الاثنين، 6 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح التاسع : رحلة جلجامش -ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د. أنور غني الموسوي 2015

ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح التاسع   : رحلة جلجامش
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د. أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية البابلية لملحمة جلجامش ( هو الذي رأى العمق)
لأجل صديقه إنكيدو
جلجامش بكى  بمرارة و أخذ يجوب البريّة
   أنا سوف أموت ، و هل يا ترى أني لن أكون كحال إنكيدو؟
فالألم سكن قلبي
أنا أخشى الموت ، سأجوب البريّة
لأجد أوتانباشتي ،  ابن أوبار تُتو
في الطريق أخذتُ أُسرِع
ذات ليلة وصلت ممرّا جبيليا
رأيت مجموعة أسود ، فأنتابني الخوف
رفعت رأسي الى القمر في صلاة
الى سِن ،  مصباح الآلهة ، كانت إبتهالاتي
يا سِن ، إبقني في أمان
في تلك الليلة استلقى نائما ، ثم استيقظ من حلم
في حضور القمر  بدأ يشعر بقيمة الحياة
أمسك فأسه في يده
أستلّ خنجره من عمده
كالسهم سقط على الأسود
ضربها بقوّة ، قتلها ، و بعثر أشلاءها
أرتدى جلودها و أكل لحمها
جلجامش حفر هناك نبعا لم يكن موجودا
  شرب ماء ، و صار يطارد الرياح
شّمّش بدأ يقلق عليه ، و نظر الى الأسفل
كلّم جلجامش
 جلجامش الى أين أنت تسير؟
الحياة التي تنشدها لن تجدها أبدا
قال جلجامش له ، للبطل شَمَش
بعد أن أجوب البريّة
حينما أدخل العالم السفلي ، هل الراحة هناك متعذرة ؟
سأخلد الى النوم طوال سنين طويلة
دع عيني تشبع من الشمس و تتنعّم بأشعتها
العتمة مخفيّة ، هل من نور هناك ؟
وهل للموتى أن يروا الشمس؟
وصل الى جبال التوأم ماشوا
التي تحمي الشمس المشرقة كلّ يوم
قممها تسند العالم العلوي
و قاعدتها تصل العالم السفلي
هناك  رجال العقرب الذين يحرسون بواباتها
رعبهم الفزع ، و لمحهم الموت
بهاؤهم مخيف ، يغمر الجيال
عند الشروق و عند الغروب يحمون الشمس
جلجامش رآهم ، و بخوف و فزع غطّى وجهه
ثمّ أستحضر حكمته و أقترب منهم
قال  الرجل العقرب لصديقه
من هذا الذي قدِم علينا ، الذي تتجسّد فيه الآلهة؟
أجابه صديقه
 إنّ ثلثيه  إله و ثلث بشر
نادى الرجل العقرب
قائلا للملك جلجامش ، جسد الآلهة
كيف وصلت هنا ؟  في هذه الدرب البعيدة
كيف استطعت أن تصل هنا ،  لتكون هنا في حضرتنا ؟
كيف استطعت ان تجتاز البحار الخطرة ؟
دعني اتعلّم من رحلتك ....
... أين تدير وجهك ؟
دعني أتعلّم من رحلتك...
( قال جلجامش)
أنا أبحث عن الطريق الى الجدّ اوتانابشتي
الذي حضر اجتماع الآلهة ، و وجد الحياة الأبديّة
أريده أن يخبرني  عن سرّ الحياة و الموت
الفتح رجل العقرب   فاه ليتكلّم
قائلا لجلجامش
جلجامش ،  لا أحد من جنسك كان هناك
ولم يقطع أحد قبلك ممرّ الجبال
الى إثني عشرة ساعة مضاعفة يمتدّ عمقه
العتمة هناك شديدة و لا ضوء  هناك .
لشروق الشمس .....
لغروب الشمس .....
لغروب ...
هم يرسلون ....
و أنت كيف سوف ...؟
هل يا ترى ستذهب ...؟
( بعد ثغرة في النص يعود اللوح بنهاية جواب جلجامش )
عبر الألم ...
بالصقيع ، و بلهيب الشمس وجهي قد حُرِق
الإرهاق ...
أنت الآن ....
فتح الرجل العرقب   فمه ليتكّلم
قائلا كلمة للملك جلجامش جسد الآلهة
إذهب جلجامش ....
عسى أنّ جبال ماشو تسمح لك بالمرور
عسى أنّ الجيال ترى مسيرك
دعها تعينك في سلامة لتكمل رحلتك
عسى أنّ  بوّابة الجبال  تُفتّح أمامك
جلجامش سمع تلك الكلمات
و حفظ ما قاله الرجل العقرب
وسار في طريق إله الشمس
في ساعة مضاعفة واحدة
العتمة كانت شديدة ،  و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد ساعتين مضاعفتين

العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد ثلاث ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد أربع ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد خمس ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد ست ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد سبع ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد تسع ساعات مضاعفة
..... الرباح الشمالية
....وجهه
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد عشرة ساعات مضاعفة
..... كان..... قريبا جدا
بعد أحد عشرة ساعة مضاعفة ، لم يبق على الرحلة الا ساعة واحدة
بعد اثني عشرة ساعة مضاعفة بدأ يخرج جلجامش الى الشمس
..... كان هناك سنا ضوء
سار جلجامش قدما ، و سرعان ما رأى الأشجار المقدّسة
  شجرة العقيق الأحمر وسط أشجار الفاكهة
تتدلّى مع أغصان الكرم ،   كانت مبهجة
  شجرة اللازورد
كانت مليئة بالثمر ، كانت مبهرة
..... سرو ....
.... الأرز .....
سيقان أوراقها عند أحجار الباباردلّو ...
المرجان .... أحجار الساسو
بدل الشوك و الأشجار الشائكة ، كان لها  حاجز حجري
لقد لّمّسَ جلجامش  الخروب ، إنّه حجرة الأباشمو
العقيق و حجر الدم ....
*
بينما كان جلجامش يتمشّى
رفعَتْ رأسها لتنظر اليه .
&&&&

إنتهى اللوح التاسع


-بعض من اعمال الفنان عادل كامل ، السيرة الفنية والمؤلفات -تجارب مبكرة

http://www.iraqfineart.com/galleryencadilbook.php
لمتابعة الموضوع يرجى نسخ الرابط اعلاه

ثقافات || من أساطير الإغريق: نرجس وإيكو

الأحد، 5 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح الاول : قدوم انكيدو-ترجمها الى الانجليزية اندرو آر جورج 1999 (1) ترجمها عن الانجليزية الى العربية د انور غني الموسوي 2015

ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني

اللوح الاول : قدوم انكيدو
ترجمها الى الانجليزية اندرو آر جورج 1999   (1)
ترجمها عن الانجليزية الى العربية  د انور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية لملحمة جلجامش البابلية ( هو الذي رأى العمق)




هو الذي رأى العمق ، و أصل البلاد .
الذي عرف ، الحكيم في جميع الامور .
جلجامش ، هو الذي رأى العمق ، و أصل البلاد .
الذي عرف ، الحكيم في جميع الامور .
لقد رأى كل مكان
و عرف كل شيء يشتمل على الحكمة .
لقد رأى الأسرار ، و اكتشف ما هو مخفيّ .
لقد حمل قصّة ما قبل الطوفان .  
 لقد جاء من سفر بعيد ، متعبا ، ليجد السلام .
فسطّر كل ما عاناه على لوح حجري .
بنى سور أُوروك   (2) ، حرم  ( إينا )  المقدس .
أُنظر الى سورها كأنّه جديلة صوف .
أُنظر الى دعاماتها التي لا مثيل لها .
تجوّل في طرقها القديمة .
إقترب من (إينا) بيت عشتار .
التي لا أحد من الملوك   يستطيع ان يقلده .
تسلّق سور أُورك ، و تمشّ فيها جيئة و ذهابا .
تفحّص أُسسها ، إختبر آجرها
أليس آجرها مفخور بالأتون ؟
ألم يضع الحكماء السبعة أُسسها ؟
( ميل مربّع ) المدينة ،  (ميل  مربّع)  بستان النخل ، و ميل مربّع حفرة الطين
و نصف ميل مربّع معبد عشتار .
ثلاثة أميال و نصف إمتداد  أُوروك .
أُنظر الى صندوق اللّوح المعمول من الأرز
إفتح مقبضه البرونزي
إكشف غطاء سرّه
تناول الحجر اللازورديّ  و أقرأ جهرا
أفعال جلجامس و رحلاته .
×××××××××
فاق جميع الملوك ،  البطل  في هيئته
سليل أُوروك الشجاع ، ثور وحشي في هيجانه .
إنّه يمشي في المقدّمة ،  في الطليعة
و يمشي  في المؤخّرة ،  يتّكل عليه رفاقه .
إنّه ظلّة عظيمة   يحمي محاربيه .
هو موجة الطوفان العنيفة ، المحطّمة للأسوار الحجرية .
ثور لوكالباندا  الوحشي ، كلكامش ، المثالي في القوة .
رضع من البقرة البريّة المهيبة نينسن .
جلجامش الطويل ، ضخم ، مريع .
الذي فتح ممرّات في الجبال
وحفر ينابيع في منحدرات البقاع
وعبر المحيط ، البحر العظيم ، نحو مطلع الشمس .
لقد جاب العالم بحثا عن الحياة الخالدة
و  وصل بقواه الصرفة الى اوتانابشتي  البعيد .
الذي أحيى مواطن الديانة التي دمّرها الطوفان
و جلس في مكان يعلّم الناس شعائر الكون
من  يستطيع أن ينافس هيبته الملكيّة ؟
و أن يقول مثل جلجامش ؟  (  إنّه أنا الملك )
جلجامش كان أسمه من اليوم الذي ولد فيه
ثلثاه إله و ثلثه بشر
أنها سيإدة الالهة التي رسمت هيئته
بينما بنيته كمّّلها السماويّ دينمود
ثلاثة  أذرع  قدمه ـ نصف قصبة ساقه
ستة اذرع خطوته
.... ذراع الجزء الامامي من .... ( هكذا النسخة)
خده ملتح مثل الذي عند ..... ( هكذا)  
شعر رأسه نما بكثافة كالشعير
عندما نما وأخذ بالطول إكتمل جماله
بمقاييس أهل الدنيا هو وسيم جداً
في أُوروك  هو يتمشّى جيئة و ذهابا
مثل ثور بري مستبدّ ، رأسه مرفوع عاليا
ليس له مثيل حينما يجرّد سلاحه
رفاقه يبقون جاثمين عند منازلته
أنهك  شباب أُورورك  من دون ضمان
جلجامش لم يترك  إبنا يذهب طليقا لأبيه
ليل نهار طغيانه يزداد
جلجامش المرشد لأناسه الكثر
إنّه هو راعي أُوروك  المسورة !!
لكنّ جلجامش لم يترك  بنتا تذهب طليقة لأُمّها !!
النساء جهرن بمصاعبهنّ الى الآلهة
لقد حملن شكوى الرجال قبلهم
بالرغم من أنّه قوي ، متفوق ، خبير  و ضخم
جلجامش لم يترك  فتاة  تذهب طليقة الى عريسها .
إبنة المحارب ،  و عروس الرجل الشاب
الى شكواهم الآلهة أصغت
آلهة الفردوس ، أسياد الخليقة
الى الإله آنو تحدّثوا
ثورا بريا متوحشّا جعلت في أُوروك  المسورة
  ليس له مثيل حينما يجرّد سلاحه
رفاقه يبقون جاثمين عند منازلته
جلجامش لا يترك  إبنا طليقا لأبيه
ليل نهار طغيانه يزداد
فوق ذلك  هو حامي أُوروك  ذات الأسوار !!
جلجامش المرشد لأناسه الكثر
مع ذلك  هو راعيهم و حاميهم!!
قوي ، متفوق ، خبير و ضخم
جلجامش لم يترك  فتاة تذهب طليقة  الى عريسها .
إبنة المحارب ، و عروس الفتى الشاب .
الى شكواهم أصغى الإله آنو .
دعهم يستدعون أرورو   العظيمة
هي التي جعلت البشر بعدد غفير
دعها تصنع ندا لجلجامش  ندّا عظيما في قوته
وتدعهما  يتصارعان  ، فتستريح أُوروك .
إستدعوا  أرورو  العظيمة
أنت ، أرورو ، التي صعنت البشر
الآن ، صمّمي ما فكّر به آنو.
دعيه يكون مثل قلبه العاصف
و دعيهما يتصارعان ، فتستريح  أوروك .
أرورو  سمعت تلك  الكلمات
غسلت يديها
أخذت قبضة من طين و رمت بها في البريّة .
في البريّة ، صنعت إنكيدو  ، البطل .
سليل نينورتا ، عنه أخذ القوّة .
جميع بدنه متلبّد بالشَعر
عليه ضفائر طويلة  كالتي عند المرأة
شعره ينمو بكثافة كالشعير
لا يعرف الناس و لا البلاد
مكسو بالشعر كإله الحيوانت
مع الظباء يرعى الكلأ
يصحب القطعان بمرح عند مورد الماء
قلبه مسرور مع البهائم عند الترعة
لكن صيّادا صاحب شراك
قابله عند  الترعة
أوّل يوم ، و الثاني ، ثم  الثالث
كان يقابله عند مورد الماء
عندما رآه الصياد تجمّدت فرائصه .
لكنّه مع قطيعه رجع الى عرينه
الصيّاد كان مضطربا ، هلعا ، لا يقدر على الكلام .
كان مكتئبا عابسا
في قلبه حزن
وجهه كوجه من قدم من بعيد
الصياد فتح فاه ليتكلّم ، قائلا لأبيه
أبي ، هناك رجل قدم عند الترعة
إنّه الأضخم على وجه الارض ، ذو بأس شديد
في قوّته هو  كصخرة صلدة من السماء .
فوق الروابي يتجوّل طوال اليوم
على الدوام مع القطيع يرعى الكلأ
دوما آثاره موجودة عند مورد الماء
أنا خائف و لا أجسر على الاقتراب منه
لقد ردم الحفر التي صنعتها
و أزال الشراك  التي نصبتها
لقد حرر جميع الحيوانات من مصيدتي
و منعني من عملي في البرية
فتح أبوه فاه قائلا للصيّاد
بني في مدينة أوروك جلجامش إذهب و أقصده
..... في حضوره   ( هكذا في النص)
قوته كصخرة صلدة من السماء
خذ الطريق و أتجه  نحو أوروك
لا تعتمد على قوّة إنسان
إذهب بني و أحضر معك  شمخات الغانية
إغراؤها يضارع حتى الصلد
حينما يأتي القطيع الى الترعة
  تخلع ثيابها لتبدي مفاتنها
 سوف يراها و يتقرّب منها
حينها القطيع سينفر منه ، رغم أنه تربّى معه .
أصغى الصياد لنصيحة أبيه
ذهب و أستعدّ لرحلته
أخذ الطريق ، و توجه بوجهه نحو أوروك
نحو جلجامش ، الملك . بهذه الكلمات تكلم الصياد :
هناك رجل ، أتى الى الترعة
الأقوى على وجه البسيطة ، ذو بأس شديد
في قوّته هو كصخرة صلدة  من السماء .
فوق الروابي   يتجول طوال اليوم .
على الدوام مع القطيع يرعى الكلأ
دوما آثاره موجودة عند الترعة
أنا خائف و لا أجسر على الإقتراب منه
لقد ردم الحفر التي صنعتها
و أزال الشراك  التي نصبتها
لقد حرّر جميع البهائم  من مصيدتي
و منعني من عملي في البرية
قال جلجامش له ، للصياد :
إذهب إيها الصياد ، خذ معك  شمخات ، الغانية .
حينما يأتي القطيع الى الترعة
  تخلع ثيابها لتبدي مفاتنها
 سوف يراها و يتقرّب منها
حينها سينفر القطيع منه ، رغم أنّه تربّى معه .
إنطلقَ الصياد ، آخذاً معه شمخات ، الغانية .
   أخذا الجادة ، و بدآ الرحلة .
في اليوم الثالث وصلا الى وجهتهما
الصياد و الغانية جلسا هناك ينتظران
اليوم الأوّل و اليوم الثاني هما ينتظران عند الترعة .
بعدها جاء القطيع ليشرب الماء
البهائم وصلت  ، قلوبها مسرورة عند الماء .
و أنكيدو  أيضا ، المولود في البراري
مع الظباء هو يرعى الكلأ
ينخرط في الزحام مع القطيع عند الترعة .
قلبه مبتهج مع البهائم عند الماء
  شمخات رأته ، و ليد الطبيعة
  الرجل المتوحّش من وسط  البريّة .
هذا هو ، شمخات ، ـأظهري مفاتنك
  دعيه يهيم بك
لا تحجمي و طاوعيه
سيراك ، و يقترّب منك .
نضّ عنك ثيابك ، فلربّما سيقاربك .
أريه فنّ المرأة .
دعيه بشغفه يلاطفك  و يعانقك .
حينها قطيعه سينفر منه ـ مع أنّه قد تربّى معه .
شمخات حلّت ثياب خصرها
أظهرت مفاتنها ، فأخذ يتطلّع إليها .
لم تتمنّع ، و صارت تطاوعه في هيامه .
  نضّت عنها ثيابها ـ فوقع عليها .
لقد أظهرت له فنّ المرأة
بشغف لاطفها و عانقها
لستّة أيام و سبعة ليال
إنكيدو كان مثاراً طول إتّصاله بشمخات .
بعد أن شبع من  لذتّها
أدار ناظره الى قطيعه
فلما رأته الظباء  ، ولّت هاربة منه  .
بهائم  الحقل جفلت مبتعدة من مكان وجوده .
إنكيدو تلوّثَ ، فجسده كان نقيّاً جداً .
تعبت ساقاه ، رغم إنّ القطيع لا زال يجري
إنّه خائر القوى ، لم يعد يطيق العدو كما السابق
لكن الآن له لبٌّ ، و إدراك  واسع
رجع و جلس عند قدميّ الغانية
تطلّع اليها ، لاحظ  قسماتها
بعدها ، لكلمات الغانية أصغى بإنتباه
حينما  شمخات تكلّمت إليه ، إلى إنكيدو :
أنت وسيم إنكيدو ، أنت مثل إله
لماذا مع البهائم تجوب البريّة ؟
تعال ، سآخذك  الى أوروك  ذات الأسوار  .
الى المعبد المقدس ، بيت آنو و عشتار
حيث جلجامش ، كامل القوّة
كثور بريّ متسيّد على رجاله .
هكذا تكلّمت معه ،  و وجدت كلمتها عنده قبولاً
لقد علم بالفطرة أنّ عليه أن يبتغي صديقاً
قال إنكيدو لها ، للغانية
هلمّي ، شمخات ، خديني
الى المعبد المقدّس ، بيت آنو و عشتار المقدس
حيث جلجامش الكامل القوّة
كثور بريّ متسّيد على رجاله
سأتحدّاها ، فقوّتي عظيمة
سأعلن عن نفسي في أوروك ،  ( أنا الأقوى )
هناك ، سأغيّر الطريقة التي تدار بها الأمور
 أنا من ولد في البريّة ،  الأقوى ، ذو البأس الشديد .
( شمخات :  )
دع الناس يرون وجهك
..... الموجود ، أنا أعرف ذلك  حقاً ( هكذ ا في النص)
إذهب إنكيدو الى أوروك المسوّرة
حيث الشبّان يتحزّمون بالأحزمة
كل يوم في أوروك  مهرجان
هناك  الطبول تقرع القلوب
و هناك غانيات حسان
قد حبينَ بالعذوبة و ملئنَ بالطيب
حتى العجزة ينهضون من أسرّتهم
وانت يا إنكيدو لا زلت تجهل الحياة
سأريك  جلجامش ، رجل سعيد و خالي البال
أنظر اليه ، و تأمّل ملامحه .
يا إنكيدو أزل عنك  الأفكار السقيمة
جلجامش هو من يحبّه السماوي شَمِِِش
حباه آنو و إنليل و إيا بالفهم  الواسع .
من قبل أن تأتي من البراري
جلجامش سيراك   في منامه
جلجامش نهض ليقص حلما ، قائلا لأمّه
أمّاه هذا الحلم  رأيته الليلة
نجوم  السماء ظهرت فوقي
أحدها كصخرة من السماء سقط  أمامي
أردت أن أرفعه ، لكنّه كان ثقيلا عليّ
أردت ان أدحرجه ، إلا أنّي لم أستطع تحريكه .
أوروك كانت مجتمعة حوله
كانت محتشدة حوله
   الناس يتدافعون إليه
كان الرجال مزدحمين حوله .
كطفل بريء كانوا يقبلون قدميه .
و كزوجة أحببته ، و لاطفته  ، و أحتضنته .
لقد رفعته و وضعته عند قدميك
و أنت يا أمّها جعلتيه صنواً لي
والدة جلجامش كانت ذكية و حكيمة
عارفة بكل شيء ، قالت لجلجامش
نجوم السماء  ظهرت فوقك
و أحدها كصخرة من السماء سقط  أمامك
 أردت رفعه ، لكنّه كان ثقيلا عليك
أردت ان تدحرجه ، إلا أنّك  لم تستطع تحريكه .
فرفعته ، و وضعته عند قدميّ
و أنا ، ننسن ،  جعلته صنواً لك
 و كزوجة أنت أحببته و لاطفته  و احتضنته
رفيق قويّ سيأتي أليك ، و هو المنقذ لصديقه  
 إنّه الأقوى على الأرض ، ذو بأس شديد
هو في قوّته كصخرة من السماء
 و أما كزوجة أنت ستحبّه ، و تلاطفه و تحتضنه .
 فسيكون قويا و يدافع عنك على الدوام .
وكان له رؤيا ثان
نهض و دخل أمام الالهة أمّه
مرّة أخرى يا أمّاه لدي رؤيا
في شارع أوروك  المدينة المربّعة
 كانت فأس مطروحة قد تجمّع الناس حولها
أوروك  واقفة حولها
البلاد مزدحمة حولها
يتدافعون أليها
الرجال قد ازدحموا حولها
أنا رفعته  و وضعته عند قدميك
كزوجة أنا احببتها و لاطفتها و احتضنتها
و أنت يا أمّاه جعلتيه صنواً لي
والدة جلجامش كانت ذكية و حكيمة
 عارفة بكل كل شيء ، قالت لولدها
البقرة البريّة ننسن كانت ذكية و حكيمة
عارفة بكل شيء  ، قالت لجلجامش
بني ، الفأس التي رأيتها صديق
كزوجة أنت أحببتها و لاطفتها و احتضنتها
و أنا ننسن سأجعله صنواً لك
رفيق قويّ سيأتي أليك ، و هو المنقذ لصديقه  
إنّه الأقوى على الأرض ، ذو بأس شديد
هو في قوّته كصخرة من السماء
قال جلجامش لها  ، لأمّه
عسى ان يحصل هذا لي بمشيئة إنليل
الناصح
ليكن لي  صديق ينصحني
على صديق ينصحني أنا سأحصل
هكذا رأى جلجامش حلمه
بعد أن أخبرت شمخات إنكيدو عن رؤيا جلجامش .
أخذ الإثنان يمارسان الحب   .

&&&&&&&&&&&&&&&
إنتهى اللوح الأول

&&&&&&&&&&&&&&&



1- النص الأصلي
http://genius.com/Epic-of-gilgamesh-tablet-1-the-coming-of-enkidu-annotated/
http://www.cidmod.org/sidurisadvice/Gilgamesh.pdf

2- في الويكيبيديا
الوركاء بالعربية أو أوروك بارامية أو اوتوغ بأكدية واوريتش باليونانية، هي مدينة سومرية وبابلية على نهر الفرات، تبعد عن مدينة اور 35 ميل وتقع حوالي 30 كم شرق السماوة. تعتبر مدينة الوركاء إحدى أوائل المراكز الحضارية في العالم ظهرت في بداية العصر البرونزي وظهرت قبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد. اوروك كانت تلعب دورا رئيسيا في العالم في تلك الفترة قبل حوالي 2900 ق.م ويقال بأن مدينة اوروك كان طول محيطها حوالي 6 كلم وبذلك كانت أكبر مدينة في العالم بتلك الفترة وظهرت في هذه المدينة أيضا ملحمة گلگامش، وكذلك حيث كان يصنع بها الفخار غير ملون علي الدولاب (عجلة الفخار). كما صنعت الأوعية المعدنية. اخترعت بها الكتابة المسمارية وكانت عبارة عن صور بسيطة للأشياء علي ألواح طينية وكانت تحرق. أتبع فيها الخط المسماري.

غالب المسعودي - في ألمرآة أتأمُل ظلي (قصة سُريالية)

السبت، 4 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني- ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني-اللوح الثاني

ملحمة جلجامش  
سين ليقي اونيني
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية لملحمة جلجامش البابلية ( هو الذي رأى العمق)


اللوح الثاني  : ترويض إنكيدو
فتحت شمخات فمها
قائلة لإنكيدو
كلّما أنظر إليك إنكيدو ، أنت مثل إله
لماذا مع البهائم أنت تجوب البريّة ؟
تعال ، سأرشدك على أوروك المدينة المربّعة .
الى المعبد المقدس ، بيت آنو
إنكيدو إنهض دعني آخذك
حيث الرجال المهرة البارعين
و أنت  ، كرجل ، ستجد مكاناً لك بينهم
إستمَعَ لكلماتها ، و وجد كلامها قبولا عنده
نصيحة المرأة طرقت أبواب قلبه
شقّت جزء من ثوبها و ألبسته إيّاه
و لبست هي الجزء الآخر
بيدها أخذته ، و كإله قادته
الى مخيّم الرعاة ، حيث حظائر الغنم
تجمّع الرعاة حوله
و تكلّموا عنه فيما بينهم
هذا الرفيق كم  يشبه جلجامش في بنيته ؟
إنّه طويل القامة ، شامخ كشرفة حصن
بالتأكيد ، فهو إنكيدو ، المولود في البراري
هو في قوّته العظيمة كصخرة من السماء .
قدّموا له خبزا
و قدّموا له شرابا
إنكيدو لم يأكل الخبز ، بل نظر إليه بإستغرب
كيف يؤكل الخبز؟ ، إنكيدو لا يعرف
كيف يُشرب الشراب ؟ ، هو لم ير ذلك من قبل
شمخات فتحت فهما
قائلة لإنكيدو
كل الخبز إنكيدو ، إنّه ضروري للحياة
 و أشرب الشراب إنّها عادة البلاد
إنكيدو أكل الخبز حتى شبع
و شرب الشراب ، سبعة أقداح كاملة
مزاجه تغيّر ، و أخذ يغنّي
إنشرح صدره و تنوّر وجهه
الحلّاق هندم جسده المليء بالشعر
مسحه بالزيت ، فأضحى إنساناً
إرتدى الكساء و صار كالمحارب
أخذ سلاحه ليقاتل الأُسود
في ليلة حينما كان الرعاة نياماً
صرع إنكيدو ذئاباّ و طارد أُسوداً
فهجع الرعاة نائمين مطمئنّين
فراعيهم الفتى البريّ إنكيدو مستيقظ  يحرسهم
أحد الرفاق دُعيَ الى زفاف
انّه ذاهب الى أوروك المسوّرة لإجل  وليمة
إنكيدو كان مبتهجاّ مع شمخات
رفع نظره و أبصر الرجل
فتكلّم اليها
شمخات نادي على الرجل
لماذا أتى الى هنا ؟  دعيني أعرف السبب
شمخات نادت على الرجل
فذهب اليه وكلّمه
علام انت مسرع يا صابحي ؟
وعلام سفرك الشاقّ ؟
الرفيق فتح فاه
قائلا لإنكيدو
لقد دعيت الى وليمة زفاف
إنّ كثيرا من الناس أحجموا عن الزواج
عليّ أن ازوّد قائمة الإحتفال
بأشهى الطعام لأجل مأدبة  الزفاف
لملك أوروك المدينة المربّعة
الحجاب سوف يسدل أوّلاً
سوف يعاشر العروس
هو أوّلاً ثم بعده العريس
بموافقة الآلهة هكذا رسمت الأقدار
منذ قطع حبله السريّ هي كانت مخصّصة له
لما سمع كلماته طاش به الغضب
غادر إنكيدو و شمخات تتبعه
دخل المدينة  ، أوروك ،  المدينة المربّعة
و تجمهر الناس حوله
توقّفَ في الشارع الرئيسي لأوروك ساحة المدينة
الجميع تجمّع حوله ، و أخذوا يتحدّثون بشأنه
في بنيته إنه صورة لجلجامش
لكنّه أقصر قامة و أضخم عظماً
بالتاكيد فإنّه الذي ولد في البراري
حليب الحيوانات  كان غذاؤه
 في أرورك مراسيم خاصّة للأُضحية
الشبّان إبتهجوا ، بظهور بطل
لأجل رفيقهم الذي يستحقّ ذلك بجدارة
  لجلجامش نُصِب ندٌّ
لأجل إله الأعراس أُعدّ الفراش
عند المساء  قدِم جلجامش ليلتقي العذراء
تقدّم إنكيدو ، و وقف
معترضا طريق جلجامش
إنكيدو بقدمه أغلق باب بيت العرس
مانعا جلجامش من الدخول
أمسك أحدهما بالآخر  عند باب البيت
و في الشارع دخلا في عراك وسط حلقة من الناس
كانت الباب تهتزّ ، و الجدار يتزلزل
جلجامش ثنى ركبته ، و إحدى قدميه ثابتة على الأرض
ذهب عنه الغضب ، و توقّف عن القتال
بعد أن توقّف عن القتال
قال إنكيدو له ، لجلجامش
كرجل أوحد قد ولدتك أمّك
البقرة الوحشية ، الإلهة ننسن
عاليا فوق المحاربين أنت ممجّد
بأن تكون ملكا على الناس ، إنليل جعل ذلك قدراً لك
لماذا انت ترغب بإن تفعل ذلك ؟
دعني ....( هكذا)
البطولة التي لم تصنع ابداً  على وجه الأرض
 عندها قبّل أحدهما الآخر و صار صديقين
* * * * * *
(  جلجامش يقدم انكيدو للامّه ننسن)
هذا الأقوى على الأرض ، ذو بأس شديد
كأنّه في قوته صخرة من السماء
إنّه طويل القامة ،شامخ كأنّه شرفة حصن
والدة جلجامش فتحت فاهها لتتكلم
قائلة لولدها
البقرة البرّية ننسن فتحت فاهها للتتكلم
قائلة لجلجامش
 ((  بني في دربه  ....( هكذا)
بألم أنت .....( هكذا)
أنت تمسك ....(هكذا)
.... في دربه ..... (هكذا)
بألم هو ....( هكذا) ))(1)
إنكيدو ليس له قريب
شعره الكثّ يتدلّى سائبا ........
إنّه ولد في البريّة و ليس له أخ
كان إنكيدوا واقفا هناك و سمع ما قالت
فكّر بكلامها ، فجلس يبكي
عيناه فاضتا بالدموع
  ساعداها ضعفتا  و  خارت قواه
فإمسك أحدهما بالآخر  و ....( هكذا)
و تشابكا بالأيدي  ك ....(هكذا)
جلجامش .....( هكذا)
لإنكيدو ، فتكلم بكلمات قائلا
لماذا يا صديقي فاضت عيناك بالدموع ؟
و ساعداك ضعفتا و خارت قواك ؟
قال إنكيدو له  ، لجلجامش
صديقي ، قلبي حزين
أثناء النشيج ساقاي أخدت بالإرتعاش
الذعر دخل فؤادي
*  *   *   *
 فتح جلجامش فاه
قائلا لإنكيدو
المفترس خمبابا
دعنا نقتله ، فلا يبقى له أثر
في غابة الأرز
حيث خمبابا يقطن
دعنا نرهبه في عرينه
إنكيدو فتح فاه
قائلا لجلجامش
أنا أعرفه يا صديقي ، في البراري
حينما كنت اتجوّل هنا و هناك مع القطيع
ستين فرسخا حجم الغابة
من الذي يجرؤ على دخولها ؟
خمبابا ، صوته الطوفان
كلامه اللّهب ، و نفَسه الموت .
لماذا أنت ترغب في فعل ذلك ؟
معركة خاسرة مهاجمة خمبابا
جلجامش فتح فاه
قائلا لإنكيدو
سأتسلق يا صديقي منحدرات الغابة
إنكيدو فتح فاه مخاطبا جلجامش
كيف يمكننا الذهاب الى بيت خمبابا ؟
ليحفاظ على  الأرز
إنليل صنعه ، قدره أن يرهب الرجال
إنّها الرحلة التي   يجب ألّا تفعل
و الشخص الذي يجب عدم النظر اليه
إنّه حامي غابة الأرز ، و إدراكه واسع
خمبابا صوته الطوفان .
كلامه اللهب، و نفَسه الموت
إنّه يسمع حفيف الغابة على بعد ستين فرسخا
من الذي يجرؤ على الدخول الى غابته ؟
أداد يأتي أولا في الرتبة ،  ثم  خمبابا ثانيا
من الذي سيتصدّى له وسط الإيجيجي ؟
ليحفظ غابة الأرز
إنليل قد صنعه ، قدره أن يرهب الرجال
إن أنت اقتحمت غابته فسيتملّكك الذعر
جلجامش فتح فاه قائلا لإنكيدو
لماذا يا صديقي تتكلّم كالضعيف ؟
بكلماتك الضعيفة جعلتني كئيبا
الأنسان ،أيّامه معدودة
 مهما فعل ،فإنّ أفعاله هباء
..... لم يوجد لي ....  ( هكذا)
أنت ولدت و تربّيت في البريّة
حتى الأسود تهابك ، لقد خبرتها
الرجال الشجعان يهربون منك
قلبك محِّص في القتال
هلمّ صديقي نسرع الى  سوق الحدّادين
دعهم يصنعوا لنا فؤوسا
أخذ كل منهما بيد صاحبه و أسرعا الى سوق الحدادة
حيث كان الحدّادون جالسين للتشاور
فسبكوا فؤوساً عظيمة
وزن الواحدة  منها ثلاث وزنات
و سبكوا سيوفاً عظيمة
وزن نصل كلّ منها وزنتان
و نصف وزنة قبضته
و نصف وزنة ذهباً وزن غمده
حمل كلّ من جلجامش و إنكيدو عشر وزنات
أوصد جلجامش بوّابات أوروك ذات المزاليج السبعة
عقد إجتماعاّ  ، فتجمّع الناس .
في شارع أوروك ، ساحة المدينة .
جلجامش جلس على عرشه
في شارع أوروك ، ساحة المدينة
  كان الناس محتشدين أمام جلجامش
حينها تكلّم جلجامش
أصغوا إليّ يا شيوخ أوروك
سأسلك الدرب الى خمبابا المفترس
أريد أن أرى من يتحدّث عنه الرجال
الإسم الذي تردده البلاد
سأقهره في غابة الأرز
لتعلم الأرض أنّ سليل أوروك هو الأقوى
دعوني أبدأ ذلك ، سأقطع الأرز
و بذلك أصنع الى الابد إسما مخلّداً
بعدها جلجامش تحدّث الى شباب أوروك المسوّرة
إسمعوني يا شباب أوروك المسوّرة
يا شباب أوروك ، يا من تعرفون معنى القتال
مقداما سأقطع المسافات البعيدة نحو بيت خمبابا
سأخوض معركة أجهلها
سأسلك طريقا لا أعرفها
إمنحوني بركاتكم في رحلتي هذه
لعلّي أرى وجوهكم ثانية بأمن
و أعيد فرحة القلب من بوّابة أورورك
عند عودتي سنحتفل بالسنة الجديدة مرّتين
سأجعل الإحتفال مرتين في السنة
دعونا نحتفل ، فليبدأ المهرجان
ليكن للطبول دويّ أمام البقرة البريّة ننسن
إنكيدو قدّم نصيحة للشيوخ
و لشبّان أوروك الذين يعرفون معنى النزال :
أُطلبوا منه عدم الذهاب الى غابة الأرز
هذه الرّحلة يجب ألا تكون
إنّه الشخص الذي يجب عدم النظر اليه
إنّه حامي غابة الأرز ، و إدراكه واسع
إنّه خمبابا صوته الطوفان
كلامه اللهب ، و نفَسه الموت
إنّه يسمع حفيف الغابة على بعد ستين فرسخا
من الذي يجرؤ على الدخول الى غابته
أداد يأتي أولا في الرتبة ،  ثم  خمبابا ثانيا
من الذي سيتصدّى له وسط الإجيجي ؟
ليحفظ غابة الأرز
إنليل قد صنعه ، قدره أن يرهب الرجال
إن أنت اقتحمت غابته فسيتملّكك الذعر
قام كبار المستشارين
و قدّموا نصيحة جليلة لجلجامش
أنت شابّ يا جلجامش ، تربّيت وسط الدلال
جميع ما تفوّهت به لا تفقهه
إنّه خمبابا صوته الطوفان .
كلامه اللّهب ، و نفَسه الموت
إنّه يسمع حفيف الغابة على بعد ستين فرسخا
من الذي يجرؤ على الدخول الى غابته ؟
أداد يأتي أولا في الرتبة ،  ثم  خمبابا ثانيا
من الذي سيتصدّى له وسط الإيجيجي ؟
ليحفظ غابة الأرز
إنليل قد صنعه ، قدره أن يرهب الرجال
لمّا سمع جلجامش كلمات كبار المستشارين
  نظر الى إنكيدو ضاحكاً
الآن يا صديقي كم أنا مرعوب !!!
أيجب عليّ بسبب خوفهم  أن أغيّر فكرتي ؟
(   تكملة جواب جلجامش للحكماء ما يقارب عشرين سطرا مفقودة )

إنتهى اللوح الثاني
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
1- فيها نقص و الظاهر أنّها تنبؤات ننسن

شجو الحمام – نص شعري – ضمد كاظم وسمي-نص شعري – ضمد كاظم وسمي

شجو الحمام – نص شعري – ضمد كاظم وسمي

شجو الحمام – نص شعري – ضمد كاظم وسمي

إذْكريني يومَ جدّدْتِ الغرامْ

حينَ صارَ اللّحْظُ زيتونَ سلامْ

فظننْتُ الْحبَّ قدْ سادَ الْورى

وانْتشى الْوسْنانُ وانْجابَ الغَمامْ

في الصَّبا عنْدلةٌ قدْ غرّدتْ

صفّقَ الشوقُ طروبا كالْيمامْ

شفَتاكِ ارْتاضتا في دوحتي

وارْتمى وجْدُكِ في الْقلْبِ ونامْ

أنَا إنْ أسْقَيتُ شِعْري خمْرةً

كانَ قلْبِي الْكأسُ لو أنْتَ المُدامْ

غَنِّ ليْ يادجْلةٌ عنْ نخْلتي

لحْنَ شوقٍ راقَ في شَجْوِ الحَمامْ

قلْ لها يا نهْرُ هذي ليلتي

أَقْبِلي فالْبدْرُ مثْلي مسْتهامْ

إنّما العُنّابُ يحْكي ثغْرَها

مثْلُ لثْمِ الْورْدِ في روضِ الْغرامْ

هلْ لمْتبولٍ سقيمٍ بسْمةٌ

منه يطْفيْ قطْرُها جمْرَ الضرامْ

أو لمحْزونٍ كظيمٍ دمْعةٌ

حرُّها يُنْسي هموماً كالْحِمامْ

ما أنا إلاّ إذا رمْتُ الهوى

فارسٌ أغْتيلَ في الأرْض الحرامْ

كلّما تصْبو لهُ عينُ الصِبا

صارَ يصْبو ليْ بعينِ الإحْتلامْ

عَتِبَ الشّوقُ فيا روحي أشْهدي

مُلِئتْ كأْسي مُنىً حتّى الْجَمامْ

جَفِلَتْ ريحانةٌ مِنْ صبْوتي

مثْلما اللَيلُ اشْتكى والطَيرُ حامْ

فتدلّى الْفجْرُ يبْكي شمْعُهُ

وتجلّى الصّبْحُ وارْتاعَ الظّلامْ

الجمعة، 3 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح الثالث : التحضيرات لرحلة غابة الأرز-ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د أنور غني الموسوي 2015




ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح الثالث : التحضيرات لرحلة غابة الأرز

ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية لملحمة جلجامش البابلية ( هو الذي رأى العمق)





شيوخ أورك
تحدّثوا ﺇلى جلجامش :
إلى أوروك تعود سالماً
لا تعتمد يا جلجامش على قوّتك وحدها
أنظر بعيداً بعين ثاقبة ، و توصّل إلى ما تعوّل عليه
الذي يسير أوّلا يحمي رفيقه
من يعرف الطريق ينقذ صديقه
دع إنكيدو يسير أمامك
هو يعرف الطريق الى غابة الأرز
إنّه مجرّب في المعارك و قد أختُبِر في النِّزال
إنّه سيحمي صديقه و يحافظ على حياة رفيقه
إنكيدو سيعود به سالماً إلى زوجته
(إلى إنكيدو)
في  مجلسنا هذا نضع المَلَك في عنايتك
عليك أن ترجعه سالما الينا
جلجامش فتح فمه يتكلّم
قائلاً لإنكيدو
تعال صديقي ، دعنا نصعد الى المقام العالي
في حضرة الملكة العظيمة نِنسُن
ننسُن ذكية و حكيمة و عارفة بجميع الأمور
ستضع أقدامنا على الخطى الصحيحة بنصحها
أخد كلّ منهما بيد صاحبه
جلجامش و إنكيدو  ذهبا إلى المقام العالي
إلى حضرة  الملكة العظيمة نِنسُن
جلجامش صعد وجلس أمامها
قال جلجامش لها ، للنِنسُن
سأسير يا نِنسُن جريئاً كالعادة
في درب طويلة نحو بيت خمبابا
سأواجه معركة أجهلها
سأسلك  طريقاً لا أعرفه
أنا أتضرّع إليك إمنحيني بركتك
دعيني أرى وجهك مرّة ثانية بسلام
عند عودتي سنحتفل بالسنة الجديدة مرّتين
سأجعل الإحتفال مرتين في السنة
دعونا نحتفل ، فليبدأ المهرجان
ليكن للطبول دويّ في حضرتك
البقرة البرّيّة ننسُن أصغت طويل وبحزن
إلى كلمات جلجامش إبنها ، و إنكيدو
إلى حمّام البيت ذهيت سبع مرّات
إستحمّت بماء الأثل و النبتة الصابونية
إرتدت ثوباً رقيقا زيّنت بدنها به
و اختارت جواهر لتزيِّن بها صدرها
و وضعت على رأسها عمامتها
.... الغانيات ....الأرص ....  ( هكذا في النص)
تسلّقت السلّم و ذهبت إلى السطح
على السطح وضعت مبخرة لشَمَش
نثرت البخور و رفعت يديها بالدعاء لإله الشمس
لماذا ابتليت ابني بهذه الروح التي لا تهدأ  ؟
الآن أنت مسسته و سيقطع
مسافة طويلة نحو بيت خمبابا
إنّه سيوجه معركة يجهلها
و سيسلك دربا لا يعرفها
طوال أيّام رحلته هناك حتى عودته
حتى يصل غابة الأرز
حتى يقتل خمبابا المفترس
حتى يمحو من على وجه الأرض الشرّير الذي تبغضه
كلّ يوم أنت تطوف في فلك الأرض
عسى أن تذكّرك العروس آيا التي لا تعرف الخوف
و لتوكّل به حرّاس الليل عند المساء
أنت فتحت ، يا شَمَش ، البوّابات للناس كي ينطلقوا
.... أنت أتيت قريبا من الأرض  ( هكذا في النص)
التلال أخذت شكلها و السماء صارت مشرقة
بهائم الرّيّة .... وهجك المتوقّد  ( هكذا في النص)
ولقدوم نورك تحتشد الجموع
الأنونكي السماوية تنتظر إشراقتك
عسى أن تذكّرك العروس آيا التي لا تعرف الخوف
و لتوكّل به حرّاس الليل
أيضا ......   ( هكذا النص)
بينما جلجامش يسافر الى غابة الأرز
دع النهارات تكون طويلة و الليالي تكون قصيرة
إجعل عزمه قويّا ، و خطواته ثابتة
دعه يقيم مخيّما عند الغروب لأجل الليل
إجعل وقت الليل .....
عسى أن تذكرّك العروس آيا التي لا تعرف الخوف
يا شَمَش هيّج نحو خمبابا الرياح الهوجاء العظيمة
الريح الجنوبية ،و الريح الشمالية ، و الريح الشرقية ، و الريح الغربية .
و الدمار ، و الموجة  ، و الإعصار ،و الزوبعة ، و العاصفة
و ريح الشرّير ، و ريح الغاية ، و الريح العاصفة و الريح الهوجاء
هي ثلاث عشرة ريحا ، إجعل وجه خمبابا مظلما
دع أسلحة جلجامش تصل خمبابا
بعد أن تضرم نيرانك
حينها ، يا شَمَش أدر وجهك نحو المتوسّل
بغالك سريعة العدو تحملك الى الأمام
الدكّة المريحة ، سريرٌ لليل ، ما سوف ينتظرك
الألهة ، إخوتك ، يحملون الطعام ليبهجوك .
آيا ، العروس ،  تمسح وجهك تجفّفه بإصبع من ردائها .
مرّة أخرى ، البقرة البريّة نِنسُن كرّرت طلبها أمام شَمَش
شَمَش ، أليس جلجامش .... الآلهة ؟
ألم يشاطرك السماء   ؟
الم يشارك القمر التاج و الصولجان ؟
ألم يتربّ حكيما مع إيا سيد المحيط ؟
ألم يحكم مع إرنينا الأناس ذوي الرؤس السوداء ؟
ألم يسكن مع نِنجِشزيدا في أرض اللاعودة ؟
دعني أجعله .... يا شمش   ( هكذا النص)
أخشى أنّه .... أخشى أنّه .... في غابة الأرز .  ( هكذا النص)
بعد أن حمَّلت البقرة البريّة ننسن شمش ذلك
البقرية البريّة ننسن ذكية و حكيمة و خبيرة في جميع الأمور .
والدة جلجامش .....
أطفأت المبخرة و نزلت من السطح
إستدعت إنكيدو و أوصته
أيّها القويّ إنكيدو ، أنت لم تولد من رحمي
لكن من الآن فصاعداً جنسك سينتسب الى أنصار جلجامش
الكاهنات و الخادمات و نساء المعبد
ثمّ قلّدت إنكيدو بقلادة من علامات .
(( الكاهنات أخذن اللقيط
وبنات المعبد جئن بالربيب
إنكيدو الذي أحب ، سوف آختاره لإبني
في الأخوّة ، جلجامش سوف يفضّله على الآخرين . ))
أيضا
بينما أنتما تسافرنا الى غابة الأرز
لتكن النهارات طويلة ، و الليالي قصيرة .
ليكن عزمك قويا و خطواتك ثابتة .
في المساء إصنع خيمة لليل
دع ....يحمي .....  ( هكذا النص)
( نقص في اللوح )
جلجامش ...
خاصته ....
الى بوابة الأرز
إنكيدو في المعبد
و جلجامش في معبد
عَرعَر ،  و بخور ...
اعضاء ..... موجودون
بأمر شمش ستحصل على مرادك
في بوّابة مردوخ
على صدر الماء .....
الخلف .....
في بوّابة الأرز لا .....
جلجامش ....
و إنكيدو ....
على طول عشرين فرسخا عليك أن تكسّر خُبزاً .
(جلجامش)
خلال رحلتنا هناك حتى عودتنا
حتى نصل غابة الأرز
الى أن نقتل خمبابا المفترس
و نمحي من على وجه الأرض  الشرّير الذي يبغضه شمش
عسى أنك لا ترى ....
على الحاشية ألا تحشّد الشباب في الشوارع
أعدلوا في قضية الضعيف ، تحرّوا
في الوقت الذي نطلب فيه مبتغانا
و نغرز أسلحتنا في خمبابا
الحاشية جلسوا هناك و تمنوا له السلامة
الشباب تواروا خلف الحشود
قبّل الحاشية قدميه
(( الى أوروك تعود سالما))
لا تعتمد يا جلجامش على قوتك وحدها
أنظر بعيدا بعين ثاقبة ، و توصّل إلى ما تعوّل عليه
الذي يسير أوّلا يحمي رفيقه
من يعرف الطريق ينقذ صديقه
دع إنكيدو يسير أمامك
هو يعرف الطريق الى غابة الأرز
إنّه مجرّب في المعارك و قد أختُبِر في النِّزال
إنّه سيحمي صديقه و يحافظ على حياة رفيقه
إنكيدو سيعود به سالماً إلى زوجته
(إلى إنكيدو)
في  مجلسنا هذا نضع المَلَك في عنايتك
عليك أن ترجعه سالما الينا
إنكيدو فتح فمه
قائلا لجلجامش
حيث أنك قد عزمت على القيام الرحلة
دع قلبك لا يعرف الخوف ، و لا تشح ببصرك عني .
في الغابة أنا أعرف عرينه
حتى الطرق التي يسلكها خمبابا
كلِّم الى الناس و دعهم يذهبوا الى بيوتهم
.... لا يجب أن يذهبوا معي
.... اليك
.... الحشود بقلوب مبتهجة .
لقد سمعوا ما قال .
الشبّان دعوا لهما بحماس
إذهب جلجامش ، دع ....
عسى إلهك يذهب أمامك
عسى أن يحقّق شَمش لك مرادك
جلجامش و إنكيدو ذهبا قُدُماً
&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى اللوح الثالث

قصة قصيرة وقائع التقرير صفر-عادل كامل

قصة قصيرة

وقائع التقرير صفر



عادل كامل
     اختتم رئيس الأطباء تقريره بالعبارة التي طالما افتتح سعادة المدير خطاباته بها: العبقرية ان تخترع المدى الذي يقود إلى ما بعده، ومادامت لا تمتلك العبقرية أدوات البت بقضية ما، فما عليك إلا ان تتجاوز انغلاقها، ولكن عليك ان لا تتركها سائبة، فكما ان الصمت هو ليس أصلا ً من الأصول، فان الأصوات ليست قفلا ، وليست خاتمةً!  ليطلب من مساعديه العودة إلى جذور المشكلة، قبل ان يرفع تقريره إلى سعادة المدير.
   كان فريق العمل مكونا ً من أعضاء تم اختيارهم بعناية، وقد مكثت مناصبهم متوارثة، والتعديلات التي جرت، حتى في حالات وجود أعضاء غرباء، من خارج مجتمع الحديقة، فلا اثر لها، الأمر الذي يسمح لقرارات رئيس الأطباء ان تكون مرنة من غير ضعف، وشفافة من غير تعنت، وحرة من غير جبر، وطليقة من غير قيود، بوصفها غير قابلة للشطط، أو الشك، ليس لأن رئيس الأطباء يستمد صلاحياته من سعادة المدير شخصيا ً، في القرارات العامة أو في أدق تفاصيلها، بل لأن خبرته وممارسته الطويلة رسخت مبدأ استحالة الخروج على السياق، ومغادرة نظامه، من ناحية ثانية، ولأن أحدا ً لم ينبش في عوامل اختياره للمنصب، أو يحفر فيها، رسخت شفافية آليات العمل، وصرامته، من ناحية ثانية.
   هكذا ـ كما في أعراف الاجتماعات وتقاليدها ـ بدد رئيس الأطباء الصمت، قبل إرسال التقرير، إلى المدير، قائلا ً:
ـ  مع ان الأزمة الراهنة ترجعنا إلى ما قبل اكتسابها هذا الذي دعانا للتوقف عندها، إلا إنها ستأخذ موقعها في التسلل، فما من حلقة بإمكانها العمل خارج خيط السلسلة وقوانينها. وأنا لا أقول كما يقال ان الليل لا يعقبه إلا النهار، ولا أقول ان النهار ابن من أبناء الليل، حبل احدهما بالآخر، وأنجبه في أوانه، أو أجهضه لعلة من العلل، بل أقول انه آن لهما الانصهار لاستحداث نهارات تذهب ابعد من لياليها، واستحداث ظلمات وضاءة، لا حافات لأنوارها! فلا ثمة نور بدرجة واحدة، ولا ظلمات تحت الصفر!
  تململ المساعد الأول، فأبدى ملاحظاته:
ـ إن مشكلة كهذه المشكلة، سيدي الموقر، تكاد تكتسب خصائص سابقاتها؛ فكلما أعدنا تفكيكها بدت إنها تتطلب حفرا ً أعمق، وكلما بدا الحل مستحيلا ً، ومستعصيا ً، وجدنا عقولنا تضطرب وتضطر لاختراع مشكلات تستوجب عدم الإهمال، أو التغاضي عنها.
أجاب رئيس الأطباء:
ـ لقد أوجزت أفكارك لسعادة المدير بوضح تام، مؤشرا ً ان مظاهر الصمت ترجع إلى عوامل مستقلة عن الضجيج، واللعلعة، والدندنة، والقرقرة، لأننا سنواجه المشكلة بالمقلوب: إذا كانت الأصوات قد شكلت المقدمات فهل ستكون النهايات متجانسة، ومتوازنة معها...؟
   فقال المساعد الثاني:
ـ لو كان الصمت قرارا ً متأصلا ً فإننا لن نواجه كارثة خارج سيطرتنا..
ـ أحسنت.
   وأضاف رئيس الأطباء:
ـ ان مبررات اتخاذ القرار بالإجماع يكاد يهدم مفهوم الفواصل، والمرونة، والاختلاف...، فهل ثمة ديمومة تستحدث مصيرها من غير تبني نظرية: دع الريح تذهب بعيدا ً في العمق!
ـ سيدي.
وقال المساعد الثالث:
ـ إننا مازلنا ندور كما تدور سمكة محتجزة في قارورة عطر، أو علبة نتانة! أليست الديمومة قائمة على مكوناتها وليس على ظاهرها، وان الظاهر ليس شبيها ً بالاختلاف بين العطر والجيفة لا في الدرجة ولا في النوع؟
رد المساعد الأول:
ـ  دعنا نؤكد نفينا لوقوع ما حصل قبل ان نمضي في البحث عن علاجات له...، فهل حقا ً وقعت الكارثة، أو اكبر منها، نكبة، أو ما لا يوصف...؟!
أجاب رئيس الأطباء:
ـ ذات مرة قال القائد لي: إذا لم تكن هناك مكاسب ضارة، فدع الأمور تجري بسلاسة، وإذا كانت الخطوط المستقيمة تتعرض للعثرات فلا توقفها ودعها فهي تذهب  ابعد من عثراتها...، فأنت لا تقدر على اختراع حتميتك ولا تقدر على دحضها، لأن القوانين تأخذنا معها حيث نؤسسها تامة عبر حلقاتها، ووقفاتها، وأبديتها... فقلت لسيادته: أنا لا أجد هناك مرضا ً شل حافات النطق، كي يسود ما يسمى بالإضراب الصامت، بل هناك تخلخلات تحصل لمرونة الأصوات وما فيها من كتمانات وضاءة! ابتسم سيادته بنعومة وسألني: هل هناك جهة ما لها يد عمياء تنوي دس الكلمات في مباهج حديقتنا الخالدة؟  فشرحت لسيادته الاحتمالات الواجب اتخاذها، كالاعتراف بان وجود المرض كان سببا ً بوجود علم الطب، كوجود الطب بضرورة استحداث معالجات متقدمة. فالمرض سابق على العافية، والصحة العامة، كالموت سابق على الحياة، ولكنه لن يقدر على محوها، أو نفيها..!
   فقال المساعد الأول بصوت مذعور:
ـ لنأخذ مثال البعوض الذي استنزف أرواح الملايين من المخلوقات، ومنها البشر...، هل نعتذر له...، هل نقدم له ولاء الاحترام والنذور، وتهدئة عطشه للدماء...؟ هل ننحني له؟ هل نقيم المعابد والقصور والمؤسسات لإعلاء مجده والحفاظ عليه من الأذى، ومن التلف ...؟  ذلك لأننا في الواقع لا نمتلك قدرة القضاء عليه...؟
أجاب رئيس الأطباء:
ـ أكد القائد بضرورة دعم وجهة النظر المغايرة: البعوض ليس شريرا ً...، كالذباب والذئاب والصراصير...، فالبعوض بذاته شبيه بأي كائن وجد انه يتورط بنقل جرثومة المرض...
ـ من غير علمه، ولا قصده...؟ تساءل المساعد الرابع، فأجاب المساعد الأول:
ـ هذا يعني ان المرض موجود بمعزل عن البعوض...، وهذا بدوره يمنحنا فرصة أفضل للتقدم في ردم الفجوات بين المرض والعافية!
   رد رئيس الأطباء:
ـ لكن القائد أكد ان المشكلة مادامت ليست في البعوض، فإنها ليست في المرض...، لأن سيادته أرجعنا إلى الأصول واصلها السابق عليها، فقال: هل يمكن للشر ان يكون سابقا ً على الفضائل...؟ فقلت له: سيدي، الجراثيم بحد ذاتها ليست شريرة، مثل البعوض والخنازير والنمور ...، ولكن المرض طالما أدى للقضاء على قطعان كاملة وأبادها إبادة تامة: اجتثها من غير زعيق ولا فحيح ولا نهيق.
تساءل المساعد الأول:
ـ أين يقع الشر إذا ً...؟
أجاب رئيس الأطباء بتردد:
ـ أكاد أصل إلى الاحتمال القديم: الحياة بحد ذاتها شبيهة بنقيضها، وهذا يعني ان الظلمات ما هي إلا درجة من درجات الإنارة...، كالمكان محض حركة ساكنة كاتمة لعللها. مثل أم مهما ذبح من أولادها فإنها لن تكل عن تقديم المزيد من مواليدها نذورا ً وفداء ً ...، ومثل من  خسر شيئا ً يحث على تقديم ما تبقى منه حتى يوم يتحول التراب إلى جواهر!
ـ ولو قلبنا المعادلة ..، سيدي، هل سيشكل واقعنا أزمة كارثية أم ابعد منها ...؟
   فكر رئيس الأطباء بصوت مسموع:
ـ القائد يرى انه لا يمكن للشر ان يكون سببا ً لوجود نقيضه ...، فالكل يتضمن أجزاءه عبر استحالة ان يكون كلا ً!
آ ...
   تأوه المساعد الثالث:
ـ الشر في الديمومة، وفي من يجهل فك لغزها!
   عقب رئيس الأطباء قائلا ً:
ـ هذا بمثابة اعتراف صريح بان الجرثومة لها صلة بالناقل لها نحو الآخر المستعد لاحتضانها، وإلا كيف حدث المرض...؟
رد  المساعد الثالث ضاحكا ً:
ـ يتحتم علينا، في الأخير، سيدي، القضاء على الجميع!  آنذاك لا جرثومة ولا براغيث ولا مرض ولا مرضى!
ـ وماذا لو ان شبح الوباء، أو قل طيفه، أصاب الحرس أو مساعدي قائدنا الأبدي...؟
تلعثم المساعد باحثا ً عن مخرج:
ـ لابد من قراءة المعادلة على نحو مختلف...، فلنقل: لا ظلمات، ولا يوجد من يحملها، وليس هناك من يستقبلها ويدعها تنبت وتنمو وتزدهر ...، مما يقود إلى: ليس هناك إلا الأنوار ـ والمباهج!
   صفقوا له، عدا رئيس الأطباء:
ـ زميلنا الموقر، هل تقدر ان تنفي ترليونات المخلوقات التي نفقت، وزالت من الوجود ...؟
 ـ سيدي، انك تقرر بخلاف منطق المدير القائد: إذا كان البعوض يمتلك قدرات حمل أمراض الموت، فهذا يعني ان علينا الاعتراف بخطره العظيم! وإلا ما هو لغز الديمومة القائمة على انتهاك حرمات الجرثومة ومن ينقلها ومن يستقبلها...؟
ـ أرجوك، لا تدع النقطة  المعتمة تتسع...، ليس لعدم وجودها، أو لعدم وجود من يراها، أو لعدم ظهورها في ألجين التالي حسب، بل لأن السلسلة لا تتكون من هذه الحلقات أبدا ً.
     نقر رئيس الأطباء بأصابعه النحيلة فوق منصة الاجتماع، فساد الصمت، وقال:
ـ نحن بصدد الاعتراف بان إضراب حيوانات هذه الحديقة عن إصدار الأصوات لا يفضي ـ لا من بعيد ولا من قريب ـ للتلويح بالتمرد الصامت!
ـ جميل، كيف عثرت على هذا المنفذ؟
ابتسم الأطباء، فقال رئيس الأطباء:
ـ  القائد اخبرني بنفسه..، وقال لي: سر...، ولا تكترث لنباحهم، ولا لغطهم، ولا لهذيانهم، ولا لخوارهم..،  فأنت مزكى من قبلي.
   مكثت الوجوه شاخصة نحوه والعيون تحدق فيه بانتظار ان يكمل، فقال متابعا ً:
ـ ففي المؤتمر الأخير للحدائق الكونية، سألني كبير أطباء الإمبراطورية العظمى: كيف تخلصتم من الثالوث المخيف...، أي: المرض وحامله والمصاب...، فقلت له بسلاسة: ليس لدينا لا جرثومة ولا مصاب ولا وسيط بينهما...، ثم رحت استعرض وسائلنا في القضاء على الخطر الكامن للصمت!
ـ سيدي، سيدي..
فاعترض المساعد الأول:
ـ آن لنا ان نخبر سيادته بان صمت الجميع ليس صمتا ً...، بمعنى المرض والتمرد والعصيان، بل ولا صله له بالأسى والكآبة، وان صمت كائنات حديقتنا محض مراجعة دورية للغز الصوت المنتقل من الريح، عبر الفراغ، إلى الحناجر! فالجميع براء من المرض، والدسيسة، ونظريات المؤامرة!
   هز رئيس الأطباء رأسه متمتما ً:
ـ وفي المؤتمر الكوني الأخير أخبرتهم انه إذا كان المرض يسبق، في وجوده، المستقبل له، فان العقار ليس إلا وسلة عدمية لديمومة الحياة! لأننا في حديقتنا لا ندوّن هذه المظاهر الزائلة.
  وقرب رأسه من الجميع:
ـ فساد الصمت المطلق، على صعيد الكلام، أو عبر العقول!
   صفق الجميع، وبضمنهم المساعد السابع والثامن والتاسع، فقال المساعد العاشر الذي أفاق من كابوس كان يعاني منه:
ـ ماذا كنا فعلنا لولا الصمت؟
ـ أحسنت.
متابعا ً أضاف رئيس الأطباء:
ـ فانا قلت لسيادته ـ في تقريرنا ـ ان الضجيج والفحيح والزئير والنعيق والطنين والصهيل والنعيب والعواء والنباح وحتى الزقزقة والتغريد والوصصة والبعررة والخرخشة والصلصلة والتأتاة وباقي الأصوات والمنبهات ليس أبدا ً علامات على الأفاعي أو الأسود أو الغربان وباقي الرفاق، بل دالة على إنها كائنات  يتم عبرها المرور إلى مجال ابعد منها، الأمر الذي ينفي نفيا ً قاطعا ً مسؤوليتنا عما شاع من تمرد وعصيان أو ما شابه من الإشاعات ضد نظامنا السرمدي  الأبدي الخالد...! وقلت ان تقريرنا يلخص بنية العرف العنيد بوجود الموجودات قبل وجودها، وان التشبث الأعمى بالموجودات كمثال للمقارنة محض تشبث بالوهم بدل العودة إلى أصل الأصول المتأصلة في الأصل، والى ما قبلها والى ما بعدها، مما ينفي مزاعم تقارير أجهزة تفكيك الإشارات المجفرة في عمل أجهزتنا الحاذقة وعدم قدرتها على التحليل وعلى الاستنتاج، لا يشير إلا إلى بهتان الفساد المروج للمفسدين! ومادامت معلوماتنا الصحية عن السلامة شفافة فان اللغط عن الإضراب ليس سرابا ً فلا وجود لمن رآه ولا وجود له في الوجود قبل ذلك.
   ساد الصمت عميقا ً، بانتظار سماع آخر توصيات المساعدين. فقال الأول:
ـ هذا لا ينفي، سيدي الكبير، ان اللمسات واللمازات والهمزات دور ما في مصير الأصوات..
رد رئيس الأطباء:
ـ  لقد شرحت لسيادته ان الجينات الحاملة للصوت تمت معالجتها بالترويض والتهذيب والحذف والإضافات ...، فكما سمحنا للتصنيفات التاريخية ان  تميز بين أصوات القمل والنمل والجراد والديدان الذكية والأخرى ذات المخالب الحلزونية ...، فإننا لن نسمح لجرثومة الصوت إلا ان يكون ولائها لقائدنا.
صفق الجميع، فهتف المساعد الثاني بصوت ناري:
ـ آن ان يعلو صوت قائدنا عاليا فوق فوق فوق ذرى الأصوات!
فقال المساعد الثالث:
ـ إذا كنا لم نخط خطوة واحدة في المسار المعادي لمصائرنا ...، فان الركون إلى الصمت ليس مخالفا ً للأصوات بوصفها مرضا ً.
رد رئيس الأطباء:
ـ حقا ً هذه هي بصيرة المبصر، وهذا هو صواب ما بعد الصواب، لأن العلاج هو بحد ذاته ليس غاية إلا لأنه ليس وسيلة.
    صفقوا وهتفوا فترة غير قصيرة. فقال المساعد الرابع:
ـ ها نحن نبلغ المراد: الشعب لم ينسحب من المشاركة في التصويت، ولا حتى في محاكاة صوت المطر، أو البراكين، أو الريح...، فالمخلوقات تتمتع بالاسترخاء، بعد ما عانته من الرفاهية، والرخاء، والآمان!
ـ أحسنت...، فانا بنفسي وضعت هذه الإشارة في الهامش يؤيد نظرية ان المرض مثل العدم من يعمل على إثبات وجوده فعليه ان يظهر نقيضه. لأن المخلوقات السعيدة تجد في الصمت بذور إنبات لغتها القادمة!
ـ لا، لا يا سيدي، كن حذرا ً...!
   وأضاف المساعد الخامس:
ـ فلو تعلمت وتدربت وتثقفت فصائلنا الكلام فإنها ستطالب بالكتابة!
ـ آ ...، ملاحظة في غير أوانها.
   وشرح رئيس الأطباء، مسترسلا ً:
ـ نحن لا ندحض نظرية الديمومة من غير قائمين عليها، ليس لأنها مستقلة، بل لأن الموجودات لن توجد لو كانت تمتلك قدرة عدم الوجود...، فما فائدة البعوض والقمل والعقارب وبنات أوى والذئاب والتماسيح...؟ فهناك الموجودات بمعزل عن الوجود، وبالقوة ذاتها هناك الوجود بمعزل عن ظاهره...، وهذا ما آثار انتباه كبار علماء العالم عندما شرحنا لهم كيف استنبطنا حقيقة وجودنا قبل الوجود وكيف إننا شرعنا ديمومتنا في الوجود من غير موجودات.
     ارتجت القاعة بالتصفيق، والهتاف، لساعة كاملة، أعقبتها ساعة صمت. قال المساعد السادس:
ـ إذا ً فان الصمت الذي حصل لمخلوقات حديقتنا الغناء هو بمثابة نشوة، مؤانسة، وهو الذي يؤكد سلامة نظرية ان هناك الخلود من غير خالدين، وهناك الخالدين من غير خلود! مثل الأحلام تعقبها سلاسل متتابعة تتكامل بتتابع الأحلام...، مما ينفي ضرورة استخدام العقارات المضادة...، فالمناعة وجدت قبل المرض، وقبل وجود المرضى، وستبقى المناعة أبدية عبر مرور الزمن وحتى نهايته!
ـ لا..لا ..، هذه زلة لسان!
أجاب رئيس الأطباء مساعده السادس:
ـ مع إنني خبير بالنوايا وما بعدها فانك قصدت تحديدا ً ان وجودنا وعدمه يكمل احدهما الآخر بوجود تتابعات تكمل الديمومة. فالمجد ليس ضرورة لوجود الماجد والماجدة، لأن الماجدة والماجد هما يذهبان ابعد من المجد!
ـ نعم، سيدي، هذا ما دار بخلايا دماغي!
   لكن رئيس الأطباء أضاف:
ـ وإشارتك حول نهاية الزمن هي الأخرى زلة لسان...؟
فصرح المساعد الأول:
ـ يتوجب ان يسلم، وبحرية شفافة، نفسه إلى الجهات المتخصصة بفحص سلامة الخلايا...، فان لم تظهر علامات إثم الزلات فانه قد يكون، زميلنا العزيز، ناقلا ً لجرثومة الكلام؟
نهض المساعد السادس، بهدوء، واخرج مسدسه الكاتم للصوت، ووضعه فوق صدغه:
ـ مخلوق مثلي بلغ هذا المنصب الرفيع يتوجب عليه ان يختار نهايته قبل ان يقررها سواه...، فانا اعترف ان لا نهاية للزمن، ولا خاتمة، وإلا فان الشر سيجد ذروته ويفقد علته ويكف عن الازدهار ...، فماذا ستفعل الأجيال من غير برغوث وشر وظلمات....؟  وماذا سيعمل السادة عظماء هذه الحديقة...؟
قال المساعد السابع:
ـ كان الراحل كثير الولولة، عديم الصبر، يثرثر ثرثرة ثرثارة، لا نفع في مضارها، وكل مضارها ضرر فقد النفع والنعومة...، وفي ظني انه اختار الاصوب من الصواب.
   تمتم رئيس الأطباء مع نفسه بصوت غامض:
ـ أخشى ان اضطر إلى اتخاذ قرار مر...، حلاوته تأتي كالشر السابق على وجود الأشرار...، نهاية مقررة وسابقة على أفول نجمي وغيابه!
   أجابه المساعد الثامن:
ـ لا يا سيدي الكبير...، فانا أخالفك الاعتقاد تماما ً، فالذنب وحده، مثل الشر، لا يعني عدم وجوده بوجودنا، وانه غير موجود بعدم وجودنا، فهو مستقل بذاته كاستقلال الصفر عن العدد...، تام المصير بلا علل، بلا شوائب...، لأنه هو ذاته علة علته. فأنت لم تذهب، ولا زميلنا الراحل الظريف، لأن الذنب، كالشر، لم تخترعه كائنات ومخلوقات وذوات هذه الحديقة...، الأمر الذي يجعل اختيارنا للصمت، ليس إلا فجوة نجاة من الإعياء، والوهن...!
    اقترب رئيس الأطباء منه، وبفزع خاطبه:
ـ لم تبق جريمة، ولا تهمة، ولا نذالة، ولا خساسة، ولا شائبة، ولا معصية، ولا نكبة لم تلصقها بي!!
ـ لا...، أبدا ً...، فأنت اعرف بالمعرفة منا في آليات عملها المحنكة الراسخة رسوخ السابق على ظهور هذه العلامات ...، فأنت ـ سيدي المبجل ـ لست هو من بشر بالمرض، وأنت لست هو المرض، وأنت لست الناقل له...، وهذا ينفي ان كائنات ومخلوقات وذوات هذه الحديقة اختارت الصمت احتجاجا ً أو تمردا ً أو عصيانا ً...، أو بشائر ثورة!
    ولم يدع المساعد الثامن أحدا ً بالكلام، فقال متابعا ً:
ـ فلا عصيان، ولا تمرد، ولا ثورة ...، لأن عوامل تكونها جميعا ً فاقدة لوجودها، وفاقدة لشرعيتها أيضا ً، فالعبيد يولدون هكذا حاملين جرثومة مصائر كل من لا يقدر إلا ان يولد عبدا ً...، الأمر الذي لا ينفي عني وقوعي في الانحراف!
ـ منحرف..، منحرف..، منحرف.
   إنما بدت الوجوه تأخذ أشكالا ً ازدادت كثافة وهي تقترب منه حتى إنها راحت تحاصره، فرفع صوته:
ـ هل حقا ً إنها لم تجد سوى ان تتراجع وتغلق أفواهها بدل ان تطن وتجأر وتعوي وتزأر وتنهق وتنبح ...، بذريعة إنها قد تؤجل موتها لا أكثر ولا اقل.
ـ أين كنت أخفيت كل هذه الأصوات...؟
ـ أنا لم أخفها ..، فطالما لفت أسماعكم، أبصاركم، وعقولكم..
    ضحك المساعد الرابع:
ـ اقسم بالفيل وبزحل، بالعقرب والحوت، بالنمل وبالهدهد، بالقائد وبالببغاء، إننا لم نسمع، لم نر، لم نستنشق، لم نلمس، لم نحس، ولم نتفكر!
ـ آ ....، لا ...، كل الاحتمالات محتملة إلا ان تصبح لغما ً، أو عبوة، أو حزاما ً ناسفا ً!
صمت برهة، ورد بصوت أعلى:
ـ لقد مكثت مخلوقات وكائنات وذوات حديقتنا تصرخ، تستغيث، تستنجد، تسترحم، تتضرع، تستجدي، تولول، تنوح، أزمنة أعقبتها أزمنة أخرى، ومضت قرون، وأعقبتها قرون، وهي بانتظار ان تجد من يصغي لها، يسمعها، ويسألها، كي يعرف لماذا هي تنوح، وتولول، تستغيث وتتضرع...؟
سمع احدهم يقهقه:
ـ أفاق عقله!
آخر أضاف:
ـ ربما ضميره استيقظ؟
  فقال موجها كلامه إلى الجميع:
ـ لا، لا، لا، أيها الرفاق...، أنا مازالت أسير سلسلة محكمة لا تنتهي من الغرف المتلاصقة الموصدة ...، وصوتي لم يذهب ابعد من هذه المغارة!.
   فسأله رئيس الأطباء بصوت رقيق:
ـ يبدو ان شيئا ً ما تحرك في طبقات دماغك السحيقة ...، وسمح لك...
واقترب كثيرا ً منه، وسأله:
ـ ألا تشعر ان الهواء نفد..؟
ـ لا اعرف، سيدي، الست أنت هو السيد الرئيس؟
متابعا ً، وهو يحدق مذعورا ً في الوجوه:
ـ كل الذي اتخذته مخلوقات وكائنات وذوات حديقتنا إنها اعتزلت! لأنها لم تعد تحتمل ان تبقى تعوي، تنبح، تولول، تصرخ، تستغيث، تتضرع، تستنجد ...؟
ـ ها أنت تجاوزت الحدود كلها. وكأن حيوانات هذه الحديقة أوكلتك نائبا ً عنها؟
ـ لست محاميا ً، بل ولم ادرس الحقوق، ولست عضوا ً في جماعة، أو طيف، لا اليوم ولا قبل وجودي، ولا حتى بعد موتي..، فانا لا انتمي إلى دين، أو طائفة، وليس لدي غلوا ً قوميا ً، ولا وطنيا ً، ولا مناطقيا ً، ولست كاتبا ً أو مفكرا ً أو مثقفا ً، ولم اشتغل في السيرك، ولا في منظمات المجتمع المدني، ولا الجماهيري، ولست ماسونيا ً، ولا عضوا ً في عصبة أصحاب الراية الرمادية، ولا شيوعيا ً، ولا من أي حزب من أحزاب الله، وغير الله، ولا نصيرا ً ولا مؤيدا ً لهذا ضد ذاك، أو ذاك ضد هذا، بل ولم اعمل مدافعا ً عن حقوق البعوض، أو الغزلان، أو البرغوث...، بل أنا هو هذا الذي يجهل كيف مازال يجد القليل من الهواء....، كي يحافظ على ديمومة موته!
   وترك وجوههم شاخصة نحوه، تحدق فزعة في عينيه الشاردتين:
ـ بل كل ما ارغب ان أكون هو ان أكون هو أنا وليس آخر ...، يستدرجني للنطق نيابة عنه، حتى لو كان فأرا ً أو أسدا ً أو حمامة..، أنا ارغب بالقليل من الموت كي أعيش هلاكي من غير ذعر.
اقترب رئيس الأطباء منه:
ـ أرجوك، أيها المحترم، تهذب قليلا ً...، فقد أفرطت...، حتى تبدو قد أدمنت...، وقد اجتمعت فيك علل التمرد، والمعارضة، والعصيان! فأنت تكاد لا تعرف مع من تتكلم...، بل وتجهل إننا رأس الهرم في النخبة...، التي تشرف على السلامة...؛ سلامة هذه الحديقة...، فما معنى كل هذه الزلات...؟
ـ سيدي، مع إنني بكامل قواي العقلية، إلا إنني، في الواقع...، اشعر ان هناك     ...، قوة ما توشك على الانفجار ....، وإنني غير قادر على منعها!
ودمدم مع نفسه بصوت غامض، معترفا ً انه كان يود لو عرف القائد الحقيقة كاملة، ليس إلا...!
لكن ذهنه شرد إلى صوت احدهم يحاور نفسه:
ـ كأن القائد لا يتتبع أحلام موتاه وهذياناتهم...؟
وسمع آخر يضيف:
ـ ولا يفك مشفرات  التقارير التي ترده من هنا ومن هناك.
وأضاف ثالث:
ـ مسكين، قائدنا، لم يعد يعرف ماذا يجري.
تأوه بعمق، مرددا ً مع نفسه: أ ..، لو سمحتم لي بالصمت.
إنما انفجرت الحناجر، بصوت واحد، مدو ٍ:
ـ منحرف، منحرف، منحرف!
   آنذاك، بهدوء، هو الآخر، اخرج مسدسه الكاتم للصوت، وصوبه فوق صدغه، وقال:
ـ لا غبار على ان التقرير بلغ كماله، دقته، نسجه، إحكامه، وذروته!
   وصاح بصوت جهوري:
ـ لأن وجودنا ليس إلا فداء ً له! عاش عاش عاش القائد..!
     صفقوا  له طويلا ً، حتى لم ينتبهوا لغيابه. فقال المساعد التاسع:
ـ أقول...، وأنا بصدد هذه الخاتمة السعيدة، الباذخة، رغم ما شابها من التباسات، وزلات، ومفارقات، واقر واعترف بما ينبغي اتخاذه من قرارات جديرة بنا...، فالتاريخ ليس كله صفحات نعيب، نعيق، نباح، عواء....، بل إنها ستبقى تمتلك لغز ذهابها ابعد منا ...، وإنما هناك هذا الانجرار العنيد لوضع حدود للأصوات!
   صمت برهة وتابع وسط الصمت التام الذي ساد:
ـ فانا أعلن عن انسحابي من هذه الهيئة الموقرة للعلماء والانضمام إلى الشعب الصامت...، فانا سأدربهم وأعلمهم أي فوائد لا تحصى يمكن ان يحصل عليها جراء إعلان الصمت، وعدم إرباك نظام حديقتنا الخالد بالنعيق والفحيح والدندنة والثغاء والنقيق والعربدة والكركرة والشقشقة والجئير، وما شابه من الاستغاثات وطلب الغفران والرحمة ...، وأعلن لكم بأنني كنت احد المحرضين على إعلان هذا التمرد الناعم الباسل البهي...، السلس الشفاف الأنيق...، الندي الطري والجميل...، بإغلاق أفواهنا، قبل ان تغلق بالقوة، أو بما فوق القوة، فبعد ان جربنا آلاف الوسائل ولم نحصد إلا رماد خسائرها علينا ان نرتكن إلى إعلان الصمت العام، الناجز، الكامل والتام.
 لم ينبس أحدا ً بكلمة، حتى ان الإشارات الصادرة عن الأدمغة قد توقفت، خمدت، فقد كان رئيس الأطباء ينتقل من مساعد إلى آخر، يحدق في العيون، والأنوف، والأفواه، والآذان...، وعندما بحث عن فمه وجده توارى، وليس ثمة إلا ذبذبات تتموج وتتصادم لم تترك صوتا ً أو صدى، تملأ القاعة، وقد تخللت الفضاء فراغات مشغولة بذرات عديمة اللون والرائحة أثارت عنده رغبة بالعويل، والصراخ، إنما وجد انه لا يمتلك قدرة على التحكم بتحوله إلى فراغ.
24/3/2015


الخميس، 2 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح الرابع : الرحلة الى غابة الأرز-ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د أنور غني الموسوي 2015



ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح الرابع : الرحلة الى غابة الأرز

ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية لملحمة جلجامش البابلية ( هو الذي رأى العمق)

في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربان
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت حلماً .
الرؤيا التي رأيتها مبهمة تماماً
في وادي الجبل ....
الجبل سقط  فوق ...
بعدها نحن ...
من وُلد في البريّة يعرف كيف يعطي النصيحة .
إنكيدو تكلّم الى صديقه ، و فسّر حلمه .
صديقي ، حلمك بشرى حسنة
الرؤيا عزيزة و تبشرنا بالخير .
صديقي ، الجبل الذي رأيته ليس خمبابا
نحن سنتمكّن من خمبابا و سنقتله
 سنطيح بجثّته في ساحة القتال
و في صباح الغد سنرى علامة حسنة من إله الشمس

في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا ثانية  .
رؤياي الثانية فاقت الأولى
في حلمي ، يا صديقي ، الجبل ...
لقد ألقى بي الى الأسفل ، و أمسك بقدميّ
أصبح النور أكثر شدّة  ، و ظهر رجل
انّه الأجمل في الأرض ، جماله ...
من أسفل الجبل اجتذبني
أعطاني ماء لأشرب ، و هدَأ روعي
و على الأرض وضع قدميّ
إنكيدو تكلّم إليه
قائلاً لجلجامش
صديقي ، نحن سوف ..... ـ ، إنّه مختلف تماماً
خمبابا .... ،  ليس الجبل
إنّه مختلف تماماً
تعال ، و ازح عنك الخوف


في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا ثالثة  .
الرؤيا التي رأيتها مبهمة تماماً
السماء تبكي بصوت عال ، و الأرض تدمدم
النهار طُمِس ، و الظلمة تصاعدت
وكان هناك وميض برق ، و نار تتأجّج
اللهيب  مضطرم ، و الموت منهمر
.... و وميض النار تأجّج بعيداً ....
حيث إستحال الى رماد
أنت ولدت في البريّة ، أيمكننا ان نسمع نصيحتك ؟
مصغياّ الى كلمات صديقه
فسّر إنكيدو الحلم ، قائلا لجلجامش
صديقي ، حلمك بشارة حسنة ، إنّها رسالة
كلما اقتربنا يا صديقي من الغابة
ستتوالى الاحلام  ، و المعركة ستصبح وشيكة
سنرى الهالة المشعّة للبعل
لخمبابا ، الذي في افكارك تخشاه كثيراً
أمسك قرونه كثور تصرعه
و اطح برأسه الى الاسفل بكل قوتك
الرجل الكبير الذي رأيته هو إلهك القويّ
إنّه من أنجبك ، المقدّس لُكَلباندا

في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل احمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا رابعة .
انها تفوق احلامي الثلاثة السابقة
لقد رأيت طائر الرعد في السماء
إنّه مرتفع كغيمة ، يحلّق فوقنا
لقد كان ... ،  كان مظهره بشعاً
فمه اللهب ، و نَفَسه الموت
وكان هناك أيضا رجل ، غريب الهيئة
كان .... ، و وقف هناك في حلمي .
لقد طوق جناحيه ، و أمسك بيدي
لقد اطاح به أرضا أمامي ...
فوقه ....
لقد رأيتَ طائر الرعد في السماء
مرتفعا كغيمة ، يحلّق فوقنا
كان ... ، و كان مظهره بشعا
فمه اللهب ، و نفسه الموت
أنت  ستخشى سناءه المرعب
أنا سوف .... قدمه ، و أجعلك تنهض
الرجل الذي رأيته إنّ العظيم شَمَش
صديقي ، ميمون هو حلمك
..... هذا ......
خمبابا مثل ....
سوف نكون أكثر ضراوة  ..... عليه
..... ، سنقف فوقه
و في صباح الغد سنى علامة حسنة من إله الشمس
في عشرين فرسخا  كسرا  خبزا
و في ثلاثين فرسخا  أقاما مخيّما
خمسين فرسخا قطعا في اليوم
في اليوم الثالث ، قطعا ما يعادل مسيرة شهر و نصف
إقتربا من جبل  ( لبنان )
حيال الشمس وجدا نبعاً
وضعا ماء عذباً في ....
تسلّق جلجامش الى قمّة الجبل
نحو التل نثر دقيقاً كقربانً
 أيّها الجبل إحمل لي حلماً ، دعني أرى علامة .
عَمِل إنكيدو لجلجامش بيت إله الحلم
جعل باباً في مدخله لأجل التهوية
و في حلقة رسمها ، جعله يستلقي
و سقط مستلقياً يحرس عند المدخل
جلجامش وضع حنكه على ركبتيه
 داهمه النوم ، الذي يداهم الناس
في منتصف الليل وصل نهاية نومه
استيقظ و تكلّم الى صديقه
يا صديقي ،ألم تنادي عليّ؟  لماذا أنا استيقظت ؟
ألم تلمسني ؟   لماذا انا فزع ؟
ألم يمرّ بي الإله؟ لماذا جسدي بارد ؟
صديقي ، لقد رأيت رؤيا خامسة .
يا صديقي لقد رأيت حلما
كم هو مشؤوم ، كم هو محزن  ، كم هو مبهم
وجدتني محتجزا من قبل ثور من البريّة
مثلما يشقّ الأرض بصوته العالي
غيوم من الغبار تتصاعد عاليا في السماء
و أنا ، أمامه ، أعلّم نفسي الإقدام
أخذ يحتجز ، ..... طوّق ذراعيّ
لقد حررني .... بقوّة
وجنتي .....
لقد أعطاني من قربته ماء لأشرب
البعل ، يا صديقي ، الذي سنواجهه
ليس ثورا بريّاً ، إنًه مختلف تماماً
الثور الذي رأيته هو شَمَش المشرق
إنّه سيشدً على أيدينا في الأوقات الصعبة
الشخص الذي أعطاك ماء من قربته
إنّه إلهك ، الذي يرعاك ، السماوي لُكَلباندا
نحن يجب ان نتحلّى بالقوة ، و نعمل شيئا فريداً
البطولة التي لا مثيل لها على وجه الأرض
.....
.....
لماذا ، يا صديقي ، دموعك تنساب ؟
يا سليل أوروك
الآن قف ....
جلجامش الملك ، سليل أوروك
شَمَش سمع ما تحدّث به
أصدر من بعيد ، من السماء صرخة
أسرعوا ، قفوا بوجهه ، خمبابا يجب الا يدخل غابته
يجب الا يدخل الأجمة ، يجب الا ....
يجب الا يلتحف بالعباءات السبعة
واحدة هو ملتحف بها ، و ستة منزوعة
هما...
كثور بريّ شرس ، القرون معقوفة ....
لقد جأر مرّة ، بصوت مليء بالذعر
حارس الغابة يجأر
كان خمبابا يرعد كإله العاصفة
.....
.....
إنكيدو فتح فمه ليتكلّم
قائلا لجلجامش
نزل....
ذراعاي تصلّبتا...
جلجامش فتح فمه ليتكلّم
قائلا لإنكيدو
لماذا يا صديقي يجب أن نتكلّم كالضعفاء؟
ألسنا من قطع كل هذه الجبال ؟
أليس ... امامنا
قبل أن نرجع ...
صديقي الخبير في النزال
الذي .... المعركة
انت... و انت تخشى
ليكون لصراخك دويّ كالطبل
دع التصلب يغادر ذراعيك ، و الوهن ركبتيك
خذ يدي يا صديقي ، و علينا ان نذهب معا
دع افكارك تكون في المعركة
انسَ الموت و انشد الحياة .
الرجل الحذر ...
دعه ، الذي يمشي اولا ، يحمي نفسه  ، و يحافظ على سلامة رفيقه
هكذا يصنعا اسما خالدا على مرّ الايام
بعد مسافة  .... وصل الإثنان
قطعا كلامهما و توقّفا

Tablet IV. The Journey to the Forest of Cedar
 .
[At twenty] leagues they broke bread,
[at] thirty leagues they pitched camp:
[fifty] leagues they travelled in the course of a day,
by the third day [a march] of a month and a half;
nearer they drew to Mount Lebanon.
[F acing the sun they] dug [a well,] IV 5
[they put fresh water in ... ]
[Gilgamesh climbed to the top of the mountain,]
[to the hill he poured out an offering of flour:]
['0 mountain, bring me a dream, so I see a good sign!']
[Enkidu made for Gilgamesh a House of the Dream God,] IV 10
[he fixed a door in its doorway to keep out the weather.]
[In the circle he had drawn he made him lie down,]
[and falling flat like a net lay himself in the doorway.]
[Gilgamesh rested his chin on his knees,]
[sleep fell upon him, that spills over people.] IV 15
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:]
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?]
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?] IV 20
[My friend, I have had the first dream!]
31 I. The Standard Version, Tablet IV
'[The] dream that I had [was an utter confusion:]
[in] a mountain valley ..... .
[The mountain] fell down on top of ...... ,
[then] we like ......... '
[The one] born in the [wild knew how to give counsel,]
Enkidu spoke to his friend, [gave his dream meaning:]
'My friend, [your] dream is a good omen,
the dream is precious [and bodes us well.]
IV 25
'My friend, the mountain you saw [could not be Humbaba:] IV 30
[we] shall capture Humbaba, [him] we [shall slay,]
we shall [cast down] his corpse on the field of battle.
And next morning [we shall see a good] sign [from the Sun
God.]'
At twenty leagues they broke [bread,]
at thirty leagues they pitched [camp:] IV 35
fifty leagues they travelled in the course of [a day,]
by the third day a march of [a month and] a half;
nearer they drew to Mount [Lebanon.]
5 'At twenty leagues they broke bread'.
Facing the sun they dug a well,
[they put fresh] water [in ... ]
Gilgamesh climbed to the top [of the mountain,] IV 40
[to the hill] he poured out an offering of flour:
'0 mountain, bring me a dream, [so I see a good sign!]'
32 THE EPIC OF GILGAMESH
Enkidu made for [Gilgamesh a House of the Dream God,]
[he fixed a door in its doorway to keep out the weather.]
[In the circle he had drawn he made him lie down,] IV 45
[and falling flat like a net lay himself in the doorway.]
[Gilgamesh rested his chin on his knees,]
[sleep fell upon him, that spills over people.]
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:] IV 50
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?]
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?]
[My friend, I have had the second dream!'] IV 54
Gilgamesh's relation of his second dream has not survived in Tablet IV, but the
gap can be filled by a paraphrase of an earlier version of the epic which comes
from the Hittite capital, Hattusa, and dates to the Middle Babylonian period:
'My second dream sur [passes ] the first.
In my dream, my friend, a mountain ... ,
it threw me down, it held me by my feet ...
The brightness grew more intense. A man [appeared,]
the comeliest in the land, his beauty ...
[From] beneath the mountain he pulled me out and ...
He gave me water to drink and my heart grew [calm.]
[On] the ground he set [my] feet.'
Enkidu [spoke] to him,
[saying] to Gilgamesh:
'My friend, we shall ... , he is different altogether.
::-Humbaba ... is not the mountain,
he is different altogether ...
Come, cast aside [ your] fear ... '
The text of Tablet IV resumes:
33 I. The Standard V ersion, Tablet IV
[At twenty leagues they broke bread,]
[at thirty leagues they pitched camp:] IV 80
[fifty leagues they travelled in the course of a day,]
[by the third day a march of a month and a half;]
[nearer they drew to Mount Lebanon.]
[Facing the sun they dug a well,]
[they put fresh water in] ...
[Gilgamesh climbed to the top of] the mountain, IV 85
[to the] hill [he poured out an offering of flour:]
'[0 mountain], bring me a dream, so I see [a good sign!]'
[Enkidu] made for [Gilgamesh a] House of the Dream God,
[he fixed] a door in its doorway to keep out the weather.
[In the circle he had] drawn he made him lie down, IV 90
[and falling flat] like a net lay himself in the doorway.
Gilgamesh rested his chin on his knees,
sleep fell upon him, that spills over people.
[In the] middle of the night he reached his sleep's end,
he rose and spoke to his friend: IV 95
'My friend, did you not call me? Why have I wakened?
Did you not touch me? Why am I startled?
Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?
My friend, I have had the third dream!
'The dream that I had was an utter confusion: IV 100
heaven cried aloud, while earth did rumble.
The day grew still, darkness came forth,
there was a flash of lightning, fire broke out.
'[The flames] flared up, death rained down .
. . . and the flashes of fire went out, IV 105
[where] it had fallen turned into cinders.
[ You were] born in the wild, can we take counsel?'
THE EPIC OF GILGAMESH
[Having heard the words of his friend,]
Enkidu gave the dream meaning, saying to Gilgamesh:
'[My friend,] your dream is a good omen, fine is [its
message.]' IV 109
The rest of Enkidu's explanation of the third dream is lost, but this lacuna in
Tablet IV can be filled in part from the Old Babylonian school tablet from
Nippur:
'We draw, my friend, ever nearer the forest, OB Ni I
the dreams are close, the battle soon.
You will see the radiant auras of the god,
of *Humbaba, whom in your thoughts you fear so much.
'Locking horns like a bull you will batter him, OB Ni 5
and force his head down with your strength.
The old man you saw is your powerful god,
the one who begot you, divine Lugalbanda.'
The text of Tablet IV becomes available again:
[At twenty] leagues they [broke bread,]
[at thirty] leagues they pitched [camp:]
[fifty] leagues they travelled [in the course of a day,]
by the third [day a march] of a month and a half;
nearer they drew to Mount Lebanon.
[F acing] the sun they dug [a well,]
they put [fresh water] in ...
Gilgamesh [climbed] to the top [of the mountain,]
to the [hill he poured] out an offering [of flour.]
['0 mountain, bring me a] dream, [so I see a good sign!]'
[Enkidu made for Gilgamesh a House of the Dream God,]
[he fixed a door in its doorway to keep out the weather.]
[In the circle he had drawn he made him lie down,]
[and falling flat like a net lay himself in the doorway.]
IV 120
IV 125
IV 130
35 I. The Standard Version, Tablet IV
[Gilgamesh rested his chin on his knees,]
[sleep fell upon him, that spills over people.]
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:]
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?]
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?]
[My friend, I have had the fourth dream!']
IV 135
IV 140
The details of the fourth dream and its explanation are not well preserved in
Tablet IV, but the Old Babylonian tablet from Nippur supplies a more complete
version of the text:
'My friend, I have had the fourth,
it surpasses my other three dreams!
I saw a Thunderbird in the sky,
up it rose like a cloud, soaring above us.
'It was a ... , its visage distorted,
its mouth was fire, its breath was death.
[There was also a] man, he was strange of form,
he ... and stood there in my dream.
'[He bound] its wings and took hold of my arm,
...... he cast it down [before] me,
......... upon it.'
After a short lacuna, Enkidu explains the dream:
, [ You saw a Thunderbird in the sky,]
[up] it [rose like a] cloud, soaring above us.
'It was a ... , its visage distorted,
its mouth was fire, its breath was death.
You will fear its awesome splendour,
I shall ... its foot and let you arise!
'The man you saw was mighty Shamash ... '
OB Ni 10
OB Ni IS
OB Ni 20'
OB Ni 25'
THE EPIC OF GILGAMESH
The text of Tablet IV resumes, though badly broken:
'[My friend, favourable is] your dream ...... , IV 155
• ..... this ..... .
. . . Humbaba like ...... ,
• .. will be kindled ... upon [him.]
'We shall bring about his ... , we shall bind his wings,
• . . . . .... we shall . . . IV 160
His ...... , we shall stand upon him.
[And next] morning we shall [see] a good sign from the Sun
God.'
[At twenty leagues] they broke bread,
[at thirty leagues] they pitched camp:
[fifty leagues they] travelled in the course [of a day.] IV 165
[F acing the sun] they dug a [well,]
they put [fresh water] in ...
Gilgamesh [climbed] to the top [of the mountain,]
to [the hill he] poured out an offering of [flour.]
'[0 mountain, bring me] a dream, [so I see a good] sign!' IV 170
Enkidu [made] for [Gilgamesh a House of the Dream God,]
he fixed [a door in its doorway to keep out the weather.]
In the circle [he had drawn he made him lie down,]
[and falling] flat [like a net] lay [himself in the doorway.]
[Gilgamesh] rested his [chin on his knees,] IV 175
[sleep fell] upon [him, that spills over people.]
[In the middle of the night he reached his sleep's end,]
[he rose and spoke to his friend:]
['My friend, did you not call me? Why have I wakened?]
[Did you not touch me? Why am I startled?] IV ISO
[Did a god not pass by? Why is my flesh frozen numb?]
[My friend, I have had the fifth dream!']
37 I. The Standard Version, Tablet IV
Lacuna. Another account of one of the dreams and Enkidu's explanation of it
survives in an Old Babylonian tablet from Tell Harmal, ancient Shaduppum:
'My friend, 1 had a dream:
how ominous it was, how desolate, how unclear!
'I had taken me hold of a bull from the wild:
as it clove the ground with its bellows,
the clouds of dust it raised thrust deep in the sky,
and I, in front of it, leaned myself forward.
'Taking hold of ...... enclosed my arms .
. . . he extricated [me] ... by force . ..
My cheek ... , my ... ,
[he gave] me water [to drink] from his waterskin.'
'The [god,] my friend, we are going against,
he's not the wild bull, he's different altogether.
The wild bull you saw was shining Shamash,
he will grasp our hands in time of peril.
'The one who gave you water to drink from his skin
was your god who respects you, divine Lugalbanda.
We shall join forces and do something unique,
a feat that never has been in the land!'
When the text of Tablet IV resumes, the heroes have almost reached the Forest
of Cedar, and Enkidu is giving Gilgamesh courage:
'[Why, my friend, do your tears] flow? IV I95
[0 offshoot sprung from] Uruk's midst, ...
. . . now stand and ... ,
Gilgamesh [the king,] offshoot sprung from Uruk's midst, ... '
[Shamash] heard what he had spoken,
[straight] away [from the sky there cried out] a voice: IV 200
'Hurry, stand against him! Humbaba must not [enter his forest,]
[he must not] go down to the grove, he must not ... !
THE EPIC OF GILGAMESH
'He [must not] wrap himself in his seven cloaks ... !
[One] he is wrapped in, six he has shed.'
They ........... .
like a fierce wild bull, horns locked ...
He bellowed once, a bellow full of terror,
the guardian of the forests was bellowing,
Humbaba was [thundering] like the God of the Storm.
A long lacuna intervenes, then:
[Enkidu] opened his [mouth] to speak,
[saying to Gilgamesh:]
, ... have come down ...... ,
• ..... and [my arms] grow stiff!'
[Gilgamesh] opened his mouth to speak,
saying [to Enkidu:]
'[Why,] my friend, do we [speak] like weaklings?
[Was it not we] crossed all of the mountains?
'[Did not] . . . . . . . . . before us?
Before we withdraw ..... .
My [friend,] experienced in combat,
who ... battle ..... .
'You ... and you fear not ... ,
IV 205
IV 210
IV 239
IV 245
• .. like a dervish, and change. . . IV 250
Let [your shout] resound [like] a kettle drum,
let the stiffness leave your arms, the tremors [your knees!]
'T ake my hand, friend, and we shall go [on] together,
[let] your thoughts dwell on combat!
Forget death and [seek] life! IV 255
• ..... the careful man.
39 I. The Standard Version, Tablet V
"'[Let him who] goes first be on guard for himself and bring his
comrade to safety!"
It is they made a name [for days] long in the future!'
[At the] distant . .. the two of them arrived,
[they ceased] their talking and came to a halt.