إضاءة
مشهد الشمس ...
والأربعاء الأخير من صفر . !!!
حامد كعيد الجبوري
من المعلوم أن الأشهر الحرم في الجاهلية هي محرم ، رجب ، ذي القعدة ، وذي الحجة ، وحين بزوغ فجر الإسلام أقر حرمة هذه الأشهر التي كان الأعراب يتجنبون الحرب فيها لقدسية يرونها فيها ، وأيام زمان تعمد أمهاتنا لصبغ ملابسهن و ملابسنا ( الدشاديش ) باللون الأسود بداية شهر محرم الحرام ليعبرن عن حزن الجميع لما أصاب عترة آل محمد ( ص ) من قتل وسبا أيام عاشوراء في كربلاء ، ولا ينتهي حزنهن وخلع ملابسهن السود على سبط الرسول الأعظم (ص ) إلا بنهاية شهر صفر ، وأخريات من النساء ينزعن سوادهن بعد ذكرى وفاة الرسول ( ص ) ، ووعيت لطقس يمارس من نسوة الحلة فقط وهو الذهاب الى مقام أمير المؤمنين علي ( ع ) في ( مشهد الشمس ) ، والمقام لا يبعد عن مركز المدينة سابقا إلا بعشرات الأمتار ، أما الآن أصبح جزءا من مركز المدينة ، و ( مشهد الشمس ) معبد لآلهة الشمس عند البابليين ويسمونه ( معبد أدد ) ، حل فيه أمير المؤمنين علي ( ع ) وهو عائد من معركة ( النهروان ) ، ويروي الكثير من المؤرخين بإثبات واقعة رد الشمس لعلي ( ع ) بعد أن فات عليه صلاة العصر ، الأربعاء الأخير من صفر ينهضن أمهاتنا وأخو
اتنا مبكرات ليذهبن الى مقام مرد الشمس في الحلة ، من الليل هيأن مستلزمات الزيارة من أكل وشرب ، وقسم منهن يؤدين دينا من النذور برقبتهن لأن الله قد حقق حلما لهن ، وكل الزوار الى المقام من النسوة فقط ، صبايا ينذرن للنجاح ، الشابات نذرهن للزواج ، الحوامل يردن ولدا ، الأم تطلب لأولادها ما يريدونه ، وهكذا ، يقطع السير للعجلات من الصباح الباكر ، ويحول سير المركبات لطرق أخرى ، حشد لا حصر له من النساء ، وأجمل ما في هذا الطقس ، أو قل العرف المجتمعي الجديد هو صعود قسم من النسوة لباحة المنارة ومن خلال الدرج الحلزوني ورمي العباءات من أعلى المنارة بعد تعليم العباءة أو زرها بشئ يدل على صاحبتها ، أو تطريز طرفا من هذه العباءة بلون مغاير للسواد ، والفأل الحسن أن تطايرت العباءة سابحة في الجو ، ودلالة ذلك أن صاحبة العباءة سوف تحصل على مرادها الذي أتت من أجله ، يستمر هذا الطقس من الصباح الباكر ولبداية أذان المغرب ، وسمعت أخيرا أن قسما من النسوة يضعن تحت وسادتهن شيئا من المال ليتصدقن به في اليوم الموعود لفقراء المدينة ، وحقيقة سألت الكثير من الحليين ليرشدني أحد لمغزى هذا الطقس ولم أجد له جوابا شافيا لحد الآن ، ويرى ال
بعض أن التقاليد المجتمعية التي توطد العلاقات العائلية وتوثقها يقرها الدين والعرف ، وهذه مما أقرها العرف ولم يعارضها الدين ، ونهاية شهر صفر يجوب الصبية أزقة المدينة وهم يرددون ( يا محمد يا شفيع / راح صفر جانه ربيع ) ، للإضاءة ...... فقط .
بعض أن التقاليد المجتمعية التي توطد العلاقات العائلية وتوثقها يقرها الدين والعرف ، وهذه مما أقرها العرف ولم يعارضها الدين ، ونهاية شهر صفر يجوب الصبية أزقة المدينة وهم يرددون ( يا محمد يا شفيع / راح صفر جانه ربيع ) ، للإضاءة ...... فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق