الثلاثاء، 1 مايو 2012

ماذا يريد أمير قطر من جنبلاط..

ماذا يريد أمير قطر من جنبلاط.. وما مصلحة الدروز في ذلك ؟ نشر فى 1 May, 2012 بواسطة max. تحت تصنيف: عالمية. الوسوم: ماذا يريد أمير قطر من جنبلاط.. وما مصلحة الدروز في ذلك ؟
صدى الحقيقة – وكالات في عز حملة أمير قطر على سورية والردّ الرسمي السوري للمرة الأولى باتهام قطر بالاسم بقيادة المؤامرة على دمشق، تأتي زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لأمير قطر ليقطع كل خطوط الرجعة وما يقال “شعرة معاوية” مع النظام السوري. وتقول مصادر متابعة لهذا الملف، إن من حق جنبلاط اتخاذ الموقف الذي يريده، ووقوفه ضد النظام يتلاقى مع مواقف العديد من اللبنانيين والأنظمة العربية والتي تعلن مواقف من النظام والصراع في سورية لكنها في المقابل “تنأى” بنفسها عن التدخل في الشأن السوري الداخلي كحال العديد من القوى اللبنانية والرؤساء العرب. لكن هذا النهج في التعامل لا يحبذه النائب جنبلاط المصرّ على سلوك خيار المواجهة مع النظام دون التعلّم من تجربة العام 2005 وما خلّفته، لا بل إن جنبلاط يصرّ على الدخول بالمواجهة بإجراءات عملية عبر التدخل المباشر بالشأن الداخلي، وهي لعبة خطيرة حاذرت دول الدخول فيها، فكيف برئيس فئة من أقلية طائفية يصرّ جنبلاط على وضعها في “بوز المدفع” في هذا الصراع الخطير وتحديداً في اللعبة السورية المفتوحة على كل الاحتمالات. وتقول المعلومات إن هذه “النقزة” من مواقف جنبلاط نقلتها مراجع روحية درزية بارزة وفاعلة وأساسية إلى رئيس تيار التوحيد اللبناني وئام وهاب، وأعلنت دعمها لنهجه السياسي. هذا بالإضافة إلى أن الرافضين للنهج السياسي الحالي لجنبلاط هم قوة لا يستهان بها في الطائفة الدرزية، ويعلنون مواقفهم الواضحة ودعمهم للنظام في سورية، حتى أن معلومات كشفت عن تواصل بين مرجعيات روحية درزية بارزة وفي الفترة الأخيرة، مع مسؤولين سوريين بارزين وتأكيد هؤلاء على الوقوف إلى جانب دمشق، حتى أن اجتماعات عُقدت مؤخراً بين مرجعيات روحية في لبنان وسورية أكدت على الالتزام بقوانين الدولة السورية والوقوف إلى جانب النظام، ولهذه المراجع دورها الديني البارز، وأن النائب جنبلاط الذي علم بهذه الاجتماعات أبدى انزعاجه من هذه التحركات، وشنّ حملة في مجالسه على بعض المشايخ الذين يتولون هذه التحركات، وبعضهم من المحسوبين عليه، لكن التواصل ما زال مستمراً وفاعلاً. وتقول مصادر درزية إن مواقف النائب جنبلاط الأخيرة لا تلاقي أي صدى لدى أبناء الموحدين الدروز في جبل العرب، لكن السؤال الأساسي يبقى: لماذا يصرّ جنبلاط على (جلد) دروز جبل العرب وحضّهم على مواقف انتحارية؟!.. فأبناء الطائفة الدرزية هم مواطنون سوريون خاضعون لإجراءات الدولة السورية كأي مواطن سوري؟ وضباط وجنود الجيش العربي السوري الذين هم من أبناء جبل العرب يمارسون دورهم كأي ضابط وجندي في الجيش السوري، وكسائر الضباط من الطوائف السنية والعلوية والكردية والمسيحية، رغم أن عقيدة الجيش العربي السوري هي عقيدة عربية ولا وجود للمنحى الطائفي، وهذا سر قوة الجيش السوري النابعة من عروبته. لكن مشاركة جنبلاط بالحملة على الجيش السوري مردها إلى صمود هذا الجيش ووحدته، وهذا مصدر الإزعاج لأمير قطر الذي يعمل على تحقيق أمنيته الحالية بتصوير ضابط درزي أو كردي أو مسيحي وتوزيع الصورة على العالم للقول بأن هذا النظام ليس حامياً للأقليات، وبأن الأقليات تدعم الانتفاضة، وأن أمير قطر يدفع مليارات الدولارات لمن يقوم بهذه المهمة. وفي هذه الحالة المتطوعون كثر في ظل عقيدة هؤلاء القائمة بأن “المال” يحيي العظام الرميمة وبأن بالمال وحده يحيا الإنسان. وفي ظل هذا المنحى الخطير لأمير قطر والنابع من حقد شخصي، ما المصلحة بتوريط الدروز في هذه اللعبة وحضّهم على الوقوف بوجه النظام العلماني العروبي الحالي الذي قدّم لأبناء جبل العرب كل الدعم، فيما سيطرة النهج التكفيري يجعل الدروز مطوقين ومهددين كون قوتهم ووجودهم من قوة ووجود النظام الحالي، أما بالنسبة للشهداء الذين يسقطون من الجيش العربي السوري من أبناء جبل العرب فهذا أمر طبيعي في ظل المؤامرة على سورية، علماً أن شهداء الجيش العربي السوري من كل الطوائف وليس من الدروز فقط. وبالتالي لماذا يصرّ جنبلاط على جر دروز سورية إلى مواجهة غير محسوبة مع النظام وفي منطقة مطوقة، وكل ذلك جراء رغبة القطريين بتحريك الدروز والأكراد وزيادة التنسيق بين الأقليات الطائفية واللعب على هذا الوتر بين الناشطين الأكراد والدروز، وعقد اجتماعات في أربيل في العراق لهذه الغاية وهذا هو سر الزيارات إلى كردستان؟!. لكن المشكلة عند هؤلاء تكمن في عدم وجود معارض درزي بارز، فمنتهى الأطرش التي تدّعي قيادتها للمعارضة في الأساس ومنذ ولادتها مقيمة في دمشق وتجاوزت الـ 75 عاماً وغير معروفة من قبل أبناء جبل العرب، وليس لها أي دور في الجبل، لكن الهدف من التواصل معها استغلال اسم والدها سلطان باشا الأطرش في معركة المعارضة ضد النظام، حتى أن منتهى الأطرش أبلغت المقربين منها أن أقصى أمنيتها توقيفها حالياً من النظام لإبراز دورها واسمها، لكن هذه الأمنية لن تتحقق مطلقاً في ظل محدودية دورها؟!. وفي ظل هذا المنحى الخطير يبقى السؤال الموجّه إلى جنبلاط من قيادات درزية يدعوها إلى الوقوف إلى جانبه في معركته ضد سورية: إذا كان تبريرك لمواقفك الحالية بأن الهدف منها حماية الدروز في ظل البحر السني الهائج فكيف تكون حمايتهم إذا فشل رهانك؟.. وماذا سيكون موقف الدروز إذا التزموا خياراتك وحصلت الصفقة الكبرى أو التسوية الشاملة نتيجة لعبة أميركية روسية صينية؟ وكيف ستحمي الدروز إذا صمد النظام وانتصر وكل الاحتمالات والدلائل تشير إلى ذلك؟.. وكيف تدعو البعض للوقوف إلى جانبك والتجربة في لبنان ما زالت واضحة للعيان عبر قلب سورية وحزب الله للطاولة، حيث فشلت رهاناتك وأنت من اعترف بذلك ووصفت ذلك بساعة “تخل” ومن يضمن عدم تكرار سيناريو 2005 حالياً وربما عندها “مليون اعتذار واعتذار لا تؤدي قسطها للعلى”. وعندها من يضمن النتائج على الدروز، وفي السياسة من الخطأ إسقاط أي احتمال، خصوصاً وأن جنبلاط نفسه كان يخشى العام 2005 من السياسة الأميركية وتبدلاتها وصفقاتها، وهذا ما حصل بانتخاب ميشال سليمان وتأليف الحكومة، ومن يضمن عدم حصول صفقة جديدة بين الكبار في ظل الخشية من المواجهة الشاملة والذهاب إلى الصفقة الشاملة التي ترضي الجميع وعندها كيف ستؤمن حماية الدروز، والى أي مائدة يدعوهم

ليست هناك تعليقات: