بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الأحد، 3 نوفمبر 2013

حــــوارات الفنانة سهيله باجلان : انا ايطالية الجنسية عراقية الهوى

حــــوارات

الفنانة سهيله باجلان : انا ايطالية الجنسية عراقية الهوى والانتماءطباعة


غالبا مايثير رغبة الصحفي الخوض في عالم الفنان لما يحويه هذا العالم من سحر ودهشة وابداع وتمازج الوان وتلاقي عوالم . لكن هذا لايعني ان عالم الفنان هو عالم سهل يستطيع الصحفي خوض غماره بيسر وسهولة واستخراج الدرر الكامنة فيه وعرضها على قرائه وانما يحتاج الى صبر ومعرفة ودراية بولوج دهاليز ودروب هذا العالم الغريب الساحر خصوصا اذا كان هذا الفنان من الذين تركوا بصمة على واقع المكان الذي تواجدوا فيه وتشعبوا في دروب الابداع والخلق الفني مثل الفنانة (سهيلة باجلان ) هذه الفنانة التي تخرجت من
معهد الفنون الجميلة عام 1973.وشاركت في أغلب المعارض وكانت أطروحة تخرجها نصب التأميم. ثم شاركت بالعديد من المعارض، في النحت والرسم والبوستر.كما عملت في مجال تصميصم الأقمشة، والديكور.وعملت في وزارة الإعلام كنحاتة، ومصممة ديكور.. وعملت مقدمة برامج في تلفزيون بغداد وفي تلفزيون الكويت أيضاً.وعملت في مجال التعليم في الكويت كـُتبت عنها العديد من الدراسات والمقالات في الصحف العراقية وحازت أعمالها على عدة جوائز أذكر منها:
افضل بوستر عن التأميم عام 1978
افضل بوستر عن نوروز عام 1978
افضل بوستر عن حرب تشرين عام 1973
أفضل ملصق عن الفرقة القومية للفنون الشعبية عام 1978
من هنا اردت ولوج عالمها الانساني وتحديدا ايام طفولتها .. المدرسة .. الصبا .. الشباب وهكذا جاء حواري معها سلسا. تقائيا . مؤطر بروح الفنان المرحة واستذكاراته الجميلة .



• لو طلبت منك رسم صورة لسهيلة الطفلة .. كيف ترسمينها ؟
• ارسم نفسي بدشداشه واسعة من قماش البازه وباكثر من جيب وفي يدي مجموعة اقلام ملونة تركت بعض الوانها على قماش الثوب ويدي من دون ان انسى ان ارسم ظفيرتين مجدولتين الى الخلف وبشريط احمر .

• وماذا تضعين في جيوب دشداشتك ( البازه ) المقلمه ياسهيله ؟
• اضع فيها الممحاة والمقطاطه ومجموعة اقلام (باستيل ) وقلم الكحل واحمر الشفاه وصبغ الاظافر الذي اخذتهم من مكانهم دون علم امي لألون بهم بعض اجزاء اللوحة التي ارسمها .

•وهل كان هذا يسبب لك مشاكل مع الماما او بابا ؟
• هم كانوا يلاحظون عزوفي عن اللعب مع اقراني الاطفال ورغبتي للانفراد بنفسي والانشغال برسم اشياء غير مفهومة او طفولية بالادق ويتوقعون ان اصبح رسامة او نحاتة ذات يوم فتساهلوا معي او غضوا النظر عن ما اسببه لهم من ازعاج احيانا .

• هل كنت طفلة تحبين الصمت او تثيرين الشغب ؟
• كنت طفلة احب المرح والصخب والهدوء وتزعم الاطفال والتمييز والاستقلالية والصدق وكبرت ولم اتخلى عن طفولتي ولم تستطع الحياة بكل صعوباتها وتقلباتها وتنقلي من مكان الى اخر ان تاخذ طيبتي او صدق تعاملي مع الاخرين وصراحتي وحبي للجميع لكن مايزعجني هو ثقتي بالبعض الذين لم يكونوا اهلا للثقة واحيانا اندم على هذه الثقة حد البكاء .

• وكيف كانت سهيلة الطالبة ؟
• كنت متفوقة في كل الدروس واولها ( المادة الفنية ) وكنت اهتم بهندامي وظفائري المعقوصة للخلف ومشاكسة احيانا واصنع بعض المقالب للزملاء من اجل ان نضحك وكانت المعلمات يدفعن بنا للتفوق وربما كنت اسرع عداءة في العالم عندما استلم شهادتي واركض بها للبيت خصوصا اذا كنت الناجحة الاولى وظل هذا ديدني حتى المتوسطة .

• وماذا حصل في الشباب ايتها الفنانة ؟
• آه اخطر مراحل العمر هي مرحلة الشباب .. انت تريد والاهل يريدون والمجتمع له ارادة غير ذلك ويبدأ التصادم واستعراض القوى والقلب الصغير يدق بعنف للتمرد على الجميع ويحلم بالانتصار وتحقيق كل مايحلم به ولو خسر شيئا فان اتهام الاهل والمجتمع والحياة بالقسوة والظلم يصبح من ابسط الامور او التهم .

• افهم من هذا ان تجارب الحب الفاشلة في بواكير الشباب نحملها معنا الى شيخوختنا او حتى مابعدها ؟
• ومن قال ان هكذا تجارب مشمولة بالنسيان ؟ ان الله سبحانه زرع فينا الحب لكنه اراد منا ان نوازن ونحكم العقل فيما نفعل لكن من اين لنا ذلك ونحن في الشباب نشعر ان لاقوة في الكون اقوى منا او من حبنا ومن يقف في طريقنا اما متخلف او حاقد لايعرف الحب او لايملك قلبا عرف به الحب . لكن هي في الحقيقة لم تكن تجارب حب حقيقي تلك التي عشناها في بواكير الشباب وانما كانت رغبات او اماني غير محسوبة تتناسب مع اعمارنا وسرعة المتغيرات فيها وهي وان كانت فاشلة او غير مكتملة الا انها ذو فائدة كبيرة اصبحت رصيدنا من التجارب في بقية عمرنا ومع ذلك يبقى عمر الشباب اجمل الاعمار واروعها واكثرها عنفوانا وحيوية ونقاءا.

• ولدت وترعرعت في العراق وتنقلت في دول واماكن كثيرة ثم استقر بك المطاف في ايطاليا .. لمن انتمائك ؟.. ولائك .. حنينك ؟
• انا ايطالية الجنسية عراقية الهوى والانتماء لست على استعداد لاستبدال العراق وطني بأي مكان اخر في العالم مهما كان جمال او جودة هذا المكان ورحيلي عن العراق لم يكن بطرا او ترفا وانما كانت الضرورة وامور لا اريد استعادة مرارة ذكراها هي وراء تركي لبلدي العراق .

• واخيرا ياسهيلة ؟
•شكري لك ولجريدة حراك التي اعادتاني لطفولتي وذكرياتي في العراق وايامي الجميلة فيه


راضي المترفي

ليست هناك تعليقات: