الأربعاء، 30 مارس 2011

النقد السياقي-دراسة-الجزء الثاني

النص الأدبي والمساءلة النقدية - النظرية والمنهج(4) لقد استطاع الانفجار النقدي الحداثي خلال العقود الثلاثة الأخيرة. أن يقلب الكثير من المفاهيم والمناهج التي سادت خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وأن يعيد صياغة الرؤية النقدية على ضوء جديد بفضل الكشوفات التي حققتها الدراسات الألسنية والسيميولوجية والأسلوبية في مجال النقد الأدبي والتي تمثلت في اتجاهات كالبنيوية والتفكيكية والهيرمنيوتيكية واتجاه نقد القراءة والتلقي والنقد السوسيولوجي الجديد وما إلى ذلك.‏ إنّ الاهتمام الكبير بمفهوم النص وعلاقاته المتعددة بدءاً بأدبيته وشعريته إلى العناصر الخارجية ما زال يثير كثيراً من الجدل والتركيز خصوصاً بما يتصل به من عناصر كالمرسل والمتلقيّ والتلقيّ والسيّاق والمرجع والتأويل والتناص والتفسير وباللسانيات، كما أثرى الممارسة النقدية بالمفاهيم والأفكار وخصوصاً في مجال الكتابة الشعرية. ذلك أنَّ الإعلاء من سلطة النص في ظلّ هذا المفهوم الواسع غير المحدَّد الذي ينفي كل إجناسية ينتج جنساً خاصاً بالنص الشعري المعاصر فيه كثير من المزالق التي لا يتفطن إليها كثير من الشعراء من خلال هدر طاقات شعرية حقيقية وتعريض بعض التجارب الشعرية إلى الاضطراب بسبب التفريط في قيم الشعر الجوهرية تحت ستار النص. بينما يدفع مصطلح النص الفضفاض بالقصيدة، الحديثة إلى متاهات خطيرة يمكن أن تفقد فيها أجناسيتها وبالتالي شعريتها وهو ما يمثل خطوة ارتداد على مستوى الشعرية- إلى الوراء وليس خطوة إلى الأمام.‏ هذا التنبيه من باحث وناقد يدلّ دلالة واضحة على أهم إشكالات الكتابة الجديدة التي واجهت النقد وجعلته يتخذ في أفضل حالات المواجهة موقع الوسط في الترحيب بهذا الجديد وفي الوقت نفسه إحاطة ذلك بنوع من الحيطة والحذر خوفاً على ضياع المألوف.‏ في الثقافة العربية المعاصرة وفي خطابها النقدي تتضارب المبررات والمسوغات في قراءة النص الإبداعي بين إقصاء المؤلف وقتله وبين الاهتمام به وبسيرته وحياته في الدراسة والتحليل كما قدمته القراءة السياقية وجعلته مدخلاً لفهم وتفسير العمل الإبداعي. وتقودنا الدراسة إلى البحث عن خطوط التقاطع مع الثقافة الغربية وأطروحاتها النقدية في مشروعية الاشتغال النقدي بما تقدمه هذه الثقافة من مقولات وخطابات لها مرجعيتها الفلسفية المشكلّة للعقل الغربي في واقع أنتج مسار التطور الطبيعي من قراءة لأخرى، قد لا نجد مبررات هذا الواقع في فضاء الثقافة العربية، ومن ثمّ تساءل عن دوافع ومسوغات القراءة النقدية. المعاصرة للإبداع العربي سواء السياقية منها أو النسقية بكل اتجاهاتها.‏ وماهي الإجابات التي قدمها الناقد العربي لتبرير انفتاحه إلى درجة الخضوع. لسلطة المفهوم الغربي للمنهج والإجراء التطبيقي؟.. وهل ذلك كان استيعاباً أم استهلاكاً؟ وماهي البدائل التي يطرحها للخروج من مأزق المساءلة التي أبانت عن كثير من الفجوات في الرؤية النقدية والتعسف في تطبيق المنهج النقدي تحت تأثير عدم التمثل الكامل لفلسفة المنهج وخلفيته المعرفية وعدم القدرة على تبييء المفاهيم والمناهج النقدية الغربية في حقل ثقافتنا العربية؟...‏ بعض الكتابات النقدية المعاصرة استنسخت الجانب التطبيقي وراحت تمارس عملها النقدي دون الوقوف على النظرية وظلالها وفلسفتها ومناقشة خلفياتها ومبررات نشوئها في مرحلة معينة من تاريخ النقد الغربي، وكأنّ ما توصلت إليه هذه النظرية من نتائج أصبح من المسلمات التي لا تناقش وإنما يكفي الاشتغال النقدي على النصوص الأدبية مهما كانت هويتها، فمثل هذه القراءات العربية لم تشترك في الجدل النقدي حول مسألة موت المؤلف وإنما اكتفت بتقديم تحليلاتها للنصوص خالية من الإشارة إلى مبدعيها وسيرهم إيماناً منهم بسلطة النص وعدم جدوى الالتفات إلى حياة المبدع تحقيقاً لقراءة نسقية.‏ وإذا رحنا نتتبع التأثيرات الثقافية والنقدية التي وقع تحت سلطتها كثير من النقاد العرب، فتباينت اتجاهاتهم في الممارسة النقدية ابتداء من العصر الحديث الذي سادت فيه القراءة السياقية بتعدد أبعادها ومستوياتها كما أشرت سابقاً نجد آثار هذه المناهج متسللة بشكل واضح في البنية الثقافية للنقاد الذين قرؤوا الأدب العربي قراءة إسقاطية، فكانت الدراسات التي أرخت للأدب العربي انطلاقاً من نظريات سانت بيف التي جعلت من حياة المؤلفين وانتماءاتهم وأعراقهم مرتكزاً في تحليل النصوص الإبداعية، وعلى هذا النحو سار جرجي زيدان في كتاباته الأدبية التاريخية، أما العقاد والنويهي فقد اتخذا من نفسية الأديب ومواقفه السلوكية متكأ في فهم العمل الأدبي تأثراً بالمنهج النفسي مما دفع بالناقد مصطفى ناصف إلى الدعوة إلى تحرير النص الأدبي من الظلال النفسية لصاحبه: الاهتمام بالشاعر أو الإنسان له مخاطر جمة، وبعض الدارسين –مثلاً- يعنيه من أمر بشار إيمانه أو إلحاده، ويعود فيقرأ الشعر من أجل الإجابة عن هذا السؤال. حقاً قد يكون في هذا الشعر ما يثير السؤال عن إيمانه، ولكن اهتمامنا، بالشعر-أولاً- سوف يجعله أكبر من مجرد الإجابة عن أي سؤال من هذا القبيل وليس ضرر العناية بحياة المؤلف، وعقائده مقصوراً على إهمال الشعر من حيث هو شعر، ولكنه يتجاوز هذا كما وضحنا إلى خلط الشخصية وظروفها بالأحكام التقييمية.(1).‏ وفي هذا القول إشارة إلى إقصاء المؤلف، وإن لم تكن دعوة صريحة فإنّ آثار التأثر بمقولات النقد الغربي جلية وخاصة في تفريقه بين المقاربة النصية والقراءات السياقية، غير أنَّ الدعوة الجديدة إلى الأسلوبية التي اعتمدت في التحليل على حياة المؤلف، انطلاقاً من تلوّن الأسلوب بملامح شخصية الكاتب، وبالتالي يمكن تصنيف مثل هذه القراءة ضمن الإطار العام للقراءات السابقة، والتي تعاملت الوثيقة. مع النص/ أما الناقد عبد السلام المسدي المتأثر بالبنيوية الأسلوبية فقد رأى في النص الأدبي وإن كان وليداً لصاحبه، فإنّ الأسلوب هو وليد النص ذاته، لذلك يستطيع الأٍسلوب أن ينفصل عن المؤلف المخاطب، لأن رابطة الرحم بينهما حضورية في لحظتي الإبداع والإيقاع، وهذا المنظار في تحديد ماهية الأسلوب يستمد ينابيعه من مقومات الظاهرة اللغوية في خصائصها البارزة ونواميسها الخفية(2).‏ لم تنتظم الممارسة النقدية العربية المعاصرة بشكل كامل في وعينا النقدي والثقافي وإنما انتزعت من أسيقتها المعرفية، وجرّدت من خلفياتها الفلسفية، ودخلت إلى حقل النقد كأدوات وطرق إجرائية، فمقولة موت المؤلف في التفكير العربي وليدة التأثير الغربي في الثقافة النقدية العربية، هذه الثقافة التي احتفت بالإنسان وأولته العناية الفائقة في الدراسات بمختلف موضوعاتها بوصفه محور الكون بعد الإرادة الإلهية، أما في الثقافة المعاصرة فإن هذه المسألة تبقى في مجال التساؤل وخصوصاً في الدراسات التي اهتمت بالجانب التنظيري.‏ ومن الدراسات التي احتضنت فكرة موت المؤلف رأت في الأعمال الإبداعية التي بقي مؤلفوها مجهولين خالدة وعظيمة، وغيابهم رسّخ حضور أعمالهم، هذا الغياب ينسي جانباً هاماً أ ثناء القراءة التي تبقى مفتوحة على التأويلات دون الخضوع لسلطة التوجيه المسبق من خلال البحث عن هوية المبدع. ومن هنا بدأت الثقافة النصية تجد طريقها إلى نقدنا المعاصر مع التأثر بأعمال رولان بارت ونقاد مابعد البنيوية الذين أشاعوا مفهوم الكتابة الذي يقصي أي علامة خارجية ويكتفي بذات النص وبالقارئ بدلاً من الكاتب.‏ وإلى جانب المثاقفة النقدية، كانت المبالغة في تأكيد الصلة بين المبدعين وأعمالهم بشكل لا يخلو من تعسف، وبدون دوافع حقيقية تمت إلى الإبداع بصلة قرئت الأعمال الأدبية تحت سلطة تأثير حياة مبدعيها في هذه القراءة النقدية، إلى جانب المبرر السلطوي المؤسساتي الذي أقلق الشاعر بإكراهات الإغراء أو الإقصاء مما جعل الشاعر يختار التخفي والغياب ضماناً لحريته الإبداعية، ومن هنا كان موت الشاعر في الثقافة العربية أمراً واقعياً.‏ وقد كانت الإبدالات التي تحققت في بنيات القصيدة العربية الحديثة والمعاصرة كالتخلي عن شعر المناسبات أزاح حضور الشاعر والإعلان عن هويته وإنما كتبت القصيدة للقارئ العنصر الحاضر في بنائها ولا قيمة لمبدعها الذي أشرك في عمله صوت قرائه، وهنا يتحقق موت المؤلف الذي يعرّفه إلياس خوري بقوله: شيء يموت وينقرض، علاقة غامضة بين الذي كان واحتمالاته، وهو لذلك لا يتكلم عن نفسه إلا في اللحظة التي يلغي فيها ذاته، ولا يكتب إلا حين ينكتب في النص المفتوح الشارع(3) الملقي في مع جماعة الديوان يختلف تلقي المتن الشعري الإحيائي عن التلقي في النقد الكلاسيكي، الذي وجد في حياة المؤلف مطية لتأكيد شعرية النص وبالأحرى تفوّق الشاعر وعبقريته إذ كان الشاعر مقدّماً على شعره ومن ثمّ اتجه هذا النقد إلى إلحاق الألقاب بالشعراء كأمير الشعراء وشاعر النيل و.. فكان رد فعل نقد جماعة الديوان استجابة لهذا التلقي السياقي، فانعطف بالدراسة نحو النص بحثاً عن جمالية الشعر دون أن يأبه بالشاعر في كثير، وليس ذلك تقليداً لأطروحات النقد البنيوي في الثقافة الغربية، فإن النقد العربي كان متقدماً عليه ولكن بمبررات أخرى ودوافع أملتها السياقات الثقافية العربية لا علاقة لها بالخلفية المعرفية للنقد البنيوي، وبهذا المفهوم فإن النص الخالد والحداثي بخاصة، ليس في حاجة إلى أب يمنحه شهادة الميلاد، ويعلن انتسابه إليه، وينفي عنه أن يكون لقيطاً، ويدفع عنه تهمة التهجين(4).‏ وفي المؤلفات التي اهتم أصحابها بجمع ما أبدعته قرائح الآخرين دون ترك لمسات من قرائحهم تتجلى فكرة موت المؤلف الذي يهمش ذاته أثناء الكتابة ليفسح فضاءها للآخرين، وهذا ما يؤكده الناقد أدونيس الذي يرى بأنّ فكرة موت المؤلف قضية دخيلة لا مبرر لها في ثقافتنا النقدية العربية بل على العكس من ذلك فحضور الإنسان بارز في تراث هذه الثقافة وفي أدبياتها الروحية بالخصوص التي تمجّد منزلة الإنسان العالية في الوجود. يقول أدونيس: الإنسان جوهرياً أعظم من ماضيه وحاضره، لأنه خالق لمصيره يضع نفسه –باستمرار- ويصنع العالم كذلك باستمرار..(5).‏ وباعتدال في الرؤية النقدية لم ينسق الدكتور عبد الملك مرتاض وراء الطرح الغربي لمقولة موت المؤلف، بالرغم من تبرّمه من القراءة السياقية التي أبعدت النص الأدبي عن عناصره الجمالية وأغلقت أمام النقد مجالات رحبه للمساءلة التي تثري القراءة النقدية وتغني النص في حدّ ذاته، فبقدر ما يدعو إلى استقلالية النص الإبداعي نراه يعطي للمؤلف مكانته في العملية الإبداعية إدراكاً منه لخطورة الانسياق وراء أطروحات النقد البنيوية في هذه المسألة التي لا تجد مسوغاتها الفلسفية في ثقافتنا العربية، ومن جهة أخرى فهو يدرك خصوصية السند الثقافي العربي كمرجعية في إعطاء المؤلف حقه في العملية الإبداعية والنقدية على السواء. يقول: فالمبدع سيد إبداعه وصاحبه لا ينازعه فيه مجتمع ولا زمان، ولا بشر على الرغم من إيماننا بفكرة التناص(6).‏ ونفس الاتجاه يدعمه الناقد فاضل ثامر الذي يؤكد على انتماء النص الأدبي إلى صانعه وأن مقولة موت المؤلف ليست سوى مغالطة نقدية غير متماسكة أبداً، فالنص الأدبي ظاهرة معقدة مرهونة بمجموعة من العوامل السوسيولوجية والتاريخية والسيكولوجية والثقافية معرض حديثه عن الممارسة(7). وفي السياقية التي لا يمكن اختزالها إلى عامل واحد النقدية أثناء مواجهتها للنصوص الأدبية، ويرى أنَّ العملية النقدية يجب أن تتحرك بيقظة ومرونة بين مختلف مقومات الظاهرة الأدبية وعناصرها وبشكل خاص بين المؤلف والنص والقارئ –دون أن تهمل السياق والشفرة وقناة الاتصال- من أجل استخلاص الرؤيا الإبداعية للنص أو للمبدع وأنّ أية معالجة مغايرة سوف تسقط لا محالة أسيرة الفهم الأحادي القاصر والنظر بعين واحدة.(8).‏ التناص هذا المصطلح الذي عمق من مسألة قتل المؤلف وإقصائه انطلاقاً من تعريف النص بأنه مجموعة من النصوص المتداخلة فيما بينها، لا وجود لبداية أولى في الكتابة الإبداعية، ولا وجود لكتابة تبدأ من نقطة الصفر، فالنصوص سابقة للنص ومتداخلة فيه مما يزيح سلطة المؤلف ويلغي ادعاءه بانتماء النص إليه أو تبنيه. فالتناصية Intertextualite تذهب إلى أن فهم النص يحتاج إلى الرجوع إلى عشرات النصوص التي سبقته، وأسهمت في خلقه ودور القارئ ينحصر في عملية الاستحضار لمجموع النصوص المتداخلة مع النص المقروء، وتبرز فاعلية القراءة في إحالتها على قراءات أخرى سابقة عليها وفق جدلية الغياب والحضور بين الدال والمدلول.‏ تباينت الرؤى في الكتابات العربية المعاصرة حول قضية موت المؤلف وخصوصاً التي آمنت بالمنهج البنيوي إلى درجة تبني الموقف المعارض، نجد في دراسة الشعر الحداثي ما يؤكد هذا التوجه، وعلى هذا النحو نلفي ديزيره سقال وهو يقارب نصاً شعرياً حداثياً يصرح: إننا لا نؤمن بفصل النص عن الذات، أو التاريخ على النحو الذي قال به البنيويون. وينطلق ماجد السامرائي من الخلفية الحياتية(9) للشاعر السياب وهو يدرس شعره قائلاً: نستطيع فهم روحه القلقة، كما نستطيع فهم تطورات شعره، وتحولاته على نحو يهدينا إلى أغوار تجاربه، ويساعدنا على تفسير إبداعاته تفسيراً دقيقاً وصحيحاً، وبالتالي يمكننا من التعرف على الركيزة الأساسية لحياته الشعرية(10).‏ في النقد الأدبي العربي الحداثي برزت النصانية التي اتخذت من تحليل النصوص منهجاً بديلاً عن البنيوية، كما نجد ذلك عند الغذامي الذي يتبنى هذه النصوصية انطلاقاً من النقد الألسني، ويتوسل التشريحية كأداة إجرائية في مقاربة بنية النص الداخلية، وقد برّر الغذامي موقفه ودافع عنه إلى درجة تبرير مسألة المثاقفة مع النقد البنيوي الغربي بأنها تمتلك مشروعيتها لأن الإبداع عمل إنساني وتبقى مهمة الناقد منحصرة في تبييء المصطلحات الوافدة إلى ثقافتنا حتى تأخذ دلالات جديدة. فإقصاء المؤلف من العملية النقدية هو تأكيد على النصوصية وليس البنيوية كما يرى ذلك الغذامي، فالنصوص هي التي تفسر بعضها ومن ثمّ وجب إبعاد العوامل، الخارجية عن النص، فالسياق الخارجي لا يمكن أن يحدد علاقات النص الداخلية لأن النص قد تجاوز هذا الخارجي، ومن ثمّ فقد تحرر منه، واستقل عنه بوجود جديد ينبني عليه عالم جديد(11).‏ ومما تقدم تطرح جمالية التلقي سؤالها حول التفاعل في القراءة –متى يصير فعلاً-؟.. حينما تندمج ذات القارئ بالمقروء وينتقل النص إلى شعوره يكون بذلك قد عبّر القارئ عن تفاعله، وتحققت لديه متعة التجاوب مع النص في عملية اللعب بشبكة نسيجه اللغوي والبنائي، وبهذا يساهم فعل القراءة في تحريك أشكال المعنى تبعاً للمتحكمات التي تجعل فعل القراءة لا ينجز مرة واحدة ومنها العاملان الأساسيان القراءة بوصفها إجراء تواصلي وتتعدد في فترات تاريخية، فهي قائمة –على التعدد والاختلاف، فهي تقتضي أفعالاً متعددة.‏ أظهرت التحليلات في مجال نظرية القراءة أن الظروف النفسية والاجتماعية –والبواعث التي تحيط به هي التي توجه القارئ أثناء القراءة، فهي التي تنشئ الاختلاف من قارئ إلى آخر، وتعطي للقراءة مستويات.‏ وانطلاقاً من ثنائية الذاتي والموضوعي في علاقة القارئ بالنص الجمالي اقترحت وهذا جمالية التلقي مفهوم Intersubjectivité التأكيد دور الذوق والذاتية التذاوتية في عملية التأويل تأثراً بفلسفة هو سر الذي يتبنى قصدية المعرفة، ومن هنا يستند المتلقي على تجربته الجمالية في فهمه للعمل الأدبي.‏ إن ما تدعوه جمالية التلقي بالتذاوتية هو مفهوم مرادف للتأويل في نظر –ياوس-، وعليه فإن القارئ قد ينفي استعداداته الفردية في فترات لاحقة من قراءة النص وأن تأويلات القارئ مرتبطة بأفقه وبحاضره الحاضر في النص.‏ وعليه فإن التفاعل المتولد من التحام النص بقارئه، فإن الواقع نتيجة لهما فهو يمثل الإضاءة التي تنير معاني النص كما يرى ذلك ياوس، وبالتالي يحدث التقاطع بين أفق النص وأفق تجربة القارئ ومن هذا التقاطع يتحقق الواقع.‏ ومن خلال جدلية المقول والمسكوت عنه في النص يكابد المتلقي معاناة السؤال والاكتشاف فهو ينتقل من مستوى التجربة المماثلة حينما يستعيد تجربة المبدع ويتمثلها وكأنه وجد نفسه في النص، ثم ينفتح على أوقاع أخرى تتوالد من مساحات البياض أو الفراغ الباني والتي تجعل المتلقي في توتر وقلق السؤال

الاثنين، 28 مارس 2011

سلمان داود محمد-مع الموسيقى

‎*
*~~~*~~~*~~~*
ضيائي جريح
والحقول تشتري نفسها
من بائع الخضار ...
.....
فصولي سدى
والغيوم في نشرة الأخبار مصلوبة ...
..
كم أخاف البحر
ومن ميناء جرحي
حين يناديكِ : ..... هيا ..
و
..
تذهبين ...
..
لا تقولي ( وداعاُ )
أبداً لا تقولي
فبنصف إستدارة منكِ ( فقط )
وبتلويحة منديل
سيتلقى العالم
أنباء
..
..
موتي ...........
...................
...................

*********
********
*******
******
*****
****
***
*سلمان داود محمد

السبت، 26 مارس 2011

النقد السياقي: Contextual -دراسة-الجزء الاول



النقد السياقي: Contextual Criticism
شبكة النبأ: ليس النقد السياقي، في أساسه، سوى تسمية أخرى لما يعرف بـ النقد الجديد في الولايات المتحدة خاصة، أي النقد الشكلاني الداعي إلى قراءة النص وتحليله بمعزل عن أية عناصر خارجية ومن ضمنها النصوص الأخرى. لكن تبلور النقد السياقي في كتابات الناقد الأمريكي مري كريغر يشير إلى نوع من الانعطاف نحو مناهج نقدية ظهرت بعد النقد الجديد، أي إلى محاولة توفيق بين التوجه الشكلاني المتمثل بالنقد الجديد وما ظهر بعده، خاصة النقد الظاهراتي، أو الفينومينولوجي، والنقد الوجودي، ففي بعض كتابات كريغر (كما في مقالتيه: الأساس الوجودي) للنقد السياقي) و"التأمل، اللغة والرؤية في قراءة الأدب" يتضح أن المسعى الأساسي لدى النقاد الجدد مثل جون كراو رانسوم وكليانث بروكس، كان رومانطيقيا في أساسه من حيث هو ينتصر للخيال الإنساني ضد المد التقني العلمي، بعقلانيته الصارمة، وهذا المنحى الإنساني هو ما يربط النقاد الجدد، كما يقول كريغر، بالظاهراتيين وغيرهم من الداعين إلى نقد إنساني يهتم بتناول النصوص مستشعراً كونه تجربة ذاتية أو معايشة بين الذات من جهة وما تصوره النصوص الأدبية عبر اللغة، التي تتحول بدورها إلى وجود شفاف.
متعلقات
طرق نقد الفنون التشكيلية(1)
طرق النقد
هناك عدة طرق للنقد الفني المعاصر كما أورد (قزاز،1423هـ) ومنها:
1- النقد بواسطة القواعد والمعايير الخاصة بالقيمة وله ثلاثة أنواع (الطريقة الاستقرائية – الطريقة الإستنتاجية أو الاستدلالية – والطريقة التداخلية ) .
2- النقد الانطباعي أي هو الحالة النفسية للمتلقي أو الجمهور وله طريقتين ( الإعتناقية – الظواهرية ) .
3- النقد الشكلي وله طريقتين ( الطريقة النقدية الاكتشافية – الطريقة الوصفية ) .
4- النقد السياقي ويعتني بالسياق الذي ظهر فيه العمل الفني والظروف المحيطة به . وهو على طريقتين ( القصدي – المبني على سيرة الفنان ) (1)
خطوات النقد
يوضح لنا قزاز أن النقد يمر في مراحل وخطوات وهي :
1- الوصف وهو إجراء لعمل قائمة جرد لعناصر العمل الفني ، أو ملاحظة ما هو مرئي فيه مباشرة .
2- التحليل من ناحيتين ( شكلي – معاني ) . زمان الجاسم
3- التفسير وهي عملية إيجاد المعنى الشامل للعمل الفـني الـذي تعرض له الناقد بوصفه وتحليله شكلياً وضمنياً .
4- الحكم وهو إعطاء مرتبة معنوية أو قيمة مادية للعمل الفني مقارنة بأعمال أخرى مشابهة له أو من نفس الاتجاه والنمط .
المناهج النقدية في اتجاهين(2)
لست من المتحمسين لمنهج ثابت في النقد، مع أن هناك كثيرين يلحون علي وعلى سواي بالسؤال: أي منهج نقدي تبنيتم في هذا المقال أو ذاك؟
وقد زعمت ( بالمعنى الإيجابي ) أنني أنهج منهجًا وسطيًا يأخذ من الأكاديمي الدقة في الاستشهاد والحذر في الأحكام ، ويأخذ من الذوقي ذاتية جمالية أستشفها من خلال التجربة ، ولست أزعم أنني أشق طريقـًا في المناهج النقدية ، لكني أسلك دربًا يبعدني عن جفاف الأول وانزلاق الثاني ( انظر كتابي : عرض ونقد في الشعر المحلي، مطبعة الشرق- 1976،ص3
وعلى كثرة ما قرأت كتبًا تتناول المناهج النقدية المتباينة إلا أن مقالة نشرها الدكتور مرشد الزبيدي ( مجلة الأقلام العراقيه ، العدد 1-4/1997، ص26 ) وافقتني أو وافقتها – أصح-، فقد أجمل المناهج النقدية في اتجاهين : اتجاه سياقي حيث تدرس النصوص الأدبية في ظروف نشأتها والسياقات الخارجية لها ، والتأثيرات التي يتوقع للنص أن يؤثر فيما يحيط به، ويمكن أن يشمل هذا كل الدراسات النقدية التي لا تجعل النص الأدبي وحده مدار اهتمامها – أي أنها تتوسل بوسائل خارجية ليست من داخل النص نفسه .
ولعل الكاتب استقى هذا المصطلح السياقي " Contextual " من الناقد جيروم ستوليتر حيث تحدث عن الظروف والسياقات الخارجية عن النص.
ومن هذه المناهج التي تقع في دائرة السياقية أذكر بعضًا بإيجاز :
المنهج التاريخي:
حيث الاهتمام بالسياقات الزمنية للنصوص ومنتجيها بعيدًا عن الأحكام والمعايير التي ارتضاها الكلاسيون. ومن رواد هذا المنهج ( تين- 1828- 1893 ) الفرنسي . ومؤثراته الثلاثة هي : الجنس، البيئة والعصر .
المنهج الاجتماعي:
حيث يتساوق وما طرحته فلسفة هيجل ( 1770- 1831 ) التي ربطت بين الأنواع الأدبية والمجتمعات، وكانت الواقعية إفرازًا بينًا فيه، كما أن الماركسية تُداخِل فيما بين المنهجين التاريخي والاجتماعي.
المنهج النفسي:
وفيه الاهتمام بشخصية الأدباء ودوافع الإبداع؛ يرى فرويد ( 1856-1939 ) أن الأدب تعبير مقنع يحقق رغبات مكبوتة قياسًا على الأحلام .. هذا يعنى النقد بتفسير الأدب لا الحكم عليه .
وهناك من يضيف إلى هذا المنحى : المنهج السِيري ، الأيديولوجي، الوجودي، الفلسفي، الديني، الأخلاقي، الأسطوري، وغيرها من التسميات طرحًا ورؤية.
أما المنحى/ الاتجاه الثاني فهو النصي ( Textual ) حيث ينصبّ النقد هنا على دراسة النص بذاته، ويسعى إلى الكشف عن العلاقات التي تتحكم بها من غير أن تعير أهمية كبيرة للسياقات الخارجية ، ومن أهم هذه المناهج النصية :
المنهج الشكلاني :
أسسته عام 1915 حلقة موسكو اللغوية ، وكان ياكبسون ( 1896 - ؟ ) أنشط أعضائها ، حيث قال : " إن هدف علم الأدب ليس هو الأدب في عموميته وإنما أدبيته، أي تلك العناصر المحددة التي تجعل منة عملا أدبيًا ( انظر كتاب صلاح فضل : نظريه البنائية، ص23 ).
النقد الجديد:
وقد برز في أمريكا، حيث كان الاهتمام بالشعر من غير أي سياق خارجي ، وأبرز نقاده إيليوت ( 1888- 1965 ) ورتشاردز ( 1893-1979) وألن تيت ( 1899- 1979 ) ورنسوم ( 1888 – 1974 ) وبروكس ( 1906- 1990 ) وهذا الأخير تناول بمثابرة مسألة دراسة القصيدة واستيعاب شكلها الفني .
المنهج البنائي :
يرى صلاح فضل ( 1938 ) أن التعريف الأول للبنائية يعتمد على مقابلتها بالجزئية الذرية التي تعزل العناصر ، وتعتبر تجمعها مجرد تراكب وتراكم، فالبنائية تتمثل في البحث عن العلاقات التي تعطي للعناصر المتحدة قيمة وضعها في مجموع منتظم ( ن.م، ص195).
ويتفرع من الاتجاه النصي المنهج التفكيكي وهو بعكس البنائي، يقوض أولا البناء النصي ، ثم ينظر في المركبات من جديد لإعادة التشكيل والبناء ، وهناك المنهج اللغوي، والبلاغي، والألسني،والأسلوبي، ولا تتوقعوا مني الاستفاضة في هذا المقام.
لكني أعيب على بعض الباحثين ممن يتشبثون بمنهج ما من غير معرفة دقيقه بمركبات مادته، فالناقد اللغوي مثلا عليه أن يكون خبيرًا في نحو اللغة وصرفها وفصيحها وعاميها قبل أن يقرر هذه لغة عليا وهذه لغة وسطى ، وقبل أن يصول ويجول على حصان اللغة.
مجمل القول : في النقد اتجاهان سائدان : سياقي ونصي . وفي رأيي أن ليس هناك ضرورة للبقاء في خانة واحدة، فعلى الناقد أن يكتب كما يحس لا كما يتطلبه منهج - أيًا كان، يكتب كما تمليه عليه رسالة الكتابة ( Message ) ، إذ لا بد للنقد من رسالة، ولا بد من طرح أسئلة: لماذا النقد ؟ ومتى ؟ لأي شيء أصبو ؟ وأين ؟ وماذا أبغي هنا ؟ وكيف ؟ وإلا فإن الناقد – من غير رسالة - يهذي أو يعبث أو يتسلى، أو على الأقل يملأ صفحات " تدوخنا " بمربعات وأشكال وجمل أسهل علينا أن نفهم جملة باللغة الصينية من أن نفهم هذه
الصفحات .
إشكالية الخطاب النقدي... في ضوء جدلية الأصالة والمعاصرة(3)
يرتبط المنجز النقدي العراقي خلال العقود الثلاثة الأخيرة بالمنجز الابداعي بشكل مباشر (شعر.. قصة.. رواية.. تشكيل.. مسرح)، وقد أخذت الكتابات النقدية تتفاوت (صعوداً وهبوطاً) بما جاءت به من مؤثرات سياسية واجتماعية وفكرية..
عكست على المنجز ذاته.. فتضاربت الافكار والتوجهات الايديولوجية وخلقت تضادا مشحوناً على جميع الاداب والفنون، وأخذت تشق طريقها وفق أنفرادية (المنظر/ الناقد).. حتى اننا وقعنا في متاهات التقييم الحقيقي لعنوان الابداع ونقده..
وما ان ولدت اسماء كبيرة رسخت قدراتها في الساحة المحلية والعربية في العراق، انبثقت ادوات التعطيل او التأخير للعقل العراقي من خلال المواجهات الانهيارية التي تمثلت في (الحروب)، فالشعر الناضج والنص النثري المكتمل يسحب النقد الادبي والنقد الفني الى منطقة سليمة في عملية الطرح، وبذلك فتحنا باب الحوار النقدي امام نخبة من الادباء والفنانين:
د. محمد أبو خضير: (ناقد واكاديمي):
تشاغلت الثقافة العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص وطوال عقود حول وجود (جدوى وكيفية) الاخذ بالمناهج النقدية السياقية والنسقية الوافدة من منظومة (الآخر) في وقت كرست جميع المناهج بالقوة والفعل في فضاءات ثقافاتنا العربية تنظيراً وتطبيقاً/ نظرية ومنهجاً.
فمثلما شغفت عقود الستينيات والسبعينيات في الالتفات الى (رفاة) موروثنا الابداعي (مسرح/ رسم/ قصة/ رواية) ورفعه الى درجة المضاهاة.. والاسبقية والاجتراح مع خطابات (الآخر) المغادر ابدأً للذات العربية/ الاسلامية.. تتجدد ذات الدعوات والمؤتمرات وتوصيتها في تقليب (خزانة) الثقافة العربية وخطابها النقدي المناظر لـ (الآخر/ المهيمن).. ومحاولة التباري معه.
ونجد ذات النهايات التي انتهت بها محاولات البحث عن (الهوية) في النصوص الابداعية، حاضرة ومتنامية في خطابات (التتريث) وحجز الريادة النقدية، فثمة عراك لمشاطرة الاخر في خطاباته الحداثوية وما بعد الحداثوية، فاذا ما دشن (الاخر) منهجيته النقدية ودفع الى الفضاء النقدي مقولات نظرية وتطبيقية تخص (سيميائيته/ وتأويليته/ وبنيويته) تعجل قطار التعريج النازل الى (امصار) التراث عائداً بمحمولات التأصيل ودرجها في المشهد النقدي دونما مسندات نظرية، لذا بات العقل العربي منتجا للافكار (الواقعية/ السريالية/ الوجودية/ الالسنية) مع التحفظات المبطنة في درج الافكار الماركسية لطابعها المادي!! (وهذا له دور كبير في توجيه النقد الفكري الى ما وصل اليه).. والذات النقدية العربية ليست لها الا بنونتها للذات الجمعية في تقويضها لكل ما هو قائم خارج مدياتها الوجودية بيد أنها تضمر مفارقة ذاتية حين تعتاش في البدء على وجود (الآخر) لتنتفض عليه بعد اشواط المنفعية والتلذذ.. لتصحو رافعة معاول التهشيم لضرب مشتركاتها ومغذياتها الوافدة، ويبقى للذات النقدية خطاباتها وتوثينها للمرجع النقدي دون تساؤل جدلي، فما نقش في مسلات النقدي العربي القديم بشكل عام والنقدي العراقي بشكل خاص.. له مشروعيته في الانتعاش في مشهدنا النقدي الحديث، دونما تغيرات ملحوظة تذكر داخل سياق الاتجاه النقدي ذاته.. فما عرف عن الخطابات النقدية ذات المرجعيات الماركسية مثلا، انها في جدلية ذاتية/ موضوعية، فمقولات اللاحق تتجادل مع السابق لذا بات لنا واضحا تراتب آراء النقاد الماركسيين وفقا للمشهدية المعرفية (بليخانوف/ جدانوف/ لوكاتش/ ماركوز/ وليماز/ ايغتلون/ مدرسة فرانكفورت/ غارودي (قبل الاسلمة)).
ان للخطاب النقدي تجربته مثلما للخطاب الابداعي في تخطيه لمقرورات تقليدية سليلة.. عصور تاريخية بعدت تلك المقولات او تعايشت واياه، فالخطاب النقدي في تكوكب ومشهده (الابستمولوجي)، بل ان للمناهج النقدية اثراً في تشكل المشهد الابداعي والجمالي، ويحمل في ذاته بنيته الفنية والجمالية لتأكيد موازناته الابداعية/ المعرفية، باعتباره قراءة للقراءة، وليكون بعد موضوع رصد نظري/ تطبيقي وفق مسميات (نقد النقد) او (قراءة الخطاب النقدي)..
د. غالب المسعودي: (فنان وناقد).
ان سبل التصدي للخطاب الابداعي في ضوء جدلية الاصالة والمعاصرة من ناحية تنظيرية لابد ان يتوافر بمتسع من الوقت وفي صفحات واسعة للنشر، لكن في العجالة ستكون هناك عملية احتواء مختصرة من ناحية منظومية، كون الرجوع الى (الكوزمولوجيا) ـ زمن البدايات ـ لهو عسير رغم انه متاح لو تصورنا انه حلم او وهم. ان الماضي لحظة، والمستقبل دهر.. ونحن نعيش بين وهمين، لقد تكونت وتطورت حركة التاريخ والتنظير بفعل اسهام كبير قدمه مجموعة من المفكرين، والذي يحتوي وضعا معقدا قائما على وجود منظومة متعددة الاطراف، وكانت طروحات الاصالة والمعاصرة والحداثة.. والحداثة الجديدة قمة انزياحات ورأس الهرم الخطي لهذا التصاعد الدراماتيكي للحدث المؤجل في تضاعيف الاطر الحضارية، وكرس بذلك الهيمنة الشاملة لمجموعة من الخطابات، افرزتها (ايديولوجيات) متعارضة سحبت معها كل اشكال الصراع وان لم تكن بمنأى عن قانون التغايرات الاجناسية وقانون تثبيت اللحظة القدسية.. اذ أن ثمة قانوناً يسير كل عملية تكريس، وهو بحد ذاته عملية انتقال من حال الى حال او من مرحلة الى اخرى. فعندما يكون الظرف الموضوعي وهو خارج فعالية الذات غير مناسب لهذه المعادلة، سيكون هناك نوع من الحوار (المونوكرامي) الذي قد يجهز على المنجز الابداعي على مذبح العدم، لذا على المبدع الفنان ان يعمل على كشف الواقع التأريخي مميزاً اياه بدقة عن تفسير وتقييم التيار الارثذوذكسي، بالرغم من الاشكالات والصعوبات التي تنشأ عن ذلك، فحينما نستعيد في اذهاننا بداية متماسكة لكتابة تاريخ التحولات الكبرى بمداد الفن والفن التشكيلي بشكل خاص، والذي يجب ان يقترن بتوطيد اركان الخطاب الجديد وتخصيب الهوية بالحراك المعرفي الذي يمنح العمل الفني عنصر نماء دون تضبيب.. فجواد سليم من ناحية سيميائية تمثل هذه المعادلة الصعبة وانجز نصبه في ساحة التحرير، وكان عملا تفتخر به الحضارة ولم يكن الا شهيدا في محراب الفن العام.
وهو بالتالي نموذج في الانفتاح على الاصالة المتمثلة بركام تاريخي عظيم وهي حضارة بلاد الرافدين وما تمثله من تقنيات العصر، على الفنان ان ينشط كل الحواس كي يصل الى انسجام ما.. كانسجام البن واليانع في الرؤية الطاوية، وهو بذلك يخوض تجربة كلية.. وهنا لابد من الاشارة بأن الواقع التي يكتب عنها في الحاضر هي نتاج احداث وممارسات خطط لها في حقبة سابقة، ونعمل في ضوء عصرها.. وهذا ما يجعل الوصول الى النتيجة التالية امراً ضروريا ومشرعا يمثل الحصيلة الحضارية العامة، وهو بحد ذاته قد يبدو اشارة لوجود مفارقة بين الواقع العيني والاستخدام الطوبولوجي للرمز، فهناك من يسعى الى رفع التعمية عن الكلام وتجريد المرموز لاظهار المعنى.. والذي يؤدي بالتالي الى عقلنة المطروح والتي قد لا تخلو من تسطيح.. وعلى النقيض من ذلك هنا ما اصطلح عليه (ايتالوجيا) المعرفة التي تؤدي بالتالي الى تناقض ظاهري، ويكون تجاوزه وارداً حالما تتمثل امام الفنان طبيعة العلاقة بين الواقع والفكر عموما، فهذه العلاقة ليست بسيطة ومباشرة، وبالتالي فهي لا تتم على نمط الصورة المرآتية، بل تتطلب من الفنان، كي يحيط بأبعادها يقظة جدلية.. اي انها ستجسد الحصيلة الاكثر تماسكا وعمقا في التعبير عن الوعي التأريخي، والتي يستطيع الباحث فض اقنعتها واعادتها الى مصدرها الانساني..
في العالم لا يوجد تقدم يسير بخط مستقيم، لذا وفي نطاق المطروح المتقدم يمنحنا الشرعية بأن نقول وعبر النتائج التي يصل اليها (الفنان ــ المفكر) في تخمين واستقصاء الملامح البعيدة غير المباشرة لطروحات الاصالة والمعاصرة والخروج بحصيلة مستقلة عن الاحتياجات وبوصف هذه الاستقلالية نسبية نوعا ما.. يمكن ان نقول ان استلهام الاصالة وصهرها في اناء الحاضر هي كلية تمثل انجازاً بأوعية غاية في التقدم ذات كفاءة عالية محورها الفنان الاصيل.. (اذ ليس الجمال عذباً الا لشدة مرارته.. كما ان النعيم لا نحس به الا في اعلى درجات الوهم)..
ان لجدلية الخطاب النقدي الحديث يفتح لنا ابوابا واسعة في جميع الاختصاصات الادبية والفنية، ولكننا سنركز موضوعنا هذا في مجال التشكيل العراقي وما يحمله من حداثة موضوعية واضحة.. ولكي تكون هناك نهايات محددة، فأن تحديد الاتجاه الحداثي للخطاب النقدي الفني ـ حصراً ـ اجتاز حدود الاسلوب وخصائص الثبات.. انه لمن الصعب شرح مغزى الحداثة بعد ان ارتبطت بعوامل لا يمكن عزلها وتفكيكها الا بصعوبة قد لا تفضي الى اغناء البحث.. ان التجارب المعاصرة منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى مطلع الالفية الثالثة تترك وهما عميقا بعدد من الافكار والاراء.. انه وهم يماثل كل خبرة مستعارة لم تكتسب شرعيتها.
ولكن ما هو شرعي في الاسلوب والاسلوبية بعد ان شهد القرن الماضي سلسلة من التحولات والصدمات، بمعنى ان الباحث لا يتحكم بالمصائر وهو ذاته في عمق المتغيرات الابداعية في عملية الطرح النقدي الحديث.
ولكن ما الذي تتوخاه التقسيمات الاسلوبية لمراحل الابداع الفني وعملية طرح خطابها النقدي، خصوصا وان هناك عناصر مشتركة اكثر من المنظور التقليدي لدراسة اثار الفن، والنظر اليه نظرة زمنية متعاقبة... بدءاً بالتقسيم الذي وضعه نزار سليم او شاكر حسن ال سعيد، فالاول منح الاوائل سمة الريادة الزمنية وذكر اسماء مهمة في هذا المجال ثم جاء الرواد وما بعدهم. كما ان درس جماليات الابداع الفني بصفته يمثل مرحلة النضج في تاريخ التشكيل المعاصر في العراق، وكنت في كتبي قد أثرت المحركات السياسية والاجتماعية في دراسة الاجيال.. انها كانت بصورة عامة، تهمل اثر الزمن الاخر، المؤجل غالباً، واثره في الحداثة، فالاخيرة بالمنظور الذي ظهرت عليه، هي من صنع الضرورات والارادات البشرية، فحداثة الخطاب النقدي قاومت الغياب والمخفي وتوقفت عند الدلالة التاريخية، وسيكون مفهوم (التحديث) تعاقبيا وسرديا، له مقدماته ونتائجه، بعيدا عن الاحتمالات والفلسفات المغايرة..
لقد كان مرئيا وله اسبابه، كأثر الواقع الحضاري في الفن بكل تفاصيله السببية، كأثر الوضع النفسي والاحداث العالمية والمحلية، ومن النادر التوقف عند وثبات ومحركات مغايرة في صياغة الرؤية (وهذا بحد ذاته له تأثيره النقدي المباشر)..
ومن جانب آخر، لم تكن التجارب التي حصلت في الساحة الابداعية اكثر من مرآة لمسار متصدع ومقسم يسعى الى بلورة خصائصه عبر التجريب والفردية، وهو المسار الذي لا يغادر منطقه الزمني وعوامله التأريخية..
حتى ان في تجارب فاتحة الالفية الثالثة لا تمتلك مسوغات ان تكون صريحة، كما في الحداثات الاوروبية او عبر ما بعد الحداثة. لان الزمن الذي اشتغل عبرها لا يمكن ضبطه.. لكن هذا لا يلغي مفهوم الزمن الآخر، الذي يصر قوة فاعلى في التجارب بل كان الزمن التاريخي، او زمن المرئيات اكثر فعالا.. هو الزمن المستعار، القائم على انظمة لها حدودها وتقاليدها.. ومثل هذا المأزق ستكون له اثاره في وظائف الابداع (الفن)، وفي انشطاراته المتوالية، بيد ان الزمن الواقعي/ التاريخي، ضمن خطاب الحداثة السياسي لم يتوغل في مكونات النص ومفاهيم الفن بأنواعه كافة..
وبعيدا عن تفحص المراحل والحقب والعصور، فأن تعريف التقنية لا يمكن عزله عن المسيرة الخاصة بتاريخ الانسان وتاريخه الابداعي/ الفني..
لقد ولدت تجارب فنية خارج زمنها.. ولم تتحقق تلك التجارب الا لانها ولدت داخل زمنها، اوضح:ان الزمن لا يصبح الا مثل الجاذبية، او انحناءات الزمن (هناك ازمنة.. اي هناك تقاطعات في الانحناءات: زمن المجرة.. زمن الكوزرات.. زمن الثقوب السود، الخ) كلها كانت تتحرك داخل الوعي المقدس والاسطوري الذي رسم علاماته بعلامات خضعت للتحليل (والتحليل هناك يدخل من منظور نقدي)..
بيد ان اي عصر بفعل هذا المصير المتواصل للتقنيات له اثره ومميزاته، وهو الذي دفع بالتحليل الى اراء متباينة.. ووظائف تبدو مختلفة.. حتى صار اللا معنى او الشيء في ذاته او العلامة التي بلا دلالة.. الخ، معنى لهذا التداخل في الابعاد والاشكال والمخفيات، فهل كانت تجارب المبدع/ الفنان، تدرك انها بصدد مصائر اسلوبية تناسب هذه الوثبات؟.. ام كان الفن وهو يراقب عصر التحرر الوطني، يلقى ويولد بدافع الضرورات، بينما كان المبدع/ الفنان في اعماقه يتوقف عند قناعات راسخة.. او لا تقبل الدحض؟..
ولكن ما الذي تريد ان تكتشفه الحداثة في ظل التنظيرات النقدية وغيرها، وهي تكف ان تكون مستقلة في خصائصها، ومعالمها الداخلية، اليست هي نزعة مواكبة لمصائر اخرى على صعيد عصر مختلف.. لان نزعة الاستهلاك بما تتضمن من فراغات وفجوات غير مشغولة، مازالت مغرية وقائمة على التجريب، كما انها صارت لا تنظر الى الماضي الا بوصفها اثراً، او محركا مطموراً.. حذف.. او يتم حذفه في سياق بدايات بلا نهاية

الجمعة، 25 مارس 2011

ديوان جديد للشاعر ناهض الخياط بعنوان ملكة الليل


عن دار رند للطباعة والنشر والتوزيع=دمشق= صدر للشاعر ناهض الخياط ديوان شعري جديد بعنوان ملكة الليل صمم الغلاف امينة صلاح الدين واحتوى الديوان 104 قصيدة تتجاذب بين الوجدانيات وهموم الشاعر الانسانية , تطفح بينهما غزليات كمن لا يريد للمساء ان يدخل غرفته
وفي قصيدته التي عنونها الشاعر الجميل يقول ناهض الخياط..............
كم تغيضهم انت
حين تقول للطائر:
نعم...ايها الطائر!
انك لا تكذب
وتقول للوردة:
انك اطهر الكائنات
وكم يكرهونك
وقد يقتلونك حين تدفع بنادقهم عن القطا.............!

الخميس، 24 مارس 2011

افتتاح المقر الجديد لاتحاد ادباء بابل



عصر يوم الخميس 24-3-2011 وفي تمام الساعة الخامسة عصرا تم افتتاح المقر الجديد لاتحاد ادباء بابل وقد حضر الافتتاح نخبة من ادباء ومثقفي بابل

شهادة تخرج

الإناء ينضح بما فيه"-فلاح أمين الرهيمي


"الإناء ينضح بما فيه"
إن الأحداث التي تفرز المواقف الحدية والصعبة هي التي تكشف مواقف الإنسان من خلال سلوكه وتصرفاته، والأحداث في ليبيا كشفت لنا حقيقية ذلك الرجل الذي يجثم بكابوسه واستبداده ودكتاتورية على صدر ليبيا وطناً وشعباً منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن وجعل من ذلك الوطن ضيعة له ولعائلته وعشيرته، وبالرغم من أن الشعوب العربية عرفت هذا الرجل من خلال سلوكه وتصرفاته في مؤتمرات القمة العربية، إلا أن الأحداث الأخيرة كشفت أكثر فأكثر حقيقة هذا الرجل المتصابي وتناقضاته وازدواجيته بعد أن استفزته وأصابت مصالحه بالصميم فانكشف وبان معدنه الرديء، وهنالك وقائع وحقائق بانت وظهرت أولها الغرور التي تجعل لدى هذا الرجل النعم والنقم والمناقب والمثالب توائم تتشابه في السمات وتتباين في الصفات، فكان يردد بكل صلافه أنه قائد ثورة وليس رئيس حتى يتنحى، فهل هذا يعني تحرير شعبه من حكم رجعي يعني استعباد شعبه وجعل الوطن ضيعة مدى الحياة له ولعائلته وعشيرته ؟ وحينما مس الشعب الليبي القهر والجوع والاستبداد في أسلوب الحكم وكأنه يعيش في القرون الوسطى تحرك الشعب نحو التغيير فثار الأحمق واضطربت أعصابه فجعل النعمة نقمة والسعادة أخت البلادة والإرادة أخت التحدي والعناد، فجعل الاحتيال أخو الذكاء والمجد أخو الجبروت والحلم أخو الجبن والفصاحة أخت الثرثرة وصار يمسخ كل فضيلة رذيلة وجعل من نفسه أنقى وأنبل وأشرف إنسان يحكم العالم بمثالبه وجعل من الشعب الليبي المناضل أشقى الناس فوجه عليهم صواريخ طائراته وقنابل مدافعه ودباباته ورصاص رشاشاته وإنهم يجب قتلهم وإبادتهم وسحقهم لأنهم تمردوا ضده وخرجوا عن إرادته.
إن هذا الغرور يتصرف باللاوعي ويعتبر فرويد هو الذي اكتشف مفهوم اللاواعي فيصفه بالمنطقة المظلمة في النفس الإنسانية، تتراكم فيها الرغبات الخفية والغرائز المقموعة وتشكل خزيناً لا ينضب يتسرب بأشكال شتى إلى السلوك والكلام والخيال ويمتاز اللاوعي بسمتين هما التبعية للماضي وخفوت الحس التاريخي، ويبقى اللاوعي ينازع مبدأ الواقع (إلا إنا. الوعي. العقل. النظام الاجتماعي) فيخترقه أحياناً وينكسر أمامه أحياناً أخرى وهذا يعني أن جميع ما يحدث داخل النفس من مجريات لا يشعر بها الفكر ولا تدخل في مجال العقل والوعي والتأمل، ومن خلال ذلك فإن هذا الرجل يؤمن بالحقيقة المطلقة وبذلك يعتبر الحقيقة حقيقته والواقع واقعه من خلال كل ما يقوله ويفعله حسب قاعدة ميكيافلي (من ليس معي فهو ضدي) وفي هذه الحالة فإن الإنسان الآخر إما أن يكون مع الحقيقة أو ضدها فإذا كان ضد الحقيقة التي يؤمن بها القذافي فيعني ذلك أنه خصم له ويجب فناءه والقضاء عليه أم إذا كان مع الحقيقة فهذا يعني أنه حليف له ويصبح من أصحاب المنزلة والمكانة المحترمة مما يعني عدم وجود إنسان يعارضه في سلوكه وتصرفاته الشاذة لأن الحقيقة المطلقة حقيقته باعتباره يمتلك الفكر المطلق، هذه هي لغة هذا الرجل المغرور والمعتوه في القرن الواحد والعشرين.
هنالك قصة ظريفة تكشف حقيقة هذا الرجل سمعتها من أحد الأصدقاء تدور أحداثها في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بغداد عام 1978 تقول (في أحد الليالي طلب القذافي من حارسه أن يحضر إلى الفندق أحد رجال الدين لكي يعقد قرانه مع أحد الفتيات التي تقوم بحراسته، وما كان من ذلك الحارس بعد الاتصال بمرؤوسيه بالذهاب إلى مقبرة الكرخ وإحضار أحد الشيوخ الذي يقوم بإجراء الطقوس على الأموات قبل دفنهم، فجاء ذلك الشيخ وقام بإجراء العقد بينهما وأصبحت تلك الفتاة زوجة للقذافي في تلك الليلة) وقد ذكر تلك الحادثة الكاتب المصري محمد حسين هيكل في كتاب يتحدث فيه عن ذلك المؤتمر.
والموضوع الثاني الذي أفرزته الأحداث من ازدواجية وتناقضات هذا الرجل، ما كنا نسمعه ونشاهده في مؤتمرات القمة العربية من سلوك وتصرفات تكشف عمق الروح القومية والوطنية كذباً وزوراً حينما كان يوجه اتهامه لبعض القادة العرب بأنهم عملاء للأجنبي ويخدمونه لكي يحميهم من شعوبهم، بينما نجد هذا الرجل الأحمق يستعين بالمرتزقة الأجانب في قمع ثورة الشعب الليبي وقتلهم وحماية حكمه الدكتاتوري المنهار من ثورة شعبه الجبارة. والموضوع الثالث الذي يظهر الأكاذيب والانهيار النفسي ما كان يردده في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بأن الثورة الحالية فجرتها وتقودها منظمة القاعدة الإرهابية بينما تكشف تصريحاته الأخيرة بأنه سيتحالف مع منظمة القاعدة الإرهابية ضد الغرب إذا ساعدوا رجال الثورة، إذن .. كيف يتحالف مع عناصر تحمل السلاح وتقود الثورة ضده ؟ وإذا تحالف مع عناصر تقود الثورة فهذا يعني أن الثورة تتوقف وتنتهي. وهذا يعني أيضاً ليس منظمة القاعدة الإرهابية لها دور في ثورة الشعب الليبي وإن هذه الأقوال الجوفاء ما هي إلا أكاذيب الغرض منها تشويه الثورة ورجالها الشجعان.
إن هذا يبين ويكشف بجلاء أن هذا الرجل يعاني من أزمة نفسية جعلته يفقد أعصابه وأصبح يناقض نفسه من حيث المصداقية كما يقول المثل (إن اللسان يكشف ما يخفيه القلب والعقل) بسبب ثورة الشعب الواسعة وانحياز أكثرية الجيش وقادته إلى جانب الثورة، وهذا التفسير يدلل بشكل أكبر وواضح عن سبب استعانة هذا الرجل بالمرتزقة وليس بأبناء الشعب والجيش الذي يقول عنهم بأنهم يحبونه ويحترمونه. ويكشف أيضاً معاناة الشعب الليبي من ظلم واضطهاد وحرمان وإرهاب من هذا الطاغية الذي جثم بكابوسه على صدر الشعب الليبي أربعة عقود من الزمن.


فلاح أمين الرهيمي

الثلاثاء، 22 مارس 2011

الفنان كامل الموسوي ومشروع جديد يؤرخ لتاريخ سومر


يعكف الان الفنان كامل الموسوي على مشروع كبير يؤرخ لتاريخ سومر وذلك بعمل جدارية لقصر المؤتمرات تمهيدا لافتتاحها خلال انعفاد مؤتمر القمة العربية في بغداد الجدارية بطول 25 مترا وارتفاع 1.5متر وقد استثمر الفنان حروفية التحدي لانجاز بعض النصوص السومرية

مجموعة شعرية جديدة للشاعر الدكتور هشام صادق محمد


للشاعر الدكتور هشام صادق محمد صدرت المجموعة الاولى بعنوان بقايا فؤاد..ولد الشاعر في قضاء عنة 1955 حيث تمتد على ضفاف نهر الفرات النواعير للتتنفس البساتين موسيقى نسائم
النهر العذبة,استقر الشاعر مع عائلته في بغداد عام 1971,تخرج من كلية طب الاسنان عام 1978.كانت المرحلة الجامعية خصبة شعريا وقد نشر الشاعر الكثير من قصائده في الصحف المحلية لذا قد لملم اوراقه عام 2009 ليصدر مجموعته هذه صمم غلاف المجموعة الفنان غالب المسعودي

من الفولكلور العراقي -قصة اغنية -فوك النخل





من الفولكلور العراقي
قصة اغنية
فوك النخل


من منا لم يستمع الى هذه الاغنية التراثية الجميله ومن منا لم يرددها يوما ما مع نفسه او في جلسة سمر مع اصدقاء او مع مجموعة من الاهل في المناسبات
انها من اجمل اغاني الفولكلور الشعبي البغدادي وقد اخذت شهرة كبيره بعد ان غناها المطرب العراقي الاصيل
ناظم الغزالي

لكن ما هي قصة هذه الاغنيه وماذا تعني كلمة النخل التي جاءت في مستهلها
دعوني اسرد لكم شيئا جميلا عنها وكيف واين ولدت

كانت البيوت الشرقيه البغداديه القديمه تتكون من ساحة وسطيه تحيطها مجموعة من الغرف وهي تتالف من طابقين طابق ارضي وطابق فوقاني وكلاهما يحتويان على نفس عدد الغرف
وكان من المعتاد ان يسكن هذه البيوت عدة عوائل وليست عائلة واحده حيث تستأجر كل عائلة غرفة من الغرف لان البغداديين في ذلك الزمن كانو على كد حالهم
كما يقول المثل الدارج
ويصدف ان يسكن في هذه البيوت اشخاص لوحدهم ويسمونهم باللهجه البغداديه الزكرتيه ومفردها زكرتي
وهو الشخص الذي يعيش وحيدا وليس له عائله
ولكن لا يسمح لهؤلاء بالسكن في هذه البيوت الا بعد ان يتاكد صاحب الدار من اخلاقه
وصادف ان شابا زكرتيا كان يسكن في احد هذه البيوت
يخرج يوميا صباحا الى العمل ويعود في اخر المساء ويدخل غرفته دون ان يكلم احدا من سكان البيت
وقد اعتاد السكان على ذلك
وفي يوم عاد الشاب من عمله وعند دخوله البيت لمح وجه جميل لشابة تقف على باب غرفتها في الطابق العلوي وقد انبهر بجمالها وشعر برغبة جامحة لان يكلمها ولكن الاعراف والتقاليد كانت تمنعه من ذلك
وبدلا من ان يكلمها بدا بالغناء وبصوت جميل اخاذ

فوك النه خل فوك
اي بمعنى عندنا حبيب في الطابق الاعلى
وفي اليوم التالي عاد الشاب من عمله وهوفي اشد حالات الشوق لان يرى الفتاة ولم يخب ظنه فقد وجدها واقفة عند باب الغرفه وضوء الفانوس يلقي على وجها جمالا اضافيا
عندها اخذ الشاب يغني وبصوت عالي نفس الاغنيه
فوك النه خل فوك
مدري لمع خدك
مدري لمع طوك
وانتبه سكان البيت الى هذا الصوت الجميل وخرجوا من غرفهم ليعرفوا من صاحب هذا الصوت
وتكرر الحدث في الايام التي تلت وكان سكان البيت يشاركون الشاب الغناء ولكن بلهجتهم البغداديه
فبدلا من يقولوا
فوك النه خل
قالوا فوك النخل
حيث ادغموا كلمة النه مع كلمة خل فاصبحت النخل
وهكذا ساهم سكان الدار بتقريب قلوب المحبين وانتهت حكايتهم بالزواج
لكن الاغنيه ذهبت الى مسامع الناس على انها
فوك النخل فوك
اذا تعالوا نسمع سوية هذه الاغنية التراثية الرائعه
باصوات عدة مغنين ولكن في تشكيلة جميله

http://www.youtube.com/watch?v=2KkunJZdZzU&feature=related

السبت، 19 مارس 2011

د.سيدالقمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة-د. فاطمة قاسم


القمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة

د. فاطمة قاسم

ما أن تهدأ عواصف الرمال حتى تثور مرّة أخرى، وما أن ينبلج ضوء النهار حتى تبدأ كائنات العتمة في الصراخ والعويل، هكذا هو الحال في السنوات الأخيرة التي يكابدها الكاتب والباحث والمفكر الذائع الصيت الدكتور سيد القمني ، الذي لاحق الخرافة اليهودية من جذورها ففضح أستارها الزائفة، والذي يدعو بلا كلل أو ملل إلى عودة العقل العربي والإسلامي من غيبته الصغرى وغيبته الكبرى، حيث مازلنا في هذه البلاد، وبعد مضي أكثر من ألف واربعمائة عام على الثورة الإنسانية الكبرى، التي قادها رسولنا العظيم محمد بن عبدالله “صلى الله عليه وسلم” نتنافس في النكوص إلى الخلف، فنطفيء قناديل العقل والروح الواحد تلو الآخر، عبر الإغراق من جديد في الإسرائيليات التي احتاجت العديد من كتب التراث، وصفحات التاريخ المنقول، بل وحتى كتب السيرة، والشروحات المطولة في كتب التفسير، لدرجة أن كل ما أنجزه رسولنا العظيم وصحبه الأوائل بجهدهم، وقدح زناد عقلهم البشري، وإخلاصهم لدعوتهم وثورتهم الكبرى، ومواجهة الدنيا بقوانينها، وتغيير الواقع بمعاييره نفسها، جاء البعض ليرجع كل ذلك إلى الغيب، وكأنهم يصنعون قطيعة بين الله والبشر الذين خلقهم ليكونوا ورثته في الأرض، ويعمروها ويطوروها، بما وهبهم من عقل، وما منحهم من جوارح وصفات وجينات.
الدكتور سيد القمني، واحد من كثيرين عبر التاريخ الإسلامي، وهب نفسه للدعوة إلى عودة العقل بدلاً من طغيان النقل، واختار لذلك وسيلة هي الشجاعة بعينها، أن يقرأ من جديد كتب التراث نفسه، وأن ينظر من جديد فيما يلوح به في وجوهنا أهل الانكفاء والنكوص على الأعقاب، فهو لم يعتمد مراجع جديدة، ولم يبحر في بحار أخرى، وقد اكتشف – ويا لهول ما اكتشف – أن الذين يحكموننا وهم موتى في قبورهم ومن ينقل عنهم بتكرار ممل لا جديد ولا إبداع فيه سوى تغيير اغلفة الكتب السميكة، انهم ينتقون من التراث ما يناسب هواهم، ويشرعن عماهم، ويغفلون ما عداه، إنهم ينقلون عن صفحة ويعتبرونها مقدسة، ويتجاهلون الصفحة التي بعدها ويرونها كفراً مباحاً، ولم يكن من الممكن السكوت على ذلك إلى ما لا نهاية، فتنادت الأصوات منذ زمن بأن الإسلام يستحق الأفضل، والأكفأ الذين يضيئون مساحاته الكبرى ودوره في الحضارة الإنسانية، فكان جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، الكباريتي، وزكي مبارك، وكان العقاد وطه حسين، وعبد الهادي أبو طالب، وكان الشيخ الغزالي، وعبد الحليم محمود، وكان سيد القمني، وخليل عبد الكريم، وسيد العشماوي، وفرج فودة، وحامد أبو زيد، وكان باحثون كثيرون، ومفكرون يواصلون تمزيق الملابس الزائفة التي ألبسها البعض للإسلام سواء من أهله او المحسوبين عليه والمتعيشين من لحمه، أو من اعدائه الذين يناوشونه جهاراً نهاراً.
الدكتور سيد القمني، في مجموعة كتبه وأبحاثه التي شكلت “فجة” ضوء ساطعة، وصوتاً قوياً، وجهداً غير مسلوق، جعلت أهل العتمة يرتجفون خوفاً وذعراً، كأن هؤلاء عيونهم لا تحب النور، وطرائدهم تتحرر منهم إذا أشرق النهار، وهكذا بدأت معاناة الدكتور سيد القمني، الاتهامات من العيار الثقيل بالكذب والتحريف، وتقويل المفكر ما لم يقله، ونصب المحاكمات التي جعلوا من أنفسهم خلالها قضاة وجلادين في آن واحد، بل وصل المر إلى حد التهديد بالقتل، دون رادع من وعي او رادع من ضمير.
الدكتور سيد القمني، هذا الكاتب والباحث والمفكر الكبير، وهبه الله سبحانه وتعالى، قدرة على بذل الجهد الذي لا يكل ابداً، وتحمل اعباء هذه المهمة الكبرى – ويا لها من مهمة صعبة – من أجل ان ينحاز إلى الحق والحقيقة، وينحاز إلى الوعي الفردي والجماعي، فكان أن اهدى المكتبة العربية والإسلامية والإنسانية أيضاً هذه الأبحاث والكتب عالية القيمة، التي انتشر صداها في كل ارجاء العالم العربي، والعالم الإسلامي، ووجدت لها مكاناً إلى جانب الإبحاث والكتب القيمة في المكتبات العالمية، وهل يوجد اليوم شريحة من المثقفين أو الدارسين أو الباحثين لا تعرف سيد القمني؟
نور على نور، هذه فضيلة العقل الذي دعانا الله سبحانه لكي نحتفي به، ولذلك فنحن نقول، اليوم للدكتور سيد القمني، عندما يعلو نعيق الغربان، تذكر أن عقولاً كثيرة في ارجاء الأرض، وأرواحاً كثيرة في كل مكان، استضاءت بما كشفت من حقائق، واستدفأت بيقين ما بينته للناس، وهذا هو مجد المفكرين.
هذه تحية من الأعماق، ونتشوق إلى كتاب جديد لك يضيء لنا عتمة أيامنا الصعبة.
د. فاطمة قاسم

الأحد، 13 مارس 2011

د. أحمد زكى ابو كنيز-رسالة هامة

د. أحمد زكى ابو كنيز


والآن، هانحن أمام مبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي . مبادرة نور دبي لعلاج مليون حالة من المكفوفين أو شبه المكفوفين ما كان ممكنا سواء بالتدخل الجراحي أو الليزري أو مهما كان

على نفقة سموه الخاصة ذهابا وإيابا وإقامة وعلاجا على أرض دبي.

والمبادرة تشمل كلا من حالات العمى الكامل وشبه الكامل والمؤقت والدائم والمسلم وغير المسلم والأبيض وغير الأبيض والعربي وغير العربي وكل من تمنى رؤية النور وقد حرم منه. وقد تطوع سموه في هذه المبادرة الطيبة المباركة باغيا وجه الله تعالى داعيا المولى عز وجل أن يتقبلنا وأن يطهرنا وأن يصرف عنا وعن ذرياتنا وعن أهلينا الأسقام والأمراض، وقد بدأت ب مراسلتكم ليكون بمثابة إعلان عام لكل من حرم النور من أبناء بلدي صغيرهم وكبيرهم، ذكرانهم وإناثهم وفقراؤهم والغلابة والذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف أن يقوموا بتجهيز ما يلي:


1- صورة جواز سفر المريض ويكتب عليها كلمة مريض + صورة شخصية.


2- صورة جواز سفر لمرافق ويكتب عليها كلمة مرافق + صورة شخصية.


3- تقرير طبي شامل ودقيق صادر عن مستشفى حكومي ومعتمد من وزارة الصحة.


4- رقم هاتف يمكن الاتصال بالمريض أو بمن هو مسئول عنه .


5- ترسل الطلبات مع التقارير الطبية والأشعة وغيره إن وجد مباشرة على العنوان التالي:




دولة الإمارات العربية المتحدة


الشارقة – المدام ص.ب 48132


نور دبي




إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله حين أطلق هذه المبادرة الطيبة مبادرة نور دبي وجه سموه بإنشاء هيئة طبية تضم خبراء من كل جنسيات العالم وفريقا منتقى لتلقي الطلبات ومن ثم تعرض الحالات على اللجان الطبية المتخصصة التي تدرسها بعناية ثم توصي باستقدامها كي يتم علاجها. وستقوم اللجان بالاتصال بالحالات مباشرة ودون فرض أي رسوم أو أتعاب أو غرامات بل إن كل شيء مجانا إنشاء الله من أول السفر والانتقال والإقامة والعلاج والعودة سليما معافى إنشاء الله.


فيا كل طفل لم يرى النور


وكل رب أسرة حرم حبيبتيه


وكل شيخ فقد الأمل في الإبصار مرة أخرى


أقول لهم جميعا ، أيا كانت حالاتكم وأيا كانت آراء الأطباء فلعل الله تعالى يكون قد أذن برأي آخر من خلال مبادرة نور دبي التي أطلقها ورعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والله أسأل أن يعينني على فعل أي معروف لأبناء بلدي وأن يرزقني فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان يرضى عنا ويرحمنا ' إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله'.

الأربعاء، 9 مارس 2011

لافتة ..هذا جواب الأسئلة!-للشاعر أحمد مطر




لافتة ..هذا جواب الأسئلة!

للشاعر أحمد مطر

أسالُ الرّاقينَ في الأسبابِ

والزّاهينَ بالألقابِ

في وَهْدَةِ هذي المَرحلَهْ :

هَلْ لَكُمْ مِنْ هَزَّةِ الزَّهْوَةِ إلاّ

ما لإذنابِ كلابِ القافِلَهْ ؟؟؟!

كانَ فينا قاتِلُ
يُمكِنُ أن نَهرُبَ مِن عَينَيهِ

أو نَستَغفِلَهْ ...

أو يُلاقي غَفلَةً مِنّا

فَيُلقينا لِفَكِّ المِقصلَهْ

غَيرَ أَنّا

في مَدى أكثَرِ مِن عِشرينَ عاماً

لَمْ نُشيِّعْ غَيرَ مليونِ قَتيلٍ
وَسْطَ إعصارٍ ثقيلٍ
مِن عُقوباتٍ وتَنكيل

وأمراضٍ وجوعٍ وحُروبٍ فاشِلَهْ !

فَلِماذا مَوتُهُ أصبحَ مَقروناً

بِميلادِ ألوفِ القَتَلَهْ ؟؟؟؟!

ولماذا في مَدَى خمسةِ أعوامٍ

على حُكم الفئاتِ ( الفاضلهْ )..

ضُوعِفَ القَتلى لَدَينا
دُونَ أن يَعرِفَ منهُم أَحدُ

مَنْ قَتَلَهْ ؟!

حَصْحَصَ الحَقُّ , وحَقَّتْ ساعَةُ العَدلِ

وَوَفّى رَحِمُ الثروةِ بالحمْلِ

ووافَتْ زَغْرَداتُ القابِلَهْ

فَلماذا أصبَحَ الشَّعبُ

بِأدنى حقَّهِ لا حقَّ لّهْ ؟!

وَلماذا هُوَ أمسى

هامةً مَشغولَةً في هَمِّها دَوماً

وكَفّاً عاطِلَهْ ؟؟؟

وَلماذا بَعدَ أن صامَ سنيناً

لَمْ يَجِدْ في ساعَةِ الإفطارِ

حَتّى بَصلَهْ ؟؟؟!

وَلِماذا إذْ سَرقتُمْ مالَهُ

لَمْ تَكتَفوا .. حتّى سَرقتُمْ أَملَه ؟؟؟!

ولِماذا قد غَدا حاضِرُهُ

يَطلبُ مِنْ غابِرِهِ .. مُستقبَلَهْ ؟؟؟!

نِفطُنا يَكفي لإحراقِ المُحيطاتِ

وَإبقاءِ ثُلوج القُطْبِ ألفَيْ سَنَة مُشتَعِلَهْ!

فَلِماذا نَطلُبُ الضّوءَ مِنَ الشَّمْعِ

وَنَطهو (جُوعَنا) بالمِنقَلَهْ ؟؟؟!

نِصفُكُمْ يَمتَهِنُ الطّبَّ ..

ولكِنَّ المَنايا بِخُطاكُمْ نازلَهْ !

فإلى مَنْ يَلجأُ الشَّعبُ , وأَنتُمْ

فَوقَ كُلِّ العِلَلِ الأُخرى غَدَوتُمْ

عِلَلاً مُستَفحِلَهْ ؟؟؟!

وقَطيعُ المُستشارينَ لَدَيكُمْ

ضِعفُ حَجْمِ القَطَعاتِ الباسِلَهْ !

فَلِماذا كُلُّ حَلٍّ عِندَكُمْ

يَحمِلُ ألفَيْ مُشكِلَهْ ؟؟؟!


الحِصارُ انفَكَّ عَنّا ..

فلِماذا أصبَحَتْ حَتَى السّماواتُ
عَلَيْنا مُقفَلَهْ ؟؟؟!

ولِماذا أصبَحَ الإعلامُ (نُورَنْ)

مُستَمَدّاً مِن ظَلامِ الجَهَلهْ ؟؟؟!

وَلِماذا صارتِ الأقلامُ عُوراً

تَرتَمي بَينَ بَلاءٍ وَبَلهْ ؟؟؟!

بَينَ أن تُهدي الخَطايا قُبلَةً

وتَتَهادى لِخُطاها قُنبلهْ ؟؟؟!

أنْ زَعَمتُمْ أَنَّكُمْ لَستُمْ دُمى

حَلَّتْ مَحلَّ الدُّميَةِ المُستعملهْ ..

فَلِماذا لَمْ تَقُمْ
بَينَ قَديمٍ وَجَديدٍ .. فاصِلَهْ ؟؟؟!

مَنْ مَضى قّد كانَ لِصاً ..

فَلِماذا قَد رأى

كُلّ فَسادِ الأرضِ فيكُمْ مَثَلَهْ ؟؟؟!


كانَ للحرثِ ولِلنَّسْلِ مُبيداً ..

فَلِماذا اللأرضُ حَتَّى

في حِمى ( الخضراءِ) صارَتْ قاحِلَهْ ؟؟؟!

ولِماذا الثُّكْلُ أمسى وَحْدَهُ

مُفرَدَةَ التَّموينِ في سَلَّةِ خُبزِ العائِلَهْ ؟؟؟!

كانَ , بالسِرِّ , عميلاً ..

فَلِماذا أَنتُمُ الآنَ تُؤدّونَ , جِهاراً , عَمَلَهْ ؟؟؟!

أَتَقولونَ اضطُرِرتُمْ

فَدَخَلتُمْ باب بيتِ العِهْرِ

لاستنقاذِ وَجِهِ الطُّهْرِ ممّا فَعَلَهْ !


أيُّ دِينٍ يا تُرى قالَ لَكُمْ

إنَّ ذنوبَ المُومِسِ النّاشِزِ
تَمحوها خَطايا المُومِسِ المُبتَذَلَهْ ؟؟؟!

ولِماذا استَمرأَ المُضطَرُّ
أَكْلَ الدَّمِ وَالخنزِيرِ والمَيّتَةِ

حَتّى بَعْدَ فَوْتِ الغائِلَهْ ؟؟؟!

وَلِماذا لَمْ يَزَلْ بَيتُ الهَوى

يُولَمُ نَفسَ المُحتَوى

لكِنْ بِصَحْنِ ( الَبسْمَلَهْ ) ؟؟؟!


كَثُرَتْ أَسئلَتي .. لكِنْ كُلَّ الأسئِلَهْ

ما لَها إلاّ جَوابٌ واحِدٌ :

أَنتُمْ جَميعاً سَفَلَهْ !


وَغَداً حِينَ سَتُطوى صَفَحاتُ المَهزَلَهْ

وَتُساقونَ إلى مَزبَلَهْ ..

إنْ رَضِيَتْ أن تَحتَويكُمْ مَزبَلَهْ !

سَوفَ لنْ تَبقى لَكُم

فَوقَ شِفاهِ النّاسِ إلاّ جُملَةٌ مُنتَحَلَهْ


مِن مَواريثِ قَبيحٍ .. قُبحَكُمْ قَد جَمَّلَهْ :
(( هِيَ هذي المَرْجَلَهْ ؟؟؟ ))

الاثنين، 7 مارس 2011

الف رحمة تنزل عليك يا ملا عبود الكرخي



>الف رحمة تنزل عليك يا ملا عبود الكرخي

من قبل70 سنة`كتب هاي القصيدة عن البرلمان

يا سبحان الله كأنها مكتوبة اليوم

قيم الرگاع من هاي اللحه
اتشوفه هيبه وعنده لحيه امسرحه
يشتم ابلا خجل وبلا مستحه
من ايحس المقعد اشويه اندحچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

برلمان اهل المحابس والمدس
عگب ماچانوا يدورون الفلس
هسه هم يرتشي وهم يختلس
ولو نقص من راتبه سنت انعقچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

اتشوف واحدهم امعگل بالوقار
وبالاصل تاريخه اسود كله عار
ابضرف ثلث اسنين مليونير صار
ايريد عالوادم ايعبرله چلچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

گمت ما اعرف حماها امن الرجل
ياهو التكضه اهو ايمثل العدل
وگمنه نستورد الشلغم والفجل
لان كلها ضلت اتدور ودچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

والله ضيعنه الصدگ من الچذب
اتشوفه هيبه وحچيه المصفط عذب
ياخذك وايردك ابشرق وغرب
وبسچاچينه يدچك
حيل دچ
قيم الرگاع من يرة عفچ

حيل دوخني الحچي الماله ربط
وصار عندي سكر وحصبه وضغط
نفترش عاگول ونتغطه ابحسچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

السبت، 5 مارس 2011

المقامة البابلية -كاظم فنجان الحمامي






المقامة البابلية

كاظم فنجان الحمامي

قال صابر بن حيران : استهواني السهر. على شاطئ النهر. فسمعت شاعرا يقرأ مقام المنصوري. بصوت جهوري. ويقف على أطلال آشور بانيبال. وينشد من غير انتحال :
هذا العراق الذي بالأمس نعرفه
خلاصة الحسن تتلى عنه أوراد
هذا العراق الذي تأبى كرامته
أن يستحيل ركاما بات يزداد
وما العراق سوى بيتي ومدرستي
وملعبي وله في القلب أوتاد
يا موطن الخير لا يحزنك غائلها
كبا بك الدهر أم أعياك جلاد
سيفتح الله فتحا لا غرار له
وربك الأكرم الرحمن جواد
وإنّ ربك في علياء قدرته
له القضاء وحكم الله مرصاد

قال صابر بن حيران : وبعد أن أكمل الرجل أبياته. وعقل مناغاته. تنفس تنفس الصعداء. وبكى حتى أبكى البعداء. فدنوت منه بكبد حرى. أقدم رجلا وأؤخر أخرى. فامتدحته على عذوبة صوته. واعتذرت من التطفل عليه في غير وقته. وقلت : جئت لأزيح عنك همّك. فربّ أخ لك لم تلده امك. فقال : والذي فطر السماء. وعلم آدم الأسماء. وأنزل المطر من الغمام. وأخرج التمر من الأكمام. لقد فسد الزمان. وعم العدوان. وفقد المعوان. والله المستعان. ها أنت تراني في شيب لائح. ووهن فادح. وداء واضح. والباطن فاضح. ولقد كنا والله ممن ملك ومال. وولى وآل. ورقد وأنال. ووصل وصال. حتى حوينا كنوز السّراة. ومعادن الخيرات. فارضنا رحيبة الباع. خصيبة الرباع. ومشاهدنا مشهودة. ومساجدنا مقصودة. وحياضنا مورودة. وآثارنا محمودة. ومبانينا وثيقة. وحقولنا أنيقة. يجتنى من رياضها أزاهير الكلام. ويسمع في أرجائها صرير الأقلام. ومصاهرنا أطهر الأحرار مولدا. وأسرهم سؤددا. وأحلاهم موردا. وأصحهم موعدا. إنهم بدور المحافل. وبحور النوافل. والعراق بوابة البلد الحرام. وفيه بيت آرام. وشجرة آدم والمقام. وأقوّم البلدان قبلة. وأوسعها دجلة. وأقدمها تفصيلا وجملة. وما منا إلا العلم المعروف. ومن له المعرفة والمعروف. حملنا تراث جدودنا. وسقينا بالماء الطاهر عودنا. فخصائصنا أثيرة. ومزايانا كثيرة. وكان فضل الله علينا عظيما. وإحسانه لدينا عميما, فلم تزل الجوائح تسحت. والنوائب تنحت. حتى تكالب علينا الأمريكان. والإنجليز والطليان. والنرويج والأسبان. واجتاحتنا أسراب الغربان. وجيوش الطغيان. وانتشرت الدبابات والسرايا. في كل الاتجاهات والزوايا.

قال صابر بن حيران: ثم دارت الأهلة دورها. وتقلبت كورها وحورها. وما نجز من وعودهم وعد. ولا سحّ لها رعد. وأقسم بمرسل الرياح. وفالق الصباح. إنّ أمريكا أكذب من سجاح. وأكثر إجراما من دراكولا السفّاح. فهي الداء العياء. والداهية الدهياء. ثم إنّ الدهر قلب لنا ظهر المجن. فتفجرت علينا براكين المحن. وسحقتنا عجلات المؤامرة. وكنا في أمس الحاجة إلى المؤازرة. فخذلتنا العرب العاربة. والعرب المستعربة. وكانوا إن أقدمنا أحجموا. وإذا أعربنا أعجموا. وإن أذكينا أخمدوا. ومتى شوينا رمّدوا. وتسابقت دول الجوار في إثارة الفتن. ما ظهر منها وما بطن. واغلقوا بوجوهنا أبواب الحدود. وسمحوا بتسلل الإرهاب الممدود. وتصاعدت قيمة التسعيرة. في بيع الفيزا والتأشيرة. باسلوب يبعث على الدهشة والحيرة. ولم يحترموا قواعد الجوار والجيرة. ولا روابط العمومة والعشيرة. فلجأت في منافذها الحدودية إلى سوء المعاملة. والتنكيل والذلة. والامعان في الإساءة والبهذلة. نقف في المنافذ والمطارات ببال كاسف. وقلب راجف. فطال حصارنا. وغاب أنصارنا. وحالنا حال الأسير في كربته. والغريق في لجته. والمحترق في بحرته. وجار علينا الزمان. ففارقنا الولدان. وتنائينا في البلدان. وتخلقنا بخلق من ابتلى فصبر. وتجلت له العبر فاعتبر. ثم تأوّه الرجل تأوّه الأسيف. ولملم جسده الضعيف. ورفع عقيرته بصوت أسمع الصم. وكاد يزعزع الجبال الشمّ. وأنشد :
يا دجلة الخير: قد هانت مطامحُنا
حتى لأَدنى طِماحٍ غيرُ مضمونِ
يا دجْلَة الخير: أدري بالذي طَفحتْ به
مجاريك من فوقٍ إلى دُونِ
أدري على أيّ قيثارٍ قد انفجرتْ
أنغامُكِ السمّرُ عن أناتِ محزونِ
أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً
للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين
تَهزين أنْ لم تَزَلْ في الشرق شاردةً
من النواويس أرواحُ الفراعينِ
تهزين من خِصْب جنّاتٍ مُنثرةٍ
على الضفافِ ومن بُؤسِ الملايينِ
تهزيْنَ من عُتقاءٍ يوم ملحمةٍ
أضفوْا دروع مطاعيمٍ مطاعينِ
يا دجلةَ الخير: والدنيا مفارقةٌ
وأيّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرونِ
وأيُّ خيْرٍ بلا شرٍّ يُلقّحهُ
طهْرُ الملائكِ من رجْسِ الشياطينِ
يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ
لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون
يا دجلة الخير: لم نصحبْ لمسْكنةٍ
لكنْ لنلْمِسَ أوجاعَ المساكينِ
يا دجلةَ الخير: منّيني بعاطفةٍ
وألهميني سُلواناً يُسلّيني
يا دجلةَ الخير: من كلّ الاُلى خبروا
بلوايَ لم أُلْفِ حتّى مَنْ يُواسيني
يا دجلةَ الخير: خلِّي الموج مُرتفعاً
طيفاً يمرُّ وإن بعْضَ الأحايينِ
يا دجلةَ الخير: يا مَن ظلَّ طائفُها
عن كلّ ما جلت الأحلامُ يُلهيني
يا دجلةَ الخير: خلّيني وما قَسمت
لي المقاديرَ من لدْغِ الثعابينِ

قال صابر بن حيران : فتحرّقت حينئذ وحولقت. وأفقت ولكن حين فات الوقت . فقلت : أوصني أيها الرجل الناصح. فقال : اجعل العراق نصب عينك. وهذا فراق بيني وبينك. فودعته وعبراتي يتحدّرن من المآقي. وزفراتي يتصعّدن من التراقي. وكانت هذه خاتمة التلاقي

سفر بطول قصيدتي-سوسن ماس-تخطيط غالب المسعودي




سفر بطول قصيدتي
في واحة الامس
حيث كان الزهر اعزل
مدينة بلا ضفاف
كارخبيل الاماني الضائعة
بعض اوراق صغيرة
كان قلبي حين اذرته الرياح
على اسوار حزن غابر
اشرعت الامي على ذاك الرصيف
فبكى الزهر على تلك الجداول
وهبت الانسام في ركض
خفيف
تقتفي وجه السنابل
الليل انكر عشقنا
فالام تبحث ايها المنسي
في لون دمك
انت الذي كالبحر مسبي
..ومسلوب …هواك
من عالم الازهار طبع العاشقين
والهب الكون سواك
لتمضي الليل متكئا حزين
ترثي الدروب معاتبا
ام ترثي خطاك
ايتها النجوم
في صدر السماء
تعالي نتبادل الاسرار
ان لي ان استريح
بلورة صافية قلبي
غضب العواصف والبحار
من يصلح ذلك المخلوع
رأسي؟
وينفخ فيه الحياة؟
من يشتري ..من يقتني
هذا الشتات؟
من يكتب الشعر
في عصر انتحار الاغنيات؟
مالذي تحتاجه الريح لتفلت من عقالها
من يطلق الفرس الحرون؟
لنبتدي صهيل الامنيات
من يوقد الحب
على شرف العيون
من يقنع الازهار
بالذين لاياتونا

الأربعاء، 2 مارس 2011

الصورة كيان وجودي في صور ناصر عساف-الدكتور كاظم نوير



الصورة كيان وجودي
في صور ناصر عساف

الدكتور كاظم نوير
لم تكن تجربة ناصر عساف الفوتوغرافية نتاج مصادفة او صدفة او نزوة عابرة ، بل هي نتاج خبرة طويلة وعشق لم ينته منذ صباه ، وهذه الخبرة هامت مع روحه التواقة للجمال في كل تجلياته ، الرسم، النحت، الجمال الطبيعي ، المرأة00 ولهذا فأن فن الفوتوغراف يوفر له الفرصة للإطلالة اليومية لهذا الجمال، فالكاميرا عين مفتوحة على مكامن الجمال في هذا الكون ، وهذا الجمال بالرغم من وجوده وكثرته لكنه لا يمنح جواهره الا لمن اشتاقت روحه له وتعشقت مع موسيقاه ،فالروح الجمالية لا تهدأ الا بعد طوافها يوميا حوله 0
لقد بدت كاميرا او صورة عساف عنيدة في ملاحقة الجمال في الطبيعة والاشخاص والمجردات ،بأشكال ذات اوجه مختلفة، وخطابات عدة، لكنها في فصلها الاخير تصطبغ بدراما عرقيتنا ، وتطرق ذاكرتنا مرات عديدة حتى تفيق بآهات تاريخنا العراقي ،جمالنا في العراق يختلف ولهذا فالصورة عند ناصر عساف تختلف ،انها تختزن ظلاما طويلا 0 فهي قريبة جدا من صراعنا المستمر مع الظلام ،فالطغاة وحروبهم المستمرة ضدنا ،وهكذا فالصورة عنده اما حدث او لحظة زمانية لا تتكرر، او صراع بين الظلمة والضوء ،ونتاج هذا الجدل هو لحظة وجود وحياة جمالية عابرة وخالدة في آن ،عابرة كونها لحظة من الوجود ،وخالدة كونها لحظة وجودية لصراع الذات وارادتها0
وخلود الصورة عند عساف هو خلود لأرادتنا الانسانية، وعرض اجتماعي لحضارتنا المقترضة في عالم تحول كله الى صورة او صور يتلاعب بها الفنانون ،فتتحول الى مجتمع او حضارة او حتى نظام سياسي واقتصادي 0
ان لحظتي الخلود والزوال هما سبب اثراء حقيقة وجودنا ،وتلك الحقيقة هي حقيقة الصورة الفوتوغرافية ،كونه مساهما وعنصرا اساس في بناء هذا الكون البصري، الانساني المتميز 0
ان الصورة عند عساف تدفع المتلقي الى التأمل وليس فقط اثارة الاعجاب بالبراعة الفنية ، التقنية، وهي بالوقت نفسه تتثبت برائحة المكان / رائحة الجنوب /الاهوار، حيث منابع صورته الاولى – فالصورة عنده تتجاوز حضورها الاول الى حضورها الوجودي بوصفها محفزا ثقافيا ومعرفيا وجماليا للمتلقي متخطيا حواجز الواقعية التسجيلية ،الى عالم من الحلم ،فهو مصور لنفسه وللآخر ،فالصورة تحضر امام المصور بوصفها مكانا او عالما جديدا ،تحدثه وتسمعه انفاسها لتقترب منه حتى تذوب في روحه فتكون حلما باللقاء والخلق لتخلق لنفسها شوقا يظهر بوضوح في دراما الصورة 0

إستقالة وزير الدفاع الالماني ودرس ( النسخ واللصق )-محمود حازم رشيد




إستقالة وزير الدفاع الالماني ودرس ( النسخ واللصق )

بعد ان تصاعدت حدة الجدل في اروقة الجامعات وخلف كواليس السياسة في ألمانيا على أثر انتشار اللغط حول قيام وزير الدفاع الالماني كارل تيودور تسوغوتنبرغ بنسخ بعض الفقرات لباحثين آخرين واضافتها الى اطروحته في الدكتوراه قرر الوزير الاستقالة من منصبه رغم انه من قادة التحالف المسيحي الحاكم ومرشحه القوي لرئاسة الحزب وقيادة التنافس على المستشارية في الانتخابات المقبلة. ورغم ما قدمه من انجازات في حكومة ميركل والتغييرات الجوهرية التي قام بها في وزارة الدفاع الالمانية والتي قال هو عنها انها الاوسع والاهم في تأريخ الجيش الالماني الحديث . المستشارة دعمت في البدء وزيرها ولكنها وجدت ان لامناص عن قبول الاستقالة المقدمة اليها اليوم الثلاثاء بعدما كثرت المطالب بمحاسبة ( وزير النسخ واللصق ) كما سماه تقرير ديرشبيغل على موقع المجلة الالكتروني .

أجمع العلماء في الجامعات الالمانية على ضرر هذا السلوك ان استمر الوزير في منصبه ولم تتم محاسبته على النسخ من باحثين آخرين دون الاشارة الى المصادر وما قد يسببه ذلك من تعرض سمعة الدراسة والجامعات الالمانية دوليا للسوء وعدم المصداقية . من جهة اخرى انكمش السياسيون من زملاء الوزير وحزبه ولم يترك المناوئون الفرصة الذهبية للنقد وانطلقت الاصوات صريحة في المطالبة بالاستقالة وفتح التحقيق معه ومحاسبته.

وقع تسوغوتنبرغ استقالته اليوم الثلاثاء وقدمها الى مكتب المستشارة حسب معلومات صحيفة ( بيلد ) الالمانية وتم اعلام دار الرئاسة بذلك وصرحت المستشارة ميركل بأنها قبلت الاستقالة على مضض ومتأسفة على فقدها لسياسي لامع . (1)

مالذي يعنيه كل ذلك لسياسيينا ولاحزابنا وبرلماننا وحكومتنا في العراق الغارق في ملفات الفساد وعدم المصداقية في الداخل والخارج ؟ ما هو الدرس الذي يجب علينا ان نتعلمه وكان حري بنا معرفته منذ وقت طويل خاصة واننا اعضاء جدد في النادي الديمقراطي الدولي ؟

قبل شهور قليلة ضجت الاوساط العلمية داخل العراق وخارجه من كثرة مدعي الدكتوراه في اوساط الحكومة العراقية وتنادى حملة الشهادات العليا لزيادة الضغط باتجاه الحد من هذه السلوكيات ووقف طوفان التزوير الذي تلاحقه هيئة النزاهة دون جدوى . وعلى الرغم من ان تقاير الهيئة كشفت الكثير من الشهادات المزورة لوزراء وأعضاء في البرلمان ولكننا لم نسمع باستقالة او إقالة او محاسبة المزورين.

لا شك ان الديمقراطية تبقى بلا معنى بدون نزاهة وبدون شفافية ولايمكن ان يتقدم البلد بدون عدالة . لا يقتصر الامر على العدالة وحسب عندنا في العراق ولا على غبن من له حق مقابل استفادة من لايملك اي مشروعية بل ان الامر يتعدى ذلك الى المساس بمواد دستوريه وقوانين شرعت وقننت ان تتوفر مثل هذه المواصفات في الوزراء والنواب وقادة مفاصل الدولة . اي ان عدم المحاسبة هو في الواقع استغفال للدولة وقوانينها علاوة على الشعب والظلم الواقع على المستحقين والكوارث التي ممكن ان تنجم عن قرارات وسلوكيات غير المؤهلين لمواقعهم . فلا عجب من ان ينادي مفكر ومؤرخ عراقي مشهود له عراقيا وعربيا ودوليا هو الدكتور سيار الجميل بخروج علماء العراق وأساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا الى ساحة الفردوس لحرق نسخ من اطاريحهم احتجاجا على هذا السكوت المطبق على التزوير واستخدام الالقاب العلمية دون وجه حق بل ومحاولات حماية المزورين .(2)

يوم أول امس استهجن صديق لي واشتكى في اتصال هاتفي من عملية حذف لقب الدكتور من امام اسمه في معاملات الدولة عندما كان في زيارة للعراق وكيف ان اللقب يتصدر اسماء لم تستحقه يوما من الايام .

منذ ان انتظمنا في الصفوف الدراسية الابتدائية تعلمنا بل حفظنا عن ظهر قلب ان ( العدل اساس الملك ) واعجب كيف يسهى الحاكمون عن هذه الحكمة الذهبية فيفرطون بها وبالتالي يمهدون للتفريط في الحكم.

الدرس الالماني في قضية الوزير تسوغوتننبرغ يتعدى مسألة الشفافية والعدالة ويضيف : ان لا استثناء حتى لمن تشهد له منجزاته وخبراته ونضاله ولا استثناء حتى لو كان التزوير ضئيلا او كان الكذب خفيفا او غير مقصودا . الدرس يقول : يا سياسيينا الافاضل ان خطأ القائد بألف وان من يسرق بيضة يسرق جملا وان من كذب اليوم كذبة بيضاء سيضطر الى تلوينها في مستقبل الايام وتحت ضغط الظروف السياسية لا يتوانى عن لفها بسواد كالح . الدرس كنا قد تعلمناه وحفظناه منذ الطفولة فما الذي جرى لنا ونسيناه ؟ لاضير ان نتذكره اليوم لنسميه ( درس النسخ واللصق ) مع اننا نواجه في عراقنا يوميا دروسا أعنف وأقسى . نتذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين قبل المذنبين . ونُذكِر بأستيعاب درس العدالة هذا والاستعداد لدروس اكثر في المساواة وهي الاصعب لان العدالة واضحة ولكن المساواة يمتد في غياهبها ظلم وظلام عميقين ولذلك تفصيل يطول .



المانيـــا في الاول من آذار 2011

محمود حازم رشيد