الاثنين، 15 يونيو 2015

الشاعر المغربي محمد الأشعري الفائز بجائزة «بوكر» العربية:-أجرت الحوار: ريم نجمي

.





الشاعر المغربي محمد الأشعري الفائز بجائزة «بوكر» العربية:
سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد حطب للثورة


أجرت الحوار: ريم نجمي



فاز الروائيان السعودية رجاء عالم والمغربي محمد الأشعري بجائزة «بوكر» العربية مناصفة عن روايتيهما «طوق الحمام» و«القوس والفراشة». محمد الأشعري هو أحد أهم الأصوات الشعرية في المشهد الثقافي العربي .في هذا الحوار مع ريم نجمي يتحدث وزير الثقافة المغربي السابق عن دور الشعر اليوم وعن قضايا ثقافية أخرى. .

الأشعري :سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد خطب للثورة،إن الشعر يستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً
تم الحديث في وسائل الإعلام أن بعض الأبيات الشعرية لأبي القاسم الشابي ساهمت في تأجيج الثورة في تونس،هل تعتقد أن الشعر ما زال يحظى بهذه القوة التأثيرية؟

من المؤكد أن الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة ، فاستجاب القدر، وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف ، وإجبار طاغية على الفرار خوفاً من الشعب ،لكننا سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد حطب للثورة،إن الشعر يستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً.


اختيرت روايتك" القوس والفراشة" ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، كيف تلقيت هذا الاختيار، خاصة وأن هويتك الأساسية هي هويتك كشاعر؟

كتبت هذه الرواية بشغف حقيقي وبجهد دام أكثر من أربع سنوات ، وقد استمتعت كثيراً وأنا أكتبها ،استمتاعاً لا أظن أن جائزة أدبية ستوفره لي مهما كانت أهميتها،ومع ذلك فإن الآفاق التي تفتحها الجائزة في مختلف مراحلها أمام الرواية أمر لا يستهان به، فأن تقرأ الرواية على نطاق واسع وفي لغات متعددة شيء لا بد أن يؤثر في مسار الكاتب وربما أيضاً في علاقته بالكتابة، عدا ذلك فإنني لا أخاف على هويتي الشعرية لا من الرواية ولامن جوائزها المحتملة، لأنني أكتب كل ما أكتبه بانشغال شعري بالأساس.

الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة ، فاستجاب القدر، وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف
ترجمت أعمالك الإبداعية إلى لغات عديدة، ما الذي يمثله لك انتقال أعمالك إلى لغات أخرى؟

عندما أقرأ أعمالاً أدبية جميلة مترجمة إلى اللغة العربية أو إلى اللغة الفرنسية التي أقرأ بها ،أحس أنني أتلقى أعمالا تحررني من رقبة الهوية المغلقة،وتمنحني إقامة مضيئة في هويات أخرى،إذا قدر لي أن أحقق شيئاً مماثلا من خلال عمل لي في لغة غير لغتي فسأكون سعيداً بذلك.


يحظى الإبداع الألماني من فكر وأدب بمكانة بارزة في الثقافة الإنسانية، كيف تنظر إليه كمثقف مغربي وعربي؟

في القوس والفراشة قصائد لهولدرلين، أردت أن أستحضر من خلالها قوة الشعر الألماني وإنجازاته الجمالية والفلسفية، لا أعتقد أن بإمكاننا استيعاب الشعرية المعاصرة دون الاقتراب من الشعر الألماني،لذلك أرى أن الحوار مع الفكر والأدب الألمانيين من خلال الترجمة مشروع على قدر كبير من العمق والحيوية.

أشرفت على الشأن الثقافي المغربي كوزير للثقافة لمدة زمنية قاربت العشر سنوات، كيف ترى الوضع الثقافي المغربي اليوم؟


فريدرش هولدرلين الشاعر الألماني الذي أراد الأشعري أن يستحضر من خلاله قوة الشعر الألماني وإنجازاته الجمالية والفلسفية أومن بكون الثقافة كإنتاج وكصناعة،لا يمكن أن تعرف دورة نمو قوية إلا في مناخ عام يتسم بالتحول الإيجابي، وبنوع من الطفرة في الذكاء الجماعي، ففي هذا المناخ تتحرر الطاقة الإبداعية ،و يتنامى الطلب على الخيال، لذلك لم يكن صدفة أن يعرف الوضع الثقافي في بلادنا نموا نسبياً في غمرة التحولات السياسية الإيجابية التي عرفتها بلادنا في نهاية التسعينات،ورغم ما في الإلحاح على هذا التلازم من مجازفة أو تعسف فإنني أميل إلى الاعتقاد بأن التقييم الكمي لا معنى له تقريباً في المجال الثقافي ، يجب بالأحرى أن ننتبه للقيم الجديدة ، وللروح التي تمنحها رؤية ثقافية مشدودة إلى المستقبل.

لقد تيسر لي أن أرى في بلدان غنية بأنظمة سياسية متخلفة، بنيات ثقافية مدهشة من مسارح ومتاحف ومكتبات،دون أن يكون لذلك أثر في إنتاج أو تداول ذرة واحدة من الجمال ،لذلك أقول إنني أرى الوضع مقلقاً في المجال الثقافي اليوم، ليس بسبب النتائج الكمية فحسب ولكن بالنظر إلى التحولات المعاقة كذلك.


ذاكرة التشكيل العراقي أرداش : الرسام شاعرا- جبرا إبراهيم جبرا

ذاكرة التشكيل العراقي

أرداش : الرسام شاعرا


  جبرا إبراهيم جبرا
رائع أن يكتب الرسام شعرا . فهذه المساحات الشاسعة من الألوان ،هذه القماشات المالئة فضاءات الجدران بشخوصها ورموزها وغوامضها ، هذه كلها لم تكف أرداش لقول ما يريد أن يقول . وكان لابدّ له من الكلمة ، المنقذ الاخير حتى لمن أتقن الضربات اللونية العريضة في فسحات لوحات لعلّ ما من حرية في تجربة الإنسان تساوي التعامل معها إنطلاقا ونشوة وجرأة.
الكلمة ، هذه السرينة الغاوية ، هذه الشرسة الناعمة ، هذه الملوحة ابدا بصور تتوالد ، وتنشطر ، وتتشظى ، الى ما لانهاية. ومن هنا عشق الرسام لها ، حين يجدها تأتيه بصور أخرى تعجز عنها الريشة . حتى ميكيلأنجلو ، الذي طوّع الخط واللون والحجر كما لم يطوّعه إنسان ، وجد أن لا بد له من أن يكتب قصائد / ملجأه الأخير ، منقذته الأخيرة ، من عذابات لجاجة التعبير.
وشاعرية أرداش هي في أنه يكتب الشعر كما لايكتبه الا رسام لايغمض له جفن. فهو يقظ أبدا ، يتسقط الكلمات بالعين ، لا بالذهن ، فيقذفها صورا ً ، لاجملا ً، وتتناثر المعاني في كل صوب ، وتراها العين في نثارها وتجمّعها في إضطراب كإضطراب الحلم .
شاعريته هي في أنه يكتب الشعر كما يخشى أي شاعر أن يكتبه ، أو كما يتمنى لو أنه يستطيع أن يكتبه. لاتنسيق ، لاتناغم ، لا منطق ، حيث الإعتماد في معظمه على الشررالذي ينطلق من قدح الأضداد.
إنها الشاعرية التي تنتعش بروعة المستحيل. فهو ، كما يقول ، يستطيع أن يرسم الغيوم والطيور ، السفن والبحار ، يرسم الله غاضبا ويرسمه رحيما ، يرسم الأرض والأمطار والمناجم ، لكنه لايعرف كيف يرسم ملامح الوجه الذي يحب ، لأنه المستحيل الذي يعصى على كل فن ويستحث الأصعب من كل فن .
وهذا سرّ من أسرار العشق. وهو عند أرداش عشق دائم ، جريح ، ساخر من نفسه ، لايبالغ ولايهوّل ، أسير المفارقات المستمرة التي تجعله يرى أحلاما ، ( وهوالذي لم يحلم قط ) ، كما يقول. يأتيه الشيء صورة ً ليندرج في سياق صورغير متوقعة ، فتتجّدد صدمة الألم ، وتتكرربها طعنة العشق .
ما أبسط هذه اللغة ! ولكن ما أكثف دلالالتها وإيحاءاتها!
الصداقة ، الحب ، الشهوة : الإتصال دوما جسدي ودوما ضبابي . فالتجربة آنية وفيزيائية ، غير أنها في ومضة واحدة تتحول الى غمام أبدي : إنها تزاوج اللذة والذكرى في غيبوبة الشعر.
هذا الذي يرى المدينة ( عذراء مباحة ) / مستباحة ، هذا الذي يحاور أحجارها ، وأبوابها الوحشية ، ويقرأ رسائل الأحباب على مصاطب شوارعها : يرى نفسه أميرها ، وإذا هو ( محارب من خزف ) في سيرك المدينة . إنه المهرّج الذي يعتصر الأحزان ضحكة ً للآخرين .
وفي طرقات المدن ، في حدائقها ، في ضباباتها ، في لهيبها ، هو دائما مع ذلك ( الطير الأبيض ذي الشفاه العريضة ) ، تلك المخلوقة التي يشعرنا في كل ساعة بأنه وإياها ثائران في أرض حرقتها الشمس ، حيث هما أيضا يحترقان عبثا ، مع الأزهار.
والزهرة فراشة ضائعة في الطرقات .
أهمس وئيد هنا ، أم صراخ مكتوم ؟ لايأس هنا ، ولكن أيضا ، لا أمل. ولاشيء يبقى هنا ، الا الشعر والأسى ، حيث الزمن هارب ، لايستكين. يسرق ، ويهرب ، والشاعر هو ( عاشق هذا الزمن ) محاولا الإمساك بالطير الأبيض مرة أخرى .
رائع أن يمسك أرداش بلحظات العشق الهاربة ، عن طريق الكلمة ، كما حاول أن يمسك بها عن طريق الصورة ، وهو هائم في متاهات الغربة ، متاهات الحنين الى نبعه الأول / أيام كان معنا ، في الخمسينات ، فتى أصغرنا سناً في ( جماعة بغداد ) ومليئا مثلنا برؤى المستحيل .

1990
عن كتاب ( معايشة النمرة ) لجبرا إبراهيم جبرا

معرض ضخم للسوفيتي الكسندر دينيكا-




معرض ضخم للسوفيتي الكسندر دينيكا






: تستضيف روما ولغاية 1 ايار/مايو معرضا للوحات الفنان السوفيتي الكسندر دينيكا مستهلة به سنة حافلة بمئات الفعاليات الثقافية الروسية من عروض فنية وسينمائية وحفلات موسيقية في ايطاليا تقابلها سنة ثقافية ايطالية في روسيا.
يضم المعرض الذي يقام في بلازو ديلي ايسبوزيوني 87 لوحة بينها اعمال من غاليري تريتياكوف والمتحف الروسي ومن مجموعة دينيكا في كورسك مسقط رأس الفنان.
تصور اللوحات مشاهد شهيرة من الثورة الروسية والحرب العالمية الثانية الى جانب نساء عاريات وصور من الحياة اليومية في الاتحاد السوفيتي موضوعاتها عمال مصانع ورياضيون واطفال.
كان دينيكا (1899 ـ 1969) رساما ونحاتا امضى فترة طويلة من حياته في ايطاليا. ويعتبره النقاد من اهم الفنانين السوفيت في النصف الأول من القرن العشرين.
من اشهر اعمال لوحة "الدفاع عن بتروغراد" (1928) والموزائيك الذي يزين محطة مايوكوفسكايا في مترو موسكو.
كان يُشار الى دينيكا وصديقه الايطالي ريناتو غوتوسو بوصفهما "مايكل انجلو القرن العشرين" بسبب تمثيلهما الواقعي لجسم الانسان.
ولد دينيكا لعائلة من عمال السكك وبدأ حياته مصورا فوتوغرافيا بعد تخرجه من المعهد الفني.
يقام المعرض باسم "الكسندر دينيكا: استاذ الحداثة السوفيتية" وحضر افتتاحه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.











الأحد، 14 يونيو 2015

مجسمات-عادل كامل











أغرق بقشة العمر-نجاح المصري زهران

أغرق بقشة العمر
نجاح المصري زهران

من هنا كان ينبغي للجاجة قلبي
 ان تدفء السرير
ان تحمل الوقت الى العين السابعة
الى إبريز السماء
ما هذه الأطر التي تسكن شرفاتي
 وما هذا الزجاج
قل أيها التاريخ المشرع على الرمل
على الأفول
 لهب ولا شيء سواه
سوى انه في اتقاد
أبجدية أمام رأسي
خلف حنجرتي
صديق وصياد
اللغة تقص حواف الصفير
عصف بـ الرأس
تمطر من نعاس الوديان
من حلم لا يعرف عصابة الرأس
 أعطه جزية العسل
خذ قليلا من روحي أو بعضا منها
ودع ما تبق منها جنب السرير
أترى خيطها يحن للبقاء
يرفعني بإناء النهار
ببقايا الأحجية
فأنحني من صمت الحلم والقوس على الفجر
ولي فيها تفاحة ضاعت بزغب أطفالها
تتمايل بجناح الوسادة
السجادة تتنفس من رئة الغيمة على الباب
هل أضم الدقائق قبل أن يقضمها الاقتصاد
داخت العتمة بداخلي  بـ انفجارات الشمس
بتعويذة الطين للجسد
بهيكل المطرقة للفقه
قلت امنحني  شفاه بربرية
 بعيدا عن الخيبات
عن دحرجة عيني على الظن
أرتق بها كوة الحلم وخاصرة النمل
أجمع ذارع الدهشة  وشعر الاستفهام
لشرر نبض باللحظة العابرة
لشظايا البيت ومستنقع الأسرار
حتى هذه اللحظة يطفو الزمن على وجهي
أغرق بقشة العمر
وعطش حدق بالنهايات

الجمعة، 12 يونيو 2015

قصة قصيرة-المستنقع- عادل كامل

قصة قصيرة

المستنقع

عادل كامل

    ـ هل أنجزت مهمتك...؟
    رفع الدب رأسه وأجاب الجرذ المسؤول عن المتابعة:
ـ يبدو إنني أكملت الجزء الأكثر أهمية فيها...، لكن الأمر ليس بهذه البساطة...، سيدي.
   ولم يتوقف عن الكلام، موضحا ً مدى عنايته بانجاز ما كلف به. فرفع الجرذ صوته،  بعد أن صمت الدب:
ـ تستطيع أن تقول أن المهمة التي يصعب وضع خاتمة لها، لا يمكن عزلها عن أسبابها...؟
ـ وهذا ما أكدته تماما ً.
فضحك الجرذ:
ـ  وإلا فانك ستواجه مشكلات أيها الدب العجوز.
   فكر الدب، مع نفسه، ثم رفع صوته بخوف:
ـ أمهلني فترة وجيزة من الزمن، فالوباء الذي تسلل إلى المناطق البرية، من الحديقة، نجح في إحداث اختراقات...
ـ ليس هذا ما نريده منك...
وسأله بصوت أعلى:
ـ  هل هناك استجابة، أو قل ترحيبا ً، أو تسترا ً ...، أو... خيانة؟
ـ بحسب زياراتي الميدانية اليومية، خلال ساعات النهار والليل...، وبعد المعاينة المباشرة، التفصيلية، وإجراء الفحوص المختبرية، والنفسية، والفكرية....، ظهر لي أن الوباء محض إشاعة!
ـ إشاعة...؟
ـ ليس لدي ّ كلمة أدق....، وإلا لقلت لسيادتكم:  إنها حالة اعتيادية!
ـ ولكن عدد الوفيات في زيادة ..، حتى أكدت بعض التقارير ان حالات الانتحار فاقت الإشاعات ...، دالة على وضع مبيت،ومقصود، يرتقي إلى الشبهات، بل إلى الخيانة...؟
  اقترب الدب من الجرذ:
ـ لم اترك شاردة ولا واردة إلا ودونتها...، أما مهمة البحث عن الأسباب الملغزة، فانا غير معني ...، وغير مسؤول عنها.
ابتعد الجرذ قليلا ً:
ـ سأخبر مكتب السيد المدير بذلك...!
ـ انتبه...، يا سيدي، فانا سأعثر على هذا الذي بدا لكم بلا أسباب، وعلل.
ـ جيد.
   اختفى الجرذ، المسؤول عن المتابعة، والمراقبة، والرصد، ففكر الدب مع نفسه، انه لم يعد يميز ما إذا كانت الحياة قد بلغت ذروتها، أم إنها ستبدأ من جديد. فثمة حد لا هو بالعازل ولا هو بالموصل بينهما؛ هل نحن خاتمة دهر أم أوله؟  وهل الكارثة واقعة بالضرورة أم أنها في طريقها إلى الاكتمال....؟  فتذكر ان الجرذ حذره من الوقوع في هذه المناطق الرخوة، والغامضة ، لأنها شديدة الالتباس، وقد لا تزيد الغموض إلا  مزيدا ً من التعقيدات غير الضرورية...، لهذا عليه بذل أقصى ما يتمكن من العثور على النتائج التي تؤكد ان المرض وجد استجابة، وليس محض ضيف أو زائر دخيل، وليس محض إشاعة!
ـ هل عثرت على هذا الذي لا وجود له...؟
    ورفع رأسه، محدقا ً في عيني جاره، الذئب العجوز:
ـ المشكلة ان الذين يموتون لا يتركون أثرا ً دالا ً... ، على أسباب الرحيل الغامض.
ضحك الذئب:
ـ بل المشكلة إننا أصبحنا غير معنيين بموتانا، ولا بأسباب الموت، أصلا ً! 
فقال الدب:
ـ سيان...، إن كانت الدوافع حقيقية أم كانت مراوغة، ووهمية، فالجثث المجهولة الهوية تملأ الممرات..، والزرائب، والحفر، والحظائر، وضفاف المستنقعات...
   ضحك الذئب مرة ثانية:
ـ قبل ان نرحل...، وقبل ان نطرد منها، وقبل ان نختفي من هذه الحديقة، طالما انتابنا هذا الإحساس بالغياب...
ـ لم افهم قصدك؟
ـ كلامي ليس بحاجة إلى الشرح، ولا إلى التأويل...، فعندما حل الوباء، فينا، قاومناه، وعندما فشلنا في القضاء عليه، تصالحنا معه، وبعد هذا الصلح أصبح الداء يمتلك لغز الغائب في حضوره، وهو لغز الحاضر في غيابه!
ـ كأنك تتحدث عن هذا الذي يحصل اليوم...
ـ أنا اعتقد ان الرغبة بالموت، في الأصل، كامنة فينا، أي إنها ليست مستحدثة، وليست بحاجة إلى من يوقظها ...
       عدنا إلى الحد الفاصل بين السراب والماء، بين الوهم والحقيقة، وبين الجائر العادل، والعادل الجائر...، عدنا إلى الفاصل الذي نجهل سر عمله وهو يموه علينا قدرته على التجدد، والانبثاق...، وأضاف يدندن مع نفسه بصوت أعلى:
ـ فإذا كان الوباء قد وجد من بانتظار حضوره، ووجد من يستقبله، ويحتفي به، ويتضامن معه، ويشاركه أهدافه.....، فما معنى البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه الأسباب؟
قال الذئب بصوت مذعور:
ـ لأننا سننقرض!
ـ ماذا نفعل إذا كانت النتائج واحده؟
ـ نحد منها.
ـ لدينا من وجد الموت حلوا ً مثلما هي الحياة...، ولدينا من فر وغادر...، ولم يبق إلا من لا عمل له سوى انتظار هذا الزائر الجميل!
ـ آ ...، أيها الدب، انك شغلت حياتك بقضية خاسرة....، للأسف لا جدوى حتى من الأسف، أو الاعتذار، أو حتى طلب الغفران!
ـ صدقني أنا لم انشغل بها...، هي التي شغلتني...، أو هكذا وجدت نفسي منشغلا ً بقضية تداخلت مقدماتها بنتائجها، ونتائجها بالمقدمات..! فانا الآن لا أرى إلا هذا الحشد غير المكترث لمصيره، ولمصيرنا جمعاء، فها أنت تراهم يتنزهون، ويتسامرون، ويتجولون...، بين الجثث، وتراهم لا يكترثون لموجات الفرار، والنزوح، والهجرة...، وكأن شيئا ً ما لم يحدث...
ـ هذه هي الحقيقة!
ـ حتى تكاد الحديقة أن تخلو من سكانها!
ـ الحقيقة أم الحديقة...؟
ـ سيان، مثل أن تقول: ما الصمت إلا اعلي الأصوات...، ومثلما تقول: ما الشمس إلا ذرة فحم! لأنك عمليا ً ستجد داخلها المجرات والشموس والكواكب، وهذه هي الحقيقية التي سكنت الحديقة، وهذه هي الحديقة التي ترعرعت فيها الحقيقة!
ابتعد الذئب عنه قليلا ً، فخاطبه الدب:  
ـ لِم َ لم تستنطقها...، وكلاهما يتضمنان اللغز نفسه...، مثل قولك: المفتاح هو القفل، والقفل هو المفتاح؟!
   اقترب منه، وتكلم همسا ً:
ـ كان علي ّ أن افعلها، قبل نصف قرن، ولكنني، لأسباب اجهلها، لم افعلها...، فقد قلت: دع الأيام تكمل مساراتها حتى لا تتعثر فتتعثر معها!
ـ لكنك تعرف أن المشكلة لا تكمن هنا...؟
ـ أين تكمن..؟
   هز الدب رأسه مذعورا ً:
ـ أنا أيضا ً لا اعرف...، فالحياة تبدو تعمل وهي تحول لا شرعيتها إلى واجب...، والواجب إلى لامبالاة!
ـ ها أنت تقترب من الحقيقة...
ـ إن متنا ورحلنا أو غبنا أو لم يحصل ذلك، إن ولدنا أو لم نولد،  فالنتيجة تبقى كامنة في عوامل ديمومتها، وهي عوامل فنائها...، وتستطيع أن تقول: القفا يستكمل الوجه!
ضحك الدب:
ـ دعك من الهزل!
ـ هل سردت لك طرفة، أم تراني اسخر...؟
ـ بل سمحت لي بالعثور على الأسباب المؤدية إلى وجود الأسباب...، ومنحتني قدرة الولع بلا أسبابها أيضا ً!
ـ آ ...، عدنا إلى الشر الذي تربص بضحاياه...، فما أن يجد الوباء سكنه حتى يغدو هو المأوى!
ـ لم افهم...، أرجوك، فهذا العدد الكبير من المعلومات يشوش علي ّ ما كنت أظن إنني عرفته...!
ـ سيدي، ببساطة، نحن أصبحنا المعضلة غير القابلة إلا كي تكمل مقدماتها...، فالوباء لم يتسلل، ولم يجد من يأوهيه، وليس هو إشاعة أيضا ً.
    ابتعد الدب ولصق جسده بالجدار:
ـ انك تدعوني إلى الموت؟
ـ ها، ها، ها....، كأنك لم تمت بعد؟
ـ لكن بماذا اخبر سيدنا المدير....، عندما يأتي الجرذ ويزعق في وجهي: هل أكملت مهمتك؟
ـ ها أنت تخترع مشكلة لا وجود لها...، كي تجعل منها مشكلة شرعية؟ فقبل أن يستوطن الوباء، كنا نعمل على استبعاد حضوره، وعندما حل، وراح يفتك بنا، أدركنا استحالة مقاومته، وعندما اعتدنا وجوده بيننا أصبحنا نعمل على مراضاته...، وعندما جاء من يدعونا للقضاء عليه...، أدركنا استحالة اجتثاثه!
    رد الدب بصوت واهن:
ـ لعل الزمن السعيد الوحيد الذي عرفته حديقتنا، كان زمنا ً لا وجود له....، وإلا كيف تتحدث عن السعادة والمسرة والمرح بمعزل عن الذين هم أصل البلاء، والوباء، والبلية...؟
ـ ها أنت تقول الصواب..
ـ سيدي، هذه نتيجة، وهم يطلبون مني أن اعثر على أسبابها...
قال الذئب وهو يبتعد نحو المستنقع:
ـ كان عليك أن تتعلم من الأشجار لغز مرحها، وكان عليك أن تتعلم من الصخور سر سكينتها، وكان عليك أن تتعلم من الماء سر شفافيته!
هرول الدب خلفه:
ـ لا تسرع...، فإذا مت أنت يا جاري، بعد أن حصد الموت أرواح هذا العدد الهائل من المخلوقات، فعن من أدوّن، ولمن أبوح بالأسرار...؟
ـ لا تدوّن....، ولا تفشي سرا ً...، مع إننا اتفقنا بعدم وجودها، إلا بحدود ظاهرها المعلن...، لا تدوّن ...، فمن طلب منك أن تشتغل في مهنة اختراع الوهم،  ومن طلب منك أن تكد وتشقى في وصف تفاصيله الدقيقة، من ثم لتعيد بناءه، كي تدرك أخيرا ً انك لم تعرفه...، تارة تقول انك أضعته، وتارة تقول انه أضاعك، وفي الغالب تكون أضعت  حياتك، هذا إذا كانت لديك حياة أصلا ً!
ـ توقف..، لا تسرع، فالجرذ لم يمت بعد...، ومادام لم يمت فهو سيعثر علينا، وسيلقي القبض علينا حتى لو متنا!
تسمر الذئب مذعورا ً:
ـ كأنك أصبتني بالعدوى...؟
ـ العدوى...؟
ـ فانا أصبحت اجهل ما سيحصل لي بعد الموت؟
ـ سيدي، لا اعتقد انه سيحصل لك إلا ما كان حصل لك قبل أن تولد!
ـ آ ....، ها أنت تعيد لي السكينة...، فما سيحصل لي بعد الموت هو استكمال للمشروع الذي سبق ولادتي...، فانا أدرك الآن ـ الحقيقة وفي هذه الحديقة ـ إنني لم اربح خسائري، ولم اخسر مكاسبي...، فالعدم السابق على الوجود سيمتد إلى الوجود المكمل لعدمه...!
ـ بالضبط!
ـ هل ستدوّن هذا في تقريرك أيها الدب الأحمق؟!
ـ أرجوك ...، فإذا كنت أحمقا ً فهذا لأن الحماقة سابقة في وجودها وجودي...، فانا لم اخترها، مثلما لا يوجد احد ما يختار الذهاب إلى جهنم بطيب خاطر، وإنما لأن الاختيار يحصل من غير قدرة على قهره...؟
صرخ الذئب:
ـ  إنها الحرية الشفافة! إنها الحرية التي لا يصنعها إلا الأحرار...، لأن ناتج عمل الأحرار لا يأتي إلا بها، مع إن أحدا ً لا يعرف لماذا دامت أغلال العبودية بديمومة وجود هذا العدد الغفير من الأحرار..؟  ذلك لأن الحرية إذا ً سابقة في وجودها وجودي...، وهنا يبدو الإيمان بها وهما شبيها بمن يدحضها أو يغفلها...، وهكذا عدنا ـ سيدي ـ إلى المعضلة...؟
ـ تقصد ... التي وجدت قبل وجودنا...، لأنها هي التي ورطتنا بالوباء، ثم علينا أن نجد ونكد ونشقى ونعمل على استبعاد إنها معضلة...، وهكذا تمتلك الشرعية قدرتها على التمويه، والديمومة، والخلود؟!
ـ على البطش، والجور، و...على ما لا يقال.
ـ أسكت...، قد تلتقط ذبذبات أصواتنا...، وقد يرصدون ومضات عمل أدمغتنا، ما داموا يمتلكون مفاتيح فك شفرات هذا المفاتح في هذا القفل؟
ـ لم افهم..؟
ـ الم تقل إن الحقيقة وجدت مأواها في هذه الحديقة، وان خلاف هذا القول لا يحتمل الدحض: فلولا الحقيقة لا وجود للحديقة، ولو لم تكن هناك حديقة فان الحقيقة تكون عادت إلى ما قبل وجودها، ووجودنا، وإنها خالدة بعد فناء الزمن؟
ـ قلت اسكت..، رغم إن هذه الذبذبات، سيدي، سابقة في وجودها وليس ملحقة به!
ـ نحن أم الذبذبات...؟
ـ كلانا...، فهل لديك قدرة فصل هذا السابق عن اللاحق، في ديمومة بقاء النهايات متسترة على لغز انبثاقها، وتجددها....، أم لديك قدرة عزل النهايات الممتدة عما سبقها من أزمنة لا بدايات لها....؟
    تهاوى الدب..، فاقترب الذئب منه:
ـ مسكين! أمضيت حياتك منشغلا ً بهذا الذي  ذهب ابعد من وجودك! ابعد من الماء والأشجار والصخور والزمن...، ابعد من الحديقة، ومن الحقيقة أيضا ً...؟
    وجد الدب لديه قدرة على النطق:
ـ وأنت...؟
ـ أنا لم اترك حملا ً لامه، ولم اترك ذئبة لبعلها، ولم اترك أرنبا ً طليقا ً، ولا طيرا ًيدب فوق الأرض، ولا بشرا ً يتبختر، إلا واعدت له عدمه...، سقته إلى الدرب الذي ضل مساراته فيه! فكنت اردد مع نفسي: أنا هو عدمكم وقد اكتمل وجوده!
ـ آ ....، أنت إذا ً هو الوباء، سيدي؟
ـ بل أنا هو العقار...، يا حيوان، يا حمار، يا معزة، يا بعير، يا بعوضة، يا جاموسة، يا ...
ـ اسكت، أرجوك، فقد يظنون انك تقول الحقيقة، فكيف اثبت لهم إنني لست إلا حيوانا ً، حمارا ً أو قنفذا ًأو بغلا ً....، كيف اخلص نفسي مع إنني فقدتها قبل أن يكون لها وجود ...؟
ـ هذه معضلتك التي عليك أن تستكمل فصولها... ولا تتركها مبتورة، ناقصة، فلا يصح أن تكون حكيما ً من غير مغامرة، ولا يصح أن تكون ربحت شيئا ً من غير خسائر...، فالنار لا تترك إلا رمادا ً، والحياة، في الأخير، لا تترك ما يدل عليها!
ـ إذا ً...، لم تعد لدي مهمة...، بعد حديثك المروّع هذا...، فأنت لم تبق لي شيئا ً ما من الوهم أتعكز عليه...؟
ـ هي التي ستعثر عليك، ولن تدعك وحيدا ً، فالذي يولد وتراه يهرب من الموت هو في الواقع يخدعنا ويخدع نفسه لأنه وحده من يقترب منه....، فإذا اعتقدت بأنني سأرمي بجسدي إلى المستنقع، فانا في الواقع ألبي نداء الأغوار النائية...، لأننا عمليا ً لم ندوّن إلا ما كنا نسعى إلى محوه..!
ـ وهل ستتركني أراقب كيف نغطس في هذه المياه الآسنة...؟
ـ هذه هي المشكلة...، لأنني كنت احلم أن أموت في المياه العذبة! لعلي أولد في مستنقع  آخر تندمج نهاياته بدشيناته وتغيب فواصله وتلاشى قبل أن تترك أثرا ً لها، ولا أثرا ً يدل على إنها قاومت حتى زوالها!
ـ ها أنت تجعل الحد الفاصل بينهما متحدا ً...، مادمت ستولد من موتك مرة ثانية، لتكون لك صورة غير التي محوتها...؟
ـ أنا ـ يا سيدي ـ مثلك، فانا هو الوباء الذي لا يمكن استئصاله إلا بالعودة إلى هذا الذي نلبي نداءه...!
صرخ الجرذ، وهو يقترب منه،  يتبعه حشد من النمور، والتماسيح، والأسود، وأفراس النهر، ويمشي خلفه السيد المدير:
ـ قفوا ...، قفوا...
    لكن الذئب غطس في ماء المستنقع، واختفى...، تاركا ً فقاعات من الهواء، فوق السطح، تحولت إلى هالات!
ـ ها أنا أرى ما لا يحصى من الكواكب تتلاشى، ومن الشموس تنطفئ، وثمة مجرات تتناثر...، في هذا الفضاء المشغول بالفضاءات، وقد تخللته هذه الومضات الغريبة! فالدورة لم تستكمل دورتها وما انفكت تدور....
   امسك الجرذ بالدب:
ـ هل دوّنت كلماته...؟
ـ نعم، سيدي، فانا لم اترك شاردة إلا ولحقت بها، ولم اترك واردة إلا واقتنصتها، لم اترك أدق التفاصيل تغيب عني، ولا اللا مرئيات تتوارى داخل مكنوناتها، حتى عثرت على اللا أسباب التي ستشغلنا ملايين السنين، ورحت ارصد مساراتها الملتوية، المراوغة، لظاهرها وباطنها، كما تعقبت الأصداء بعد زوال أصواتها، وتحريت عن مصادر الظلال، والضلال، ولم اترك ضالة، ولا بدعة، ولا منكرا ً، ولا فرية....، إلا ونبشت في حفرها وفي دهاليزها المظلمة وأخرجتها من مخبئها ومناطقها المجهولة....
    سمع المدير كلمات الدب، فسره ما سمع، فأمر بحركة من رأسه الجرذ، نفذها في الحال.
صرخ الدب:
ـ  لم يحن أوان نهايتي أيها الزعيم....، فهناك الكثير الذي لم أدوّنه بعد....، الكثير...، بل الأكثر من الكثير....، من هذا الذي نقشته فوق هذه الألواح...؟
ـ مت بوقار الصمت!  فهناك ألف ألف حسنة ستحصل عليها، وألف ألف أخرى تنتظرك بعد الموت...، وألف ألف ألف مضافة عندما تبعث إلينا من جديد!
ـ سيدي أيها الزعيم الذي لا يموت، يا واهب المقدمات من غير نهاية، وواهب النهايات من غير مقدمات،، يا من  ظله لا يزول، ولا يستحدث، يا سيدي الجبار لا أريد إلا واحدة .... من هذه الحسنات!
ورفع صوته:
ـ واحدة فقط...
فأمر المدير الجرذ:
ـ دعنا نستمع إلى رغبته...
قال بصوت غائب:
ـ لا أريد أن أموت!
   ابتسم المدير وقال للجرذ:
ـ ولكنهم لا يريدون أن يتأخر...
وخاطب نفسه:
ـ أما أنا فلا صلاحيات لدي ....، وأنت أول من يعرف ذلك!
فصرخ الجرذ:
ـ سيدي...، لدي ّ كلمة أخيرة...
ـ قل.
ـ إنهم لن يدعوك، بعد موته، حيا ً!
ضحك المدير:
ـ اعرف!
فقال الدب لنفسه:
ـ وأنا أيضا ً كنت اعرف لماذا لم يردم هذا المستنقع!
9/6/2015


خبراء في الذاكرة-د.إحسان فتحي




خبراء في الذاكرة

الأعزاء المعماريون والاثاريون العراقيون والأصدقاء
تحيات وسلامات

د.إحسان فتحي
وددت إعلامكم بالصديق الاثاري  والخبير العالمي الأهم عن سامراء العباسية وهو البريطاني ( اليستير نورثيج) الذي يعمل حاليا أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة السوربون في باريس.





خُطى مؤمَّلة من أجل النازحين وأخرى لإنهاء الإرهاب وجرائمه-د.تيسيرعبد الجبار الآلوسي

خُطى مؤمَّلة من أجل النازحين وأخرى لإنهاء الإرهاب وجرائمه

د.تيسيرعبد الجبار الآلوسي


يقفُ العراقُ اليوم ودولُ المنطقةِ والعالمُ بمجابهةٍ مباشرةٍ مع قوى الإرهاب. تلك القوى التي نظمّت وجودَها في هياكل مقاتلةٍ سطت على مساحات شاسعة من البلاد وأسَرَت وجوداً شعبياً كبيراُ من سكان تلك المناطق. إنّ تلك القوى الإرهابية ما عادت مجرد ميليشيات أو عناصر انتحارية متفرقة؛ فقد بات لديها قوات تشتبك مع الجيش وتستبيح المدن والمحافظات بأحدث الأسلحة والأعتدة!
ولقد تجبّرت على المدنيين فصارت تستغلهم ببشاعة في أعمال السخرة وفي إكراههم على المشاركة بالقتال وإخضاعهم القسري لمبايعة الإطار الديني المزعوم الذي تتخفى وراءه، أيّ نظام ما يُسمّى الخلافة. ولا ننسى استغلالهم منطق قوانين الغاب في جرائم الاختطاف والاغتصاب لتبرير جريمة استعباد الإنسان وإذلاله؛ حيث جرائم تلخصها مصطلحات ماضوية كـ(سبي النساء) وتملّكهنَّ والاتجار بهنّ وإجبارهن على ممارسة الجنس مع عشرات رجال الجريمة!!
إنّ ترك تلك القوى لمدى أطول سيدفع إلى ما يمكنهم استراتيجياً من تثبيت أركان وجودهم المؤسّس على جغرافيا، تمنحهم فرص تحدي دول المنطقة والمجتمع الدولي مثلما حصل مع طالبان. إنهم يستندون في ذلك إلى استغلال طابع خطاب تضليلي يُفرض بقوة مبررة (دينياً!) ولديهم حشد من المتطرفين المتشددين من المؤمنين بالفكر الظلامي ومن تقف وراءهم قوى مافيوية محلية – دولية فضلا عمّا غنموه من ثروات طائلة وفرص استغلالها لمراكمة مصادر مادية مالية مهولة عبر التجارة بالمخدرات والسلاح والآن بالآثار التي صارت مصدراً خطيراً ومهولاً لمصادر أموالهم..!
إنّ النتائج الكارثية لخطل برامج حكومتي السيد المالكي ذات الفلسفة (المركزية) المشوّهة التي انشغلت وشاغلت بصراعات مختلقة على أسس وآليات تستجيب لثالوث (طائفية، فساد، إرهاب)، وما تُرِك من مخلفات وآثار وضغوط على الحكومة الحالية هي الكوارث المجسّدة بانهيار سلطة الدولة بمساحة تعادل ثلث مساحة البلاد وبنزوح ثلاثة ملايين مواطن وسكنهم في عراء الصحارى إذ جرى منع دخولهم المدن والمحافظات العراقية الأخرى على خلفية حذر لا يتم استثماره وطنيا بل طائفياً استعدائياً!
وحتى لا تستمر جريمة استباحة أراضٍ جديدة وتهديد أخرى؛ وحتى لا تستمر جريمة التسبب بنزوح كتل بشرية جديدة؛ وحتى لا تستمر جرائم انهيارات أخرى ومنح قوى الظلام الإرهابية فرص استعباد مواطني البلاد من مختلف الأطياف والمكونات وجَبَ أن يتم اتخاذ جملة إجراءات بجميع المستويات الاستراتيجية والتكتيكية.
إن الخطى المؤمّل اتخاذها تبدأ من المجتمع المدني نفسه. من العراقيات والعراقيين. من منظماتهم الوطنية المدنية وحركاتهم المجتمعية المعبرة عن حقوقهم وحرياتهم. وبدءاً لابد من إنهاء سلبية المواطن وتعريفه بواجباته في المعارك الوطنية الكبرى.
وبدءاً فإن الحكومات التي جاءت بُعَيْد التغييرات  في العام 2003 ساهم باعتلائها كرسي السلطة انتشار خطاب الطائفية والتمترس السياسي خلف خياراتها. وهذا كان عاملا رئيساً (آخر) لوضع برامج الطائفية ومن يقف وراءها في سدة الحكومة ببغداد. الأمر الذي نجم عنه مزيد تداعيات كوارث خطابات المحاصصة الطائفية وتمترساتها ومفاهيم الغنيمة التي لم يتخلوا عنها. والإشارة هنا إلى الغنيمة تأتي هنا حصراً بناهبي الثروة والمتسببين بإفقار مزيد من المواطنين حتى وصلت نسبة الفقر حدودا غير موجودة ببلاد في كوكبنا! إذ أن 89% من ريف السماوة فقراء، في وقت يقيمون على بحيرات النفط!
في كنف هذا التفكير يتمسك بعض المغرر بهم والمضلَّلين بالانتساب للميليشيات التي تحرس نظام الطائفية الكليبتوقراطي وليس مصالحهم ولا مصالح المواطنين الذين تستمر جرائم إفقارهم ووضعهم على مصاطب أرصفة البطالة لينشغلوا عن المجرمين وجرائمهم، بلقمة عيش مسمومة!
وعليه فبدءاً يجب إلزام الحكومة الاتحادية ببغداد ببرامج عمل تبني الدولة المدنية وتلتزم بقوانينها الدستورية وتبتعد عن خيمة ظلامية التمترس الطئافي السياسي المتستر بالدين ومرجعيته كذباً وزوراً لتمرير أجندات لا مصلحة للمواطن فيها.
ومن أجل ذلك فإنّ حملة وطنية شعبية واسعة تنير الدروب وتكنس كلكل الظلام وأضاليله وتكون مدعومة من حراك الجاليات العراقية بمختلف بلدان العالم لتستقطب التضامن الأممي، هي الحملة المؤمل أن تتسع لتشمل أوسع القطاعات وطنياً  على امتداد جغرافيا العراق الفديرالي الذي ينبغي أنْ تتمسك دولته باحترام التعددية والتنوع وإقامة العدل والمساواة بروح المواطنة في دولة فديرالية تجسد ذياك التنوع وحقه في التعبير عن وجوده بخلاف المركزة والتهميش والمصادرة وإلغاء الآخر مما ورثه بعض مرضى السلطة من مخلفات الماضي البغيض!
إنّ الحملة الوطنية للدفاع عن النازحين وحقوقهم ومطالبهم الإنسانية، ولدعم الحرب على الإرهاب، تأتي لتستثمر الموقف في الذكرى الأولى لاستباحة الموصل ومتزامنة مع جريمة استباحة الأنبار ومركزها الرمادي. إنها تأتي لتجسد المطالب في إجراءات فعلية مؤملة ولتضعها بين أيدي المسؤولين عن السلطة في العراق الفديرالي، ببغداد. ونحن هنا نقرأ تلك المطالب والخطى والإجراءات في الآتي من المحاور الرئيسة الأبرز:
1. فأولا تطالب الحملة المسؤولين الفديراليين بتغيير نهج الحكومة الاتحادية واعتمادها برامج الدولة المدنية بديلا عن فلسفة الطائفية وخوض الحرب ضد كل من: (الفساد والإرهاب) بتزامن تام بين الحرب على الإرهاب والحرب على الفساد.. الأداتان الرئيستان والجناحان اللذان يتسببان بمآسي العراقيات والعراقيين كافة.
2. والمطالبة بدعم مهام النضال الوطني والديمقراطي من أجل توحيد الصفوف بخاصة في التخلي عن المحاصصة الطائفية وإنهاء التمييز الديني والمذهبي وإعادة الاعتبار للهوية العراقية ومبادئ المواطنة والمساواة..
3. والتوجه نحو تحقيق تفعيل الإرادة الشعبية والدور المهم للمواطنين والتزام سياسة وحدة الشعب وقواته المسلحة تحديداً وتجنب التشويش بدعم قوى ومؤسسات خارج سلطة الدولة المدنية ومنطق وجودها وآليات اشتغالها..
4. تعميق التعاون والتنسيق مع قوات الپيشمرگة وضبط التطوع على أساس خدمة بنى الدولة ومؤسساتها والحظر التام لوجود الميليشيات خارج المؤسستين الأمنية العسكرية للحكومة الاتحادية، وتأمين السلاح اللازم للجميع من دون تمييز أو تلكؤ، وبخاصة هنا بشأن تأمين فرص التدريب والتسليح للبيشمركة بوصفها قوات دفاع وطني رسمية وهي اليوم تجسد النموذج الأبرز والأهم في التزام عقيدة عسكرية تنبع من تمسكها بحماية الوطن والشعب.
5. وتطالب الحملة الحكومة الفديرالية بدعم أنشطة وبرامج القوى الوطنية العراقية الواعية، من مختلف الانتماءات القومية: العربية والكوردية والكلدانية، الآشورية، السريانية الآرامية والتركمانية ومن أتباع الديانات والمذاهب: المسلمين سنّة وشيعة والمسيحيين والأيزيديين والمندائيين والكاكائيين والشبك والبهائيين، وتحديدا هنا في الاستجابة لمساعي عقد مؤتمر وطني يمكنه رسم القواسم المشتركة في مهام مواجهة الأوضاع الكارثية الخطيرة، والاتفاق على برنامج وطني شامل يبدأ بالمصالحة مع الذات الوطنية ويمر بإجراءات إنهاء عصابات الدواعش الإجرامية وكل قوى الإرهاب، بما يستعيد مبادرة الشعب في بناء الدولة المدنية الديموقراطية التي اختارها سبيلا لوجوده في عراق جديد.
6. دعم محاولات إيصال الصوت الشعبي العراقي إلى الجهات الرسمية والشعبية، الإقليمية والدولية عبر تفاعل ملموس مع مضامين مذكرات تُقدَّم إلى البرلمانات العالمية، وسفارات الدول العربية والشرقأوسطية، والأمم المتحدة، والبرلمان الأوروبي وسفارات الدول الكبرى.. طبعاً بقصد حشد الصوت الأممي الدولي مع معركة العراقيين كافة ضد جريمتي الإرهاب والفساد اللتين تستشريان في الجسم العراقي. وأن يجري ذلك بنسق مؤسسي سليم وأن يُشرك جناحي العراق الفديرالي في المحادثات والحوارات الدولية ومنها ما يخص تسليح الجيش والبيشمركة على حد سواء وما يخص المسارات والمحاور الكبرى لأداء الدولة وتقدمها…
7. وتطالب الحملة الوطنية بتشريعات بمكنها أنْتفعّل القرارات التي قرأت ما اُرْتُكِب في سهل نينوى وسنجار وديالى وصلاح الدين والرمادي في العراق بكونه عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي وثقافي. إذ من دون قوانين نافذة إجرائيا بكل بلدان العالم سيتمكن مقترفو هذه الجرائم من الإفلات من سلطة المحاكم المحلية والدولية ومن العقاب الذي يكبح الجريمة ويمنع المجرمين من الاستمرار بغيهم.
8. وفي المعركة مع الإرهاب والفساد، تلك المعركة الاستراتيجية بعمقها تطالب الحملة الوطنية بالتفاعل الإجرائي المباشر والفوري العاجل مع ملايين النازحين في ظروف نزوحهم القاسية؛ بوضع الخطط الملائمة بأولويات عليا، من أجل تلبية المطالب الحيوية لتفاصيل اليوم العادي للإنسان وللتوجه نحو إعادتهم إلى المناطق التي تخلصت من وجود العصابات، والاستعداد لبرامج شاملة للتعويضات ولتوكيد أسس توفير الاستقرار بمناطقهم، وبالتأكيد ضمناً: رعاية المختطفات العائدات والأطفال والعمل بكل الإمكانات وفي أسرع الآجال على تحرير اللواتي مازلن اليوم في اسر المجرمين القتلة، وتوفير القوانين والتشريعات والتنوير المجتمعي اللازم لإعادة تأهيلهنّ.
9. وفي الإطار ذاته، التوجه لبرامج ضامنة عملياً فعلياً لإقناع النازحين للبقاء في وطنهم، وعدم الهجرة إلى خارج البلاد، التي باتت تستنزف الشعب من بنيته وتركيبة التنوع والتعددية فيه، رفضاً ومقاومة لمشروع تطهير العراق من مكوناته القومية والدينية والمذهبية التي عُرِف بها، وتجنباً لطروحات وضعهم بضوائق اختلاق الكانتونات التي لن تكون حلا لا مرحليا ولا استراتيجياً..
10. والحملة الوطنية التي تنطلق في العاشر من حزيران، تختار هذا التاريخ رداً على جرائم الإرهاب وتمكينا للعراقية والعراقي من إعلاء صوته وتفعيل دوره في الأداء الوطني الشامل.. ولهذا فهي تطالب بدعم مهام فضح الجرائم التي ارتكبها الدواعش ونظرائهم في العراق: سواء بفضح جرائم قتل الأطفال والنساء والرجال الآمنين وجرائم النهب والسلب أم بما ارتكبوه من تدمير التراث الحضاري للبشرية جمعاء وهدم وتخريب دور العبادة لمختلف الأطياف الدينية أينما وصلت أيديهم.
الحملة التي أتحدث عنها ليست خيالا وافتراضا ولكنها وجود مؤسسي اشتغل طوال الأسابيع الماضية تحضيرا واستعدادا وهي تتابع الخطى بكل القوى التي تتعرض لتهديد الإرهاب. وهي تجد في كوردستان كما كانت قوى الحرية والسلام في الحضن الكوردستاني نجده بيتا وموئلا ومصدر تضامن ودعم بأعلى مستوياته، الأمر الذي نتطلع أن يحظى ولو بجزء يسير في الأماكن الأخرى من العراق كي يرتقي لمستوى المعركة بحجمها النوعي.
ونحن في الحملة بكل القوى والشخصيات التي تتحرك، ندرك حجم المهمة ومصاعبها وحتى عثراتها وعقباتها.. لذا نتابع السير باتجاه تطوير حراك الحملة ومنجزها لتتحول إلى المؤتمر الوطني الأشمل وبرامج العمل التي تضع الخطى المؤملة بصيغ برامجية ناجعة يمكنها أن توجد الاستعدادات الملائمة والكافية لمواجهة مهمة الانعتاق من استباحة الإرهاب وإعادة بناء الهياكل المؤسسية للدولة بسلامة تُنهي إلى الأبد فرص الاختراق والانهيارات وما يمكن أن يكون سببا في مثل تلك الكوارث التي تكررت كثيرا بحق أطياف الشعب.
فلنعمل معاً وسوياً من أجل تنفيذ تلك الخطى والارتقاء بها لمستوى ما يجابهنا جميعا.. ولنضع خلفنا كل ما يشق الصفوف وينزع لخطاب الانقسام والتناحر ويعيد إنتاج خطاب ظلامي متخلف بنهج طائفي أو يواصل منح قوى الفساد والإرهاب فرص امتصاص دماء المواطنات والمواطنين ونهب ثرواتهم واستعبادهم..
وستنتصر إرادة شعب أدرك الحقائق وسار ببرامج تنتمي به إلى عصره لا إلى ماضيه بخاصة منه ما ينتمي لظلاميات كهوف ومغاور الهمجية الغابرة تلك السمات المرضية التي ستكنسها إرادة الشعوب في العراق والمنطقة والعالم بفضل وعي ما ينتظرهم كي يرسموا خطاه ويلبوا مطالبه. وبورك بكل من وقف بوضوح مع هذا التوجه المدني للتأسيس لدولة تحترم شعبها ووجوده وحقه بتقرير مصيره واختيار طريقه..

صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت كتاب كافيه فيروز-رواية باستثناء فصل واحد لعلي شاكر




صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت كتاب كافيه فيروز: رواية باستثناء فصل واحد لعلي شاكر ... الرجاء التفضل بالاطلاع على ملخص الحبكة مع تعريف موجز بشخصيات الرواية وسيرة المؤلف
 مع الشكر وفائق الاحترام
سيرة المؤلف:
علي شاكر، مهندس معماري وفنان تشكيلي عراقي/ نيوزلندي، مؤلف كتاب  A Muslim on the Bridgeله العديد من مقالات الرأي والأعمال النثرية منشورة باللغتين العربية والإنكليزية في صحف ومجلات أدبية في العالم العربي وبريطانيا والولايات المتحدة ونيوزلندا
ملخص الحبكة 
 تدور الأحداث في مقهى يحتل الطابق العلوي من بيت قديم في جبل عمان ... مضى عامان على هبوب عاصفة الربيع العربي، حماسة الشعوب للتغيير بدأت بالفتور ليحل محلها خوف وتوجس من القادم من الأيام ... تقع الرواية في خمسة فصول يتمحور كل منها حول شخصية من الشخصيات المتواجدة في المقهى الذي يضج بالمهاجرين الحاملين معهم ذكريات عن مدن تغيرّت معالمها وأحباء غيّبهم القدر والمهمومين بحاضر غير مستقر ومستقبل مجهول.
الأحداث تستوحي مشاعر وآمال وخيبات أجيال متعددة تعيش صراعا بين عالمين متصارعين ومنظومتين ثقافيتين مختلفتين، ترصد الرواية تعاطيهم، أيجابا وسلبا، مع التغيرات السريعة التي شهدتها بلدانهم في السنوات الأخيرة ... فصول الرواية تكاد تكون مستقلة بذاتها، تجمع بينها بعض القواسم المشتركة كصوت السيدة فيروز وأغانيها التي تتردد في جنبات المقهى، ومدينة عمان التي تشكل خلفية المشهد السردي وتقفز الى مقدمته في أحيان عديدة كما تتقاطع المسارات الرئيسية والثانوية في الكتاب مع عدد من الشخصيات العامة، سياسية وفنية واجتماعية، الغرض من ذلك، كما ورد في المقدمة هو تجذير الأحداث وربطها بالتربة التي يُفترض وقوعها عليها والزمان الذي دارت فيه ولا يقصد به الاساءة الى أي من تلك الأسماء كالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، رفعت الأسد، الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، الدكتور محمد البرادعي، عمرو موسى، الشيخ محمد متولي الشعراوي، دانييل ميتران وسواهم

فصول الرواية الخمسة (شخوصها) هي:
نادين
مصورة ومراسلة صحفية من لبنان كانت تعمل مع وكالة الأنباء الفرنسية قبل أن تقرر التقاعد والاستقرار في العاصمة الأردنية حيث تفتتح مقهى يحمل اسم مطربتها المفضلة ويتيح لزائريه سماع أغانيها ريثما يحتسون فناجين القهوة، شخصية نادين كارهة لكل مظاهر الزيف ومتمردة على السائد من التقاليد
وليد
عازف بيانو فلسطيني الأصل مولود لأسرة فقيرة في مخيم البقعة للاجئين في ضواحي عمان، الألحان التي يعزفها وليد في المقهى تثير شجونه فهو لم يتعاف بعد من انهيار علاقته بفتاة أحبها حد الجنون وقرر الارتباط بها قبل أن يكتشف حقيقتها المريعة
ربى
الابنة الوحيدة لواحد من أكثر الرجال نفوذا في سوريا وزوجته الحسناء سليلة العائلة الدمشقية العريقة تسافر الى عمان في مهمة غير معلنة، وجودها في الأردن وتماسها مع معاناة اللاجئين السوريين فيه يؤديان الى اقدامها على خطوة ستغير مسار حياتها بل تقلبها رأسا على عقب
محمود
رجل أعمال مصري يصل الى الأردن في زيارة عمل قصيرة يلتقي خلالها بنادين التي تدعوه الى زيارة مقهاها، معارضة محمود لمحاولة زوجته الايطالية التأثير على طفلتهما في الوقت الذي يرقب فيه التعصب الديني وهو يجتاح القاهرة مدينته الحبيبة تكلفه ثمنا باهظا
علي (شخصية المؤلف الحقيقية)

كاتب عراقي مغترب يقوم بزيارة الأردن لمتابعة بعض الشؤون العائلية ويتخذ من كافيه فيروز مقرا لتأليف روايته الأولى باللغة العربية، الأغاني التي تتردد في المقهى تثير ذكرياته عن حياته في بغداد وبداية تعرفه على صوت فيروز وتجعله يسترجع ملامح العيش في ظل نظام شمولي والفوضى التي أعقبت الاطاحة به