ثلاث قصص للأطفال
قبلات
سأل الطفل والده: ـ بابا، قلت لي غدا ً نحتفل بعيد ميلاد أمي.. ـ نعم يا حبيبي، وأنا سأقدم لها هدية بهذه المناسبة. فكر لبرهة وسألته: ـ وأنا ..؟ ـ ما بك أنت يا ولدي ..؟ ـ أريد ان أقدم هدية لامي الحبيبة، أيضا ً. ـ ماذا تحب ان تقدم لها..؟ ـ قبلة، وساعة! قال الوالد: ـ القبلة موجودة في شفتيك، أما الساعة فخذ ثمنها، وعليك الاختيار بينهما. ـ أشكرك يا بابا العزيز. ـ اطلب ما تشاء يا حبيبي، فأنت أغلى من كنوز الأرض كلها. ـ وماما ..؟ ـ إنها غالية مثلك أيضا ً. فسأل الطفل والده فجأة: ـ ومن سيغني لها في عيد ميلادها..؟ ـ أنا وأنت، وهناك من سيشاركنا الغناء! ـ من هو ..؟ ـ هو الحب .. ـ وماذا سيغني ..؟ ـ سيقول في أغنيته: يا عيد الميلاد، أنت عطر الغابة، ونور القمر، ونسيم الفجر، فتعال ابتهج معنا! ـ حقا ً، إنها أغنية جميلة. في اليوم التالي أقيمت حفلة عيد الميلاد، وأوقدت الشموع، ليغنيا معا ً بصوت واحد: يا عيد الميلاد.. يا ضوء السماء يا عطر الورود .. وأحلى القبلات يا عيد الميلاد .. يا أحلى الأعياد صفق الجميع لهما، وتبادلت القبلات، وعبارات التهاني، فقدم الأب هديته، وقدم ابنها الصغير قبلاته لها. في اليوم التالي كان الابن يوزع الحلوى لأصدقائه، لكن الابن سأل والده: ـ وأنت، يا بابا، متى عيد ميلادك ..؟ ـ لماذا يا حبيبي..؟ ـ كي أقدم إليك هدية عيد ميلادك، بعد ان تعطيني نقودا ً لشرائها طبعا ً! ابتسم الأب، قائلا ً: ـ سأخبرك قريبا ً بيوم عيد ميلادي.. ـ ولكن لماذا لا نحتفل في هذه الليلة بعيد ميلادك يا بابا ..؟ ابتسم الأب مرة ثانية، وقال له: ـ خذ موافقة ماما أولا ً..ولكن قل لي: لماذا كنت تبكي في صباح هذا اليوم..؟ ـ لأنني رأيت احد الأطفال يمشي على عكازة.. فكر الأب برهة من الزمن، وقال: ـ آ .. هذا هو ذنب أمه أو ذنب والده، لأنهما أهملاه ولم يصطحباه إلى الطبيب، عندما ولد مصابا ً بالكساح .. ـ اذا ً أنا زعلان على أهله .. فقال الأب بصوت رقيق: لهذا طالما طلبت منك ان لا تمشي حافيا ً، وتنظف أسنانك، وان تحترم من هم اكبر منك، مثلما تفعل مع ماما وبابا . قال الطفل بسعادة: ـ أمرك يا بابا. فسأل الأب ابنه: ـ والآن ماذا تطلب مني..؟ قال حالا ً من غير تفكير: ـ أريد ان أقبلك يا بابا. ـ آ .. سلمت، لا أجمل من هذه القبلات. دعوني أقبلكم كان هو الطالب الوحيد الذي ينحني احتراما ً أمام معلمه، عندما يتحدث، ويصغي إليه بإمعان، واحترام، حتى ان إدارة المدرسة كانت تستدعي والده بين الحين والآخر، وتشكره على حسن تربيته لولده الذكي المطيع الحريص على سمعة مدرسته ودروسه والمتفوق دائما ً. فيخرج والده من المدرسة مرفوع الرأس. لقد كان هذا الطالب من اشطر الطلبة في تقديم الفعاليات المدرسية، في المناسبات، مثل إعداد النشرة الجدارية، التي يختار مواضيعها المهمة من الصحف والمجلات. لقد كان المعلم يطرح على الطلبة بين فترة وأخرى مجموعة من الأسئلة ليتصرف من خلال ردودهم على مدى الوعي الذي يتمتعون به. وبدأ بالأسئلة: ـ انهض يا ماجد وقل لنا ماذا تحب ...؟ ـ أحب الانسجام بين أمي وأبي. ـ أحسنت .. وأنت يا ثابت ماذا تحب ..؟ ـ أحب أكلة (الدولمة). ـ وأنت يا نجاح، ماذا تحب ..؟ ـ أحب ان انصح نفسي وزملائي الطلبة على حب مدرستهم والاهتمام بدروسهم وبعدم الغياب والاستفادة من إرشادات وتوجيهات أساتذتهم، وان يهتموا بنظافتهم ونظافة مدرستهم التي تحدد لهم معالم الطريق نحو المستقبل الأجمل والأفضل. ـ شكرا ً يا أستاذي العزيز. ـ أعزائي الطلبة، استفيدوا من أفكار زميلكم الذكي نجاح. بدأ الطلبة يذهبون إلى بيت نجاح ليلا ً ليفسر لهم بعض المعاني الواردة في دروسهم، وقد استقبلهم لفترة طويلة، لكنه توقف أخيرا ً. ـ لماذا يا صديقنا نجاح ..؟ ـ إن لم تعتمدوا على أنفسكم فسوف تبقون تراوحون داخل دائرة الفشل إلى الأبد. ـ لا تتخلى عنا يا زميلنا نجاح. ـ تخلوا انتم أولا ًعن الإهمال، والاتكالية، فانا يا زملائي، أراكم لا تهتمون حتى بكتبكم المدرسية، فهي ممزقة، والتي هي هدية لعقولكم. سمعت إدارة المدرسة هذه النصائح التي قالها نجاح لزملائه، فقررت نقله إلى صف متقدم، بعد اخذ الموافقة على ذلك. فتقدم نجاح نحو إدارة المدرسة وقال باكيا ً من شدة الفرح: ـ دعوني أقبلكم. في عيونكم يتألق المستقبل قبل أمه ووالده ووقف صامتا ً أمامهما، فسأله والده: ـ لقد تبادلنا معك القبل صباح هذا اليوم يا صلاح، فما ـ هو ـ سر هذه القبلات الآن..؟ أجاب: ـ أريد منك يا أبي مبلغا ً من المال، ومن أمي مبلغا ً آخر.. ـ لماذا يا ولدي العزيز..؟ ـ لسبب كاد يبكيني. ـ ما هو هذا السبب يا صلاح..؟ ـ اثنان من زملائي الطلبة، جلسا ينظران إلى زملائهم الذين تجمعوا أمام حانوت المدرسة أثناء الفرصة وهم يشترون الحلوى والمرطبات، فعرفت أنهما لا يملكان ما يشترون به، فتألمت كثيرا ً، حد البكاء. ـ ما ارق قلبك يا ولدي. ـ ثم إنهما يا أبي، ويا أمي، من اهدأ طلاب مدرستنا. ـ وماذا ستفعل بالمبلغ..؟ ـ سأقسمه بينهما غدا ً صباحا ً، وألح عليهما ان يقبلاه هديه مني كزميل لهما. انحدرت دمعة من عيني أمه وقالت له: ـ الشكر لله الذي وهبنا ولدا ً ذكيا ً وكريم النفس. وقال له والده بشيء من العاطفة: ـ كن لهما زميلا ً وصديقا ً وأخا ً.. ـ سأفعل يا أبي، ولكن هناك حالة أخرى. ـ ما هي ..؟ ـ ان إدارة مدرستنا تحبنا ونحبها، وغدا ً سيصادف عيد المعلم، وأنا أريد ان اعبر لها عن مشاعري بهذه المناسبة السعيدة، وأنت يا والدي احد المعلمين، ولكن في مدرسة أخرى. ـ خذ باقة ورد واكتب عليها العبارة التالية: "طلبة الغد الأبهى يهنئون مناهل المعرفة والنور لمناسبة عيد المعلم " ـ إنها أجمل هدية يا أبي وارق عبارة، وستكون الهدية باسم جميع طلبة مدرستنا. في اليوم التالي قدمت باقة الورد إلى إدارة المدرسة باسم جميع الطلبة وبدأت التهاني والأناشيد بهذه المناسبة. هتف صلاح: قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا صفق الجميع بعد ان قدم الطلاب أحر تحياتهم، وأنبل مشاعرهم للمناسبة. فقال مدير المدرسة يخاطب الطلاب: ـ أولادنا الأعزاء، حقا ً لن يتألق المستقبل إلا في عيونكم.
سأل الطفل والده: ـ بابا، قلت لي غدا ً نحتفل بعيد ميلاد أمي.. ـ نعم يا حبيبي، وأنا سأقدم لها هدية بهذه المناسبة. فكر لبرهة وسألته: ـ وأنا ..؟ ـ ما بك أنت يا ولدي ..؟ ـ أريد ان أقدم هدية لامي الحبيبة، أيضا ً. ـ ماذا تحب ان تقدم لها..؟ ـ قبلة، وساعة! قال الوالد: ـ القبلة موجودة في شفتيك، أما الساعة فخذ ثمنها، وعليك الاختيار بينهما. ـ أشكرك يا بابا العزيز. ـ اطلب ما تشاء يا حبيبي، فأنت أغلى من كنوز الأرض كلها. ـ وماما ..؟ ـ إنها غالية مثلك أيضا ً. فسأل الطفل والده فجأة: ـ ومن سيغني لها في عيد ميلادها..؟ ـ أنا وأنت، وهناك من سيشاركنا الغناء! ـ من هو ..؟ ـ هو الحب .. ـ وماذا سيغني ..؟ ـ سيقول في أغنيته: يا عيد الميلاد، أنت عطر الغابة، ونور القمر، ونسيم الفجر، فتعال ابتهج معنا! ـ حقا ً، إنها أغنية جميلة. في اليوم التالي أقيمت حفلة عيد الميلاد، وأوقدت الشموع، ليغنيا معا ً بصوت واحد: يا عيد الميلاد.. يا ضوء السماء يا عطر الورود .. وأحلى القبلات يا عيد الميلاد .. يا أحلى الأعياد صفق الجميع لهما، وتبادلت القبلات، وعبارات التهاني، فقدم الأب هديته، وقدم ابنها الصغير قبلاته لها. في اليوم التالي كان الابن يوزع الحلوى لأصدقائه، لكن الابن سأل والده: ـ وأنت، يا بابا، متى عيد ميلادك ..؟ ـ لماذا يا حبيبي..؟ ـ كي أقدم إليك هدية عيد ميلادك، بعد ان تعطيني نقودا ً لشرائها طبعا ً! ابتسم الأب، قائلا ً: ـ سأخبرك قريبا ً بيوم عيد ميلادي.. ـ ولكن لماذا لا نحتفل في هذه الليلة بعيد ميلادك يا بابا ..؟ ابتسم الأب مرة ثانية، وقال له: ـ خذ موافقة ماما أولا ً..ولكن قل لي: لماذا كنت تبكي في صباح هذا اليوم..؟ ـ لأنني رأيت احد الأطفال يمشي على عكازة.. فكر الأب برهة من الزمن، وقال: ـ آ .. هذا هو ذنب أمه أو ذنب والده، لأنهما أهملاه ولم يصطحباه إلى الطبيب، عندما ولد مصابا ً بالكساح .. ـ اذا ً أنا زعلان على أهله .. فقال الأب بصوت رقيق: لهذا طالما طلبت منك ان لا تمشي حافيا ً، وتنظف أسنانك، وان تحترم من هم اكبر منك، مثلما تفعل مع ماما وبابا . قال الطفل بسعادة: ـ أمرك يا بابا. فسأل الأب ابنه: ـ والآن ماذا تطلب مني..؟ قال حالا ً من غير تفكير: ـ أريد ان أقبلك يا بابا. ـ آ .. سلمت، لا أجمل من هذه القبلات. دعوني أقبلكم كان هو الطالب الوحيد الذي ينحني احتراما ً أمام معلمه، عندما يتحدث، ويصغي إليه بإمعان، واحترام، حتى ان إدارة المدرسة كانت تستدعي والده بين الحين والآخر، وتشكره على حسن تربيته لولده الذكي المطيع الحريص على سمعة مدرسته ودروسه والمتفوق دائما ً. فيخرج والده من المدرسة مرفوع الرأس. لقد كان هذا الطالب من اشطر الطلبة في تقديم الفعاليات المدرسية، في المناسبات، مثل إعداد النشرة الجدارية، التي يختار مواضيعها المهمة من الصحف والمجلات. لقد كان المعلم يطرح على الطلبة بين فترة وأخرى مجموعة من الأسئلة ليتصرف من خلال ردودهم على مدى الوعي الذي يتمتعون به. وبدأ بالأسئلة: ـ انهض يا ماجد وقل لنا ماذا تحب ...؟ ـ أحب الانسجام بين أمي وأبي. ـ أحسنت .. وأنت يا ثابت ماذا تحب ..؟ ـ أحب أكلة (الدولمة). ـ وأنت يا نجاح، ماذا تحب ..؟ ـ أحب ان انصح نفسي وزملائي الطلبة على حب مدرستهم والاهتمام بدروسهم وبعدم الغياب والاستفادة من إرشادات وتوجيهات أساتذتهم، وان يهتموا بنظافتهم ونظافة مدرستهم التي تحدد لهم معالم الطريق نحو المستقبل الأجمل والأفضل. ـ شكرا ً يا أستاذي العزيز. ـ أعزائي الطلبة، استفيدوا من أفكار زميلكم الذكي نجاح. بدأ الطلبة يذهبون إلى بيت نجاح ليلا ً ليفسر لهم بعض المعاني الواردة في دروسهم، وقد استقبلهم لفترة طويلة، لكنه توقف أخيرا ً. ـ لماذا يا صديقنا نجاح ..؟ ـ إن لم تعتمدوا على أنفسكم فسوف تبقون تراوحون داخل دائرة الفشل إلى الأبد. ـ لا تتخلى عنا يا زميلنا نجاح. ـ تخلوا انتم أولا ًعن الإهمال، والاتكالية، فانا يا زملائي، أراكم لا تهتمون حتى بكتبكم المدرسية، فهي ممزقة، والتي هي هدية لعقولكم. سمعت إدارة المدرسة هذه النصائح التي قالها نجاح لزملائه، فقررت نقله إلى صف متقدم، بعد اخذ الموافقة على ذلك. فتقدم نجاح نحو إدارة المدرسة وقال باكيا ً من شدة الفرح: ـ دعوني أقبلكم. في عيونكم يتألق المستقبل قبل أمه ووالده ووقف صامتا ً أمامهما، فسأله والده: ـ لقد تبادلنا معك القبل صباح هذا اليوم يا صلاح، فما ـ هو ـ سر هذه القبلات الآن..؟ أجاب: ـ أريد منك يا أبي مبلغا ً من المال، ومن أمي مبلغا ً آخر.. ـ لماذا يا ولدي العزيز..؟ ـ لسبب كاد يبكيني. ـ ما هو هذا السبب يا صلاح..؟ ـ اثنان من زملائي الطلبة، جلسا ينظران إلى زملائهم الذين تجمعوا أمام حانوت المدرسة أثناء الفرصة وهم يشترون الحلوى والمرطبات، فعرفت أنهما لا يملكان ما يشترون به، فتألمت كثيرا ً، حد البكاء. ـ ما ارق قلبك يا ولدي. ـ ثم إنهما يا أبي، ويا أمي، من اهدأ طلاب مدرستنا. ـ وماذا ستفعل بالمبلغ..؟ ـ سأقسمه بينهما غدا ً صباحا ً، وألح عليهما ان يقبلاه هديه مني كزميل لهما. انحدرت دمعة من عيني أمه وقالت له: ـ الشكر لله الذي وهبنا ولدا ً ذكيا ً وكريم النفس. وقال له والده بشيء من العاطفة: ـ كن لهما زميلا ً وصديقا ً وأخا ً.. ـ سأفعل يا أبي، ولكن هناك حالة أخرى. ـ ما هي ..؟ ـ ان إدارة مدرستنا تحبنا ونحبها، وغدا ً سيصادف عيد المعلم، وأنا أريد ان اعبر لها عن مشاعري بهذه المناسبة السعيدة، وأنت يا والدي احد المعلمين، ولكن في مدرسة أخرى. ـ خذ باقة ورد واكتب عليها العبارة التالية: "طلبة الغد الأبهى يهنئون مناهل المعرفة والنور لمناسبة عيد المعلم " ـ إنها أجمل هدية يا أبي وارق عبارة، وستكون الهدية باسم جميع طلبة مدرستنا. في اليوم التالي قدمت باقة الورد إلى إدارة المدرسة باسم جميع الطلبة وبدأت التهاني والأناشيد بهذه المناسبة. هتف صلاح: قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا صفق الجميع بعد ان قدم الطلاب أحر تحياتهم، وأنبل مشاعرهم للمناسبة. فقال مدير المدرسة يخاطب الطلاب: ـ أولادنا الأعزاء، حقا ً لن يتألق المستقبل إلا في عيونكم.