الأحد، 10 أبريل 2011

التوريث المنوي عند العرب-كاظم فنجان الحمامي


التوريث المنوي عند العرب

كاظم فنجان الحمامي

سارت الخلافة الراشدية بين الشورى والاستخلاف في مسارين متقاربين متوازيين, فالخلافة إما أن تكون بالشورى, حيث يجتمع أهل الحل والعقد على رجل صالح, أو بالاستخلاف وتطبيق منهاج النبوة, حيث يستخلف الحاكم رجلا صالحا, وهذا هو النهج الذي اعتمدته الأمة في مرحلة الخلافة الراشدية, وهي المرحلة التي شملها الحديث الشريف, الذي رواه (سفينة) مولى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم, يقول: (الخلافة ثلاثون عاما, ثم يكون بعد ذلك الملك), رواه أحمد, وأبو داود, والترمذي, وأبن حبان, وقالوا عنه (حديث حسن), وهذا هو نظام الحكم العادل, والمسار الصحيح الذي انحرفت عنه الحكومات العربية والإسلامية, فجنحت نحو تطبيق متوالية التوريث المنوي من الأب إلى الابن, ومن الابن إلى ابن الابن, إلى ابن ابن الابن, وكان الملوك والسلاطين والأمراء يتأرجحون في بندول السلطة بين المبدأ القائل: (لن اترك الحكم حتى الموت), والمبدأ القائل: (لا حكم من بعدي إلا لولدي),

فانحصر السلطان في قبضة أجيال وأجيال ينتمون إلى أسرة واحدة, تداول رجالها الحكم بالتعاقب من الآباء إلى الأبناء إلى الأحفاد, من دون الرجوع إلى أهل الحل والعقد, حتى اتسع البون بين الخلافة والملك, وتشبث رؤساء العوائل المالكة بصولجان الحكم, ولم يتنازلوا عنه لغيرهم إلا بالحروب والانقلابات والدسائس والمؤامرات والاغتيالات, ثم انتقل الحكم إلى أطفال ومراهقين دون سن الرشد, لا تتوفر فيهم الكفاءة ولا الصلاحية, والشواهد التاريخية على أمثال هؤلاء كثيرة, ومثبتة في سجلات الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والادريسية والحمدانية والسلجوقية والبويهية والعثمانية, نذكر منهم (معاوية بن يزيد), الذي ورث الحكم عن أبيه وهو في الثالثة عشر من عمره, و(مروان بن الحكم), الذي أوصى بانتقال الحكم إلى ولديه (عبد الملك وعبد العزيز) بالتعاقب, فاستحوذ عبد الملك على العرش, وورّث الحكم إلى ولديه (الوليد, وسليمان) بالتعاقب أيضا, ثم استحوذ الوليد على العرش, وورّث الحكم إلى ولديه (الحكم وعثمان) بالتعاقب أيضا, وهما لا يزالان طفلين صغيرين, ومن المفارقات المضحكة أن (الأمين بن الرشيد) أمر بتوريث الحكم إلى ابنه (موسى) وهو طفل رضيع, وكان لقبه (الناطق بالحق) قبل أن ينطق بحرف واحد, وأوصى (العزيز بالله) بالخلافة لابنه (الحاكم بأمر الله) وعمره ثمان سنوات, وصار السلاطين (محمد الثاني), و(أحمد الأول), و(محمد الثالث), و(عثمان الثاني), و(مراد الرابع) خلفاء في الدولة العثمانية وهم في سن المراهقة.

ولم يكتف الطواغيت الكبار والصغار بما نهبوه من ثروات, وما ارتكبوه من آثام عبر هذا التاريخ الطويل من القهر والتسلط والاستبداد, بل جعلوا أحفادهم وأحفاد أحفادهم امتدادا لطغيانهم وعبثهم واستهتارهم, وكنا نحن الفريسة والضحية في كل العصور حتى يومنا هذا, الذي انتقلت فيه عدوى التوريث إلى الأنظمة الجمهورية الدستورية, في الوقت الذي واصلت فيه الأنظمة العربية الموروثة تمسكها بمبدأ التوريث المنوي, ولسنا هنا بصدد التطرق لأسماء أبناء الرؤساء, الذين كانوا حتى يوم انفجار بركان (البوعزيزي) قاب قوسين أو أدنى من التسلق فوق كرسي الرئاسة, لكن الملفت للنظر أن حمى التوريث المنوي سرت في شرايين الدول العربية كلها,

وصار من حق ابن الوزير أن يصبح وزيرا, ومن حق ابن البرلماني أن يكون برلمانيا بالاستنساخ, وظل التوريث المنوي من سمات التركيبة العشائرية والقبلية عند العرب, وصار من حق ابن شيخ العشيرة أن يكون شيخا بالتلاقح, ومن حق ابن العمدة أن يصبح عمدة على سن ورمح, وصار التوريث من الحقوق المسلم بها في مهزلة التوريث العائلي المقدس , أما نحن فلم نرث شيئا سوى الألم والحزن والفقر والعوز والفاقة, وورثنا الخوف والرعب والقهر, وضاعت حقوقنا كلها في بحار السياسات الهمجية الاستبدادية المتراكمة. . . .

السبت، 9 أبريل 2011

كتابات - د. أكرم المشهداني من (حسون الأمريكي) إلى (أبو نعال)... ظواهر تكشف الخلل في منظومة قيمنا المجتمعية ؟-


من(حسون الأمريكي) إلى (أبو نعال)... ظواهر تكشف الخلل في منظومة قيمنا المجتمعية ؟ 7 نيسان 2011 كتابات - د. أكرم المشهداني أطلعنى أحد الأصدقاء عبر النت على مجموعة أفلام مصورة بكاميرة الهاتف الجوال، منشورة على شبكة (يوتيوب)، صورتها مجموعة من الأشخاص في مدينة سوق الشيوخ بمحافظة الناصرية، للشخصية الشعبية المحلية الشهيرة بأبي أنعام والذي حُرّف لقبه من قبل المجتمع المحلي إلى (أبو نعال)، وتحولت هذه الشخصية إلى شخصية كارتونية بأفلام بثتها بعض الفضائيات والمواقع الالكترونية مستخدمة إياها في إطار حملة النقد والرفض الشعبي للأداء الحكومي. ولقد تألمت كثيرا للطريقة المُقرفة والمؤذية التي كان يعامل بها (أبو أنعام) من قبل بعض شبان مدينته، وأنا شخصياً كنت أعتبر هذا الرجل حفيداً للشخصية البغدادية المرحوم حسون العبيدي الشهير بـ(حسون الأمريكي) الذي ذاع صيته في مدينة بغداد أواسط الستينات، فقد كان يتلقى التهكم بل والضرب والاعتداء عليه والاتهام بالجنون، رغم انه كان يمتلك من الحكمة والذوق ما يفتقده منتقدوه ومهاجموه.. وبالتأكيد هناك شخصيات مماثلة في أي مدينة أو مجتمع، لكن لم تأخذ المدى الإعلامي الذي أخذه حسون وأبي أنعام.. في محافظة الناصرية تلقى (أبو أنعام) والذي حرفوا اسمه الى (أبو نعال)، ذات ماتلقاه حسون الأمريكي من مضايقات وإعتداءات أوضحتها فديوات وأشرطة اليوتيوب، وللأسف لم أتمكن من الضحك على هذه الأشرطة، كما كان يتوقع من أرسلها لي، بل حزنت على حال مجتمعنا العراقي، وما آلت إليه منظومة قيمه التي تخرّبت عبر السنين، على عكس ما عُرف به المجتمع العراقي من طيبة وكرم وحُسن تصرّف وإحترام للكبير وللمسن وللمريض. خراب المنظومة القيمية: نعم لقد تعرضت المنظومة القيمية للمجتمع العراقي لكثير من الوهن والتردي والخراب، خلال العقود الخمس أو الست الأخيرة، بسبب ممارسات الحكام، والتداخلات الأجنبية، والتخريب الذي مارسته قوى ظلامية وما زالت لحرف العراقي عن قيمه الأصيلة وإشاعة القيم الغريبة والهجينة.. فكيف إرتضى مجتمعنا الطيب في الناصرية أن يتم إيذاء رجل مسن (مهما كان.. عاقلا أم مجنوناً) بهذا الشكل المقرف بل وإقترنت الإهانة وسوء التصرف بالإيذاء ورمي الحجارة.. ثم تحريف إسم الرجل من (أبو أنعام) إلى (ابو نعال) فأصبح مقرونا به وزادت من وقع الألم والمعاناة على هذا الرجل قيام مؤسسات إعلامية عراقية بإنتاج أفلام كارتونية بإسمه المحرف.. زيادة في التهكم والسخرية؟ دون أي إعتبار لكبر سنه ،أو لمرضه، أليس هذا هو (العيب) بعينه؟؟ والمأساة أن من كانوا يحملون كاميرات الجوال لتصوير الملاحقات والاعتداءات على الرجل المسن هم أنفسهم من كانوا يسهمون في إيذاء الرجل.. مات أبو أنعام وجاءت الأخبار بأن الرجل مات في المستشفى.. بعد تعرضه للضرب والأيذاء من قبل من قيل أمهم (مجهولون!!)، وقيل أنه إمنع عن أخذ الدواء كما ظهر جليا في فيلم فيديو التقط له بعد الاعتداء عليه وهو راقد بالمستشفى ويرفض تلقي الدواء!!! فهل هذه هي أخلاقنا العراقية التي نفتخر بها؟؟؟ وهل هذا إحترامنا لحقوق الإنسان المسن؟ وهل هذا من الدين في شئ؟ .. لم يكتف المعتدون بملاحقته والاعتداء عليه واستفزازه بل صوروه وجعلوا افلامه سلسلة مخجلة مخزية على شبكة اليوتيوب (شبكة الفضائح)!!! وهم يضطرون هذا الرجل المسن بسبب محدودية ثقافته وحالته الصحية النفسية ومن آلام التعدي أن يتلفظ بألفاظ نابية وساقطة ويتصرف تصرفات خارج الذوق (كما في نزع لباسه وإظهار عورته!!)، وغيرها من المشاهد التي أعتقد أنها سوف تسجل مرحلة متدنية من السقوط القيمي للبعض في مجتمعاتنا. هل حقا هذه هي قيمنا؟ ترى لماذا يسهم البعض بالإساءة للعراق بهذا الصورة البشعة التي تظهر العراقي وكأنه منزوع الضمير والوجدان والإنسانية والأخلاق؟ جعلوه يتلفظ بألفاظ نابية لا تليق بالعراق وشعب العراق ومجتمع العراق!!.. ولو حصل هذا في الغرب لكان هناك محامون يتطوعون دفاعا عنه لمحاكمة جميع من أساء لهذا الرجل وأدوا للإعتداء عليه ووفاته وقبلها تسببهم في إرتكاس حالته النفسانية، وتوريطه بالألفاظ النابية، وأكثر من كل ماتقدم تصوير وتوثيق هذه الاعتداءات والمضايقات وبثها على اليوتيوب.. وآخرها وفاة المسكين من جراء الاعتداء عليه... ولعل البعض يتساءل ترى هل خلت الناصرية التي صورت فيها اللقطات من أناس أخيار ذوي سطوة ومهابة ليمنعوا ويردعوا المعتدين؟ أعتقد أننا نعاني من كارثة إجتماعية، وليختلف معي من يختلف، لكن هذا هو الواقع ونحن بحاجة لتضافر جهود الجميع من اجل العودة بالشعب والمجتمع إلى ماكان عليه من قيم الأخوة والإيثار والنخوة والشهامة والعطف والعدل والإنصاف، وسائر القيم التي إتسم بها مجتمعنا عبر العصور... مات أبو أنعام (أو أبو نعال كما يحلو للكثيرين تسميته!)، ووفاته بهذه الطريقة المأساوية تعكس (مرضا مجتمعيا وسقوطا قيمياً) بالامس كان هذا الرجل طيب القلب يمشي بين الناس ملكا .. يقدم العون لهذا ويساعد ذاك .. في المواساة والاحزان وفي الافراح لكن المجتمع قابله بالسوء والنبذ فنعته بالمجنون تارة فيزدريه ويحقره، وتاره بعاماه كبهلوان ليضحك عليه الاطفال والمراهقين ناقصي التربيه والاخلاق ... ولم يتركونه لشأنه كما تترك المجانين وشأنهم بل اخذوا يحيكون له القصص البلهوانية المضحكة والساخرة من قذف وسب وشتيمه وتصويرها على شكل مقاطع فيديو ونشرها في الموبايلات وعلى شبكات الانترنيت فلم يخجلوا من شيبته.. مات (أبو أنعام) إبن سوق الشيوخ ولا أظنه بارئ الذمة لأهالي سوق الشيوخ التي نعتها بسبب المضايقات والألم بـ (سوق الفروخ)، حاشا لسوق الشيوخ ولأهلها الكرماء هذا الوصف، لكن مالاقاه أبو أنعام من عنت الجهال وأذى الصبيان ونعوت المراهقين، وكاميرات الجوالات التي تلاحقه وتبث أفلامه في سوق النخاسة الأنترنيتية، جعله يكفر بسوق الشيوخ وكل أمر حسن ولطيف فيها... بين حسون الأمريكي وأبو أنعام: أعتقد أن ظاهرة أبو أنعام، ربما تكون إمتداد أو إستنساخ لظاهرة (حسون الأمريكي) الذي كان حظه أفضل من ابو نعام، ففي وقت حسون لم تتوفر الهواتف الجوالة ولا الانترنيت ولا اليوتيوب!! كما أن أخلاق الناسس كانت أحسن من يومنا فبرغم مالاقاه حسون من نقد وسخرية واستهزاء ومضايقات لكنها لم تصل لحد الصعن والضرب والإيذاء البدني ولا حتى للتشهير في شبكة اليوتيويب الذي سيبقى يشكل من خلال مجموعة أفلام جوالات مراهقي سوق الشيوخ والناصرية وصمة عار في جبين المجتمع العراقي أو بعضه حتى لا نظلم الطيبين، وإلى زمن ليس بالقصير!! في الخمسينات والستينات شهدنا ظاهرة (حسن كاظم العبيدي) أو (حسون الأمريكي) كما لقبه البغداديون، وكان يشاهد عصراً في شارع الرشيد والميدان وحافظ القاضي وشارع السعدون حيث كان إما يسير على قدميه مع كلبه مرتديا بنطلون (جينز) وقبعة كاوبوي وحذاءه المشهور المعقوف من الامام والذي كان يسمى (چم چم).. وأحياناً يظهر في الشارع مرتديا بنطلونا فاتحا اللون وسترة غامقة وحذاء قبغلي مع جوارب صفر اللون ! أو كان يمتطي دراجة سباق ويرتدي بنطلونا قصيرا مزركشا وخوذة واقية وجوارب مقلمة أشبه بجوارب لاعبي كرة القدم ايام زمان!.. أوائل الستينات إستضافه تلفزيون بغداد بالأسود والأبيض وأجاب حسون عن أسئلة مقدم البرنامج (وأظنه المرحوم فخري الزبيدي عاشق بغداد!) وكان حسون لطيفا وزلبقا في إجاباته شارحاً وجهة نظره في زيّه ، واعتبره الزي العصري المتمدن ، وطرح فكرته عن تصرفه وملبسه ... ودعا الشباب الى ان يتمتعوا بحريتهم العصرية ، دون تجاوز ولا إعتداء على حرية الآخرين .. وانتقد تصرفات المراهقين في السينما والشارع وتحرشهم بالفتيات . لم يكن (حسون) كما توهم كثيرون (مجنوناً)، بل ربما كانت تصرفات حسون في ذلك الزمن الجميل تعد تحدياً لذلك العصر وتظاهرة سلمية!!، هذا الرجل الوديع والمسالم الذي فرض حضوره على الجميع وجعل من شكل ملابسه محط انظار كل من يراه من الناس في الشوارع سبق عصرنا الحالي بعقود طويلة حيث كان يرتدي ما يحلو له من القمصان ذات المناشئ المعروفة بجودتها وجودة صناعتها من الاقمشة ومن بينها قمصان تحمل علامة”آرو“ وهي العلامة التجارية والممتازة آنذاك. كان يخرج على الناس كل يوم بشكل وزي جديد ، فقد ارتدى القمصان التي تحوي غابات افريقيا وقمصان ذات الوان صارخة لم يستطع غيره ارتداءها والمغامرة بالخروج بها وسط الشارع ،، وتنتصب على صدره قلادة والاكثر من هذا ان حسون الامريكي كان يسحب وراءه كلبه المدلل اينما حل . إذن هي (نزعة) يمكن إعتبارها نزعة من التمرد في ذلك الوقت على التقاليد السائدة انذاك ولكن نزعة التمرد التي كانت عليها شخصية حسون الامريكي لم تطو تحتها نزعة شريرة او ما شابه، فقد كان حسون الامريكي محبوبا من الجميع بشهادة جميع من عايشوه، وكنت منهم، ولم يكن عاطلا يأخذ مصروفه من اهله ، او يعتاش على ما تجود به ايدي الخيرين، فقد كان يعمل ممرضا في مصرف الدم في مدينة الطب (المجيدية). نظيف وأنيق ومثقف! كان ينطلق من مسكنه في الاعظمية ماشيا قاطعا شوارع العاصمة وكان يتحدث الانكليزية نوعا ما ويرطن بها حسب قدرته، وكان نظيفا وأنيقاً، وكان شغوفا بالاطلاع على احدث مجلات الازياء التي تصدر من دور الازياء العالمية التي كانت ترد الى العراق مع بقية المطبوعات الاخرى التي تعنى بالزراعة والطبخ وفنون الاتيكيت. إضطر حسون بعد فترة من الزمن، وبعد أن كثرت التعليقات ضده، إعتزل الناس هروباً من تعليقاتهم الساخرة والمؤلمة أحياناً، لحين وفاته عام 1985، ولكنه كان مصرّاً على تحدي المجتمع وناقديه، لاعتقاده انه يتمتع بحريته الشخصية التي تساير العصر المتحضر.. ودخل حسون الأمريكي التاريخ وصار من ظرفاء بغداد المشهورين، وسيبقى كذلك زمنا طويلا. حسون العبيدي من مواليد الأعظمية الصليخ عام 1929 وتوفي عام 1985 على أثر جلطة قلبية، كان قد اكمل تعليمه في مدرسة الاعظمية الاولى للبنين وتخرج من ثانوية المشرق الاهلية . اعتقد أن "حسون الأمريكي" كان وما زال ظاهرة إجتماعية سلمية متمردة، تحدّت ظروف المكان والزمان، ولكن نزعة التمرد لم تحوله إلى "شخصية عدوانية" بل بقي على دماثة أخلاقه وبساطته وصبره حتى رحيله، كان محبوبا من جميع من اشتغل معهم، ومن عاصروه، ولم يكن (عواطلياً) بل كان يشتغل مهنة شريفة (مضمد مصرف الدم) وربما كما يرى آخرون أن لمهنته أثرا في هندامه النظيف وأناقته وحرصه على مظهره كحال سائر المضمدين في ذلك الزمن الجميل وليس كحال أغلبهم اليوم؟؟ رحم الله حسون وأبي أنعام.. وليرحمنا معهما! * دكتوراه علم الاجتماع

الجمعة، 8 أبريل 2011

الفنان رسمي الخفاجي في ضيافة ستوديو غالب المسعودي


+خلال زيارته للعراق حل الفنان رسمي الخفاجي ضيفا على استوديو الفنان غالب المسعودي في محافظة بابل بحضور نخبة من فناني المحافظة ودار نقاش حول التجربة الفنية المعاصرة واتجاهات الحداثة وتاصيل الفن العراقي امام مرحلة النكوص الثقافي الذي تعاني منه الثقافة بوجه عام والثقافة العراقية بشكل خاص ....الفنان رسمي الخفاجي في سطور ................................................ولد في الديوانيه 1945 خريج معهد الفنون الجميله قسم الرسم ـ الدراسه المسائيه ـ بغداد دبلوم اكادمية الفنون الجميله قسم الرسم ـ فلورنس ـ ايطاليا شارك واقام معارض مختلفه داخل العراق حتى عام 1977 سنة خروجه من العراق. يعيش ويعمل في مدينة براتو وفلورنس. المعارض الشخصيه 1983 تروكي - فلورنس 1989 كلريه آلفاـ ميلانو 1993 صالة البلديه ـ مونتا مورو 1996 كلري تموزـ بروكسل 1997 كلري لاسبراله ـ براتو 1999 ستادس ببلوتك ـ يوتوبوري ـ السويد 1999 كالري لاسبراله ـ براتو غالري زنك أكزوبوشين ـ برخه ـ هولنده 2008 المعارض المشتركه 1978،1977 صالة البلديه ـ بيروجه .1981 قاعة بارتاكولفه ـ فلورنسه قاعة كاجوستينياني ـ فنيسيا 1982 المتحف الفلكلوري ـ روما المركز الثقافي السوري ـ دمشق1983 المهرجان الفني في مسسينا ـ صقليه 1984 البيناله العالمي الخامس عشر لفن الكرافيك ـ لوبليا ـ يوغسلافيا سابقا 1993 قاعة فالنتيني ـ روما1995، كلاريه ديا ـ فلورنس 1995 كلريه شيباك ـ براتو1998 1996قاعة العرض اوستلينك ـ يوتوبوري ـ السويد 1998 بيناله ارتوريا ـ ليفورنا ـ ايطاليا 2001 دي كومبني كلري ـ دودريخ ـ هولند 2002 موكم كلري ـ امستردام ـ هولند 2003 كوفه كالري ـ لندن معرض لفناني القرن التاسع عشر في مدينة براتو 2003 قاعة الكاسروـ براتو 2005 خمسة عشر فنان ـ اندريا دلسارتو ـ فلورنسه -كاليري دلف فورم ـ سفوله ـ هولند ـ 2008 فيلا فوكل ـ فلورنس 2009 كلري رووس ـ كريفه ـ فلورنسه رؤيه عراقيه ـ فيديوآرت ـ قاعة التانه ـ قصرستروتسي ـ فلورنسه مهرجان ماكمارت العالمي للفيديو ـ قصر الفنون ـ نابلي ـ ايطاليا، متحف الفن المعاصر-كاسوريا ـ ايطاليا. المهرجان الدولي ـصدى الفنون(باكاسباس بيج) فيليبين . المهرجان العالمي للفيديو ـماركو تستاشو ـ متحف الفن المعاصرـروما. رافللو( لاب) ،توررا ماججورا ـ فيلا سان روفولوـ رافللو ـ ايطالياـ2010 www.resmiarte.eu

الخميس، 7 أبريل 2011

عشرة أشياء نتعلمها من اليابانيين في محنتهم

عشرة أشياء نتعلمها من اليابانيين في محنتهم

١-الهدوء.
ولا منظر لضرب الصدر أو النواح. الحزن بحد ذاته يسمو.

٢-الاحترام.
طوابير محترمة للماء و المشتريات. لا كلمة جافة و لا تصرف جارح.

٣-القدرة.
معمار الفائق الروعة. المباني تارجحت و لم تسقط.

٤-الرحمة.
الناس اشتروا فقط ما يحتاجونه للحاضر حتى يستطيع الكل الحصول على شيء.

٥-النظام.
لا فوضى في المحال. لا تزمير و لا استيلاء على الطرق. فقط التفهم.

٦-التضحية.
خمسون عاملا ظلوا في المفاعل النووي يضخون ماء البحر فيه. كيف يمكن أبدا ان يكافئوا؟

٧-الرفق.
المطاعم خفضت أسعارها. أجهزة الصرف الآلي تُركت في حالها. القوي اهتم بالضعيف.

٨-التدريب.
الكبار و الصغار , الكل عرف ماذا يفعل بالضبط. و هذا ما فعلوه.

٩-الإعلام.
أظهروا تحكما رائعا. لا مذيعين تافهين. فقط تقارير هادئة

١٠-الضمير.
عندما انقطعت الكهرباء في المحال أعاد الناس ما بأيديهم إلى الرفوف و مشوا بهدوء.

هذه صفات الإســــّـلام الحقيقيه، ولكن اليابانيين فقط من طبقها
ننحني لهم تقديرا واحتراما شعب فعلا راقي!

الزلزال الكافر -دلع المفتي


الزلزال الكافر
أصابتني حالة من الذهول.. ارتفع عندي الضغط والسكر، وكادت خلايا مخي ان تنفجر من الغضب، عندما تسلمت رسالة الكترونية من «أحدهم» يحذرني فيها وينبهني بل وينذرني بعذاب جهنم إن تجرأت وتواقحت وتعاطفت مع كارثة اليابان واهلها. فقد قال المرسل في جزء من رسالته الطويلة «إن ما حدث في اليابان بلد الكفر والإلحاد وعبدة الأصنام هو صيحة تحذير ونذير لأولئك الكفرة والملحدين، الذين كفروا بالله وعصوه وتكبروا وطغوا في الأرض. وإن ما يحزن اننا نجد من بعض جهلاء المسلمين، هداهم الله، من يترحمون على هؤلاء الكفرة والفجار المشركين عبدة الأصنام».
غريب..! لم نسمع عن ياباني طغى وتكبر، فهم قوم عرفت عنهم الدماثة والتواضع، ولم نعرف انهم طغوا في الأرض، وهم الذين دمرت مدنهم عن بكرة أبيها في الحرب العالمية الثانية، لكنهم اعادوا بناءها من جديد بكل عزيمة وإصرار لتصبح اليابان من أكبر دول العالم واهمها! وعندما بُثت الصور لحظة وقوع الزلزال المدمر في اليابان، ذهلنا لرؤية اليابانيين وهم يتصرفون بكامل هدوئهم رغم حالة الهلع التي أصابتهم. فبدل أن يتراكض موظفو سوق مركزي هربا بأرواحهم، راحوا يسندون الرفوف لمنع سقوط الزجاجات عنها، وبدلا من التدافع «المعتاد»، وقف المئات من الناس بانتظار اشارة المرور لتسمح لهم بالمرور بينما الأرض ترتج من تحتهم. وبالرغم من كل الذي حصل، لم تحدث حوادث سرقة وسلب ونهب كما تعودنا أن نرى في ظروف كهذه! وفي لقاء على محطة بي.بي.سي، قال مسؤول عملية انقاذ أميركي انه لا يكاد يصدق تلك السكينة والتزام الادب والاحترام والغيرية التي تحلى بها اليابانيون وهم في هذه المحنة. أهؤلاء هم اليابانيون الكفرة الفجرة الطغاة الذين تحدث عنهم الاخ في رسالته؟
استغرب فوقية البعض وكأنهم احتكروا رحمة الله وجنته حصريا لهم.. وأندهش من أشخاص (كالأخ المرسل) ممن يشمتون بكارثة حلت على بشر مثلهم، ويحزنني ان يلصقوا بشاعة مشاعرهم بديننا الحنيف، فيستخدمون أحداثا وأحاديث غير صحيحة لتزوير رحمة ديننا وسلامه. فهل يعقل ان ينظر أحد لزلزال مدمر، وتسونامي هائل، وتسرب اشعاعي في مفاعل يهدد الكرة الارضية، بنظرة حاقدة كتلك؟! ثم عندي سؤال للأخ الشامت، إن كانت الكوارث الطبيعية تستهدف الكفار، حصراً، فلماذا اصابت ايضاً اندونيسيا وأفغانستان وإيران والجزائر وباقي الدول المسلمة.. أم أن هناك زلزالاً اسلامياً وزلزالاً كافراً؟
من المؤكد أن اليابان لم تسأل على أي دين هم الكويتيون، عندما قدمت لنا 12 مليار دولار، عدا ونقدا، أثناء الغزو الصدامي، وها نحن نرد لها الجميل ببؤس فكري مقيت وتسونامي جهل يغرق أدمغة البعض منا. لكن في النهاية لا يسعنا إلا ان ندعو الله الذي نعرفه نحن (وليس الذي يدّعي الاخ معرفته)، أن يرحم اليابانيين وان يعينهم في النهوض من كبوتهم، ليعيدوا إثراء البشرية بعلمهم واخلاقهم وحضارتهم.

دلع المفتي

الأحد، 3 أبريل 2011

أتحبني وأنا ضريرة ... أروع ما كتب نزار قباني‎ -التخطيط غالب المسعودي


أتحبني وأنا ضريرة ... أروع ما كتب نزار قباني‎

قالت لهُ...
أتحبني وأنا ضريرة ...
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة ...
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة ...

ما أنت إلا بمجنون ...
أو مشفقٌ على عمياء العيون ...

قالَ ...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ...
ولا أتمنى من دنيتي ...
إلا أن تصيري زوجتي ...

وقد رزقني الله المال ...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...

قالت ...
إن أعدتّ إليّ بصري ...
سأرضى بكَ يا قدري ...
وسأقضي معك عمري ...

لكن ..
من يعطيني عينيه ...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...

وفي يومٍ جاءها مُسرِعا ...
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا ...
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا ...

وستوفين بوعدكِ لي ...
وتكونين زوجةً لي ...

ويوم فتحت أعيُنها ...
كان واقفاَ يمسُك يدها ...

رأتهُ ...
فدوت صرختُها ...
أأنت أيضاً أعمى؟!!...
وبكت حظها الشُؤمَ ...

لا تحزني يا حبيبتي ...
ستكونين عيوني و دليلتي ...
فمتى تصيرين زوجتي ...

قالت ...
أأنا أتزوّجُ ضريرا ...
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...

فبكى ...
وقال سامحيني ...
من أنا لتتزوّجيني ...
ولكن ...
قبل أن تترُكيني ...
أريدُ منكِ أن تعديني ...
أن تعتني جيداً بعيوني ...

نزار قباني

لو كان الهواء بيد الحكومات ؟-هادي جلو مرعي

لو كان الهواء بيد الحكومات ؟ هادي جلو مرعي مالذي سيحدث,وكيف سنتنفس ,بل ماذا سنتنفس؟ سؤال حائر, بإنتظار أن تتحول مادة الهواء الى القطاع الخاص (حكومي) بدل العمومية التي جعلها الله عليها كمادة متاحة في الأفق المفتوح ولكل الخلائق. يمكن للقذافي ان يمنع الماء والكهرباء وعربات الزبالة عت أهالي مصراتة والزاوية وبقية مدن ليبيا ,لكنه يجد صعوبة في التحكم بالهواء ,ولو إستطاع لمنعه عن الجميع,الشعب والثوار ولمات أبناء المدن والصحارى والقاطنون على سواحل المتوسط !لو إستطاع لأنهى الحرب فورا ولما كان أحد من ثوار بنغازي وطبرق والبيضاء ودرنة ان يرفعوا أصواتهم عاليا مهددين بالزحف على أرجلهم جهة الغرب حيث تقع طرابلس ,ولو كان يملك أن يتحكم بالهواء لمنعه عن طياري حلف الناتو الذين صاروا يقصفون على كيف كيفهم ,ولما إستطاعوا ان يصلوا الى أهدافهم وفرض حظر الطيران في السماء الليبية ,اللهم إلا إذا زودتهم قواعد الطيران في المتوسط أو في الجزر القريبة بإسطوانات أوكسجين وبتقنية عالية كما يفعلون مع رواد الفضاء في الكون الخارجي ,وحينها لاقدرة للقذافي أن يوجه كتائبه ليحجبوا الهواء وسينشغل بخنق أبناء شعبه كأي حاكم عربي ملهم. الرئيس اليمني المكلوم من شعبه لايمتلك سلطة على الهواء ولو ملكها لمنع المعتصمين في ميدان التغيير بصنعاء من إكمال إعتصامهم المزعج ولاماتهم جميعا. الأغنية العراقية المشهورة تقول,ياهوى الهاب مر على الأحباب,ومثيلتها الفيروزية تقول,ياهوى ياهوى يلي طاير في الهوى ..لاتجد من صدى في الأفق الليبي المترام لأن العقيد لم يعد لديه من أحباب ليمر الهواء عليهم وينعشهم,فقط أعداء هو بحاجة ليخنقهم ويتخلص من هتافهم المر...الشعب يريد إسقاط العقيد.كذلك العقيد صالح لايجد يمنيا يستحق الهواء! لو كان الهواء بيد حكام عرب بعينهم لمتنا خنقا ,أو لقننوه علينا أو صرنا نتسلمه عبر البطاقات الذكية أو في الحصة التموينية كما نتسلم الشاي والصابون والرز والعدس.وقد نقتصد فيه كي لا ينفد حتى نهاية الشهر.أو لجعلونا نقف في الطابور علنا نحظى بنصيب منه عند الجمعيات التعاونية. أغنية عراقية مشهورة تقول..هم زين بيد الله الهوى ومو بيدك...بمعنى إن الأمر الجيد إن الهواء بيد الله وليس بيد البشر

السبت، 2 أبريل 2011

كيف تحيا رئيسا وتموت حمارا ؟!-محمد العربي


كيف تحيا رئيسا وتموت حمارا ؟!


كتب محمد العربي – حارتنا
لم يعد من السهل أن يصل الإنسان لدفة الحكم, فالواصلون القدامى كانت طريقهم أسهل بكثير نظرا لغياب الوعي وحضور القوة ..... خيارات سهلة لكي تكون رئيسا أو ملكا أو زعيما قبل الثورات:-

أولها : أن يكون أبوك رئيسا بغض النظر إن كنت متعلما أم لا فالكليات والجامعات التي تباع وتشترى كثيرة , وكل الزعماء دكاترة ما شاء الله, وأبنائهم كذلك !! "الله أعلم ما بحط بذمتي مع أنها أوسع من البحر الميت".


ثانيها : لا يهم عمر الرئيس المنتظر حتى لو كان في الصف السادس الابتدائي, فلديه مستشارون, وهو ينصب عليهم ملكاً " غاص من عنهم" ويحكم الأطباء والصيادلة والمدرسين وغيرهم, فهو جاء بحكم التوريث بغض النظر "إن كان يفقه الألف من كووز الذرة "

ثالثهما : لا يهم حجم الدولة ومكانتها, وإن كانت "كمفحص قطاه "أو أقل فمن الممكن أن تسميها "مملكة "وإن كان شارع النخيل في الشجاعية أكبر منها, فهي مملكة ولها ملك وملكة وبها ناس يستملك بهم "مملوكين" - تختلف عن مماليك - .

رابعهما : أن تكون سارقا " حرامي أخو أختك" نصاب, تقوم بانشاء شركات ضخمة في الحديد والبترول ومن ثم الكل يناديك يا سيدي, ومن الصعب أن يستغني عنك الشعب وقتها لأن كل الأموال في يديك ؟!


وبعد أن يصل هؤلاء للحكم , يبقى الأستاذ الجامعي والطبيب والمهندس والبائع والمشتري وكلهم يتقاضون راتبا لا يتعدي 400 جنيه أو أقل , والسارقين المارقين يتقاضون راتباً أكثر من هؤلاء أجمعين .

وصل من وصل للحكم ونزل من نزل, وسينزل الباقون الباقون, فهم اللاحقون ... صالح سيهبط كما يهبط سعر الدولار والقات, وكذلك الليبي سينزلق, وكلهم بلا استثناء , وويلي من أن تسرق ثورتنا ...

يحيا الرؤساء زعماء , يسرقون وينهبون خيرات البلد, ونحن نبني لهم , ونزرع لهم, ونقطف لهم , "وياريتو عاجبهم " يتحكم أبنائهم ونسائهم وفتياتهم في البلد ومن منا يستطيع أن يصل لآل .... أو أن يتزوج من آل ....... أو أن يشتم آل.... حينها إلى بيته لن يعود, سيصلب وتأكل الطير من رأسه ... قضى الأمر الذي فيه تستفتيان .

يحيا الزعما زعماء , ويموتوا حميرا, مسبوبين, مذلولين, طغاة... لذلك لا أنصح أحد أن يتورث بعد اليوم ملك أبيه, وأنا لن أرث ملك أبي - مع العلم - أن كل ما يملك أبي " شقة في برج, ويا ريتها غنيمة, مع وظيفة حكومية _ وعليه 400 مليون لشركة الكهرب- .!!! "إيش بدي أتورث فيه " لذلك لنترك الحكم لأهل الحكم والله يرث الأرض ومن عليها.

الأربعاء، 30 مارس 2011

النقد السياقي-دراسة-الجزء الثاني

النص الأدبي والمساءلة النقدية - النظرية والمنهج(4) لقد استطاع الانفجار النقدي الحداثي خلال العقود الثلاثة الأخيرة. أن يقلب الكثير من المفاهيم والمناهج التي سادت خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وأن يعيد صياغة الرؤية النقدية على ضوء جديد بفضل الكشوفات التي حققتها الدراسات الألسنية والسيميولوجية والأسلوبية في مجال النقد الأدبي والتي تمثلت في اتجاهات كالبنيوية والتفكيكية والهيرمنيوتيكية واتجاه نقد القراءة والتلقي والنقد السوسيولوجي الجديد وما إلى ذلك.‏ إنّ الاهتمام الكبير بمفهوم النص وعلاقاته المتعددة بدءاً بأدبيته وشعريته إلى العناصر الخارجية ما زال يثير كثيراً من الجدل والتركيز خصوصاً بما يتصل به من عناصر كالمرسل والمتلقيّ والتلقيّ والسيّاق والمرجع والتأويل والتناص والتفسير وباللسانيات، كما أثرى الممارسة النقدية بالمفاهيم والأفكار وخصوصاً في مجال الكتابة الشعرية. ذلك أنَّ الإعلاء من سلطة النص في ظلّ هذا المفهوم الواسع غير المحدَّد الذي ينفي كل إجناسية ينتج جنساً خاصاً بالنص الشعري المعاصر فيه كثير من المزالق التي لا يتفطن إليها كثير من الشعراء من خلال هدر طاقات شعرية حقيقية وتعريض بعض التجارب الشعرية إلى الاضطراب بسبب التفريط في قيم الشعر الجوهرية تحت ستار النص. بينما يدفع مصطلح النص الفضفاض بالقصيدة، الحديثة إلى متاهات خطيرة يمكن أن تفقد فيها أجناسيتها وبالتالي شعريتها وهو ما يمثل خطوة ارتداد على مستوى الشعرية- إلى الوراء وليس خطوة إلى الأمام.‏ هذا التنبيه من باحث وناقد يدلّ دلالة واضحة على أهم إشكالات الكتابة الجديدة التي واجهت النقد وجعلته يتخذ في أفضل حالات المواجهة موقع الوسط في الترحيب بهذا الجديد وفي الوقت نفسه إحاطة ذلك بنوع من الحيطة والحذر خوفاً على ضياع المألوف.‏ في الثقافة العربية المعاصرة وفي خطابها النقدي تتضارب المبررات والمسوغات في قراءة النص الإبداعي بين إقصاء المؤلف وقتله وبين الاهتمام به وبسيرته وحياته في الدراسة والتحليل كما قدمته القراءة السياقية وجعلته مدخلاً لفهم وتفسير العمل الإبداعي. وتقودنا الدراسة إلى البحث عن خطوط التقاطع مع الثقافة الغربية وأطروحاتها النقدية في مشروعية الاشتغال النقدي بما تقدمه هذه الثقافة من مقولات وخطابات لها مرجعيتها الفلسفية المشكلّة للعقل الغربي في واقع أنتج مسار التطور الطبيعي من قراءة لأخرى، قد لا نجد مبررات هذا الواقع في فضاء الثقافة العربية، ومن ثمّ تساءل عن دوافع ومسوغات القراءة النقدية. المعاصرة للإبداع العربي سواء السياقية منها أو النسقية بكل اتجاهاتها.‏ وماهي الإجابات التي قدمها الناقد العربي لتبرير انفتاحه إلى درجة الخضوع. لسلطة المفهوم الغربي للمنهج والإجراء التطبيقي؟.. وهل ذلك كان استيعاباً أم استهلاكاً؟ وماهي البدائل التي يطرحها للخروج من مأزق المساءلة التي أبانت عن كثير من الفجوات في الرؤية النقدية والتعسف في تطبيق المنهج النقدي تحت تأثير عدم التمثل الكامل لفلسفة المنهج وخلفيته المعرفية وعدم القدرة على تبييء المفاهيم والمناهج النقدية الغربية في حقل ثقافتنا العربية؟...‏ بعض الكتابات النقدية المعاصرة استنسخت الجانب التطبيقي وراحت تمارس عملها النقدي دون الوقوف على النظرية وظلالها وفلسفتها ومناقشة خلفياتها ومبررات نشوئها في مرحلة معينة من تاريخ النقد الغربي، وكأنّ ما توصلت إليه هذه النظرية من نتائج أصبح من المسلمات التي لا تناقش وإنما يكفي الاشتغال النقدي على النصوص الأدبية مهما كانت هويتها، فمثل هذه القراءات العربية لم تشترك في الجدل النقدي حول مسألة موت المؤلف وإنما اكتفت بتقديم تحليلاتها للنصوص خالية من الإشارة إلى مبدعيها وسيرهم إيماناً منهم بسلطة النص وعدم جدوى الالتفات إلى حياة المبدع تحقيقاً لقراءة نسقية.‏ وإذا رحنا نتتبع التأثيرات الثقافية والنقدية التي وقع تحت سلطتها كثير من النقاد العرب، فتباينت اتجاهاتهم في الممارسة النقدية ابتداء من العصر الحديث الذي سادت فيه القراءة السياقية بتعدد أبعادها ومستوياتها كما أشرت سابقاً نجد آثار هذه المناهج متسللة بشكل واضح في البنية الثقافية للنقاد الذين قرؤوا الأدب العربي قراءة إسقاطية، فكانت الدراسات التي أرخت للأدب العربي انطلاقاً من نظريات سانت بيف التي جعلت من حياة المؤلفين وانتماءاتهم وأعراقهم مرتكزاً في تحليل النصوص الإبداعية، وعلى هذا النحو سار جرجي زيدان في كتاباته الأدبية التاريخية، أما العقاد والنويهي فقد اتخذا من نفسية الأديب ومواقفه السلوكية متكأ في فهم العمل الأدبي تأثراً بالمنهج النفسي مما دفع بالناقد مصطفى ناصف إلى الدعوة إلى تحرير النص الأدبي من الظلال النفسية لصاحبه: الاهتمام بالشاعر أو الإنسان له مخاطر جمة، وبعض الدارسين –مثلاً- يعنيه من أمر بشار إيمانه أو إلحاده، ويعود فيقرأ الشعر من أجل الإجابة عن هذا السؤال. حقاً قد يكون في هذا الشعر ما يثير السؤال عن إيمانه، ولكن اهتمامنا، بالشعر-أولاً- سوف يجعله أكبر من مجرد الإجابة عن أي سؤال من هذا القبيل وليس ضرر العناية بحياة المؤلف، وعقائده مقصوراً على إهمال الشعر من حيث هو شعر، ولكنه يتجاوز هذا كما وضحنا إلى خلط الشخصية وظروفها بالأحكام التقييمية.(1).‏ وفي هذا القول إشارة إلى إقصاء المؤلف، وإن لم تكن دعوة صريحة فإنّ آثار التأثر بمقولات النقد الغربي جلية وخاصة في تفريقه بين المقاربة النصية والقراءات السياقية، غير أنَّ الدعوة الجديدة إلى الأسلوبية التي اعتمدت في التحليل على حياة المؤلف، انطلاقاً من تلوّن الأسلوب بملامح شخصية الكاتب، وبالتالي يمكن تصنيف مثل هذه القراءة ضمن الإطار العام للقراءات السابقة، والتي تعاملت الوثيقة. مع النص/ أما الناقد عبد السلام المسدي المتأثر بالبنيوية الأسلوبية فقد رأى في النص الأدبي وإن كان وليداً لصاحبه، فإنّ الأسلوب هو وليد النص ذاته، لذلك يستطيع الأٍسلوب أن ينفصل عن المؤلف المخاطب، لأن رابطة الرحم بينهما حضورية في لحظتي الإبداع والإيقاع، وهذا المنظار في تحديد ماهية الأسلوب يستمد ينابيعه من مقومات الظاهرة اللغوية في خصائصها البارزة ونواميسها الخفية(2).‏ لم تنتظم الممارسة النقدية العربية المعاصرة بشكل كامل في وعينا النقدي والثقافي وإنما انتزعت من أسيقتها المعرفية، وجرّدت من خلفياتها الفلسفية، ودخلت إلى حقل النقد كأدوات وطرق إجرائية، فمقولة موت المؤلف في التفكير العربي وليدة التأثير الغربي في الثقافة النقدية العربية، هذه الثقافة التي احتفت بالإنسان وأولته العناية الفائقة في الدراسات بمختلف موضوعاتها بوصفه محور الكون بعد الإرادة الإلهية، أما في الثقافة المعاصرة فإن هذه المسألة تبقى في مجال التساؤل وخصوصاً في الدراسات التي اهتمت بالجانب التنظيري.‏ ومن الدراسات التي احتضنت فكرة موت المؤلف رأت في الأعمال الإبداعية التي بقي مؤلفوها مجهولين خالدة وعظيمة، وغيابهم رسّخ حضور أعمالهم، هذا الغياب ينسي جانباً هاماً أ ثناء القراءة التي تبقى مفتوحة على التأويلات دون الخضوع لسلطة التوجيه المسبق من خلال البحث عن هوية المبدع. ومن هنا بدأت الثقافة النصية تجد طريقها إلى نقدنا المعاصر مع التأثر بأعمال رولان بارت ونقاد مابعد البنيوية الذين أشاعوا مفهوم الكتابة الذي يقصي أي علامة خارجية ويكتفي بذات النص وبالقارئ بدلاً من الكاتب.‏ وإلى جانب المثاقفة النقدية، كانت المبالغة في تأكيد الصلة بين المبدعين وأعمالهم بشكل لا يخلو من تعسف، وبدون دوافع حقيقية تمت إلى الإبداع بصلة قرئت الأعمال الأدبية تحت سلطة تأثير حياة مبدعيها في هذه القراءة النقدية، إلى جانب المبرر السلطوي المؤسساتي الذي أقلق الشاعر بإكراهات الإغراء أو الإقصاء مما جعل الشاعر يختار التخفي والغياب ضماناً لحريته الإبداعية، ومن هنا كان موت الشاعر في الثقافة العربية أمراً واقعياً.‏ وقد كانت الإبدالات التي تحققت في بنيات القصيدة العربية الحديثة والمعاصرة كالتخلي عن شعر المناسبات أزاح حضور الشاعر والإعلان عن هويته وإنما كتبت القصيدة للقارئ العنصر الحاضر في بنائها ولا قيمة لمبدعها الذي أشرك في عمله صوت قرائه، وهنا يتحقق موت المؤلف الذي يعرّفه إلياس خوري بقوله: شيء يموت وينقرض، علاقة غامضة بين الذي كان واحتمالاته، وهو لذلك لا يتكلم عن نفسه إلا في اللحظة التي يلغي فيها ذاته، ولا يكتب إلا حين ينكتب في النص المفتوح الشارع(3) الملقي في مع جماعة الديوان يختلف تلقي المتن الشعري الإحيائي عن التلقي في النقد الكلاسيكي، الذي وجد في حياة المؤلف مطية لتأكيد شعرية النص وبالأحرى تفوّق الشاعر وعبقريته إذ كان الشاعر مقدّماً على شعره ومن ثمّ اتجه هذا النقد إلى إلحاق الألقاب بالشعراء كأمير الشعراء وشاعر النيل و.. فكان رد فعل نقد جماعة الديوان استجابة لهذا التلقي السياقي، فانعطف بالدراسة نحو النص بحثاً عن جمالية الشعر دون أن يأبه بالشاعر في كثير، وليس ذلك تقليداً لأطروحات النقد البنيوي في الثقافة الغربية، فإن النقد العربي كان متقدماً عليه ولكن بمبررات أخرى ودوافع أملتها السياقات الثقافية العربية لا علاقة لها بالخلفية المعرفية للنقد البنيوي، وبهذا المفهوم فإن النص الخالد والحداثي بخاصة، ليس في حاجة إلى أب يمنحه شهادة الميلاد، ويعلن انتسابه إليه، وينفي عنه أن يكون لقيطاً، ويدفع عنه تهمة التهجين(4).‏ وفي المؤلفات التي اهتم أصحابها بجمع ما أبدعته قرائح الآخرين دون ترك لمسات من قرائحهم تتجلى فكرة موت المؤلف الذي يهمش ذاته أثناء الكتابة ليفسح فضاءها للآخرين، وهذا ما يؤكده الناقد أدونيس الذي يرى بأنّ فكرة موت المؤلف قضية دخيلة لا مبرر لها في ثقافتنا النقدية العربية بل على العكس من ذلك فحضور الإنسان بارز في تراث هذه الثقافة وفي أدبياتها الروحية بالخصوص التي تمجّد منزلة الإنسان العالية في الوجود. يقول أدونيس: الإنسان جوهرياً أعظم من ماضيه وحاضره، لأنه خالق لمصيره يضع نفسه –باستمرار- ويصنع العالم كذلك باستمرار..(5).‏ وباعتدال في الرؤية النقدية لم ينسق الدكتور عبد الملك مرتاض وراء الطرح الغربي لمقولة موت المؤلف، بالرغم من تبرّمه من القراءة السياقية التي أبعدت النص الأدبي عن عناصره الجمالية وأغلقت أمام النقد مجالات رحبه للمساءلة التي تثري القراءة النقدية وتغني النص في حدّ ذاته، فبقدر ما يدعو إلى استقلالية النص الإبداعي نراه يعطي للمؤلف مكانته في العملية الإبداعية إدراكاً منه لخطورة الانسياق وراء أطروحات النقد البنيوية في هذه المسألة التي لا تجد مسوغاتها الفلسفية في ثقافتنا العربية، ومن جهة أخرى فهو يدرك خصوصية السند الثقافي العربي كمرجعية في إعطاء المؤلف حقه في العملية الإبداعية والنقدية على السواء. يقول: فالمبدع سيد إبداعه وصاحبه لا ينازعه فيه مجتمع ولا زمان، ولا بشر على الرغم من إيماننا بفكرة التناص(6).‏ ونفس الاتجاه يدعمه الناقد فاضل ثامر الذي يؤكد على انتماء النص الأدبي إلى صانعه وأن مقولة موت المؤلف ليست سوى مغالطة نقدية غير متماسكة أبداً، فالنص الأدبي ظاهرة معقدة مرهونة بمجموعة من العوامل السوسيولوجية والتاريخية والسيكولوجية والثقافية معرض حديثه عن الممارسة(7). وفي السياقية التي لا يمكن اختزالها إلى عامل واحد النقدية أثناء مواجهتها للنصوص الأدبية، ويرى أنَّ العملية النقدية يجب أن تتحرك بيقظة ومرونة بين مختلف مقومات الظاهرة الأدبية وعناصرها وبشكل خاص بين المؤلف والنص والقارئ –دون أن تهمل السياق والشفرة وقناة الاتصال- من أجل استخلاص الرؤيا الإبداعية للنص أو للمبدع وأنّ أية معالجة مغايرة سوف تسقط لا محالة أسيرة الفهم الأحادي القاصر والنظر بعين واحدة.(8).‏ التناص هذا المصطلح الذي عمق من مسألة قتل المؤلف وإقصائه انطلاقاً من تعريف النص بأنه مجموعة من النصوص المتداخلة فيما بينها، لا وجود لبداية أولى في الكتابة الإبداعية، ولا وجود لكتابة تبدأ من نقطة الصفر، فالنصوص سابقة للنص ومتداخلة فيه مما يزيح سلطة المؤلف ويلغي ادعاءه بانتماء النص إليه أو تبنيه. فالتناصية Intertextualite تذهب إلى أن فهم النص يحتاج إلى الرجوع إلى عشرات النصوص التي سبقته، وأسهمت في خلقه ودور القارئ ينحصر في عملية الاستحضار لمجموع النصوص المتداخلة مع النص المقروء، وتبرز فاعلية القراءة في إحالتها على قراءات أخرى سابقة عليها وفق جدلية الغياب والحضور بين الدال والمدلول.‏ تباينت الرؤى في الكتابات العربية المعاصرة حول قضية موت المؤلف وخصوصاً التي آمنت بالمنهج البنيوي إلى درجة تبني الموقف المعارض، نجد في دراسة الشعر الحداثي ما يؤكد هذا التوجه، وعلى هذا النحو نلفي ديزيره سقال وهو يقارب نصاً شعرياً حداثياً يصرح: إننا لا نؤمن بفصل النص عن الذات، أو التاريخ على النحو الذي قال به البنيويون. وينطلق ماجد السامرائي من الخلفية الحياتية(9) للشاعر السياب وهو يدرس شعره قائلاً: نستطيع فهم روحه القلقة، كما نستطيع فهم تطورات شعره، وتحولاته على نحو يهدينا إلى أغوار تجاربه، ويساعدنا على تفسير إبداعاته تفسيراً دقيقاً وصحيحاً، وبالتالي يمكننا من التعرف على الركيزة الأساسية لحياته الشعرية(10).‏ في النقد الأدبي العربي الحداثي برزت النصانية التي اتخذت من تحليل النصوص منهجاً بديلاً عن البنيوية، كما نجد ذلك عند الغذامي الذي يتبنى هذه النصوصية انطلاقاً من النقد الألسني، ويتوسل التشريحية كأداة إجرائية في مقاربة بنية النص الداخلية، وقد برّر الغذامي موقفه ودافع عنه إلى درجة تبرير مسألة المثاقفة مع النقد البنيوي الغربي بأنها تمتلك مشروعيتها لأن الإبداع عمل إنساني وتبقى مهمة الناقد منحصرة في تبييء المصطلحات الوافدة إلى ثقافتنا حتى تأخذ دلالات جديدة. فإقصاء المؤلف من العملية النقدية هو تأكيد على النصوصية وليس البنيوية كما يرى ذلك الغذامي، فالنصوص هي التي تفسر بعضها ومن ثمّ وجب إبعاد العوامل، الخارجية عن النص، فالسياق الخارجي لا يمكن أن يحدد علاقات النص الداخلية لأن النص قد تجاوز هذا الخارجي، ومن ثمّ فقد تحرر منه، واستقل عنه بوجود جديد ينبني عليه عالم جديد(11).‏ ومما تقدم تطرح جمالية التلقي سؤالها حول التفاعل في القراءة –متى يصير فعلاً-؟.. حينما تندمج ذات القارئ بالمقروء وينتقل النص إلى شعوره يكون بذلك قد عبّر القارئ عن تفاعله، وتحققت لديه متعة التجاوب مع النص في عملية اللعب بشبكة نسيجه اللغوي والبنائي، وبهذا يساهم فعل القراءة في تحريك أشكال المعنى تبعاً للمتحكمات التي تجعل فعل القراءة لا ينجز مرة واحدة ومنها العاملان الأساسيان القراءة بوصفها إجراء تواصلي وتتعدد في فترات تاريخية، فهي قائمة –على التعدد والاختلاف، فهي تقتضي أفعالاً متعددة.‏ أظهرت التحليلات في مجال نظرية القراءة أن الظروف النفسية والاجتماعية –والبواعث التي تحيط به هي التي توجه القارئ أثناء القراءة، فهي التي تنشئ الاختلاف من قارئ إلى آخر، وتعطي للقراءة مستويات.‏ وانطلاقاً من ثنائية الذاتي والموضوعي في علاقة القارئ بالنص الجمالي اقترحت وهذا جمالية التلقي مفهوم Intersubjectivité التأكيد دور الذوق والذاتية التذاوتية في عملية التأويل تأثراً بفلسفة هو سر الذي يتبنى قصدية المعرفة، ومن هنا يستند المتلقي على تجربته الجمالية في فهمه للعمل الأدبي.‏ إن ما تدعوه جمالية التلقي بالتذاوتية هو مفهوم مرادف للتأويل في نظر –ياوس-، وعليه فإن القارئ قد ينفي استعداداته الفردية في فترات لاحقة من قراءة النص وأن تأويلات القارئ مرتبطة بأفقه وبحاضره الحاضر في النص.‏ وعليه فإن التفاعل المتولد من التحام النص بقارئه، فإن الواقع نتيجة لهما فهو يمثل الإضاءة التي تنير معاني النص كما يرى ذلك ياوس، وبالتالي يحدث التقاطع بين أفق النص وأفق تجربة القارئ ومن هذا التقاطع يتحقق الواقع.‏ ومن خلال جدلية المقول والمسكوت عنه في النص يكابد المتلقي معاناة السؤال والاكتشاف فهو ينتقل من مستوى التجربة المماثلة حينما يستعيد تجربة المبدع ويتمثلها وكأنه وجد نفسه في النص، ثم ينفتح على أوقاع أخرى تتوالد من مساحات البياض أو الفراغ الباني والتي تجعل المتلقي في توتر وقلق السؤال

الاثنين، 28 مارس 2011

سلمان داود محمد-مع الموسيقى

‎*
*~~~*~~~*~~~*
ضيائي جريح
والحقول تشتري نفسها
من بائع الخضار ...
.....
فصولي سدى
والغيوم في نشرة الأخبار مصلوبة ...
..
كم أخاف البحر
ومن ميناء جرحي
حين يناديكِ : ..... هيا ..
و
..
تذهبين ...
..
لا تقولي ( وداعاُ )
أبداً لا تقولي
فبنصف إستدارة منكِ ( فقط )
وبتلويحة منديل
سيتلقى العالم
أنباء
..
..
موتي ...........
...................
...................

*********
********
*******
******
*****
****
***
*سلمان داود محمد