سيد القمني
سيد القمني كاتب من مصر حاصل على الدكتوراه في تاريخ علم الاجتماع الديني من جامعة كاليفورنيا الجنوبية من مواليد 13 مارس 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف [1]، معظم أعماله الأكاديمية تناولت منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي. البعض يعتبره باحثاً في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية والبعض الآخر يعتبره صاحب أفكار اتسمت بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي، بينما يعتبر السيد القمني نفسه وعلى لسانه من على قناة الجزيرة الفضائية إنه إنسان يتبع فكر المعتزلة. وصفه الكثيرين بانه مرتد أو بوق من أبواق الولايات المتحدة لتشابه وجهة نظره مع نظرة الإدارة الأمريكية في ضرورة تغيير المناهج الدينية الإسلامية وخاصة في السعودية علماً أن القمني وعلى لسانه كان ينادي بهذا التغيير لعقود سبقت الدعوة الأمريكية الحديثة التي نشأت عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
انتقده الكثيرون لإستناده على مصادر معترف بها من الأزهر فقط، حاول في كتبه مثل الحزب الهاشمي الذي بيعت 40،000 نسخة منه حتى قبل أن يطبع والدولة المحمدية وحروب دولة الرسول أن يظهر دور العامل السياسي في اتخاذ القرار الديني في التاريخ الإسلامي المبكر بينما يظهر في كتابه النبي إبراهيم تحليلات علمانية لقصص الأنبياء الأولين. أشهر مؤلفاته «رب هذا الزمان» (1997)، الذي صادره مجمع بحوث الازهر حينها وأخضع كاتبه لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا، حول معاني «الارتداد» المتضمَّنة فيه.
تصاعدت لهجة مقالات القمني ضد الإسلام السياسي وكان أكثر هذه المقالات حدّة ذاك الذي كتبه على أثر تفجيرات طابا في أكتوبر 2004. وكان عنوانه: «إنها مصرنا يا كلاب جهنم!»، هاجم فيه شيوخ ومدنيي الإسلام السياسي، وكتب: «أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكّر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار، ويؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها». بعد هذا المقال، تلقى القمني العديد من التهديدات. إلى أن أتى التهديد الأخير باسم «أبو جهاد القعقاع» من «تنظيم الجهاد المصري»، يطالبه فيه بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل، فقد أهدر دمه ففي 17 يونيو 2005 أصدر تنظيم القاعدة في العراق رسالة تهديد وتم نشر رسالة التهديد على موقع عربي ليبرالي على الإنترنت تسمي نفسها شفاف الشرق الأوسط [1]. على الأثر كتبَ سيد القمني رسالة بعثها إلى وسائل الإعلام والى مجلته روز اليوسف، يعلن فيها توبته عن أفكاره السابقة وعزمه على اعتزال الكتابة، صوناً لحياته وحياة عياله. استقالة القمني الذي عبر عنها بقوله وبهذا اعلن استقالتي ليس من القلم وحسب، بل ومن الفكر أيضاً. فيبدو أن التعبير عن الآراء والأفكار أصبح تهمة يتوجب أن نتبرأ منها وإلا فأنت مستهدف.
محتويات
[1 بداية اهتمامه بالتاريخ الإسلامي
• 2 آرائه حول القرآن
• 3 آرائه حول تأسيس الإسلام
• 4 آراؤه حول تغيير المناهج الدينية
• 5 رسالة التهديد والإستقالة
• 6 المؤيدون له
• 7 المعارضون له
o 7.1 التشكيك في حصوله على الدكتوراه
• 8 الجوائز
• 9 بعض من مؤلفاته
• 10 المصادر
• 11 وصلات خارجية
• 12 انظر أيضاً
بداية اهتمامه بالتاريخ الإسلامي
إستناداً إلى مقابلة صحفية للقمني مع صحيفة ميدل إيست تايمز Middle East Times في 10 نوفمبر 2004 [2] قال القمني إن بداية ولعه بالتعمق في التاريخ الإسلامي يعود إلى نكسة 1967 وتهاوي الحلم الناصري العروبي في بناء دولة حديثة فبدأ القمني وعلى لسانه بالتساؤل، ماذا حدث ؟ وقرر القمني وحسب تعبيره أن يكون جندياً من نوع آخر وأن يضع يده على جوهر وجذر المشكلة والتي لم تكن مشكلة إخفاق عسكري وحسب بل كانت حسب رأي القمني متأصلة في الإطار الفكري الإسلامي وليس في الإطار الفكري العروبي وفي خطوته الأولى نحو هدفه أعلن رفضه لفكرة ان الموروث الثقافي العربي يبدأ من بدأ الرسالة الإسلامية بل إنه مجموعة من التراكمات الثقافية والحضارية لشعوب كانت في منطقة الشرق الأوسط قبل وبعد ظهور الإسلام وأنه من المستحيل لثقافة أو حضارة أن تتكون من نقطة ابتداء محددة معلومة وأن تفكير البعض أن الثقافة العربية بدأت مع بدأ الوحي أمر غير منطقي يجعل الإنسان يؤمن بإنه لم يكن هناك أي دور للحضارات والشعوب والديانات والعوامل السياسية التي سبقت الإسلام في الصياغة والإعداد لظهور الإسلام
عبر القمني عن هذا بقوله أنه «لا شيء إطلاقا يبدأ من فضاء دون قواعد مؤسسات ماضوية يقوم عليها ويتجادل معها، بل ويفرز منها حتى لو كان ديناً» والإعتقاد بان كل فكرة سبقت الإسلام ليست متكاملة بل فيها الكثير من العيوب يجعل المرء حسب تعبير القمني متقوقعاً في إطار يعتقد انه الأفضل والأكمل ومثل هذا الفكر غير مستعد لنقد الذات أو التغيير أو الحوار وهذا بالتالي أدى حسب تحليل القمني إلى نشوء فكرة المخلص أو العالم أو البطل الذي له القدرة على فهم الغموض الإلهي والذي يدرك ويفهم في هذه الأمور أكثر من الإنسان البسيط وهذا بالتالي أدى إلى ترسخ فكرة المنقذ أو المخلص أو البطل في الثقافة الشرقية التي أدى بدوره إلى نشوء ترتيب طبقي في المجتمع لاعلاقة له بالاقتصاد وأصبح الشعب مقسماً إلى قسم يقود وقسم يقاد وبهذا لم يكن هناك أي مجال للتغيير الاجتماعي لسعة الفجوة المصطنعة بين القائد والشعب وحسب رأي القمني فإن هذه الظاهرة ليست حصراً لى الإسلام أو العرب فقط بل الإنسان الشرقي على مد التاريخ وشمل حسب ترتيب القمني أوزيريس إله البعث والحساب عند قدماء المصريين إلى اليهودية والمسيحية وحتى إلى عصرنا الحديث حيث وبنظر القمني إعتبر البعض صدام حسين بطلاً ومخلصاً ومنقذاً أثناء حرب الخليج الثانية وغزو العراق 2003.
هدف سيد القمني كان وعلى لسانه هو إدراك ومعرفة جذور طريقة تصرف المسلمين والعرب وفتح نوافذ قديمة للوصول إلى اكتشاف حقيقة النفس هل المصري على سبيل المثال عربي أم مسلم متشدد أم مصري وإنعدام وضوح الرؤية حول الشعب الشرقي حسب تعبير القمني أدى إلى سلسلة من الدكتاتوريين فالرجل حسب تعبيره دكتاتور على بيته ورب العمل دكتاتور على عماله والضابط دكتاتور على الجندي والأستاذ الجامعي دكتاتور على الطالب وعليه فان الإنسان الشرقي علم نفسه ان يكون دكتاتوراً لدرجة انه فقد معنى الحرية.
آرائه حول القرآن
يرى سيد القمني ان هناك بعدان للقرآن، البعد الأول حقائق، تتعامل مع أحداث تأريخية حدثت في التاريخ الإسلامي مثل غزوة بدر ومعركة أحد وصراع اليهود مع المسلمين في يثرب وغيرها من الأحداث وهناك بالإضافة إلى هذا الجانب التأريخي جانب روحي وميثولوجي إسطوري لم يحدث بصورة عملية فيزيائية وإنما يمكن اعتباره رموز وليس حقائق تأريخية ويورد القمني كمثال على هذا البعد نزول الملائكة للقتال إلى جانب المسلمين في معركة بدر ضد قريش وحادثة الإسراء والمعراج التي لابد ان تكون رموزا حسب اقتناع القمني وعليه فإن المسلم وحسب رأي القمني يجب أن يميز بين ماهو حقيقة تأريخية وبين ماهو مجرد رمز لكونها تتحدى قوانين المنطق والفيزياء ويوضح القمني فكرته بان الإعتقاد بأن الملائكة نزلت بالفعل في غزوة بدر فيه إساءة غير مباشرة إلى الإسلام لكونها مناقضة لأفكار لحقائق أخرى ويورد القمني مثالا وهو لماذا يحتاج الرسول محمد ان يرسل أشخاص ليستطلعوا امور قريش قبل أو بعد المعركة بل ما الداعي لأن يسأل الرسول محمد بن مسلمة لأن يقتل الشاعر اليهودي كعب بن الأشرف إذا كان الرسول محاطا في اغلب الأوقات بالملاك جبريل لماذا لم يرسل الملائكة لهذه المهمات بدلا من أناس من البشر ولذلك وحسب السيد القمني يجب الفصل بين الحقيقة التاريخية والرموز وهذا الفصل هو الخطوة الرئيسية نحو فهم الإطار الفكري الإسلامي.
يرى القمني أن القرآن يجسد نصّا تاريخيّا ولاضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية وإن هذا النقد الإصلاحي لايمثل ردة أو استخفافا بالقرأن حسب رأيه بل هو يعتبره «اقتحاما جريئا وفذا لإنارة منطقة حرص من سبقوه على أن تظل معتمة وبداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلاني في الثقافة العربية الإسلامية ليلائم الإسلام احتياجات الثورة القادمة». وللقمني نظرة في التاريخ يخالفه عليها الكثيرين وهو إن مهمة الباحث ليست تدقيق معلومة يعطيها لنا علماء وأن المعلومات سواء كانت خطأ أم صوابا فهي ذلك المعطى الجاهز لنا من أهل التاريخ فيجب اذن حسب القمني تحليل الحقيقة بنفس مستوى تحليل أسطورة إذا ماكانت الخرافة بنفس مستوى الحقيقة لدى البعض.
آرائه حول تأسيس الإسلام
يعتبر كتاب الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية [3] وجهة نظر وتحليل القمني لجذور فكرة تأسيس الدولة الإسلامية، إعتبر البعض هذا الكتاب واحد من أهم الإصدارات العربية المعاصرة على الإطلاق بينما إعتبره البعض الآخر ضربات خفية وظاهرة للإسلام وكعبة الإسلام ونبي الإسلام ودس السم في العسل. كان هذا الكتاب مخالفا لوجهة نظر المؤرخين القدامى عن تأريخ الإسلام فقد حلل القمني التأريخ الإسلامي على أساس كونها ظاهرة بشرية وليست كمسيرة دينية، تحركها إرادة الله دون تدخل من الماورائيات والفوق منطقيات. بل إن الإسلام يصبح أقرب إلى رسالة سياسية هدفها الأول في تكوين دولة الحزب الهاشمي (دولة بني هاشم)، هذه النظرية بالتحديد ستعارضها نظرية مشابهة تنحو أيضا لدراسة الإسلام كتاريخ ورسالة سياسية دون أي اعتبار ديني على يد خليل عبد الكريم لكن عبد الكريم يرى ان رسالة الإسلام السياسية كانت بناء دولة قريش.
يرى القمني إن العامل الاقتصادي والفكر القومي العروبي لعب دورا كبيرا في نشوء الإسلام وحسب القمني فإن عبد المطلب بن هاشم جد الرسول محمد تمتع بوعي سياسي وقومي رفيع وحاول زرع البذور الأولى نحو الوحدة القومية فدعى إلى إلغاء التماثيل والأصنام وغيرها من الوساطات والشفاعات وبدأ بغرس فكرة الحنيفية مستلهما أسسه من ديانة إبراهيم الذي يعده العرب أباً لهم. يرى القمني إن الرسول محمد أكمل مابدأ به جده وقام الإسلام بالتخلص من أرستقراطية قريش واستقر أمر الدولة العربية الإسلامية الوليدة للبيت الهاشمي وتراجع نفوذ الأمويين من أبناء عمومتهم ليتأجج بعد ذلك الصراع التاريخي بينهما على أسس اقتصادية اجتماعية جديدة خاصة بعد اتساع الدولة بالفتوحات وانتشار الرسالة الجديدة وعندما سنحت الفرصة للحزب الأموي انقض على الهاشميين بضراوة واستولوا على الحكم، وساعتها تجلت مشاعرهم تجاه بني عمومتهم في المجازر الدموية التي راح ضحيتها كل من أيد البيت الهاشمي.
لكن القمني في هذا الإطار لا يوضح سببا واحدا لمحاولات الرسول المتعددة للتقرب من بني أمية وإدخالهم في دولة الإسلام، من زواجه من أم حبيبة بنت أبي سفيان التي كانت أول البوادر التي أسست لتحالف أبي سفيان مع الدعوة، إلى تصريح الرسول يوم فتح مكة "ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن" فهذه العوامل كلها مهدت لاحقا لدخول بني أمية بشكل لافت في الدعوة الإسلامية بل أنهم سيصبحون أبرز من يدافع عن دولة الإسلام زمن حروب الردة، هذه الأحداث لا تفسرها نظرية القمني فكيف يمكن لمن يريد تأسيس دولة بني هاشم أن يحاول أن يقرب بني أمية ناهيك أن الرسول لم يكن يبدي أي ميول لتفضيل أقرباءه الهاشميين طوال فترة الدعوة.[من صاحب هذا الرأي؟]
إستنادا إلى كتاب الحزب الهاشمي فإن فكرة النبي المنتظر كانت وليدة التحولات التأريخية التي بدأها عبد المطلب، أما عن الكعبة فيرى القمي إنها بنيت على يد العرب وهذا مخالف للقناعة السائدة بأن الكعبة أقدم من العرب. من الفقرات التي أحدثت ضجة كبيرة هو تفسير القمني للآيات 6، 7، 8 من سورة الضحى والتي نصها "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى" هذه الآيات حسب رأي القمني نزلت في فضل خديجة بنت خويلد على النبي محمد لأنها أغنته بمالها وهذا مناقض للتفاسير المعتمدة. شبه البعض كتاب الحزب الهاشمي برواية آيات شيطانية للروائي سلمان رشدي مع فرق واحد حسب المقتنعين بهذه الفكرة وهو ان القمني لم يستخدم الألفاظ البذيئة التي إستعملها رشدي بل إنه أساء للإسلام بهدوء وبمنتهى الأدب حسب تعبيرهم.
مثل هذه الدراسات التي تتناول التاريخ الإسلامي من منظور اقتصادي سياسي تاريخي وجدت أيضا في إطار أكاديمي منذ بدايات الأربعينات في دراسات عبد العزيز الدوري لكن الدوري لم يقم بحذف المؤشرات التاريخية التي تشير إلى ان رسالة الإسلام الأساسية كانت دينية وليست سياسية بحتة.
آراؤه حول تغيير المناهج الدينية
في حوار تلفزيون]]ي على شاشة قناة الجزيرة الفضائية في برنامج الاتجاه المعاكس (تم بثه في 17 فبراير 2004) وفي حوار مع الباحث في الشؤون الإسلامية كمال حبيب طرح القمني آراءه حول تغيير المناهج التعليمية الإسلامية تحت ضغوط الأدارة الأمريكية ويمكن تلخيص آرائه بالتالي [4]:
• أنه طالب بالتغيير منذ عام 1996 أي قبل ضغوط الولايات المتحدة لتغيير المناهج التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر 2001، (والثقافة الإسلامية التي تشجع العنف يجب أن تتغير، بالأميركان أو من دونهم لأنها تفرز الإرهاب).
• هناك نصوص معينة في المناهج السعودية من وحي الفكر الوهابي تشجع على الإرهاب وتكفير الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى ويورد القمني هذه الأمثلة: في منهج التوحيد المقرر على ثاني متوسط في السعودية صفحة 105 وأولى ثانوي صفحة 12 وثاني ثانوي صفة 37 نرى النص التالي «الفِرق المخالفة من جهمية ومعتزلة وأشاعرة وصوفية قلدوا من قبلهم من أئمة الضلال فضلّوا وانحرفوا وهي فرق ضالة»، ويوجد نص آخر في كتاب التوحيد ثالث ثانوي صفحة 126 نصه «الاحتفال بمناسبة المولد النبوي تشبُّه بالنصارى» وفي كتاب التوحيد ثالث ثانوي صفحة 41 يوجد النص التالي «محبة الله لها علامات منها العزة على المخالفين والكافرين وأن يظهروا لهم الغلظة والشدة».
• مستوى التعليم في المدارس العربية «في قاع بحر الظلمات» لأن طريقة التعليم هي الحفظ والتلقين وحتى العلوم الغربية يتم تدريسها بطريقة إسلامية.
• الإسلام كتاب مفتوح للكل وليس من حق أحد ان يعتبر منهجه الإسلامي صحيحا ويعتبر الآخرين عى خطأ ولا خلاص إلا بأخذ المناهج الغربية في التفكير على كل المستويات بدون انتقاء.
رسالة التهديد والإستقالة
إستنادا إلى تصريح صحفي لنجلة القمني، المهندسة سلوى القمني فإن سيد القمني تلقى تهديدات كثيرة بالقتل منذ تفجيرات طابا كان بعضها من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي عبر شبكة الإنترنت خاصة بعد مقال كتبه بعنوان "إنها مصرنا يا كلاب جهنم" ولكن القمني لم يأخذه بجدية حتى وصله التهديد الأخير من جماعة الجهاد والذي أخذه على محمل الجد [5]. جاء في هذه الرسالة التي نشرت صحيفة إيلاف الإلكترونية مقتطفات منه المقطع التالي «اعلم ايها الشقي الكفور المدعو سيد محمود القمني، أن خمسة من اخوة التوحيد وأسود الجهاد قد انتدبوا لقتلك، ونذروا لله تعالى ان يتقربوا إليه بالإطاحة برأسك، وعزموا ان يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك، وذلك امتثالا لأمر جناب النبي الأعظم صلوات ربي وتسليماته عليه، إذ يقول "من بدل دينه فاقتلوه» [6]
كانت هناك شائعات حول أن قرار استقالة القمني كانت على أثر خلاف مع رئيس التحرير الجديد لمجلة روز اليوسف الذي إعتاد القمني على كتابة مقاله الأسبوعي فيها وإن رواية التهديد مشكوك فيها فقد كتب مصطفى سليمان مقالا في جريدة الأسبوع المصرية متهما القمني بخلق قصة التهديد وكتب حسب تعبيره «ان القمني أراد أن يلعب دور الشهيد وأراد أن يعيد الزمن مرة أخرى إلي الوراء، فقد اتخذت الجماعة الإسلامية قرارها بوقف العنف منذ 7 سنوات وهو قرار استراتيجي لا رجعة فيه». وشارك هذا الصحفي الرأي المفكر الإسلامي كمال حبيب وهو قيادي سابق في تنظيم الجهاد وأول من كتب في فكر المراجعات للجماعات الإسلامية الذي أضاف ان «ان تنظيم الجهاد المصري أوقف عملياته منذ عام 1995 وانضم إلي الجبهة العالمية لقتال اليهود والأمريكان وحتي العمليات التي تمت سابقا ضد مثقفين مصريين مثل الروائي الكبير نجيب محفوظ وفرج فودة لم تكن عمليات تنظيمية من قيادات الجهاد أو الجماعة الإسلامية وإنما كانت من شباب صغير متحمس» [7]
على أثر هذا التهديد كتب القمني في يونيو 2005 رسالة اعتزاله التي جاء فيها «تصورت خطأ في حساباتي للزمن أنه بإمكاني كمصري مسلم أن أكتب ما يصل إليه، بحثي وأن أنشره علي الناس، ثم تصورت خطأ مرة أخرى أن هذا البحث والجهد هو الصواب وأني أخدم به ديني ووطني فقمت أطرح ما أصل إليه علي الناس متصورا أني علي صواب وعلي حق فإذا بي علي خطأ وباطل، ما ظننت أني سأتهم يوما في ديني، لأني لم أطرح بديلا لهذا الدين ولكن لله في خلقه شئون» [8]
المؤيدون له
• أنيس منصور: ما احوج الفكر المصري الراكد والفكر العربي الجامد الي مثل قلمك وطبيعي أن يختلف الناس حولك فليكن! ولكنك قلت وأثرت وأثريت وفتحت النوافذ وادخلت العواصف واطلقت الصواعق [9]
• الكاتب العراقي جاسم المطير: القمني صرخة كبرى سوف لا ينضب لها عطاء من نور وتنوير وستكون هذه الصرخة الاحتجاجية في رحاب الرعب السلفي قادرة على فتح أبواب الحرية الدينية وقادرة على إدانة يد القمع الفوضوي الإسلامي مثلما ستكون قادرة على إدانة السلطة التي تتراكم فيها عفونة العصور المظلمة وكهوفها. [10]
• الروائية الأردنية ليلى الأطرش: تهديد سيد القمني ورضوخه الذي قد يُفهم في سياق قوة الاحتمال والظروف الخاصة به، فقرة في سلسلة اغتيال الفكر والقتل وإقامة الحسبة وخنق الحريات باسم الدين. ولكن الرضوخ يعني مزيدا من بطش هذه الجماعات وإعادة المجتمعات إلى كهوف الظلام والجهل، ونزع كل مكتسبات التنوير والفكر الحر وحقوق النساء [11]
• الكاتب السعودي صالح إبراهيم الطريقي: كفوا عن إرهاب الرجل، فليس من العدل أن تهدد حياته بسبب أفكاره، وتهدد إنسانيته وكرامته بسبب تركه هذه الأفكار وتساءلوا لماذا المجتمعات العربية تصنع كل هذا الرعب للإنسان إن القمني يعلن وإن لم يقل هذا بصريح العبارة، إنه إنسان خائف ومرعوب، لهذا لا تطلبوا منه أن يكون نصف إله يعبد هو وأفكاره بعد مماته [12].
• الكاتب المصري كمال غبريال: لقد فضح القمني طيور الظلام، والذين يقدمون لها الحب والماء والأعشاش، والذين يصفقون لتحليقها كغمامة سوداء فوق رؤوسنا، كما فضح غير المبالين الذين يقتصر دورهم على التناسل، أو وضع مزيداً من البيض المرشح لفقس المزيد والمزيد من طيور الظلام [13].
• فالح الحمراني: سيد القمني قيمة عربية، اثرى للفكر العربي منهجيا ومعلوماتيا ورؤية. واعماله إضافة فكرية ناصعة ومهمة تصب في اتجاه بلورة موقف وفكر عربي اصيل من قضايا إنسانية عامة.
• سعد الدين إبراهيم ،أستاذا بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أحد دعاة حقوق الإنسان في مصر : القمني مفكر إسلامي كبير، مبدع مجتهد [14].
• الكاتب الكردي طارق حمو: سيد القمني أبدع وأنجز وأسس مدرسة فكرية بحثيّة عملاقة، سلطّ في مشغله المتواضع، الضوء الساطع على نصوص التراث الصدئة، ففككها وأعادها إلى زمانها ومكانها الأولين، مستعيناً لإنجاز كل ذلك، بإخباريات وسيّرهذا التراث نفسه [15].
• الكاتب الفلسطيني أحمد أبو مطر: إن إعلان التضامن مع القمني مسالة مبدئية، وبيانه الراضخ لتهديدات الإرهابيين، لن يلغي دور أفكاره هذه، فسوف تظل حافزا تنويريا رغم تراجعه البياني عنها [16]
المعارضون له
• المفكر الإسلامي كمال حبيب، قيادي سابق في تنظيم الجهاد المصري: إن ما ذكره القمني لا يعدو أن يكون "دجلاً ونصباً ومحاولة للتسول والارتزاق من بعض الجهات القبطية والعلمانية في مصر التي تقدم له الدعم.
• الكاتب الاردنى شاكر النابلسي: كان نقد القمني لفكر الأصوليين الإرهابيين من باب الكراهية لهم وليس من باب ايجاد البديل من داخل الإسلام نفسه، وثقافة القمني الإسلامية سطحية إلى حد كبير وكافة طروحات القمني الفكرية لا تستدعي أن يقتل صاحبها بل على العكس فإن هجوم القمني على دول الخليج والإخوان المسلمين كان يُسعد القاعدة [2].
• الكاتب المصري منصور أبو شافعي: حاول القمني مركسة الإسلام وتعمدالكذب ليتمكن من إرجاع مثلث الإسلام - الرسول - الرسالة إلى منابع جاهلية ويهودية [3]
• الكاتب المصري إبراهيم عوض: يشكك أصلا في حصول القمني على درجة الدكتوراه وإنه زوَّر لنفسه شهادة الدكتوراه ليسبق اللقبُ اسْمَه، لم يركع لله ركعة ويجاهر بقصص ممارساته للزنا والفجور والمخدرات، لا يُجِيدُ إلا الكذب وترديد أقوال المستشرقين، ومع ذلك فإن الدولة أفردت له المجلات والصحف وتولى اليساريون الأشرارُ تلميعَه وتقديمَه كمثقف [17].
• الكاتب الإسلامي أبو إسلام أحمد عبد الله: (الأنبا) هو لقب أحببت أن أمنحه من عندي، للكاتب سيد قمني، من باب إنزال الناس منازلهم، فالرجل للحق وإن كان منتسباً إلى كتبة ألوان الطيف السبعة، فهو شيعي حيناً ويساري أو اشتراكي حيناً آخر، وحداثي وعلماني وليبرالي حيناً ثالثاً، ثم كنسياً في آخر (موديل)، إذ أن نجمه لم يسطع بين عشرات المهتمين بخصومتهم لإجماع الإسلام والمسلمين، إلا بعد أن أصبح كاتباً متميزاً في صحيفة (وطني).
• الكاتب الأردني أحمد الحمايدة: المشكلة مع سيد القمني ليست في أن الرجل صاحب فكر وتجديد ويحمل افكار خارجة عن إطار المألوف, المشكلة أن سيد القمني يرفض الإسلام من حيث المبدأ فتراه حينا يرفض الخلفاء وحينا يقول أنه تم تحويل النساء إلى "عساكر" من خلال لبس الحجاب, فإذا كان يدعي العلمانية والديموقراطية فلماذا يسمح للنساء العلمانيات بالتعري ويعترض على ارتداء المسلمات للحجاب..اوليست تلك حرية أن ترتدي الحجاب أو تخلعه
التشكيك في حصوله على الدكتوراه
شكك البعض في حصول القمني على الدكتوراة أولهم جريدة المصريون الالكترونية [4]، فبحسب "دليل بيرز للحصول على الدرجات العلمية عن طريق التعليم عن بعد" صفحة 280، Bears' Guide to Earning Degrees by Distance Learning 2003, page 280 فإن جامعة كاليفورنيا الجنوبية التي يظهر اسمها على شهادة الدكتوراه الخاصة بالقمني هي جامعة وهمية أنشأها آل فاولر، الذين تم سجنهم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1987 لقيامهم ببيع الدرجات العلمية للراغبين. مما يعني أن القمني توقف تعليمه عند درجة الماجستير خلافاً لما أذيع [5],[6].
هذا، وقد أنكر سيد القمني بأن الجامعة التي حصول علي الدكتوراه منها هي جامعة وهمية، حيث قال أنه حصل عليها من جامعة جنوب كالفورنيا وليس جامعة كالفورنيا الجنوبية الوهمية وذلك في مقال نشره علي جريدة المصري اليوم [7] ولكن القمني لم يظهر الشهادة ولم يثبت أنها حقيقة ولكنه اكتفى بقوله " إذا كنت قد اشتريتها بفلوسى فلماذا كان كل هذا الجهد وهذا العمر والسعى ومشقات هذا السعى وتكاليفه المادية..." ولم يرد على اتهامات المشككين بأي دليل مادي قاطع.
الجوائز
فاز سيد القمنى بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الإجتماعية لعام 2009 التي تبلغ قيمتها مائتا ألف جنيه مصري، الأمر الذي أثار جدلا حول أستحقاقه لهذه الجائزة [8] ،فقام الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدرى اليوم برفع دعوى قضائية، ضد كل من وزير الثقافة فاروق حسني وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة علي أبو شادى وشيخ الأزهر، بسبب فوز سيد القمنى والدكتور حسن حنفي بجائزة الدولة التقديرية لهذا العام، وهو ما اعتبره البدرى إهدارا للمال العام لأنهما من وجهة نظره يسيئان إلى الذات الإلهية وإلى الإسلام.[9]
بعض من مؤلفاته
• أهل الدين والديمقراطية صدر 2005
• الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل صدر 2004
• الإسلاميات: صدر 2001
• الإسرائيليات: صدر 2002
• إسرائيل، الثورة التاريخ التضليل: صدر 2000
• قصة الخلق: صدر 1999
• النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة: صدر 1999
• حروب دولة الرسول: صدر 1996
• النبي إبراهيم والتاريخ المجهول: صدر 1996
• السؤال الآخر: صدر 1998