الأربعاء، 5 يناير 2011
د.غالب المسعودي-حاوره عبد علي حمد الجنابي
مبدعون
غالب المسعودي.. الطبيب المتعدد المواهب
أجرى الحوار
عبد علي حمد الجنابي
--------------------------------------------------------------------------------
رائد من الأوائل في طب وجراحة الفكين والأسنان ، طبيب خرج على المألوف الطبي ، والخروج له محاذيره وتداعياته التي غالبا ما تكون سلبية ، وغالب المسعودي الذي غالب عدة مواهب ، توغل فيها وغاص بعمقها فأصبح متميزا في كل تلك المواهب حتى صار يشار اليه بالبنان ، والرسم واحدة من تلك المواهب التي تعامل معها باندفاع وفاعلية منذ نعومة أظفاره وهو تلميذ في الصف الأول الابتدائي عندما أثارت إحدى لوحاته دهشة معلم الرسم الذي قرر إشراكه بمعرض النشاط المدرسي .
صحتك إلتقت الفنان الدكتور غالب المسعودي في داره الفارهة التي ضاقت ذرعا بمئات اللوحات الفنية والمؤلفات والكتب والمنحوتات ذات القيمة الفنية العالية ، وشتى الفنون الأدبية والثقافية التي يصعب حصرها.
كيف تأتى لك معرفة كل هذه المواهب وممارستها؟
- لأن فهمي للإنسان ليس كما يفهمه غيري ، فالانسان خارج حالته البيولوجية منبع للعطاء والبناء والابداع والفكر وليس هناك مساومة لفهمي له.
- هل ان الدراسة الواسعة والقراءة المستمرة والمتنوعة صقلت شخصيتك بهذا المستوى؟
- ليس ذلك بالضرورة ، واني لم أكن مطالعا جيدا لما في بطون الكتب ، ولم أكن باحثا في دهاليزها. - وغير الرسم ماذا عن مواهبك ونشاطاتك الأخرى؟
- اللغة والخط العربي ، وفي اللغة وجدت لغة الضاد بأنقى حالاتها في فترة ما بين عصر الجاهلية وعصر صدر الاسلام ثم بدأت النقاوة بالهبوط والانكسار تدريجيا في العصر الأموي والعباسي وصولا الى تاريخنا الحديث والمعاصر .
- والخط ، هل غازلته يوما؟
- انا من عشاق الخط ولكنني لست كلاسيكيا وأنجزت عدة مخطوطات في الخط العربي.
- هل مارست الخط بشكل معلن؟
- انا مستمر بممارسة الخط حيث وجدت ابن البواب قد أجاد وحامد الأمدي قد أرسى دعائم الخط ثم هاشم البغدادي الذي وضع لمساته ليكون بذلك سيد الخطاطين العرب.
- متى تعلمت الخط ؟
- تعلمته وانا تلميذ في الابتدائية حيث أتقنت خط الرقعة ثم تدربت على الأنواع الأخرى وأجدت في النسخ والإجازة والثلث.
- هل ترى نفسك كخطاط مع مدرسة هاشم البغدادي؟
- كانت بداية انطلاقي من هذه المدرسة واستطعت ان أجانس بين الفن التشكيلي والقواعد إذ نجحت بفضل الله بإنشاء مدرسة فنية جديدة أسميتها مدرسة (حروفية التحدي) وهي عبارة عن جمع فني بين الخط والتشكيل والرسم والكتابة ، وهي بمثابة تلاقح ما بين الحروف المسمارية والحروف العربية المعروفة وقد أصبحت مدرستي متداولة عالميا بفضل شبكة الإنترنت ومن خلال أحد مواقعي ، ومن خلال هذه المدرسة استطيع القول بأنني تمكنت من كسر القواعد التقليدية المتبعة والخروج بالحرف الى فضاء جديد أكثر ندية حيث يكون للحرف دورا بارزا ومكملا للوحة تجريدية كانت او انطباعية على حد سواء.
- وماذا عن تذوقك للخط ؟
- في الواقع تراني عندما أسير أركز بالنظر على ما مكتوب ومخطوط في الأزقة والشوارع والأسواق والأبنية العامة لأمرين أولهما دقة وجمالية وهندسة ورسم الحرف والأخر معنى المخطوطة .
- هل هنالك مصاعب تواجهك أثناء رسم لوحة تعبيرية .
- ليس هنالك صعوبة محددة لأنني أدخل اللوحة من أصعب أماكنها، وعندما أجتازها لا يبقى سوى المناطق اليسيرة.
- يقال ان النحت من أصعب الفنون ، كيف تراه أنت؟
- النحت ليس صعبا ، لكنه يتطلب بعض الجهود العضلية كالطرق والنقر والحك وما الى ذلك. لكن الصعوبة تكمن في اختيار الألوان فهي من أدق الأمور الفنية والتي يمكن ان تغير كثيرا في معنى اللوحة مثلا :لوحة تشكيلية اللون الأصفر فيها بقدر حبة الحمص فلو لم أضعه في لتغير معنى اللوحة بالكامل .
وعند مشاهدتنا لعدد من اللوحات كان واضحا عليها بروز المعالم المسمارية التي ظهرت جليا في الكثير من اللوحات ذات الأسلوب البابلي وكان استخدام اللون بشكل بانورامي بارز وبأسلوب نحتي أخاذ.
- حضور بابل في لوحاتك يدفعنا بالسؤال عن ماذا تعني لك بابل؟
- بابل أنجزت حضارة للدنيا بكل تفاصيلها ومضامينها حيث اشتغل البابليون بالتدوين والكتابة اللتان هما روح التاريخ والثقافة ثم شرّعوا القوانين فكانت مسلة حمورابي خير شاهد على التدوين الحضاري للقانون ، وفي بابل أبتكرت وسائل كثيرة للطب والصيدلة والفن المعماري المتمثل بالقصور والمعابد ونحتوا أسد بابل بأسلوب رصين صمد بوجه أعتى الضروف وأقساها وعلى مدى آلاف السنين .
ثم اختفى الدكتور غالب المسعودي فجأة ، وبعد برهة وجيزة عاد حاملا معه مجسم نحتي صغير لأسد بابل تتمثل فيه الدقة والروعة والجمال والإبداع وحتى قاعدتع المستطيلة المائلة كان قد زينها بحروف مدرسة (حروفية التحدي) وهي قصيدة رائعة يمكنك قراءتها رغم ميولها المسمارية ..
وأجول بنظري في باحة الدار الممتلئة بما يخلب اللب من ابداعات وأكياس لا تسعها الدار من آلاف المقالات الصحفية ومئات اللوحات وعشرات المؤلفات والكتب وعشرات القطع النحتية وأعمال فنية أخرى كثيرة تستفزك ان تستفسر عنها .
- كل ما رأيته واطلعت عليه من أعمال ونتاجات مضافا اليه دوامك الرسمي اليومي في المستشفى وعملك في العيادة المسائية وانجاز اعمالك الأخرىووقت راحتك ، كيف تقسم ساعات يومك وسط هذا الخضم ؟ وهل هنالك أزمة وقت تعيشها لأنجاز كل تلك المفردات اليومية؟
- لم أمر أبدا بأزمة وقت حيث قمت منذ أيام حياتي الطلابية وحتى أصبحت طبيبا بترشيد وقتي واستثماره بشكل محسوب .
- ومع ذلك فأعمالك تتطلب متسعا من الوقت لإنجازها لا يكفيه وقت الانسان الاعتيادي. - هذا صحيح ، لكنني أنام من اليوم الواحد ذو الأربع وعشرين ساعة ثلاثة ساعات فقط والأحدى وعشرون ساعة المتبقية تتوزع بشكل انسيابي بين الدوام والعيادة المسائية وأعمالي التي أمارسها، حيث انني على قناعة تامة بأن ثلاثة ساعات نوم كافية لإعادة وتنشيط خلايا الجسم البشري للإحدى وعشرين ساعة المتبقية.
- وماذا أنجزت على الصعيد الطبي الذي هو مهنتك الأساسية؟
- انا الآن الرائد الأول في اختصاصي في محافظة بابل، حيث نلت شهادة البورد في طب وجراحة الفكين والأسنان ، ولم يحصل عليها أي طبيب في بابل من حيث الريادة.
- هذه الأعمال والفنون بكافة تنويعاتها لا تخلو من حس موسيقي مرهف.
- نعم انا عازف موسيقي ، وعلى صعيد الموسيقى في التاريخ، فالبابليون برعوا بذلك والعراق قديما وحديثا بلد الموسيقى الجميلة وبلد الألحان والملحنين ، ولعل أبرزها تلك التي صيغت في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، وتلك الفترة بحق هي فترة العصر الذهبي لمدرسة الغناء العراقي الأصيل .
ويضيف الدكتور المسعودي قائلا : باكورة الإبداع الموسيقي هو الملحن العراقي أذكر منهم أصحاب الريادة عباس جميل ورضا علي وفاروق هلال وغيرهم ولعل أكثرهم وقعا على النفس كان ذلك الشاب (في وقتها) الاستاذ الملحن كوكب حمزة الذي أجاد في موسيقاه ولحن للعديد من المبدعين الرواد مثل فؤاد سالم وحسين نعمة وسعدون جابر وفاضل عواد ومائدة نزهت ورياض أحمد وغيرهم وهؤلاء هم أركان تاريخ الغناء العراقي المعاصر ولكن للأسف فالمبدع العراقي طورد وهجّـر وحكم عليه بلإعدام غيابيا، وبقيت الساحة الإبداعية فارغة .
- ما آخر أعمالك؟
- ليس لي عمل أخير ما دامت هنالك شمس وفرات وإرث حضاري ونخيل .
- من من المبدعين وضعوا بصمتهم في ذاكرة المسعودي ؟
- بإختصار المتنبي والجواهري إثنان لا يقهران ،ومن النحاتين والادباء جواد سليم ،علي جواد الطاهر، جبار الكواز ، وغيرهم.
- ما جديدك الأدبي؟
- أصدرت ثلاثة دواوين شعرية هي: قصائد حب الى ايساكيلا ، فصول الى ننماخ ، عندليب من الجنائن المعلقة.، بالاضافة الى قصائد شعرية مترجمة الى الإنكليزية فضلا عن مرستي (حروفية التحدي) ومدرستي أقرب الى التجريد التعبيري.
الأحد، 2 يناير 2011
اما اتاتورك او جودو-سيد القمني
http://quemny.blog.com/إما أتاتورك أو جودو
العلمانية هي الترجمة العربية للمفردة الإنجليزية (سيكيولاريزم) ، و مقابلها الفرنسي (لاييك). و هي بفتح العين تعني الدنيا أو العالم المحسوس الدنيوي الأرضي الذي نعيش فيه ، أي أن اهتمامها يركز على هذا العالم المرئي لتطويره و اكتشاف قوانينه و السيطرة عليه من أجل صالح الفرد و المجتمع و الإنسانية جمعاء لانه محل معاشها و لا سبيل للتعامل معه إلا بأدواته ، و هذه الأدوات يلخصها لفظ العلمانية بكسر العين ، أي العلم كمُنتًج و فعل عقل بشري في الواقع الحسي. حيث ثبت أن مجال الدين و عالمه لم يستطع أن يفعل هذا في الواقع لاختلاف منطقه عن منطق العالم الدنيوي ، ففي العالم الإلهي يجوز كسر كل القواعد التي لايمكن كسرها في عالمنا الدنيوى ، لأن منطقه كن فيكون دون ترتيب منطقي حسبما نفهم عن المنطق في عالمنا الدنيوي لذلك كانت نتائج محاولة تطبيقه على الواقع الدنيوي سلبية دوما ، و لم يستطع أن يقدم لهذا الواقع حلولا لمشاكله بل زاد هذه المشاكل و عقدًها ، و دخلت الإنسانية حروبا دينية كانت هي الأعنف و الأكثر دموية في تاريخ البشرية.
و بنظرة بسيطة إلى ما حققه العلم منذ وضع فرنسيس بيكون أصول منهج التفكير العلمي ، نجده قد حقق في قرنين مالم تستطع كل النبوات تحقيقه ، و أصبح الإنسان اليوم يعيش خير القرون أما أعظم القرون فهو الاّتي و ليس الماضي ، بعد أن قضى المنهج العلمي في التفكير على الأمراض الوبائية الفتاكة التي كانت تُبيد نصف البشرية في كل مرة ، و على المستوى الاجتماعي انتهى إلى تصالح طوائف و عناصرالمجتمع في عقد إجتماعي يرعى الصالح العام للجميع على التساوي أمام القانون ، و على المستوى القانوني تم إرساء مبادئ حقوقية هي الأرقى بالمطلق من كل ما جاءت به النبوات من تفريق و تحزيب بين أطياف المجتمع. ناهيك عن المُخترَعات و الكشوف التي وسًعت نظرة الإنسان للكون و يسًرَت حياة البشر ليعيشوا رفاهية لم ينعم بها أحد من الأنبياء ذاتهم.
و من ثم فإن العلمانية بفتح العين أو بكسرها مصطلح واحد لمعينين لا ينفك أحدهما عن الاّخر ولا يقوم أحدهما بدون الأّخر.
و في زمن سيادة الفكر الديني ، كان كل دين يرى أن رَبَه هو الرب الحقيقي و يعترف بأرباب أخرى لكنه يراها إما زائفة و إما لا ترقى لمستوى رب هذا الدين ، موسى كان يناجي ربه “من مثلك بين الاّلهة يارب” ، ووصايا الرب التوراتي لعباده:”لا تجعل لك اّلهة أخرى أمامي” ، و المسيحية أنهت المسألة بضربة لازبٍ عندما أنزلت الإله بنفسه إلى الأرض ليُنهي زمن النبوات بحضوره الشخصي ، و عداه بعد ذلك أنبياء كذبة يدعون إلى اّلهة كذبة.
الإسلام تحدث عن اللات و العُزى و نَسرا و يعوق و ود وسواع و اّلهة أخرى ، لكنه راّها لا تنفع و لا تضر و لا يوجد إله واحد صحيح سوى الله رب الإسلام. و خلال التاريخ كانت الأوامر الدينية تُحرض أتباعها ضد أصحاب الأديان الأخرى ليقتتلوا فيما بينهم لينصر كل منهم إلهه ، أو ليستعيد أصحاب دين أراضيهم المقدسة التي يعيش فيها أصحاب أديان مخالفة لهم ، دون ان يفكر هؤلاء الأتباع لماذا تكلفهم اّلهتُهم بذلك ، فالاّلهة جميعا في عالم ميتافيزيقي واحد مفارق و يمكنها إنهاء مشاكلها في عالمها مع بعضها دون معونة بشرية ، فتتقاتل و يذبح بعضها بعضا حتى لا يبقى سوى إله واحد للجميع و تنتهي المشكلة. بل ان هذه الأديان انقسمت فرقا و شيعا و مذاهب أدت إلى مزيد من بحور الدم البشري المُراق لأجل عيون الاّلهة و الأحبار و الباباوات و الفقهاء و الخلفاء ، كل الأنبياء جاءوا للبشرية بمعجزات لم يحدث أن نفعت البشرية في شئ ، كانت كلها استعمال مرة واحدة ، فلا بقيت عصا موسى لنشق بها الأنهار و نُفجر العيون ، و لم يُنشئ المسيح مستشفى واحدا رغم براعته الطبية (حسب الرؤية الإسلامية له كنبي بارع في الطب) ، و لم يعلم تلامذته هذه البراعة ، و الإصرار في بلادنا على تطبيق معطيات الدين على حياة الناس و المجتمع و السياسة و الاقتصاد و المعرفة طبا و هندسة و فيزياء و كيمياء..الخ ، لا يرى أن منطق عالم الدين و اللاهوت يختلف بالكلية عن منطق عالم الدنيا ، و يعرفونه بأنه عالم الغيب ، و مع ذلك يبحثون في هذا الغيب الغائب و يضعون المصنفات مجلدات تملأ أرفف المكتبة العربية دون أن يحقق ذلك في واقعنا سوى العيش في أوهام لا علاقة لها بمطالب الدنيا و المجتمع الأنساني. كلها عن الله و صفاته و شكله و الملائكة و الجان و العرش والسراط وعذاب القبر و الجنة و درجاتها و جهنم و صنوفها ، و كله مما لا يمكن الحديث عنه لعدم وقوعه تحت إدراكنا .
في المنطق اللاهوتي يمكن لعصا سحرية أن تشق البحار و تفجر العيون ، و يتحدث النمل و يفهم سليمان قولها و يتبسم منه ، و تحبل الصخرة و تلد ناقة الله و فصيلها معها ، و تَبيد الشعوب العاصية بصيحة ، و طيور تُلقى بحجارة من سجيل ، و حصان بجناحين يحمل النبي لبيت المقدس ، و سلم من نور يعرُج منه النبي إلى السماوات و يعود و لازال فراشه دافئا ، هذا كله يخرج بالكلية عن منطق عالمنا الدنيوي ولا تستطيعه سوى الآلهة. فإذا أمكن لأهل الدين ماداموا هم العارفين بأسرار السماء و يريدون تطبيق قولها المقدس على الأرض ، أن يستعيدوا لنا الأهم من القطع والجلد والسلخ ، مثل العصا السحرية لإكثار الخيروتحويل الأراضي المقدسة من بلاقع صحراوية إلى جنات تجري من تحتها الأنهار ، و أن يجعلوا الصخور تلد نوقا ، و ان يتمكنوا من إشفاء الأكمة و إحياء الميت و أن يسخروا الجن لإعمار الأرض كما فعل سليمان ، أو أن يستعيدوا بساط الريح باعتباره جميل ومُريح (رحم الله فريد الأطرش) !! وحتى نستغني عن الطائرات و كوارثها و إزعاجها و تكاليفها ، أو يأتونا بالبراق ليستخدمه أولي الأمر منا والمشايخ في ترحالهم كركوبة أصيلة من تراثنا وغير مستوردة ، يكونوا قد أكدوا لنا إمكانية تطبيق المنطق الإلهي الديني على الأرض ، و تكون لهم السيادة دون أن يعترض مٌعترض ، و هو ما لا يمكن حدوثه لاختلاف المنطق الإلهي الذي يمكنه بالقدرات الربانية أن يفعل ما يشاء ، عن منطق الحياة الدنيا التي تعتمد على الدرس و الملاحظة و التجربة و الخطأ و التعلم من الخطأ لتلافيه مستقبلا ، فليس فيه شئ ثابت أو مٌطلَق الصحة كما في عالم الألوهية الثابت لا يريم حراكا أو تغيرا وسبحان من يغير ولا يتغير !!! .
لقد كرًس صاحب هذا القلم عمره من أجل تقديم قراءة للدين الإسلامي تؤدي لتخلصه مما يكبل المسلمين عن اللحاق بالدول الحرة الكريمة ، دون ان يؤدي ذلك إلى أي خسائر لما هو عزيز في الدين على نفوس المسلمين ، و يُرضى كل الأطراف الدينية الأخرى تقريبا ، فكان أن تلقى ردودا أسوأ من أي مواقف تقف ضد الإسلام صراحة و بوضوح وتبخسه وتسفهه ، فنحن إزاء تجار دين لن يتنازلوا عن فريستهم من شعوب بلادنا ، و هي شعوب تم تزييف وعيها فلم تعد ترى سوى فكر واحد (إن كان يصح تسميته فكرا) و عداه هو باطل الأباطيل و قبض الريح ، وتكلست مفاصل الفهم و تحجرت العقول و القلوب ، و انتكسوا إلى المرحلة البدائية ، إلى زمن التقرب للاّلهة بدم الأضاحي البشرية.
تصورتُ لزمن طويل أهدرت فيه جهداً و عمراً من أجل إرساء مدخل لإصلاح الإسلام من داخله ، لكن في ظل تغول السلطات الدينية و السلطات السياسية المتحالفة مع رأس المال ، و استثمار السلطة السياسية لهذا المناخ الديني و تقويته و دعمه لمزيد من استمرار وجودها على رقبة الفريسة و كل منهم يريد نصيبا أكبر ، فلا حل عندي الاّن سوى أن يظهر في بلادنا اتاتورك عربي ، و هو ما كنت أرفضه حتى وقت قريب إيمانا مني بوجوب أن يبدأ الأصلاح من أسفل و بالناس. لكن ما وصلنا إليه من فساد و انهيار و تعدد المفترسين ، و قبل أن يصبح البشر في بلادنا مجرد كائنات بدائية قياسا على عالم إنسانية مختلف عنا يتباعد عنا كل ليلة بمسافات ضوئية ، فإن أتاتورك عربي يصبح المطلب الراهن و المُلٍح ، و هو بدوره مالا نرى عليه أي علامات في المستقبل المنظور. بعد أن اخترق الإسلام السياسي أجهزة الشرطة و جهاز القضاء و جهاز الإعلام و جهاز الخارجية و الجيش ، و لم يبق مفصل في الوطن إلا و انيابهم مغروسة فيه بتحالف مطاط مع الانظمة السياسية الحاكمة و أصحاب رأس المال من كبار التجار و كبار المشايخ و كبار الراقصات مدا و جذرا بينهم ، لو كان شعرة ماانقطعت. و نظل نحن الفريسة التي استساغت العبودية ، أواستسلمت للضواري كل منها يمسك بعضو في جسدها ، و لم تعد تطمع سوى في مكان بالجنة أو بالنار ، لا فرق. المهم الخروج من هذا العالم الذي هوالجنة في بلاد الحريات و هو الأشد من الجحيم فى بلادنا المؤمنة
أتاتورك
ولأني علماني لا أومن بحتميات ويقين لا يتغير ، فإن التغير يظل احتمالا للاستمرار في الحياة ، ورغم هذا السواد والقتامة وتحول جهلاء السوقة الى علماء الأمة دون بصيص نور في الأفق المنظور ، فإن مثلي لايستطيع التوقف عن العمل والتخلي عن الحلم ، فبدون هذا الحلم لايكون هناك معنى للوجود أصلا ، إضافة إلى الجانب الشخصي فإني لوتوقفت عن الاهتمام بقضية الأوطان والحقوق واستمرار الخوض في أوكار الثعابين بما أكتبه فإني ميت حتما كسيراً محسوراً. وهو مالا أرضاه لنفسي ولا لقرائي الذين هم سر الاستمرار أملا فيهم بعد رحلة العمر الطويلة. حتى نمهد الطريق لأتاتورك عربي ، أو بانتظار متغيرات مفاجئة في مسار الأحداث العالمية ، متغيرات إعجازية غير متوقعة كإعجاز بن لادن في سبتمبر 2001 بما يدفع العالم كله للتكاتف ضد هذا الوحش المنفلت ، وبما نعمل نكون مستعدين لهذا الآتي بما يؤدي للتغيير في بلادنا ، أو لا يحدث لاهذا ولا ذاك وننتهي بالخروج من دائرة النوع المسمي بالإنسانية ، ونكتشف أننا كنا طوال هذا العمر والجهد ننتظر جودو …. الذي لايأتي .
Posted by المجموعة الليبرالية
ناصر قواسمي-ماتبقى لكم سوى الحلم
(( ما تبقى لكم // سوى الحلم ))
ما تبقى لكم //
سوى الجرح في رئةِ الحمام
انتفاضة الفرح البسيط في ضلع الرخام
وشرود سوسنة من جذورها // باتجاه الريح
ما تبقى لكم //
سوى مرور الغمامة من ثقب إبرةٍ
احتمال سقوط الفكرة
وارتحال الشمس خلف ظهر التلال
كي تبحث عن حدود أوسع من تعبكم
وهذا الجرح الفسيح
ما تبقى لكم //
غير قامة النرجس تضربه الشمس
وتلُمّ من عبقه الحياة
يا طفرة التعب // في تعب الوقت
س...يمُر بكم الحلم عما قليل // فادركوه
وانتبهوا قليلآ //
ما بين خيطٍ رشيق //بين عامين
هناك مقعد للحلم المريح
هكذا //
وراحت تلُمّ ضفائرها الجبال بخِفةٍ
وتنحني الأشجار لامرأةٍ
مرتّ على وجه المدينة سهوّآ // فبكت
ورمتّ بقلادتها في البحر وقالت
هل من كائنٍ هنا يبدأ الدوران
يبدأ الإنسان
ويشهد أن السنة التي تجيء //
حبلى بالطوفان
لا وعد سيمنحكم الحياة // والتعب
كعدو الأياءل في مرايا الشغب
يا زهر الحياة // على سور الحدائق وثب
هو الحلم فيكم أشهى من الخوف
الخوف الذي حزَّ ارواحكم بحدِ السيف
وأيقظ شهوة الأنا فيكم
وسفك دم النرجس السافر في عينين جميلتين
ضاقتا حتى اصيبتا بالحتف
يا ليت الحمامة تملك الرحيل
توقظ الغمامة // وتبدأ السماء بالصهيل
يا ليت دجلة يصُّب في النيل
وارتعاشة الخليج تمُر من دمي المعفر
وتثني شموخ الجبال
كي يبدأ القاتل بسداد فاتورة القتيل
إن الهواء مُر في حلوقكم
أعرف
فأنهضو من جرحكم الملوّث بالتراب
ما تبقى لكم // سوى الحلم
فاحلموا بالمستحيل
هو آخر ما تبقى لكم // هذا الحلم
وآخر قطاف التمـــــــر المحنط منذ أزمان //
على شجر النخيل
ما تبقى لكم // سوى الحلم
فانثروا حلمكم في عروق الحياة //
إن الحياة تعشق الذي يشدّها اليه
ويسافر بها باتجاه الريح
نـــــاصر قـــــــــــواسمي
31 _ 12 _ 2010
السبت، 1 يناير 2011
الخميس، 30 ديسمبر 2010
عادل كامل-تجارب تشكيلية مبكرة-المعرض الشخصي الالكتروني
عادل كامل
تجارب تشكيلية مبكرة
لمناسبة بدء العام الجديد، تقيم موسوعة الفن التشكيلي العراقي، المعرض الشخصي للفنان والكاتب عادل كامل الالكتروني، تحت عنوان [تجارب مبكرة] للفترة المحصورة بين عامي 1960 ـ 1970، يضم المعرض تجارب في فنون الكرافيك وفن التخطيط والتدريبات في دراسة التجارب الفنية العالمية، والطبيعة، والحياة الجامدة،والبورتريه. إضافة إلى عدد من الشهادات النقدية للكاتب والفنان إبراهيم زاير، والمسرحي خليل عبد الواحد، والشاعر والروائي فاضل العزاوي، والشاعر جليل حيدر. كما تضمن المعرض سيرة مصورة ووثائقية لشخصيات فنية لها مكانتها في الإبداع العراقي المعاصر زاملها الفنان وشاركته مسيرته الفنية، والأدبية. يقام المعرض في 1/1/ 2011، في موقع: موسوعة الفن التشكيلي العراقي.
عادل كامل السيرة والمؤلفات/
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilbook.php
الصورة الشخصية للفنان والناقد عادل كامل
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilphotos.php
لوحات الفنان عادل كامل
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilpaintings.php
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilphotos.php
تجارب تشكيلية مبكرة
لمناسبة بدء العام الجديد، تقيم موسوعة الفن التشكيلي العراقي، المعرض الشخصي للفنان والكاتب عادل كامل الالكتروني، تحت عنوان [تجارب مبكرة] للفترة المحصورة بين عامي 1960 ـ 1970، يضم المعرض تجارب في فنون الكرافيك وفن التخطيط والتدريبات في دراسة التجارب الفنية العالمية، والطبيعة، والحياة الجامدة،والبورتريه. إضافة إلى عدد من الشهادات النقدية للكاتب والفنان إبراهيم زاير، والمسرحي خليل عبد الواحد، والشاعر والروائي فاضل العزاوي، والشاعر جليل حيدر. كما تضمن المعرض سيرة مصورة ووثائقية لشخصيات فنية لها مكانتها في الإبداع العراقي المعاصر زاملها الفنان وشاركته مسيرته الفنية، والأدبية. يقام المعرض في 1/1/ 2011، في موقع: موسوعة الفن التشكيلي العراقي.
عادل كامل السيرة والمؤلفات/
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilbook.php
الصورة الشخصية للفنان والناقد عادل كامل
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilphotos.php
لوحات الفنان عادل كامل
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilpaintings.php
http://www.iraqfineart.com/galleryencadilphotos.php
مختارات من مجموعة سطوع-احمد هاتف-ترتجف يدي التي في القهوة اذ تلتمعين
أحمد هاتف 1:29am Dec 30
ترتجف يدي التي في القهوة أذ تلتمعين بخاطري كصاعقة أتت على عجل
وعلى عجل رحلت .. تاركة خلفها نثار أيام لاتنام ..
كنبي أضاع معجزتة أجلس في دروبك .. كزهرة دون أزدهار ..
كرنين دون أجابه .. كنجمة في كرنفال أضواء ..
جمرك وجواهرك .. حنائك وضجرك .. أدغال مللي .. وحليب همسك في ليل كما صبح ..
يبتسم رغم ثقل العتمة في أول الأحلام ..
من يدلني على وجهي الذي أضاعة تهشم مراياك في الغياب ..
من ينفض عن وجودي غبار صمتك الأبكم .. صمتك الثلج الذي يحيط بأجراسي كيلا تعلنك ..
عيدا .. كيما أثب الى اللون .. كيلا .. أترنم ومزماري غائب وحدائقي تختنق بالشمس الفصيحه ..
ياأولاد يلعبون في باب الأمس .. من رأى منكم النبية .. فليسألها الغفران ..
من رأى منكم الكأس فليسأله النشوة ..
من رأى منك الغد فليمنحه زهور أمرأتي التي لاتدق أجراسي لأجلها ..
لأني في الصمت أعلق في الثلج الأزرق تبكي أجراسي ..
من رأى منك أيامي التي في المسرة .. فليوفدها الى ساعاتي ..
لأني ولدت في صدفتها وأغلقت .. أضعت حرير حنجرتي ..
لأني صادفتها وغمرت عيوني بنرجس عيونها .. تلاشت عيوني في الدهشة ..
وعدت بعينين لاتؤهلاني أن أرى إلا ماتراه ..
لأني في حبها قديم .. لأني في هيامها أتجدد ..
لأني ولدت ذات صدفة .. وذات صدفة أغلقت الباب ..
لأني أتموج وهي تخوض بماء أحلامي دون كلل
لأني ليل في فصاحة هدوء .. ولاأكتبها كما أصليها ، كما أتزاحم بها ، كما أتجول في رحابها ..
كما أتوق أذا ينشر التوق جنحيه ويأخذني لبحر يبسمل فجره في حرير خشوع
لأني في السر ولاأهذي .. في الظلام ولاأتوسد .. في الأتساع وأتوه
لأني لاأصرخ ولايؤوب صوتي إلي .. لأني أهمسك ولاأتبدد
مختارات من مجموعة سطوع-محمد الفرطوسي-الشاعر الايراني حافظ شيراز
رشيد يلوح
************8
يثير اسم حافظ في قلوب الإيرانيين مشاعر الرقة والأمل والسر، إنه شمس الدين محمد، الملقب بترجمان الأسرار ولسان الغيب، لقد أدرك الناس بفطرتهم أن الرجل برزخ بينهم وبين عالم ملئ بما يسعدهم، أوعلى الأقل ما يشبع فضولهم ويسد الخواء الذي يعتريهم.ولد حافظ الشيرازي عام 1325م في شيراز جنوب إيران، وتعلم كباقي أبناء عصره العلوم الشرعية والأدب والحكمة، كان يحفظ القرآن ولذلك سمي ب(حافظ)، عرفه الغرب مع المفكر والأديب الألماني غوتة، الذي بحث عن أشعاره إلى أن اكتشفها عام 1814م، فصاح فرحا: ” إنها أخيرا بين يدي” ، أحب غوته شعر حافظ وسبر أغوار معانيه، ونسج معه علاقة روحية خاصة، وفي النهاية كتب ديوانا شعريا أهداه لحافظ الشيرازي تحت عنوان” الديوان الشرقي للشاعر الغربي”. ومما أنشده غوته في حافظ هذه الأبيات:أنت يا(حافظ) لا تؤذن بانتهاء وهذه عظمتكولا عهد لك بابتداء وهذه قسمتكوشعرك كالفلك يدور على نفسه بدايته ونهايته سيانحافظ السر والغيبويمكنك أن ترى اليوم حافظا في شوارع طهران أو أصفهان أو أي من المدن الإيرانية بلا عناء، يقصده الناس من أجل استطلاع الغيوب والسؤال عن المستقبل، لا يزال الإيرانيون يستفتون الرجل الذي ودعهم منذ قرون راحلا إلى دار الخلود عن الآتي من أحوالهم، والأكثر من هذا أن حافظ ساكن القلوب انتقل من شوارع وأزقة المدن إلى المواقع الالكترونية، لذلك يبدو أن الرجل سيصاحب الشعب الإيراني حتى النهاية، يستلمه جيل من جيل، فهو رفيق الإيرانيين في بيوتهم، إذ لا تكاد تجد بيتا إيرانيا خاليا من ديوان حافظ الشيرازي، وينذر أن تفتح موقعا من المواقع دون أن تجد نافذة فال حافظ مستقرة في زاويته.لذلك لا تختلف مكانة حافظ سواء كان على رف أو على رصيف أو في حيز افتراضي، فهو مهوى القلوب الحائرة، التي تبحث عن الطمأنينة، يقصدونه لاستكشاف الأسرار واقتحام الغيوب.حافظ الحقيقة، عدو النفاقعرف العالم الإسلامي في عصر حافظ الشيرازي انتكاسة كبرى، إنها الأيام التي اجتاح فيه المغول حواضر المسلمين ونكلوا بهم واستباحوا كل شئ، كان الموقف بالنسبة لحافظ الشيرازي جد مؤلم، خاصة وأن ذلك الانهزام انعكست آثاره على النفوس والعقول، فأصبح شاعرنا أمام مجتمع في حاجة إلى التقويم والتوجيه، لذلك استثمر أرقى وأمتن ما ورثه من قرون عنفوان الأدب الفارسي والتراث الإسلامي في التعبير والوصف.ليس من الغريب إذا أن تكون أهم المضامين التي تترد في شعر حافظ الشيرازي، هي تلك التي تدين النفاق الديني والاجتماعي، ومظاهر الزيف التي يختبئ وراءها الضعاف والماكرون بغية تحقيق مآرب دنيوية صغيرة، لذلك يضعك حافظ أمام شخصيتان دينيتان متقابلتان: الفقيه المنافق الذي يستغل مسوح الدين لتحقيق رغباته المخالفة لمبادئ الإسلام، والشيخ الذي هجر الخانقاه أو محل العبادة والتبتل إلى الخمارة ومكان العربدة واللهو.بالنسبة للنموذج الأول يجمع الدارسون تقريبا على كون حافظ الشيرازي يدين من خلاله مظاهر النفاق التي انتشرت في عصره، نظرا لخفوت أصوات التجديد والبعث الديني، وارتباط الكثير من الناس بالدين بهدف أن يخدمهم ويحمل أثقالهم الدنيوية، مما نتج عنه تشوهات كادت تذهب بوجه الدين والتدين. من شواهد هذا المقام يقول حافظ في أبيات ترجمها الشاعر محمد مهدي الجواهري:عقدة عندي سل عن حلها هذا الأديبالا تابت شيوخ وعظتنا أن نتوباجلوةٌ للشيخ إن قام على الناس خطيباوهو في خلوته يرتكب الأمر المريباإن فساد زمن حافظ الشيرازي دفع الكثير ممن يفترض فيهم أن يكونوا أهل علم ودين إلى إضاعة جوهر الدين، والتشبث بمظاهره السطحية إما خوفا على مصالحهم الدنيوية أو طمعا في مكاسب يجمعونها من هنا وهناك، لذلك دأب حافظ على فضحهم والتحذير من زيفهم، كما في هذه الأبيات:اشرب الخمر، وانظر جيدا إلى الشيخ الواعظوالمفتي والمحتسب، إنهم جميعا مزورونوفي موضع آخر يواجه السلطة الدينية الكاذبة:رغم أن كلامي قاس على واعظ المدينة…إلا أنه رجل مرائي و متملق للمسلمينويقول:إلزم حب الله تعالى فهو من علامات أهل الله..وهو مالا نراه في شيوخ مدينتناأما النموذج الثاني فقد اختلف حوله المهتمون بحافظ الشيرازي، المجموعة الأولى تعتبر الصورة برمتها منظومة من الرموز والإشارات التي تستقي شرعيتها من حقل العرفان والتصوف، على اعتبار أن ثقافة الرجل عرفانية بامتياز ونذكر من رموز هذه الفئة المعاصرين المفكر مرتضى مطهري. بينما المجموعة الثانية ترى أن الرجل يعرب بوضوح عن مذهبه في اللذة والكفر والمجون، وتضعه جنبا إلى جنب مع الخيام وأمثاله، ومن أقطاب هذه المجموعة الشاعر أحمد شاملو.يقول حافظ في جرأة ووضوح:أين دير المجوس وأين الشراب المُصفّى؟أنى لي السلامة أنا الخربُأنظر إلى تباين الدرب من البدء إلى المنتهىلقد ضجر قلبي من الصومعة وخرقة الرياءفأين دير المجوس وأين الشراب المُصفّى؟وما صلة الرند بالصلاح والتقوى، هيهات أن يرقى سماع الوعظ لأنغام الربابةوماذا سيصيب قلب الخصم إثر طلعة المحبوب؟(ترجمة الأستاذ محمد الأمين)مما لانختلف حوله هو أن حافظ رفض واقع النفاق الذي عم عصره، وحاول التعبير بقوة عن ذلك الرفض، لكن هل كلام الرجل ينتهي عند حروفه، أم أن كلماته تتحرر من قيود رسومها وتحلق بعيدا في سماء المعاني، فلا يبقى الدير ديرا ولا المجوس مجوسا، ولا تصبح للشراب أي علاقة بالخمرة التي نعرفها، وتصير الكلمات كلها إشارات لمعاني متعالية، لا تدرك إلا بالحس الروحي ولايفهمها إلا من يستشعرها من الناس.إن من يقرأ حافظ في أصله الفارسي، سيدرك تماما أن الرجل بعيد كل البعد عن أجواء اللادينية ومسار المجون، فمتانة كلام حافظ وتعالي معانيه، وقوة شبكة المضامين التي تحكم نصوصه، كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أنه يعني شيئا آخر غير ما يعرب عنه ظاهر لغته، وإلا بماذا سنفسر حربه على النفاق وإعلاءه للصدق الإيماني والنقاء القلبي.أوليس هو القائل فيما ترجمه إبراهيم الشورابي:إذا ما استمعت لأهل القلوب فحاذر تصفهم بقول العيوبفإنك لست الخبير بسر الضلوع وسر القلوبفإني بقيت عزيزا كريما، ولم أحن رأسي لدنيا الذنوبفبورك رأسي، وما فيه يجري، إلى يوم أقضي ورأسي طروب
Mohammed Fartoosy
من غزليات حافظ الشيرازي
إن هيمنت تلك التركية الشيرازية على قلبي
فمن أجل خالها الأسود سأهبها سمرقند وبخارى
أسعفني أيها الساقي بما تبقى من الخمرة
فلن تلقى في جنة الخلد على نهر مثل ركن آباد (1) وروضة كـ المصلى (2)
يا للأسى ثمة حوريات مرحات، طيبات يؤججن المدينة
سلبن قلبي الصبر مثل سلب الترك للخانات
إن جمال الحبيب في غنى عن حبنا الناقص
فما حاجة وجهه النضر للماء واللون والشامة والخط
سائلني عن المطرب والخمرة وأقلل البحث عن سر الوجود
فلن يحل أحد هذا اللغز العصي
لقد أخرج الحب زليخة من حجاب العصمة
حينما أبصرت جمال يوسف الباهر
إن كنت تمدحني بالشتيمة وأدعو اللعنة عليك
فذلك أن الجواب المر يرشح من شفة الشوك
اعتبر يا روح فثمة من يعشق أكثر من الروح
اعتبر يا روح فثمة فتية هانئون
يرجحون نصيحة شيخ الطريقة على الروح
تغن يا حافظ ببهجة وسعادة فقد قلت غزلا ونحتَ درّا
وعلى نظمك ينثر الفلك عقد الثريا
* * *
انظر كم هي رخوة أعمدة قصر الأمل
هات الخمرة فالعمر في مهب الريح
أنا عبد من تحرر من اللون تحت قُبة الفلك
أنّى لي أن أحادثك عن ليلة الأمس
إذ ثملا ومطوّحا كنتُ
وقد منحتني أنوار عالم الغيب ما لا يحصى من البشائر
فيا ثاقب البصر، يا نسرا على قارعة الطريق!
هيهات أن يليق بمقامك هذا الركن من بلاد المحن
ثمة صفير يناديك من طاق العرش
ولكي أخبرك عن تفاصيل الفخ
لا بد من أن أسدي لك نصيحة ورثتها من شيخ الطريقة
لا تسل عن زمن قويم في عالم رخو البناء
إذ لهذه الدنيا العجوز سبعة آلاف غريم
لا تغتم يا صاح واعتبر بنصيحتي
كي تغمرك لطائف ودي ومحبتي
اقتنع بالهبة وحل العقدة من جبينك
فغير مشرعة على بصيرتك باب الاختيار
واعلم أن لا عهد ولا وفاء للوردة الباسمة
وما نحيب البلبل العاشق إلا صراخ
وأنت يا ركيك النظم علامَ تحسد حافظا
أما علمتَ أن صفو الخاطر وبديع الكلام هبتان إلهيتان؟
الأربعاء، 29 ديسمبر 2010
ألآه....أكبر-نص وتخطيط غالب المسعودي
ألآه............أكبر
الآه اكبر............
اربع مرات من هواها....
وثماني من عينيها...............
وخمس..................
قلبي يحبو
كرضيع في حوله الاول
لم يبلغ الفطام بعد
لاياكل الا تراب الوصل........!
كل الحب من بعدي عبث
وكل الحب من قبلي لعب
ياربي اكملت الفرض اليومي
اتسلق جدار الليل
اغرق بغدير الفجر
اتوضأبشهد شفتيها
اخضب وجهي بماء المقلتين
امسح شعري
بعرق النهدين
اجس نبض الفلب
هل هو للحب يغني..................؟
ام تراه
نبض فلب....!
غالب المسعودي
الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010
غوتاما بوذا -حسين الركابي
غوتاما بوذا
563 -483
ق -م
هو المعلم الديني الهندي وهو مؤسس البوذية ، احدى اكبر الديانات في العالم ، حيث ان حياته عاشها كأميرا في بلاط بيبال ، حيث كان يعيش في أحضان الترف والنعيم وحتى سن الثلاثين من عمره لم يشغل باله وتفكيره اي شيء اطلاقا . فكل حاجاته كانت تلبى من صندوق البلاط حيث تمتع في السنوات الاولى من شبابه وكان الفراغ هو الذي يمليه في جميع أوقاته حيث الحياة التي لا تضم اي مبادىء او قيم ولا يوجد بها شيء مجدي او نافع . ثم بدأ يشعر بالملل ، وفي سنة 533 قرر ان يدرس الفلسفة والدين ليكشف السبيل الى كيفية استخدام البشر حياتهم القصيرة نسبيا ، على هذه الارض وعلى أفضل وجه . وكان يتردد في هذه الفتره من الصحوة على العديد من العلماء والدارسين فطلب بعضهم ان عليه نبذ كل مباهج الدنيا ودلالها وطيباتها ويعيش عيشة التنسك في كل جوانبها الحياتية ، ولكن ذلك لم يكن من رايه .
وتقول الاسطورة انه ذات يوما وعندما كان جالسا تحت شجرة التين هندي ، مما يعرف بتين المعابد ، بالقرب من مكان يدعى بوذ غايا ، عندما ظهرت عليهرؤيا مذهلة لما كان يبحث عنه ويفكر فيه ، وكان قد جمع حوله جيشا من الاتباع ، فأعلن لهم أنه بات الان سعيدا تماما ، فقد أصبح متنورا - ولفظة بوذا بالذات تعني المتنور . وعرف كذلك ماذا ينبغي للبشر ان يبحثوا عنه : ينبغي لهم البحث عن حالة السلام الداخلي والتحرر من الالم التي تدعى - نرفانا - وهي العادة القصوى التي تتخطى الالم ، وتلتمس من طريق قتل شهوات النفس البشرية ، وأدعى بوذا ان كل واحد منا كان حيا في وجود سابق ، مرارا عدة ، وأننا سنولد من جديد مرارا عدة . وما الاحداث في الحياة ، أذا سوى عقوبات أو مكافات على أمور تمت في تلك الحيوات السابقة . وبالامكان ازالة الاعمال السيئة بالقيام بأعمال طيبة ، وبالتأمل ، وينبغي في النهاية بلوغ النرفانا
حسين الركابي
الأحد، 26 ديسمبر 2010
قصيدة للشاعر احمد فؤاد نجم
أحمد فؤاد نجم بمناسبة مد الغاز المصري لإسرائيل
دا شعب فقرى
نظرا لأن النعمة فاقت حدها
ولأننا مش قدها
ولأن فعلا انجازاتك
فوق طاقتنا نعدها
ولأننا غرقنا في جمايل
مستحيل حنردها
نستحلفك ……. نسترحمك
نستعطفك …….نستكرمك
ترحمنا من طلعة جنابك حبتين
عايزين نجرب خلقة تانية
ولو يومين
اسمع بقى
إحنا زهقنا من النعيم
ونفسنا في يومين شقا
عايزين نجرب الاضطهاد
ونعوم ونغرق في الفساد
بيني وبينك حضرتك
دا شعب فقرى مايستحقش جنتك
أنا عارفه شعب ماينفعوش
إلا شارون وبلير وبوش
عايز يجرب الامتهان
ويعيش عميل للأمريكان
بيمد ‘غازه’ لإسرائيل
ويومين كمان ويمد نيل
أهو يعنى نشرب ميه واحدة
ندوب في بعض
ماء وماء وماء
ونفض سيرة الانتماء
وبلاها نعرة وطنطنة
تبقى البلاد ‘مستوطنة ‘
متسلطنة بالسرطنة
إيه اللي خدناه م الكرامة والإباء
حبة خطب وكلام…كلام
إحنا راهننا على النظام
ورضينا بخيار السلام
بخيارحنسد عين الشمس بيه
علشان مايطلعش النهار
ويطلع لمين؟
حبة معارضة مغرضين؟
وحسب بيان السلطة
شلة مأجورين؟
ياعم فضك سيرة
وارضى بقسمتك
دا شعب مش فاهم أكيد
يالا اطرده من رحمتك
وإن كنت غاوي الحكم
خليك مطرحك
حاغطس واقب وأعود
بشعب يريحك
راضى وعمره مايجرحك
أخرس ومايسمعش
وأعميلك عينيه
مش كل قرش يبص فيه
مايقولش لأه، وفين، وليه
يضرب ينفض في السليم
وعلى الصراط المستقيم
كل اللي يعرف ينطقه
عاش الزعيم
يحيا الزعيم
أحمد فؤاد نجم
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)