ اللون البنفسجي فيما مضى على كثيرٍ من الأشياء والثياب لكن أياً منها لم يكن اليوم لتستردهُ الذاكرة فلا شي يعدُ الآن ذا قيمة أمام سحر حضوره!
تغزلَ بجمالِ ثيابكِ وعطركِ وزينتكِ وذوقك في اختيار العقد الذهبي الذي تضعينه على صدرك فأصابتكِ همساته ونظراته النارية إلى جسدكِ بالخجل والارتباك، تساءلتِ مع نفسكِ من أين يجيء بتلكَ الحروف؟ هل يستخدمُ حروفاً غير الثمانية والعشرين التي يعرفها الجميع والتي تضمها العربية في معاجمها؟!
يناولكما المصوّر صورةً فورية لما التقطه، تمدانِ كفيكما فتمسكانها معاً، تتلامسُ كفيكما دون تخطيطٍ مسبق فتسري داخل كل منكما قشعريرة لذيذة، تتابعان التعليق على تفاصيل الصورة كأن أمراً لم يحدث معكما.
يعطيكِ الصورة لتظلَ عندكِ ويطلبُ نسخةً أخرى لتكونَ عنده، تتمنينَ مع نفسكِ أن لا يطلب نسخةً وان يطلبكَ أنتِ لتسكني بيته بدلاً عنها لكنه لا يقولها ويكتفي بابتسامةٍ وهو يفاجئكِ بقوله انه سيحملُ نسخته معه حين يسافرُ غداً، فتسألين بفزعٍ: أي سفر هذا؟!!
يجيبكِ انه سفرٌ إلى خارج البلاد، قد يطولُ ستة أشهر أو عاماً فانه يوسّعُ أعماله هذه الأيام وسيفتح فرعاً جديداً في بلدٍ مجاور، ينغصُ عليكِ الخبر فرحتكِ للحظاتٍ، يقرأ القلق في عينيكِ اللامعتين فيسارعُ بتخديرِ إحساسكِ وتقييد أفكارك كي لا تسافرُ ابعد من هذه اللحظة فيقول: لا تقلقي ....أعدكِ أن اتصل بكِ واكتب لكِ حال ما استقر، لا تنزعجي دعينا نستمتع في سهرتنا الأخيرة.
وتأخذي بنصيحته وتستمتعي بما بقي من السهرة معه، تترقبينَ العروسين وتتخيلينَ نفسكِ و إياه بدلاً عنهما، تراقبين خطواتهما، ينهضان ....يقفان على المسرح... يرقصان على أنغام إحدى الأغاني الانجيليزية الكلاسيكية، يبتسمُ وهو يسألكِ: هل تعرفين لمن الأغنية؟ تجيبين بثقة: أنها لإنجلبرت همبردنك.
يبتسمُ مرة أخرى ويهزُ رأسه وهو يعبرُ عن إعجابه بمعرفتكِ بأغنية أذيعت واشتهرت قبل ولادتك!
تتابعانِ تأمل كلمات الأغنية وموسيقاها الدافئة الفائضة بحبٍ أشبه بما في الأساطير، تخفتُ الأنوار..... يقطعُ العروسان الحلوى، تفاجئينَ به يضعُ كفهُ على كفك عمداً ويخبركِ انه يحبُ الأغنية التي يسمعها الآن وأصبحَ يعشقها لأنكما تسمعاها معاً هذه المرة، ويطلبُ أن تشاركيه قطع الحلوى، فتفعلي و عيناكِ تعانقُ عينيه.
ثم بعد زمن..
ينتهى حفل الزفاف....يغادرُ العروسان..والمدعون...وأنتِ وهو...ولا يظلُ في القاعة غير ذكرياتِ حفلٍ أقيم هنا.
تعودينَ سعيدةً منتشيةً تحتضنينَ صورتكما، لم تكوني تعلمي بعد بأنكِ بفعلتكِ تلكَ فتحتِ أبوابَ ذاكرتكِ على مصراعيها ليُدَونَ فيها ويُسَجل كل ما له علاقة به هو، تاريخٌ كامل، سجل عظيم لحياته، فهرسة لكلِ ما مررَ به هو في أيام عمره، سنواتٍ ما كنتِ قد ولدتِ فيها أنتِ بعد!
مع الصورة كنتِ كمن حاولَ أن يخرجَ من حلم ليلته الجميل يحملُ في يده ذكرى إلى فراشه حين يصحو في النهار، دون أن يعلم أن حلمه اللذيذ وشدة تشبثه به قد يتحول إلى لعنة تنغصُ عليه وقته التالي، تذكره بلقاءٍ انتهى ولن يتكرر وحلم ما عاد الشريكُ فيه موجوداً ليكمل أحداثاً يتمناها، كنتِ وحدكِ مع الصورةِ المسروقة من الزمن ومجموعة من الأمنيات المغرية.....تفاحات، كتلكَ التي كانت السبب في خروج أول الخليقة من الجنة! امنيات وامنيات... تترجي أن يعودَ لينسجَ خيوطها معكِ وتخيّطانِ بها عباءة زواجٍ يجمعكما أو قصة حب أسطورية كتلك التي سمعتماها في أغنيات الحفل ذلكَ اليوم.
لم تكوني تعلمي أن الصورة باتت نقمة، وان الذكرياتَ الجميلة التي حرصتِ على حشو ذاكرتكِ بها تتحول مع الوقت إلى حلقاتٍ من زفير الحسرات وهو بعيد عنك، هنالك خارج الوطن في بلد ما على الخارطة، تنتظرين أن يتصل، أن يكتب شيئاً كما قال، لكن لا جدوى، لم يفعل وقد لا يفعل! ففي الوقت الذي تركَ فيه بصمة انفاسه وبعثر حروفه على فرش ذاكرتكِ لم تتركي في ذاكرتهِ غير أمنية وقتية في أن تشاركيه فراشه كأنثى!
الاثنين، 29 نوفمبر 2010
الفية الولد الخجول-العشر الاخير-عادل كامل-تقديم مدني صالح
العشر الأخير
[1]
أنت مسرتك اصطياد الضوء
أنا أفراحي متاهات
أصابعي سُرقت وكلماتي جنائز.
[2]
لا تشيّد الفضائل بالكلمات ..
ولا الميلاد بالموت
كل هذا يوجد .. كأنه إلى الأبد .. الفناء
كأنه الذي لا يزول.
[3]
ضع نفسك في الكلام وغادر.
[4]
عندما تطالع في عيونهم كتاب غيابك
لا تفرح .. لا تحزن
إذ ْ صدى صوتك لا يدع أضرحتهم قائمة.
[5]
حدق .. حدق .. حدق في العتمة
لعلها تمنحك بعض الرجاء.
[6]
أعظم الكلام .. دائماً أو في الغالب لا جدوى منه.
[7]
أذهبْ إلى المعادن .. مثلما ولدت من التراب.
[8]
قلبي طير يخجل من الحقول .. تارة ..
ومن نفسه في الغالب.
[9]
لِمَ تقطف نرجسة أنت تخجل منها ؟
[10]
لا تدع السلام يدخل بيتك .. انه مثل السيف
حالما تراه .. تتأجج فيك النيران.
[11]
إذا جاءك الشعر لا تزهو
إذا غادرك الصمت لا تفرح
إذا وهبوك الكنوز لا تبتهل
إذا خارت قواك لا تجزع
إنما لا تكن مثل احد
ولا تكن إلا مثل نفسك
ومثل روح لن تولد أبدا ً.
[12]
لا تحدث البصير عن البصر
فهذا سر بعض الغابات
إنها لا ترى إلا العتمة.
[13]
لا تخشى أن ترجع إلى المكان الذي جئت منه
كن حذراً أن تولد بهذه الصفات .
[14]
عندما تكف الأسلحة عن العويل
هو ذا سر انتهاء .. وسر ابتداء الحروب .
[15]
الليل لا يخاف إلا من الليل
إنما أنا لا أخاف إلا على فجري الجريح .
[16]
احتفظ بهذا السيف للذكرى
إنما بلا ألقاب .
[17]
لا تطرد اللص الذي يدخل بيتك
إنما قاسمه ما في الدار .
[18]
قبيل أن أغادر .. روحي لم تجف
إنما لم تغش الأسرار .
[19]
هبطت حمامة فوق يديّ . قلت : ماذا اكتب ؟
قالت : تعلم الغناء .
[20]
عند الحاجة لدى براءة أمنحها .. مثلما تنحني الآثام .
[21]
بين أصابعي طيور .. وكلمات
وبعض معادن خرساء .
[22]
لا تتجول القصائد .. مثلما يتجول حرس آخر الليل القصائد لا تبحث عن لصوص .
[23]
هذه الريح .. مثلي .. لا تنحني إلا للضرورات .
[24]
بهدؤ ولدت .. وبهدؤ أجمل ..
سأتذكر مواكب الرماد .
[25]
قليل من حزني ثمرة يافعة .. وقليل من ثماري
آثام أتقاسمها مع النهارات .
[26]
لا ابحث عن يد .. لا ابحث عن حبيب
نفسي تاهت .. وأنا صمت غريب .
[27]
من سرق صوتي كيّ يهديني معادن صماء ؟
[28]
بعض كلمات البرية لا تكذب .. مثل جراحي
لا تحاور الصمت .
[29]
مثل قلائد تحاور التراب ..
أصالح وأشاكس نفسي .
[30]
لا تدع الأسى يسرق أعراسك .. إنما
لا تثقل نفسك بالأفراح .
[31]
هن قديسات أم بغايا .. مثلما هو السؤال :
هل هم أمراء أم لصوص ؟
[32]
لا تثقل نفسك بالنياشين .. دعها .. مثلي ..
مثقلة بالهواء .
[33]
بعض المعادن .. أمام أصابعي خجولة .
[34]
أين كلماتي .. سؤال الأمس .. أين فضائي :
سؤال الغد .
[35]
هذه ليست قصائد .. هذه ليست كلمات
هذا الذي تراه .. محض رماد غيوم قادمة .
[36]
إذ ْ لا لصوص في الأرض .. لا ذئاب في
الأسواق .. لا بغايا في الأزقة ..
فلِمَ كل هذه الضجة .. لِمَ كل هذه السيوف .
[37]
بعض الأنبياء يتبادلون الأسرار
فيما البعض الآخر يحرس بوابات الأمراء.
[38]
هذا الفتى اليافع كان غيمة
هذا الفتى اليافع سيكون تراب .
[39]
استراحة في غرفة .. أكل هذا هو الذي تريد
أم تبحث عن أقمار مستحيلة ؟
[40]
اكتب .. اكتب .. اكتب كلامك بالصمت
مثلي .. دع نياشينك للريح .
[41]
الذي لا تراه .. الذي لا تعرفه .. وحده هنا
وفي كل زمان .
[42]
هكذا ولدت: سؤال بين أسئلة
هكذا اغدر قفل في باب.
[43]
من شدة خوفي لم أبح إلا بالمسرات
ومن شدة فرحي .. صنعت ولائماً للذئاب .
[44]
ليس من مرمر أو من بلور .. إنها غانية
إنما جسدها مسروق من الفجر .
(45)
لا تأت .. لا تغادر .. أنا معك في الكلام ..
أنا معك في الصمت .
[46]
بعض جسدي صنعه الاضطراب
وبعض زوالي صاغته الآمال .
[47]
لا اعرف هل هم أحياء أم سيولدون
هؤلاء الذين يسرقون الكلام.
[48]
إن جاءك المجد دعه يذهب
إن جاءك الموت دعه ينتظر
إن جاءك الحبيب غادر معه.
[49]
لا تدع الفرح يتغلب على الأسى
فبعض الأحزان
مثل المسرات مشاكسة.
[50]
إن جاءك الموت لا تجزع
إنما كن حذراً
من أفراح عابرة.
[51]
الذي تراه في الفجر .. ليس النور
انه السيف القاطع.
[52]
لا ترم سلاحك عند انتهاء الحرب
أنا أقول .. دعك من الأسلحة
لكي تحتفظ بك المودات.
[53]
أهؤلاء سعداء أم أكثر سعادة
لا أحد يعرف ..
هم سعداء وهم أكثر سعادة ولا أحد يريد أن يعرف .
[54]
لا تكن قاتلا .. لا تكن قتيلا .. لا تكن بين بين
مثلي
إن خيرت إن تولد ثانية .. اختر إن تولد للمرة الألف.
[55]
إن كتبت أو لم تكتب
الأوثان لا تغادر منصات الخطابة.
[56]
عتمة .. عتمة .. عتمة أهذا كل ما ترسله الشمس.
[57]
لا أتكلم .. هذه لغتي
لا اصمت .. هذا بعض كلامي.
[58]
بعض أساي عرس .. وبعض أفراحي رماد.
[59]
بعض العشق استئناف أسئلة.
[60]
أأنت آت من الليل .. أم من النهار
سيان .. أنت غريب بين غرباء
وأنت وحيد بين المنفيين.
[61]
الذهب الذي لديك هو خبزي
إنما دع لي بعض الأعشاب.
[62]
من ذا سرق الكلمات.. من ذا تركك تتكلم
هو ذا الأتي بين يديك يزول.
[63]
هذا الليل يأتيني ببعض الكلمات
إنما لا اعرف .. من في النهار سرق صمت الليل.
[64]
سأحدق فيه حتى يرحل
سأحدق فيه كي يأتي.
[65]
إن شئت الصمت
قل كلمتك وارحل.
[66]
مولعة هكذا ..
جميع الصخور بالانحناءات
إنما لا إلى أحد.
[67]
في هذا النهار .. لا أوقد إلا عتمتي
ففي الليل يكفيني الرماد.
[68]
لديّ لون أبيض
لِمَ لا تتركوني اهرب منه ؟
[69]
أتبتكر محنة وهي قائمة
أم تبحث عن قديس .. مثلك
لا يبحث إلا عن منصتين.
[70]
تموت أو لا تموت .. ليس هذا هو السؤال
تولد أم ستولد .. هذا هو السؤال .. هذه
هي المحنة.
[71]
جميل كأنك ستولد حقاً ..
مثلي يا عراق.
[72]
انك هنا مثلما في كل الأزمنة
تنتظر استئناف الرحيل.
[73]
إنها ليست محنة .. انه الضوء فوق العشب
والأصابع فوق الدفاتر
والوعود في الكلمات.
[74]
اهو حمل أم ذئب
هذا الذي يجرجرني إلى السماوات.
[75]
دع الأسئلة
ولا ترقد إلا في البرية
الرمل كثير .. والأسرار دفينة.
[76]
أنا مثل حمامة نائمة بين الأصابع
أنا مثل فجر سرقوا ينابيعه.
[77]
إذا سرقوا كنوزك لا تجزع
إذا أعادوها لك لا تفرح
ليس الأمر سوى احتفال قديم
يحدث بدافع الملل.
[78]
أنا لا أفكر .. أنا اكتشف التفكير.
[79]
يذهبون إلى الاحتفالات .. مثلما يأتون منها
إنما
ليس هناك إلا انحناءات متبادلة.
[80]
ماذا يفعل الناس تحت القمر
فيما البحر تآخى مع الغرقى.
[81]
النهار يترنح .. أذن من ذا الذي يربح الليل ؟
[82]
اختف .. اختف .. اختف
كيّ يراك العميان
[83]
قالت الريح : دع الشعر
قلت لها : أنا أكثر من هذا خجلا
آنذاك جاءت الريح معي.
[84]
بعض الهزائم .. أنقى .. أنقى
من نياشين الخلود.
[85]
أجميل أنت .. مثلي .. حسنا .. غادرني.
[86]
متى تشاء .. احتفل .. لكي لا توقفْ
شاحنات نقل الذبائح.
[87]
هذا الفجر ..
ليس إلا من ثمار غابات الموتى.
[88]
أينما ترغب اذهب .. لكن لا تدع نفسك وحيدة
وإذا شئت العزلة
فخذ نفسك وارحل.
[89]
عندكم مواكب من ذهب
ليس لديّ .. إلا كلمات أتنـزه معها.
[90]
الكلمة لا تموت .. أذن .. لا تدعوني أصير كلمة.
[91]
لست سوى بضعة آثام
إنما اجهل لِمَ يغار الجمال مني .
[92]
وحدي قارة إسرار .. إنما مجهولة .
[93]
بأي المفاتيح أغلقت خاتمي .. كله سواء إذ ْ
أصابعي دارت دورتها . والبرية
ضاعت في الخيال.
[94]
تعال اسكن .. لدىّ كلمة باتساع قارة
ثم إن شئت غادر معها .
[95]
خاتم العشق فوق الرماد
لكم مسرات لا تحصى أذا ً.
[96]
مفاتيح الحكمة في البحر .. لذا اطل سماعك
ماذا يقول الغرقى.
[97]
بعضي يخاصم بعضي .. أهذا أنا
بعضي يصالح بعضي .. أهذا أنا أيضا.
[98]
لي .. من الخمر ارتوائي .. إن أمطرت أو جفت
هواء الأرض عناقيد وقلائد
وأنا في ظلام كوخي استنير.
[99]
غادر: الكلمة لا تجرجر حروفها
انتظر: الظل استدار
يا له من كوكب: أتطلبون مني مزايا التاج
أم خجل البراعم
غادر: المسرات عيدك والنياشين تراب.
[100]
بين الخواتم ضاع حبيبي .. من ذا يدل الخاتم على السر ؟ أني ارقب انحناءات المرآة: طالعون من معبد الرمل. ذاهبون اليّ .. هو ذا الخاتم يدور بالأصابع .. يقفل خطاه .. تاركاً انتشاءات البيادر .. هناك .. ليس للمحيط استدارة: الخاتم ضاع بين الخواتم وحبيبي يأتي مع كل غياب.
1988/ بغــــــداد
الجمعة، 26 نوفمبر 2010
التاريخ الشعري وصنعته المعقدة-الشاعر محمد علي النجار- أنموذجا -بقلم حامد كعيد الجبوري
التأريخ الشعري وصنعته المعقدة
الشاعر محمد علي النجار أنموذجا
حامد كعيد الجبوري
عجيبة لغتنا العربية ، عصية على غير ناطقيها ، لذا سميت بلغة الضاد ، بمعنى أن غير العربي يجد صعوبة واضحة بالنطق حين تلفظه حرف الضاد ، ومقابل ذلك فإن لغتنا العربية الجميلة لها أسرارا لا يعرفها إلا المختصون باللغة العربية ، ومن هذه الأسرار القوة الحسابية لكل حرف من حروفنا العربية الثمانية والعشرون ، وقد صنفت حسب أبجديتها لهذه القوة الحسابية ، فمجموعة ( أبجد ) ذات الأربعة حروف تختلف قوتها الحسابية عن مجموعة ( هوز ) بقوتها الحسابية أيضا ، فحرف ( أ) له قوة حسابية تعادل الرقم ( 1 ) ، وحرف ( ب ) يعادل الرقم ( 2 ) ، وحرف ( ج ) يعادل الرقم ( 3 ) ، والحرف ( د ) يعادل الرقم ( 4 ) ، وصولا للرقم عشرة لحرف الياء في مجموعة ( حطي ) ، ومن ثم تتصاعد الحروف الى الرقم ( 10 ) و ( 20 ) ، وصولا للرقم (100) ، لتصبح ( 200) ، و( 300) ، وهكذا الى الرقم ( 1000) لتصبح بعدها ، ( 2000) ، و (3000) ، لنهاية الحروف الثمانية والعشرون ، وقد وجد الشعراء المؤرخون صنعة أتقنوها بتأريخهم الشعري ، وأقول صنعة حيث أنها تعتمد مسألة الحساب ، يضاف لها شاعرية كبيرة مجربة ، لتأتي صياغة أبياتها مسبوكة بشكل ملفت ، فإن جاءت القصيدة كما قلنا مضافا لها تأريخ شعري رائع عدت القصيدة وتاريخها فتحا لذلك الشاعر ، وبالمقابل هناك ناظم يتقن العروض ، ويتقن التأريخ الشعري ، لذا تأتي قصيدته وتأريخه لا تعدو كونها قصيدة وتاريخ ناظم بصياغتها ، وفي بعض الأحيان يأتي ذلك الناظم بتأريخ جميل يشار له ، دون التعرض لقصيدته وقوة سبكها بشئ من النقد ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل تتقبل الذائقة الجميلة المرهفة شعرا لناظم ما يسمي نفسه شاعرا ؟ .
يعد الشاعر والباحث والمؤرخ الحلي ( محمد علي اليعقوبي ) ، صاحب الموسوعة الكبيرة ( البابليات ) من الشعراء المجيدين للتأريخ الشعري ، وكذلك الشاعر ( مجيد العطار ) ، والشاعر الشيخ ( صالح الكواز ) ، والشاعر السيد ( جعفر الحلي ) وغيرهم الكثير من الشعراء الذين تركوا أثرا واضحا بهذه الصنعة الشعرية ، ويمكن أن نعد الشاعر السيد ( محمد علي النجار ) آخر هؤلاء الشعراء الكبار لصنعة التأريخ الشعري .
وللإجابة عن التساؤل الذي طرحته أقول ، لنأخذ مثلا صغيرا بين أيدينا وهو الشاعر المجيد والمؤرخ الشعري الأروع ( السيد محمد علي النجار ) ، فهذا الرجل صياد ماهر للجواهر الثمينة كاللؤلؤ والمرجان والياقوت ، فالشاعر السيد محمد علي النجار حين ما يؤرخ لكبار الشعراء ، يأخذ بيتا أو شطرا أو جزءا من شطر كتبه الشاعر الذي سيؤرخ له ، ويبدأ التاريخ الشعري بعد هذه المفردات التي يقولها الشاعر ، ( تأريخه ، أرخ ، أرخت ، ) ، وهناك أمثال لحذف أو إضافة مفردة أو حرف سنوردها من خلال الموضوع ، ومثال لذلك ما قاله محمد علي النجار بحق الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ، مؤرخا تاريخ وفاته ، مستفيدا من قصيدته العصماء فداء لمثواك من مضجع فيقول مؤرخا لتاريخ وفاة الجواهري الكبير فيقول ،
يقولون حل صرف الردى ...بساحة شاعرنا الألمعي
ومن كان في قمة المبدعين ... يحلق في الأفق الأوسع
فقلت جواهره لن تموت ... وتخلد في العالم الأرفع
وجدت لتاريخه ( شاهدا ... فداء لمثواك من مضجع )
311 +86 +597+90+913=1997 م
ومن جميل تواريخه هذه التورية مؤرخا لولادة حفيده علي أبن الدكتور أسعد النجار فيقول مؤرخا ،
حفيد سرنا الرحمن فيه ... وكم أسدى لنا الرحمن لطفا
وقال أبوه سموه ( عليا) ... فهذا الاسم بالتعظيم حفّا
ومن ذكراه في التاريخ ( دين ... علي الدر والذهب المصفى )
1404 هجري
وكما قلنا بحذف حرف أو مفردة – إسم أم فعل - ، فهنا يؤرخ لسقوط طاغية العراق قائلا ، ومنها ،
مضى ظلم صدام الى غير رجعة ... فإن مات لا تؤويه حتى المقابر
ولا يستطيع المرء إحصاء ظلمه ... وإن كثرت أقلامه والدفاتر
ففي كل بيت بالعراق ظلامة ... وآثار ظلم كلهن كبائر
فدع ( دال ) صدام وقد ( دال ) حكمه .. وأرخ ( على الباغي تدور الدوائر )
4 - 2007 = 2003 م
ومثال آخر للإضافة مؤرخا لوفاة الدكتور أحمد الوائلي قائلا ،
أنا إن بكيت خطيب آل محمد ... ومدامعي سالت من الأحداق
كررت ( أحمد ) حين قلت مؤرخا ...( يفنى الزمان وذكر أحمد باقي )
53 + 150+129+260+1483+= 1424 هجري
وأرخ السيد محمد علي النجار شعريا لأغلب مساجد وحسينيات الحلة الفيحاء ، ناهيك عن تواريخه الشعرية التي انتشرت بعموم العراق ، و الحواضر العربية ودولة إيران الإسلامية ، وآخر ما رأيت له من تاريخ شعري ، أرخ وفاة صديقه السيد حسن آل يحيى الموسوي ، ولا أريد أن أقول أي شئ بخصوص عمق العلاقة التي تربط السيد محمد علي النجار بصديقه الراحل السيد حسن الموسوي ، وقد أرخ لوفاته بالتاريخين الهجري والميلادي ، وسأترك للقارئ اللبيب استكشاف مواطن الجمال ، والحبكة الشعرية ، وصدق العاطفة ، والابتعاد عن الصنعة الشعرية ، ليقترب لمكامن القوة الشعرية :
فقدت أخا ساءني فقده ... وكنا رفيقين طول الزمن
تسامت لدينا نقاط اللقاء ... ولم يختلف سرنا والعلن
تقول تواريخنا ( أنها ... بدار الخلود مقر الحسن )
فلو جمعنا ، إنها = 57 ، + بدار = 207 ، + الخلود = 671 ، + مقر = 340 ، + الحسن = 149 ، لأصبح ناتج الأرقام 1424 سنة وفاة صديقه بالتاريخ الهجري ،
ويقول أيضا لصديقه الراحل مؤرخا رحيله بالتقويم الميلادي ،
أرى أيام عمري في صدود .. فهل ملت وجودي في الوجود
شبابي كل يوم في نزول ... وشيبي كل يوم في صعود
فقدت أحبة رحلوا تباعا ... وقد ضمّهم حفر اللحود
وأني لاحق فيهم قريبا ... وأسقامي على قولي شهودي
أضف ( حسنا ) على شعري وأرخ ... ( قضى حسن الى دار الخلود )
وهنا تبرز براعة الشاعر المؤرخ فإنه لم يجد لإكمال تاريخه الشعري إلا إضافة ( حسنا ) وقوتها الحسابية 119 ، وقضى 850 ، وحسن 118 ، الى 41 ، دار 205 ، الخلود 171 ليصبح تاريخ الوفاة عام 2004 م ، ما أجمل هذه اللغة العربية ، وما أبرع من صاغها شعرا ، أو نثرا ، أو تاريخا شعريا .
عام 1922 م ولد السيد محمد علي بن السيد محمد بن حسن ، ينتهي نسبه الى الإمام موسى بن جعفر ( ع ) ، في زقاق ( ليلَه ) من محلة ( المهدية ) من الحلة الفيحاء ، وسمي زقاقهم ب ( عكد ليله ) لأنهم يسرجون كل ليلة جمعة سراجا كبيرا لينير طريق المارة ، وتبركا بليلة الجمعة ، له طيلة العمر ليتحف المكتبة الشعرية التاريخية بجميل ما يكتب
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)