الخميس، 14 نوفمبر 2013

حمى الإيفادات وفيروسات جنون السفر-كاظم فنجان الحمامي

حمى الإيفادات وفيروسات جنون السفر
 
 
كاظم فنجان الحمامي
 
حتى ابن بطّوطَة الذي سجل أعلى الأرقام القياسية في السفر والترحال لم يصل إلى عشر معشار ما سجله كبار المسؤولين المصابين بحمى الإيفادات المتلاحقة, فابن بطوطة الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي, ونال لقب أمير الرحالين, خسر ألقابه كلها أمام أصغر موظف من بطانة أصحاب المناصب العليا.
لقد عاش ابن بطّوطة في الزمن, الذي لم تكن فيه جوازات السفر متداولة بشكلها الحالي, ولم تكن المنافذ الحدودية ملزمة بمطالبة الناس بتأشيرات الدخول, فطاف وحده في بلاد المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز وتهامة والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان والهند والصين وبلاد التتار وأواسط أفريقيا من دون جواز سفر, ومن دون تأشيرات, لكننا إذا افترضنا أنه كان يحمل وثائق السفر المعمول بها هذه الأيام, فأننا سنكتشف أن عدد الأختام الرسمية المثبتة في جوازه أقل بكثير من عدد الأختام المثبتة في جوازات الحاشية المقربة من كبار المسؤولين وبطانتهم, آخذين بنظر الاعتبار الفوارق الكبيرة بين تنقل ابن بطّوطة على الطرق البرية الوعرة بالأساليب البدائية, وبين السفر الفوري المريح على أجنحة الطائرات, التي تفوق سرعاتها سرعة الصوت, وتمتلك قدرات فائقة لعبور البحار والمحيطات, واختزال المسافات, فتقطع في سويعات ما عجز عن تحقيقه ابن بطّوطة في سنوات.
افحصوا جوازاتهم وشاهدوا أختام المطارات الدولية التي هبطوا في مدارجها, وأحصوا عدد المرات التي سافروا فيها, ودققوا مدد الزيارات والإقامات, والفترات الفاصلة بين رحلة وأخرى, لتكتشفوا أنهم أمضوا معظم أوقاتهم في الرحلات الجوية والبحرية والبرية.
مسكين ابن بطّوطة, أفنى زهرة شبابه في رحلاته الطويلة المرهقة, وطاف على نفقته الخاصة من أجل أن يضع لنا كتاباً واحداً يصف فيه رحلاته وأسفاره, هو: (تُحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار), بينما لم يكتب لنا أحفاده من عرب الشيخ فرهود سطراً واحداً عن رحلاتهم المجانية المريحة المربحة, واكتفوا بالتقاط الصور التذكارية في الفنادق والمطاعم الفاخرة وأطباقها الشهية.
صارت اصطلاحات (الإيفادات) من المفردات الإدارية المشرعنة لتبرير سفر كبار المسؤولين إلى البلدان التي يرغبون بزيارتها على نفقتنا الخاصة (من المال العام), أو على نفقة المقاول أو المتعهد, الذي سبق له التعاقد مع مؤسساتهم لتجهيزها بسلعة معينة أو لتنفيذ مشروع ما.
لسنا مغالين إذا قلنا أن المدة التي أمضوها خارج البلاد, أطول بكثير من المدة التي أمضوها في مكاتبهم, ولسنا متحاملين عليهم إذا قلنا أن رحلاتهم المكوكية إلى مكة المكرمة صارت من الثوابت الموسمية المتكررة, لإكمال مستلزمات التظاهر بالورع والتقوى, حتى أصبحوا أدرى من أهل مكة بشعابها.
كسروا الأرقام القياسية كلها في رحلاتهم الجوية المفرطة, تفوقوا على أسراب الطيور المهاجرة, تحدوا خبراء مجلة (ناشيونال جيوغرافي) في معرفة أدق التفاصيل الجغرافية المرتبطة بمعالم الغابات الطبيعية والمنتجعات السياحية والأماكن الترفيهية.
إيفادات متكررة, غير مثمرة, أثقلت ميزانية الدولة, وتسببت في تعطيل أعمالها. يعود الموفدون بعد رحلاتهم المتلاحقة ليحدثوا الناس في كل مرة عن جمال الجنس اللطيف في المخادع الأوربية, ويحدثونهم عن نظافة الملاهي الآسيوية, وجلسات المساج الزيتي بلمسات الحسناوات, ويتحدثون كثيراً عن الزواج السياحي المباح في الليالي الملاح. إيفادات متوالية يعود فيها المسؤولون وهم أكثرة شراهة نحو المزيد من الإيفادات, للاشتراك بدورات تعليمية مضحكة ليس لها أي مردودات إيجابية, يتعلم فيها المهندسون مبادئ الإسعافات الأولية, ويتعلم القانونيون تشغيل أنظمة الصرف الصحي, ويتعلم الإداريون فنون صيانة المحركات الثقيلة, ويتعلم الصناعيون أساليب زراعة الخيار في الغرف الزجاجية, في تناقض عجيب يتعارض مع أبسط قواعد التوصيف الوظيفي. تناقض أقل ما يقال عنه أنه من أعراض الإصابة بفيروس جنون السفر.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
 

الأحد، 10 نوفمبر 2013

الإبجرام يفضح طبائع الإجرام-كاظم فنجان الحمامي

الإبجرام يفضح طبائع الإجرام
 
 
كاظم فنجان الحمامي
 
الإبجرام أو الإبيجرام أو الإبيغرام: فن شعري قديم عرفه الشعراء الأوائل في اليونان القديمة, ثم تعلمه الشعراء العرب وبرعوا فيه, فكتبوا أجمل قصائدهم النقدية الساخرة, التي تهكموا فيها على الطغاة والجبابرة.
الإبجرام (Epigram) كلمة مركبة في اللغة اليونانية من كلمتين, هما: (Epos), و(Graphein), وتعني الكتابة على شيء ما, أو النقش على الحجر في المقابر لإحياء ذكرى الموتى, أو نقش لوحة كتابية مختصرة تحت تمثال لأحد الشخوص, ثم تحول الإبجرام في القرن السابع عشر الميلادي إلى فن شعري قائم بذاته على يد الشعراء (جون دن), و(أوسكار وايلد), فقصيدة الإبجرام قصيدة ذكية ساخرة ترسخ في الذاكرة, متميزة بتركيز عباراتها وإيجازها, ومتميزة بكثافة معانيها واشتمالها على المفارقات, ومتميزة بتأنقها الشديد في اختيار الألفاظ, ولها سماتها ومعاييرها, أما الشعراء العرب الذين كتبوا قصائدهم السياسية الساخرة في شعرنا العربي القديم فلم يكونوا يقصدون الإبجرام, لكنهم كتبوها في عصور التألق الأدبي المتجدد, فاشتهر بينهم (جحظلة البرمكي) بمقطوعاته الشعرية الساخرة, التي كانت تحمل رسائل سياسية هادفة لما تحتويه من حكمة وهجاء لاذع, تصل بسرعة إلى المتلقي, فنجده يقول:
سجدنا للقرود رجاء دنيا
حوتها دوننا أيدي القرود
فلم ترجع أناملنا بشيء
رجوناه سوى ذل السجود
وقال في مناسبة أخرى:
غلط الدهر بما أعطاكم
وفعال الدهر جهل وغلط
وقال في موضع آخر:
ولا عن رضا كان الحمار مطيتي
ولكن من يمشي سيرضى بما ركب
وقال أبو العتاهية مخاطباً أحد الطغاة:
كُلُنا في غفلةٍ والموتُ يغدو ويروح
نُح على نفسك يا مسكين إن كنت تنوح
لست بالباقي ولو عُمِّرت ما عُمِّرَ نوح
وربما كان الشاعر الأندلسي (أبو القاسم خلف بن فرج الألبيري) المعروف بالسميسر, صوتاً قوياً في عصره, حمل الجرأة في تصوير السلبيات السياسية بإبجرامات مختصرة تراوحت بين الحدة والإقذاع حيناً والموضوعية حيناً أخرى, وكان السميسر من أقوى أصوات المعارضة في دوحة الشعر الأندلسي, وهو الذي أطلق صرخته بوجه أمراء الطوائف قبيل سقوط طليطلة, عندما قال هذه الأبيات المختصرة:
أسلمتم الإسلام في أسر العدا وقعدتم
لا تنكروا شق العصا فعصا النبي شققتم
أما أبرز شعراء العصر في هذا المضمار فهو الشاعر العراقي المغترب (أحمد مطر), الذي سجل في لافتاته أجمل قصائد الإبجرام, فكشف زيف الحكومات الضالعة في الإجرام, قال أحمد مطر في إحدى إبيجراماته:
يا أيها الناس اتقوا نار جهنم
لا تسيئوا الظن بالوالي
فسوء الظن في الشرع محرم
با أيها الناس أنا في كل أحوالي سعيد ومنعم
ليس لي في الدرب سفاح ولا في البيت مأتم
ودمي غير مباح فأنا لم أتكلم
لا تشيعوا أن للوالي يداً في حبس صوتي
بل أنا يا ناس أبكم
قلت ما أعلمه عن حالتي والله أعلم
وقال في إبجرامة أخرى:
نزعم أننا بشر لكننا خراف
ليس تماماُ إنما في ظاهر الأوصاف
نُقاد مثلها ؟. نعم
نُذعن مثلها ؟. نعم
نُذبح مثلها ؟. نعم
تلك طبيعة الغنم
وقال في إبجرامة أخرى:
نموت كي يحيى الوطن
يحيا لمن ؟.
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن
وقال في إبجرامة أخرى:
قال أبي: في أي قُطرٍ عربي إن أعلن الذكيُ عن ذكائهِ فهو غبي ؟.
 

الأحد، 3 نوفمبر 2013

كتاب جديد يكشف صراع كاسترو والأخوين كينيدي

كتاب جديد يكشف صراع كاسترو والأخوين كينيديPDFطباعةأرسل إلى صديق
الإثنين, 11 شباط/فبراير 2013 14:31
كتاب جديد يكشف صراع كاسترو والأخوين كينيديalt
أضاف برايان لاتل 375 صفحة جديدة إلى أرشيف جهاز الاستخبارات الأميركية (السي آي إي) المتضمن خمسة ملايين صفحة سجلات تـتعلق فقـط بالتحقيق في حادثة اغتيال الرئيس الأميركي جـون كينيدي ظهر 22 تشرين الثاني  1963 في دالاس.

ولاتل مؤلف كتاب "ما بعد فيدل" ( أي فيدل كاسترو)، وضع مؤلفه الجديد بعنوان "أسرار كاسترو- وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي وجهاز المخابرات الكوبي دي جي آي"، وقد نقله إلى العربية وليد شحادة وصدر عن دار الكتاب العربي- بيروت.

ينتهي تحقيق لاتل الذي أجراه منقِباً في وثائق أرشيفية ذات صلة باغتيال كينيدي سمح بها الكونغرس بعد إصداره قانوناً وقعه الرئيس السابق بيل كلينتون العام 1992، وبلقاءات مثيرة مع منشقين عن نظام كاسترو، وأخطرهم أسبلاغا، إلى ما انتهت إليه لجان تشكلت للغاية نفسها وما لبثت أن خُتمت في الأدراج، وتحريات علنية وسرية، و جهود أفلحت وأخفقت ولم تحسم بالأدلة الدامغة والقطعية بعيداً من الظنون والكلام غير الموثقّ في تحميل كاسترو مسؤولية اغتيال الرئيس جون كينيدي.

يحوي الكتاب وقائع الستينات السياسية، ومنها تصارع الأخوين كينيدي، جون الرئيس وروبرت وزير العدل، مع الأخوين كاسترو، فيدل رئيساً وراؤول وريثاً للرئاسة حالياً، تناقلت معظمها وسائل الإعلام عن خطط الكراهية المتبادلة والسعي لإسقاط نظام كل منهما للآخر، وتبودلت حوادث أمنية دامية بين الطرفين، واشتد الصراع الاستخباري والعسكري على أرض جمهوريات أميركا اللاتينية وفي أنغولا وأثيوبيا الخ، وحصل أثناءها اغتيال كينيدي، فختم لاتل (مدير مركز دراسة الاستخبارات في السي آي إي ما بين 1994-1998) تمنياته "بأن يخرج كوبي يحمل دلائل تؤيد ما قاله لي أسبلاغا في شأن ما يتذكره عما حدث صبيحة 22 تشرين الثاني 1963 والمتعلقة بمعرفة كاسترو بنوايا أوزوالد لقتل الرئيس كينيدي".

إلى جانب اعترافات منشقين كوبيين لجأوا إلى الولايات المتحدة (حوالى عشرة تحدثوا إلى المؤلف)، يعتبر "فلورنتينو أسبلاغا لومبارد المنشق الأكثر أهمية والأغلى ثمناً بين الهاربين من الأجهزة السرية التابعة للأخوين كاسترو" كما يذكر لاتل،( انشق العام 1987)، إذ تتمحور حول إفادة أسبلاغا والتي استند إليها لاتل وتفيد بأن كاسترو كان على معرفة باغتيال كينيدي. وما قاله له حرفياً: "كنت أعمل في مركز لاكتشاف عملاء السي آي إي والفرق المتسللة في مكان قريب من مجمع عائلة كاسترو عندما تلقيت في الصباح أوامر بتوجيه الهوائيات نحو تكساس وأن أستمع إلى راديو أو أي وسيلة بث وأصغي لأي شيء قد يحدث وإعلامنا به. ويضيف: وبعد أربع ساعات سمعت أصوات أربع طلقات نارية في مدينة دالاس.

أسبلاغا لم يغير إفادته المتكررة حول هذه الواقعة، جازماً أن كاسترو كان يعرف بحادث الاغتيال بناء على الطلب الذي توجه إليه. أما ماكس هولاند المتخصص بشؤون لجنة وارن للتحقيق بحادث الاغتيال فقد نقل عن الرئيس الراحل ليندون جونسون ما قاله "لصحفي وقور" قبل تركه البيت الأبيض: "سأخبرك بشيء عن الاغتيال وسوف يصدمك. كان كينيدي يحاول النيل من كاسترو لكن كاسترو نال منه أولاً".

ينتمي الكتاب إلى تلك السلسلة من الكتب التي صدرت قبل وأثناء وبعد انتهاء الحرب الباردة بين القوتين العظميين يومذاك الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي منتصرة لقوة هذا الطرف الاستخبارية أو تلك.

لكن ما يلفت في كتاب لاتل، تقصيه شبه المتوازن أعمال جهازي الاستخبارات الأميركي والكوبي، فقارب في الوقائع التي أوردت سلوكات الجهازين المذكورين، وخططهما في الغلبة و "التمريك" ( تأمين انشقاق خوانيتا شقيقة كاسترو العام 1964 إلى واشنطن وتعاملها مع السي آي إي) والتخريب ( يذكر أن عملاء السي آي إي كانوا يغطسون الهررة بمادة البنزين ويشعلونها بالنار فتنطلق مسرعة بين حقول قصب السكر لإحراقها)، لكن يقول: " كانت عمليات الاغتيال دوماً من اختصاص فيدل الشخصي" ومنها قتل قاتلي رفيق نضاله تشي غيفارا، واغتيال رئيس نيكاراغوا سوموزا الذي ساعد الأميركيين أبان أزمة خليج الخنازير، وأيضاً قتل أبرز المقربين منه، ومنهم نييرو ذو اللحية الحمراء في العام 1998 لأنه كان يعرف أكثر مما ينبغي، وعدم ثقته حتى بوالدته لينا روز غونزاليس التي نقل طبيبها عنها قولها إن فيدل مسؤول عن القتل بالجملة والقمع الحاصلين الخ...)، فيستنكر لاتل بعض ممارسات السي آي إي "وثقتها الزائدة بقوتها لأن الكوبيين المحبين للمرح لن يكونوا جواسيس قادة وفق تقييمهم" ويلمح إلى تساؤلات حول تقصيرها في بعض المواقف الضرورية ومنها استبعاد تحقيقها مع منشق كوبي بارز قبل أن تختتم لجنة وارن تحقيقها، كما نقرأ اعترافه بقوة الاستخبارات الكوبية "تباً لهم لقد تفوقوا علينا"، أو ما قال ضابط السي آي إي له عن كشف أسبلاغا بعد انشقاقه عن وجود خمسين عميلاً مزدوجاً يعملون لمصلحة الاستخبارات الكوبية، وكانوا يعملون لسنوات مع السي آي إي من دون أن يشتبه بهم أحد"، واصفاً له وقع الخبر "كرفسة الحمار على البطن"...ولكن يبقى هدفه الرئيس من الكتاب تقصي اغتيال كينيدي، والتأكد من رسالة كاسترو "الهرمجدونية" إلى الرئيس السوفياتي الراحل نيكيتا خروتشوف أثناء أزمة الصواريخ في خليج الخنازير العام 1961 التي يدعوه فيها إلى رمي الترسانة النووية السوفياتية على أميركا!


 

حــــوارات الفنانة سهيله باجلان : انا ايطالية الجنسية عراقية الهوى

حــــوارات

الفنانة سهيله باجلان : انا ايطالية الجنسية عراقية الهوى والانتماءطباعة


غالبا مايثير رغبة الصحفي الخوض في عالم الفنان لما يحويه هذا العالم من سحر ودهشة وابداع وتمازج الوان وتلاقي عوالم . لكن هذا لايعني ان عالم الفنان هو عالم سهل يستطيع الصحفي خوض غماره بيسر وسهولة واستخراج الدرر الكامنة فيه وعرضها على قرائه وانما يحتاج الى صبر ومعرفة ودراية بولوج دهاليز ودروب هذا العالم الغريب الساحر خصوصا اذا كان هذا الفنان من الذين تركوا بصمة على واقع المكان الذي تواجدوا فيه وتشعبوا في دروب الابداع والخلق الفني مثل الفنانة (سهيلة باجلان ) هذه الفنانة التي تخرجت من
معهد الفنون الجميلة عام 1973.وشاركت في أغلب المعارض وكانت أطروحة تخرجها نصب التأميم. ثم شاركت بالعديد من المعارض، في النحت والرسم والبوستر.كما عملت في مجال تصميصم الأقمشة، والديكور.وعملت في وزارة الإعلام كنحاتة، ومصممة ديكور.. وعملت مقدمة برامج في تلفزيون بغداد وفي تلفزيون الكويت أيضاً.وعملت في مجال التعليم في الكويت كـُتبت عنها العديد من الدراسات والمقالات في الصحف العراقية وحازت أعمالها على عدة جوائز أذكر منها:
افضل بوستر عن التأميم عام 1978
افضل بوستر عن نوروز عام 1978
افضل بوستر عن حرب تشرين عام 1973
أفضل ملصق عن الفرقة القومية للفنون الشعبية عام 1978
من هنا اردت ولوج عالمها الانساني وتحديدا ايام طفولتها .. المدرسة .. الصبا .. الشباب وهكذا جاء حواري معها سلسا. تقائيا . مؤطر بروح الفنان المرحة واستذكاراته الجميلة .



• لو طلبت منك رسم صورة لسهيلة الطفلة .. كيف ترسمينها ؟
• ارسم نفسي بدشداشه واسعة من قماش البازه وباكثر من جيب وفي يدي مجموعة اقلام ملونة تركت بعض الوانها على قماش الثوب ويدي من دون ان انسى ان ارسم ظفيرتين مجدولتين الى الخلف وبشريط احمر .

• وماذا تضعين في جيوب دشداشتك ( البازه ) المقلمه ياسهيله ؟
• اضع فيها الممحاة والمقطاطه ومجموعة اقلام (باستيل ) وقلم الكحل واحمر الشفاه وصبغ الاظافر الذي اخذتهم من مكانهم دون علم امي لألون بهم بعض اجزاء اللوحة التي ارسمها .

•وهل كان هذا يسبب لك مشاكل مع الماما او بابا ؟
• هم كانوا يلاحظون عزوفي عن اللعب مع اقراني الاطفال ورغبتي للانفراد بنفسي والانشغال برسم اشياء غير مفهومة او طفولية بالادق ويتوقعون ان اصبح رسامة او نحاتة ذات يوم فتساهلوا معي او غضوا النظر عن ما اسببه لهم من ازعاج احيانا .

• هل كنت طفلة تحبين الصمت او تثيرين الشغب ؟
• كنت طفلة احب المرح والصخب والهدوء وتزعم الاطفال والتمييز والاستقلالية والصدق وكبرت ولم اتخلى عن طفولتي ولم تستطع الحياة بكل صعوباتها وتقلباتها وتنقلي من مكان الى اخر ان تاخذ طيبتي او صدق تعاملي مع الاخرين وصراحتي وحبي للجميع لكن مايزعجني هو ثقتي بالبعض الذين لم يكونوا اهلا للثقة واحيانا اندم على هذه الثقة حد البكاء .

• وكيف كانت سهيلة الطالبة ؟
• كنت متفوقة في كل الدروس واولها ( المادة الفنية ) وكنت اهتم بهندامي وظفائري المعقوصة للخلف ومشاكسة احيانا واصنع بعض المقالب للزملاء من اجل ان نضحك وكانت المعلمات يدفعن بنا للتفوق وربما كنت اسرع عداءة في العالم عندما استلم شهادتي واركض بها للبيت خصوصا اذا كنت الناجحة الاولى وظل هذا ديدني حتى المتوسطة .

• وماذا حصل في الشباب ايتها الفنانة ؟
• آه اخطر مراحل العمر هي مرحلة الشباب .. انت تريد والاهل يريدون والمجتمع له ارادة غير ذلك ويبدأ التصادم واستعراض القوى والقلب الصغير يدق بعنف للتمرد على الجميع ويحلم بالانتصار وتحقيق كل مايحلم به ولو خسر شيئا فان اتهام الاهل والمجتمع والحياة بالقسوة والظلم يصبح من ابسط الامور او التهم .

• افهم من هذا ان تجارب الحب الفاشلة في بواكير الشباب نحملها معنا الى شيخوختنا او حتى مابعدها ؟
• ومن قال ان هكذا تجارب مشمولة بالنسيان ؟ ان الله سبحانه زرع فينا الحب لكنه اراد منا ان نوازن ونحكم العقل فيما نفعل لكن من اين لنا ذلك ونحن في الشباب نشعر ان لاقوة في الكون اقوى منا او من حبنا ومن يقف في طريقنا اما متخلف او حاقد لايعرف الحب او لايملك قلبا عرف به الحب . لكن هي في الحقيقة لم تكن تجارب حب حقيقي تلك التي عشناها في بواكير الشباب وانما كانت رغبات او اماني غير محسوبة تتناسب مع اعمارنا وسرعة المتغيرات فيها وهي وان كانت فاشلة او غير مكتملة الا انها ذو فائدة كبيرة اصبحت رصيدنا من التجارب في بقية عمرنا ومع ذلك يبقى عمر الشباب اجمل الاعمار واروعها واكثرها عنفوانا وحيوية ونقاءا.

• ولدت وترعرعت في العراق وتنقلت في دول واماكن كثيرة ثم استقر بك المطاف في ايطاليا .. لمن انتمائك ؟.. ولائك .. حنينك ؟
• انا ايطالية الجنسية عراقية الهوى والانتماء لست على استعداد لاستبدال العراق وطني بأي مكان اخر في العالم مهما كان جمال او جودة هذا المكان ورحيلي عن العراق لم يكن بطرا او ترفا وانما كانت الضرورة وامور لا اريد استعادة مرارة ذكراها هي وراء تركي لبلدي العراق .

• واخيرا ياسهيلة ؟
•شكري لك ولجريدة حراك التي اعادتاني لطفولتي وذكرياتي في العراق وايامي الجميلة فيه


راضي المترفي

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

عاصفة الصحراء وعاصفة الموسوي-كاظم فنجان الحمامي

عاصفة الصحراء وعاصفة الموسوي


كاظم فنجان الحمامي

تلاعبت بنا العواصف والزوابع والزلازل والأعاصير السياسية والحربية الهائجة بكل قواها واندفاعاتها واتجاهاتها, فتجرعنا سموم نكباتها وويلاتها ومصائبها ودواهيها, وتَحَملّنا نتائجها المدمرة وتداعياتها القاتلة منذ اندلاع ذاريات عاصفة الصحراء من قعر حفر الباطن حتى يومنا هذا, فتأرجحت أوضاعنا الاجتماعية بين تقديس الأشخاص وتقديس المبادئ, وبين ثقافة الانفتاح وثقافة الانتفاخ, وبين تطبيق القانون والعزف على القانون بما ينسجم مع المزاجات المتقلبة لأصحاب السلطات الاستثنائية, وبما ينسجم مع شطحات المحسوبين عليهم من أبناء وآباء, وإلا بماذا تفسرون العقوبة التي تلقاها رجل المرور حسين رزاق العبيدي أثناء تطبيقه القانون في شوارع النجف.
لقد لازمتنا حالات التأرجح بكل تقلباتها الفوضوية القلقة, وإفرازاتها الاستعلائية المتبطرة, ولم تستقر أحوالنا حتى جاء اليوم الذي هبت فيه رياح السيدة (عاصفة الموسوي) لتعصف برجل المرور, وتسبب له عقوبات لا يستحقها.
كل القصة وما فيها أن السيدة, وهي عضو في مجلس محافظة النجف, ركنت سيارتها في مكان أحدث اختناقاً وإرباكاً لسير المركبات في المدينة القديمة المعروفة بشوارعها الضيقة, ما اضطر رجل المرور (حسين) المتواجد في ذلك المكان أن ينبه سائق السيدة, ويطلب منه مغادرة المكان, فلما غادر مكانه متثاقلاً بعد طول انتظار, قال له رجل المرور باللهجة النجفية الدراجة: (صلوات على محمد, وأخيرا تحركت من مكانك). .
شاءت الأقدر التي حذفتها علينا العواصف أن يكون سائق السيارة هو والد السيدة (عاصفة الموسوي), وكانت (الصلوات), التي أطلقها (حسين) هي القشة التي حملتها رياح العاصفة, لتضعها على طاولة مدير المرور في المدينة (أبو علاء), فصدرت أوامره بمعاقبة (حسين) لتسببه في إزعاج والد السيدة, فكان أعضاء مجلس المحافظة بالمرصاد عندما ألغوا العقوبة, وسخروا من العاصفة ومن مدير المرور الذي طأطأ رأسه للعاصفة.  
http://www.youtube.com/watch?v=5Qoi1Tj7YrM
كانت هذه مجرد حالة منفردة رددتها أبواق الفضائيات ونشرتها المنتديات والمواقع الالكترونية بالصوت والصورة, في الوقت الذي تجاهلت فيه ملايين الحالات, التي ضاعت فيها حقوق الناس تحت عجلات مواكب المسؤولين, وعجلات أبنائهم وآبائهم, من الذي انطلقوا بمركباتهم بسرعاتها الجنونية في الاتجاهات المرورية المعاكسة, وخالفوا أنظمة السير, بعجلاتهم الاستفزازية المحفوفة بأفواج من أسراب الحمايات والحراسات المشددة.
http://www.youtube.com/watch?v=LHp4Y7N9CdU
ختاماً نقول: أن تطبيق القوانين حصرياً على الضعفاء, والتغاضي عن انتهاكات أصحاب المناصب العليا وأصحاب النفوذ والمراتب الرفيعة, ما هو إلا نذير شؤم في البلدان, التي ضاعت فيها حقوق الناس, فالعدل أساس الملك. والقانون فوق الصغير والكبير مهما بلغت شدة العواصف وضراوتها. .



أسوأ ديمقراطية وأعدل دكتاتورية-كاظم فنجان الحمامي

أسوأ ديمقراطية وأعدل دكتاتورية
 
 
كاظم فنجان الحمامي
 
ليس في عنوان الموضوع ما يدعو للغرابة, فنحن نعيش في عصر التناقضات الكبرى, ونتأرجح بين زمنين متنافرين, بين زمن الانفتاح الإيجابي نحو التواد والتسامح, وبين زمن الانغلاق السلبي نحو التناحر الطائفي والتعصب القبلي, بين النعرات المبطنة التي تحض على العنف والاقتتال, وبين التصريحات المعلنة التي تدعو للوئام والاعتراف بالآخر. فكيف تستقر حياتنا ونهنأ بالعيش الرغيد في ظل هذه الأجواء القلقة التي اجتمع فيها النقيضان في أطار سياسي واحد ؟, وأي زمن هذا الذي يتجاور فيه الصقيع والسعير, والليل والهجير في بوتقة واحدة ؟.
وهكذا تفرق الناس في طول البلاد وعرضها, بين من يتغنى تحت ظلال أسوأ ديمقراطية, وبين من يتباكى على أطلال أعدل دكتاتورية, متجاهلين أن أسوأ ديمقراطية في الدنيا أفضل ملايين المرات من أعدل دكتاتورية(1), بينما يسود اليوم في فكر عامة الناس مفهوم خطير ينطوي على مغامرة غير محسوبة العواقب, تدعو إلى السعي الحثيث نحو إيجاد دكتاتور (عادل), أو طاغية (صالح), يتولى قيادة عملية التنمية في العراق, في الوقت الذي يتعين فيه قيام دعاة الديمقراطية العمل على إبراز الحقيقة المقابلة, وهي أن الديمقراطية تعد المسار الضروري لبلوغ التنمية المستدامة, وأنه لا بديل عن المضي قدماً في إصلاح أنظمة المؤسسات, والقضاء على الفساد المستشري في أروقتها, واختيار الرجل المناسب للمكان المناسب.
أن تصاعد الاهتمام في البحث عن الحكام الأقوياء, ومنحهم السلطات الاستثنائية غير المحدودة, بدلاً عن الاعتماد على التشكيلات الديمقراطية, ربما جاء نتيجة الانجازات الهائلة التي حققتها ماليزيا واندونيسيا وفيتنام وسنغافورة, بالمقارنة مع الركود الاقتصادي في أوربا وأمريكا. فبرز رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد(2), الذي أمضى أطول فترات الحكم في قارة آسيا, لتتحول على يده البلاد من دولة زراعية متخلفة إلى دولة صناعية متقدمة, فانخفضت في زمنه معدلات الفقر من (52%) عام 1970, إلى (5%) عام 2002, وأرتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من (1247) دولار في عام 1970 إلى (8862) دولار في عام 2002. فأرسى قواعد النهضة العلمية والعمرانية والزراعية والاقتصادية بالحسم, وضبط الأمن, والقضاء على الفساد الإداري, ومحاربة المحسوبيات والمنسوبيات, ونبذ المعايير العرقية والقبلية والطائفية القائمة على المحاصصة الغبية, فوَّفر بيئة استثمارية صالحة تشجع على النمو.
وربما تأثر الناس في العراق بما حققته سنغافورة في كبح جماح الفساد, حتى قضت عليه قضاءً مبرماً, فقفزت لتتبوأ مركز الصدارة وتقف في مقدمة الأقطار المتميزة بخدماتها المينائية, وتسهيلاتها التجارية والجمركية لخطوط الشحن البحري, فلعبت دور الوسيط القاري بين خطوط النقل عبر البحار والمحيطات.
من هنا تعالت صيحات المطالبة بنبذ الديمقراطيات الهشة غير المنتجة, واستبدالها بدكتاتوريات قوية منتجة, متجاهلين دور التخطيط الديمقراطي الصحيح في النهوض بالبلاد نحو الأفضل, فالتخطيط في لغة المنطق الاقتصادي يعد من أقوى القواعد الوطنية الصادقة, وتجاهل الناس أن الدكتاتوريات (العادلة) حملتها رياح الصدفة, ولم تكن في يوم من الأيام وليدة الانقلابات العسكرية ولا التجمعات العشائرية, ولطالما كانت حالات الإخفاق والفشل ملازمة لسلوك السلطات الدكتاتورية المتشددة, ناهيك عن تصاعد مؤشرات الظلم من أقبية السلطات الدكتاتورية.
أن فكرة الدكتاتوريات العادلة ماانفكت تراود عقول بعض رؤساء القبائل العراقية, التي كانت في يوم من الأيام من أدوات الأنظمة الشمولية القمعية, وربما تراود عقول بعض المنظمات الدينية, التي ترى في زعمائها الروحيين ما يؤهلهم للتفوق على الآخرين, ويساعدهم في العودة بعقارب الزمن إلى عصر التوريث المنوي.
ختاماً نقول أن الدكتاتور العادل شخصية خرافية تعيش في خيال العبيد والمشفرين عقلياً, وفزّاعة من فزّاعات الأنظمة الشمولية الظالمة, المتسلطة على رقاب الناس, وربما كان السياسي العربي الكبير أحمد أبو الطيب المتنبي أصدق في التعبير من الفيلسوف البريطاني برتراند راسل(3), عندما وصف استبداد السلطات الدكتاتوريات (العادلة), الممثلة هنا بشخصية سيف الدولة الحمداني, بهذا البيت الجميل(4):
يا أعدل الناس إلا في معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
 
 
(1)   محمد أحمد عيسى الماغوط (1934 – 2006), شاعر وأديب سوري ساخر, وهو الذي قال هذه الكلمة قبل رحيله إلى الدار الآخرة.
(2)   رابع رؤساء وزراء ماليزيا للمدة من 1981 إلى 2003.
(3)   برتراند آرثر ويليام راسل: (1872 – 1970), فيلسوف وعالم منطق ورياضيات ومؤرخ وناقد اجتماعي, كان في حياته من أقوى المناهضين للحكومات الدكتاتورية الظالمة. وهو القائل: (الديمقراطية عملية تمكن الناس من اختيار الرجل الذي ينال اللوم).
(4)   قصيدة رائعة يقول في مطلعها: واحرَّ قلباه ممن قلبه شبم, ومن بجسمي وحالي عنده سَقم, والتي يقول فيها أيضاً: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم.