الأحد، 4 مايو 2014

نحن الذين فقدنا ذاكرتنا-كاظم فنجان الحمامي

نحن الذين فقدنا ذاكرتنا

كاظم فنجان الحمامي

قال نبي الرحمة: المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين, لكننا على أتم الاستعداد لتحمل آلام اللدغات والوخزات واللسعات مئات المرات, فنحن دائماً ننتخب الذين يخدعوننا ويكذبون علينا, ولا مانع لدينا من انتخابهم مرات ومرات, لأننا لا نستشعر تنكرهم لنا, ولا ندرك حجم الأضرار والخسائر التي جلبوها لنا, ولا نحس بلدغاتهم المسمومة, فقد اعتادت ذاكرتنا المعطوبة على حذف الهموم والآلام, وتجاهل الكبوات والعثرات, حتى فقدنا قدراتنا على الاحتفاظ بصفعات الماضي القريب, أما المآسي البعيدة فقد وضعناها في خانات النسيان.
لقد وقفنا مع الكيانات نفسها عندما قالوا لنا: أن اليد التي تتوضأ لا تسرق, وتعاطفنا معهم عندما قالوا لنا: إنهم تحملونا وتحملوا مشاكلنا تلبية للتكليف وليس لنيل التشريف, فتحدثوا معنا عن مكارم الأخلاق وعن العفة والنزاهة والمفردات الأخرى, التي لا يتذكرونها إلا قبيل الانتخابات.
ظهروا علينا هذه المرة  بمكياج مختلف, وملصقات كبيرة ملونة, وواجهات براقة, وعناوين مبهرة, وشعارات مغرية, وكيانات جديدة, وأجندات مبتكرة, بعدما برعوا بلعبة الانشقاقات, فنسينا ما فعلوه بنا في السنوات المدرجة على لوحة النسيان, فانتخبناهم من جديد, ولم نعبأ بنداءات المرجعية ومطالباتها الحثيثة نحو التجديد والتغيير, ربما لأننا لا نقرأ ولا نكتب, ولا نتقن الحساب, ولا علم لنا بطرقه العددية, ولا نعرف بالضبط حجم الملايين التي نهبوها والأموال التي سرقوها, والعقارات التي استحوذوا عليها, ولا ندري بالضبط كم بلغت أرصدتهم في البنوك العالمية.
نحن نعلم أن حبل الكذب قصير لكنه عندنا أطول من سور الصين, وأمتن من أمراس السفن الخرافية العملاقة, بيد أننا لا نراه, بل لا نريد أن نراه, ولا نصدق من يتحدث معنا عنه في بلد يوشك أن يحتضر في دهاليز الانقسامات والانشقاقات والعداوات.

والله يستر من الجايات

الخميس، 1 مايو 2014

قصص قصيرة جدا ً- عادل كامل

قصص قصيرة جدا ً




عادل كامل




قال ألشبلي:
    [   " الهي احبك الخلق لنعمائك
وأنا احبك لبلائك!"
وقال الحلاج:
" ألقاه في اليّم مكتوفا ً وقال له
             : إياك! إياك! أن تبتلّ بالماء!"
وقال الحلاج أيضا ً: " لو القي مما في قلبي على جبال الأرض لذابت! واني لو كنت يوم القيامة في النار لأحرقت النار! ولو دخلت الجنة لا نهدم بنيانها!"
وقال ألنفري: " إذا جئت فهات الكل معك"



[1] البلاد السعيدة

     جرى تطبيق التوجيهات من غير اعتراض، فكان على رجال مدينتنا ارتداء الملابس ذاتها التي يرتديها فخامة الزعيم، كما جرى الأمر على النساء بارتداء الملابس ذاتها التي ترتديها قرينته. لم تكن ملونة، ولا مزخرفة، ولكنها اختزلت اعقد الأشكال إلى خطوط غير رمزية وخالية من احتمالات التأويل: رمادية تنتهي بحافات سوداء. ولم يمض وقت طويل إلا وصدرت قرارات تقضي بتوحيد قص شعر النسوة أسوة بالموديل الذي اختارته سيدة البلاد، مثلما جرى الأمر ذاته للرجال: إبقاء دائرة من الشعر في أعلى الرأس، شبيهة بمذنب. كما جرت تطبيقات أخرى خاصة بالطعام، والرياضة، والتسليات.
    إلا ان إشاعة سرت لم تحض بالتأييد التام، ففي آخر استبيان ظهر ان هناك واحدا ً بالألف يعارض القرار الخاص بوزن الرجال، وطول القامة، وعرضها، وعدم تجاوزها، بأي شكل من الأشكال، صفات فخامة الزعيم ومواصفاته، والأمر سرى على النساء. لكن ثمة قرارات أخرى لم تنشر، ولم تعلن، بدأت تأخذ تطبيقاتها، كحجم الأنف، والفم، وعدد الأسنان، وفتحات العيون، وطول العضو الذكري للرجال، والعضو الأنثوي للنساء، ودائرية الآذان، وعدد الأصابع، ونحافتها، وحجم الأقدام، والحرص على أناقتها، من غير تذمر، أو اعتراض، بل على العكس، نشرت الصحافة، والمواقع الالكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، تأييدها لمحو الفوارق، إن كانت أثنية، أو طائفية، أو مناطقية، أو جنسانية، أو ثقافية، والعمل على بناء عصر الشفافية، بعيدا ً عن العنف، والأحادية. كما تم تطبيق اقتراحات أدلى بها فخامته حول مفهومه للأحلام، على ألا تختلف عن أحلامه، خاطفة، عذبة، وعلى ألا تكون قابلة للتأويلات، أو مشفرة، بل تزول قبل الاستيقاظ من النوم، والأمر جرى بشفافية حول ساعات العمل، والسفر، والتخلي عن أي شكل من أشكال التملك، والملكية، وكل ما يفضي إلى التراكم، والكراهية، فعلى الجميع التحرر، حتى من الحرية، عندما تتطلب استعادة شعرات عفى عليها الزمن، كالدم بالدم، أو نموت ويعيش القائد، كي يتم تطبيقها بسلاسة، وشفافية، وحكمة.
   على ان وثيقة سرية تم العثور عليها، مؤخرا ً، أشارت إلى  تعرض بلادنا إلى وباء مجهول، لم يترك معلما ً من معالمها، إلا محض نقاط رمادية اكتشفها جهاز يستدرج المخفيات ويظهرها مثلما كانت هي عليه، جهاز لديه قدرات ما فوق تقنية تسمح له بتتبع القوى السالبة، واللا مرئيات، وتتبع الممحوات، وأظهرها مجددا ً، لتؤكد معلوماته، ان التماثيل التي شيدت، للزعيم وقرينته، التي كانت قد تحولت إلى نماذج لكافة المواطنين، مازالت تواصل إصدار أوامرها، وان بلادا ً بعيدة، خارج مجال الكوكب الأزرق، قد استعانت بها، وأعادت تشييدها، قدوة لتحقيق أعلى درجات السعادة، والعيش بسلام، ومسرة، ووئام.


[2] ابتداء
ـ أراك تعبت ولم تود، بل ولم تعد تفكر حتى بالعمل؟
ـ بالعكس، ان قوتي بلغت ذروتها!
ـ الصفر؟
ـ قل العدد اكتمل..!
ـ إذا ً عليك ان تبدأ الحساب من جديد..!
ـ هنا، يكون العدد قد بلغ ذروته، كما قلت لك، فانا لا امتلك إلا الصفر! وهذا ما يسمح لك ان تذهب ابعد مني.

[3] من جديد
  حدق في فضاء الغرفة، لا احد، عدا الصوت الذي مكث يلاحقه، في الحلم:
ـ ماذا تريد مني؟
ـ أردت ان تكون صادقا ً مع نفسك.
ـ الم ْ اطلب منك ان تختبرني؟
ـ ها أنت تخطوا خطوة أخرى في المتاهة.
ـ ماذا افعل إذا ً؟
ـ قلت لي انك أصبحت وحيدا ً في هذا الكون، ولكنك تعرف، انه لا يوجد احد من غير احد، ولا يوجد موجود من غير موجود آخر....، وهذا يعني انك لم تكن وحيدا ً أبدا ..؟
ـ انك تطلب مني المستحيل.
ـ بل طلبت منك الصدق.
ـ عدنا إلى ...، المحنة، فهل الجزء بجوار الجزء هو الكل الذي اجهل اهو انفصل عني أم أنا هو الذي انفصل عنه...،  اهو الذي طلبني أم أنا هو الذي لا يريد شيئا ً منه...، أهو الذي أضاعني كي ابحث عنه أم هو أضاعني كي يبحث عني...، وأخيرا ً قل لي هل هناك جزء بلا جزء، كي تتركني وأنا أراك أما تتقدمني فاضطر للمشي خلفك، وأما ان ابتعد عنك كي تتبع خطاي..؟
ـ حقا إنها محنة بلغت ذروتها، وما عليك إلا  ان تبدأ من جديد!

[4] عواء
ـ قلت لك لا تفتح فمك.
ـ وأنا قلت لك أنا ولدت بفم مغلق.
ـ قلت لك لا تنظر.
ـ ألا ترى أني أعمى.
ـ قلت لك لا ترقص.
ـ ألا ترى أنني ازحف منذ ولدت.
ـ الم اقل لك لا تتضرع..؟
ـ أنا اعووووووي، سيدي، وها أنا سأدفن نفسي في اقرب حفرة كي تستريح!
ـ لم اطلب منك ان تتركني.
ـ هل تركتني، سيدي، كي أتخلص من نفسي؟

[5] مكرمة
ـ يا لها من محنة، من تبحث عنه لا تجده، ومن تركته تجده يتكوّم عليك، فماذا تفعل..؟
    أجابني احدهم:
ـ اتبعني!
فقلت:
ـ أتمزح، الديك إجابة..؟
ـ لا...، لكن الزعيم طلبك!
خفت قليلا ً، ثم نطقت:
ـ ليس لدي ّ طلب عنده، كي يلبيه لي.
أجاب:
ـ سيكرمك برأس جديد!
   لا مجال للهرب، أو الفرار، أو الاختباء، فسألته:
ـ ولكن ما أسباب هذه المكرمة، ولم يمض على وجود رأسي إلا بضعة أعوام..؟
    عندما رجعت إلى البيت، دفنت الرأس الجديد، ووضعته إلى جانب الرؤوس السابقة، ورحت ابحث عن كلاب تفترس ما تبقى من جسدي..!

قصة قصيرة مئة جلدة وجلدة-د.بلقيس الدوسكي

قصة قصيرة

مئة جلدة وجلدة





د.بلقيس الدوسكي

 ـ قل لي، يا صديقي، هل نستطيع تجاوز الخطوط الحمراء..؟!
ـ دعنا نفكر قليلا ً.
ـ لا وقت للتفكير. لقد أوشك الليل ان ينجلي.
ـ وهل لديك فكرة واضحة..؟
ـ أرى ان نزحف على بطوننا كي نصل إلى هدفنا بسهولة.
ـ لن أوافق على هذا الرأي.
ـ لماذا ..؟
ـ المسافة طويلة جدا ً...، وقبل ان نصل إلى غايتنا تكون الشمس قد أشرقت، آنذاك يرانا الجميع، وكما تعلم ان حراس القصر كثيرون جدا ً، ولكن لدي ّ فكرة أخرى!
ـ ما هي..؟
ـ لماذا لا تخبر فقراء القرية بان هذا القصر مليء بالطعام والسكر والشاي والرز والسمن ونحرضهم على سرقة هذه الأشياء وننطلق معهم في هجوم كبير، وهم يسرقون الطعام، ونحن نسرق سبائك الذهب!
ـ فكرة مثيرة للغاية.
ـ إذا ً علينا أولا ً ان نجمع فقراء القرية ونعلن فكرتنا عليهم، ونطلب منهم الهجوم على القصر في الليلة القادمة..؟
ـ إذا ً هيا بنا إلى القرية.
***
    جمعنا أبناء القرية وعرضنا عليهم الموضوع وقلنا لهم ان صاحب القصر يستغل ظروفكم الصعبة ويبتز منكم كل شيء وهو يريد ان يسرق بيوتكم ويطردكم فلماذا لا تهجمون عليه قبل ان يهجم عليكم ونحن معكم؟
احدهم: نحن لا نأكل الحرام.
الثاني: ولا نفكر بالسرقة التي حرمها الله والشرع.
الثالث: اللقمة التي نحصل عليها من عرق الجبين أفضل ألف مرة من اللقمة الحرام.
الرابع: ثم من قال لكما ان صاحب القصر يريد ان يغزونا ويسرق ممتلكاتنا المتواضعة او يطردنا من بيوتنا..؟
ـ هذا ما سمعناه من احد حراسه.
الخامس: اقترح ان نختار كبار السن من رجال القرية ونعد وفدا ً يذهب الى صاحب القصر ويتفاوض معه. فماذا تقولون يا أبناء القرية ...؟
الجميع: موافقون.
الرابع: هذا كل ما نستطيع ان نفعله.
الخامس: بل تبقيان هنا، ولا نسمح لكما بمغادرة القرية، وستكونان تحت الحراسة، لأننا بدأنا نشك بكما!
***
     ذهب الوفد وقابل صاحب القصر فرحب بهم وأقام وليمه كبرى لهم، وبعد حوار قصير، نفى صاحب القصر هذه الإشاعة الملفقة. ثم طلب منهم إحضار المنافقين. وبعد عودة الوفد، ربطنا المحتالين بالحبال وذهبنا بهما إلى صاحب القصر.
***
صاحب القصر: لماذا كل هذا النفاق والإشاعات المغرضة ..؟
احدهما: هذا ما سمعناه!
صاحب القصر: بل هذا ما لفقتموه على الناس الخيرين، وأنتما تستحقان الجلد، والعقاب.
ونادي على الحراس، وأمرهم بجلد كل واحد منهما مئة جلدة، وجلدة!
ـــــــــــــــــــــــــ
مجسم لعادل

الأربعاء، 30 أبريل 2014

الفن الغربي الكلاسيكي والحديث بعيون معاصرة-ترجمة د.غالب المسعودي


نحن جميعا نعرف هذه روائع الفن الغربي






، ولكن ليس مثل هذا! هنا أمثلة رائعة من اللوحات الكلاسيكية استنسخت  بشكل خلاق من قبل عدد من عشاق الفن وبطريقة ابداعية خلاقة  وبكاميرةالصورة افوتوغرافية الاعتيادية.

بدأ كل شيء عندمااتفقت شركة booooom.com مع أدوبي لإنشاء مشروع طبعة جديدة، والتي دعت الطلاب في جميع أنحاء المملكة المتحدة لإعادة اللوحات الكلاسيكية مع التصوير. وفقا لمتطلبات المسابقة، فإن أيا من الصور يمكن  ان يستعمل فوتوشوب - "كل عمل  يعاد انتاجه يحدث هنا قبل التقاط الصورة، وليس بعد ذلك."

ليس كل من الصور هي من booooom.com و الشركة المنافسة أدوبي – بعض الصور هي من خلال التطواف عبر الإنترنت من مصادر أخرى. والكل يتبع، نفس القواعد - إلى إعادة إنشاء الفن الكلاسيكي دون استخدام المؤثرات الرقمية. أروع شيء هو أنها تحتوي مستويات مختلفة من التفسير - ذهب بعض الناس لتمثيل صورة مثالية، في حين اختار البعض الآخر أن يركز أكثر على الموضوعات العامة التي تمثل الأعمال الفنية الأصلية، أو تقديم نفس الفكرة أو المشهد في ضوء  الفن الحديث.

المصدر: booooom.com

حامد كعيد الجبوري - إضاءة / ( الرورو ) ينتصر !!!!!!

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

خليل كلفت - سبع قصائد لناظم حكمت

انتخابات كل ستة أشهر-كاظم فنجان الحمامي


انتخابات كل ستة أشهر
مقالة نشرتها صحيفة المستقبل العراقي صباح هذا اليوم 27/4/2014
 
كاظم فنجان الحمامي
ما الضير من إعادة الانتخابات وتكرارها كل ستة أشهر حتى نتمتع نحن أولاد الخايبة بعطاياها السخية, وحتى يستفيد الذين فاتهم الفوت من العطايا, التي تفاقمت هذه الأيام في خضم الحملات الإعلامية, وفي خضم تسارع التسارع نحو استقطاب المزيد من الأصوات, وإحراز المزيد من الحشود الجماهيرية بالاتجاه الذي يضمن الفوز بالانتخابات للمرشح المؤمن بنظرية الهبات الدعائية.
بداية, وقبل التوسع في شرح أهداف نظرية الهبات والعطايا الدعائية, نذكر أننا نقف مع حملات القضاء على البطالة جملة وتفصيلاً, ونؤيد قرارات التعيين التي ننتظرها منذ زمن بعيد بفارغ الصبر, فالبطالة هي الهاجس الأكبر, وترتفع وطأة هذا الهاجس كلما كانت الدولة تمتلك موارد نفطية هائلة, وعوائد مالية فلكية. لكننا اكتشفنا أن موجة التعيينات الشاملة بلغت أوج قوتها هذه الأيام, وتصاعدت مؤشراتها نحو الأعلى بالتوازي مع مؤشرات الاقتراب من الموعد المقرر للانتخابات. في ممارسات عجيبة تجاوزت التوقعات, فشملت في طريقها أصحاب العقود المؤقتة.
نحن ندرك مآسي البطالة باعتبارها من أخطر التحديات وأشرس معاول البلاء, فالبطالة هي التحدي الأصعب والأكثر تعقيدا, لما يترتب عليها من نتائج مدمرة, قد تؤدي إلى الشعور بالنقص لدى شريحة واسعة من العاطلين, وتؤدي إلى شيوع أمراض اجتماعية مرعبة كالرذيلة والسرقة والاحتيال والعنف والجريمة والتفكك الأسري والاجتماعي, وتردى مستوى السلوك الحضاري, وازدياد منسوب التوتر والحقد الطبقي, وقد تسهم أيضاً في تهيئة البيئة الحاضنة للتطرف والتمرد والانفلات, وبالتالي فأننا في أمس الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي المدروس على المدى البعيد, وليس من العدل أن نظل أسرى للحلول المستعجلة, والقرارات المزاجية المتناثرة هذه الأيام في فضاءات الهوبزة الدعائية والمزايدات الانتخابية, ولم نكن نتوقع رؤية هذا المشهد الماراثوني الذي تسابقت فيه بعض الوزارات نحو إحراز أعلى الأرقام في تسونامي التعيينات العشوائية المتوافقة دائما مع مواسم الانتخابات.
توزيع لقطع الأراضي بالجملة يمنحها أصحاب المناصب العليا, وتعيينات بالمئات يوقعها المرشحون, الذين استثمروا مواقعهم الإدارية واستغلوها لصالحهم, وأفواج من العاطلين يهرولون من شمال العراق إلى جنوبه خلف مواكب كبار المسؤولين, الذين لم يتعاطفوا معنا إلا الآن, ولم يشعروا بهمومنا إلا الآن, ولم يتأثروا بظروفنا القاسية إلا الآن, ولم يعبئوا بمشاكلنا الموروثة إلا عند اقتراب موعد الانتخابات.
من المفيد أن نذكر هنا أن وزارة التخطيط أعلنت في شهر تشرين الأول من العام الماضي أنها وضعت خطة مدروسة للقضاء على البطالة للأعوام الخمسة القادمة (2014 – 2017), في الوقت الذي استقدمت فيه وزارة العمل المئات من الأيدي الأجنبية العاملة من بنغلادش والهند وباكستان منذ ثمانينات القرن الماضي.
ترى ما هو موقف وزارة التخطيط من تسونامي التعيينات الدعائية الموسمية ؟, وهل تعلم وزارة العمل بهذه المزايدات المناخية المفتوحة وموجات العطايا الارتجالية والمُنح العشوائية التي جاءت توقيتاتها متوافقة تماماً مع حملات الدعاية الانتخابية ؟.
ختاماً نقول: ما الضير من إعادة الانتخابات, وتكرارها كل ستة أشهر, حتى ننهل كلنا من عطاياها وهباتها ومكارمها السخية ؟.

السبت، 26 أبريل 2014

الهوبزة: وسيلة انتخابية مرفوضة-كاظم فنجان الحمامي


الهوبزة: وسيلة انتخابية مرفوضة


كاظم فنجان الحمامي

الهوبزة والهمبلة والفيكات والبوخات: مفردات شعبية ساخرة, مقتبسة من لهجتنا العراقية الدارجة, لها أكثر من معنى, إلا أنها تشترك كلها في التعبير عن الممارسات الارتجالية الحنقبازية الخنفشارية الزنكلونية التمويهية التضليلية, المشحونة بالزيف والكذب والشعوذة السياسية, التي تفاقمت هذه الأيام في خضم الحملات الإعلامية, وفي خضم تسارع التسارع نحو استقطاب المزيد من الأصوات, وإحراز المزيد من الحشود الجماهيرية بالاتجاه الذي يضمن الفوز بالانتخابات للمرشح المؤمن بنظرية الهوبزة الدعائية.
بداية, وقبل التوسع في شرح أهداف نظرية الهوبزة الدعائية, نذكر أننا نقف مع حملات القضاء على البطالة جملة وتفصيلاً, ونؤيد قرارات التعيين التي ننتظرها منذ زمن بعيد بفارغ الصبر, فالبطالة هي الهاجس الأكبر, وترتفع وطأة هذا الهاجس كلما كانت الدولة تمتلك موارد نفطية هائلة, وعوائد مالية فلكية. لكننا اكتشفنا أن موجة التعيينات الشاملة بلغت أوج قوتها هذه الأيام, وتصاعدت مؤشراتها نحو الأعلى بالتوازي مع مؤشرات الاقتراب من الموعد المقرر للانتخابات. في ممارسات عجيبة تجاوزت التوقعات, فشملت في طريقها أصحاب العقود المؤقتة.
نحن ندرك مآسي البطالة باعتبارها من أخطر التحديات وأشرس معاول البلاء, فالبطالة هي التحدي الأصعب والأكثر تعقيدا, لما يترتب عليها من نتائج مدمرة, قد تؤدي إلى الشعور بالنقص لدى شريحة واسعة من العاطلين, وتؤدي إلى شيوع أمراض اجتماعية مرعبة كالرذيلة والسرقة والاحتيال والعنف والجريمة والتفكك الأسري والاجتماعي, وتردى مستوى السلوك الحضاري, وازدياد منسوب التوتر والحقد الطبقي, وقد تسهم أيضاً في تهيئة البيئة الحاضنة للتطرف والتمرد والانفلات, وبالتالي فأننا في أمس الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي المدروس على المدى البعيد, وليس من العدل أن نظل أسرى للحلول المستعجلة, والقرارات المزاجية المتناثرة هذه الأيام في فضاءات الهوبزة الدعائية والمزايدات الانتخابية, ولم نكن نتوقع رؤية هذا المشهد الماراثوني الذي تسابقت فيه بعض الوزارات نحو إحراز أعلى الأرقام في تسونامي التعيينات العشوائية المتوافقة دائما مع مواسم الانتخابات.
توزيع لقطع الأراضي بالجملة يمنحها أصحاب المناصب العليا, وتعيينات بالمئات يوقعها المرشحون, الذين استثمروا مواقعهم الإدارية واستغلوها لصالحهم, وأفواج من العاطلين يهرولون من شمال العراق إلى جنوبه خلف مواكب كبار المسؤولين, الذين لم يتعاطفوا معنا إلا الآن, ولم يشعروا بهمومنا إلا الآن, ولم يتأثروا بظروفنا القاسية إلا الآن, ولم يعبئوا بمشاكلنا الموروثة إلا عند اقتراب موعد الانتخابات.
من المفيد أن نذكر هنا أن وزارة التخطيط أعلنت في شهر تشرين الأول من العام الماضي أنها وضعت خطة مدروسة للقضاء على البطالة للأعوام الخمسة القادمة (2014 – 2017), في الوقت الذي استقدمت فيه وزارة العمل المئات من الأيدي الأجنبية العاملة من بنغلادش والهند وباكستان منذ ثمانينات القرن الماضي.
ترى ما هو موقف وزارة التخطيط من تسونامي التعيينات الدعائية الموسمية ؟, وهل تعلم وزارة العمل بهذه الهوبزة المناخية المتقلبة وموجات الهمبلة الارتجالية العشوائية التي جاءت توقيتاتها متوافقة تماماً مع حملات الدعاية الانتخابية ؟.
والله يستر من الجايات