الأربعاء، 3 أغسطس 2011

من أجل حفنة من الدولارات -كاظم فنجان الحمامي

من أجل حفنة من الدولارات
جريدة المستقبل العراقية 3/8/2011
كاظم فنجان الحمامي
فضيحة جديدة تكشف عن قيمة السعر الرسمي لشراء ذمة أكبر الرؤساء العرب, وضمان وقوفه في صف القوات المتحالفة ضد العراق, وتكشف أيضا عن تهافت الرؤساء العرب على الأموال الملطخة بفضلات الإسطبلات الامريكية.
فمن اجل حفنة من الدولارات تتغير المواقف السياسية المدفوعة الثمن عند العرب, ومن اجل حفنة من الدراهم تباع ولاءاتهم في سوق المزايدات الرخيصة, ومن أجل حفنة من الدنانير يُشترى الدعم العسكري, ويجند الإعلام, ويتقافز الرؤساء العرب كما القرود من خندق إلى خندق, ومن جبهة إلى آخري, فيتحولون إلى الاتجاه المعاكس بلمح البصر, بمجرد استلامهم وصولات القبض لثمن ولاءاتهم المنحازة إلى الجهات التي تدفع أكثر.
كانت صحيفة (الفجر) المصرية أول من نشر خبر هذه الفضيحة صباح السادس عشر من تموز الجاري, وانفردت بنشر صورة الشيك الذي حصل عليه الرئيس المخلوع (حسني مبارك) من الشيخ زايد ثمناً لمشاركة مصر في الحرب على العراق, وعرضت الصحيفة صورة الشيك الصادر من بنك أبو ظبي الوطني, وكان يحمل الرقم (758628), مؤرخ في الخامس والعشرين من شهر آب (أغسطس) من علم 1990, ومثبت عليه كود (شفرة) صاحبه (1673), والشيك محرر باللغة الانجليزية بآلة كاتبة, على يمينه عبارة (صالح لمدة 12 شهراً), وفيه أمر بأن يدفعوا لرئيس جمهورية مصر العربية مبلغاً وقدره 120 مليون دولار فقط (يا بلاش), على أن يودع المبلغ في حسابه في مؤسسة (مورغن ترست المصرفية), وعنوانها 23 وول ستريت في نيويورك, ومذيل بعبارة أخرى تقول: (رجاء وضعه في الحساب رقم 65000357), وهو حساب الرئيس حسني.
ويحمل الشيك توقيعين لشخصين أجنبيين لهما حق التوقيع على الشيكات, الأول ربما كان اسمه (كيدلي), وشفرته (111), والثاني اسمه (وليكس), وشفرته (34).
وفي ضوء البيانات الواردة في الشيك, نستطيع أن نستنتج ان مبارك له حسابات مصرفية في البنوك الأجنبية, وان ادعائه في بيانه التلفزيوني, بأنه ليس له حسابات في الخارج هو ادعاء باطل, وان ادعائه بأن ثروته لا تزيد على (فيللا) في شرم الشيخ, وحساب مصرفي فيه ستة ملايين جنيه هو ادعاء كاذب,
يضاف إلي ذلك أن ادعاءه بأن ثروته لا تزيد علي فيللا في شرم الشيخ وحساب بنكي فيه 6 ملايين جنيه هو ادعاء كاذب.
لكن الاستنتاج الأهم هو: مدى استعداد بعض الرؤساء والقادة العرب لقبول الهبات المالية السخية, واستعدادهم للتواطؤ ضد العراق, والتعامل المذل مع صندوق السيرك السياسي العربي, الذي تديره الثعالب الماكرة المكلفة بحشد التأييد العربي والعالمي ضد العراق, والمكلفة بتغطية نفقات العمليات الإرهابية ضد الشعب العراقي الصابر المجاهد.
ختاما نقول إذا كان هذا هو حال رئيس أقوى الأقطار العربية, فما بالك بمواقف رؤساء الأقطار الأخرى التي ماانفكت تكشر أنيابها بوجه العراق وشعبه, وماانفكت تثير الزوابع الاستفزازية ضد مهد الحضارات الإنسانية, ومهبط الرسالات السماوية, ومثوى الأئمة, وقلعة الرجال الأبطال, وقبة العلوم والمعارف ؟؟.

ليست هناك تعليقات: