الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

إضاءة- ( ذكّر أن نفعت الذكرى )-حامد كعيد الجبوري




إضاءة
 ( ذكّر أن نفعت الذكرى )
حامد كعيد الجبوري
      قبل شهرين من اليوم ضمني ومجموعة من الأصدقاء مجلس ثقافي حلي ، قال أحدهم أن حالة الفقر في العراق تجذرت بشكل لا يصدق ، وأن المتسولين كثروا بشكل مرعب ، وأصبح البلد مقسما بين فقر مدقع و غني مشبع ، ولا يوجد طبقة وسطى ،  ومن جملة ما قاله أن هناك الكثير من الناس تفتش عن ما تأكل بحاويات القمامة ، ناقشته طويلا حينها وقلت ذلك غير حقيقي وأن الدولة تمنح ما يسمى براتب الرعاية 50 ألف دينار للمحوجين ، والفقر ربما سينعدم في السنين القادمة منطلقا من قناعتي بالتغيير الحتمي ، ولم أجد إلا القلة من المتسولين الذين امتهنوا مهنة التسول لسهولة العمل ، ولعدم حاجته الى رأس مال كبير ، وأيدته فقط بأن الرواتب التي تمنح للموظفين عموما لا يراعى فيها العدالة ، لوجود بون كبير بين راتب موظف وآخر ، وبين وزارة وأخرى ،  هز صاحبي يده مستهزأً بحديثي وإجابتي  ، اليوم 20 / 11 / 2012 م الساعة العاشرة صباحا غيرت قناعتي تماما بعد أن شاهدت بأم عيني رجلا ملتحيا وقورا يجمع من حاوية القمامة ما يمكن الاستفادة منه ليأكل ، طماطم ، باذنجان ، بطاطا  ، أخرجت هاتفي وصورت ذلك المسكين ،  ولا أعرف لم خطر ببالي قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رض ) الذي يقول ( لو كبت ناقة في السواد لكنت مسئولا عنها أمام الله ) ، وقول أمير المتقين علي بن ابي طالب ( ع )  لعامله ( عثمان بن حنيف ) (( أأفرح أن يقال عني أمير المؤمنين وفي اليمامة إنسان لا عهد له بالشبع ولا طمع له بالقرص )) ،  لذلك كتبت هذه المعاناة ،
خيرات الوطن تتقسم النوعين
حاوية الزبالة وبير للبترول
أكوام الزبالة أتعيش الفقره
وآبار النفط من حصة المسئول
و...
مابين الزبالة والنفط أسرار
ذكّر بالحقايق تنفع الذكره
آبار النفط لجيوب مسئولين
وحاوية الزبالة حصة الفقره
و ...
هاي الصور تحجي وللعراقي أتكول
باطل بل حراماً تنتخب مسئول
---------------
لا أملك إلا أن أقول ذكّر أن نفعت الذكرى  ، للإضاءة ........ فقط  .
المرفقات  صور

ليست هناك تعليقات: