الجمعة، 27 يناير 2012

حسين درويش العادلي-رواية توماس فريدمان



حسين درويش العادلي
رواية توماس فريدمان
أثارتني واقعة يرويها الصحفي الشهير توماس فريدمان... عن الرئيس اللبنانى الاسبق كميل شمعون .. حول تقسيم العراق والمنطقة
يقول فريدمان: (كميل شمعون ثاني رئيس لبناني، والرجل الذي خبر كثيراً من أوضاع المنطقة، كانت له توقعات ورؤى، كثيراً ما كانت تثير جدلا، وتخلق متفقينأقل ومختلفين معها أكثر، في منطقة وضعت على جيدها -وقتئذ- أيقونة الناصرية زهواً واعتناقاً وطموحاً في كرامة قومية.
فضلاً عن أن "شمعون" كان السياسي الذي لم ينته دوره بخروجه من سدة الرئاسة اللبنانية، بل أنه كثيراً ما كانيحرك احداثاً في بلاده، وأحيانا في المنطقة. وعندما اجتاح الجيش الاسرائيلي لبنان، طلبت قيادات لبنانية- من قادة الميليشيا المسيحية التي كانت في نزاع عسكري مع المنظمات الفلسطينية، وقت ان كانت هذهالمنظمات تتمترس في لبنان من اجل انشاء جبهة مع اسرائيل- من كميل شمعون إبداء رأيه في فكرة تقسيم لبنان، وذلك لإنشاء دولة مسيحية،
فلم ترق لشمعون هذه الفكرة، وقال لمحدثيه: "اسمعوا.. لبنان لا يتقسم إلاّ اذا تقسّم العراق، فإذا شاهدتم العراق يتقسم، فهذا يعني بداية مرحلة الدويلات الطائفية والعرقية في المنطقة،وليس في لبنان فقط
هذا الرأي الذي أبداه شمعون قبل نحو ربع قرن، والوارد في كتب سياسية، ومقالات كتاب ومحللين سياسيين، يحول البصر الآن تلقائيا صوب العراق، باعتبار أنَّ أحواله مقياساً -وفقاً لتقديرات شمعون- ووحدته الوطنية معياراً لثبات وبقاء الجغرافية السياسية الراهنة في المنطقة على أوضاعها
وفي المقابل، تكون بوادر رياح التقسيم في بلاد الرافدين نذر شؤم، وبداية لرسم خرائط سياسية جديدة في المنطقة، والتي تشهد الآن متغيرات عاصفة، لم تحدثقط -مجتمعة- في تاريخها الأوسط والحديث)، إنتهى. صحيفة العرب اليوم في 23/12/2011، التلويح بوباء التقسيم في المنطقة وأخطاره، توماس فريدمان.تساؤلات؟ هل هي نبوءة تلك التي أباح بها السياسي المخضرم كميل شمعون قبل أكثر من عقدين؟ أم هي اطلاع على ما خفي من مخططات تشتغل عليها القوى الصانعة للتاريخ؟ أم هي قراءةسياسية لعوامل بنيوية لجوهر الدولة العراقية وللعوامل الجيوسياسية العاملة فيه ولتأثيرات هذا البلد على
مجمل الخارطة الشرق أوسطية؟.. قد تكون هذا وذاك.. وأكثر.. ربما
لماذا العراق تحديداً

لكن، لماذا العراق تحديداً إذا ما تقسّم فستكون بداية مرحلة الدويلات الطائفية والعرقية فيالمنطقة وليس في لبنان فقط؟ لماذا لا تكون اليمن مثلاً أو الجزائر أو السعودية أو حتى سوريا ذات التأثير المباشر على الجغرافيا السياسية في منطقة الشرقالأوسط؟ لماذا العراق تحديداً؟
الموقع الجيوسياسي
أتصور أن الموقع الجيوسياسي هو العلة، فالعراق دولة استثنائية في موقعها الجيوسياسي، هو موقع تلاقي ثلاث كتلبشرية سياسية وحضارية غير منسجمة
ومتصارعة ومتبادلة التأثير سلباً وايجابا، إنها الكتلة العربية والكتلة الإيرانية والكتلة التركية،
من هنا فأي تقسيم للعراق يعني تأثيراً مباشراً على العرب والإيرانيينوالأتراك،.. على
سبيل المثال: تقسيم العراق سينتج دويلات عرقية طائفية بالضرورة، تتمحور حول العرق

غالب المسعودي - اللغة من الصمت إلى الموسيقى


الخميس، 26 يناير 2012

سالوفة فخر-حامد كعيد الجبوري




سالوفة فخر
حامد كعيد الجبوري
عندي صاحب...
من يسولفلّي أعله جَده
أقرَه بعيونَه الفخر
وسبحة الكهرب أبأيده...
وخرزَه ، خرزه
أيسمي أجداده لحد سابع ظهر
وجدَه كاتب للأمير...
وهاوِّي للصيد وكنُص
مية سياف أبيمينه ...
ومية سياف أبيساره
وميه ، خَياله وراه
وجده من يطرّد غزاله...
أبسهم واحد...
أينيشن أيجيس الرماه
ومره حسيت أبسؤاله ، الكبرياء
ولأن زين أعرف أطباعه
نص أحاديثه رياء
كال سولفلّي أعله جدَك ؟
كتله آنه أملُـك هويتي
بيها أسمي وأسم أبويه
وأسم جدي وأسم أبوه
والعشيره ....
الماتقدم خبزه لحلوك الجياع
ما يهم بيها الفقير
وبيتنه ، أمن الطين ...
وجذوع النخيل
وبنفس هذا سؤالك
كتله بويه أبروح أبوك
تدري جَدي أشيشتغل ؟
ضحك حيل...
أمن الكَلب طلعت ضحكته
وكال يا سبحان ربي
وبنفس هذا السؤال ، أسألت جدك
كال ، يمكن جان راعي...
للسراكيل أبغنمهم
لو مزارع ...
يزرع أبكيعان كتاب الأمير
وجان جدك ...
يبني ، أكثر من فقير
مامُلك كوخ اليلمه
وعلى أخدوده ...
أنطبعت آثار الحصير
وجانت الطيبه صفاته
والوطن دينَه وصلاتَـه
ولا مُلك كبر المماته
ولا ترك ألنه أثركتله بويه أجدادي عافولي حمل ...
كلش ثكيل
راح انهض ...
وأحمل أعباء الرساله
وجَدّي بيَّ أيشيل راسه
وراح أعدلهم مآثر
خلفوا أجدادي شاعر
(بنفسي فخرتُ لا بجدودي)1
يكتب التاريخ بيده ...
ويصنع المجد الجبير...
أيفرح أجداده أبكبرهم
شاعر ومهوال أبنهم
تجري بشفافه القصايد ...
أيعملِق القِـزم الزغير
ويصلِح السيره وسلوك
وللفخر أسمه يلوك
كلما يتبدل خليفه
أيحصِل الأحسن وظيفه
أبصفة ...
...مداح الملوك
***

• : استفاده من قصيده لشاعر الفصحى كريم جخيوّر
1 : من

مجموعة قصصية جديدة للقاص ابراهيم خليل ياسين


عن دار رند للطباعة والنشر والتوزيع-دمشق صدرت مجموعة قصصية جديدة للقاص ابراهيم خليل ياسين بعنوان آخر الليل...أول الفجر احتوت المجموعة على اربعة عشر قصة قصيرة ذيلها القاص جاسم عاصي(المجموعة احتوت على صياغات جيدة, تنم عن موهبة قصصية,ستجد طريقها بين القص العراقي والعربي)

الاثنين، 23 يناير 2012

أرقام عراقية تجاهلتها غينيس- كاظم فنجان الحمامي




أرقام عراقية تجاهلتها غينيس

موضوع طريف نشرته جريدة المستقبل بعددها الصادر في 21/1/2012

كاظم فنجان الحمامي

بات من المؤكد ان مؤسسة غينيس للأرقام القياسية تغافلت أو تجاهلت بعض الأرقام القياسية العراقية النادرة, وربما أهملتها مع سبق الإصرار والإنكار, فالأرقام التي سنتحدث عنها هنا لا مثيل لها في عموم أقطار السماوات والأرض, ولم تكن موجودة عند شعوب السلالات البشرية القديمة ولا المعاصرة. .

فعلى الرغم من كفاءة هذه المؤسسة الموسوعية, ودقتها في تسجيل الأرقام الق
ياسية في كل المجالات, وعلى الرغم من رصدها الحالات والظواهر الغريبة, وتوثيقها من حيث الحجم والارتفاع والوزن والسرعة والقوة والقلة والكثرة, حين سجلت وزن أضخم رجل في العالم, واقصر امرأة, وأقوى إنسان, وأصغر دب, وأكبر قطة, وأسرع سلحفاة, وأطول أفعى, وأكبر طبق (بابا غنوج), واقصر فستان زفاف, وأوسع قطعة (همبرغر), وأطول أظافر, وأسرع هارب, وأطول شارب, وأكبر قارب, واستطاعت ان تسجل بحيادية حوالي (64000) رقما قياسيا في شتى المجالات والفعاليات الفردية والجماعية. .

لكنها لا تعلم حتى الآن أن أكثر من ثلث الشعب العراقي, هم من مواليد اليوم الأول من تموز (يوليو), وأن تواريخ ميلادهم مثبتة رسميا في سجلات مديرية النفوس والأحوال المدنية, بموجب إحصائيات التعداد السك
اني العام لسنة 1957, بمعنى ان أكثر من ثلث الشعب العراقي يحتفلون بأعياد ميلادهم في عز الصيف, وعلى وجه التحديد في اليوم الأول من تموز (يوليو), في سابقة كو
نية وإحصائية, لا مثيل لها في سجلات الصين, ولا في سجلات روما القديمة, ولا في سجلات يوم القيامة. . .

ولا تعلم مؤسسة غينيس أن الشعب العراقي ينفرد عن بقية شعوب الأرض بعدد أيام العطل الرسمية, التي ليس لها نظير في بقية أقطار العالم, أما العطل في المناسبات الدينية فتكاد تكون مفتوحة للجميع وعلى طول أيام السنة, ما تسبب في توقف جميع التعاملات المالية في الأسواق العراقية, بضمنها البنك المركزي, وتسببت العطل الكثيرة في تعثر الأنشطة التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات.

خذ على سبيل المثال عطلة عيد الأضحى, فهي عندنا تستمر لأسبوع أو أكثر, وفي أجندتنا الدينية الشاملة أكثر من مئة مناسبة لكل الأديان والفرق والطوائف. .

وبحسب قانون العطل الرسمية, الذي أقرته الحكومة, فإننا في العراق نتمتع سنوياً بأكثر من (180) يوم من العطل الرسمية والدينية بضمنها العطل الأسبوعية (الجمعة والسبت), والتي تصل الى (104) يوم بالسنة. .
ولا تعلم مؤسسة غينيس إننا في العراق نستهلك في بيوتنا كميات هائلة من المشتقات النفطية لتغطية احتياجاتن
ا المنزلية من البنزين, والكيروسين, وزيت الغاز, بسبب الأزمات الكهربائية الموروثة والمتأصلة والمتراكمة والمتجددة. . .


ولا تعلم غينيس إن مجموع أطوال الحواجز الخراسانية والقواطع الحجرية الفاصلة بين ضواحي بغداد,
ومجموع أطوال الموانع الكونكريتية المقامة حول الوزارات, وحول المؤسسات الحكومية, والثكنات العسكرية, والمراكز الحساسة, ونقاط التفتيش, ومنازل الوزراء والوكلاء والنواب والمدراء في بغداد وحدها, أصبحت أطول بكثير من محيط العاصمة, بمعنى ان تلك الحواجز والموانع والمصدات صارت تكفي لتطويق بغداد بسور كونكريتي عظيم لا يقل ارتفاعه عن ثلاثة أمتار, ونترك لمؤسسة غينيس تقدير كميات الحديد والاسمنت والحصى, التي استعملت في صب تلك الحواجز المنيعة. .

ولا تعلم غينيس إننا نمتلك من أجهزة توليد الطاقة الكهربائية (المولدات المنزلية) ما لا تمتلكه الشعوب الأخ
رى, ونستورد منها في شهر واحد ما لا تستورده قارة أفريقيا على مدار السنة. .

ولا تعلم غينيس أن مجموع ما تمتلكه الأسر العراقية من الجلكانات (العبوات البلاستيكية), يفوق ما تمتلكه الأقطار العربية كلها, فالجلكانات الموجودة في بيوتنا من كل الأصناف والأحجام والألوان, عندنا جلكانات لتخزين البنزين, وأخرى لحفظ المياه العذبة, أو لتخزين الكيروسين, أو لتأمين حاجتنا من المشتقات النفطية الأخرى, فغينيس لا تعلم حتى الآن إننا مازلنا نعيش في العصر الجلكاني. .

وإذا كانت غينيس قد دونت مسيرة الملح إلى داندي كأطول مسيرة قطعها الشعب الهندي عام 1930 بقيادة المهاتما غاندي احتجاجا على ضريبة الملح, التي فرضتها بريطانيا, فإنها لا تعلم بالأرقام القياسية التي سجلتها الجموع المليونية الزاحفة نحو كربلاء سيرا على الأقدام لمئات الكيلومترات, في مسيرة البحث عن الخلاص والانعتاق والتحرر. .

ولا تعلم غينيس أن بغداد والمدن العراقية الأخرى شهدت من التفجيرات بالأحزمة الناسفة, والسيارات المفخخة, والعبوات الموقوتة ما لم تشهده عواصم الدنيا كلها, وتعرضت لأبشع العمليات الإرهابية, التي استعملت فيها آلاف الأطنان من المواد التخريبية المدمرة. .

ولا تعلم غينيس أن قوائم الأحزاب والكيانات السياسية العراقية, التي شاركت بانتخابات مجالس المحافظات, أو التي شاركت بانتخابات مجلس النواب تتفوق رقميا على كل الأحزاب الأوربية والآسيوية. .

ولا تعلم غينيس أن أطول عملية في التاريخ هي العملية السياسية, التي تفجرت براكينها في العراق عام 2003, ولم تعرف الهدوء منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا. وربما تعقدت كثيرا, تحت تأثيرات النفاق السياسي, وتدهورت في ظل الفوضى الديمقراطية الخلاقة, التي أرهقت الشعب العراقي, وكبدته خسائر فادحة وتضحيات جسيمة. .

وعلى الرغم من كل المآسي والأحزان والويلات والنكبات, التي صبتها الأقدار فوق رأس الشعب العراقي, وحرمته من نعمة الأمن والاستقرار, فقدت مؤسسة غينيس حياديتها, واتفقت مع معهد (جي. أف. كي) على وضع الشعب الألماني في مقدمة الشعوب القلقة, وسجلته في طليعة الأمم غير المستقرة, رغم أن ألمانيا تعد الأغنى في قارة أوربا, واقتصادها هو الأكثر تماسكا وصلابة. .

فإذا كانت غينيس ترى أن الألمان مصابون بتعدد الهواجس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وأنهم أكثر الشعوب قلقا على مستقبل بلادهم, ألا تدعونا الأرقام التي مر ذكرها إلى الحزن والقلق على مستقبل العراق, خصوصا بعد أن كسرنا الأرقام القياسية كلها, وتجاوزنا الخطوط الحمراء, حتى لم يعد وراءنا وراء بالمقارنة مع أقطار السماوات والأرض. . .

والله يستر من الجايات..

الجمعة، 20 يناير 2012

غالب المسعودي - العبقرية وإبداعات الكتابة

مشهد الشمس ...-حامد كعيد الجبوري



إضاءة
مشهد الشمس ...
والأربعاء الأخير من صفر . !!!
حامد كعيد الجبوري
من المعلوم أن الأشهر الحرم في الجاهلية هي محرم ، رجب ، ذي القعدة ، وذي الحجة ، وحين بزوغ فجر الإسلام أقر حرمة هذه الأشهر التي كان الأعراب يتجنبون الحرب فيها لقدسية يرونها فيها ، وأيام زمان تعمد أمهاتنا لصبغ ملابسهن و ملابسنا ( الدشاديش ) باللون الأسود بداية شهر محرم الحرام ليعبرن عن حزن الجميع لما أصاب عترة آل محمد ( ص ) من قتل وسبا أيام عاشوراء في كربلاء ، ولا ينتهي حزنهن وخلع ملابسهن السود على سبط الرسول الأعظم (ص ) إلا بنهاية شهر صفر ، وأخريات من النساء ينزعن سوادهن بعد ذكرى وفاة الرسول ( ص ) ، ووعيت لطقس يمارس من نسوة الحلة فقط وهو الذهاب الى مقام أمير المؤمنين علي ( ع ) في ( مشهد الشمس ) ، والمقام لا يبعد عن مركز المدينة سابقا إلا بعشرات الأمتار ، أما الآن أصبح جزءا من مركز المدينة ، و ( مشهد الشمس ) معبد لآلهة الشمس عند البابليين ويسمونه ( معبد أدد ) ، حل فيه أمير المؤمنين علي ( ع ) وهو عائد من معركة ( النهروان ) ، ويروي الكثير من المؤرخين بإثبات واقعة رد الشمس لعلي ( ع ) بعد أن فات عليه صلاة العصر ، الأربعاء الأخير من صفر ينهضن أمهاتنا وأخو
اتنا مبكرات ليذهبن الى مقام مرد الشمس في الحلة ، من الليل هيأن مستلزمات الزيارة من أكل وشرب ، وقسم منهن يؤدين دينا من النذور برقبتهن لأن الله قد حقق حلما لهن ، وكل الزوار الى المقام من النسوة فقط ، صبايا ينذرن للنجاح ، الشابات نذرهن للزواج ، الحوامل يردن ولدا ، الأم تطلب لأولادها ما يريدونه ، وهكذا ، يقطع السير للعجلات من الصباح الباكر ، ويحول سير المركبات لطرق أخرى ، حشد لا حصر له من النساء ، وأجمل ما في هذا الطقس ، أو قل العرف المجتمعي الجديد هو صعود قسم من النسوة لباحة المنارة ومن خلال الدرج الحلزوني ورمي العباءات من أعلى المنارة بعد تعليم العباءة أو زرها بشئ يدل على صاحبتها ، أو تطريز طرفا من هذه العباءة بلون مغاير للسواد ، والفأل الحسن أن تطايرت العباءة سابحة في الجو ، ودلالة ذلك أن صاحبة العباءة سوف تحصل على مرادها الذي أتت من أجله ، يستمر هذا الطقس من الصباح الباكر ولبداية أذان المغرب ، وسمعت أخيرا أن قسما من النسوة يضعن تحت وسادتهن شيئا من المال ليتصدقن به في اليوم الموعود لفقراء المدينة ، وحقيقة سألت الكثير من الحليين ليرشدني أحد لمغزى هذا الطقس ولم أجد له جوابا شافيا لحد الآن ، ويرى ال
بعض أن التقاليد المجتمعية التي توطد العلاقات العائلية وتوثقها يقرها الدين والعرف ، وهذه مما أقرها العرف ولم يعارضها الدين ، ونهاية شهر صفر يجوب الصبية أزقة المدينة وهم يرددون ( يا محمد يا شفيع / راح صفر جانه ربيع ) ، للإضاءة ...... فقط .

الخميس، 19 يناير 2012

لو إطﮓ روحك ما أسجنك-كاظم فنجان الحمامي




لو إطﮓ روحك ما أسجنك
لماذا ماضينا أفضل من حاضرنا ؟؟
مقالة طريفة نشرتها جريدة المستقبل بعددها الصادر في 19/1/2012
كاظم فنجان الحمامي
في عام 1988, وفي اليوم الأول الذي وصل فيه المدير الجديد للموانئ العراقية, الأستاذ (عبد الرزاق عبد الوهاب علي *), ليباشر مهام عمله في البصرة خلفا للأستاذ (فالح محمود الموسى), وقف على أطلال الأرصفة التي خنقتها الحرب الطويلة, وشلت حركتها بالكامل, ليقرأ كلمته الافتتاحية, التي كان فيها في قمة الحكمة والوضوح, عندما قال: (أتمنى أن يوفقنا الله جميعا فنرتقي بالموانئ العراقية إلى المستوى الذي كانت عليه في الخمسينيات أو الستينات). .
وكان الرجل على حق, ففي تلك الحقبة ازدهرت موانئنا وتألقت حتى تربعت فوق ناصية المجد, وتفوقت على الموانئ الأوربية والأمريكية بشهادة المنظمات والهيئات الدولية. .
وهكذا نحن دائما, نشعر أننا كلما رجعنا إلى الوراء, وعدنا إلى الماضي وتفاصيله, وشاهدنا ما آلت إليه أحوالنا في حاضرنا المؤلم, قلنا: أن ماضينا كان أجمل وأفضل من حاضرنا. .
فالأمس عندنا أفضل من اليوم, واليوم أفضل من الغد في هذه المتوالية الزمنية المتكررة, وشاءت الأقدار أن نتقوقع في حاضرنا عند التقاء عقارب التردي في النقطة المنخفضة من ذراع البندول المتأرجح في قعر دائرة التعاسة, في الوقت الذي يكون فيه ماضينا هو الأسمى والأجمل والأهدأ والأروع, وما زلنا حتى يومنا هذا, بل في يومنا هذا (على وجه التحديد), نردد حكايات الزمن الماضي, كلما اجتمعنا سوية تحت سقف واحد, لأننا لا نملك من حاضرنا ما يبعث فينا البهجة والسعادة والفرح, ويعيد لنا الطمأنينة والاستقرار. .
من هذه الحكايات الجميلة المعادة, اخترت لكم هذه الطرائف الظريفة من حياة رئيس الوزراء الأسبق (نوري السعيد), الرجل الذي كان أجدادنا يبغضونه, ويشتمونه في الرايحة والجاية, وتبين لنا الآن أنهم كانوا جميعا على خطأ بالمقارنة مع ما آلت إليه الأمور في المرحلة الراهنة. .
كان الباشا نوري السعيد يذهب إلى مكتبه مبكرا, ليكون أول من يدخل المبنى, وكان في طريقه إلى المكتب رجل يبيع الكباب المشوي على الرصيف, وكلما مرّت سيارة الباشا, (سيارة واحدة فقط), يعترضها الكبابجي ويصرخ بأعلى صوته شاتما نوري السعيد بألفاظ قاسية, حتى تكررت الاعتراضات وتصاعدت نبرة الشتائم, فتمادى الكبابجي بالإساءة, ما اضطر الباشا إلى التوقف ذات يوم أمام عربة الكبابجي, والترجل من سيارته, وتوجه بالسؤال إلى الكبابجي: لماذا تعترض طريقي, وتشتمني كل صباح, ما الذي فعلته لك ؟؟, فأجابه الكبابجي باللهجة البغدادية الدارجة: ((باشا آني ما عندي شي ويام, بس آني يوميتي (أجري اليومي) قليلة 250 فلس, وصاحب عائلة كبيرة, وما أقدر أوفر منها المال لزواجي, وعرفت أن الحكومة تصرف بالسجن (400) فلس يوميا لكل مسجون, من غير الأكل والشرب والمنام, فـﮝلت (قلت) أتهجم عليك وأسبك, لعله تدخلني السجن, كسجين سياسي, واستفيد من المصرف اليومي, واجمع لي كم فلس)), فضحك الباشا, وأعطاه خمس دنانير من جيبه الخاص, وأخبره أنه لا يستطيع إرساله إلى السجن, فودعه بروح رياضية وانصرف إلى مقر عمله. وفي اليوم التالي مرّ الباشا على الكبابجي, فناداه من خلف نافذة السيارة مداعباً: ((لو إطﮓ روحك ما أوديك للسجن)). .

حكاية أخرى عن نوري السعيد, تقول: أن الباشا دأب على الاستماع لبرامج الإذاعة العراقية ونشرتها الإخبارية في الصباح الباكر, قبل تناوله الإفطار (الريوق), وكانت قراءة الأخبار محصورة بين الدروبي وموحان بن الشيخ طاغي الطائي. .
وفي يوم من الأيام كان موحان هو الذي يقرأ النشرة الصباحية, ثم بثت الإذاعة أغنية (جبل التوباد حياك الحيا) في نهاية النشرة, وهي من قصائد أحمد شوقي المغناة بصوت الموسيقار محمد عبد الوهاب, وما أن سمع الباشا المقطع الأول من الأغنية, حتى تملكه الغضب, واتصل هاتفيا بالإذاعة, وطلب مديرها (محسن محمد علي), الذي لم يكن موجودا وقتذاك, فتحدث مع موظف في الإذاعة, وسأله: ((منو هذا اللي كان يذيع النشرة ؟؟؟)), فقال له: انه موحان ابن الشيخ طاغي, قال: ((جيبوه أكلمه, قولوا له رئيس الوزراء يريدك)), فأسرع موحان إلى التلفون, وكان مضطربا قلقا, ولم يكن بعد قد تناول حتى استكان شاي يبل به ريقه, فالتقط السماعة, وأجاب: ((نع
م سيدي)), فجاءه صوت الباشا هادرا من الطرف الآخر: ((ولكم وين راح ذوقكم, الناس بعدهم على ريقهم, وانتو تدقوا لهم جبل التوباد, أتريدون تبكّوهم من الصباحيات, يعني ما عندكم أغنية بيها خير من الصبح, أغنية بيها شويه فرحة, بهجة, ابتسامة, حتى تسمعونهم هاذي الأغنية ؟؟)). .
ثم هدأ فجأة, وتغير صوته, وقال: ((أبني موحان خلونا نسمع شي يفرحنا, مثل اعنية: على شواطي دجلة مر, أو خدك القيمر, أو خدري الجاي خدري, شوفولكم بستات توّنس الناس وتفرحهم ؟؟)), عندئذ اعتذر موحان بأدب جم. فبادره رئيس الوزراء بنبرة الأب الحنون: ((أبني موحان أنت تريقت لو بعدك ؟؟)), فأجابه: ((لا والله باشا)), فقال له الباشا: ((طيب تعال, وجيب وياك صاحبك الدروبي, تعالوا تريقوا ويايه, شيعجبكم تأكلون ؟؟)). .

وصل الاثنان (موحان والدروبي) إلى بيت الباشا, الذي كان خلف الإذاعة تماما, وما أن جلسا حتى حضر طبق البيض المقلي, وجبن الضفائر, وقيمر السدة, والكاهي, والعسل, وكانت وليمة فطور لا تنسى, جمعتهم في دار الباشا, فخرجا من البيت فرحين مسرورين, وعادا إلى عملهما في يوم مشرق من تلك الأيام البغدادية الجميلة, وقد تعلما كيف يرسما الابتسامة على وجوه المستمعين. .
كانت النفوس في الماضي طاهرة نقية, لا تعرف الحقد, ولا الكراهية. ورحم الله شاعرنا الجميل محمود درويش عندما قال: ((لا بأس من أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا, ولكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرُنا أفضل من غدنا. فيا لهاويتنا كم هي واسعة ؟؟)), وبات من المسلم به أن ذكريات ماضينا أفضل من حاضرنا, وسوف تكون ذكريات حاضرنا أفضل من مستقبلنا. .
والله يستر من الجايات. .

حملة حوارية حول تشكيل الحزب العلماني الديمقراطي في العراق

الأربعاء، 18 يناير 2012

من الرابح !!!-حامد كعيد الجبوري


إضاءة
من الرابح !!!
الساسة ، المواطن ، الوطن ؟
حامد كعيد الجبوري
من المؤكد أن الجميع يعرف نتيجة هذا التساؤل الساذج ، و لا ضير في التذكير لننتفع من هذا التذكر ، قبل سقوط صنم الدكتاتورية كنا نؤمل أنفسنا ببحبوحة نفتعلها لنقنع أنفسنا بتغير لابد صائر ، وكنا نقول لأبنائنا ونحن نجلس لمائدة الإفطار أو الغداء أو العشاء أن ما يملكه العراق من خزين نفطي يجعلنا نعيش أفضل من أي بلد آخر ، بشرط أن يدير دفة البلد أبنائه الأصحاء ، ورسمت لنفسي ولعائلتي حلما ورديا لا يحلم به إلا السذج أمثالي ، قلت لهم أن هؤلاء سوف يغدقون علينا بعطايا من مالنا الخاص المستودع لنا في باطن أرضنا وفي البنوك العراقية ، وقلت لهم أن العراق سيضاهي اليابان صناعيا ، وهولندا بالورود والمنتجات الحيوانية ، وستكون لكل عائلة عراقية خادمة أو خادم من الفرنسيات أو الألمانيات أو السويديات ، وأولادي تعلو رؤوسهم لما يستمعون له ، سقط النظام وجاء أبناء البلد المشردون والموزعون بكل بقاع العالم ، أتوا لنا حفاةً لا يملكون شيئا إلا القليل منهم ، فتحنا لهم أبواب قلوبنا ، ونظّرنا لهم ، وتسابقنا لصناديق الاقتراع لنجعلهم سادة وقادة لنا ، تسابقنا سنة وشيعة ومسيح وغيرهم ، تسابقنا عربا وكوردا وتركمان ، أغمسنا أصابعنا بذلك اللون البنفسجي وليتنا لم نفعل – انا والحمد لله كل الانتخابات التي مرت لم تحصل القائمة التي أرشحها لشئ يذكر - ، وكانت النتيجة كما ترون ونرى ، صراع لا نعرف أوله لنحكم متى سينتهي ، اختلاسات وفساد مالي وإداري وأخلاقي لا حصر له ، كنا نحكم لحزب واحد والآن لجملة أحزاب ، كنا نصفق لشخص واحد والآن نصفق لساسة جوف كثر ، كان واحدا يسرقنا واليوم نسرق من الجميع ، رضينا بكل شئ ، رضينا بالفدراليات ، ورضينا بأنصاف المتعلمين ، ورضينا بالقتل والتشريد والتهجير ، قبلنا بالذبح على الهوية ، أجج الساسة لا جزاهم الله خيرا الفتنة الطائفية ، وهدمت جوامعنا و مساجدنا وكنائسنا ومقدساتنا الدينية ، أستأثر الساسة وأقاربهم ومن يخصهم بالمناصب والوظائف والتعيينات والإيفاد والناس صفرات أيديهم من كل ما ذكرت ، يشرعون قوانين ويشرعنونها لمصالحهم الذاتية ، بكل هذا ونحن راضون لا يخرج منا أحد للمطالبة بحقه المغتصب ، والأمر والأنكى من كل ذلك هو تصاعد حدة ووتيرة الصراع السياسي بين هؤلاء لينقلوها الى الشارع العراقي ، الكل من هؤلاء الساسة يخرجون بوجوههم الكالحة على شاشات الفضائيات ليكيلوا الشتائم والسباب كل الى خصمه ، الكل يتهم الكل بالخيانة والحصول على المميزات دون الآخر ، الكل ينادي أين ذهبت حكومة الشراكة الوطنية ، والعجيب أن المساكين أمثالي يظنون أن حكومة الشراكة تعني توزيع الوظائف والوزارات على القوائم في ما بينها ، والحقيقة غير ذلك ، القاتل في الحقيقة أنهم يقتسمون في ما بينهم المغانم التي تركها لهم طاغيتهم المقبور صدام العراق ، والأعجب من كل ذلك لم أستمع لسياسي سني أو شيعي ، أو كردي أو عربي ، وهو يقول للجميع وبملأ فمه أين هو حق المواطن ، لم لا تعطون للمواطن حقه وتقاتلوا أنتم على كيفية القسمة لا حقا ، ولم أستمع لسياسي أو نصف سياسي وهو يقول أين هو العراق من كل هذا الاقتتال والتحارب ، أيها الساسة سوف نطلق لألسنتنا العنان ، ولأقلامنا الحبر ، ولمعارفنا بالنصح ، ولعوائلنا بالتأييد ونقول للجميع أن مثل هؤلاء لا يصلحون لقيادة قطيع فكيف يقودون بلدا لسدة الأمان ، أيها الناس أحفظوا سماء هؤلاء وثقفوا ضدهم في انتخاباتنا القادمة ، فلو أسمعت لو ناديت حيا ، ولكن

الاثنين، 16 يناير 2012

غزة - دنيا الوطن-محمد حسنين هيكل


غزة - دنيا الوطن
أكد الكاتب والمحلل السياسي المخضرم محمد حسنين هيكل بأن ما يشهده العالم العربي هذه الأيام ليس « ربيعاً عربياً » وإنما « سايكس بيكو » جديد لتقسيم العالم العبي وتقاسم موارده ومواقعه ضمن 3 مشاريع، الأول غربي « أوربي- امريكي » والثاني إيراني والثالث تركي بالإضافة إلى نصف مشروع اسرائيلي لإجهاض القضية الفلسطينية.. منوهاً بأن الثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الاسلوب باعتبارها فعل لا يتم بطريقة « تسليم المفتاح » من قوى خارجية تطلب السيطرة ولا تريد إلا مصالحها فقط ولا يصح أن يتصور أحد أنها بعد المصالح تريد تحرير شعب
لافتاً إلى ان الاعتراف الامريكي الغربي بالاخوان المسلمين لم يأت قبولاً بحق لهم ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً بنصيحة عدد من المستشرقين لتوظيف ذلك في تأجيج فتنة في الإسلام لصالح آخرين، مضيفاً بأن نشوة الاخوان بالاعتراف الأمريكي الغربي بشرعيتهم لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف
جاء ذلك في حوار أجرته صحيفة « الاهرام » المصرية مؤخراً مع الكاتب والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل
حيث أشار هيكل إلى أن ما نراه الآن ليس مجرد ربيع عربي تهب نسماته على المنطقة، وإنما هو تغيير اقليمي ودولي وسياسي يتحرك بسرعة كاسحة على جبهة عريضة ويحدث آثاراً عميقة ومحفوفة بالمخاطر أيضاً
وقال: « ما نراه في هذه اللحظة هو مشروع قومي يتهاوى، وبقاياه تجري إزاحتها الآن، ومشروعات أخرى تتسابق إلى الفراغ، بعد أن أضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه ».. وأضاف: « أكاد أرى الآن خرائط كانت معلقة على الجدران ترفع الآن وتطوى، لأن المشاهد اختلفت، فالمواقع العصية تأدبت أو يجري تأديبها والمواقع الضائعة استعيدت أو انها تستعاد الآن، وكل ذلك تمهيد لفصل في شرق أوسط يعاد الآن تخطيطه وترتيبه وتأمينه، حتى لا يفلت مرة أخرى كما حدث عندما راود العرب حلم مشروعهم القومي، وتبدى لسنوات كأن هذا المشروع القومي العربي هو شكل المستقبل
وأوضح هيكل قائلاً: « على الساحة الآن وبالتحديد 3 مشروعات ونصف.. الأول غربي يبدو مصمماً ولديه فعلاً من أدوات الفعل والتأثير ما يشجع طلابه، والثاني مشروع تركي يبدو طامحاً، والثالث مشروع ايراني يؤذن من بعيد على استحياء، ثم أخيراً نصف مشروع أو شبح مشروع اسرائيلي يتسم بالغلاظة
مشيراً إلى أن المشروع الغربي وهو أمريكي أوربي يزحف على خطين وبحركة كماشة على الجناحين تطوق وتحاصر، الخط الأول مرئي مسموع محسوس ومسعاه اغراق المنطقة في صراع اسلامي – اسلامي، وبالتحديد سني شيعي، وقد بدأ زحف هذا الخط من عدة سنوات، عندما سقط النظام الامبراطوري في ايران، وحل محله نظام الثورة الاسلامية.. أما الخط الثاني لهذا المشروع الامريكي – الأوروبي فهو الخط الموازي لخط الفتنة والذي يزحف بسرعة لافتة حتى يسبق غيره والمتمثل بتقسيم المنطقة على طريقة « سايكس بيكو » مع تعديل ما تقتضيه متغيرات الاحوال
مبيناً أن « الخرائط الجديدة لا توزع إرث الخلافة العثمانية وإنما توزع إرث المشروع القومي العربي الذي تمكن من طرد الاستعمار الغربي في مرحلة سابقة وحاول أن يملأ الفراغ وعجز.. وأن دولة الخلافة العثمانية لم تستطع أن تحمي أملاكها، وهكذا جرى ارثها، وان المشروع العربي لم يستطع أن يحمي نفسه وهكذا اليوم يتوزع ارثه
واستطرد هيكل قائلاً: « سايكس بيكو الأولى كانت خطاً على خريطة، يصل من (الكاف) إلى (الكاف).. الكاف في عكا والكاف في كركوك ويفصل الشمال.. هذه المرة ليس هناك خطاً فاصلاً، وانما هناك مواقع متناثرة.. التقسيم في المرة الأولى كان تقسيماً جغرافياً وتوزيع أوطان، ولكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع، وبوضوح فإن ما يجري تقسيمه الآن هو أولاً النفط وفوائضه.. نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق
وفي رده على سؤال طلب منه إعطاء نموذج لتطبيق سايكس بيكو الجديدة عملياً على ما يجري الآن في ليبيا، أجاب هيكل قائلاً: « نحن نعلم مما نقرؤه الآن أن نفط ليبيا جرى توزيع امتيازاته فعلاً، وبنسب أذيعت على الملأ، كانت 30% لفرنسا (شركة توتال) و20% لبريطانيا (شركة بريتش بتروليم)، والحصة أقل لأن بريطانيا أخذت أكثر في نفط العراق.. وليست أمامي الآن نسب التوزيع فيما بقي، لكن ايطاليا تطالب بحق مكتسب (شركة إيني)، ثم ان الشركات الامريكية تلح على دخول قائمة الوارثين.. وبعد إرث الموارد هناك.
ثانياً تخصيص المواقع من خلال قاعدة للاسطول السادس في طرابلس لأمريكا ومركز مخابرات في بنغازي وطبرق لبريطانيا، وإيطاليا تحتج بانها تاريخياً تعتبر ليبيا منطقة نفوذ لها، وفرنسا عبر البحر لها مطالبها.. كل هذا وصوت المعارك لا يزال يدوي، وسيل الدماء لا يزال يتدفق
ونقل هيكل اعترافاً جاء على لسان شخص قريب الصلة بالمجلس الانتقالي في لييبا بأنهم تصوروا بمجرد هبة في بنغازي ان يفعل القذافي مثل ما فعل بن علي في تونس ومبارك في مصر ويمشي، وانهم خرجوا إلى الشوارع وانكشفوا لكن هذا الرجل لم يمشي وبقي في ليبيا ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس، وكذلك معظم الجيش ومعظم القبائل أيضاً، ولذلك اضطروا إلى قبول أي مساعدة « التدخل الاجنبي العسكري » ولو أن القذافي هرب واراحهم لما وقعوا في هذا المأزق، لكنه لم يفعل
وأشار هيكل إلى أن ما يجري في ليبيا لم يعد ثورة شعبية فقط، وانما يبدو الآن غزواً خارجياً، واستيلاء راح ضحيته حتى الآن أكثر من 30 الف رجل وامراة وطفل من الليبيين، وجرح منهم قرابة 70 الف، وقع تدمير مرافق ومنشآت
وعبر هيكل عن اعتقاده بأن المقاومة في ليبيا مستمرة وان « الذين يقاومون مع القذافي يفعلون ذلك بانتمائهم إلى الوطن الليبي، ليس تمسكاً بالقذافي ولكن لأن هناك غزواً لليبيا، ونفس الداعي سوف يصل بليبيا مدناً وقبائل إلى حافة حرب أهلية
وإذ شدد هيكل على أن نضج عناصر أي ثورة ضرورة لنجاح فعلها، قال: « بكل أمانة فالثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الاسلوب.. الثورات فعل لا يتم بطريقة (تسليم المفتاح)، أعني أنه ليست هناك ثورات تسليم مفتاح من قوى خارجية تطلب السيطرة.. هذه القوى الخارجية تريد مصالحها فقط، ولا يصح ان يتصور أحد انها بعد المصالح تريد تحرير شعب.. ولقد عرفنا مما سمعناه ورأيناه في شبه الجزيرة العربية عن بناء القصور بطريقة مقاولة (تسليم مفتاح) كما يقال في التعبير الشائع- وذلك حدث أيضاً في مجال الموانئ والمطارات، كله مدفوع نقداً ومقدماً برسم التسليم على المفتاح.. لكن الثورات شيء آخر
وقال هيكل: « قرأت قبل أسابيع عنواناً في صحيفة بأن حلف الاطلنطي يفتح الطريق لتحرير طرابلس وأنا لا أعلم أن حلف الاطلنطي يريد أن يحرر شبراً عربياً
وأضاف: « لم يتعلم العرب في الماضي ولا في الحاضر أنه ليست هناك عهود للدول إلا ما تقتضيه أسباب القوة، فكلهم سوف يتنكرون لأي عهد عند أول منحنى على الطريق إذا دعته مصالحه
وفي معرض حديثه عن سوريا قال هيكل بأن التدخل العسكري الاجنبي في سوريا في هذه اللحظة مخيف وأن البديل بالغزو الاجنبي في هذه الظروف يصعب تقدير عواقبه خصوصاً بعد ما جرى في العراق واليمن والسودان وأخيراً ليبيا
وأضاف: لا تتحمل المنطقة من بغداد إلى بنغازي بالعرض، ولا من حلب إلى عدن بالطول، كل هذا الذي يقع وبإلحاح واصرار على انها الازاحة هنا وبواسطة تدخل جيوش وأساطيل أجنبية
وعن المشروعين الايراني والتركي في المنطقة، أوضح هيكل بأن هناك مشروع ايراني وهو محدود في إطاره لأسباب عديدة تضعها الجغرافيا بالمسافات ويصنعها التاريخ بالثقافات، إلى جانب أن هذا المشروع تحت حصار، وعليه فان استراتيجيته الآن دفاع، وهناك أيضاً مشروع تركي لديه حظ أكبر لأن أساسه التاريخي لا يزال في الذاكرة وفي المواريث.. مذكراً بأن تركيا العثمانية كانت هي الضحية التي توزع ارثها على الآخرين في « سايكس بيكو » الأولى وهي الآن امام اغراء ان تكون شريكاً في الارث الجديد بعد ان كانت ضحيته في سابقه
وإذ حذر هيكل من دخول العرب في فتنة المذاهب كون ذلك « سيؤدي إلى كوارث بدايتها ما نراه في اليمن والبحرين ».. وانتقد هيكل وبشدة عدم استيعاب « الاخوان المسلمين » لما يحدث، مرجعاً ذلك لما أسماه « نشوة الاعتراف » بشرعيتهم والتي لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف، بحسب هيكل
وقال بأن: « الاعتراف الامريكي والغربي بالاخوان المسلمين لم يجيء قبولاً بحق لهم، ولا تقديراً تجلت دواعيه فجأة امام المعترفين، ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً – ولو جزئياً- بنصيحة عدد من المستشرقين بينهم « برنارد لويس تطلب مدداً ليستكمل عزل ايران في العالم العربي والاسلامي بالفتنة المذهبية
وأضاف هيكل بأن ما حدث في بداية القبول بنصائح « برنارد لويس » هو أن السياسة الامريكية حاولت توظيف قادة وزعماء من العرب لتحقيق المطلب، وعلقت أهمية ظاهرة على جهود الامراء والرؤساء في محاولة تغيير طبيعة الصراع الرئيسي في المنطقة من صراع (عربي اسرائيلي) إلى صراع (عربي فارسي) وأن النجاح لم يكن بمستوى ما يطلبه الكبار في واشنطن وغيرها، فتجددت نصيحة الاستشراق بان الافضل فاعلية للمواجهة لتصبح أقوى، إذا انتقلت من كونها حكومات امام حكومات لكي تصبح مجتمعات ضد مجتمعات، ولتكن المواجهة بين المذاهب الاسلامية كونها عداءً مباشراً وأعمق نفاذاً
وتحدث هيكل عما حدث من تعديل في السياسة الامريكية نحو تشجيع وتوسيع عملية المواجهة بين جماعات سنة وجماعات شيعة.. وأضاف: بهذا القصد طرأت مسألة الاعتراف بالاخوان وبقبول مشاركتهم شرعياً فيما كان محظوراً عليهم من قبل، والاخوان تنظيم سني نشيط، ومن المفيد كذلك أن يرى أصحاب الطلب هذه اللحظة ان يكون للاخوان السنة دور على مستوى الشارع العربي في مواجهة مع الشيعة في قلبه
وأردف قائلاً: كان من حق الاخوان ان يعترف بهم لكن واجبهم بعد النشوة ان يطلوا على بواعث الاعتراف، بمعنى ان حقهم صحيح لكن توظيف هذا الحق في تأجيج فتنة في الاسلام لصالح آخرين خطأً، خصوصاً في هذه الظروف
وفي ذات الصعيد أكد عدد من المحللين والمراقبين ان مشاركة ايطاليا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر وأمريكا في تقاسم ثروات ليبيا قد باتت حتمية وبقوة، مستشهدين بزيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية كاميرون إلى طرابلس أواخر أغسطس الماضي لحضور ما أسموه « حفلة تقاسم الكعكة النفطية الليبية » والتي خص فيها رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل « الحلفاء والاصدقاء » بان لهم الأولوية في عقود النفط، وبأن كل من ساعدت ليبيا سيكون له الأولوية في جميع الميادين، لا في قطاع الطاقة والنفط فحسب
وقالوا ان ليبيا تشهد حالياً تسريعاً لوتيرة العمل في انتاج النفط بغية تأمين إيرادات الحكومة الجديدة وكونه أيضاً حاجة ملحة لدول الغرب، وخصوصاً انها على أبواب الشتاء وتحتاج إلى كميات من الغاز للتدفئة، وفيما تتأهب الشركات النفطية الأجنبية لاستئناف عملها في الحقول الليبية، تتأهب شركات أخرى تابعة للدول التي شاركت في عملية « الحامي الموحد » لحلف شمال الاطلنطي في ليبيا، للتمتع بامتيازات جديدة كعربون « وفاء » لوقفة دولها مع المعارضين الليبيين في عملية اطاحة نظام القذافي

السبت، 14 يناير 2012

-إريك كريستنسن




-----------إريك كريستنسن
كريستنسن بدأ تطوير اهتمامه في الرسم وكذلك علم النبات والموسيقى الكلاسيكية كطفل في سولت لايك سيتي، يوتا. وبدأ إريك كريستنسن الرسم مهنيا في عام 1992. ومنذ ذلك الوقت تتمتع بنجاح مدهش وسمعة الفنان القطري الشهير.واحد العصاميين، أنه اخترع تقنية الألوان المائية التي تسمح له بإنشاء صور بألوان نابضة بالحياة حتى انها تذهب إلى أبعد من بحث وتعمق الصورة الفوتوغرافية عالية الجودة. كريستنسن الآن يجد نفسه فريد في حقله. وهو في الواقع الفنان المعروف الوحيدة القادرة على الرسم بالالوان المائية القياسية معطيا اللوحة روحا زاخرة ابعد من قدرة الفوتوغراف.


الفنانة ناتالي ايرش




من هيوستن في الولايات المتحدة الفنانة الايرلندية الاصل ناتالي ايرش تنفذ اعمالها الفنية بطريقة تبدو غريبة بعض الشيء وذلك باستعمال شفتيها بعد طلائها باللون او احمر الشفاه وتضغط على قماشة اللوحة ضغطات مختلفة الدرجة لتنشيء عملا فنيا غاية في الجمال تدهش من حولها وتشكل معظم مشاركاتها في المعارض الفنية والمسابقات الدولية

الأربعاء، 11 يناير 2012

أبناء الجنوب-كاظم فنجان الحمامي



أبناء الجنوب
روافد إنسانية لا تنضب
وأبناء الرافدين نجوم متلألئة في كل العصور
الرد على افتراءات جلال الوزير الواردة في مقالته التي نشرها
موقع (العراق فوق الخط الأحمر)
وحملت كل الأحقاد التي تعفنت منذ زمن بعيد في النفوس المريضة
المتحاملة على أبناء الجنوب
جريدة المستقبل العراقية / بغداد / في 9/1/2012
كاظم فنجان الحمامي
تتواصل حملات تشويه صورة الشعب العراقي عبر كل الوسائل الرخيصة, وتتصاعد معها موجات الحقد والكراهية ضد كل من ينتمي إلى العراق. كان آخرها الحملة التي شنها علينا المدعو (أ. د. جلال الوزير) في مقالته اليتيمة المتكررة, التي نشرها قبل بضعة أعوام على موقع (كتابات), ثم عاد لينشرها من جديد في بداية الأسبوع الأول من عام 2012 على صفحات موقع (العراق فوق الخط الأحمر), بعنوان: (تعرف على الشروﮒ). الأمر الذي يستدعي الانتباه إلى لعبة التنافر العرقي الطائفي, التي تمارسها ضدنا اليوم هذه الأقلام المختبئة تحت غطاء مصطنع يتظاهر بالموضوعية التاريخية. .
مما لا ريب فيه ان مثل هذه المقالات المنبعثة من مزابل التعفن الفكري تحفزنا على ضرورة التسلح بقدر كبير من التمحيص والذكاء في التعامل مع الطوفان الإعلامي الخبيث, الذي تنفثه النفوس المريضة, وتفرزه العقول المغرضة من حين لآخر، ليس فقط من أجل تمييز الصواب من الخطأ, ولا من اجل تمييز الكذب من الصدق، ولكن لتجنب حالة خطيرة قد يستدرج إليها المواطن البسيط لمنزلقات عنصرية تهدف إلى تكريس الفرقة والتشرذم.
لقد كان (جلال الوزير) صريحا في عدوانيته, ممعنا في اختيار مفردات التهكم وعبارات السخرية, منزعجا من أصالة جنوبنا الضاربة في أعماق التاريخ, متجاهلا تاريخ السلالات البشرية التي صنعت فردوس عدن جنوب العراق, متغافلا عن قدسية الجنوب, الذي تشرف بمهبط سيدنا آدم في القرنة الجنوبية, ومولد سيدنا إبراهيم في (أور), وإقلاع سفينة سيدنا نوح من (الكوفة), ومتجاهلا الشعب الذي سطر ملحمة جلجامش في الجنوب, وحكايات عشتار وتموز وانكيدو, ودوّن شرائع حمورابي. .

لقد تجاهل محطات شامخة تربعت ردحا من الزمان فوق متن التاريخ, مازالت معالمها تحمل السمات الجنوبية السومرية البابلية الاكدية في الوركاء ولكش ولارسا. .حضارات سادت وما زالت تعتز بسيادتها, فهي التي علمت الناس الكتابة والتدوين والتعامل التجاري, وعلمتهم علوم الفلك والرياضيات والطب والهندسة والملاحة في عرض البحار. فقد كان المربد ديوان الشعر العربي ولسانه الناطق بالبلاغة وفنون الأدب, وكان الخليل بن احمد الفراهيدي البصري قاموس العرب وأول من ضبط إيقاعات الكلام الموزون.

السبت، 7 يناير 2012

• وللتخلف والجهل مدارس وفنون ايضا ! ! ! ؟قاسم حسين صالح -تأجير محبس!



• وللتخلف والجهل مدارس وفنون ايضا ! ! ! ؟
تأجير محبس!
قاسم حسين صالح
________________
أن تستأجر بدلة عرس لزفاف ابنك، كراسي لمناســـبة اجتمــاعـــية، قدورا للطبخ، فتلك أمور صارت مألوفة. لكن أن تؤجر محبسا، فهذا يحتاج الى وقفة!
فلقد بلغني ان هنالك «محلاّت» في أكثر من مدينة عراقية تمارس هذه المهنة! لكن محبساً عن محبس يفرق. فشرطه هنا أن يكون له «فص» أو «خرزة». ويختلف ثمن تأجير المحبس بحسب منشئه. ما اذا كان «الفص» من ايران، الحجاز، اليمن، أو الهند. وبحسب نوعه: عقيق، ياقوت، سليماني... وبحسب لونه: أزرق، فيروزي، قهوائي. وبحسب مدة التأجير: يوم، أسبوع، شهر. وأخيرا بحسب نوع القضية وصعوبتها. فان كنت تريده من أجل التعيين، فله سعر، وإن أردت كسب قلب «بت حلال» أعجبتك، فله سعر آخر، وان كنت محتارا بين خيارين «أروح؟ما أروح؟» فله سعر ثالث. وهكذا، كل قضية بسعرها.
ولطريقة استخدامه تعليمات بحسب كل قضية. فاذا دخلت على المدير بهدف الحصول على وظيفة، فإن عليك ان توجّه «خرزة» المحبس بطريقة ذكية نحو وجهه. واذا رايح تخطب «الحبيبه» وابوها معاند، فإن عليك حين تجلس معه أن تضع يدك على خدك. السبابة الى اعلى والابهام اسفل الحنك والمحبس في البنصر «مهدّف» نحو وجه أبيها!
واذا كنت تريد ان تخطب ودّ مسؤول او شخص لديك عنده مصلحة، موافقة على مقاولة مثلا، أدر «فص» المحبس ليلامس باطن يده حين تصافحه. وزد عليه، ان استطعت، بأن «تحكّه» بظاهر يده وبأسفل كتفه الأيسر قريبا من قلبه!
وان اردت التنبؤ بما سيحصل لك، ضع المحبس تحت الوسادة مع قطعة خبز وعملة معدنية (يفضّل ان تكون دائرية)، ونم قرير العين ليأتيك الصباح بالخبر اليقين.
والحلّ مضمون في كلّ قضية: تعيين، زواج، زيادة رزق، حب، كفخه، وما عليك سوى تأجير محبس! ليقوم بدور قريب من «شبيك لبيك. التريده بين اديك». واذا اعجبك المحبس وأردت شراءه، فإن عليك أن تأخذه الى «شيخ» اختصاص بالقضية! يقرأ عليه ويختمه باسمك. والسعر هنا قد يزيد عن المليون! والمفارقة أن الاقبال على تأجير هذه المحابس يشيع بين الرجال!
فما التحليل العلمي لهذه الظاهرة الاجتماعية؟ ينفرد الانسان بكونه المخلوق الوحيد الذي يمتلك القدرة على التوقع، أي تفسيره لما سيقع من أحداث. فيكون هذا التفسير عقلانيا وواقعيا حين يعيش وضعا اجتماعيا مستقرا نفسيا وسياسيا، وبخلافه فان اضطراب الأوضاع يسبب له قلقا ناجما عن توقعه لاحتمالات متناقضة، بين خوف من شرّ مرتقب وخير وفير آت. وعندها يعيش حالة «التطير»، اي ينعدم لديه التوقع ولا يعرف ماذا يفعل. فيدفعه تزايد قلقه الى خفضه. فان كان تفكيره علميا، عالج الموقف بطريقة عقلانية، واقعية، وان كان تفكيره خرافيا عالجه بأسلوب غير عقلاني، لأن التفكير الخرافي، الذي يشيع في أوقات الأزمات، يفسّر الظاهرة بغير أسبابها الحقيقية. تماما كأسلافنا الذين عالجوا المجانين بفتح ثقوب برؤوسهم لتخرج منها العفاريت! والا فما علاقة حجر صغير في محبس بموافقة وزير على صفقة لمقاول وضع في اصبعه خاتما، وجّه فصّه نحو معاليه!
واللافت أن الكثير من المسؤولين العراقيين صاروا يلبسون المحابس «وأكيد مو تأجير»، ولا بهدف تعيين أو محبّة، انما بهدف التبرّك كون «فصوصها» احجاراً كريمة وفقا لظاهر السبب. مع ان الخفي قد يكون دفع الحسد أو الحماية، او علامة دالّة حين يرفع يده أمام كاميرا التلفزيون، أو لغرض آخر «أفادني» به شيخ في مقابلة تلفزيونة قال، مؤكدا، أن لديه سبعمئة الف جنّي في خدمته. فردّ عليه رجل دين فاضل: وليش متأخر شيخنا؟ نزلّهم بالانتخابات واكيد تصير عضو برلمان اذا مو رئيس جمهورية! قد يردّ أحدهم أن تفكيري انا لا يستوعب، وله أقول: ربما. وليتك تدلني على أفضلهم استأجر منه محبسا يختمه باسمي. ألبسه وأذهب به الى محافظ مدينتي. فأنا استاذ جامعي منذ ربع قرن وليس لي في هذا الوطن قطعة أرض ولو بمساحة مئة متر مربع! فان حصلت عليها فأنا اضمن له أنه سيبني عمارة من «تأجير المحابس»، لأساتذة الجامعة فقط!

الخميس، 5 يناير 2012

مقهى ( أبو سراج الحلية )-وداعا صديقي ( طه الربيعي )-حامد كعيد الجبوري

مقهى ( أبو سراج الحلية )

وداعا صديقي ( طه الربيعي )

حامد كعيد الجبوري

نهاية عقد الستينات من القرن الماضي كنا مجموعة أصدقاء نلتقي بكازينو حلية يؤمها اليسار العراقي تسمى ( مقهى أبو سراج ) ، وهذه المقهى تقع على - شط الحلة - نهر الفرات مباشرة ، أرائك متعددة للمثقفين ، وأخرى لهواة ( الدومينو ) ولعبة النرد ( الطاولي ) و لهواة ( الشطرنج ) ، وأخرى لهواة لعبة ( البلياردو ) والمنضدة ، وأرائك أخرى لقراء الجرائد ، من خلال هذه المقهى تعرفنا على وجوه ثقافية وفنية وسياسية كثيرة ، ولا يمر أسبوع دون أن نحتفي بصديق قادم من محافظة أخرى ، ومن خلال المقهى توطدت علاقتنا بأسماء أدبية وفنية وثقافية كثيرة ، ومن الأسماء التي كانت تزور هذه المقهى الشاعر الشعبي شاكر السماوي ، وأخيه ناظم السماوي ، وأخيه سعدي السماوي ، والملحن المرحوم كمال السيد ملحن رائعة ( مشيت وياه للمكير ) ، والشاعر كاظم الرويعي ، والشاعر عريان السيد خلف ، و( عبد الرحمن أطيمش ) ، والقائمة تطول ، كنا نواظب الجلوس بهذا المقهى صباحا ومساءا ، بعيد المساء تتوزع مجاميع الأصدقاء بين نادي المعلمين ، ونادي الموظفين ، ونادي العمال ، ونادي الزراعيين ، ونادي الضباط ، نشأت ألفة ومحبة وربما رفقة بين الكثير من أصدقائنا الحليين ، وبدأت مسألة ( الكروبات ) تتبلور جلية بين هذه المجاميع التي تربطها وشيجة الصداقة والأخوة ، مجاميع الفنانون ، مجاميع الشعراء الشعبيون ، مجاميع شعراء وأدباء اللغة الفصحى ، المجاميع الفنية ، غناء ، تمثيل ، رسم ، موسيقى ، بين كل هذه المجاميع قاسم مشترك وهو الصديق الراحل ( طه فرحان الربيعي ) ، طه الربيعي أحب العربية وتخرج من جامعتها وأكمل دراسته ونال شهادة ( الماجستير ) ، وطه الربيعي له رأي ويد بكل جانب من الجوانب المعرفية لذا كان يلتقي مع الجميع ثقافيا وفنيا وسياسيا ، له طريقته بالكتابة ، فأن أرخ أجاد ، وأن نقد بنى ، وأن تفوه جلب لحديثه الشيق قلوب وسمع الآخرون ، آذار عام 1974 م أحتفل الحزب الشيوعي العراقي بعيده الأربعين لتأسيسه ، وساهم في هذا ( الكرنفال ) عدد من شعراء الحزب ومنهم الشاعر شاكر السماوي ، عريان السيد خلف ، علي بيعي ، وشعراء آخرون ، ونذكر الكراس الذي صدر تحت عنوان ( أغاني للوطن والناس ) ، كنت حينها عسكريا وأردت دخول تلك الاحتفالية ، قبل دخولي وأنا أرتدي ملابسي العسكرية شاهدني شاكر السماوي وطه فرحان الربيعي ، قالا لي أين ذاهب وأنت برتبتك العسكرية ؟ ، قلت الى الاحتفالية ، قالا لي هذا جنون ؟ ، أجبت أليست هي الجبهة الوطنية ، قالا سوية أية جبهة وطنية هذه ، غادر المكان حالا وسنوافيك بعد الاحتفال الى مقاهي كورنيش دجلة ، أجبتهما سأخلع ملابسي العسكرية وأشتري قميصا مدنيا وأدخل للمهرجان ، قالا هذا قريب الى الممكن ولا تجلس مع أي شاعر من أصدقائنا ، طه فرحان الربيعي يحضر لكل النشاطات الثقافية الشعبية وغيرها ، له علاقات حميمة مع الكثير من الوطنيين الذين هاجروا أو هجروا ، ومع الباقين ، كتب مواضيع نقدية كثيرة ملأت صحيفة طريق الشعب وجريدة الصباح ، طه الربيعي ذلك المدرس الجاد بعمله ، تلاميذه أصدقائه ، المدرسون أخوة وأصدقاء ، علاقاته متوازنة مع الجميع ، أحيل على التقاعد عام 2010 م ، أدمن رفقة أصدقائه القدامى والجدد ، وجد لنفسه ولنا أيضا مقهى بسيط بسوق ( الهرج ) ، كتب لصفحتي – أدب شعبي - التي أعدها بجريدة الفيحاء الحلية الكثير من المواضيع والرؤى النقدية البناءة ، يكنونه أصدقائه للطرفة والتندر ( طه السني ) ، قال لمدير تربية بابل مازحا ( أستاذ بعد لتسموني طه السني ) ، قال مدير تربيته لماذا يا ( طه ) ؟ ، أجابه ( أستاذ هاي السنه بعاشور طبخت للحسين وعلكت على بيتي رايه بعد شسوي ) ، أجابه مدير التربية مازحا أيضا ( والله يا طه لو تتطبر هم أنسميك طه السني ) ، اليوم 4 / 1 / 2012 م فقدنا صديقا صادقا وأمينا ووطنيا لم يهادن النظام السابق ، وبقي وفيا لفكره ومعتقده ، رحمك الله صديقي أبي ( سرور ) ، وبفقدك فقدنا مسرتنا الأخوية الطويلة ، هيأ لنا بآخرتك أيها الراحل اللذيذ العزيز مقهى نلتقي بها مع أحبتنا وأصدقائنا الراحلين ، للإضاءة ............فقط .

منحوتات من الكتب القديمة للمصممGUY LARAMEE









افتتاح اول محطة في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية-(اعداد و ترجمة - رياض الهيتي)






افتتاح اول محطة في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية
ليلاً و نهاراً في اسبانيا
محطة "الجوهرة الشمسية" لتوليد الطاقة الكهربائية الجديدة بالقرب من مدينة اشبيلية جنوب اسبانيا هيَّ اول محطة شمسية في العالم
لها القدرة على توليد الطاقة الكهربائية حتى في الليل.اكثر من 2600 مرآة مرتبة بكثافة وموزعة على 185 هكتار من الاراضي الريفية
لتركز الطاقة الشمسية نحو خزان مركزي يحتوي على مصهور ملح النترات . وهذه الاشعة المركزة تقوم بالتسخين الفائق للملح لاكثر
من 900 درجة مئوية,مما يؤدي الى غليان الماء المحيط بخزان الملح و تحوله الى بخار ليقوم بتدوير التوربينات البخارية. بالاضافة الى
ان اي حرارة فائضة تتكون اثناء النهار فانها ستبقى مخزونة في الملح المنصهر الذي يعمل كبطارية خزن حرارية عملاقة لتقوم بتدوير
التوربينات مساءاً و في الايام الغائمة و لمدة 15 ساعة متواصلة تقريباً بدون اشعة الشمس و لكن هذا نادرالحدوث في اشبيلية التي تعتبر
اكثر منطقة مشمسة في اوربا

.

تبلغ قدرة محطة" الجوهرة الشمسية - جيما سولر " التى كلف انشاءها 410 مليون دولار و تم افتتاحها في اكتوبر 2011, عشرون ميكاواط
و لذا فهيَّ حالياً تعمل باقل من هذه السعة و يتوقع المسؤولون عن المحطة انها ستصل الى 70% من طاقتها خلال اوائل الـ 2012. انها
اكبر محطة توليد بالطاقة الشمسية في اوربا و تنتج سنوياً بحدود 110 كيكاواط ساعة/سنة و التي تكفي لتغطية احتياج 25,000 منزل و
تقلل من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو لاكثر من 30,000 طن في السنة
Torresol Energy هذا المشروع كان مشروع مشترك بين شركة الطاقة في ابوظبي"مصدر" و شركة "سينير" الهندسية الاسبانية تحت اسم
و استغرق انجازه مدة سنتين و بكلفة 260 مليون باون استرليني


(اعداد و ترجمة - رياض الهيتي)
--

الثلاثاء، 3 يناير 2012

متدينون بالشكل واللسان-كاظم فنجان الحمامي





متدينون بالشكل واللسان
جريدة المستقبل / بغداد / 3/1/2012
كاظم فنجان الحمامي
هل كان الكاتب الياباني (نوتوهارا) موفقاً عندما جازف بسبر أغوار شخصيت
نا العربية المعقدة في كتابه الأخير: (العرب من وجهة نظر يابانية) ؟؟, وهل كان صائباً عندما قال عنا ؟؟:-
العرب: متدينون جداً. . . فاسدون جداً
نحن نؤمن إيمانا نظريا قاطعا أن الدين هو الركيزة الأساسية القادرة على خلق منظومة اجتماعية مسالمة, مبنية على التمسك بالأخلاقيات والسلوكيات القويمة, لكننا نخشى أن يرتبط التدين بالمظهر أكثر من ارتباطه بالجوهر, فيفقد مضامينه الروحية بشيوع التدين الشكلي, ليتحول إلى مظهرية تتسم بسطحية منزوعة المعاني, فالإيمان الحقيقي ليس بالتمني, ولا بالتحلي, ولكن ما وقر في القلب, وصدّقه العمل.
لقد وقع ما كنا نخشاه عندما انتشرت عندنا مظاهر الورع النفعي في كل مكان, حتى اصطبغت بها أرصفة الشوارع, وتزينت بها واجهات المؤسسات الحكومية والأسواق والمحال التجارية, وطغت على سلوك كبار القوم وصغارهم, بحيث صار التدين الشكلي هو الشعار الشعبي والرسمي والسياسي والمهني, لدرجة انك تحس وكأننا نحلق في فضاءات العفة والطهارة والنزاهة, وننعم بالطمأنينة والهناء والصفاء والوئام والسلام, في الوقت الذي تستيقظ فيه مدننا على أصوات العبوات الناسفة, وتستفزها صفارات سيارات النجدة, ودوي عجلات الإسعاف والدفاع المدني, وزعيق مواكب المسئولين وهي تنتهك نظام المرور جيئة وذهابا, حتى صارت مدننا تحتل المرتبة الأولى في سجلات المدن الدموية الأكثر صخبا وتعرضا للضجيج والتفجير, وجاء اليوم الذي وقف فيه العراق
في طليعة البلدان غير النزيهة في التصنيف العالمي لمنظمة الشفافية العالمية. .
فكيف يمكن أن نكون الأكثر استقامة والأكثر انحرافا في آن واحد؟, وكيف يمكن أن نكون الأكثر حكمة والأكثر رعونة ؟, والأكثر رحمة والأكثر نقمة ؟, وكيف تجتمع الأضداد كلها فوق رؤوسنا الخاوية من دون شعوب الأرض. .
من الواضح أن مجتمعنا يمر اليوم بحالة غير مسبوقة من انفصام الشخصية, وانفصال العقيدة في السلوك والتطبيق, ويعزا ذلك إلى غياب المعايير الأخلاقية العامة, التي أكدت عليها الأديان السماوية كلها, فضلا عن شيوع الغش والكذب والنفاق, بحيث صار الدين في كثير من الأحيان مختزلا في مجموعة من ممارسات وصولية, وإجراءات سطحية مفتعلة,
يراد منها التزلف والتقرب لنيل المراتب, أو لتحقيق المكاسب, ويراد منها التبضع السياسي. .
أصبحنا نعيش في عصر يهتم فيه أصحاب الوجوه الزئبقية بمظهرهم لا بجوهرهم, فتراهم يتلاعبون بتضاريس وجوههم وجباههم, فيضعون الأقنعة التنكرية لتغطية ملامحهم الحقيقية, ويتخذون ماكياج التدين والوقار الزائف كبطاقات ترانزيت لعبور بوابات النصب والاحتيال, أو لاستغلال سذاجة الناس وطيبتهم, تمهيدا لتحقيق مآربهم الدنيوية, ونيل المناصب والدرجات الرفيعة. .
وانحصرت أدوات التظاهر الشكلي بحلاقة الشوارب, وإطلاق اللحى, وكي الجباه, وتقصير الثياب, والتباهي بتنويع الخواتم الكبيرة والصغيرة, وترديد بعض العبارات المشفرة, والكلمات المنمقة, وإظهار الشدة والصلابة المفتعلة عند التعامل مع عامة الناس, والتمسك بالقشور إلى درجة المبالغة في استعراض صور نمطية منسوخة من قوالب كاريكاتيرية متناظرة, حتى صار من المألوف مشاهدة الكثير من هذه النماذج المتخشبة, من الذين أساءوا للدين والتدين بمزايداتهم التمثيلية المعادة.
يتسترون بالدين, ويتظاهرون بالورع والتقوى, ويستبطنون الكفر والفسوق والعصيان, فاستغلوا الدين وقودا لإشعال فتيل الصراعات السياسية, وتأجيج نيران الفتن الطائفية, واتخذوا الدين جسرا تكتيكيا عبروا من خلاله إلى مواقع التسلط, وتبرقعوا ببرقع الإيمان المزيف وهم ابعد ما يكونون عن الدين وعن طاعة رب العالمين. .
مزيفون أعمى حب المال بصائرهم, فتمظهروا بكل أنماط الخشوع السطحي, خلعوا المهابة المصطنعة على عناوين شركاتهم المتنامية في مستنفعات الفساد, تحصنوا خلف جدران الرياء وتلحفوا بردائه, استغلوه استغلالا بشعا في الترويج لمنتجاتهم وبضائعهم المغشوشة, فأقحموا الرموز الدينية في الأنشطة الاستثمارية, التي شهدت في الآونة الأخيرة موجات جديدة لمشاريع ربحية اصطبغت بصبغة دينية صارخة.
نحن على يقين تام أن المتاجرة تحت غطاء الدين ليست اختراعا حديثا, بل هي قديمة قدم نشوء الأديان وتطورها في عصورها التاريخية المختلفة, فالطبيعة الاستغلالية التي تكبل الإنسان بالمادية هي طبيعة جشعة من شأنها أن تستفيد من كل فرصة في سبيل تحقيق مطامعها, فلا عجب أن نرى المتاجرة بالقيم الدينية وقد صارت اليوم هي الوسيلة الأسرع والأسهل لتحقيق الثراء الفاحش, بحيث امتطوا صهوة التدين السطحي, واتخذوا منه مطية لتحقيق مآربهم. .
أن أمثال هؤلاء لا يعرفون حقوقهم ولا حقوق غيرهم, وتكاد تنحصر صولاتهم الانتهازية في حدود أنشطتهم الوصولية المكشوفة, لكنهم أن صعدوا أو نزلوا, أو غابوا أو حضروا, لا يعدون عن كونهم مجرد كومبارس في هذا السيرك الرمادي المزعج. . .