بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

عاصفة الصحراء وعاصفة الموسوي-كاظم فنجان الحمامي

عاصفة الصحراء وعاصفة الموسوي


كاظم فنجان الحمامي

تلاعبت بنا العواصف والزوابع والزلازل والأعاصير السياسية والحربية الهائجة بكل قواها واندفاعاتها واتجاهاتها, فتجرعنا سموم نكباتها وويلاتها ومصائبها ودواهيها, وتَحَملّنا نتائجها المدمرة وتداعياتها القاتلة منذ اندلاع ذاريات عاصفة الصحراء من قعر حفر الباطن حتى يومنا هذا, فتأرجحت أوضاعنا الاجتماعية بين تقديس الأشخاص وتقديس المبادئ, وبين ثقافة الانفتاح وثقافة الانتفاخ, وبين تطبيق القانون والعزف على القانون بما ينسجم مع المزاجات المتقلبة لأصحاب السلطات الاستثنائية, وبما ينسجم مع شطحات المحسوبين عليهم من أبناء وآباء, وإلا بماذا تفسرون العقوبة التي تلقاها رجل المرور حسين رزاق العبيدي أثناء تطبيقه القانون في شوارع النجف.
لقد لازمتنا حالات التأرجح بكل تقلباتها الفوضوية القلقة, وإفرازاتها الاستعلائية المتبطرة, ولم تستقر أحوالنا حتى جاء اليوم الذي هبت فيه رياح السيدة (عاصفة الموسوي) لتعصف برجل المرور, وتسبب له عقوبات لا يستحقها.
كل القصة وما فيها أن السيدة, وهي عضو في مجلس محافظة النجف, ركنت سيارتها في مكان أحدث اختناقاً وإرباكاً لسير المركبات في المدينة القديمة المعروفة بشوارعها الضيقة, ما اضطر رجل المرور (حسين) المتواجد في ذلك المكان أن ينبه سائق السيدة, ويطلب منه مغادرة المكان, فلما غادر مكانه متثاقلاً بعد طول انتظار, قال له رجل المرور باللهجة النجفية الدراجة: (صلوات على محمد, وأخيرا تحركت من مكانك). .
شاءت الأقدر التي حذفتها علينا العواصف أن يكون سائق السيارة هو والد السيدة (عاصفة الموسوي), وكانت (الصلوات), التي أطلقها (حسين) هي القشة التي حملتها رياح العاصفة, لتضعها على طاولة مدير المرور في المدينة (أبو علاء), فصدرت أوامره بمعاقبة (حسين) لتسببه في إزعاج والد السيدة, فكان أعضاء مجلس المحافظة بالمرصاد عندما ألغوا العقوبة, وسخروا من العاصفة ومن مدير المرور الذي طأطأ رأسه للعاصفة.  
http://www.youtube.com/watch?v=5Qoi1Tj7YrM
كانت هذه مجرد حالة منفردة رددتها أبواق الفضائيات ونشرتها المنتديات والمواقع الالكترونية بالصوت والصورة, في الوقت الذي تجاهلت فيه ملايين الحالات, التي ضاعت فيها حقوق الناس تحت عجلات مواكب المسؤولين, وعجلات أبنائهم وآبائهم, من الذي انطلقوا بمركباتهم بسرعاتها الجنونية في الاتجاهات المرورية المعاكسة, وخالفوا أنظمة السير, بعجلاتهم الاستفزازية المحفوفة بأفواج من أسراب الحمايات والحراسات المشددة.
http://www.youtube.com/watch?v=LHp4Y7N9CdU
ختاماً نقول: أن تطبيق القوانين حصرياً على الضعفاء, والتغاضي عن انتهاكات أصحاب المناصب العليا وأصحاب النفوذ والمراتب الرفيعة, ما هو إلا نذير شؤم في البلدان, التي ضاعت فيها حقوق الناس, فالعدل أساس الملك. والقانون فوق الصغير والكبير مهما بلغت شدة العواصف وضراوتها. .



ليست هناك تعليقات: