الأحد، 11 يناير 2015

نجل السيد الوكيل-كاظم فنجان الحمامي

نجل السيد الوكيل

كاظم فنجان الحمامي

أحياناً يضطر بعض أصحاب السيارات الخصوصية، من ذوي الدخل المحدود، لتشغيل سياراتهم، وتوظيفها في محاور نقل الركاب أسوة بسيارات الأجرة، وغالباً ما يختار الناس (وأنا واحد منهم) الركوب بتلك السيارات المريحة في جولاتهم اليومية.
قبل بضعة أيام استأجرت سيارة من هذه السيارات الجميلة. كان سائقها شاباً يافعا، يميل إلى المرح والمشاكسة. كان كلما مر بنقطة من نقاط التفتيش يتوجه بسيارته مباشرة إلى المسار المخصص لسيارات كبار المسؤولين، في الوقت الذي تكون فيه سيارات عامة الناس مكدسة في المسارات الأخرى بانتظار دورها في التفتيش.
كان يتخلص من الازدحام المروري بمهارة واضحة، ويتجاوز السيارات المكتظة بفطنته وذكائه وجرأته، فينفذ بسيارته بسرعة مذهلة حيثما يشاء ومن دون تعطيل. لم تكن سيارته تحمل أرقاماً حكومية، ولا علامة من علامات أصحاب المناصب العليا.
مر بنقاط التفتيش كلها من دون أن يعترضه أحد. كانوا كلما يستوقفونه ويسألونه عن درجته الوظيفية، التي أهلته لاقتحام المسار المخصص لكبار المسؤولين. يجيبهم بثقة عالية ومن دون تردد: أنا ابن السيد الوكيل، فيحيونه ويحيوا والده السيد الوكيل، ثم يرفعوا أمامه حواجز الطريق، ويزيلوا المعرقلات البلاستيكية ليسمحوا له بالمرور.
كنت أراقب نجل السيد الوكيل وهو يتنقل بخفته ومرونته بين نقاط التفتيش، لم تدهشني خفته ولا مرونته، فأبناء الوكلاء والوزراء يتمتعون بمزايا وتسهيلات لا حدود لها في ظل الفوضى الديمقراطية، التي اجتاحت البلاد من شمالها إلى جنوبها، لكن الذي حيرني وأوقعني في دوامات الدهشة، هو كيف يعمل نجل السيد الوكيل سائقاً لسيارات الأجرة ؟. قلت له:
- كيف سمح لك السيد الوالد (الوكيل) بالعمل كسائق تاكسي ؟.
- فأجابني بلباقة: هو الذي شجعني على العمل في هذه المهنة الحرة.
- قلت له: ألا يخشى عليك من مخاطر الطريق ؟.
- أجابني: كلا أبداً، فهو يعلم مدى مهارتي في قيادة السيارات.
- قلت له: أن والدك يمتلك علاقات واسعة مع أركان الدولة، وبإمكانه أن يجد لك أكثر من وظيفة باعتباره وكيلاً لإحدى الوزارات، فكيف بخل عليك بالوظيفة، وزج بك في هذا الزحام المروري المربك، وكيف حرمك من استثمار ساعات الفراغ في المذاكرة ومراجعة دروسك الجامعية ؟.
- رد عليَّ بحزم، وقد تغيرت نبرة صوته: كلا يا سيدي، فوالدي يعمل وكيلاً للحصة الغذائية، وتنحصر واجباته بتوزيع مفردات البطاقة التموينية، وهذه إجازته. أنظر إليها حتى تتأكد بنفسك من صحة كلامي.
- قلت له: فلماذا تزعم انك ابن السيد الوكيل ؟.
- قال لي: وما الفرق بيني وبين ابن وكيل الوزارة ؟. ما الذي يميزه عني ؟، فأنا ابن السيد الوكيل أيضاً، ويحق لي أن أتمتع بالمزايا التي يتمتع بها ابن السيد رئيس الجمهورية، أو ابن رئيس الوزراء، أو ابن رئيس البرلمان. أنا لم أكذب على نقاط التفتيش، ولي الفخر أن يكون أبي وكيلاً للحصة التموينية.
كان الفتى يتحدث بعفوية تحمل أكثر من محور من محاور حقوقنا المدنية في إشاعة تطبيقات العدل والمساواة بين الناس كافة على اختلاف ألوانهم وأعمارهم ودرجاتهم ومناصبهم ومراتبهم. أليس هذا هو العدل بعينه ؟؟.

هل فقد شط العرب اسمه إلى الأبد ؟ اليوم الأول من عام 2015 -كاظم فنجان الحمامي


هل فقد شط العرب اسمه إلى الأبد ؟
اليوم الأول من عام 2015

كاظم فنجان الحمامي

لا مكان للخبرة والكفاءة والمهارة في العراق الجديد، فالمؤهلات التخصصية غير مطلوبة في معظم المجالات الحيوية في هذا البلد العجيب، وهكذا كان لزاماً عليَّ أن أمضي آخر أيامي الوظيفية في البحر، فقد انطلقت بالسفينة الأجنبية (MAG SUCCESS) في الصباح الباكر من آخر أيام عام 2014، من موانئ شط العرب إلى البحر، وعدت مساء اليوم نفسه بسفينة بنمية (MEERA) من البحر إلى البصرة.
واصلت المسير ليلا بوجهي المبلل بالتعاسة حتى وصلت (الواصلية)، فألقيت المرساة هناك قبيل منتصف ليلة رأس السنة الجديدة (2015). كنت مثقلا بالهموم والآلام، متوجعا من وخزات (عرق النسا). رميت جسدي المنهك فوق سرير الكابينة المخصصة لي، فسمعت أفراد الطاقم، وكانوا معظمهم من الهنود، يتبادلون التهاني بالعام الجديد. ثم جاءوا إلى كابنتي مهنئين بصوت واحد (هبي نيو يير)، وتركوني لآلامي وهمومي وانصرفوا.
رفعت المرساة في الساعات الأولى من اليوم الأول من العام الجديد، وواصلت المسير نحو موانئ البصرة. كان اسم هذا المجرى الملاحي والنهر الحيوي (شط العرب) منذ قرون وقرون وحتى الليلة الأخيرة من عام 2014، لكنني فوجئت أن اسمه تغير فجأة إلى (أرفند رود)، وهو الاسم الذي اختارته إيران بعد عام 1980، لكنه أصبح الآن شبه رسمي، وربما سيصبح اسماً رسمياً في الأيام القادمة. لا أدري فكل الأشياء المزعجة باتت محتملة الوقوع.
نهر عراقي الهوية عربي الأصل، من أبويين عربيين هما دجلة والفرات. ولد منذ قرون في (القرنة) تحت ظلال شجرة سيدنا آدم، فاقترن اسمه في فردوس الأهوار بجذور هذه الأرض المقدسة، واحتضن أقدم موانئ الكون منذ اليوم الذي امتطى فيه السومريون سفن البردي، ومنذ اليوم الذي بُنيت فيه أكبر وأقدم وأجمل سفن الأنبياء والرسل في الأحواض الرافدينية الواسعة، لكنه فقد اسمه العربي، وهويته العراقية، وسيفقد مستقبله كله في خضم هذا الإهمال المُركَب، الذي اشتركت فيه مؤسساتنا المهنية والإدارية والتشريعية والسياسية والسيادية، فتغير اسمه من شط العرب إلى (أرفند رود) في الخرائط العالمية، من دون أن ينتفض أحد، على الرغم من صيحاتنا المدوية، وكتاباتنا الجريئة، ونداءاتنا المتواصلة.
تغير مجراه بمعاول التعرية. تعثرت مساراته بعوامل الترسيب. أصيبت شرايينه كولسترول الأطيان. أصبح من أكبر مستودعات النفايات والملوثات. انخفض منسوبه المائي. ارتفعت ملوحيته. تراكمت في أعماقه السفن والزوارق الغارقة. ماتت نخيله كلها من المنبع إلى المصب.
من فيكم يصدق أن شط العرب فقد اسمه في خرائط منظومات البحث في الأقمار الصناعية، وفي برامج (الجوجل أيرث)، وفي منظومات التعريف الآلي للسفن التجارية المبحرة في حوض الخليج العربي ؟.
هذا نهر النيل، أطول وأغزر أنهار كوكب الأرض، يمر بنحو (11) دولة أفريقية، هي الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وبوروندي، وأوغندا، وتنزانيا، ورواندا، وإثيوبيا، وجنوب السودان، والسودان، ومصر، ولم يتغير اسمه على الرغم من طوله، الذي بلغ (6650) كم.
وهذا نهر الأمازون ثاني أكبر أنهار العالم، من حيث الطول والعمق والغزارة، ومن حيث معدلات التدفق، يمر بست دول أمريكية. هي: بيرو، وكولومبيا، وبوليفيا، وفنزويلا، والإكوادور، والبرازيل، ولم يتغير أسمه.
وهذا نهر الدانوب، أطول أنهار الاتحاد الأوربي، وثاني أطول نهر في القارة العجوز بعد (الفولجا)، يجري في ألمانيا، والنمسا، وسلوفاكيا، والمجر، وكرواتيا، وصربيا، وبلغاريا، ومولدوفا، وأوكرانيا، ورومانيا، وتطل عليه أربع عواصم. هي: فينا وبودابست وبلغراد وبراتيسلافا، لكن أسمه لم يتغير على الرغم من تغير اللغات والهويات والتوجهات.
وهذا نهر الراين الذي أحتل مكانة كبيرة في التاريخ الأوربي بوجه عام، والألماني بوجه خاص، لأنه النهر الذي كان يرسم الحدود الفاصلة بين الإمبراطورية الرومانية وقبائل الجرمان، ويمر الآن بسويسرا وألمانيا وفرنسا وهولندا، لكنه لم يغير أسمه، ولم يفقد ملامحه، باستثناء شط العرب الذي تغير اسمه في المقطع المحصور بين رأس البيشة وأم الرصاص، وصار في ليلة وضحاها (أرفند رود) في الخرائط الملاحية والجغرافية وعلى شبكات البحث في الانترنت، من دون أن يعترض أحد، ومن دون أن يحتج أحد، ومن دون أن يمتعض أحد. ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين


أبو الشربت وزيراً للنامليت-كاظم فنجان الحمامي


أبو الشربت وزيراً للنامليت


كاظم فنجان الحمامي

في ضوء مشروع قانون الموازنة الذي أقره مجلس الوزراء العراقي للعام 2015، بقيمة 123 تريليون دينار عراقي (102.5 مليار دولار أميركي)، وبعجز يناهز 19%، اعتماداً على التحديدات الجديدة لسعر برميل النفط، والتي تقدر بستين دولاراً.
وجدت أن واجبي ككاتب يعمل في عرض البحر، حيث الموانئ والمنصات النفطية العملاقة، يحتم عليّ القيام بمسوحات عامة لأسعار السوائل كلها، ومقارنتها بالسعر الحالي لبرميل النفط، وبناء عليه ينبغي أن أشير هنا إلى أن حجم البرميل كوحدة قياسية أمريكية مُعتمدة في مجال استخراج النفط الخام يساوي (158,98723) لتراً، أو (42) غالوناً. من هنا يمكننا القول أن سعة البرميل تساوي 159 لتراً. ولما كان سعر اللتر الواحد من مشروب الكوكا لا يزيد على دولار واحد، فأن السعر الافتراضي لبرميل الكوكاكولا في أسواقنا المحلية صار في حدود (159) دولاراً، وهو أعلى بكثير من سعر برميل النفط الخام المستخرج من حقل الرميلة الشمالي. وتسري هذه الأسعار المقارنة على البراميل الافتراضية لمشروبات (الفانتا والشابي والسبرايت والبيبسي والسفن أب)، وكل أنواع الشرابت والعصائر. آخذين بنظر الاعتبار أن البرميل الواحد يحتوي على (500) علبة تقريباً من علب الكوكاكولا والبيبسي قياس (330 مل). وبالتالي فأن سعر النفط صار أرخص من مواد استهلاكية كثيرة مثل الحليب، والمياه المعدنية، والشامبو، ومعجون الطماطم.
من نافلة القول نذكر أن تكلفة برميل الحليب الطازج في أسواقنا المحلية تصل إلى (159) دولاراً أيضاً، فاللتر الواحد من حليب (المراعي) أو (KDD) المستورد من الكويت والسعودية يباع عندنا بدولار واحد، وظهر لنا أن تكلفة سعر البرميل الافتراضي للقهوة المبردة من نوع (ستاربكس) يباع بنحو (954) دولاراً، نحو 954 دولارا، ويباع برميل الشطة من نوع (تاباسكو) بحوالي (6155) دولاراً. ويباع البرميل الواحد من عطور (شانل) بحوالي (1.6 مليون) دولاراً. وبرميل الآيس كريم بحوالي (1600) دولاراً. وبرميل قاتل الحشرات من نوع (Raid) بحوالي (945) دولاراً، وبرميل الشامبو من نوع (هيد أند شولدر) بحوالي (1431) دولاراً، وبرميل زيت الذرة (عافية) بحوالي (397)، وبرميل شربت (فيمتو) المستورد بحوالي (318) دولاراً. ولما كان عباس أبو الشربت من أفضل الذين أبدعوا في تطوير صناعة (النامليت) والمرطبات في المنطقة الجنوبية، فأنه ومن دون منازع المرشح الأوحد لإدارة وزارة تختص بإنتاج وتصدير (النامليت)، والتي من المؤمل أن تكون عوائدها المالية أعلى بكثير من عوائد النفط الخام، فشراب (النامليت) من أقدم أنواع المشروبات الوطنية والتراثية في البصرة، وكان معرفا قبل ظهور المشروبات الغازية الأخرى مثل المشن والكراش والشابي. أما اسم (نامليت) فهو في الأصل تحريف لكلمة ليمونيت (lemonade). أي عصير الليمون باللغة الإنجليزية وقد تغير إلى (نامليت) بسبب عفوية لهجتنا العامية.
وربما يفتحها الله بوجوهنا فنؤسس شركة بحرية نطلق عليها (الشركة العامة لناقلات النامليت) على غرار شركة ناقلات النفط، وتكون لنا صهاريجنا المبردة وسيارتنا الحوضية المخصصة لنقل النامليت إلى أقطار الشرق الأوسط. ونطالب مجالسنا المحلية بالمباشرة بوضع مسودة (قانون النامليت والمشروبات الغازية) بموازاة (قانون النفط والغاز). مع ضرورة الاحتفاظ بحصة البصرة بموجب تشريع (النامليت دولار) بعدما بح صوتها في المطالبة بحصتها من البترو دولار.

الجمعة، 9 يناير 2015

10 قصص قصيرة جدا ً- عادل كامل




10  قصص قصيرة جدا ً



عادل كامل
[1] اللعبة
ـ لا تسرع، لا تسرع، سألحق بك، فانا لا انوي إيذاؤك، ولا الثار منك، ولا الانتقام...، فلا تسرع، أرجوك...
   كان يهرول خلفه، حتى لحق به، وأوقفه:
ـ ها أنت، مثلي، في بلد غريب، بعيدا ً عن سجون وطننا، فلِم َ تهرب مني...؟
   مستعيدا ًاشد الساعات قسوة، التي قضاها في الزنزانة، عندما كان الآخر يقوم باستجوابه، وانتزاع الاعترافات منه:
ـ لكنك لم تأخذ مني، إلا ما لا فائدة منه، هذا الذي زال، فانا كنت أؤمن بالحرية، عندما كنت أنت موظفا ً في جهاز عمله الوحيد القضاء علينا، واجتثاثنا. انك لم تنزع الحرية من عقلي، ولا الشفقة من قلبي، مع انك كدت تحولني إلى جثة هامدة، لا تصلح حتى للموت!
وأضاف:
ـ لكن ...، كم جميل انك تستطيع الآن ان تنتزع مني ما تريد...، وما لا تريد، بحرية، بعيدا ً عن الإكراه، والتهديد، والتعذيب....،ـوكلانا يعيش في بلد أوى الضحية مع جلادها على حد سواء...!
   لم يتفوه الآخر بكلمة، كان شارد الذهن، فقال متابعا ً:
ـ الآن فقط كلانا يعيش الفصل الأخير من اللعبة...، لعبتنا معكم، ولعبتكم معنا، فهل تود ان اعترف لك بما لم أبح به تحت اشد الضربات إيلاما ً...، وأنت تنتزع روحي من جسدي، وتعزل رأسي عني!
   لم يجب الآخر، غارقا ً في الذهول، مصغيا ًبانتباه:
ـ  أنت لم تكن محض محقق، أو محض جلاد، صدقني، فأنت كنت تبحث عن حريتك، مثلي، لكنك كنت تنتزعها مني، وأنا أيضا ً كنت اعمل على إخفاء حريتي عنك. لكن اللعبة مكثت تمضي نحو مسارها بعناد، ودقة، حيث اخترت أنت دور الجلاد...، وأنا اخترت ان أعيش دور الضحية، فلا أنت أفلحت بالقضاء علي ّ...، ولا أنا عدلت مساري، وتراجعت، لكننا، في نهاية المطاف، وصلنا درجة انك لا تود ان تراني، ولا أنا أود ان أراك...، لكن اللعبة، يا جلادي، لم تنته بعد، بانتهاء أدوارنا فيها!

[2] مطر
    وأنا لا اعرف أين اختبأ من الأمطار، في البحث عن خيمتي، مع النازحين والفارين، وقد اشتد البرد، والريح مازالت هائجة، تذكرت الصديق الذي قال لي، قبل سنوات بعيدة، وهو يرفع رأسه نحو السماء: لا احلم بالذهاب إلى الفردوس...، ولا الهرب من الأرض، بل انتظر كتبا ً جيدة تهبط مع زخات المطر.....
    ابتسمت، وأنا اردد مع نفسي: لقد أنارت الكتب لنا الكثير من الظلمات، وعلمتنا كيف نتجنب الكثير من العثرات، لكن ....ـ للآسف ـ سمحت لنا ان ندرك إننا لا نعرف ماذا نفعل في اجتياز هذه المحنة!

 [3] الغابة والرماد
    بعد ان التهمت النيران أشجار الغابة وشجيراتها، وحولتهما إلى رماد، لم تجد النار ما تفعله، انتابها القنوط، والحزن، فجلست صامتة، لا تعرف ماذا تعمل.
  خاطبها الرماد:
ـ لا تكترثي، أيتها النار، فالأشجار ستنمو، أقوى مما كانت عليه!
ـ آ .....، كم علي ّ أن انتظر...؟
ـ لا تحزني، فالأشجار لا تكل من النمو، لتجدد شبابها.
  بهدوء سألت النار الرماد:
ـ وأنت ما ـ هو ـ عملك أيها الرماد...؟
ـ عملي ـ هو ـ ان أساعد الأشجار على النمو، فانا أصبحت غذاء ً لها.

[4] الناس والحجارة
   وأخيرا ً عثرت على ضريح الرجل الذي طالما أثار إعجابي، السيد برنارد رسل، فطرقت الباب. لم يجب، فلم اطرق الباب مرة ثانية، لأنه كان منشغلا ً بكتابة قصص بوليسية سبق لي ان قرأتها، فحزنت لأنني انتظرت شيئا ً آخر ينجزه. أخيرا ً سمعته يخاطبني:
ـ تفضل...، هل لديك أخبار سارة عن المستقبل؟
   ابتسمت، فلم أجد جوابا ً، فسألني:
ـ أنت حزين لأن الماضي لا ينتج إلا مستقبله! فالعالم دخل في حروب لا احد يعرف نهايتها.
    فجأة وجدت لدي ّ ما أبوح به، فقلت:
ـ سيدي، المشكلة ليست في الماضي، بل في الذي سبقه، والمشكلة، أيها الفيلسوف العظيم، ليس لأن عالمنا سيدمر بعضه البعض الآخر، بل ماذا سيحصل بعد تدمير الإنسان.
  اقترب مني وهمس بصوت رقيق:
ـ فكرة طريفة صالحة لكتابة قصة جديدة!
  فسألته:
ـ والفلسفة....؟
ـ آ ......، تلك هي التي لم تترك إلا هذا الذي تراه حاملا ً ماضيه إلى النهايات وهي تأخذ طريقها إلى الولادة!
ـ قصة طريفة حقا ً!
   فقال بصوت جاد:
ـ كنت اعتقد ان الديمقراطية ستحل لغز التراكم، لكنها، كما ترى وارى، لا تشبع من الناس، ولا من الحجارة!

[5] عدنان المبارك
    لم يبق لي، في شيخوختي، إلا صديق يكتب لي، بضعة كلمات، في نهاية الأسبوع، يخبرني فيها عن مشاعره، مسراته وعذاباته، فأشاطره هذه  المشاعر، فهو يعيش في بلد بعيد، لم أره، لكن لا يقتل الناس فيه لأي سبب من الأسباب، وأنا كنت اعتزلت الحياة، داخل جدران بيتي، بانتظار الموت. وها هي رسالته الأخيرة تعبر المسافات الشاسعة، في لمحة، فاعرف ان أيامه ـ هو قال ذلك ـ بلغت ذروتها، وقال ان عظامه، ولحمه، وجلده، وما تبقى من جسده ستنفصل عن وعيه. يا الهي....، هل حقا ً سأبقى مصغيا ً بشرود إلى صمت كلماته وأنينها النائي، أم علي ّ ان انتظر دوري بصمت لتتبع خطاه  في الذهاب إلى المجهول ...؟

[6] جواب
كتب إلى صديق قديم:
ـ أخبرني ....، إذا كانوا يقولون لنا ان أرواح أطفالنا تصعد إلى السماء، وان الثكالى، والشيوخ، والأرامل، يقدرون على تحمل ما لا يحتمل من الأوزار، حتى آخر أيامهم فوق هذه الأرض....، اخبرني ماذا يفعل هؤلاء الأثرياء، أمراء الحروب، بالمال...، هل ستدوم مسراتهم على حساب الضحايا، إلى الأبد، أم ان العدم وحده يمد الجميع بأسرار اللعبة التي لا تدوم أكثر من زمن زوالها...، وعبورها من المجهول إلى المجهول...؟  
    ونظر إلى كلماته، فراها تحفر في الأرض، آنذاك نهض، وراح يحفر معها، قبل ان يضع نهاية لرسالته، وقبل ان يجد ضرورة للبحث عن جواب!

[7] براءة
    جاري الذي لم اسمع منه كلمة حسنة، كلمة حسنة واحدة، تخص السيدة زوجته، على مدى سنين، تجاوزت الخمسين سنة، اخبرني ـ في زيارته الأخيرة لي ـ انه ـ قبل أسبوعين، ودعها والى الأبد، وانه ـ راح يعترف لي ـ وعلى مدى حياته، انه لم يتوله بامرأة، كما تعلق بها، فراح يحدثني عن حسناتها، وخصالها الحميدة، التي لا تعد ولا تحصى، وأخيرا ً قال انه لا يعرف ماذا يفعل بعد غيابها.
    لم اندهش، ولم اصدم، فانا نفسي ـ على مدى هذا الزمن ـ طالما شعرت كم كان جاري ثقيلا ً، ومضطربا ً، ليس في عواطفه حسب، بل في أفكاره، وآراءه، وأحكامه أيضا ً، فالرجل لم يترك أحدا ً لم يعثر له على شائبة، وسيئة ما من السيئات!
   فانا شعرت، ببساطة، ومن غير تفكير، أنني لا أرى فيه إلا كائنا ً آخر، فها هو مثل طفل غدا ً يتيما ً، ووحيدا ً، رغم انه في التسعين من العمر. فكم بدا لي شفافا ً، وصادقا ً أيضا ً، مما دعاني للشعور بالآسف، ليس عليه، بل على آثام لا اعرف من ارتكبها بحق الآخر!
[8] شيخوخة
    قالت السيدة لزوجها، وهي تراقب مجموعة من الصبية يعبرون الشارع، بأسى صامت:
ـ لقد فشل الطب في مساعدتنا بإنجاب طفل واحد...، واحد، واحد كان باستطاعته ان يملأ حياتنا بالبهجة، ويشغل فرغنا، ويمدنا بالسرور.
ـ أجل، لكن الطب لم يفشل في منحنا سنوات إضافية، كي نبلغ مرحلة الشيخوخة هذه التي اسمها أرذل العمر..!
ـ من غير بهجة!
صمت قليلا ً وقال:
ـ لم نعد في الزمن القديم، كي نتلقى العون من أولادنا، ثم إنني لم أفكر بك لأداء دور اللبوة، أو ....!
ـ أنا أتحدث عن نظام عمره ملايين السنين، يا زوجي العزيز.
ـ  سيعدل...، سيعدل، وستأتي أنظمة اقل قسوة، وأزمنة اقل جورا ً!
ـ تقصد...، عندما تكف الأسود عن مطاردة فرائسها، والذئاب تتنزه مع الحملان، البشرية تكف عن سفك الدماء... ؟
ـ آ ....، لقد أمضينا ساعة ممتعة في الحديث عن العقم! فلا تقلقي، فلو كان لدينا ولد أو بنت، لكنا لا نمتلك هذا الوقت في الاستمتاع بهذا ....، الذي فشل الطب بمعالجته!

[9] غباء
   قبل ان امسك بالقلم للشروع بالكتابة، في ذات صباح بارد، اقترب حفيدي البالغ ست سنوات من العمر، وسألني:
ـ هل أنت ذكي جدا ً يا جدي...؟
ـ لا! أنا منزلة بين المنزلتين!
ـ منزلة الذكاء اعرفها...، فما هي الأخرى؟
ـ لولا إنني لم أتمتع بشدة الغباء، أو الغباء بإفراط، ولا فخر ...، لكان وجودك بحكم المجهول!
ـ لهذا ماما تقول لي: أنت ذكي مثل جدك!
ـ إنها تمزح معك، فأنت تعرف إنها امرأة رقيقة، فلولا غبائي ربما لن تحصل حتى على القليل من هذا الذكاء!

[10] موعظة
   وتابع الواعظ يتحدث بصوت مرتفع:
ـ ومن ولد أعمى، في هذه الدنيا، هو الآخر سيسترد بصره، في العالم الآخر، كالأعرج، والاثول، والأبرص، والأجرب، والمجذوم، والمصروع، والمخروس، والمشلول، والمكظوم، يولدون بعافية تامة، كالشيخ لا يولد إلا فتى تام الفتوة، وكالعجوز لا تولد إلا فاتنة في ريعان شبابها...
   صمت برهة، ثم أضاف:
ـ وكل من التزم  بالوصايا، وسلك الدرب القويم، واهتدى بالطريق السليم..، من الحاضرين، ومن الحاضرات، ومن الغائبين ومن الغائبات أيضا ً....، يولدون كأن الدنيا التي تركوها ليست إلا مفازة عبور، ومحنة عثرات، وامتحان عسير، إلى الأخرى، بطهر تام، وخلاص مبين!
   فسأله احد العميان، بعد الانتهاء من الموعظة:
ـ وماذا عن الذي ولد مبصرا ً، وقد صدم بما رآه في عالمنا، فغاب بصره عنه...، وما عاد يرى، أيجزى هذا الأعمى  بالنعيم؟
ـ هذا يرجع إلى رب العالمين، فهو اعلم بالنوايا، وإلا لماذا ضحى البعض ببصرهم لإنارة درب الآخرين ...؟
فسأله الأعمى:
ـ أنا أيها الشيخ الجليل سمعت ما لا يصدق...، ففقدت النطق، ورأيت ما لا يرى، ففقدت البصر، وأحسست بما لا يحس ففقدت الحس، واستنشقت كل الذي لا يمكن استنشاقه فلم اعد أشم شيئا ً، ولامست الذي لا يمس ويلمس وله حضور فغاب عني حضوره...، فهل اذهب إلى جهنم؟
   دار بخلد الوعظ: لست أنا هو من يبت بأمرك يا أيها الذي ولد ميتا ً، بل قال له:
ـ سترى في العالم الآخر، وتسمع، وتستنشق، وتلمس، وتحس، كل ما غاب عنك في دنياك ....؟
  فتمتم الأعمى بصوت خفيض: والله اختلطت علي ّ أمور الآخرة بأمور الدنيا، ولم تختلط على ّ كما فعلتها أيها الشيخ الجليل، حتى صرت لا اعرف لماذا ولدت...، ولماذا ينبغي ان ابعث مرة أخرى!
31/12/2014

لا تعبثوا بأرواح الكلام-سوسن ماس




لا تعبثوا بأرواح الكلام
فقد صار الهديل مفعماً من انسكاب الليل في آخر النهار
و لا تحسبوا أن البحار تلونت
بغير ألوان الخلود فهناك يتيم
تحول و احتال الدهر عليه بإرجوحة
من ورد الزعفران
ليصبغ أيامه بالصفار . قد كان الإصبع
الأرجواني ليلكة للهزيم الأخير من الليل
نهض عابراً متلفعاً بما تبقى من صلاة في محراب الحقائق
التي لا تموت . و عند انبلاج ذلك الصبح أصيب بالشلل المفاجئ .
لم يكن في الحسبان أن سنبلة الصراخ تأوي عاشقاً أو مرتد فقد تلبد المطر بكل أنواع الفضائل و لم يفضل
إلا نزع سحابةً لا تريد هذا المطر .
قولوا تأبد أو تأبط عقله و استراح هيهات تغفو الروح في هذا الهياج و المزاج و كل تقليعات البهرجة المستدامة .
منذ عهد ابراهيم و انطونيو قد ملكت الأكوان دستور الحقيقة لتائه في صحاري الود و السدود الترابية .
فلم تكن تلك الأضاحي الا تنفيسة عشقٍ لا يُحد و لكن يُرد بضغطٍ للدم محبوس يعكر صفو الأوردة فلما
تكون الحكايات طويلة و العناوين واضحة أليس في هذا اليم فتىً رشيد يستخرج الأبنوس من فم الحوت و أصوات العبيد .
قد تلبست الجنيات معابر الفتح المبين و لم تترك لنا سوى ما تريد من ثمار لم تنضجها كل حقول الياسمين
. و كل اللاهثين وراء اكتمال لوحات العشق .
لم أعرف أن تلك قصة الملعون الطافي في وجه الحقيقة .
ألا ينقشع قليلا لتتبارى حوريات البحر حول أزرق لا يضيع و لا يكون إلا ملوناً في كل فصول الذكريات تأمرنا
بمرنا و لا نستحلي منها الا الذكريات .
نقطة في البداية و قافلة نقاط في النهاية . و كل ما يستجد بلا هدى و لا ضلال و هناك احتمال البوح الى
ما بعد الاحتمال او قبل بدء الكلام المر .
قد أخشى صدور الصوت من مصلى أو بئر تَعب . بلا صدى يهز اركان الفوضى المستحكمة على عتبات
المنابر الجاهزة لاطلاق اناشيد الاتهام اللامتناهي و تنتهي عند اختلال ميزان الحياة .
فتلك قبرة ضاع منها شيئها الازلي و صوت ركضها في ازقة الطيور بلا تغريد و لا حتى أدنى دندنه . فكلما
ارتفعت للمعجزات مئذنة هدتها واحدة لا تلوي الا على عجز الكائنات .
soshan mas@sawsan

قراءة استكشافية في مجموعة " البلبل خارج أقفاصه" للشاعر ناهض الخياط -أحمد الحلي



قراءة استكشافية في مجموعة " البلبل خارج أقفاصه" للشاعر ناهض الخياط

كادحٌ في مَشاغلِ الجَمال
أحمد الحلي

تعودنا من صديقنا الشاعر ناهض الخياط أن يفرش أمامنا بين آونة وأخرى مائدةً عامرة بأطايب الشعر بما يحويه من معاني مبتكرة وقيم جمالية رصينة وسط هذه المفازة والجدب  الثقافي الذي يحيط بنا من كل جانب .
يطل علينا الشاعر بإطلالته البهية عبر مجموعته الجديدة " البلبل خرج أقفاصه" الصادر عن المركز الثقافي العراقي الذي يديره  بجدارة صديقنا الشاعر ولاء الصوّاف ، محاولاً أن يمسك بخيوط لحظته الراهنة ، بكل امتداداتها الوجدانية والاستذكارية والإحتفائية ...
كرنفالات من الوجد والشغف
يتمترس الشاعر هنا بكل  شغفه وهيامه بالمرأة ، بوصفها كائناً قادراً على اجتراح المعجزات  ، وتطل علينا امرأةٌ  استثنائية بعينها  يتوجّه إليها الشاعر بغالبية قصائد هذا الديوان الممتع ، بوسعنا أن نلحظ حجم الزخم الوجداني الذي يتملك قلب الشاعر تجاه هذه المرأة الأسطورية ، التي من المؤكد أنها أدركت واستوعبت المغزى العميق لمعنى أن تكون امرأةٌ ما  ملهمة  لقريحة وقلب شاعر ...
من المؤكد والواضح  أن هذه المرأة ليست مما يجترحه خيال شاعر يقترب من الدخول في طور الكهولة ، إنها امرأة من لحم ودم ، ولكنها لا تقيم إلى قريباً منه أو إلى جواره ليستشعر دفأها ، وإنما  هي تعيش في مدينة نائية من مدن الله التي تسبح بالضياء والألوان والكرنفالات ... والميزة الأكثر مواءمة أنها شاعرة أيضاً ، وهي صفة استثناية مضافة ... من الوضح لنا ومن خلال مجريات القصائد ، أن هذه المرأة متواصلة ومتواشجة مع الشاعر وجدانياً ، وهذا هو الحل الأمثل والأنسب لطرفي المعادلة  ، ودليلنا في ذلك أنها هي من تولت كتابة كلمة الديوان الاحتفائية  ، ومما جاء فيها ؛
" يمتلك الشاعر المبدع ناهض الخياط أسلوباً  شعرياً  متميزاً في معظم قصائده ، إذا لم نقل في جميعها ، حيث أنه يستخدم أسلوب السهل الممتنع ، لكن بطريقة حديثة وجديدة من خلال لغة رقراقة كالماء الزلال ،  يزاوج فيها ما هو واقعي ملموس بما هو ميتافيزيقي غيبي مجهول ، أو بما هو رومانسي خلاب وجميل ، يشمل كل مفردات الطبيعة التي تحيط بالإنسان بعيدا عن التلوث السياسي والاجتماعي.
إنّ الشاعر ناهض الخياط يستحضر كل العالم وتناقضاته في القصيدة التي يكتبها...وبلا صناعة أو تكلف ، بل العكس ، بكل بساطة بلاغية مفعمة بالجمال الساحر، وخالية من التعقيد ، ومن المفردات اللغوية الخشنة ،والحادة الوقع على نفس المتلقي ، وفي الوقت نفسه إنه يمتلك عيناً سحرية ، وروحاً شفافة قلّ نظيرها في التقاط الصور الشعرية البارعة ، وبتلقائية الكاهن العارف بكل فنون وأدوات الشعر الحقيقية التي لم يزل يبحث عنها أغلب الشعراء لحد الآن.
هذا هو الشاعر ( ناهض الخياط ) قريب من الشعر العالمي وبعيد عن الأضواء ".
ومن أجل أن نلمَّ بمديات هذا الشوق والمشاعر الجيّاشة ، يحسن بنا أن نستحضر  خارطة استكشافية  من المقاطع التي تتمحور معانيها  حول هذا الهارموني ....
* أيتها الجميلة / هناك من يدعوني إليه / بين حين وحين / بلا بطاقة / أو كلام
ولا رسول يبلغني تحيتهْ / ولكنني أسمعه ! قصيدة " كيف يكتب الياسمين"
* ما جدوى الأيام / حين تغلق الحدائقُ أبوابها / وتُقفَل أسواقُ العطور
فلا تبقي النسائمُ لروحي / صلة معك  / وأنتِ في أقصى البعيد ! قصيدة " الأيام من دونكِ" .
* فأين ذاك المساء / وذاك الصباح الذي / ترى فيه كل يوم حبيبتك / تلك التي
وشمتْ قلبك /  بإبرة كبريائها . قصيدة " ليل بين شمعتين"
* فأنهض للنافذة / لأرى النجمة التي أحبها / ملهمتي  / ودليل قصائدي تحت السماء/ هذه الزهرة ُ/ جمال التواضع / وكبرياء الجمال / مرشدة الحب .
قصيدة "إنها ملهمتي"
* فضعي قصيدتي / في مشدّ صدرك الجميل . قصيدة" عشيقة الفصول"
* وأرى
وجوه أحبتي
وأولها الشاعرة التي
سميتَها ، أنتَ ، بالجميلة . قصيدة " بأي لون أرسمكِ"
* هذه الليلة كسابقاتها / ذاهبة ٌلحتفها / فمن يأخذني من صمتها وظلامها / لليل بعيد
بين يدي شاعرة ٍ/ تسمعني نبضَ قلبها / ورؤيتَها / عند مائدةٍ من ضياء. قصيدة " هذه الليلة كسابقاتها " .
* شاعرتي الجميلة ُ / تشير لي ! قصيدة " الأصدقاء قادمون"
* جميلتي / تنقر بأصابعها الآن مفاتيح الحروف / لترسل عبر الفضاء  الشاسع بين آفاقه ِ/ ما تراه يعيد لي فتوّة قصائدي
لأصرخ بوجوههم / وأبتعد عنهم مشيحاً بوجهي
إلى الوردة ِ
وإلى الشمس في أفقها . قصيدة " أبجدية الحب الجميل " .
* إليها أكتبُ ، وينطلقُ الزاجلُ ، لأنها في في كل أحوالها ملائةٌ تُنشِدُ
                             قصيدة "
*  لن يحول بُعدك البعيد ما بيننا / فأنا أراك في الوردة / وأسمعك في النسمة  / وألمسك في ورقتي . قصيدة "سأظل هكذا "
* أيتها الغزالة الشرود / لقد اخترقتِ كمائني كلَّها ، وبقيتُ واجماً مستسلماً عندها رافعَ اليدين . قصيدة " تنتظرك الشمس في أفقها " .
* وأنتِ كما أعرفكِ / بلونِكِ وعطركِ وصوتِكِ / طائرٌ من ضياء ْ . قصيدة يسألني الشعراءُ عنكِ  .
*  أنتِ معي / تحتَ جفوني / وفي منامي / وعلى شفتي وفي يقظتي ! قصيدة" أنتِ معي .
ماسات القلادة الشعرية
وبطبيعة الحال فإن شاعرنا لا ينسى أن يرصّع أشعاره ببعض الماسات  الذهنية النادرة التي قلما نعثر على مثيل لها في مجاميع الآخرين ، التي يمت بعضها إلى الحكمة الراقية  وهي تنقدح في وجدانه ، وبعضها الآخر ينتمي إلى ما يمليه تراكم الخبرة في ميدان الكتابة أو التجربة الحياتية وما تختزنه العلائق الإنسانية ، وهي صور غاية في الجمال والبراعة ، وبوسعنا أن نقتبس بعضاً منها هنا ؛
* فيا  صديقي !
أيها الكادح في مشاغل الجمال !
لقد أحالك الحب على المعاش
وعمرك غادره النهر
وأقلعَ عنه السحاب
حتى الندى
وما ينثّ عليه الضباب !
ولكن جميلتك
لم تزل  تخاطبك
فيخضر غصنٌ
وتصدح تغريدة البلبل ِ ! قصيدة " كادح في مشاغل الجمال"
* أشباح ليل
تحاول أن ترقّع الظلام الذي
تمزقه بشمعتك
وبياض ورقتك
بنورٍ لا تعرف من أين يجيئ ! قصيدة "في ورقتي نور"
* أيتها  الحرية !
يا ابنة الجمال
ووريثته الخالدة !
لا غنى ليَ عنك           قصيدة "الحرية"
* أنا الآن أمشي
بين شجرٍ أخضر
أطاوله بخضرة روحي ! قصيدة " الضياء الذي بين عينيّ"

* وعيناكَ ترنوان إلى السماء
لعلك ترى قمرَك
الذي يُطِلُّ عليك من فلك أزراره        قصيدة " لم يزل قلبُكَ خفق جناح"
* قليلٌ من الشعر
يكفي لليلٍ طويل                           قصيدة " قليلٌ من الشعر"

* لو اُلهِموا ببيت شعر  
لسمعوا
كيف تتكلم الوردة بصمتها
وحفيفها مع النسمة والرياح
ورأوها كيف تميس ملوّحة َ
للشاعر حين يمر قربها                           قصيدة "الوردة تكلمني"

* لذا أحببتُ القمرَ
ليسَ كما يُحبّه الشعراءُ الأقدمون
بل لتثملَ به روحي !                                 قصيدة "  قصيدة غامضة"



*وجوهُنا
تلك التي ترى فيها
البروقُ الرياحُ  جنونَها
فتصمتُ !                                قصيدة " مع الزمن الكسيح"

* وما نُخبّئه من الجمرات
تحتَ رماد أعمارِنا
لنوقد بها مصابيحَنا وننطلق !
في نهاية هذا الشوط  الممتع من الإبحار عند الشواطئ الساحرة والخلابة التي صنعها لنا خيال شاعرنا المرهف ، يتحتم ويتوجب علينا أن نحييه ونكبر فيه هذه الروح الوثابة التي لم يزدها تقادم العمر إلا تألقاً ولمعاناً ، شأنها في ذلك شأن اللقى الثمينة النادرة ، أو أية خمرةٍ معتّقة .

الثلاثاء، 6 يناير 2015

رؤية الموسيقى – 1- لمحة تاريخية ومدخل إلى الجمال-صائب خليل




رؤية الموسيقى – 1- لمحة تاريخية ومدخل إلى الجمال
صائب خليل
5 كانون الثاني 2015
بعد عام مضن من المتابعة السياسية العسيرة والمرهقة لنا معشر الكتاب السياسيين وقرائنا الذين لم يألوا جهداً في الإصرار على المواصلة معنا – والقراءة لا تقل إرهاقاً عن الكتابة احياناً، أود أن أبدا هذا العام بهدية اعبر فيها عن تقديري لجهد القارئ المثابر الذي لم يهرب من الدرب العسير ذي الحقائق المرة والإستنتاجات الموحشة إلى الإغراق بالسهل "اللطيف" من "حقائق التسالي" على النت، وأصر أن يعطينا بين الحين والآخر إشارة بأنه "هنا" فيقلل وحشة هذا الدرب امام أعيننا.
ورغم أن الصراع لم ينته ولن ينتهي قريباً، فلا بأس من لحظة تأمل واستراحة مقاتل نبدأ بها سنتننا الجديدة التي نعدكم أنها ستكون معركة شرسة للدفاع عن الحق الذي نراه. هذه إذن ليست مقالة، بل رحلة موسيقية سمعية بصرية حضارية للترفيه من جهة وللتذكير لمن أنساه الصراع المر، بأن الحياة يمكن أن تكون جميلة، وأن البشرية لم تنتج أدوات الدمار والصراع والقتل والتعذيب فقط، وأن مشاعر الإنسان لا تقتصر على الأطماع الوضيعة الجشعة التي تمزق العالم وتهدد الحياة على الأرض، وأن شلة خيرة من البشر قد انتجت يوما الكثير من الفرح والسمو، لنرتوي منه ونتخيل العالم الأجمل الذي ينادينا من وراء الغيب ويدعونا إلى بنائه على أنقاض عالم مصاصي الدماء الذين يلبسون الأربطة ويتقنون الإبتسامات واللعب باليورانيوم المنضب وقنابل الفوسفور الأبيض، الذي نعيشه اليوم. هذا هو النصف الأول من رحلة حضارية، فيها القليل من النصوص، والأكثر من الروابط التي ندعوا إلى الإستماع إليها أو مشاهدتها، ليقضي المسافر معنا فيها وقتاً أطول وأكثر استرخاءاً، وشحناً لبطارية النفس المتعبة.
لقد تركت النص قصيراً لتشجيع القارئ على النقر على الروابط والتمتع بموادها حيث أنها هي المحتوى الحقيقي لقيمة هذه المقالة. لقد أشرت الروابط المهمة بنجمة * إضافة إلى رقمها الخاص، ولذلك "أقترح بالحاح" عدم تجاوز الروابط المشار إليها والذهاب إليها فور وصول النص إلى نقطتها، ثم العودة إلى حيث ترك النص بمساعدة الرقم الخاص بالرابط.. رحلة ممتعة.
****
سنتعرف في هذه الرحلة القصيرة على ثلاثة أشكال أساسية من الموسيقى، حيث سنبدأ باللحن المفرد أو الميلودي، ثم نتحدث عن المصاحبة المتوافقة أو ألهارموني وأخيراً سوف "نرى"- في الجزء الثاني من هذه الرحلة - شكل "الكونتر بوينت" ومثاله الأكثر شهرة "الفيوغ" والذي كان ومازال يعتبر قمة الموسيقى الكلاسيكية جمالا وصعوبة، وسوف نستعين على "رؤيته" بتقنيات فنية حديثة تتيح لنا أن نستخدم عيننا فيما قد تعجز أذننا عن متابعته لوحدها من زوايا وتفاصيل ذلك الفن. نتمنى لكم إذن رحلة مفيدة، وممتعة جداً.
الميلودي
اللحن الموسيقي المفرد، او "الميلودي" يتكون من سلسلة من النغمات الموسيقية المتتابعة وفق إيقاع ثابت غالباً هو الشكل الأبسط للموسيقى. ولعله أيضاً الشكل الموسيقي الأقدم. وقد بدأ الإنسان الموسيقى بآلات الإيقاع ومنها الخشب والطبول وكذلك الرقص. لكن اللحن الميلودي قديم جداً أيضاً كما يبدو، حيث اكتشفت أن إنسان النياندرتال كان يتمتع بعزف الناي المصنوع من العظم قبل 41 الف عام!(1)
ولدينا في منطقتنا، أم الحضارات القديمة، آثار أقدم أغنية ملحنة في التاريخ اكتشفتها في سوريا عالمة بالآثار الآشورية في منطقة "راس الشمه"!(2)*
ويحتوي الرقم الطيني المسجل بالكتابة المسمارية، والذي يعود إلى حوالي 1400 عام قبل الميلاد، على كلمات أغنية لزوجة إله القمر، "نيكال". كما يحتوي الرقم الطيني على تعليمات حول كيفية أداء الأغنية ومصاحبة القيثارة وكذلك طريقة نصب القيثارة! ومن هذه المعلومات تمكنت الباحثة من الوصول إلى لحن الأغنية ويمكننا اليوم بفضل جهودها التي استمرت 15 عاماً، أن نستمع إليه وأن نتصل موسيقياً بإنسان عاش على هذه الأرض قبل 3400 عام! !(3)*
الهارموني أو التوافق
إذن النغمات المتتابعة هي الميلودي، أو اللحن، أما النغمات التي تعزف معاً فتكون ما يسمى "الهارموني" أو التوافق. !(4)
والهارموني هو ما نسمعه عادة من الآلة المصاحبة للغناء، مثل الكيتار عندما يعزف "الكوردات" مصاحباً المغني. وقد عرف اليونانيين الأصوات المتناغمة او المتوافقة واعتبر فلاسفتهم أن الإستماع إلى أكثر من آلة واحدة أو أكثر من لحن في نفس الوقت من التمارين الذهنية المهمة للإنسان المتحضر.
ويتم اختيار نغمتين أو أكثر من نغمات السلم الموسيقي، يكون بين ذبذباتها توافق أحست به الأذن البشرية قبل آلاف السنين واستعمله الإنسان ليتمتع به، دون أن يعرف سره، والذي كشفته التكنولوجيا الحديثة، حيث تبين أن بين ذبذبات النغمات المتوافقة دائماً علاقة نسبة حسابية بسيطة، وكل ما كانت النسبة أبسط كان التوافق أشد، فبين الرقمين 1 و 2 علاقة الأوكتاف التامة الهارمونية والعلاقة بين ذبذبتي النغمتين الأولى والخامسة (ثاني أقوى هارموني) هي 2 إلى 3 وهكذا...أما العلاقة بين النغمات غير المتوافقة فتكون معقدة.
ولكي نأخذ فكرة واضحة عن المقصود بلحنين متوافقين معاً، يمكننأ ان نستمع إلى هذا التمرين القصير من إحدى الأغاني الغربية الجميلة. ويمكن استعمال هذا الفيديو أيضا والفيديوات المشابهة للتمرن على الغناء الهارموني، أو لمجرد التعرف على الهارموني والإنتباه له في المرات القادمة التي قد نستمع إليه فيها، لنقدر جماليته بشكل أفضل. !(5)*
نحن العرب لم نتمتع بتذوق الكثير من الهارموني، فالهارموني فقير جداً في الموسيقى العربية واستعماله مقصور على حالات بدائية، حيث تقوم الآلات كلها بعزف نفس النغمة الميلودية (أو مضاعفاتها، وهو ما لا يعتبر عملا موسيقياً هارمونياً حقاً). وتلعب طبيعة تلك الموسيقى دوراً في هذا النقص كما يلعب تاريخ الموسيقى العربية بلا شك دوره أيضاً. فمن المعروف أن الهارموني الحديث في الموسيقى الغربية قد تطور من غناء الكورال الكنائسي الذي يشارك فيه عدد من الرجال والنساء، وكان من الطبيعي أن يتم الإتجاه إلى الهارموني لتأمين الإنسجام بين تلك الأصوات. وقد حاول البعض إيجاد طريقة لإدخال الهارموني إلى الموسيقى العربية، دون تغيير الطابع الخاص بها، دون نجاح يذكر.
ويعود إسم "الهارموني" إلى اللغة الإغريقية وتعني "التوافق" او "الترابط"، حيث اشتهرت الحضارة اليونانية به. لكن آثاراً أكثر قدما بكثير تعود إلى الحضارتين الآشورية والمصرية، وأقدم منها إلى الحضارة السومرية تؤكد أن اختراع الهارموني مثل الكثير غيره من إنجازات الحضارة البشرية، يعود إلى الحضارات التي تواجدت على هذه الأرض.
ونلاحظ أن القيثارة كانت من أقدم الآلات الموسيقية المتطورة ربما تكون قد نشأت في أرض سومر، حيث صمدت قيثارتنا الذهبية ، قيثارة أور، 4500 عام حتى وضع الأمريكان أقدامهم على هذه الأرض فحطموها من بين ما حطموا في هذه البلاد. (أنظر الصورة في التعليق الأول)
وقد قام بعض المهتمين بإعادة بناء نموذج لها من مواد كانت تستعمل في ذلك الزمن وبتلك المواصفات!(6) وقد جمعت التبرعات من أجل ذلك من معجبين من مختلف انحاء العالم وتم إنجازها بمساعدة أمهر الصناع في العالم. ويقول أندي لوينغز: "نحن نعزف الحاننا حول العالم ونحكي كيف اعدنا صناعة القيثارة، وكذلك عن التاريخ العراقي القديم".. وهذا وغيره يوجب علينا أن نفرق بين الإنسان الغربي عموماً وحكوماته المحكومة بالوحوش البشرية- حسناً..لن نتكلم أكثر في السياسة!
لكن ما علاقة القيثارة ببرهان قدم الهارموني؟ فكرتي الأولى هي أن طبيعة القيثارة لابد أن تدفع بالعازف إلى اكتشاف العزف الهارموني ولو بالصدفة. (قارنها مع الربابة ذات الوتر الواحد مثلاً!) فأوتار القيثارة تستمر في اهتزازها ولا مفر من أن تختلط نغمات كل وتر مع الأوتار التالية في اللحن، ما لم يتم إيقافها عن الإهتزاز عمداً، وبالتالي فلا شك أن ذلك كان حافزاً على اكتشاف الإمكانيات الهارمونية للموسيقى، والبحث عن إمكانية عزف وترين في نفس الوقت لإنتاج صوت جميل، وإن لم يكن ذلك ممكناً، فلا شك أن العازف سيجرب أن يغير شد بعض الأوتار لإنتاج مثل هذا الثنائي المريح للإذن، ولا مفر من ان يقع بالتالي على النسب الصحيحة التي تكون الهارموني. روبرت فينك يبحث الموضوع من جانب غير الذي أطرحه هنا، فيلاحظ أن يدي العازف التي رسمت أو نحتت في الآثار القديمة التي تصور عزف القيثارة، تبتعدان عن بعضهما البعض بمسافات أكبر مما هو متوقع لو كان العزف للحن ميلودي مفرد، حيث تكون المسافة اللحنية بين معظم الأنغام المتتالية صغيرة، وبالتالي تقع على أوتار متقاربة. واعتبر بعد اليدين عن بعضهما ووضع الأصابع على أوتار متباعدة، مؤشراً قوياً على أن نغمتين هارمونيتين كانتا تعزفان معاً! (أنظر الصور في أسفل الصفحة على الرابط التالي). (7)*
كما تشير آثار أخرى إلى أن نظام السلم الموسيقي في سومر وبابل كان مشابهاً للسلم الحديث، وأن الرقم الطينية التي تشرحه وتشرح عملية شد أو نصب الأوتار، تعطي إهتماماً خاصاً بمسافات موسيقية خاصة هي الخامسة (أهم الهارمونيات في السلم الحديث) وكذلك الرابعة والثالثة،.. !
في الحلقة الثانية سوف ننتقل من الهارموني الذي يتكون من لحن أساسي ومصاحبة ثانوية تحرك نفسها حسبما يقتضي توافقها مع اللحن الأساسي، إلى موسيقى "الكونتر بوينت" التي تتألف من عدد من الألحان المتساوية الأهمية فيما بينها وتتفاعل في القطعة الموسيقية بشكل لا يبدو أنه يحد من حريتها، وتصبح حتى متابعة الألحان المختلفة قضية تحتاج إلى تركيز كبير، فكيف إذن بتأليفها؟ ورغم ذلك تبقى الألحان متوافقة! أهم من ذلك كله أننا سوف لن نركز على النص المكتوب، بل سنقوم بمساعدة فيديوات فنية رائعة برحلة هدفها "رؤية" تلك الموسيقى الرائعة بتعقيدها بأعيننا حينما تعجز آذاننا عن متابعتها لوحدها بكل تفاصيلها الفنية وتعقيداتها الجمالية الرائعة. .
(1) Divje Babe Flute - Wikipedia, the free encyclopedia
http://en.wikipedia.org/wiki/Divje_Babe_Flute
(2) The Oldest Song In The World
http://www.amaranthpublishing.com/hurrian.htm
(3) استمع إلى أقدم أغنية محفوظة في التاريخ
http://www.greenwych.ca/kil_hymn.mp3
(4) Harmony - Wikipedia, the free encyclopedia
http://en.wikipedia.org/wiki/Harmony
(5) How to sing The Sound Of Silence Simon & Garfunkel
https://www.youtube.com/watch?v=HDFk3HcvX-I
(6) Lyre of Ur - Welcome
http://www.lyre-of-ur.com
(7) Evidence of Harmony in Ancient Music; Archaeology & Oldest Song
http://www.greenwych.ca/evidence.htm


الاثنين، 5 يناير 2015

نبيل العزاوي معماريا ورساما -



نبيل العزاوي معماريا ورساما



الزملاء المعماريون العراقيون والأصدقاء



    هناك العديد من المعماريين العراقيين الذين ملكوا براعة كبيرة في فن الرسم، ومنهم من اصبح عضوا فاعلا في جمعية الفنانين التشكيلين، كم ان اول رئيس لهذه الجمعية كان المعماري الكبير مكية. واذكرمنهم على سبيل المثال : مدحت مظلوم، قحطان عوني، قحطان عوني، معاذ الالوسي، احسان فتحي (عضو في الجمعية منذ 1968)، عدنان اسود (نحت)، خالد الراوي، يوسف علوان، مودة العلاق، نبيل العزاوي، وائل زين العابدين، شيرين الراوي، احسان فيضي، سالم اسماعيل، نهى الهاشمي،جبار مذكور، وزينب شعبان، واخرون.
الا ان الزميل نبيل عبد المجيد العزاوي قد يكون هو المعماري العراقي الوحيد الذي درس الفن التشكيلي ايضا وحصل على الماجستير فيه. وهو الان شبه متفرغ كليا للرسم. نتمنى له كل الصحة ودوام العطاء.

احسان فتحي

المعماري سالم اسماعيل 1959-1983-



المعماري سالم اسماعيل 1959-1983


الزملاء المعماريون العراقيون والأصدقاء

تحياتي وتمنياتي الطيبة لكم جميعا بالعام الجديد

بعد مرور 32 سنة على الرحيل المؤلم والمفاجئ للمعماري الشاب والواعد، سالم إسماعيل، وددت ان أسجل بعض السطور التي تؤكد محبتنا له وتقديرنا لطاقته الإبداعية اللافتة، وبخاصة نحن أساتذة قسم العمارة في جامعة بغداد كافة، والمعماريين العراقيين في كل مكان، وعائلته الكريمة، بأنه لازال حيا في ذاكرتنا حتى بعد مرور هذه السنين الطويلة.

إحسان فتحي
1-1-2015