الجمعة، 27 مايو 2011
سفرطاس الزَّعيم درس في النَّزاهة -رشيد الخيون
سفرطاس الزَّعيم درس في النَّزاهة
رشيد الخيون
لست مِن الذَّين ادعوا رؤية الزَّعيم عبد الكريم قاسم (قُتل 1963) في قرص القمر، لكني مِن الجيل الذي ارتشف الشَّاي من صحن رسمت فيه صورته، ولا يداخلني الشَّك بأنه لم يأمر بهذا ولا يحبذه، وما زلت مقتنعاً أن هناك ما يمكن أن يفعله ويجعل للثَّورة معنى، لا مجرد إسقاط نظام ومجيء آخر محله، وإلغاء كل الأطر الدُّستورية على أمل إعادة الحياة البرلمانية بشكل أفضل، وهذا لم يتم. ما أريد قوله إن للزَّعيم ذنوبه ونواقصه، لكن ميزته النَّزاهة المطلقة في ما كان تحت يده مِن ثروة الشَّعب، ويصح لنا اعتباره مِن دراري النُّجوم قياساً بفساد هذه الأيام الصَّارخ.
لستُ بصدد مراجعة الحوادث، بقدر الألم عمَّا أسفرت، وما أوصلت العِراق إليه، بعد حروب وحصار وكوارث فساد نادرة في التَّاريخ، فالمعلن، حسب جلسات البرلمان العِراقي، أن أربعين مليار دولار (أربعين ألف ألف مليون) قد ضاعت، ولا أحد يعرف خبرها، والبرلمان نفسه صمت عنها.
شاعت قصة سفرطاس الزَّعيم حتى خلتها ضرباً مِن المبالغة، شأن رؤيته في قرص القمر، أو وجوده حياً بعد قتله، مثلما حصل مع الحسين الحلاج (قُتل 309 هـ)، وإنه سيعود، وقد سمعت مِن أحد زوار الإمام الرِّضا بأنه سمع بوجود عبد الكريم قاسم هناك، وقصص اخرى لا تعد ولا تُحصى، وكلُّ هذا مِن أسباب الحب، فليس لدى الفقراء سوى الآمال، فحسب العقيد محسن الرُّفيعي (ت 2004) أن الزَّعيم اصطحبه في جولته الليلية إلى خلف السَّدة وكانت ليلة ماطرة فقال له: «انظر يميناً ويساراً، هل يمكن لبشر أن يعيش وسط هذه الأجواء، والله لأسكنهم في دور عامرة مجهزة بالماء والكهرباء وتتصل ببغداد بطرق معبدة» (الرُّفيعي، أنا والزَّعيم). وبالفعل شرع بذلك، وأسكن أهل الصَّرائف بدور تليق بالإنسان.
قال المعمار محمد مكية، أطال الله بعمره ناهز الآن الخامسة والتِّسعين، أن دُعي إلى مقابلة الزَّعيم بمقر وزارة الدِّفاع، فطلب منه تناول الغداء معه، وإذا به يفتح السِّفرطاس، المحمول مِن بيت شقيقته أو شقيقه، ولا يزيد على ما حمله السِّفرطاس مِن طعام (وردت في يوميات السِّنين). بعدها قرأت في مذكرات الطَّبيب العالم فرحان باقر: «في إحدى الزِّيارات لمقر الزَّعيم في وزارة الدِّفاع دعا مَن كان حاضراً لتناول الغذاء، والذي يُجلب مِن بيت أخيه بالسِّفرطاس... وكان الطَّعام فيها متواضعاً وبسيطاً جداً»(حكيم الحُكام مِن قاسم إلى صدام).
المصادر المؤكدة لنزاهة عبد الكريم قاسم مصدقة مِن خصومه قبل محبيه، وقصة السِّفرطاس في المقدمة. ونكاد نصاب بالغيبوبة لشدة المفارقة بين سفرطاس الزَّعيم وثراء الوكيل أو المدير العام والعمولات (الكومشن) مِن صفقات النِّفط والمقاولات اليوم، إلى رفاهية الإيفاد وما يؤسس خارج العِراق لعقارات قصور ومنازل، أين نهب البلد مِن السِّفرطاس، إنه درس في النَّزاهة ولا نزيد!
أما المفردة فتركية النِّجار (سفرتاسي)، وهي أوانٍ مِن الألمنيوم أو النُّحاس تركب الواحدة داخل الأخرى بمشبك ذي مقبض، ويستخدم السِّفرطاس لأصحاب المهن والعُمال، ومنها ما يؤجر مِن محال خاصة (البازركان، الألفاظ الدَّخيلة في اللهجة العِراقية الدَّارجة). ربما غابت آلة السِّفرطاس عن الوجود وحلت محلها آلات حافظات للشَّراب والطَّعام، وألحقت المكاتب بالمطابخ الرَّاقية، يديرها أفواج مِن الطُّهاة والطَّاهيات، لكن السِّفرطاس ظل محفوراً في ذاكرة وطن تبتلع خيراته الحيتان والقروش، وشعب مبتلى إلى حد الهزال والفاقة.
ختاماً، اقترح على هيئة النَّزاهة أن تتخذ مِن سفرطاس الزَّعيم شعاراً تنقشه على بوابتها، لقد قل مثيله في ماضي الحُكام وحاضرهم.
الاثنين، 23 مايو 2011
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات-مازن لطيف علي
مازن لطيف علي
الحوار المتمدن - العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
صدر عن دار ميزوبوتاميا في بغداد وبالتعاون مع مكتبة عدنان كتاب " الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق" للدكتور عبد الخالق حسين، الذي طرح سؤالاً قي مقدمته للكتاب، لماذا هذا الكتاب؟ ويجب المؤلف انه بدأ في كتابة مسودة هذا الكتاب في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وذلك بعد متابعاته وقراءاته لتاريخ العراق الحافل بالهزات السياسية، فتوصل المؤلف إلى قناعة بأن للطائفية السياسية دوراً مهماً جداً، بل والأهم في عدم الاستقرار السياسي في هذا البلد। فإذا كان كارل ماركس يعتقد بأن التاريخ البشري هو نتاج الصراع الطبقي، فإند. عبد الخالق حسين يعتقد أن تاريخ العراق الحديث هو نتاج الصراع الطائفي أكثر من أي صراع آخر، مع عدم إنكار الأسباب الأخرى التي اعتبرها عوامل مساعدة وثانوية للسبب الأول. لذلك يرى أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي، والازدهار الاقتصادي، والتقدم الاجتماعي في العراق بدون البحث في جذور الطائفية، وتشخيصها ومعرفة أسبابها، والعمل على إيجاد العلاج الناجع لها، وإزاحتها عن الطريق وإلى الأبد.
يتكون الكتاب من مقدمة و 16 فصلاً، وخاتمة (استنتاج)، وثلاثة ملاحق لها علاقة بالموضوع.
الفصل الأول تناول دور الطائفية في الأزمة العراقية، والرد بالأدلة التاريخية على الذين ينكرون وجودها. أما الفصل الثاني تناول نبذة تاريخية عن جذور الانقسام السني- الشيعي في الإسلام بعد وفاة الرسول محمد (ص) مباشرة، وما حصل في الخلافة الراشدية والأموية والعباسية من تداعيات وانقسامات، يليه فصل عن الطائفية في عهد الحكم العثماني. ثم فصول عن الطائفية في عهد الاحتلال البريطاني، ودور الشيعة في حرب الجهاد وثورة العشرين، وموقفهم من الحكم إبان العهد الملكي، ودور ساطع الحصري في تكريس الطائفية. كما وخصصالمؤلف فصلاً عن علاقة الطائفية بالصراع الطبقي. أما الفصل الثامن فيتعلق بدور البعض من الفقهاء الشيعة في العزل الطائفي، والفصل التاسع عن الطائفية في العهد ملكي، يليه فصل العاشر عن المحاولات التي بذلت في العهد الملكي للتخلص من الطائفية، أما الفصل الحادي عشر فيبحث في محاولات التشكيك في عروبة شيعة العراق وولائهم للوطن، وتهمة التبعية والشعوبية التي ألصقت بهم، والفصل الثاني عشر: التشكيك في إسلام الشيعة، والفصل الثالث عشر عن الطائفية في العهد الجمهوري، القاسمي والعارفي، والرابع عشر بعنوان: الطائفية في العهد البعثي. ثم الفصل الخامس عشر يبحث في وضع الحلول لمشكلة الطائفية وأزمة الحكم في العراق بصورة عامة، ثم الفصل السادس عشر حول إشكالية المشاركة أو المحاصصة في السلطة ما بعد حكم البعث. وفي الختام نضع استنتاج البحث.
أما قسم الملاحق، فيضم ثلاثة مواد، يعتقد المؤلف ان لها علاقة بمادة الكتاب، الأول: عن "حكم ولاية الفقيه"، والملحق الثاني وثيقة مؤتمر النجف للإصلاح السياسي، التي قدمها المرحوم الإمام محمد حسين كاشف الغطاء (وسميت بوثيقة النجف) في الثلاثينات من القرن الماضي، والملحق الثالث: مذكرة الشيخ محمد رضا الشبيبي في الستينات، قدمها في عهد الرئيس عبدالسلام محمد عارف.
يستخلص المؤلف في كتابه ان مشاكل العراق كثيرة، وعلى رأسها الصراعات الطائفية والأثنية، وهي ليست وليدة سقوط النظام البعثي الفاشي عام 2003، أو من نتاج الجيل الحالي، بل هي نتاج التاريخ والجغرافية، وتراكمات مظالم الحكومات عبر قرون. لقد ساعد موقع العراق الجغرافي المهم، كجسر يربط الشرق بالغرب، على مرور الموجات البشرية على أرضه منذ آلاف السنين، كما وساعد مناخه المعتدل، وتوفر مياهه على استيطان الكثير من القوميات على ضفاف أنهاره وتكوين أولى القرى والمدن في التاريخ، فصار بلاد الرافدين مهداً للحضارة البشرية، ومنبعاً لظهور الأنبياء والأديان، والمذاهب الدينية المختلفة. ففي العراق ظهرت حضارات عديدة، السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والكلدانية، والساسانية وغيرها، كما واعتنق سكانها ديانات عديدة مثل الزرادشتية، والمانوية، واليهودية، والمسيحية، وأخيراً الإسلام، لذلك امتاز شعبه بالتعددية القومية، والدينية، والمذهبية، واللغوية، والثقافية.
وبعد الفتح العربي- الإسلامي للعراق، من الطبيعي أن يتأثر الوضع الجديد والدين الجديد (الإسلام)، بشكل وآخر، بالثقافات والديانات الرافيدينية التي كانت سائدة قبل الإسلام. ولذلك صار العراق منبعاً لظهور مختلف المذاهب الإسلامية، والمدارس الفكرية، والتي دخل أتباعها في صراعات متواصلة، متباينة بين الشدة واللين، فتارة صراعات حادة شديدة يستخدم فيها السيف، وأخرى لينة تنحصر في سجالات بين أئمة هذه المذاهب والمدارس الفكرية، وتاريخ العراق حافل بهذه المآسي.
وفي عصرنا الراهن عانى الشعب العراقي كثيراً من الصراع الطائفي (السني- الشيعي)، والقومي (عربي- كردي- تركماني) والذي اتخذ أشكالاً مختلفة، ولعب دوراً كبيراً في عدم استقراره السياسي وازدهاره الاقتصادي. فخلال الحكم العثماني التركي الذي دام أربعة قرون، ورغم أن الشعب العراقي كله كان مضطهداً، إلا إن نصيب الشيعة من الظلم والحرمان كان مضاعفاً، حيث لم تعترف الدولة العثمانية السنية بمذهبهم، وعاملتهم كمرتدين وخارجين عن الإسلام.
وعند تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921، اختارت السلطة الجديدة، وبدعم من بريطانيا المحتلة، والقابِلة المشرفة على ولادتها، مواصلة سياسة الدولة العثمانية الطائفية ضد الشيعة، فاستحوذ الساسة المنتمين لمكونة واحدة، وهي العرب السنة، باعتراف الملك فيصل الأول، على حكم البلاد دون مشاركة بقية مكونات الشعب في الحكم، والثروة، والنفوذ بصورة عادلة. وقد برزت هذه السياسة بشكل حاد ومفرط في عهد حكم الأخوين عارف، ومن بعدهما حكم البعث الصدامي الذي مارس التهجير القسري للشيعة ومصادرة أموالهم. وفي هذه الحالة، تضطر الفئة الحاكمة فرض سيطرتها على بقية مكونات الشعب بالاستبداد، واستخدام القبضة الحديدية، وتبني سياسة "فرق تسد" بين مكنات الشعب الواحد، الأمر الذي جعل هذه المكونات في حالة عداء مستفحل فيما بينها، ظهرت نتائجها بعد سقوط حكم البعث كردود أفعال حادة للسياسات السابقة.
والأمر الآخر الذي تفاقم في الصراع الطائفي والأثني في العراق، هو أن لكل مكونة من مكونات الشعب العراقي تماثل(أخوة إما في المذهب أو في القومية) في دولة من دول الجوار، تستقوي بها عند الضرورة. لذا فبعد سقوط حكم البعث، ساهم تدخل دول الجوار في الشأن العراقي بذريعة دعم أخوتهم في المذهب والقومية، ولكن السبب الحقيقي هو لإجهاض النظام الديمقراطي الوليد، بسبب خوف هذه الدول من نجاح الديمقراطية في العراق، ووصول عدواها إلى بلدانهم، ومطالبة شعوبهم بالديمقراطية.
ولكن مع كل تعقيدات الوضع العراقي، وتدخل دول الجوار وغير الجوار في شأنه على شكل دعم الإرهاب والمليشيات الحزبية، إلا إننا نعتقد أن النظام الديمقراطي في العراق محكوم له بحتمية النجاح، لأن المسألة تتعلق ببقاء أو فناء هذا الشعب. فمعظم الدول الديمقراطية الناضجة مرت بالصعوبات التي يمر بها الشعب العراقي في مناهضة الديمقراطية، مع الاختلاف بالدرجة، ولكن في نهاية المطاف نجحت الديمقراطية في تلك الدول، والعراق ليس استثناءً، ومهما واجهت الديمقراطية العراقية الفتية من صعوبات ومناهضة داخلية وخارجية من قبل المتضررين منها، فلا بد وأن يصير العراق منارة وقدوة لشعوب المنطقة بالاقتداء به.
لذا نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة العراقية المزمنة التي سببها الصراع الطائفي والأثني، هو بناء دولة المواطنة المدنية العصرية الديمقراطية، تعامل جميع مواطنيها بالتساوي في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص، دون أي تمييز بينهم بسبب العرق، أوالدين، أو المذهب، يكون فيه الدين لله والوطن للجميع.
الأحد، 22 مايو 2011
عمر اﻟﻌﺸﮒ ما شابْ -فهيم عيسى السليم
عمر اﻟﻌﺸﮒ ما شابْ
فهيم عيسى السليم
في اللحظة التي سمعت فيها النبأ الكاذب عن وفاة الشاعر الكبير مظفر النواب كتبت:
يا بو أصابع ذهب يا خوية يا نوابْ
الكلب نار إشتعل والشعر كله إنصابْ
جا بعد ياهو اليمد للسمرة صوت الغزلْ
وجابعد ياهو اليفك للناس باب الأملْ
يا بو أصابع ذهب يا خوية يا نوابْ
من رحت راح الشعر ياسيد الأحبابْ
وها أنذا أضيف بعد التكذيب:
يا بو كلام الترف متروس كلّه شكرْ
لفلفت خيط الشمس ووديته عد الكمرْ
أكتب ياخويه شعر ودزّه بونين الريلّ
الشعر بعدك ﺤﭼﻲ ماله بحنين الليلْ
تعبنه حيل الوكت والشوﮒ هد الحيلْ
إنته أبونه الصدﮒ ولو طاح نجم ذويل
طاح الشعر وإندثر وإنشل صهيل الخيل
إكتب وإكتب بعد ياخويه يا نوابْ
اﻟﮕاع عطشى إلك وبعده الجرح ما طابْ
العطّاب كلّش أكو وما ينفع العطابْ
شلفوده ﮔهوة وضوه بليّة شعر نوابْ
إنت عمود الشعر ياسيد الأحبابْ
إكتب وإكتب بعد ياخويه يانوابْ
وين القطار العبر صاح ونسه العشاﮒْ
كل السجج هودرن وظل اﻟﮕطه المشتاﮒْ
مايصير هذا الوطن طول العمر ينباﮒْ
إكتب وإكتب بعد ما تخلص الأشواﮒْ
إنته حبيب الوطن يا خشبة السكّانْ
إنته رﮔبة اﻟﻌﺸﮓ والمعبر الولهانْ
وإنته حلاة الزرع ياأول الريحانْ
إكتب وإكتب بعد ياخويه يانوابْ
عمرك بطول اﻟﻌﺸﮓ
وعمر اﻟﻌﺸﮓ ما شابْ
عمر اﻟﻌﺸﮓ ما شابْ
نيسان2011
أوكلاند نيوزيلاند
حيـــــــف عليك يا عراق
حيـــــــف عليك يا عراق
فضيحة السفارة العراقية في لندن ببيع بطاقة الدعوات لحفل الزواج الملكي البريطاني
في حوارنا قبل بضعة أيام مع أحد الشخصيات السياسية الدبلوماسية حول الواقع المزري والمأساوي الذي وصلته إليه )وزارة الخارجية( نتيجة المحاصصة العائلية والحزبية والطائفية المقيتة , والفساد المستشري بالوزارة المالي والإداري وحتى الأخلاقي , وتسيد أشخاص جهلة وأميين ومزوري لشهاداتهم الجامعية , ويحملون صفة (دكتور) والذين تم تعينهم بمنصب (سفير) نتيجة لهذه المحاصصة الطائفية البغيضة التي ابتلى العراق بها .
فقد أوضح لنا شخصيآ السيد المسؤول , ومن خلال حديثنا معه , حول فضيحة أخلاقية تمس بصورة مباشرة سمعة العراق الدبلوماسية في بريطانيا , وتم التكتم عليها تتمثل بالاتي : " في الزواج الملكي البريطاني الشهير والذي جرى مؤخرآ والخاص بزواج الأمير وليام من كيت ميدلتون , قدم القصر الملكي البريطاني دعوات خاصة لأبرز شخصيات العالم السياسية والثقافية والفنية , ومن ضمن البرتوكول الدبلوماسي تم تقديم دعوات كذلك لكافة البعثات الدبلوماسية المعتمدة في بريطانيا لحضور حفل الزواج الملكي , وهي عبارة عن ثلاث دعوات موجهة لكل سفارة تشمل ( السفير / الملحق العسكري / الملحق الثقافي ) وقد وصلت ثلاث دعوات خاصة للسفارة (العراقية) لحضور حفل الزواج هذا وكانت كالأتي :
1: دعوة موجهة إلى السفير : وقد أستلمها القائم بالأعمال المؤقت ورئيس البعثة الوزير المفوض ( عبد المهيمن أحمد تقي العريبي ) .
2: دعوة موجهة إلى الملحق الثقافي : استلمها معاون الملحق الثقافي ( احمد عبد الرسول جودي البغدادي ) لا نه لا يوجد ملحق ثقافي لغاية ألان لذا استلمها المعاون (1) .
3: دعوة موجهة للمحلق العسكري بالسفارة : استلمها ( العميد سامي جبار جلوب ) (2) .
إلى ألان والموضوع يبدو طبيعي جدآ , ولكن المعيب والمخجل على سمعة الدبلوماسية العراقية في الخارج هو أن يقوم معاون الملحق الثقافي , والذي استلم الدعوة بديلآ عن الملحق لعدم وجود هذا الشخص بمنصبه حاليآ , وذلك بعرض بطاقة الدعوة هذه للمزايدة العلنية من خلال اتصاله بعدد من الموظفين الدبلوماسيين الذين يعرفهم بالسفارات العربية لغرض بيعها لهم , وفعلآ فقد رست المزايدة على بيع بطاقته , وتم شرائها من قبل السكرتير الثاني في سفارة الإمارات العربية في العاصمة البريطانية / لندن السيد صالح الفريدي وبمبلغ وقدره ( ثلاث ألاف جنيه إسترليني ) وبعدها علم الموظفين في القصر الملكي المختصين بتوجيه الدعوات بهذا الموضوع وقاموا بإلغاء البطاقة فورآ , وعلى أثر ذلك تم توجيه رسالة شديدة اللهجة للسفارة (العراقية) نتيجة لهذا الفعل المخزي والمدان , واتصل كذلك احد المسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية بالقائم بالأعمال ليسمعه كلام شديد اللهجة نتيجة هذا الفعل , ومن ضمن ما قال له المسؤول البريطاني حسب ما علمت : لقد كانت السفارة العراقية في عهد صدام حسين نعمل لها ألف حساب وحساب وكانت موضع احترام وتقدير دائم لدينا , عليكم أن تتعلموا دروس في أصول العمل الدبلوماسي لان فعلكم هذا معيب جدآ وغيره من الكلام شديد اللهجة .وبعد الاستفسار من قبل (العريبي) حول هذا العمل الذي قام به معاون الملحق رد عليه الأخير : بأنه يستحرم أن يذهب إلى مثل تلك الحفلات لأنها خارج تعاليمه الدينية والحزبية !! . فرد عليه احد الموظفين : ولكنك لا تستحرم أن تبيعها في السوق السوداء وبالمزايدة العلنية وتقبض ثمنها هذه بنظرك ليست حرام ؟!!+!.ثم يضيف لنا السيد المسؤول بأن نتيجة هذا الفعل فقد تم وضع موظفي السفارة (العراقية) من قبل القصر الملكي والحكومة البريطانية في القائمة التي لا يمكن أن يتم توجيه دعوات خاصة لهم من ألان وصاعدآ لحضور المناسبات التي تقام في القصر الملكي البريطاني نتيجة هذا الفعل , ولتخوفهم من أي عمل تخريبي قد يحصل نتيجة لهذا الفعل , لأنهم يتخوفون من أن يتم تسريب مثل تلك بطاقات الدعوة لأشخاص خطرين .هذه احد الحلقات من المسلسل الطويل والمستمر بنجاح , والذي يعكس بصورة واضحة جدآ واقع حال فضائح الدبلوماسية في عهد الحكومات المنصبة التي تعاقبت على حكم الدولة العراقية بعد الغزو والاحتلال الأمريكي البغيض .
السبت، 21 مايو 2011
العرب في عيون يابانية-متدينون جداً .. فاسدون جداً-تلخيص وترجمة : منى فياض
العرب في عيون يابانية :
متدينون جداً .. فاسدون جداً
صدر مؤخراً كتاب ولم يلفت الانتباه بشكل كاف،
وهو كتاب الياباني نوتوهارا
حول "العرب من وجهة نظر يابانية" .
يكتب نوتوهارا بعد ان تعرف على العالم العربي منذ العام 1974 وزار العديد من بلدانه واقام فيها لفترات، انطباعاته المحايدة عن هذا العالم .
ومن اللافت ان اول ما يقوله عن عالمنا العربي:
"ان الناس في شوارع المدن العربية غير سعداء، ويعبر صمتهم عن صرخة تخبر عن نفسها بوضوح". وهو يعيد هذا الشعور الى غياب العدالة الاجتماعية، لأنها اول ما يقفز الى النظـر. وهذا ما يؤدي في نظره الى الفوضى.
كما انه يلاحظ كثرة استعمال العرب لكلمة ديموقراطية، وهذا لا يعبر سوى عن شيء واحد: عكسها تماما، الا وهو القمع وغياب الديموقراطية. ولهذا القمع وجوه عدة: منع الكتب، غياب حرية الرأي وحرية الكلام وتفشي ظاهرة سجناء الرأي.
ويشير نوتوهارا، كمراقب اجنبي، ان العالم العربي ينشغل بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد. لذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم. وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الآخرين.
يغيب مفهوم المواطن الفرد وتحل محله فكرة الجماعة المتشابهة المطيعة للنظام السائد.
وعندما تغيب استقلالية الفرد وقيمته كانسان يغيب ايضا الوعي بالمسؤولية: عن الممتلكات العامة مثل الحدائق او الشوارع او مناهل المياه ووسائل النقل الحكومية والغابات ( باختصار كل ما هو عام ) والتي تتعرض للنهب والتحطيم عند كل مناسبة.
ويجد نوتوهارا ان الناس هنا لا يكترثون او يشعرون بأي مسؤولية تجاه السجناء السياسيين، الافراد الشجعان الذين ضحوا من اجل الشعب، ويتصرفون مع قضية السجين السياسي على انها قضية فردية وعلى اسرة السجين وحدها ان تواجه اعباءها.
وفي هذا برأيه اخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية. يعطي مثلا عن زياراته الخمس لتدمر ( سوريا ) دون ان يعرف ان فيها سجنا مشهورا، وهو حتى الآن لا يعرف موقع هذا السجن بسبب الخوف الذي يحيط به بالطبع. فعند السؤال عن سجن ما يخاف الشخص ويهرب، كأن الامر يتعلق بسؤال عن ممنوع او محرم.
الخوف يمنع المواطن العادي من كشف حقائق حياته الملموسة.
وهكذا تضيع الحقيقة وتذهب الى المقابر مع اصحابها.
الناس في العالم العربي " يعيشون فقط " بسبب خيبة آمالهم وبسبب الاحساس باللاجدوى او اليأس الكامل، وعدم الايمان بفائدة اي عمل سياسي.
في العالم العربي يستنتج الشخص افكاره من خارجه، بينما في اليابان يستنتج الناس افكارهم من الوقائع الملموسة التي يعيشونها كل يوم،
وهو يتابع : في مجتمع مثل مجتمعنا نضيف حقائق جديدة، بينما يكتفي العالم العربي باستعادة الحقائق التي كان قد اكتشفها في الماضي البعيد. والافراد العرب الذين يتعاملون مع الوقائع والحقائق الجديدة يظلون افرادا فقط ولا يشكلون تيارا اجتماعياً يؤثر في حياة الناس.
يشير هنا الى التجربة اليابانية التي عرفت ايضا سيطرة العسكر على الامبراطور والشعب وقيادتهم البلاد الى حروب مجنونة ضد الدول المجاورة انتهت الى تدمير اليابان. وتعلم الشعب الياباني ان القمع يؤدي الى تدمير الثروة الوطنية ويقتل الابرياء ويؤدي الى انحراف السلطة.
"لكن اليابانيين وعوا اخطاءهم وعملوا على تصحيحها وتطلب ذلك سنوات طويلة وتضحيات كبيرة، وعوا ان عليهم القيام بالنقد الذاتي قبل كل شيء وبقوة.
الانسان بحاجة الى النقد من الخارج ومن الداخل مهما كان موقفه او وظيفته الاجتماعية او الهيئة التي ينتمي اليها، ان غياب النقد يؤدي الى الانحطاط حتى
الحضيض".
وهو يكتب : "كثيرا ما ووجهت بهذا السؤال في العالم العربي :
لقد ضربتكم الولايات المتحدة الاميركية بالقنابل الذرية فلماذا تتعاملون معها؟
ينتظر العرب موقفا عدائيا عميقا من اليابانيين تجاه الولايات المتحدة الاميركية. ولكن طرح المسألة على هذا النحو لا يؤدي الى شيء،
علينا نحن اليابانيين ان نعي اخطاءنا من الحرب العالمية الثانية اولا ثم ان نصحح هذه الاخطاء ثانيا. واخيرا علينا ان نتخلص من الاسباب التي ادت الى القمع في اليابان وخارجها.
اذن المشكلة ليست في ان نكره اميركا اولا، المشكلة في ان نعرف دورنا بصورة صحيحة ثم ان نمارس نقدا ذاتيا من دون مجاملة لأنفسنا. اما المشاعر وحدها فهي مسألة شخصية محدودة لا تصنع مستقبلا.
في اليابان، بعد الحرب العالمية الثانية، "مد الياباني يده الى الاميركي يطلب مادة متوافرة عند الآخر. وقتئذ كان شعورنا غير واضح، فمن جهة لم يكن عارا علينا ان نأخذ ممن يملكون ولكن من جهة ثانية، لم تكفّ نفوسنا عن الاضطراب والتوتر الداخلي، والشعور بالحرج،
عرفنا معنى ان لا نملك ومعنى الصدام بين ثقافتين او الاحتكاك بينهما".
يشير المؤلف الى الكاتب المصري يوسف ادريس الذي تعرف على المجتمع الياباني وكان يتساءل دائما عن سر نهضة اليابان وتحولها من بلد صغير معزول الى قوة صناعية واقتصادية،
الى ان حدث مرة ان راقب عاملا فيما هو عائد الى فندقه في منتصف الليل يعمل وحيدا وعندما راقبه وجده يعمل بجد ومثابرة من دون مراقبة من احد وكأنه يعمل على شيء يملكه هو نفسه. عندئذ عرف سر نهضة اليابان،
انه الشعور بالمسؤولية النابعة من الداخل من دون رقابة ولا قسر. انه الضمير اكان مصدره دينيا او اخلاقيا. وعندما يتصرف شعب بكامله على هذه الشاكلة عندها يمكنه ان يحقق ما حققته اليابان.
ومن الامور التي لفتت نظره في مجتمعاتنا، شيوع القذارة في الشوارع، مع اننا نعد انفسنا من انظف شعوب العالم ونتباهى ان صلاتنا تدعونا للنظافة ! فهل يقتصر مفهوم النظافة على الشخص والمنزل فقط ؟
لقد دهش نوتوهارا مرة عندما زار منزل صديق له في منطقة تعاني من سوء نظافة شديد كيف ان الشقة كانت كأنها تنتمي الى عالم آخر. الناس هنا لا تحافظ على كل ما هو ملكية عامة، وكأن الفرد ينتقم من السلطة القمعية بتدمير ممتلكات وطنه بالذات.
وتدعم دراسة اخرى هذه الملاحظات، فيظهر لدى الكبار في السن من العرب توجها اوضح لتعليم اطفالهم احترام كبار السن، والحاجة الى تحصيل حياة افضل واحترام الذات، بينما تتأخر قيم اخرى مثل المسؤولية والاعتماد على الذات وتقبل الآخرين ( وهي التي وضعها عرب اميركا في اعلى سلم خياراتهم ).
وتبين هذه الدراسة اعطاء اهمية كبيرة للدين في كل من الاردن والسعودية والمغرب ومصر، اي اكثرية العرب ! فيجد المصريون والسعوديون ان تعليم الدين يعد اهم قيمة لتعليم الاطفال.
كذلك اختار المغاربة تعليم الدين والطاعة ليمنحوهما اعلى درجات، وكانت قيمة احترام الذات من ادناها ".
والمشكلة ليست في تعليم الدين بالطبع، لكن سؤالنا متى لم يكن تعليم الدين اولوية في عالمنا ؟ وما دام الامر كذلك فلماذا نحن على هذه الحال ؟
واين القوى والحس بالمسؤولية والضمير الديني بينما يتفشى الفساد الى هذه الدرجات المخيفة ؟ المشكلة اذن كيف يتم تعليم الدين وعلى اي قيم دينية يتم التركيز؟
ومن المشاكل التي نعاني منها، ويشير اليها نوتوهارا ما يسميه الموظف المتكبر
يكتب : "يواجه الياباني في المطار الشعور بالاهانة امام طريقة تعامل الموظفين مع المسافرين وايقافهم بأرتال عشوائية وتفضيلهم السماح لبعض الشخصيات المهمة بالمرور امام نظر جميع المسافرين".
وهذا الامر لا يواجه الياباني فقط بل يواجهه كل مواطن عربي غير مدعوم بواسطة او معرفة موظف ما.
كذلك يندهش الاجنبي من مسألة الغش المتفشية في بلادنا، ويشير الى غش موظفة مصرف تعرّض له في تبديل العملة، فهو لم يفكر بعدّ النقود بعدما استلمها واستغرب ان تسرقه وهي كانت لطيفة معه ومبتسمة !!
مرة طلب منه موظف مبلغا من المال في مطار عربي، فاعطاه اياه معتقدا انه رسم، لكن نقاش زميل للموظف وتوبيخه له جعله يعتقد ان في الامر سوء استخدام وظيفة. لكن بعد ذلك ترك الموظف زميله ومشى دون ان يفعل اي شيء.
انه الصمت المتواطئ ( لا دخل لي ) الذي يؤدي الى غياب اي رقابة واطلاق الحرية للفاسدين.
لذا لا نعود ندهش عندما يسرد لنا كيف عرض عليه موظف متحف شراء قطع آثار قديمة. لكنه كياباني لم يستطع ان يصدق كيف ان موظفا اختاره وطنه ليحرس آثاره يخونه ويخون شرفه وتاريخه ويبيع آثارا تركها اجداده منذ آلاف السنين !
ويروي على لسان صديق له ياباني وله وجه مبتسم كيف انه لما مر امام منزل مسؤول صفعه الحارس ظنا منه انه ربما يضحك عليه. موظف السفارة اليابانية قال له: "اشكر ربك انه اكتفى بصفعك "!،
يرى في ذلك تواطؤا غير مبرر ولا يليق ببعثة اجنبية. واكثر ما يثير دهشة كاتبنا الياباني اعتياده على ان رئيس الوزراء الياباني يتغير كل سنتين لمنع اي شكل من اشكال الاستبداد، فالحكم الطويل يعلم الحاكم القمع، بينما في البلاد العربية يظل الحاكم مدى الحياة !
الحاكم العربي يتمتع بامتيازات ما قبل العصور الحديثة واستثناءاتها. ومهما كان الفرد استثنائيا فان مهمات قيادة الدولة اوسع من اي فرد استثنائي.
فالحاكم عنده مهمة اكبر من الانسان العادي بينما قدرته محدودة. الفرد الذي يفشل في تحمل مسؤوليته يغير ويحاسب. والحاكم مثل اي مواطن آخر، فهناك مساواة فعلية امام القانون
ويعطي مثال سجن رئيس وزراء ياباني واعتقاله كأي مواطن ياباني عندما اكتشف ضلوعه في فضيحة لوكهيد. لا شيء يحمي الفرد اذا كان مذنبا. ومع ذلك نجد ان ابنته الآن عضو بارزة في البرلمان، مما يعني انه لم يحل ذنب والدها في وصولها بكفايتها الى ما هي عليه.
ان اكثر ما اثار دهشته كيف ان الحاكم العربي يخاطب مواطنيه: بيا ابنائي وبناتي ! الامر الذي يعطيه صفة القداسة وواجب طاعته. وهو بهذا يضع نفسه فوق الشعب وفوق النظـام والقانون، ويحل محل الاب ويتخذ صفة الاله الصغير.
اما عن تعاملنا مع اطفالنا، فهو يشير الى وجود الاعتداء الجنسي الذي لم يفصّله نظرا الى حساسيتنا تجاه الموضوع واكتفى بلفت النظر الى مسألة ترك الاولاد في الشوارع من دون رقابة الاهل.
لا يمكن في فرنسا او اي بلد مماثل رؤية اولاد في الشارع من دون مرافقة بالغين. ناهيك عن شيوع استعمال الضرب في المدارس وسماع بكاء الاطفال.
ربما يجعلنا ذلك نتأمل في انفسنا ونقوم بنقدها على نحو جذري كي نعرف مكامن الخلل في قيمنا وسلوكنا ونظامنا التربوي
ولكي نحاول اللحاق بمتطلبات عصر لن يقف منتظرا ان نجهز لدخوله.
( تلخيص وترجمة : منى فياض )
الفنان الايراني سابزي-ترجمة د.غالب المسعودي
الفنان الايراني سابزي
ولد في الأهواز، إيران، بدأ الرسم في سن مبكرة انجز لوحات ومو في الثانية عشرة من عمره ساعدته عائلته ومعلميه في تنمية موهبته الفذة . حصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الزراعية في جامعة شابور الجندي. "يفضل سابزي المساحات الزراعية الواسعة لنقاء اجزائها البدائية"، كما يقول، موضحا ان الحساسية لديه بدأت في وقت مبكر للمفاهيم الفنية. انجز معظم اعماله لتمثل النمط الروحي للمساحات المفتوحةتتراوح اعماله بين الرمزية والرسم التجريدي،وهناك ، أنماط رمزية معقدة هي التي تشكل خلفيات مؤلفاته. ازدواجية مشاعر ، ولغة الجسد والموقف من موتيفاته الإنثوية في الغالب على خلفية من الأشكال والنماذج ، و
ملمس ، وخطوط ولون لجعل البيانات الفنية عن الحب والجمال تحلق في الفضاء
الجمعة، 20 مايو 2011
كوكوش.. طفلة الشرق وسحره الذي لا يشيخ-ترجمة وتقديم: د. ماجد الحيدر
كوكوش.. طفلة الشرق وسحره الذي لا يشيخ
أغنيات خالدات-الحلقة الرابعة عشرة-كوكوش.. طفلة الشرق وسحره الذي لا يشيخ
أغنيات خالدات-الحلقة الرابعة عشرة
كوكوش.. طفله الشرق.. وسحره الذي لا يشيخ
ترجمة وتقديم: د. ماجد الحيدر
تعد كوكوش (واسمها الحقيقي فائقة آتشين) أشهر وأهم مغنية وممثلة إيرانية في القرن العشرين. وهي في عطائها الفني الذي بدأ منذ نعومة أظفارها وما زال مستمراً حتى اليوم، حققت من الشهرة والجماهيرية في إيران والدول المجاورة والدول العربية وأوربا وامريكا ما لم ينافسها فيه فنان إيراني باستثناء زميلها داريوش إقبالي.
ولدت عام 1950 لأب من أصول إيرانية أذربيجانية كان قد عاد الى طهران قبل سنوات من ولادتها وامتهن العمل في مجال الاستعراضات الفنية والألعاب السحرية في مسارح ونوادي طهران. كانت طفلة صغيرة حين انفصل والداها فتولت تربيتها امرأة أرمنية أطلقت عليها هذا الاسم الأرمني الذي تبنته في ما بعد إسما فنيا لها. ثم شرع والدها، عندما اكتشف موهبتها المبكرة في تقليد مطربي زمانها، باصطحابها الى المسرح وإشراكها في عروضه، ثم بدأت بتقديم أعمالها الخاصة وازدادت شهرتها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت الفنانة الأولى في بلادها، ولكنها تعرضت وهي صبية الى ابتزاز أحد أصحاب الملاهي الذي احتكر صوتها وتزوجها في ما بعد لتنفصل عنه بعد خمسة أعوام بعد أن أنجبت منه ابنها الوحيد "قمبيز".
بعد وصول رجال الدين الى الحكم عام 1979 أرغمت كوكوش شأن أغلب فناني بلادها الى الانزواء والصمت، وسجنت لعدة أشهر لاتهامها بالزواج غير الشرعي من همايون مصداقي الذي تطلقت منه بعد عدة أعوام لتقترن بالمخرج المعروف مسعود كيميائي، كما أشيع أنها تزوجت أو أرغمت على الزواج من أحد الملالي المتنفذين. لكنها نجحت في النهاية، مع جو الاصلاحات الذي صاحب مجيء خاتمي الى سدة الرئاسة، في الخروج من إيران لإقامة عدد من الحفلات الخيرية في كندا.. ولم تعد من يومها الى إيران..
تجيد كوكوش الغناء بالفارسية والتركية والأذربيجانية والأفغانية والهندية والعربية والانكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، ولها قدرة على التألق في أداء مختلف الإيقاعات والأساليب ابتداءً من الروك (الذي كانت أول مطربة شرقية تجيده وتشتهر به) الى الغناء الشعبي التقليدي مروراً بالإيقاع الراقص والسلو والقصيدة الكلاسيكية المغناة ناهيك عن الأغنية السياسية، حيث أثارت قبيل سنوات ضجة كبيرة بتقديمها لـ"فيديو كليب" جديد مثير للجدل صوّرته في أمريكا بعنوان "شك ميكونم"، أي "أنا أشك"، تنتقد فيه الأنظمة الدينية، أيا كانت، وتحذر من الأوجه الشيطانية لبعض أدعياء الدين، وعدم ترددهم في ربط الأحزمة الناسفة حول أجساد الفتيات الصغيرات البريئات وإرسالهن للقيام بالعمليات الانتحارية بعد تعليق مفاتيح الجنة في رقابهن.
وكوكوش، الى جانب ذلك فنانة استعراضية وممثلة سينمائية كبيرة، وهي برغم سنيها الستين ما زالت تتمتع بنضارة وجمال وحيوية وشعبية قل نظيرها في أوساط الشباب داخل بلادها وخارجها، مما جعلها أحد الأصوات المؤثرة في حركة الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب الإعلان عن فوز أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الأخيرة حيث شاركت فيها وألقت خطبا حماسية مؤثرة سعت فيها، كما قالت، الى أن تكون "صوت الأمهات الحزينات اللاتي فقدن أبناءهن خلال الاحتجاجات السلمية"
حازت كوكوش خلال حياتها الفنية الطويلة على العشرات من الجوائز والأوسمة والألقاب الفنية في أرجاء العالم ممثلة ومغنية، كما انتج عام 2000 فلم وثائقي طويل عن حياتها بعنوان "كوكوش، ابنة إيران" تناول حياتها الحافلة وعطاءها الفني الزاخر.
(1) صدقني
صدقني .. صدق صوتي؛
صوتيَ المُتعَب المرير.
صدقني.. صدّق فؤادي؛
فؤادي الذي مثل جبلٍ عظيمٍ
لكنه محطمٌ.. كسير.
صدقني.. صدق يديَّ؛
يداي للرقة قارورتان.
صدقني.. صدق عينيَّ؛
عينايَ قصيدتان خاشعتان.
وسوسة الوقوع في العشق
تُلهبُ بنبضها لحظاتي.
وتخنقي الحسرات إذ أغالب
رغبةً في الصراخ باسمه.
اسمك.. أياً كان اسمك
يشجيني.. كبيتٍ من الشعر.
كالرحيل هو.. مليء بالوسوسات
وحقيقيٌّ.. مثلَ منفايَ
صدقني.. صدق اسمي
أنا فصل تساقط الأوراق كالمطر.
شجيرةٌ يبيسةٌ أنا
مطرودةٌ.. من جِنائن الزهور
وندى الصباحات.
حبةُ بَرَدٍ أنا.. ترقد في يديك.
صدقني.. أبداً صدقني
كما أنا في عشقي.. صادقة.
صدقني.. صدق كلماتي
فأنا.. أنا عاشقةٌ أبدية..
رابط الأغنية
http://www.youtube.com/watch?v=f1SV_4_r7vc
(2) ها قد وصلتُ
قد وصلتُ..وَي وَي.. ها قد وصلتٌ!
ها هو الحب ينادي، قد وصلت
كي أقيم من جديد.. عرشَ الدلالِ والغنج
قد وصلتُ.. وااااي.. قد وصلت!
أي حبيبي، فلتعش مائةً من الأعوام
ولتكن أبداً.. جاري.. ولصقَ داري!
نعم ليتك جاري، ليت يديك تظللاني
وليتك قسمتي ونصيبي.. أنا العاشقة المسكينة!
الحب جاء، ونصب خيمته في صحراء قلبي
وأوثق أقدام قلبي
بسلاسل الوفاء
ويح قلبي إن لم يستجب الحب
لاستغاثتي.. ونداء قلبي
وتعال كي نفر، أنا وأنتَ، من هذي البلاد
تمسكُ بيدي، وأتشبت أنا بثيابك
ولنبق هناك حتى يصيبنا السأم
أنتَ من هم غربتك
وأنا.. من همكَ أنت!
قد وصلتُ..وَي وَي.. ها قد وصلتٌ!
ها هو الحب ينادي، قد وصلت
كي أقيم من جديد.. صرحَ الدلالِ والغنج
قد وصلتُ.. وااااي.. قد وصلت!
رابط الأغنية:
http://www.youtube.com/watch?v=p_fTA-EJHvg
(3) الحب
الحب أغنيةُ مهدٍ
يغنيها في الليالي المطر
الحب.. وقع قطرات المطر.. على زجاج الشبابيك
الحب لحظات يلامس فيها الندى
خدود الياسمين
وتشرع الطيور بالسفر
أنت، لا سواك أيها الحب
تؤأمي.. وصديقي الوحيد
وسكوتي.. وصرختي.
أنت، لا سواك، من يمنحني لهفة البقاء
وحزنَ أشعاريَ الأخرس المرير.
وحين تطبق الدنيا في أسىً تعجز عنه الكلمات
أنت، لا سواك، من يصرخ بأحزاني.
أنت تؤأمي.. وصديقي
وسكوتي.. وصرختي.
يداكَ تدلاني على الشمس
وتفتحان عينيَّ المغمضتين
شفتاك تعيدان على مسامعي
همسات الطيور
وحين تصبح الحياة.. كريهةً لا تطاق
ويصبح الليل والنهار.. محض تكرارٍ ممل
عسى أن يصبح الحب لبعض العاشقين
لحظة صحوهم العظيمة
الحب أغنيةُ مهدٍ
يغنيها في الليال المطر
وقع قطرات المطر.. على زجاج الشبابيك
واللحظات الأثيرة لمكوثي معك
الملجأ الأخير.. لوجودي
وتوأمي.. وصديقي
وصرختي.. وسكوتي...
رابط الأغنية:
http://www.youtube.com/watch?v=XHde7Rugr0c
الأربعاء، 18 مايو 2011
الله بالخير -اخوكم احمد بن حسن بن آل زعبي
الله بالخير
تماما كمن يربح ورقة يانصيب دون ان يشتريها .. تلقى الأردنيون خبر قرب انضمامهم الى مجلس التعاون الخليجي دون ان يسعوا الى ذلك. لذا لم يجدوا ما يعبّروا به عن فرحهم ومفاجئتهم الا بالسخرية الجادة عن آلية تجسير المفارقات الثقافية بيننا وبين الأشقاء الخلايجة... فمثلاً تعرّضت أكثر من عشرين مرّة..خلال مشواري الصباحي من الفرّان الى الفوال الى الملبنة للسؤال ألأكثر شيوعاً هذه الفترة : "اشتريت دشداشة"؟..كما فاجئني أكثر من صديق وفرك "نيعي" بخفة دم "لا تطاق" سائلا: "ليش بعدك مش مربي "سكسوكة" ؟...وزاد الطين بلّة تذمر سائق تكسي حملني من اللويبدة الى وسط البلد وجعلني أحتار معه، عندما قال : كان الخلايجة ييجوا يصيفوا عندنا ..هسع بعد ما صرنا خلايجة يا ترى وين بدهم يروحوا يصيّفوا؟؟..
الأمور لم تتوقف عند هذا الحد ام العيال كذلك"ساقت بالدور" وصارت تناديني "بو حمد" مع اني منذ سبع سنوات "أبو عبد الله" ..وفوق ذلك باتت تطالبني بإحضار جبنة كيري سريعة "الدهن" وأرز ابو بنت" وتسأل ان كان لــمجوهرات "داماس" فروع في الرمثا... الكل يحاول ان يتأقلم مع الحالة الجديدة ، فعلى زاوية بيتنا كان طفل يمسك برقبة آخر ويقول له :أنت خليجي خليجي..ولا خليجي من أصل أردني؟؟ ..وعند محل "البوسكليتات" القريب ، صادفت مصطفى فغاغا يحاول مسح وشم على كتفه بمادة "التينر" كان قد وشمه ذات جاهلية تحت اسم "النشمي"..محاولاً استبداله بــ"راعي الهمر".. واستكمالا لمتوالية التغيير ،وحتى لا اكون المواطن الخليجي الوحيد في دول مجلس التعاون الذي يقتني "كيا سيفيا ون" اطمح من حكومتنا الخليجية "طال الله في عمرها" ان تسمح لي باستبدال الكيا "بجمس أحمر" له زجاج مظللّ وعجل "السبير من ورا"..طبعاً على نفقة الدولة وذلك حفاظا على سمعتنا بين الأشقاء الأعضاء..
يااااه ما زال لدي متسع من الأحلام الكبيرة،أخيرا سأشرب شاي الربيع وأتسوق في "الستي سنتر" وارش دهن العود، وأنام تحت المكيف المركزي ، واعطي مواعيد في ستار بوكس، وأقول "مابو خلاف"..و"يا ريّال".."خلي عنك الهمبقة"..كما سأقول: "جوتي" عن الحذاء..وقوطي عن العلبة..و"قطو" عن القطّ..وبشكارة عن الخدامة..و"دريول" عن السايق..و"ليسن" عن رخصة السياقة ،و"دريشة" عن الشباك و عيش عن السمك ،"وفريج" عن الحارة و"غروسري" عن الدكانة..و"كندورة" عن الدشداشة..و"سيدا" عن دغري..و "رمسني" عن "كلمني" ..و"تاير" عن العجل..و"الديرة" عن الوطن... ياااااه كلش حلو..وايد حلو **
شفتوا؟؟؟ كنا نريد ان نباطح الصخر الزيتي 20 سنة لكي نعصره ونكرره ونصفيه لنصبح دولة نفطية مثل الدول الخليجية ..ها قد صرنا دولة خليجية بدون ان نصبح دولة نفطية..!!! ربٌّ يُعبد.
اخوكم احمد بن حسن بن آل زعبي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)