الاثنين، 29 نوفمبر 2010

الفية الولد الخجول-العشر الاخير-عادل كامل-تقديم مدني صالح






العشر الأخير


[1]
أنت مسرتك اصطياد الضوء
أنا أفراحي متاهات
أصابعي سُرقت وكلماتي جنائز.
[2]
لا تشيّد الفضائل بالكلمات ..
ولا الميلاد بالموت
كل هذا يوجد .. كأنه إلى الأبد .. الفناء
كأنه الذي لا يزول.
[3]
ضع نفسك في الكلام وغادر.
[4]
عندما تطالع في عيونهم كتاب غيابك
لا تفرح .. لا تحزن
إذ ْ صدى صوتك لا يدع أضرحتهم قائمة.
[5]
حدق .. حدق .. حدق في العتمة
لعلها تمنحك بعض الرجاء.
[6]
أعظم الكلام .. دائماً أو في الغالب لا جدوى منه.
[7]
أذهبْ إلى المعادن .. مثلما ولدت من التراب.
[8]
قلبي طير يخجل من الحقول .. تارة ..
ومن نفسه في الغالب.
[9]
لِمَ تقطف نرجسة أنت تخجل منها ؟
[10]
لا تدع السلام يدخل بيتك .. انه مثل السيف
حالما تراه .. تتأجج فيك النيران.
[11]
إذا جاءك الشعر لا تزهو
إذا غادرك الصمت لا تفرح
إذا وهبوك الكنوز لا تبتهل
إذا خارت قواك لا تجزع
إنما لا تكن مثل احد
ولا تكن إلا مثل نفسك
ومثل روح لن تولد أبدا ً.
[12]
لا تحدث البصير عن البصر
فهذا سر بعض الغابات
إنها لا ترى إلا العتمة.
[13]
لا تخشى أن ترجع إلى المكان الذي جئت منه
كن حذراً أن تولد بهذه الصفات .
[14]
عندما تكف الأسلحة عن العويل
هو ذا سر انتهاء .. وسر ابتداء الحروب .
[15]
الليل لا يخاف إلا من الليل
إنما أنا لا أخاف إلا على فجري الجريح .
[16]
احتفظ بهذا السيف للذكرى
إنما بلا ألقاب .
[17]
لا تطرد اللص الذي يدخل بيتك
إنما قاسمه ما في الدار .
[18]
قبيل أن أغادر .. روحي لم تجف
إنما لم تغش الأسرار .
[19]
هبطت حمامة فوق يديّ . قلت : ماذا اكتب ؟
قالت : تعلم الغناء .
[20]
عند الحاجة لدى براءة أمنحها .. مثلما تنحني الآثام .
[21]
بين أصابعي طيور .. وكلمات
وبعض معادن خرساء .
[22]
لا تتجول القصائد .. مثلما يتجول حرس آخر الليل القصائد لا تبحث عن لصوص .
[23]
هذه الريح .. مثلي .. لا تنحني إلا للضرورات .
[24]
بهدؤ ولدت .. وبهدؤ أجمل ..
سأتذكر مواكب الرماد .
[25]
قليل من حزني ثمرة يافعة .. وقليل من ثماري
آثام أتقاسمها مع النهارات .
[26]
لا ابحث عن يد .. لا ابحث عن حبيب
نفسي تاهت .. وأنا صمت غريب .
[27]
من سرق صوتي كيّ يهديني معادن صماء ؟
[28]
بعض كلمات البرية لا تكذب .. مثل جراحي
لا تحاور الصمت .
[29]
مثل قلائد تحاور التراب ..
أصالح وأشاكس نفسي .
[30]
لا تدع الأسى يسرق أعراسك .. إنما
لا تثقل نفسك بالأفراح .
[31]
هن قديسات أم بغايا .. مثلما هو السؤال :
هل هم أمراء أم لصوص ؟
[32]
لا تثقل نفسك بالنياشين .. دعها .. مثلي ..
مثقلة بالهواء .
[33]
بعض المعادن .. أمام أصابعي خجولة .
[34]
أين كلماتي .. سؤال الأمس .. أين فضائي :
سؤال الغد .
[35]
هذه ليست قصائد .. هذه ليست كلمات
هذا الذي تراه .. محض رماد غيوم قادمة .
[36]
إذ ْ لا لصوص في الأرض .. لا ذئاب في
الأسواق .. لا بغايا في الأزقة ..
فلِمَ كل هذه الضجة .. لِمَ كل هذه السيوف .
[37]
بعض الأنبياء يتبادلون الأسرار
فيما البعض الآخر يحرس بوابات الأمراء.
[38]
هذا الفتى اليافع كان غيمة
هذا الفتى اليافع سيكون تراب .
[39]
استراحة في غرفة .. أكل هذا هو الذي تريد
أم تبحث عن أقمار مستحيلة ؟
[40]
اكتب .. اكتب .. اكتب كلامك بالصمت
مثلي .. دع نياشينك للريح .
[41]
الذي لا تراه .. الذي لا تعرفه .. وحده هنا
وفي كل زمان .
[42]
هكذا ولدت: سؤال بين أسئلة
هكذا اغدر قفل في باب.
[43]
من شدة خوفي لم أبح إلا بالمسرات
ومن شدة فرحي .. صنعت ولائماً للذئاب .
[44]
ليس من مرمر أو من بلور .. إنها غانية
إنما جسدها مسروق من الفجر .
(45)
لا تأت .. لا تغادر .. أنا معك في الكلام ..
أنا معك في الصمت .
[46]
بعض جسدي صنعه الاضطراب
وبعض زوالي صاغته الآمال .
[47]
لا اعرف هل هم أحياء أم سيولدون
هؤلاء الذين يسرقون الكلام.
[48]
إن جاءك المجد دعه يذهب
إن جاءك الموت دعه ينتظر
إن جاءك الحبيب غادر معه.
[49]
لا تدع الفرح يتغلب على الأسى
فبعض الأحزان
مثل المسرات مشاكسة.
[50]
إن جاءك الموت لا تجزع
إنما كن حذراً
من أفراح عابرة.
[51]
الذي تراه في الفجر .. ليس النور
انه السيف القاطع.
[52]
لا ترم سلاحك عند انتهاء الحرب
أنا أقول .. دعك من الأسلحة
لكي تحتفظ بك المودات.
[53]
أهؤلاء سعداء أم أكثر سعادة
لا أحد يعرف ..
هم سعداء وهم أكثر سعادة ولا أحد يريد أن يعرف .
[54]
لا تكن قاتلا .. لا تكن قتيلا .. لا تكن بين بين
مثلي
إن خيرت إن تولد ثانية .. اختر إن تولد للمرة الألف.
[55]
إن كتبت أو لم تكتب
الأوثان لا تغادر منصات الخطابة.

[56]
عتمة .. عتمة .. عتمة أهذا كل ما ترسله الشمس.

[57]
لا أتكلم .. هذه لغتي
لا اصمت .. هذا بعض كلامي.
[58]
بعض أساي عرس .. وبعض أفراحي رماد.
[59]
بعض العشق استئناف أسئلة.
[60]
أأنت آت من الليل .. أم من النهار
سيان .. أنت غريب بين غرباء
وأنت وحيد بين المنفيين.
[61]
الذهب الذي لديك هو خبزي
إنما دع لي بعض الأعشاب.
[62]
من ذا سرق الكلمات.. من ذا تركك تتكلم
هو ذا الأتي بين يديك يزول.
[63]
هذا الليل يأتيني ببعض الكلمات
إنما لا اعرف .. من في النهار سرق صمت الليل.
[64]
سأحدق فيه حتى يرحل
سأحدق فيه كي يأتي.
[65]
إن شئت الصمت
قل كلمتك وارحل.
[66]
مولعة هكذا ..
جميع الصخور بالانحناءات
إنما لا إلى أحد.
[67]
في هذا النهار .. لا أوقد إلا عتمتي
ففي الليل يكفيني الرماد.
[68]
لديّ لون أبيض
لِمَ لا تتركوني اهرب منه ؟
[69]
أتبتكر محنة وهي قائمة
أم تبحث عن قديس .. مثلك
لا يبحث إلا عن منصتين.
[70]
تموت أو لا تموت .. ليس هذا هو السؤال
تولد أم ستولد .. هذا هو السؤال .. هذه
هي المحنة.
[71]
جميل كأنك ستولد حقاً ..
مثلي يا عراق.
[72]
انك هنا مثلما في كل الأزمنة
تنتظر استئناف الرحيل.
[73]
إنها ليست محنة .. انه الضوء فوق العشب
والأصابع فوق الدفاتر
والوعود في الكلمات.
[74]
اهو حمل أم ذئب
هذا الذي يجرجرني إلى السماوات.
[75]
دع الأسئلة
ولا ترقد إلا في البرية
الرمل كثير .. والأسرار دفينة.
[76]
أنا مثل حمامة نائمة بين الأصابع
أنا مثل فجر سرقوا ينابيعه.
[77]
إذا سرقوا كنوزك لا تجزع
إذا أعادوها لك لا تفرح
ليس الأمر سوى احتفال قديم
يحدث بدافع الملل.
[78]
أنا لا أفكر .. أنا اكتشف التفكير.
[79]
يذهبون إلى الاحتفالات .. مثلما يأتون منها
إنما
ليس هناك إلا انحناءات متبادلة.
[80]
ماذا يفعل الناس تحت القمر
فيما البحر تآخى مع الغرقى.
[81]
النهار يترنح .. أذن من ذا الذي يربح الليل ؟
[82]
اختف .. اختف .. اختف
كيّ يراك العميان
[83]
قالت الريح : دع الشعر
قلت لها : أنا أكثر من هذا خجلا
آنذاك جاءت الريح معي.
[84]
بعض الهزائم .. أنقى .. أنقى
من نياشين الخلود.
[85]
أجميل أنت .. مثلي .. حسنا .. غادرني.

[86]
متى تشاء .. احتفل .. لكي لا توقفْ
شاحنات نقل الذبائح.
[87]
هذا الفجر ..
ليس إلا من ثمار غابات الموتى.
[88]
أينما ترغب اذهب .. لكن لا تدع نفسك وحيدة
وإذا شئت العزلة
فخذ نفسك وارحل.
[89]
عندكم مواكب من ذهب
ليس لديّ .. إلا كلمات أتنـزه معها.
[90]
الكلمة لا تموت .. أذن .. لا تدعوني أصير كلمة.
[91]
لست سوى بضعة آثام
إنما اجهل لِمَ يغار الجمال مني .
[92]
وحدي قارة إسرار .. إنما مجهولة .
[93]
بأي المفاتيح أغلقت خاتمي .. كله سواء إذ ْ
أصابعي دارت دورتها . والبرية
ضاعت في الخيال.
[94]
تعال اسكن .. لدىّ كلمة باتساع قارة
ثم إن شئت غادر معها .
[95]
خاتم العشق فوق الرماد
لكم مسرات لا تحصى أذا ً.

[96]
مفاتيح الحكمة في البحر .. لذا اطل سماعك
ماذا يقول الغرقى.
[97]
بعضي يخاصم بعضي .. أهذا أنا
بعضي يصالح بعضي .. أهذا أنا أيضا.

[98]
لي .. من الخمر ارتوائي .. إن أمطرت أو جفت
هواء الأرض عناقيد وقلائد
وأنا في ظلام كوخي استنير.

[99]
غادر: الكلمة لا تجرجر حروفها
انتظر: الظل استدار
يا له من كوكب: أتطلبون مني مزايا التاج
أم خجل البراعم
غادر: المسرات عيدك والنياشين تراب.


[100]
بين الخواتم ضاع حبيبي .. من ذا يدل الخاتم على السر ؟ أني ارقب انحناءات المرآة: طالعون من معبد الرمل. ذاهبون اليّ .. هو ذا الخاتم يدور بالأصابع .. يقفل خطاه .. تاركاً انتشاءات البيادر .. هناك .. ليس للمحيط استدارة: الخاتم ضاع بين الخواتم وحبيبي يأتي مع كل غياب.
1988/ بغــــــداد

ليست هناك تعليقات: