الجمعة، 27 يناير 2012

حسين درويش العادلي-رواية توماس فريدمان



حسين درويش العادلي
رواية توماس فريدمان
أثارتني واقعة يرويها الصحفي الشهير توماس فريدمان... عن الرئيس اللبنانى الاسبق كميل شمعون .. حول تقسيم العراق والمنطقة
يقول فريدمان: (كميل شمعون ثاني رئيس لبناني، والرجل الذي خبر كثيراً من أوضاع المنطقة، كانت له توقعات ورؤى، كثيراً ما كانت تثير جدلا، وتخلق متفقينأقل ومختلفين معها أكثر، في منطقة وضعت على جيدها -وقتئذ- أيقونة الناصرية زهواً واعتناقاً وطموحاً في كرامة قومية.
فضلاً عن أن "شمعون" كان السياسي الذي لم ينته دوره بخروجه من سدة الرئاسة اللبنانية، بل أنه كثيراً ما كانيحرك احداثاً في بلاده، وأحيانا في المنطقة. وعندما اجتاح الجيش الاسرائيلي لبنان، طلبت قيادات لبنانية- من قادة الميليشيا المسيحية التي كانت في نزاع عسكري مع المنظمات الفلسطينية، وقت ان كانت هذهالمنظمات تتمترس في لبنان من اجل انشاء جبهة مع اسرائيل- من كميل شمعون إبداء رأيه في فكرة تقسيم لبنان، وذلك لإنشاء دولة مسيحية،
فلم ترق لشمعون هذه الفكرة، وقال لمحدثيه: "اسمعوا.. لبنان لا يتقسم إلاّ اذا تقسّم العراق، فإذا شاهدتم العراق يتقسم، فهذا يعني بداية مرحلة الدويلات الطائفية والعرقية في المنطقة،وليس في لبنان فقط
هذا الرأي الذي أبداه شمعون قبل نحو ربع قرن، والوارد في كتب سياسية، ومقالات كتاب ومحللين سياسيين، يحول البصر الآن تلقائيا صوب العراق، باعتبار أنَّ أحواله مقياساً -وفقاً لتقديرات شمعون- ووحدته الوطنية معياراً لثبات وبقاء الجغرافية السياسية الراهنة في المنطقة على أوضاعها
وفي المقابل، تكون بوادر رياح التقسيم في بلاد الرافدين نذر شؤم، وبداية لرسم خرائط سياسية جديدة في المنطقة، والتي تشهد الآن متغيرات عاصفة، لم تحدثقط -مجتمعة- في تاريخها الأوسط والحديث)، إنتهى. صحيفة العرب اليوم في 23/12/2011، التلويح بوباء التقسيم في المنطقة وأخطاره، توماس فريدمان.تساؤلات؟ هل هي نبوءة تلك التي أباح بها السياسي المخضرم كميل شمعون قبل أكثر من عقدين؟ أم هي اطلاع على ما خفي من مخططات تشتغل عليها القوى الصانعة للتاريخ؟ أم هي قراءةسياسية لعوامل بنيوية لجوهر الدولة العراقية وللعوامل الجيوسياسية العاملة فيه ولتأثيرات هذا البلد على
مجمل الخارطة الشرق أوسطية؟.. قد تكون هذا وذاك.. وأكثر.. ربما
لماذا العراق تحديداً

لكن، لماذا العراق تحديداً إذا ما تقسّم فستكون بداية مرحلة الدويلات الطائفية والعرقية فيالمنطقة وليس في لبنان فقط؟ لماذا لا تكون اليمن مثلاً أو الجزائر أو السعودية أو حتى سوريا ذات التأثير المباشر على الجغرافيا السياسية في منطقة الشرقالأوسط؟ لماذا العراق تحديداً؟
الموقع الجيوسياسي
أتصور أن الموقع الجيوسياسي هو العلة، فالعراق دولة استثنائية في موقعها الجيوسياسي، هو موقع تلاقي ثلاث كتلبشرية سياسية وحضارية غير منسجمة
ومتصارعة ومتبادلة التأثير سلباً وايجابا، إنها الكتلة العربية والكتلة الإيرانية والكتلة التركية،
من هنا فأي تقسيم للعراق يعني تأثيراً مباشراً على العرب والإيرانيينوالأتراك،.. على
سبيل المثال: تقسيم العراق سينتج دويلات عرقية طائفية بالضرورة، تتمحور حول العرق

ليست هناك تعليقات: