.
أجرت الحوار: ريم نجمي
الشاعر المغربي
محمد الأشعري الفائز بجائزة «بوكر» العربية:
سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد حطب للثورة
أجرت الحوار: ريم نجمي
فاز الروائيان
السعودية رجاء عالم والمغربي محمد الأشعري بجائزة «بوكر» العربية مناصفة عن
روايتيهما «طوق الحمام» و«القوس والفراشة». محمد الأشعري هو أحد أهم الأصوات
الشعرية في المشهد الثقافي العربي .في هذا الحوار مع ريم نجمي يتحدث وزير الثقافة
المغربي السابق عن دور الشعر اليوم وعن قضايا ثقافية أخرى. .
الأشعري :سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد خطب للثورة،إن الشعر يستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً
تم الحديث في وسائل الإعلام أن بعض الأبيات الشعرية لأبي القاسم الشابي ساهمت في تأجيج الثورة في تونس،هل تعتقد أن الشعر ما زال يحظى بهذه القوة التأثيرية؟
من المؤكد أن الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة ، فاستجاب القدر، وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف ، وإجبار طاغية على الفرار خوفاً من الشعب ،لكننا سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد حطب للثورة،إن الشعر يستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً.
اختيرت روايتك" القوس والفراشة" ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، كيف تلقيت هذا الاختيار، خاصة وأن هويتك الأساسية هي هويتك كشاعر؟
كتبت هذه الرواية بشغف حقيقي وبجهد دام أكثر من أربع سنوات ، وقد استمتعت كثيراً وأنا أكتبها ،استمتاعاً لا أظن أن جائزة أدبية ستوفره لي مهما كانت أهميتها،ومع ذلك فإن الآفاق التي تفتحها الجائزة في مختلف مراحلها أمام الرواية أمر لا يستهان به، فأن تقرأ الرواية على نطاق واسع وفي لغات متعددة شيء لا بد أن يؤثر في مسار الكاتب وربما أيضاً في علاقته بالكتابة، عدا ذلك فإنني لا أخاف على هويتي الشعرية لا من الرواية ولامن جوائزها المحتملة، لأنني أكتب كل ما أكتبه بانشغال شعري بالأساس.
الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة ، فاستجاب القدر، وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف
ترجمت أعمالك الإبداعية إلى لغات عديدة، ما الذي يمثله لك انتقال أعمالك إلى لغات أخرى؟
عندما أقرأ أعمالاً أدبية جميلة مترجمة إلى اللغة العربية أو إلى اللغة الفرنسية التي أقرأ بها ،أحس أنني أتلقى أعمالا تحررني من رقبة الهوية المغلقة،وتمنحني إقامة مضيئة في هويات أخرى،إذا قدر لي أن أحقق شيئاً مماثلا من خلال عمل لي في لغة غير لغتي فسأكون سعيداً بذلك.
يحظى الإبداع الألماني من فكر وأدب بمكانة بارزة في الثقافة الإنسانية، كيف تنظر إليه كمثقف مغربي وعربي؟
في القوس والفراشة قصائد لهولدرلين، أردت أن أستحضر من خلالها قوة الشعر الألماني وإنجازاته الجمالية والفلسفية، لا أعتقد أن بإمكاننا استيعاب الشعرية المعاصرة دون الاقتراب من الشعر الألماني،لذلك أرى أن الحوار مع الفكر والأدب الألمانيين من خلال الترجمة مشروع على قدر كبير من العمق والحيوية.
أشرفت على الشأن الثقافي المغربي كوزير للثقافة لمدة زمنية قاربت العشر سنوات، كيف ترى الوضع الثقافي المغربي اليوم؟
فريدرش هولدرلين الشاعر الألماني الذي أراد الأشعري أن يستحضر من خلاله قوة الشعر الألماني وإنجازاته الجمالية والفلسفية أومن بكون الثقافة كإنتاج وكصناعة،لا يمكن أن تعرف دورة نمو قوية إلا في مناخ عام يتسم بالتحول الإيجابي، وبنوع من الطفرة في الذكاء الجماعي، ففي هذا المناخ تتحرر الطاقة الإبداعية ،و يتنامى الطلب على الخيال، لذلك لم يكن صدفة أن يعرف الوضع الثقافي في بلادنا نموا نسبياً في غمرة التحولات السياسية الإيجابية التي عرفتها بلادنا في نهاية التسعينات،ورغم ما في الإلحاح على هذا التلازم من مجازفة أو تعسف فإنني أميل إلى الاعتقاد بأن التقييم الكمي لا معنى له تقريباً في المجال الثقافي ، يجب بالأحرى أن ننتبه للقيم الجديدة ، وللروح التي تمنحها رؤية ثقافية مشدودة إلى المستقبل.
لقد تيسر لي أن أرى في بلدان غنية بأنظمة سياسية متخلفة، بنيات ثقافية مدهشة من مسارح ومتاحف ومكتبات،دون أن يكون لذلك أثر في إنتاج أو تداول ذرة واحدة من الجمال ،لذلك أقول إنني أرى الوضع مقلقاً في المجال الثقافي اليوم، ليس بسبب النتائج الكمية فحسب ولكن بالنظر إلى التحولات المعاقة كذلك.
الأشعري :سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد خطب للثورة،إن الشعر يستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً
تم الحديث في وسائل الإعلام أن بعض الأبيات الشعرية لأبي القاسم الشابي ساهمت في تأجيج الثورة في تونس،هل تعتقد أن الشعر ما زال يحظى بهذه القوة التأثيرية؟
من المؤكد أن الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة ، فاستجاب القدر، وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف ، وإجبار طاغية على الفرار خوفاً من الشعب ،لكننا سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد حطب للثورة،إن الشعر يستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً.
اختيرت روايتك" القوس والفراشة" ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، كيف تلقيت هذا الاختيار، خاصة وأن هويتك الأساسية هي هويتك كشاعر؟
كتبت هذه الرواية بشغف حقيقي وبجهد دام أكثر من أربع سنوات ، وقد استمتعت كثيراً وأنا أكتبها ،استمتاعاً لا أظن أن جائزة أدبية ستوفره لي مهما كانت أهميتها،ومع ذلك فإن الآفاق التي تفتحها الجائزة في مختلف مراحلها أمام الرواية أمر لا يستهان به، فأن تقرأ الرواية على نطاق واسع وفي لغات متعددة شيء لا بد أن يؤثر في مسار الكاتب وربما أيضاً في علاقته بالكتابة، عدا ذلك فإنني لا أخاف على هويتي الشعرية لا من الرواية ولامن جوائزها المحتملة، لأنني أكتب كل ما أكتبه بانشغال شعري بالأساس.
الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة ، فاستجاب القدر، وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف
ترجمت أعمالك الإبداعية إلى لغات عديدة، ما الذي يمثله لك انتقال أعمالك إلى لغات أخرى؟
عندما أقرأ أعمالاً أدبية جميلة مترجمة إلى اللغة العربية أو إلى اللغة الفرنسية التي أقرأ بها ،أحس أنني أتلقى أعمالا تحررني من رقبة الهوية المغلقة،وتمنحني إقامة مضيئة في هويات أخرى،إذا قدر لي أن أحقق شيئاً مماثلا من خلال عمل لي في لغة غير لغتي فسأكون سعيداً بذلك.
يحظى الإبداع الألماني من فكر وأدب بمكانة بارزة في الثقافة الإنسانية، كيف تنظر إليه كمثقف مغربي وعربي؟
في القوس والفراشة قصائد لهولدرلين، أردت أن أستحضر من خلالها قوة الشعر الألماني وإنجازاته الجمالية والفلسفية، لا أعتقد أن بإمكاننا استيعاب الشعرية المعاصرة دون الاقتراب من الشعر الألماني،لذلك أرى أن الحوار مع الفكر والأدب الألمانيين من خلال الترجمة مشروع على قدر كبير من العمق والحيوية.
أشرفت على الشأن الثقافي المغربي كوزير للثقافة لمدة زمنية قاربت العشر سنوات، كيف ترى الوضع الثقافي المغربي اليوم؟
فريدرش هولدرلين الشاعر الألماني الذي أراد الأشعري أن يستحضر من خلاله قوة الشعر الألماني وإنجازاته الجمالية والفلسفية أومن بكون الثقافة كإنتاج وكصناعة،لا يمكن أن تعرف دورة نمو قوية إلا في مناخ عام يتسم بالتحول الإيجابي، وبنوع من الطفرة في الذكاء الجماعي، ففي هذا المناخ تتحرر الطاقة الإبداعية ،و يتنامى الطلب على الخيال، لذلك لم يكن صدفة أن يعرف الوضع الثقافي في بلادنا نموا نسبياً في غمرة التحولات السياسية الإيجابية التي عرفتها بلادنا في نهاية التسعينات،ورغم ما في الإلحاح على هذا التلازم من مجازفة أو تعسف فإنني أميل إلى الاعتقاد بأن التقييم الكمي لا معنى له تقريباً في المجال الثقافي ، يجب بالأحرى أن ننتبه للقيم الجديدة ، وللروح التي تمنحها رؤية ثقافية مشدودة إلى المستقبل.
لقد تيسر لي أن أرى في بلدان غنية بأنظمة سياسية متخلفة، بنيات ثقافية مدهشة من مسارح ومتاحف ومكتبات،دون أن يكون لذلك أثر في إنتاج أو تداول ذرة واحدة من الجمال ،لذلك أقول إنني أرى الوضع مقلقاً في المجال الثقافي اليوم، ليس بسبب النتائج الكمية فحسب ولكن بالنظر إلى التحولات المعاقة كذلك.