السبت، 1 أكتوبر 2011

إضاءة ,المرأة ينبوع عطاء -حامد كعيد الجبوري

إضاءة
المرأة ينبوع عطاء
حامد كعيد الجبوري
لا أعرف كيف لم يطرق سمعي أن هناك تجمعا ثقافيا عراقيا نسويا موزعا على المحافظات العراقية ، وهذا التجمع النسوي قد أخذ بزمام المبادرة ليكن واجهة ثقافية عراقية وإقامة أكثر من تجمع ثقافي نسوي بمحافظات العراق ، وحقيقة أن هذه المبادرة أجدها جميلة أن انفتحت أكثر من ذلك باستقطاب شعراء وكتاب ومثقفون الى هذا التجمع الذي يجب أن لا يحصر نفسه بهذه الزاوية الضيقة وأعني بها النسوية ، وما هو الضير أن كان هذا التجمع من ضمن تشكيلات الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرقيين ، فواجهة الإتحاد أوسع وأعم وأشمل من تجمع يضيق بالمرأة فقط ، وربما سأجد الإجابة ممن هو متصدي لهذه التجمع النسوي ، وربما أنا مخطأ بطرحي فقد قرأ ممثل تجمع ( أديبات العراق ) الأستاذ أثير الطائي بمحافظة بابل كلمته في حفل تكريم أقيم الى دكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) ، ووجود الأستاذ أثير الطائي يدلل على وجود رجل بهذا التجمع النسوي .
مساء يوم 30 / 9 / 2011م وعلى حديقة البيت الثقافي الحلي وتحت شعار ( قصيدة المرأة العراقية ينبوع عطاء للمحبة والسلام ) ، برعاية د . ( هيثم الجبوري ) عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الوطني أقيمت احتفالية تكريمية لدكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) وفاءا لها لتقديم خدماتها الطبية بأجر رمزي للأطفال المرضى ، وقد تبنت فكرة التكريم من قبل ( منظمة أديبات العراق ) ، وكانت عرافة الحفل من قبل الشاعرة والفنانة التشكيلية ( إيمان الطائي ) التي دعت راعي الاحتفال د . هيثم الجبوري لإلقاء كلمته التي حيا فيها الدكتورة المكرمة وأشاد بجهود المنظمة بالسعي للوقوف مع المتفانين لخدمة وطنهم جنبا لجنب مع من ينادي بحرية الشعوب والتطلع للحياة الكريمة ، وقدمت السيد عباس العاني مدير البيت الثقافي الحلي المنظم لهذا الحفل التكريمي الذي شكر بدوره الدكتورة المحتفى بها ودورها الإنساني العلاجي ، أعقبه السيد أثير الطائي ليقدم شكره للشاعرات الآتيات من المحافظات العراقية لهذا التكريم ، وكانت المحطة الشعرية الأولى مع الشاعرة ( حياة الشمري ) التي لا مست قصيدتها شغاف أوحدَها الغائب فقالت ، ( ضالتي أنت أيها الأوحد / متلبس بجسدي / أنبض في مجساتك أنثى / أشتكي لروحي غياب المدن المنهوبة / وكأسي يشربه الآخرون / دعني / أغتسل بمائك عشقا / أشم رائحة النوم على ترابك ) ، واعتلت المنصة الشاعرة ( فرح الدوسكي ) من بغداد العاصمة العراقية لتقرأ قصيدتين أحداهما باللهجة الشعبية ، وللشاعرة الحلية المعروفة بقصائدها الملامسة للواقع العراقي المر ( حسينية بنيان ) مساهمة ( آخر آه ... سئمت الآه ) ، وعودة ثانية لبغداد والشاعرة الشابة ( زينب العابدي ) التي أتحفت الجميع بموال شعبي تتحدث فيه عن النسيج العراقي الجميل ، ولا أعرف من همس بأذن عريف الحفل ( أيمان الطائي ) لتدعوني ( حامد كعيد الجبوري ) للمشاركة بهذا التكريم ، حاولت الاعتذار ولم أفلح ، أردت قراءة قصيدة شعبية وطنية ولم أفلح بذلك أيضا لأنهن حددن لي قصيدة غزل فقلت ، ( أحسبها عدل تتعشه بيه أتريد / وآنه من الفجر من ريجك أتغده / أحذرك آنه شاعر مهرتي من أتغير / تعبر خندقك والحصنك أتهده ) ، وكان هناك طلبا من أعضاء منظمة أديبات العراق الى عريف الحفل الشاعرة والتشكيلية أيمان الطائي لقراءة قصيدة لها فقالت ، ( تركت صداك بلا ردى / تركتني / وهمسي يناقض شكواي / ويتلمس حفيف رغبتي فيك / أيها البعيد / سلاما لجنون رحيلك ) ، ختام هذه الاحتفالية قدمت باقات الورود والهدايا الى الدكتورة المحتفى بها من قبل راعي الأحتفال د هيثم الجبوري ، ومن البيت الثقافي الحلي ، ومن نقيب الصحفيين فرع بابل الصحفي علي الربيعي ، وأجمل ما في هذا التكريم عاطفة الأمومة التي تحدثت بها الدكتورة ( رجاء حسن عبود ) التي لم تقل إلا جملة واحدة وهي ( أنا لا أستحق هذا التكريم لأنني أديت دوري الإنساني ) ، ولم تستطع أكمال حديثها لأنها أجهشت في البكاء ، لتبكي معها كل قلب عطوف ، ووجهت الشاعرة والفنانة التشكيلية ( ثائرة شمعون البازي ) راعية ( مركز فراديس العراق ) برقية تهنئة و مؤازرة من مقر عملها في ( هولندا) الى الدكتورة المحتفى بها ولافتة تشير لذلك ، ولم تكن الشاعرة المغتربة ثائرة البازي ببعيدة عن الحفل فقد قرأت لها عريف الحفل مقطعا شعريا جميلا ، واختتمت الفعالية التكريمة بتقديم الشهادات التقديرية الى الشاعرات المشاركات من قبل الشاعرة ( منى الخرسان ) من النجف الأشرف .

امام انظار السيد وزير الداخلية المحترم.السيد محافظ بابل المحترم.السيد قائد شرطة بابل المحترم

امام انظار السيد وزير الداخلية المحترم
السيد محافظ بابل المحترم
السيد قائد شرطة بابل المحترم
مساء يوم الاثنين 26\9\2011 حوالي الساعة السابعة مساء توجهت عائلتي الى منطقة شارع 40 للتسوق استعدادا للعام الدراسي الجديد كونهم طلبة جامعيون اوقف ولدي سيارتي بالقرب من مجمع حيدر شعيلة لغرض التبضع حينها طلب منه احد افراد شرطة النجدة المدعو صفاء عباس منجي باخراج السيارة من المكان ولم تكن هي السيارة الوحيدة في الموقع والح في ذلك وكون زوجتي امراة كبيرة في السن ومصابة بداء السكر وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل طلب منه ولدي التريث قليلا الا ان الشرطي لم يمهله بل توجه الى السيارة وتفوه بكلمات غير لائقه وسحب ولدي من ياقة قميصه امام عائلته مما ادى الى المشاجرة مع الشرطي عندها نزلت والدته(زوجتي) وطلبت من الشرطي عدم تصعيد الموقف لانهم مغادرين المكان وتوسلت اليه الا انه قام بدفها واسقطها ارضا,واردف عمله هذا بالمناداة على عدة اجهزة امنية اللذين تظافروا على ولدي وباستعمال القوة المفرطة قاموا بالقاء الشاب في سيارة الشرطة مما استدعى ادخاله الى المستشفى بعد ان تركوه في موقف مركز شرطة الفيحاء وهو طالب جامعي وغير مسلح ومعاق لاصابة ولادية في يده اليمنى وهنا اتساءل ايها السادة
1:ماهو دور الاجهزة الامنية هل الاعتداء على المواطن ام حفظ امن المواطن اواهدار كرامته؟
2:هل يجوز لرجل الامن اسدعاء العشرات من رجال الشرطة وبمختلف المسميات للسيطرة على طالب جامعي حاول الدفاع عن كرامة عائلته وكرامته؟
3:كوني شخصية اكاديمية وفكرية فان استهداف عائلتي بهذه الصورة المهينة يعني افراغ البلد من الكفاءات الاكاديمية والفكرية وهذا ما يوازي فعل الارهاب في البلد.
الدكتور غالب المسعودي
اخصائي جراحة الوجه والفكين
مستشفى الحلة التعليمي-بابل
فنان تشكيلي وناقد
BDS.HDD.FIBMS.
EM;last_summerian00@yahoo.com
URL:someriannet.blogspot.com

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

انجلينا بين بانكوك وإجكوك -كاظم فنجان الحمامي

انجلينا بين بانكوك وإجكوك

جريدة المستقبل العراقي 28/9/2011



كاظم فنجان الحمامي

لا نريد التحدث هنا عن مواقف هذه المرأة المحسنة في (بانكوك), لكننا سنحدثكم عن سخائها وكرمها في (إجكوك), وشتان بين (بانكوك) و(إجكوك): تلك القرية المحرومة, التي ربما لا تعلمون أين ترتمي ؟, وكيف يعيش أهلها, وأغلب الظن أنكم لا تعلمون كيف وصلتها هذه المرأة, وكيف هرعت إليها, وجاءتها من أقصى الأرض لكي تفترش الأرض مع الأيتام والأرامل والأمهات الثكلى, وتمد لهم يد العون والمساعدة, فتزيح عنهم تراكمات الهموم والأحزان, وما خلفته الحروب الخاسرة من خراب ودمار.

(إجكوك) لمن لا يعرفها تنتمي إلى أغنى أقطار الشرق الأوسط من دون منازع, لكنها تنام بعين واحدة وقلب مجروح بين أنياب البؤس في ضواحي بغداد الشمالية القريبة من مدينة (الكاظمية), اما صاحبة القلب الأبيض فهي الفتاة الهوليودية الحسناء (انجلينا جولي), المولودة في الرابع من حزيران 1975, والحاصلة على جائزة الأوسكار في التمثيل عن جدارة واستحقاق, لكنها ابتعدت عن الأضواء والشهرة, وأثرت تكريس وقتها كله في خدمة القضايا الإنسانية, ووهبت ثروتها للقرى المنكوبة, وكانت (إجكوك) المنسية المهملة محطتها الرئيسة المفضلة في مساعيها الحسنة.

من كان يصدق أن (جولي) بطلة أفلام الأكشن تتناول فطورها مع أطفال (إجكوك) في بيوت الصفيح والتنك, تلعب وتمرح معهم وتداعبهم وكأنها واحدة منهم, تتبرع لهم من مالها الخاص بأكثر من ثمانية ملايين دولار, مليون ينطح مليون, غير البطانيات والصوبات والجليكانات والمراوح, وعلب (الماكنتوش) المحمولة إليهم جوا من معامل (كواليتي ستريت), ومن دون أن تطلب من ذويهم ضم أصواتهم إليها في الانتخابات القادمة على طريقة جماعتنا, ومن دون أن تخشى الإصابة بميكروبات الأمراض المستوطنة, أو الإصابة بشظايا العبوات الناسفة, أو الخطف على يد عناصر العصابات التكفيرية المتشددة, الذين ماانفكوا يصبون جام غضبهم على (جولي) وأمثالها, وينعتونها بالكفر والفسوق والعصيان, ويرفعون عقيرتهم في الوقت نفسه بالدعاء بطول العمر لأقطاب الشر, ورعاة الإرهاب والتطرف.
يقولون: أنها كانت تحرص في كل زيارة لها للعراق على جلب ابنتها (زهراء) لتلعب مع بنات دجلة في طرقات (إجكوك) ودروبها المتربة, وقالوا: أنها كانت في منتهى السخاء والتعاطف مع أطفال (إجكوك), تأتيهم زاحفة على قدميها, تحث الخطى نحو فعل الخير, لم تصطحب معها الهمرات المسلحة في زياراتها المفاجئة, ولا مواكب سيارات (اليوكن) و(البلايزر) المدرعة, من ذوات الدفع الرباعي, ولا المصفحات والصفارات والحراسات المشددة, التي صارت هي العلامات الفارقة لمواكب كبار المسئولين في عموم المحافظات العراقية, من الذين لا يعلم معظمهم أين تقع (إجكوك), ولا يدرون بما آلت إليه أحوال قرية (سيد دخيل), التي التهمتها أفاعي المامبا السوداء, ولم يسمعوا من قبل بالحي (المثلث), والحي (المربع), ولم يشعروا بهموم سكان (علاوي القصب) شمال (خمسة ميل), وربما لم يفكر بعضهم في دفع ما بذمته من أموال الزكاة لجيرانه من الفقراء والمساكين والمحتاجين.

لقد نذرت هذه الشابة الجميلة نفسها ومالها وجمالها وشهرتها للمهمات الإنسانية النبيلة, ونهضت بما لم تنهض به المنظمات الإنسانية العالمية, فقد زارت مخيمات اللاجئين في لبنان, والصومال, وكينيا, وزارت التجمعات السكانية الفقيرة في أفغانستان وباكستان, ودارفور, والسلفادور, وتنزانيا, وسيراليون, وحملت معها في زياراتها المكوكية ملايين الدولارات من رصيدها الخاص.
كان بإمكانها الاستمتاع بثروتها الطائلة على الطريقة الهوليودية الباذخة, وكان بإمكانها قضاء أجمل الأوقات في قصورها الفارهة, لكنها اختارت الوقوف مع سكان القرى المنكوبة, واختارت الوقوف مع أطفال العراق, في الوقت الذي وقفت فيه الكويت خلف مقصلة البند السابع لتمارس أبشع أنواع التعسف ضد العراق وأهله. .

استتراتجية الأمن الداخلي العراقي-صناعة أعداء واستدعاء كارثة:رياض البياتي


استتراتجية الأمن الداخلي العراقي
صناعة أعداء واستدعاء كارثة
رياض البياتي
منذ سقوط النظام السابق والوضع الأمني هشا وخطيرا رغم الأموال الطائلة التي تعادل ميزانيات دول مجاورة ورغم ارتفاع أعداد منتسبي وزارة الداخلية لتصل الى أكثر من مليون منتسب وتأسيس وزارة جديدة للأمن وجهاز لمكافحة الإرهاب وجهاز مخابرات واستخدام وزارة الدفاع لإغراض الأمن الداخلي والدماء الغزيرة التي سالت من منتسبي الأجهزة الأمنية وهم يدافعون عن أبناء الشعب العراقي ، استمر الإرهاب بممارسة عمليات تهدف الى إبقاء هذا البلد بحالة لا تسمح له بالتطور وتاس يس مجتمع ديمقراطي مدني وإحداث نهضة كان الإرهاب يدفع المجتمع الى التعسكر و التطرف مما يقربه من مفاهيم الإرهاب ويبدو ان الإرهاب قد قطع شوطا كبيرا في هذا الاتجاه ، ولو عدنا قليلا الى منتصف العام 2003 وهو العام الذي بدأت به العمليات الارهابية لوجدنا ان قوى الارهاب استطاعت ان تدرس الساحة العراقية جيدا ولكنها فشلت بدراسة المجتمع العراقي بصورة جيدة ولكنها تمكنت من تغيير تكتيكاتها بما يلاءم الهدف الستتراتيجي الاول ، ان قوى الارهاب كانت تخطط لتكون الساحة العراقية احدى ساحات القتال المحتملة حتى قبل سقوط النظام فقد تواجدت منظمات ارهابية في شمال العراق منذ العام 2002 دخلت العراق عن طريق إيران ودخل قسما آخر العراق بموافقة النظام السابق لقتال الغزو الأمريكي وبعد سقوط النظام وبدعم أيراني سوري دخلت العراق مجاميع كبيرة من الإرهابيين بهدف قتال الأمريكان كما يدعون وكان هدف هاتين الدولتين أشغال الولايات المتحدة بقتال في الساحة العراقية .سمحت القوات الأمريكية بتدمير الدولة العراقية وشجعت الجماهير المبتهجة بسقوط النظام لتتحول الى النهب والسرقة وإحراق الممتلكات العامة وتركت حدود العراق مفتوحة لكل من هب ودب واستمر حاكمها المدني باتخاذ إجراءات لتدمير الكوادر البشرية المتيسرة لحماية ما تبقى من الدولة وإعادة بناءها مره أخري فكانت قرارات حل الجيش العراقي وقوى الامن والاستخبارات ومنعهم من العودة الى الخدمة بل تم تصفية طياري القوة الجوية وكوادر العراق النووية والطبية ودفع المتبقين منهم للهجرة الى خارج العراق كانت هذه الإجراءات من الحاكم المدني ومجلس الحكم هي صناعة للأعداء وهؤلاء الناس الذين أدرجوا في خانة الأعداء كان البلد في أمس الحاجة إليهم لإعادة ترصين وضعه الامني .
كانت معالجات الوضع الأمني هي الاسوء في العراق وكانت التؤجيهات التي اصدرها الرئيس بوش هي قتال القاعدة خارج الولايات المتحدة وكانت الساحة العراقية هي اهم ساحة بعد سقوط افغانستان ، تفاجات الولايات المتحدة بالسقوط السريع بالنظام السابق واكتفت بقطعات قليلة لاحتلال العراق مما جعل البلد مفتوحا واستطاع الإرهاب في ظل هذه الفوضى ان يسيطر على محافظات كاملة تقريبا وكانت الحكومات العراقية مشلولة بسبب الإجراءات الامريكية بل أصبح العراق مرتعا للجريمة المنظمة وممرا لتجار المخدرات ومستهلكا لها واستبيح المال العام وانتشر الفساد المالي والاداري وتوقفت عجلة التنمية والخدمات وازداد وضع الكهرباء سوءا لقد كانت هذه مؤشرات على نجاح استراتيجية القوى المضادة للعملية الديمقراطية ومنها القاعدة فكثير ممن اشتركوا في العملية السياسية لم يكونوا يؤمنون بالديمقراطية وقسما منهم كان يتناغم مع دول الجوار وان قسما من هؤلاء السياسيين كانوا يدفعون المجتمع العراقي الى مزيد من الانقسام الذي حصل فعلا بعد سقوط النظام
ان وزارة الداخلية التي بدأت إدارة بريمر لتاهيلها لمواجهة الموقف لم تكن تمتلك اية استراتيجية تعمل بها وقد استلمها وزراء منذ الوزير الاول ولحد الان لا علاقة لهم بادارة الامن الداخلي ان وضع السياسات الستراتيجية موضع التنفيذ يفترض ان يقوم به وكلاء الوزارة والمدراء العامون وقد اصبح المفوض في الخيالة وكيلا في وزارة الداخلية وخال الوزير الثاني وهو فني في القوة الجوية وكيلا اخر يحمل رتبة فريق وتقاسمت الأحزاب والتيارات باقي المناصب ونسب اليها اناس لا علاقة لهم بهذا الجانب بل ان قسما منهم يحملون الجنسية الاجنبية الغير العراقية وهذا ما لا يسمح به اي جهاز امني في العالم وكل ما شاهده المواطن من خطط هؤلاء السادة هو كتل كونكريتية وسيطرات تقطع الشوارع ومعدات أثير الكثير من التساؤلات حول فعاليتها ، ومواكب للسادة المسئولين يوجه حراسهم اسلحتهم على ابناء الشعب العراقي وفي نفس الوقت كان الامريكان يدرسون الإخفاق الذي حصل لهم في العراق واستغلوا اخطاء القاعدة في التعامل مع ابناء المحافظات الحاضنة للارهاب وبتشجيع من القادة الميدانيين بدئوا بخلق موقف معادي للقاعدة في المحافظات الغربية والشمالية وفي نفس الوقت استبدلوا القيادات العاملة في العراق بقيادات جديدة وزادوا قواتهم بمقدار 30 الف جندي امريكي مما رصن من موقفهم وتمكن احد قادتهم المتخصص بالعمليات الخاصة من توجيه ضربة شديدة للقاعدة وهي قتل قائد القاعدة في العراق الزرقاوي مما افقد القاعدة قيادة ميدانية متمرسة وأدى ذلك الى انحسار الارهاب نسبيا وبنفس الوقت بدأت هذه القوى بإعادة تقييم الموقف مرة أخرى واتجهت لتنفيذ عمليات نوعية لأهداف سيادية طالت وزارات وأهداف مهمة وأخيرا استطاع الارهاب ان يغطي بهجمة واحدة عشرة محافظات ومع ذلك يبرر السادة الإعلاميون التابعون للوزارات الامنيه الامر وكأنه خرق ارتكبه احد الجنود او الشرطة واستمرت الكتل الكونكريتية والسيطرات .
إذا كان الامريكان استفادوا من أخطاء القاعدة لتبديل ستتراتيجيتهم وقيادتهم فإننا بقينا على نفس الحال ، ان اي مخطط بسيط لا يقبل تبريرات السادة الإعلاميين فالتخطيط لعمليات تغطي 10 محافظات تحتاج الى انتخاب الاهداف واستطلاع الطرق المؤدية لها والى أجراء حسابات جهد الاسلحة واعداد المتفجرات والسيارات وايصالها الى اهدافها هذه العمليات تستغرق وقتا واسناد لوجستي ، ولا يمكن ان تمر بهذه البساطة امام اكثر من مليون رجل امن ، ان هذا الوضع يوضح كم هي المستويات المكلفة لمكافحة الارهاب متردية ولم تستطع الوصول الى مستوى يؤهلهم لايقاف الارهاب ويوضح كم هي منظمه الامن متخلفه ان اعداد ضابط استخبارات او امن جيد يحتاج الى 15 سنة على الاقل من الندريب للوصول الى المستوى المطلوب لمقاومة الارهاب ، والذي يبدو انه سيستمر لفترات طويلة ، ان الانتصارات التكتيكيه لا تصلح خطاء استراتيجيا ان هناك بالتاكيد انتصارات وتفكيك شبكات ارهاب لكن هل يتناسب هاذا مع الدماء التي سالت والأموال التي أنفقت والزمن الذي أهدر .
اننا نحتاج الى اجراءات حقيقية لاعادة العناصر القادرة للقيام بذلك عناصر موجودة فقد ورثنا نحن جهاز امني ضخم ومدرب يمكننا العودة وانتقاء ما نحتاجه منه هذا اذا استبعدنا نظرية المؤامرة كما ان الوزارة نفسها تحتاج الى اعادة هيكلية لحشد الجهد واعادة تخصيص المديريات والواجبات ويمكن تخفيف الضغط عن هذه الوزارة بربط قوات الحدود بوزارة الدفاع ولكي لا يتشتت الجهد الامني من الضروري ان تدمج وزارة الامن الوطني كوكالة معلومات بوزارة الداخلية وكذا الحال بجهاز مكافحة الارهاب ، ان وزارة الامن الوطني والتي اسسها طبيب وتلاه مهندس زراعي ومهندس مدني والجميع لا يمتلكون اية خبرة في هذا المجال تحتاج الى اعادة نظر ولا مبرر لكونها وزارة ابدا فالنظام السابق ورغم كونه نظام امني لم يجرأ على ذلك.
اما جهاز المخابرات فهو قصة بحد ذاتها فقد اعيد تاسيسه على يد ضابط كان رياضيا وهاوي للطيران ومن الاصدقاء المقربين لاحد وزراء الدفاع في النظام السابق بسبب هذه العلاقه اصبح امرا لجناح طيران في طيران الجيش لفترة وجيزة وبعدها احيل على التقاعد لقد شكل هذا السيد جهاز المخابرات بالاستعانة بزملائه في الجناح وعين مساعده مساعدا له والذي خلفة الان في ادارة هذا الجهاز فماذا يتوقع البلد من جهاز يشكل بهذه الطريقة والان يحاول الاخوة الاكراد الاستحواذ على هذا الجهاز لتصبح حالة فريدة في العالم ان مكون يستحوذ على رئاسة جمهورية ووزارة الخارجية ورئاسة اركان الجيش والاستخبارات العسكرية والقوة الجوية وجهاز المخابرات الذي هو الوجه لثاني للعمليات الخارجية في الدولة العراقية .
ان ما يحري من حديث عن مجلس السياسات الاستراتيجيه يؤدي لتعقيد الموضوع الامني والى تشتت القرار الامني وتسييس هذه المؤسسات اكثر مما هي مسيسة الان وانا لا ارى مبرر لهذه المؤسسة بالكامل فدراسات من هذه النوع كانت تجري في مركز البحوث والدراسات لمجلس قيادة الثورة المقبور وجامعة البكر للدراسات العسكرية فما الحاجة لجهاز مترهل بهذا الشكل تتقاسمه القوى السياسية ليصبح ساحة جديده للتجاذبات السياسيه ، كما ان الحديث عن مدربين ومستشارين لوزارة الداخلية حديث غريب فاين كان الامريكان طوال السنوات الثمان الماضية ولماذا لم يدربوا منتسبي هذه الوزارة ان هؤلاء السادة لن يدربوا احدا لا في الشرطة ولا في الجيش ولا افهم لما الحاجة لمدربين لوزارة مثل الدفاع التي كانت تمتلك على الاقل اكثر من 5000 دبابة و استطاعت احدى فرقها المدرعة ان تشن هجوم ليلي وتحت ظروف بالغة الخطورة وتحت سيادة جوية كاملة للتحالف ومع ذلك تمكنت من الوصول الي هدفها مثل هؤلاء الناس ومثل مخططي القوة الجوية الذين استطاعوا ان يستمروا في عمل القوة الجوية أثناء حرب الخليح الاولي بل زادوا من اعداد الطيارين وضباط الركن الذين حازوا على خبره لم يحصل عليها باقي الطيارين في العالم ان خروج الامريكان من العراق اليوم أفضل من خروجهم في نهايه العام ونحتاج للتاكد من ان اسلحه الولايات المعروضة مكافئه لأسلحه الدول المجاورة علي الاقل والا ما الحاجه لهذا السلاح واذا كانت هناك حاجة لبعض الفنيين لادامة معدات امريكية يتم شرائها او تحويرها فيمكن للشركات المجهزة ان تقوم بهذا العمل .
على السيد القائد العام للقوات المسلحة ان يتحلى بالجراءة اللازمة لايقاف نزيف الدم الذي يعصف بالعراقيين ومنتسبي الاجهزه الامنيه وان يعيد الجيش لواجبه الاساسي وهو التصدي للأخطار الخارجية فان بناء جيش منخرط بعمليات امن داخلي يحوله لقطعات امن داخلي مثل الموجودة لدي كثير من الدول انا لا ادعي ان هذه المقترحات هي الوصفه السحريه لانهاء الارهاب بل هي مقترحا ت تصدر من مواطن حريص علي امنه وسلامه ابنائه .

عرض كتاب"الجواهري !!!,هذا المغني لنور الشمس -حامد كعيد الجبوري


عرض كتاب
الجواهري !!!
هذا المغني لنور الشمس
حامد كعيد الجبوري
صدر عن دار المدى للثقافة والنشر كتاب ( الجواهري هذا المغني لنور الشمس ) للكاتب والأديب ( عبد ألأمير شمخي الشلاه ) ، وتصدرت واجهة الكتاب صورة الشاعر الكبير ( محمد مهدي الجواهري ) ، ويقع الكتاب ب471 صفحة من الحجم الكبير وبورق أبيض صقيل .
سألت الصديق الباحث ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن سبب اختياره لعنوان كتابه وقلت له من أين لك هذا المغني لنور الشمس ؟ ، قال لي أن الجواهري الكبير هو الذي وضع عنوانة كتابه !! ، قلت كيف وضعها ؟ ، ومتى ؟ ، قال ألم تقرأ ( على قارعة الطريق ) بمذكرات الجواهري ؟ ، قلت قرأتها ، أجابني بأنه أستل عنوان كتابه من مذكرات الجواهري والتي يقول فيها ، - الحديث للجواهري - مع عابر سبيل ، ( أأنت مسافر مثلي ؟
فقلت له : لا بل أنا شريد
قال : وأين وجهتك الآن ؟
قلت : وجهتي أن أضع مطلع الشمس على جبيني وأغذَّ السير حتى إذا جنني الظلام أقمت حيث يجنني .. وسرت عند طلوع الفجر
وعندما حان موعد الوداع قال صديق ( قارعة الطريق )
وداعاً أيها المغني لنور الشمس !!!
وداعاَ أيها الشريد ... ) .
قدمت د . ( خيال محمد مهدي الجواهري ) لهذا الكتاب قائلة ، ( الكتاب (( بانوراما )) شاملة وجهد جدير بالتقدير ، ويقينا أن مثل هذا الكتاب سيكون عونا للدارسين والباحثين وسيسهم في أغناء المكتبة العربية بما هو ممتع ومفيد . ) ، واستكمالا لحديث د. خيال الجواهري فأن الباحث قد وظّف من وقته الكثير ولسنين طوال مستعينا بمئات المصادر ، والبحوث ، والدراسات ، ورسائل الشهادات العليا ليصل لتتويج جهده الجهيد بهذا السفر الخالد للجواهري الكبير ، يحتوي الكتاب على ستة فصول .
الفصل الأول :
( ملامح وسمات ) وثّق الباحث فيه بشئ عن ذكريات الجواهري ، وسمات شعره بأقلام فنية وأدبية متميزة ومنها الخطاب التهكمي لدى الجواهري ، ( ثم يتواصل الخطاب التهكمي بوضوح في القصائد ((طرطرا )) و (( عبادة الشر )) و (( هاشم الوتري )) ليصبح التهكم غرضا مستقلا مشحونا بالمواقف ومتبلورا بوصفه غرضا شعريا ) د . ( قيس الجنابي ) ،
أي طرطرا تطرطري .......... تقدمي تأخري
تشيعي تسنني ......... تهودي تنصري
تكردي تعربي ........ تهاتري بالعنصر
يقول الدكتور محمد حسين الأعرجي موصفا شعر الجواهري قائلا ، ( أن الجواهري عاش نصف عمره وهو شاعر عباسي الصفة واللغة والصورة ، والوزن ، يروز القوافي مسبقا وينظم القصيدة ولكنه عاش على امتداد القرن العشرين ، كاملا غير منقوص ، قرن التحولات الكثيرة والمفصلية في بنية القصيدة العربية وإيقاعها مبحرا ضد التيار وبشهرة قلما نالها شاعر سواه ) .
الفصل الثاني :
( بواكيره الأولى ونبوغه وحافظته الشعرية وحديثه عن نفسه فيما دخلنا معه بلاط الملك فيصل الأول واصطفينا شيئا من ملامح النظام الملكي والموقف الشعبي ) ، يقول الجواهري ( أرتبط أسم أسرتنا بجدنا الفقيه الكبير ( الشيخ محمد الحسن ) النجفي المولد هو وسبعة من آبائه والمسمى باسم موسوعته الفقهية ( جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ) ) ، ويقول الجواهري عن طفولته لقد دفعني والدي دفعا لعالم الكبار ، ( وقد أتعبتني السنوات وأنا بين العشر الأولى منها أكثر من العشرات التي تلتها ) ، ولم يقل الجواهري بثورة العشرين شعرا لكنه كان يضع ملصقاتها وإعلاناتها على جدر الصحن الحيدري الشريف ، وقد عاش أحداث ثورة النجف ضد الجيش التركي عام 1919 م ، وعاش الجواهري ثورة العشرين وهو بسن الوعي وأنفجر في أعقابها شاعرا كبيرا ،
لعل الذي ولى من الأمر راجع ...
فلا عيش أن لم تبق إلا المطامع
وسلك الجواهري منذ صباه الطرق الشائكة المحفوفة بالمخاطر وتسلط وجور الحكام المتعاقبون ،
نامي جياع الشعب نامي ...
حرستك آلهة الطعام
ويؤرخ الأستاذ ( حسن العلوي ) ويقول ، ( أن الجواهري كتب أول قصيدة في جريدة العراق التي اختارت له أسم نابغة النجف وكان ذلك في الخامس من أيار عام 1920 م ) ، ومن ثم توالت القصائد الجواهرية ونشرها في الصحف العراقية الأم ، وحاور الكاتب الأستاذ ( زهير الجزائري ) الجواهري في دمشق قائلا له لماذا يحبك الناس ؟ ، فأجاب الجواهري ( مجانين أحبوا مجنونا ) ، والخيانة عند الجواهري من الكبائر المحرمة ( مثل اللصوص بليلة قمراء )
مهلا رويدكم فما .... صافحت يوما من يخون
وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب الأستاذ ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن الجواهري في البلاط الملكي وما حدث وكيف عرف فيصل الأول أن موظف تشريفاته قد نشر قصيدة باسم مستعار – طرفة - وكيف آلت الأمور ليستقيل من وظيفته .
الفصل الثالث :
( أدرجنا موضوعة غاية في الأهمية هي سمة الوفاء عنده والوعي الطبقي وتداعياته على أفكاره وسلوكه ومواقفه اللاحقة ورصدنا تأثير المكان في شعره وحديثا عن الجواهري ومعاصريه ) ، وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب عن قصيدة ( تنويمة الجياع ) وما كتبه النقاد والباحثون حول هذه القصيدة التي نظمت عام 1951 م وكأنها حية للأجيال المتعاقبة ليس في العراق وحسب بل في كل مكان وجد فيه الفقـر ،
نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام
نامي فأن لم تشبعي ... من يقظة فمن المنام
نامي على زبد الوعود ... يداف في عسل الكلام
ويتحدث عن مقهى ( حسن عجمي ) ، والجواهري ومعاصروه ، ودمشق جبهة الصمود ، وعن تلبيته – الجواهري – لدعوة من أبناء الحلة الفيحاء عام 1941 م ، وتحدث عن القصيدة ( المقصورة ) وظروف كتابتها وما قيل فيها وما فقده الجواهري من أبيات هذه القصيدة ،
سلام على هضبات العراق ...
وشطيه والجرف والمنحنى
على النخل ذي السعفات الطوال ...
على سيد الشجر المجتنى(المقتنى)
على الرطب الغض إذ يجتلى ...
كوشي العروس وإذ يجتنى
ويتحدث الجواهري بهذا الفصل عن الرصافي قائلا ( كان الرصافي حتى عام 25 – 1926 م محتفظا بمكانته وبقي شاعرا وهو لا يستطيع إلا أن يكون كذلك حتى لو أعطي الدنيا كلها وهذه طبيعة كل شاعر أصيل ) ، والرصافي الشاعر العراقي الكبير صاحب القصيدة الثورية ( صك الانتداب )
أنا بالحكومة والسياسة أعرف ..
أأُلام في تفنيدها وأعنف
الفصل الرابع :
في هذا الفصل يستجلي الكاتب ماهية علاقة الجواهري مع الحاكم ، واستشراف المستقبل ، وقضية فلسطين ، ولبنان ، والجواهري مع البحتري والمتنبي ، وعلاقتة مع الشعب الكردي
قلبي لكرد ستان يهدى والفم ..
ولقد يجود بأصغريه المعدم
وللإخوة العربية الكردية يقول
قطعنا شوطنا خمسين عاما ..
توحدنا المسرة والمصاب
رضاع أخوة عشنا عليه ...
يمازج دره عسل وصاب
يرن صدى المناحة في بطاح ..
من الأهوار ما ناحت هضاب
وعن علاقته مع المرأة وبلوغه السبعين يقول ،
لجاجك في الحب لا يحمل ..
وأنت أبن سبعين لو تعقل
تقضى الشباب وودعته ..
ورحت على أثره ترقل
مضى منك فيه ربيع الحياة ..
ومات به نصفك الأفضل
ويتحدث الجواهري عن الراحل الشهيد ( عبد الكريم قاسم ) قائلا ، ( غير أني أستطيع التأكيد ثانية أن ( عبد الكريم قاسم ) كان يملك ضميرا حيا ونزاهة نادرة وبساطة في اللباس والحياة والمأكل ، مما جعله يضاف الى قائمة المترفعين عن المظاهر والمكاسب وجاه الثروة )
الفصل الخامس :
في هذا الفصل قالوا بحق الجواهري نثرا ، يقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي ( قرأت ديوان الأستاذ الجواهري فإذا هو كاسم ناظمه عقود جواهر ثمينة يبهر العين لألاؤها ) ، ويقول العلامة محمد حسين كاشف الغطاء ( إضمامة أزهار وباكورة أفكار وهي تنطلق من صفاء الذهن وحدة الفهم ولطف القريحة وسلامة الذوق وغزارة المادة ونابغية الاختراع ) ، ويقول الأستاذ إبراهيم حلمي العمر صاحب جريدتي لسان ( العرب ) و ( المفيد ) ما نصه ( أمتاز الجواهري بدقة متناهية في التصوير وعناية بالغة في الفصيح وحماسة فائقة في الأمور الوطنية ) ، ويصفه الشيخ ( علي الشرقي ) ، ( هذا البلبل الذي يكثر شدوه وتلطف نبرات صوته في الربيع والحدائق والجداول ) ، ويتحدث د . ( علي جواد الطاهر ) مقتضبا موفيا للجواهري صدقه وصداقته ( خير تعريف للجواهري أنه الجواهري ) ، ويرى أدونيس ( شيّع الجواهري بأقوال تجمع على أن الشعر العربي ختم به وهي أقوال أطلقها اليمين واليسار ) ، ويقول نزار قباني ( كلما قرأت قصيدة من قصائد الراحل الكبير محمد مهدي الجواهري وجدتها كخاتم العقيق على جدران الكعبة وباهرة كمهرجان أزياء ) ، ولا يسعني في هذا العرض الموجز أن أذكر كل من خص الجواهري الكبير بشهادته التي قالها .
الفصل السادس :
في هذا الفصل تناول الكاتب بعضا من قصائد شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري وتاريخ نشرها ، ولنقل هي من اختيار الكاتب وفقا لهواه وذوقه الرفيع وتتبعه لقصائد شاعره الجواهري ، يقول الباحث ( ما يذكر هنا شذرات مختارة من نفائس شعره ، مع قصة كل قصيدة بتاريخها ، وشخوصها ، وأجواء ومخاض ولادتها وتداعياتها ) ،
في قصيدة ( الرجعيون ) 1929 م أقول وكأنه يقولها اليوم
ألم ترَ أن الشعب جل حقوقه ..
هي اليوم للأفراد ممتلكات
ومن عجب أن الذين تكفلوا ..
بإنقاذ أهليه هم العثرات
ويتحدث الباحث عن ظروف قصيدة ( أبو العلاء المعري ) وما قاله د . ( طه حسين ) بحق القصيدة وشاعرها ،
قف بالمعرة وأمسح خدها التربا ...
واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا
وأعقبها الحديث عن ( آمنت بالحسين ) ،
فداء لمثواك من مضجع ..
تنور بالأبلج الأروع
و ( يا نديمي )
يا نديمي ومن لظى سقر ...
صيغ هذا اللجام للبشر
ويصل لما يريده الباحث ليختم لنا سفره الطويل الجميل بتاج القصائد كما يسميها ب ( دجلة الخير ) 1962 م ،
يا دجلة الخير أدري بالذي طفحت ...
به مجاريك من فوق الى دون
أدري على أي قيثار قد أنفجرت ..
أنغامك السمر عن أنات محزون
انهي عرضي قائلا كتاب يحتاجه الكثير لأنه يحمل بين طياته ما لم يعرفه الكثير عن هذه القامة الشعرية التي ربما لا تكرر ، و أنه كتاب قد نفد من السوق وأتمنى على ( دار المدى ) أن تعيد طبعه مع ملاحظة التسعيرة الجديدة ليكن بمتناول الجميع طلابا وأساتذة ، ويختم الكاتب ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) قائلا ( ها نحن قد قطعنا معا رحلة قرن كامل ... مذ أبصر محمد مهدي الجواهري النور .. حتى اتسعت بصيرته لترى كل الدنيا ) .
-----------------------

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

دجاجات طائفية مستوردة-كاظم فنجان الحمامي


دجاجات طائفية مستوردة
جريدة المستقبل العراقية 26/9/2011

كاظم فنجان الحمامي
حتى الطيور الداجنة في العراق لم تستطع الإفلات بريشها من التصنيفات الطائفية, خصوصا بعد أن شملتها التقسيمات المقيتة المستمدة من ثقافة المحاصصة المذهبية, وأدخلتها بعض المؤسسات الدينية في تجارة اللحوم المستوردة, فأقحمت نفسها في مشاريع تدجين المواطن العراقي, وتلاعبت بعواطفه, واستغلت انتماءاته الطائفية في الترويج لأصناف محددة من الدجاج البرازيلي والتركي والسعودي والإيراني, وأوصت الناس بتناول منتجات معينة, وضعها الفقهاء تحت مسميات مشحونة بالايماءات الرمزية والإيحاءات الدينية المستوحاة من القاموس الفقهي, مثل دجاج (الفقيه), ودجاج (الصفاء), ودجاج (الكفيل), ودجاج (المُراد), ودجاج (الهدى), ودجاج (الحسنات), ودجاج (النور), ودجاج (الأمير), ودجاج (الوكيل), ودجاج (البركة), وتكفل بعض رجال الدين بتوفير الدعم المطلق لأصناف معينة من الدجاج على حساب الماركات التجارية الأخرى, ولست هنا بصدد التعريض بالمؤسسات التي وفرت الغطاء التجاري لتسويق هذه المنتجات, ولا بصدد تحديد العائدية الطائفية لكل صنف من أصناف الدجاج, بقدر ما أريد التحدث عن هذه الظاهرة بشكل عام, ومعرفة ما تركته من جدل عنيف في الأوساط الشعبية العراقية والعربية والعالمية, فأثارت عدة تساؤلات منها: ما مشروعية هذا الدجاج ؟, وهل يجري ذبحه فعلا بالطرق الشرعية الأصولية النافدة ؟. وهل يذبح في معامل عراقية تحت إشراف مفارز رقابية وبوجود كادر بيطري ميداني متخصص في هذا المجال ؟. وقد يحتدم الجدل أحيانا فيثير تساؤلات أخرى منها: هل صارت مهمة الهيئات الدينية في العراق منصبة على رعاية مشاريع الدجاج واللحوم الحمراء والبيضاء ؟, ولا يشغلها من هموم الناس ومصائبهم الكارثية سوى إطلاق الفتاوى والبيانات والتصريحات الداعية إلى تشجيع صنف واحد بعينه, وتفضيله على الأصناف الأخرى المدعومة أيضا من المؤسسات الدينية المناوئة للطرف الآخر في ساحة الصراع التجاري الطائفي ؟. وهل أصبح العراقيون ضحايا للثراء الفاحش الذي تسعى لتحقيقه الجهات المتنفذة باسم الحلال والحرام ؟, وهل انتهت مشاكل العراق, المذبوح من الوريد إلى الوريد, إلى المستوى الذي تفرغت فيه الهيئات الدينية العليا لتشغل نفسها بالنواحي التسويقية للدجاج المذبوح بتقنيات الليزر ؟.

قد يظن القارئ أن هذه الظاهرة مستشرية في العراق وحده, وان العراقيين هم أول من اكتشفوها, وأول من وظفوها في الدعاية التجاري الدينية, ووضعوها في خدمة الدجاج المجمد, والحقيقة أنها ظاهرة عالمية معروفة, انطلقت أول مرة من ولاية تكساس الأمريكية قبل أكثر من نصف قرن, حيث تبنت كنيسة (جورج دبليو) عام 1952 تنفيذ مشروعها التجاري الخاص بتوفير الدعم المالي لنشاطاتها الاجتماعية, وذلك من خلال الترويج لصنف خاص من الدجاج المجمد, أطلقت عليه (دجاج الكنيسة), وهو الدجاج الأوسع انتشارا حتى يومنا هذا في عموم أقطار الأرض, ونجحت الشركة المنتجة مؤخرا في توقيع اتفاقية مع شركة كويتية لإنشاء ستين مطعما في الكويت والبحرين وعمان والسعودية وقطر والإمارات, بيد أن الشركة الأمريكية آثرت تغيير ماركة دجاجها من (دجاج الكنيسة) إلى (دجاج تكساس) منعا للإحراج, الذي قد يتفجر من حساسية الظروف العقائدية لدول المنطقة, وفي أول ردة فعل لهذا المشروع الستيني, طالبت بعض المؤسسات الدينية والتجارية في دول مجلس التعاون بضرورة الإسراع بتطبيق التجربة العراقية, وحث الجمعيات الخيريّة الإسلامية لإطلاق أصناف خليجية من الدجاج المجمد تحت مسميات جديدة مستنبطة من القاموس الفقهي. ثم حذت الكثير من المؤسسات الدينية العربية حذو بعضها في الترويج لمنتجات غذائية مشكوك في صلاحيتها وشرعيتها.

على أية حال يبدو أننا تورطنا من حيث ندري أو لا ندري في حروب الدجاج الطائفي المجمد, وأصبحنا ضحايا لمؤامرات الشركات المنتجة للبيض واللحوم والدواجن, فوقعنا أسرى على موائد ومطاعم الوجبات السريعة, وظهرت علينا فئات جديدة من وعاظ السلاطين آثرت الاندماج مع الدجاج, ونجحت في تدجين الناس وتوزيعهم على أقفاص التصنيف الطائفي المبرمج. وعلى الرغم من هذه القراءة المرة لتداعيات ثقافة الدجاج الأبيض, أجد نفسي خارج دائرة التشاؤم فالتغيير قريب بإذن الله, وسيكون ثمرة كل الجهود الصادقة, التي لا تنشد سوى رفعتنا وعزتنا وضمان صحتنا وسلامتنا من كل مكروه.
وقفة
قل لي ما نوع الدجاجة التي تفضلها على المائدة ؟؟. فأقول لك من أنت, ومن تكون, ومن هو زعيمك الروحي, وربما أتوصل إلى معرفة رقم قائمتك الانتخابية, وتنظيمك السياسي إن كان لك تنظيم.

التشكيلي العراقي غالب المسعودي: طوّعت المقطع المسماري كي يشكل حرفا عربيا جديدا

التشكيلي العراقي غالب المسعودي: طوّعت المقطع المسماري كي يشكل حرفا عربيا جديدا
البصرة - التآخي
الثلاثاء 27-09-2011
اما في عيادته فهناك تجمع عفوي لحشد من الأدباء وفناني المدينة في ندوات ولقاءات حرة عابقة بالجدل والعافية الثقافية ، وفي آخر زيارة لي الى محترفة الحلي ( حيث يتراسل المسعودي مع العالم انطلاقا من تلك البقعة الحلية ) عقدت معه حوارا ضمنته خلاصة التجربة الفنية لدى غالب المسعودي، ولأول مرة احرص على ان يأتي حواري معه موثقا بالصوت بواسطة جهاز التسجيل ذلك لعلمي ان مثل هذا الحوار سيكون ممتدا في حاضنة الزمن ولتنوع وسائل توثيقه وهذا ما سيبقيه أطول :
*ثمة اتجاه فني وفكري تسعى لتجذ يره في حياتنا الثقافية هو هذا الجمع بين الحرفين العربي والسومري في لوحاتك ودراساتك .. فهل كان هذا الاتجاه استمرارا لجهود من سبقك .. ام انه واعز ذاتي محض؟
-الاتجاه الذي أشرت إليه هو الذي يميزني عن الحروفين العرب لأنني اتخذت الحرف شكلا جديدا غير المشاع في الكتابة العربية ،حاولت ان ابتكر حالة اسقاطية لحرف المسماري على الحرف العربي لأنهما من زاوية تراتبية ارث حضاري متواصل .
*ما هي جهودك تحديدا؟
-أخذت الحروفية العربية بأساساتها كمرجعية تاريخية ،و نحن نعرف ان الأبجديات هي سابقة او موازية للأشكال الكتابية ثم جاء الشكل المسماري وتتطور الى الحروف العربية . وقد وجدت ان الحرف المسماري كان يملك قيما تعبيرية (اسمّيها قيما تشكيلية) وحاولت إسقاط هذه القيم على الحرف العربي لغرض بناء شكل جديد للحرف يعنى بالقيم التعبيرية والتشكيلية فضلا عن الدلالية .
*أتعني انك طوعّت الحرف العربي الى الحرف المسماري؟
-بالعكس أني طوعّت المسماري الى العربي بصوره عامة لان الكتابة المسمارية هي كتابة مقطعية وليست حروفية ولكنها تنتهي بالرمز الذي ينتهي الى التورية في حضارة وادي الرافدين كل هذا يشكل قيما صوتية وإذا أضفنا إليها قيما صوتية أخرى ستعطينا الكلمة في الكتابة المسمارية في الوقت الذي تتكون العربية من حروف منفصلة والتي تشكل لنا الكلمة ولا حظت ان لكل حرف عربي صوتا معينا ..
*ما هو الخلاف تحديدا بين الكتابتين العربية والمسمارية ؟
-الخلاف كبير بينهما لان السومرية مقطعية والعربية حروفية أبجدية إلا ان هذا لا يمنع من القول ان الخطوط العربية تمتلك نوعا من التقارب مع الخط المسماري(كالخط الكوفي الذي يتميز بزواياه الحادة والقريبة من المقاطع المسمارية) وأنا إزاء هذا الإرث الكبير طوعت المقطع المسماري كي يشكل حرفا عربيا جديدا.
*أنت كثيرا ما تعود للحضارات الرافدينية فكيف جاء تعاملك مع الموروث الحضاري ؟
-التعامل مع الموروث تعامل عبر الماضي غير ان أية قراءة متعمقة تجعلنا نأخذ ما هو ايجابي وما هو ممكن ان يفيدنا مستقبلا . انا لا أتعامل مع التراث تعاملا سلفيا بل تعاملا بقدر ما يمكن ان ينير المستقبل . ان حضارة وادي الرافدين حضارة تأسيسية بنيت عليها ومن خلالها حضارات أخرى ونحن أولى بتمّثل حضارتنا للحصول على منجزات جديدة
*هل ان تجاربك الجديدة امتدت لتجارب قديمة ( لك او لسواك) ام أنها تمثل قطيعة لما سبقها؟!.
-هي امتداد لتجارب سابقة ولكن بشكل أكثر عمقا وأكثر تطورا من ناحية الرؤى الفكرية والتقنيات الفنية ولا استطيع ان أقول إنها شكلت قطيعة غير مؤسّسة بل هي مؤسسة فكريا وفلسفيا ورؤيويا من خلال معالجتي التشكيلية والنقدية.
*وجدت في لوحاتك الحروفية الجديدة مضامين فكرية مكتظة بحمامات الدم وبشكل ملفت للنظر..ما السبب؟
-ان ما يتميز به تاريخنا الحاضر هو هذا التراكم الكمي والنوعي من الوحشية والتنكيل اليومي غير المسبوق ، وما نسمعه ونشاهده من المشاهد الواخزة والصادمة لوجداننا وضمائرنا كل هذا جعلني ادخل ما تسمّية (حمامات الدم) في لوحاتي الجديدة ، وعلى الفنان ان يعمل على هذه الدلالة وليس على منطق البكائيات ولقد سعيت الى دمج الحروفية الجديدة بالراهن الدموي كي أطلق صرخة تاريخية تمتد من الحاضر الى القادم الموعود!!

الراحل محمد غني حكمت كاد أن يُشيّع على ظهر تاكسي

الراحل محمد غني حكمت كاد أن يُشيّع على ظهر تاكسي
وكالات
الثلاثاء 20-09-2011 طباعة المقال

الساعة: الواحدة والنصف ظهراً من يوم الخميس.
المكان: مدرج مطار بغداد الدولي.
الحدث: وصول جثمان النحّات محمد غني حكمت ونقله إلى بغداد في موكب رسمي، ما لبث أن انفض على نحو مفاجئ قبل نقل الجثمان إلى مثواه الأخير في موكب متواضع للغاية.
كانت الأجواء مهيأة لاستقبال جثمان الفقيد ، بعد أن اتصلت عائلة النحات الكبير الفقيد لتخبر الجهات العراقية بوفاة عميدها. وتبنت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون في حينها نقل الجثمان، لكنها وجدت أن من الأفضل أن يتم ذلك عن طريق أمانة بغداد، باعتبار محمد غني حكمت ابن بغداد البار ومزين مناطقها الرئيسة بتماثيله ونصبه الجميلة المميزة، وباعتبار أن زيارته الأخيرة إلى بغداد كانت بدعوة من الأمانة، حيث ابرم معها عقودا لبناء مجموعة من التماثيل والنصب في العاصمة.
عند وصول الفقيد إلى المطار نقل الجثمان على ظهر سيارة رئاسية حملته من الطائرة إلى داخل المطار، وكانت السيارات الموجودة تعود لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون، ورئاسة الجمهورية وأمانة بغداد، فضلا عن عجلات وزارة الدفاع التي تحركت بطلب من وزير الثقافة سعدون الدليمي باعتباره وزير الدفاع وكالة.
سار المشيعون بصورة طبيعية من مطار بغداد إلى جمعية التشكيليين في المنصور، وكانت وسائل الإعلام متواجدة بكثافة، وحظي جثمان الفقيد وأفراد عائلته باهتمام كبير من قبل الحاضرين، لكن ما حدث بعد ذلك لبعض الوقت لم يكن لائقاً. يذكر شهود عيان لـ "المدى" بان موكب التشييع تأخر في الخروج من جمعية التشكيليين، والسبب كان انتظار وزير الثقافة للوصول إلى مكان التشييع، وبعد انتظار أكثر من ساعة وصل الوزير ووقف دقائق معدودة لإلقاء كلمة في حق الفقيد. ثم بدأت مراسم التشييع، واللافت في الأمر، حسب وصف الشهود العيان، أن الوزير الدليمي والنائبة ميسون الدملوجي واللواء محمد العسكري تقدموا المراسيم، بينما تراجعت عائلة الفقيد وأصدقاؤه ليكونوا في آخر المشيعين.
ويضيف شهود العيان: تقدم موكب التشييع إلى مسافة قصيرة جدا لا تتعدى الخمسين مترا، بعدها غادر كل المسؤولين الحكوميين تقريبا المكان بسرعة. الغريب، حسب قول الحضور، أن الوزير الدليمي حين ترك التشييع تبعته كل السيارات العسكرية، ومن ضمنها العجلة العسكرية المرقمة (25058 ب/ الدفاع) التي كانت تحمل نعش الفنان الراحل وتركته ملقى على الأرض تحت الشمس، وغادرت مسرعة. وتفاجأ الجميع بان مواكب المسؤولين قسمت المشيعين إلى نصفين لأنها مرت بسرعة البرق، مما اضطر الجميع إلى الهروب على الأرصفة، وحاولت زوجة الفنان الراحل ونجله من جهة اليمين واليسار إبعاد "المشيعين" خوفا عليهم من دهس موكب "المسؤول".
احد الشهود العيان يؤكد أن الجثمان ترك في الشمس، ولم يكن من اللائق ان يترك في الشارع وسط الحرارة، لذلك ادخله عدد من الاصدقاء من جديد الى قاعة جمعية التشكيليين، وحاولوا ايجاد سيارة لنقل الجثمان، الا أنهم فشلوا فانبرى احد المشيعين بسيارته الخاصة "التاكسي" بوضع الجثمان على سطح سيارته، بعد مسافة من مسير الجثمان على "التاكسي"، رفض الأصدقاء هذا الوضع المهين، وفي ظل هذا الارتباك عادت عجلتان عسكريتان لكن بعد حين تنقل الجثمان الى مقبرة الكرخ حيث مثواه الأخير، وسط بكاء الأصدقاء على حال "شيخ النحاتين".
ومن غرائب مشهد التشييع ايضا الغياب التام لممثلي الاحزاب السياسية والمنظمات، في حين حضر العديد من الفنانيين والمثقفين.
وتوفي النحات العراقي محمد غني حكمت مساء الاثنين (15 أيلول 2011) في احد المستشفيات بالعاصمة الأردنية عمّان، بعد نحو يومين من إصابته بجلطة وعجز في الكليتين لم تمهله طويلا.
وشيع من العاصمة الاردنية في مسيرة راجلة صوب مطار الملكة علياء الدولي ضمت نحو ألفي شخص، بحضور زوجته غاية الرحال شقيقة النحات الكبير خالد الرحال وابنه ياسر.
الجدير بالذكر، ان الكثير من فناني ومثقفي العراق رحلوا بصمت دون ان يذكرهم احد او يحظوا بجنازة ولو "بسيطة ". ففي لقاء سابق مع الفنان العراقي حمودي الحارثي قال: إن وفاة سليم البصري عام 1997، كانت نقطة الانطلاق في فكرة السفر بالنسبة له "شعرت بحالة غريبة من عدم الوفاء لهذا الفنان الكبير، ففي يوم وفاته لم يشيعه احد، بل ان وزير الاعلام حينها حامد يوسف حمادي رفض ان نبقيه حتى الصباح من اجل تشييعه، وحتى المقربين لم يمشوا في جنازة البصري، تواجدوا في بيته ولم يخطوا خطوة واحدة وراءه حتى في سياراتهم.. وذهبوا الى بيوتهم، وحتى الصور الفوتوغرافية للتشييع منعت".
كما مرت وفاة الفنان العراقي جعفر السعدي الذي توفى في عام 2005 من دون مراسم تشييع تليق بمكانة الفنان، والحال ايضا مع الموسيقار رضا علي الذي لم يذكره الإعلام ولم تجر له جنازة كبيرة. والقائمة تطول بعدد المثقفين الذين ذهبوا بصمت داخل الوطن، وآخرون فارقوا الحياة في بلاد الغربة.
يشار إلى أن معظم المثقفين العراقيين قد عانوا أزمات مالية لاسيما في فترة الحصار، وملاحقة النظام السابق لهم، ما أدى الى هجرة الكثير منهم، وبعد التغيير تأمل الكثير منهم ان تتحسن احوالهم لكن بقي الحال على ما هو عليه وواجهتهم مشاكل أخرى لم تختلف كثيرا عن السابق، وكان الإرهاب والعوز المادي وجها آخر لقتل الإبداع. بالمقابل كانت خطوات وزارة الثقافة ضعيفة ومتواضعة في دعم المثقف والفنان العراقي. وتنظر الجهات الحكومية المتنفذة إلى "الثقافة" باعتباره شيئا كماليا لا يستحق الأولوية، ولذلك يحصل هذا القطاع على "فتات الخبز" من الميزانية الحكومية.

شبكة عراقنا الاخبارية

الأحد، 25 سبتمبر 2011

يا صبر أيوب- للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد



يا صبر أيوب
للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد

(من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزاً نسي تحت الحمولة على ظهر جمل..)

قالوا وظلَّ.. ولم تشعر به الإبلُ
يمشي، وحاديهِ يحدو.. وهو يحتملُ..
ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ
حتى أناخ َ ببابِ الدار إذ وصلوا
وعندما أبصروا فيضَ الدما جَفلوا
صبرَ العراق صبورٌ أنت يا جملُ!
وصبرَ كل العراقيين يا جملُ
صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ
يغوصُ حتى شغاف القلب ينسملُ
ما هدموا.. ما استفزوا من مَحارمهِ
ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلوا
وطوقـُهم حولهُ.. يمشي مكابرةً
ومخرزُ الطوق في أحشائه يَغـِلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ على مَضضٍ
وجُرحُهُ هو أيضاً نازِفٌ خضلُ
يا صبر أيوب.. حتى صبرُه يصلُ
إلى حُدودٍ، وهذا الصبرُ لا يصلُ!
يا صبر أيوب، لا ثوبٌ فنخلعُهُ
إن ضاق عنا.. ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه
يا صبر أيوب، أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها
فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!
أم أنهم أزمعوا ألا يُظلّلنا
في أرضنا نحن لا سفحٌ، ولا جبلُ
إلا بيارق أمريكا وجحفلـُها
وهل لحرٍ على أمثالها قَبـَلُ؟
واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!
كانوا ثلاثين جيشاً، حولهم مددٌ
من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهلُ
جميعهم حول أرضٍ حجمُ أصغرهِم
إلا مروءتُها.. تندى لها المُقلُ!
وكان ما كان يا أيوبُ.. ما فعلتْ
مسعورة ً في ديار الناس ما فعلوا
ما خربت يد أقسى المجرمين يداً
ما خرّبت واستباحت هذه الدولُ
هذي التي المثل العليا على فمها
وعند كل امتحان تبصقُ المُثُلُ!
يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعلهُ
إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟
ولا حياءٌ، ولا ماءٌ، ولا سِمةٌ
في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِلُ
أبعد هذا الذي قد خلفوه لنا
هذا الفناءُ.. وهذا الشاخصُ الجـَلـَلُ
هذا الخرابُ.. وهذا الضيقُ.. لقمتُنا
صارت زُعافاً، وحتى ماؤنا وشِلُ
هل بعده غير أن نبري أظافرنا
بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!
يا صبر أيوب.. إنا معشرٌ صُبًُرُ
نُغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزلُ
لكننا حين يُستعدى على دمنا
وحين تُقطعُ عن أطفالنا السبلُ
نضجُّ، لا حي إلا اللهَ يعلمُ ما
قد يفعل الغيض فينا حين يشتعلُ!
يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطناً
تبقى بمرآهُ عينُ اللهِ تكتحلُ
لم تُشرق الشمسُ إلا من مشارقه
ولم تَغِب عنه إلا وهي تبتهلُ
يا أجملَ الأرضِ.. يا من في شواطئه
تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ
يا حافظاً لمسار الأرضِ دورته
وآمراً كفةَ الميزان تعتدلُ
مُذ كوّرت شعشعت فيها مسلّته
ودار دولابه، والأحرُفُ الرسلُ
حملن للكون مسرى أبجديّته
وعنه كل الذين استكبروا نقلوا!
يا سيدي.. أنت من يلوون شِعفتَه
ويخسأون، فلا والله، لن يصلوا
يضاعفون أسانا قدر ما قدِروا
وصبرُنا، والأسى، كل له أجلُ
والعالمُ اليومُ، هذا فوق خيبته
غافٍ، وهذا إلى أطماعه عَجِلُ
لكنهم، ما تمادوا في دنائتهم
وما لهم جوقةُ الأقزامِ تمتثل
لن يجرحوا منكِ يا بغداد أنمُلةً
ما دام ثديُك رضاعوه ما نَذلوا!
بغدادُ.. أهلُك رغم الجُرحِ، صبرهمو
صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثـَكِلوا
قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم
لكنهم من قدور الغير ما أكلوا!

امال مشايخ ال كابوني-محمد الوشيحي




آمال
مشايخ آل كابوني


محمدالوشيحي
alwashi7i@aljarida.com

أولاً مبارك عليكم الشهر.
ثانياً، يرحم الله والديكم يا 'شيخ' نبيل العوضي ويا دكتور طارق سويدان ويا بقية رجال الدين، أو رجال الأعمال، الذين تتزاحمون كتفاً بكتف على أبواب الفضائيات في الشهر الفضيل هذا، أرجوكم وأتوسل إليكم ألّا تدعوا هذا العام على النصارى بأن يبيدهم الله. معلش، سامحوهم هالمرة، على الأقل إلى أن يكملوا اكتشاف الخريطة الجينية التي ستساهم في علاج الأمراض بشتى أنواعها. فهم لايزالون في منتصف الطريق، وقد توصلوا إلى علاج أمراض كثيرة، منها السمنة.
ثم لو فرضنا جدلاً أن الله استجاب لدعائكم وأبادهم وفرقهم بدداً، عليّ النعمة حينئذ لن تستفيدوا من نفطكم مثقال ذرة، إلا في الحنّاء أو في علاج جرب الإبل. وطبعا أنتم منذ أن احتلت فلسطين عام 1948 تدعون على اليهود ونحن نؤمّن خلفكم كل يوم، واليهود يرزعوننا على قفانا كل يوم، حتى أصبح قفا الواحد منا كما إطار بريجستون مقاوماً للحرارة.
وبعدين يا شباب، لماذا الدعاء عليهم بالفناء؟ لماذا لا ندعو الله أن يصلح علاقاتنا معهم، وأن يساعدهم على اكتشاف علاج مرض السكري الذي أبادنا، ولاسيما أنهم قد شارفوا على الانتهاء من ذلك؟، ما هذه الغريزة الشريرة التي تتلبسكم ولا غريزة الرئيس الإفريقي عيدي أمين، آكل لحوم البشر؟... يقول: اللهم فرّق شملهم؟! طيب ليش وهُم الذين اخترعوا لنا الأدوية وآلات الزراعة وتنقية مياه البحر وكل ما يخطر على الذهن؟ أهذا رد الجميل أم هي النذالة؟ يعني تستيقظون من نومكم في أنصاص الليالي لتدعوا عليهم، 'وين إذنك يا جحا'؟ لماذا لا تستيقظون من نومكم وتتجهون إلى المختبرات والمصانع؟ أم أن السالفة هي البحث عن الأسهل، ارفع يديك وبس.
لكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا كنتم متعطشين للدماء والمقابر الجماعية، وإذا كان لابد من الدعاء على أحد بالإبادة فأرجو أن تحددوا الدولة المنكوبة. دونكم أميركا الوسطى وأميركا اللاتينية، السلفادور والهندوراس وكوستاريكا، الله الله فيهم، فهم مثلنا 'بَجَم' وعالة على الأرض، فاحرقوهم بالدعاء الله يلعنهم ويلعن ساعتهم، كي يتفرقوا بددا ويصيبهم 'الرمدا' و'الكمدا' (المد بالألف لدواعي السجع)، عليكم بهم فاحشروهم بالدعاء سدد الله رميكم.
أنا لا أعترض على الدعاء، ولا على جدواه، اعتراضي فقط على طريقة استخدامنا له، إذ لم أسمع مرة إماماً يقول: 'اللهم حبّبنا في المختبرات، اللهم واجعلنا نملأ الأرض بهجة وعمراناً، اللهم إنا أمضينا السنين في بحث حثيث عن علاج العقم فيسّر لنا اكتشاف الدواء بسرعة كي تنتفع البشرية...'. أدعيتهم في أغلبها أسلحة دمار شامل، الخالق الناطق، محرمة شرعاً ومجرّمة قانوناً. فأقل ما يدعون به على النصارى هو الشلل، هذا إذا كان لدى الإمام قليل من الذوق، بينما يؤكد النصارى والبوذيون أنهم سيقضون على الشلل قريباً، ليفرح المشلولون، من المسلمين والنصارى واليهود والهندوس والبوذيين وعبّاد النمل الأصفر.
لا أدري كيف حوّل بعض مشايخنا دين الاسلام المبني على التسامح إلى دين قصف عشوائي وحرب مدن، وكأنهم على خط النار لا على منابر المساجد، أو كأنهم ينتمون إلى مافيا آل كابوني أيام عزه في شيكاغو