الأحد، 10 ديسمبر 2017

اصدار علمي جديد للدكتور غالب المسعودي

عن دار الصوافD.S.P.P   صدر كتاب علمي جديد للدكتور غالب المسعودي اخصائي جراحة الوجه والفكين بعنوان كسور الانف وملحقاتها مداخلة ابتدائية (Nasal and Nasal Complex Fractures Primary Management) بواقع 112 صفحة ارت معززة بصور العمليات ونتائجها مع صور توضيحية لأحدث اجهزة الفحص المتبعة بالدراسة.

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

تأثير الاحتلال على الفوارق في الدخل-صائب خليل

تأثير الاحتلال على الفوارق في الدخل
صائب خليل
5 ك1 2017
ليست حملة الخصخصة الشرسة لثروات وخدمات البلد، التي أطلقها الأمريكان منذ احتلالهم العراق، بأمر غريب. فمن يقرأ التاريخ الحديث للعالم، سيجد أن تلك العملية جزء لا يتجزأ من أي احتلال امريكي لأي بلد. ويبلغ هذا الحماس مدىً مثير للدهشة إن تمت مقارنته بعمليات الاحتلال القديمة. فالخصخصة تبدو وكأنها الهدف الأساسي للمحتل الأمريكي، والعامل الأول في عملية اختيار الحكومات التي ينصبها على البلدان التي يحتلها، أكثر من الهدف المباشر السابق المتمثل بنهب ثروات البلد الذي مارسه المستعمرون الفرنسيون والبريطانيون والبلجيكيون والإسبان والهولنديون وغيرهم. وإن كان النهب الاستعماري ينتج الفقر كعامل أوضح، فإن الأولوية للاستعمار الأمريكي كما يبدو هي خلق الفوارق الشاسعة في الدخل بين أبناء البلد المحتل.

ويعزو جلال أمين في كتاب “العولمة” سبب تزايد الفوارق في الدخل “بشكل حتمي” حيثما تتواجد قوة غازية على أرض الدولة، بأن نمو التفاوت في الدخل والثروة بين السكان المحليين (في حالة الغزو) يحقق أمرين في مصلحة القوة الغازية. الأول هو إيجاد سوق للبضائع المستوردة الثمينة كالمنسوجات الانكليزية او العطور الفرنسية او السيارات الامريكية الفارهة، فتصريف هذه السلع يحتاج الى طبقة عالية تستأثر بنصيب الاسد من دخل المجتمع. ففي مجتمع “فقير” يتمتع بدرجة عالية من المساواة في توزيع الدخل، يصعب ان تجد بين السكان من لديه القدرة على شراء مثل هذه البضائع. لذلك يؤدى هذا التفاوت الى توسيع حجم السوق أمام معظم السلع التي تريد الدولة الغازية تصريفها.
ولعل هذا السبب كان السبب الأهم في الاستعمار السابق، أما السبب الثاني الذي يطرحه جلال أمين، وهو برأيي الأهم بكثير في عالم هذا اليوم فهو: أن تحقيق التفاوت بالدخل يؤمن خلق طبقة ثرية تتصف بالولاء للمستعمر الذي تدرك فضله فيما وصلت اليه من نجاح، وهي مستعدة لتولي السلطة بالنيابة عنه. اذ تشعر هذه الطبقة بحاجتها المستمرة الى دعم المستعمر لها إذا ارادت الاحتفاظ بما تتمتع به من مزايا في الثروة والدخل.

وفي حالة العراق، لم يكتف الأمريكان بالإجراءات المعتادة القسرية على الدول التي يسيطرون عليها، بل قاموا بحشر نص في الدستور العراقي يفرض على الدولة “اصلاح الاقتصاد العراقي وفق اسسٍ اقتصاديةٍ حديثة”.. “وتشجيع القطاع الخاص وتنميته" (المادة 25) و "تشجيع الاستثمارات" (المادة 26). ومن الواضح ان النصوص وضعت بشكل يتيح للمشرع تفسيرها بطريقة تؤدي إلى لبرلة الاقتصاد وعرقلة اية محاولة لاستعادة الشعب لسلطته على اقتصاده، حتى بالطرق الديمقراطية وبانتخاب حكومة تمثل تطلعاته.

ويمكن للعراقيين ان يلاحظوا بسهولة أن كلام جلال امين عن زيادة الفوارق في الدخل والثروة واضحة جدا في العراق. وإن استثنينا أيام الحصار الأمريكي عليه، الذي عانى فيه البلد من ضيق رهيب في الدخل القومي، فلم يسبق للعراق ان عانى من انهيار في التعليم والصحة والعشوائيات والفقر كما هو الحال اليوم. ومن ناحية أخرى لم يكن العراق يملك هذا العدد من أصحاب الملايين وعشرات الملايين من الدولارات، بل وربما المليارات، بما في ذلك من اخطار شديدة على بنية المجتمع.

ومن الطبيعي ألا يهتم الامريكان ببنية المجتمع الذي يحتلونه، بل ان تدميره قد يكون احد أهدافهم المتعمدة في تلك الدول، خاصة العربية والإسلامية. فلا يجهل ساسة اميركا خطر الفوارق الطبقية البالغة على المجتمع. فإذا جربت ان تبحث عن ضرر اللامساواة ـ "inequality" على كوكل، فسوف تجد عددا لا نهاية له من المقالات والدراسات. وتبين الدراسات أن التأثير المدمر لـ "اللامساواة" لا يقتصر على فقرائه، بل بشكل عام على المجتمع واقتصاده.
ورغم ذلك تستمر هذه السياسة الأمريكية، بل أنها لا تقتصر على الخارج. فالسياسة الاقتصادية الامريكية الداخلية، كانت بشكل عام ضخاً مستمراً لثروات الفقراء الى الطبقات شديدة الثراء. وكان آخر إجراءات الحكومة الامريكية بهذا الشأن، ما اقره ترمب من إعفاءات ضريبية جديدة توفر تريليونات الدولارات لأثرياء الولايات المتحدة، تستقطع من الخدمات الشحيحة التي تقدمها الدولة لفقرائها، في الصحة والغذاء والضمان الاجتماعي. ويعي الشعب الأمريكي تلك الحقيقة. فقد اختار في أحد استبيانات الرأي، مشكلة "الفوارق في الدخل" باعتبارها الخطر الأكبر الذي يتهددهم، متفوقا على اخطار التلوث البيئي والتصاعد الحراري والكراهية الدينية والاثنية والخطر النووي.(1)
ولا يأبه ساسة اميركا بمثل تلك الاستبيانات لرأي شعبهم، فكأن هذا الشعب هو الآخر، شعب محتل من قبل طبقة أثريائه التي تعين له ساسته. ويعاني المجتمع الأمريكي من مظاهر مرضية غريبة مثل كونه المجتمع ذو عدد السجناء الأكبر، نسبة إلى سكانه وعددا مطلقاً، ومن الضعف الكبير للنظام التامين الصحي والاجتماعي. وإن كان هؤلاء قد أوصلوا مجتمعهم ذاته إلى هذه المرحلة من المرض رغم ثروة بلاده وقوة مؤسساتها، فلنا ان نتوقع ما يمكن ان تنتج هذه سياسة هذه الطبقة من فوارق قاتلة على المجتمع الأجنبي، وخاصة العربي، الذي قد يوقعه القدر تحت احتلالها.

(1) Americans consider inequality world’s greatest danger


الأحد، 3 ديسمبر 2017

الشهيد الخالد سلام عادل في ذاكرة العراق =الكاتب: خالد حسين سلطان التاريخ: 08 يونيو 2015.


الشهيد الخالد سلام عادل في ذاكرة العراق

الكاتب: خالد حسين سلطان التاريخ: 08 يونيو 2015.
تصدر في بغداد شهريا مجلة بعنوان ( أوراق من ذاكرة العراق ) يحررها الصحفي والاعلامي شامل عبد القادر، يتناول كل عدد منها شخصية عراقية تركت اثرها في مجال السياسة او الادب والثقافة والفنون أو حادثة مهمة في تاريخ العراق، وغالبا ما تطرح تلك الذاكرة معلومات أو مواقف لم تطرق سابقا، وبالتالي فان المجلة رغم قصر عمرها نسبيا ولكن شعبيتها في ازدياد مستمر ولها وقعها في عالم الاعلام والصحافة .
العدد 36 من المجلة الصادر في نيسان 2015 كان عدد خاص عن القائد العراقي الوطني سلام عادل، وكما جاء في الغلاف الامامي للمجلة، وتكمن أهمية هذا العدد في تناول شخصية القائد والشهيد الشيوعي العراقي سلام عادل ( حسين الرضي ) وبإنصاف وحيادية وصدق لا يخلوا من التعاطف رغم ان رئيس التحرير ورئيس مجلس الادارة ( السيد شامل عبد القادر ) بعيد نسبيا عن الوسط الشيوعي واليساري في العراق أو على الأقل لم يكن محسوبا عليهم، ان لم نقل ان البعض يحسبه على القوم
يين، مما اعطى لهذا العدد من المجلة نكهة خاصة وشد وجذب لافت للنظر .
* الموضوع الاول جاء بعنوان ( اللحظات الاخيرة في حياة سلام عادل ) بقلم السيد أمير الجنابي يتناول فيه شهادة الكاتب والروائي الفلسطيني ( محمد ابو عزة ) في صحوة ضمير متأخرة يروي فيها اللحظات الاخيرة من حياة الشهيد سلام عادل وكيف بصق الشهيد في وجه علي صالح السعدي القيادي في حزب البعث، بعدما طلب السعدي من سلام الاعتراف لكونه منتهي، وعلى اثر تلك البصقة أشار السعدي وبعصبية الى الاوغاد المرافقين له ومنهم الشاهد للإجهاز على الرجل، ويختم الشاهد ابو عزة شهادته بالقول : ( ولا أريد ان اسهب في كيفية اجهازنا عليه ) .
* الموضوع الثاني كتبه رئيس التحرير السيد شامل عبد القادر وبعنوان ( قائد شيوعي . . . بائع فشافيش )) وحقيقة حاولت استعراض الموضوع بتناول بعض فقراته باختصار ولكني فشلت في اختيار فقرة دون غيرها وشدتني الفقرات الواحدة تلو الاخرى، فوجدت حالي ادرج الموضوع كاملا مع الاعتذار من القارئ الكريم على الاطالة رغم احساسي انه سيعذرني بعد الانتهاء من الموضوع .
قائد شيوعي . . . بائع ( فشافيش )
رئيس التحرير : شامل عبد القادر
في برنامج من اعدادي وتقديمي عنوانه ( اوراق من ذاكرة العراق ) من فضائية السلام المعتدلة المحايدة وغير الطائفية سجلت (3) حلقات عن حياة القائد الشيوعي سلام عادل عرضت في البرنامج المذكور عام 2013 واثناء اعدادي لسيرة المرحوم سلام عادل اكتشفت فيها محطات مذهلة لا يستحق الرجل عليها هذه القتلة الشنيعة عام 1963 .
سلام عادل أو حسين أحمد الرضي أو سيد حسين سيد أحمد الموسوي لا فرق فالرجل مواطن نجفي معجون بعراقية نادرة لا يصلح في الحياة الا ان يكون شيوعيا لا غير برغم ان خصومه عدوه من التبعية الايرانية وحرفوا لقبه ( الرضي ـ نسبة للشريف الرضي الشاعر العباسي الذي تأثر به سلام عادل كثيرا وهو طالب في دار المعلمين فاطلق عليه زملاؤه الطلبة بالرضي وليس الرضوي ) !!
تسربت اليه الشيوعية ببطء شديد واعتنقها كما لو كان يدري ان مصيره الأوحد في عالم الملوكية والعرش ونوري السعيد والشرطة السرية والشعبة الخاصة ان يكون مناضلا مقداما !
توسل اليه بهجت العطية مدير شرطة الديوانية ان يتنازل عن ( الفكر الهدام !! ) مقابل ان يبقي على راتبه رحمة بوالديه المسنين لكنه أبى ان يتنازل للجلاد وانطلق يشوي ( الفشافيش ) في النجف وعلاوي الحلة ويبيع ( اللفات ) لكي يستمر في الحياة شيوعيا. أنا شخصيا أطلعت على حياته فأثارتني جدا واعجبت بعصامية الرجل الذي ولد موهوبا وهو طفل وصبي وشاب فقد عرف خطاطا رساما وممثلا ومخرجا في المسرح ومعلما ذكيا وزوج شيد عائلة متعاونة ومناضلة من زوجته الرائعة ثمينة ناجي يوسف واولاده علي وايمان! الشيوعية بالنسبة لسلام عادل ليست قميصا أو دشداشة تلبس الساعة
 وتخلع بعد ساعة كما هو عند بعض الانتهازيين !!
الشيوعيون ليسوا فاكهة تثمر في الصيف وتختفي في الشتاء او لا تراها في سلال الربيع وتتعفن بعد النضج وهم يثمرون عادة في أوقات الضيق لا فرق فالشيوعية كبذار القمح تحتاج الى وقت طويل حتى تتحول الى سنابل ممتلئة سواء بوجود فهد أو سلام عادل أو عبد القادر اسماعيل أو صالح دكلة وغيرهم من عشرات العراقيين الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل قضية الوطن والمبدأ! لا اعرف تفسيرا واحدا لقتل عراقي يعشق وطنه ويذود عنه وهو في الحجرات الباردة في ( نقرة السلمان ) أو ينام في رمضاء سجون بعقوبة والحلة وعندما يرمي الكتاب عن يديه للحظات ينطلق يغني بصوت خافت
 أغاني أهل الجنوب المسحوقين بالقهر والجوع والألم ويتطلع من كوة صغيرة الى صحراء أو ليل أو موت مرتقب لكن يديه تبقى مشدودة الى الكتاب!! سلام عادل الذي قتل ولم يغدر برفاقه تحت سقيفة قصر النهاية لم يتوسل جلاديه لكي يعيش ومثلما رحل ( ابو علي ) بجسده رافقته الاف الأرواح الشيوعية وقتذاك لكن الأهم ان سلام عادل تحول الى مرشد رائع لشيوعيي اليوم . . قتل الرجل الشريف بوضعه تحت حادلة سحقت عظامه وهرست لحمه لكنها عجزت تماما عن ازالة ذكره ...
رحم الله سلام عادل ورفاقه .
* الموضوع اللاحق بعنوان تاريخ الشيوعية في العراق يستعرض فيه الكاتب، سريعا تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في العراق منذ بداية التأسيس حتى يومنا هذا ويركز على محطتي الحزب الشيوعي العراقي وعبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي وحزب البعث .
* ثم موضوع مهم يتناول الرسالة التي بعثتها السيدة ثمنية ناجي يوسف ( أم ايمان ) أرملة الشهيد الخالد سلام عادل الى صحيفة ( الحياة )، على أثر نشر الصحيفة لذكريات حازم جواد القيادي السابق في حزب البعث المنحل والتي افترى فيها على الشهيد مدعيا انه التقى سلام عادل بناء على طلبه في معتقل ( قصر النهاية ). وكان معه في هذا اللقاء طالب شبيب ـ وزير خارجية العراق آنذاك، وادعى ان سلام عادل أدلى أمامهما بتصريحات سياسية خطيرة. وقد فندت الرسالة افتراءات واكاذيب حازم جواد المتناقضة بالاستناد الى مذكرات طالب شبيب وهاني الفكيكي وزكي خيري وبالحجج
 الدامغة، وألقمته حجرا. الموضوع كان بعنوان ( أرملة سلام عادل تفند تصريحات حازم جواد في صحيفة ( الحياة ) / مقدار كبير من الافتراء ... لم يتقادم عليه الزمن ) .
* يليه موضوع بعنوان ( ذكريات . . عن سلام عادل والخلايا المبكرة في الهندية ) للسيد محمد عبد الله الهنداوي يتحدث فيه الكاتب عن ذكرياته ولقاءه الاول مع الشهيد سلام عادل دون ان يعرف اسمه الا بعد ان شاهده يسير مع قادة الحزب في تظاهرة ايار 1959 فعرف انه الرفيق سلام عادل .
* ( سلام عادل ودوره السياسي في العراق / 1922 ـ 1963 ) هذا هو عنوان رسالة الماجستير التي قدمتها الطالبة شيماء ياس خضير خلف الى كلية التربية للعلوم الانسانية / جامعة ذي قار وحازت بها على درجة جيد جدا، وهو عنوان احد مواضيع المجلة بقلم السيد حيدر ناشي آل ديبس يستعرض فيه دور الباحثة في استقصاء المعلومات عن الشهيد الخالد سلام عادل، وعن سبب اختيار شخصية سلام عادل من قبل الباحثة، بينت ان العديد من خصال وصفات الشهيد ومواقفه الوطنية وكذلك عمله الحثيث لاشاعة قيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان كانت وراء اختيارها لتلك الشخصية،  وأضافت : ( ان سلام
 عادل هو قائد سياسي من طراز خاص ويستحق المزيد من الدراسة والبحث وتعريف جيلنا والأجيال القادمة على هذا العلم المهم ) .
* نشرت المجلة قصيدة الشاعر مظفر النواب بحق الشهيد سلام عادل والتي كانت بعنوان : مرثية للشهيد سلام عادل، والتي جاء في مقدمتها :
لحظة ان سملوا عينيك العاشقتين
أضاء النفق المظلم بالعشق الاحمر
واحتضر الموت
قال رفاقك لم تتوجع
إلا رجفة صبر
وتوجع مما غار السفود في عينيك
الكون وصاح الصمت
أدرت عماك المبصر للشعب
أعطيت بيان الصمت
وتقويمك فاجتمع الوقت  . . .
* ومن عناوين المجلة ( سلام عادل وانقلاب 8 شباط ) للسيد حكمت شناوة السليم، تناول فيه ذكرياته عن معتقلات انقلاب 8 شباط الاسود حيث كان نزيلا فيها بعد اعتقاله من مدرسته الابتدائية في البصرة على يد ثلة من مجرمي الحرس القومي معتمدا على مشاهداته الحية وما قرأه في كتابات الاخرين، ونقلا من كتاب المناضلة ابتسام توفيق الرومي ( طوارق الظلام ) والذي جاء فيه حول تصفية الشهيد الخالد سلام عادل : ( ... وقد مورست جميع أنواع أساليب التعذيب مع المناضل سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بعد اعتقاله، بعد ان فشلت جميع اساليبهم في النيل
 من ارادته واجباره على الاعتراف وبعد ضربه بالهراوات حتى أدموه علقوه من رجليه مشدودا الى السقف ـ وقطعوا من لحم ساقيه وذروه بالملح ـ وتركوه في سراديب قصر النهاية اياما وليالي في مياهها الآسنة مقيدا عاريا ... حرموا عليه الأكل والشرب والمنام وامتدت ايديهم الى عينيه ... ضغطوها بالاصابع حتى ينزف منها الدم وأخيرا طرحوه أرضا فاقد البصر وسيروا فوقه عجلة سحقت جسده .
* بالاضافة الى كل ذلك تضمن هذا العدد الخاص من مجلة ( أوراق من ذاكرة العراق ) مواضيع اخرى، منها ( شيوعية عراقية تتذكر ايام النضال ) بقلم السيد عبد المطلب عبد الواحد حول المناضلة زينة جاكوب شيفاجي تستعرض فيه سيرتها النضالية وخصوصا في فترة قيادة الشهيد الخالد سلام عادل. وهناك مقال يستعرض كتاب السيدة ثمينة ناجي يوسف زوجة الشهيد الخالد سلام عادل الموسوم ( سلام عادل ... سيرة مناضل ) بجزئيه الاول والثاني. والمقال الاخير بعنوان ( حول اعترافات احد قادة انقلاب 8 شباط 1963 ) بقلم السيد مارسيل فيليب دنخا يعود فيه ثانية الى اعترافات حازم جواد القيادي
 في حزب البعث خلال الانقلاب المشؤوم ويفندها من خلال علاقته العرضية مع بهاء شبيب، شقيق طالب شبيب احد قادة البعث حينذاك .
* وتختم صفحات المجلة بملحق للصور بالإضافة الى الصور التي نشرت في ثنايا المقالات، وهي صور منوعة للشهيد سلام عادل وقادة الحزب الشيوعي العراقي وكذلك قادة البعث وانقلاب 8 شباط والزعيمين عبد الكريم قاسم وجمال عبد الناصر .
شكرا للصحفي المبدع شامل عبد القادر على هذا العدد الخاص من المجلة والامانة في العرض والطرح لسيرة مناضل من طراز خاص، عصي على النسيان .     
بغداد/ 7حزيرن 2015     

Le ministre Irakien déchu : J. P. Morgan étouffe notre économie et la co...

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

ما حقيقة الاستثمار وما نتيجة الحوافز التي تصرفها الدولة لتشجيعه؟-صائب خليل

ما حقيقة الاستثمار وما نتيجة الحوافز التي تصرفها الدولة لتشجيعه؟
صائب خليل
24 ت2 2017
التظاهرات الباسلة التي تهز مدن الجنوب هذه الأيام رفضا لخصخصة الكهرباء تثير التساؤل عن سبب حماس الحكومات المحلية وحكومة بغداد للخصخصة، التي يرفضها الشعب وتسيء إلى سمعتهم ويتحملوها رغم ذلك ورغم قرب الانتخابات؟ وهل يمكن لسياسي ان يبيع سمعته ويقف بوجه الناس، إلا إذا كان يحصل مقابلها على الكثير أو يكون مضغوطا عليه بشكل شديد؟ 
.
الخصخصة ليست سوى نوع من "الاستثمار"، فلننظر إلى حقيقة الاستثمار ككل، وما وصلت اليه نتائجه هذه الأيام في اميركا.
يكرر المدافعون عن النظام الرأسمالي القول بأن "الاستثمار" ضروري للاقتصاد وانتعاش البلاد وإيجاد "فرص عمل" للناس. ولذلك يحاولون اقناع الناس بالتضحية بمبالغ هائلة من ضرائبهم او ثروات بلادهم بشكل "حوافز اقتصادية"، من أجل "تشجيع الاستثمار" وإيجاد البيئة المناسبة له
لكن حقائق الاستثمار في الولايات المتحدة ذاتها، تبين أن هذا ليس سوى وهم، وان الاستثمار، شأنه شأن كل النشاطات الرأسمالية، ليس سوى سرقة أعطيت أسماء "حسنى". وبسبب نجاح تلك الخدعة ذهب البعض فيها بعيدا جداً. - المعلومات التالية قدمتها مشكورة، الصديقة نادية عدنان إلى صفحة "الرأسمالية ببساطة، حيث نشر هذا المقال أول مرة

لقد قدمت الولايات الامريكية عام 2015، حسب معهد ابهولد جون، خمسة واربعون مليار دولار بشكل "حوافز اقتصادية" لـ "جذب الشركات" أملاً بتلك الوعود المعتادة.
والحقيقة ان "الحوافز الاقتصادية" ليست سوى ابتزاز يتيحه النظام للولايات لسحب أموال الناس. فقدمت مثلا "حوافز اقتصادية" لشركات انتاج الأفلام والفيديو كليب، من قبل 31 ولاية امريكية تتنافس على اقناع هذه الشركات. وبفضل سهولة تنقل هذا النوع من الشركات، فإنها تضع تلك الولايات في منافسة مستمرة لكسبها، ودفعها لتقديم اغراءات اعلى وأعلى من التخفيضات الضريبية.
وتبين دراسة اجريت على هذه الشركات أن ولاية لويزيانا لم تحصل مقابل كل دولار صرفته على هذا البرنامج إلا على 22 سنت! وكان المردود أسوأ في ولاية ميريلاند حيث بلغ 10 سنت لكل دولار، وكانت كونيكتيكوت الأسوأ فلم تحصل إلا على 7 سنتات فقط عن كل دولار تنازلت عنه لشركات الإنتاج!!
أي ان تلك المبالغ المستقطعة من تكاليف التعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها من الخدمات العامة للناس، تذهب إلى "الاستثمار" وبدون أن يعيد لهم هذا الاستثمار أي مردود!

يدعي المدافعون عن “الحوافز الاقتصادية” ان ما تعود به على الدولة من فوائد ودخل مادي يفوق ما يمكن حسابه بالدراسات المقدمة، وليس هناك أي دليل على ذلك ولا توجد احصائيات تؤكده، رغم هدر عشرات المليارات من الدولارات، حيث تؤكد الإحصاءات ان 75% من هذه البرامج لا تقدم اية معلومات عن الوظائف المستحدثة مثلاً.

وكمثال مثير للضحك عن استغلال الشركات لـ "الحوافز الاقتصادية" هو ما جرى في مدينة كنساس سيتي، والتي تقع في ولايتين هما كانساس وميزوري. الولايتان تقدمان حوافز مادية لجذب الشركات إلى جانبها من المدينة بأمل خلق وظائف جديدة. فقامت هذه الشركات بنقل مكاتبها من النصف الخاص بإحدى الولايتين من المدينة الى النصف الثاني، مستحصلة "الحوافز الاقتصادية". ثم تقوم بإعادتهم الى مكاتبهم الأولى، لتجني حوافز جديدة! وتبين انه خلال عامين تم نقل 6652 وظيفة من الجزء التابع الى ولاية ميزوري الى الجزء التابع الى كانساس، في نفس الوقت الذي تم فيه نقل 5526 وظيفة بالاتجاه المعاكس. هذه الحركة كلفت مدينة كانساس سيتي 330 مليون دولار ودون ان تكون هناك اية وظائف جديدة!

واليوم هناك مشروع "حوافز اقتصادية" باسم "ستارت اب نيويورك" قدم للشركات اعفاء ضريبي تام لمدة عشرة سنوات شمل ضرائب الشركة والملكية والأعمال وحتى الدخل. ما هو المطلوب من الشركات بالمقابل؟ أن تقدم وظيفة جديدة واحدة في السنة! وتفكر نيويورك بخفض ذلك المطلب الى وظيفة كل خمس سنوات!!

هذا يتم ضمن دولة واحدة يفترض انها تستطيع ان تسيطر على سياسة ولاياتها وتحد من ابتزاز راس المال لها، أو ان تتعاون تلك الولايات من اجل ذلك. لكننا نرى العكس تماما، فكيف بالاستثمار حين يبتز بلداناً مختلفة لا تستطيع التنسيق فيما بينها للدفاع عن نفسها؟ وإذا كان هذا حال "الاستثمار" في الولايات المتحدة التي يسمونها "دولة مؤسسات"، وحيث يكون لهيئة الضرائب الحكومية سلطة هائلة، فكيف يكون الأمر في بلدان العالم الثالث حيث يسيطر الفساد والرشاوى وتنعدم الحسابات والمحاسبات ولا توجد أية مؤسسات للمتابعة؟
إذن إن كان لهذا "الاستثمار" فائدة ما يوماً، فأنه تمكن بتزايد سلطته وقدرته على ابتزاز الحكومات التي يتعامل معها، من أن يتحول الى لص يمتهن سرقة المواطنين وثرواتهم، وبدون أي مقابل، حتى إن اعطي اسماً جميلا لتغطية حقيقته، كما هو حال معظم التعابير الرأسمالية. هذا هو "الاستثمار" الذي تحاول أميركا فرضه على البلدان التي تقع تحت سلطتها أو سلطة عملائها، من خلال دفعهم مباشرة إلى الخصخصة وانتهاج اقتصاد حرية السوق مباشرة، أو من خلال اجبار البلاد عليها بدفعها لتوقيع قروض مع المؤسسات المالية التي تسيطر عليها كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
قلنا في البداية ان الخصخصة ليست سوى نوع من الاستثمار، والحقيقة انها أسوأ انواعه طراً، فليس هناك شيء جديد يتم بناءه من هذا "الاستثمار"، وليس هناك وظائف جديدة تطمح الحكومة لها كما في امثلة الولايات المتحدة اعلاه، والتي باءت بالفشل الذريع ايضا. الخصخصة نوع من الاستثمار يتم فيه فقط، بيع مصالح الشعب إلى بعض الأثرياء. ولو كانت الحكومة نظيفة تماما لربما كان البيع سيجري بشكل معقول فيقتصر ضرر الخصخصة على تسليم مصالح الناس بأيد ليس لهم سلطة عليها. أما حين تكون الحكومة غارقة في الفساد، فلا يحتاج الأمر إلى الكثير من التفكير لنفهم أن اية عملية بيع ستكون عملية فساد من الحجم الكبير.
تحياتنا لأبناء الجنوب وهم يسقطون محاولة اللصوص سلبهم المزيد من ثرواتهم وفرص حياتهم، ونأمل أن تشارك المحافظات الأخرى وان تكون انطلاقة رفض لكل انواع الخصخصة مستقبلا، فالخصخصة لصوصية مشرعنة ليس إلا

Economic Development: Last Week Tonight with John Oliver (HBO)


الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

اصدارات جديدة-قراءات نقدية في الشعر الحلي -محمد جودة العميدي



عن دار الصواف للطباعة والنشر صدر كتاب نقدي للاديب محمد جودة العميدي بعنوان قراءات نقدية في الشعر الحلي تناول فيه المؤلف التجارب الشعرية لادباء الحلة بشقيها العمودي والحر  انها التفاتة نقدية جديرة بالمتابعة

مفاجأة مذهلة في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر – الشباب الأمريكي يفضل الاشتراكية!!-صائب خليل

مفاجأة مذهلة في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر – الشباب الأمريكي يفضل الاشتراكية!!
صائب خليل
12 ت2 2017
لقد ادهشتني نتيجة هذا الاستفتاء وكانت مميزة من بين كل "الصدمات" السعيدة التي تمر بين الحين والآخر، مخترقة غابة الخيبات والألم. إنه خبر كبير المعنى ومحمل بالأمل والرجاء للإنسان من هذا الوحش الرأسمالي الموغل في خنقه وابتزازه. وهو خبر يكشف كم نحن واهمون وكم هو حجم تأثير الإعلام في تحديده صورة العالم في عقولنا بالطريقة التي يشاء حين اقنعنا بأن الامريكان بشكل عام يصبحون مجانين عندما يتم الحديث عن الاشتراكية!
الخبر يقول إن "أغلبية" من الشباب الأمريكان الذين ولدوا بعد عام 1980 (بين 16 إلى 28 سنة) ويمثل هؤلاء أكبر الأجيال الأمريكية قاطبة، يفضلون الحياة في اقتصاد اشتراكي على الرأسمالي، بل ان نسبة منهم تفضل النظام الشيوعي! ولم يقم بهذا الإحصاء مركز إحصاء يساري، بل قدم هذه المعلومات مركز تابع لمؤسسة معادية للشيوعية هي "مؤسسة ذكرى ضحايا الشيوعية"، التي استندت إلى بيانات إحصائية قدمتها شركة "يوكوف" (YouGov). واستنادا إلى ذلك تبين ان أغلب الامريكان إن كان لهم الخيار لا يفضلون الانتقال إلى دولة اشتراكية على البلدان الرأسمالية لكنهم يفضلون لو كانوا يعيشون ضمن امة تطبق الاشتراكية.
والأكثر دهشة أن 7% فضلوا النظام الشيوعي ذاته!! وهو ما يجعل مجموع مفضلي الاشتراكية (44%) والشيوعية (7%) على الرأسمالية أكثر من نصف الشباب (51%) مقابل 42% للرأسمالية! ويؤكد هذه النتيجة أن 53% من "شباب الألفية" هؤلاء يرون ان الاقتصاد الأمريكي يعمل بالضد منهم" (1)
لقد تواترت الانباء خلال السنوات الماضية عن خيبة أمل شعوب أوروبا الشرقية بالرأسمالية ورغبة الكثير منهم بالعودة الى الاشتراكية، وهو ما تم منعه بتنظيم شيطاني اسمه "الثورات الملونة"، كذلك عرفنا العديد من الثورات الاشتراكية في اميركا الجنوبية والتي قمع بعضها أو قتل قادتها مثل شافيز بالسرطان، وكذلك الأمر في آسيا وأفريقيا، لكن من كان يتخيل ان نسبة من يريد الاشتراكية والشيوعية من شباب اميركا تزيد بشكل واضح عمن يريد الرأسمالية؟

الحقيقة ان ذلك الاستبيان لم يكن الوحيد الذي توصل الى تلك النتائج، لكننا لسبب او لآخر لم نطلع على تلك الحقيقة إلا الآن. ومن المحتمل ان لذلك علاقة بتحديد انتشار الاخبار "غير المناسبة" في الاعلام الغربي. فقد قام "المعهد الأمريكي للثقافة والإيمان" (The American Culture and Faith Institute) باستبيان لمن هم فوق الـ 18 حصل فيه على نتائج مقاربة. (2)

وكان معهد "كالوب" اقام استبيانا عام 2016 اكتشف من خلاله ان نسبة “مخيفة” تبلغ 55% من الامريكان تحت عمر الـ 30 عاماً يحتفظون بفكرة إيجابية عن الاشتراكية. كما بينت دراسة أخرى في جامعة هارفرد نشرتها الواشنطن بوست، بأن 51% من الامريكان البالغين تحت الثلاثين من العمر، "لا يدعمون الرأسمالية".(3)

وعن ذات الاستبيان كتب آخر ان الأمر "مقلق" حيث "يبدو ان الغالبية من الجيل الأكبر من الامريكان يفضل العيش في مجتمع اشتراكي او شيوعي على العيش في النظام الحر والدفاع عن حقوق الذين يعيشون تحت الأنظمة الدكتاتورية" مضيفاً "الشيوعية لا تعود.. لأنها لم تغادرنا ابداً. لقد نسيناها فقط. والآن وهي تطل برأسها القبيح مرة أخرى، بوضوح وبلا خجل، فيبدو إننا لن كون جاهزين لمواجهتها في هذا القرن كما فعلنا في القرن الماضي" (4)

ردود الفعل للكيانات السياسية التقليدية في اميركا مصاب بالقلق وتحمل عباراته التحريض والتهديد. فوصف "المعهد الأمريكي للثقافة والإيمان" هذا الأمر بأنه يمثل "تناقضاً كبيراً مع قيم الأمة الأساسية". ووصف موقع آخر هذه النتائج بأنها "زلزال ارضي في الرؤية السياسية"! (1) بل ذهب هؤلاء إلى نوع من التهديد: "هذا يتجه بنا إلى حرب أهلية".   
ويضيف المحامي ديفيد نعمو، ومدير تنفيذي لـ "جمعية القانونيين المسيحيين": "كيف وصلنا الى هذا الحال؟" يتساءل كاتب المقال ليصل إلى استنتاج مثير للاهتمام: "من الواضح اين ينمو مثل هذا الفكر وينتشر: في الكليات والجامعات! ايديولوجيات ذوي الشهادات العليا والمعلمين قد برهنت انها اقوى من الحقائق" مؤكداً "إنها أيديولوجية خطرة"
أي بعبارة أخرى، أن هذا الاتجاه ينمو بين أكثر طبقات الشعب الأمريكي ثقافة وعلماً! وهم الأقدر بلا شك على "تمييز الحقائق" من الأيديولوجيات. لكن القلق والغضب يعميان اصحابهما عن رؤية ذلك، فهم يقولون: "ان مجرد تخيل اميركا تصبح اشتراكية شيء مقزز وغريب على أولئك الذين حاربوا والذين ما زالوا يحاربون من اجل حرية السوق والقيم التراثية والمثل الرأسمالية. لم يعد باستطاعة المحافظين وذوي التوجه التراثي من الامريكان ان يفترضوا مسبقا ان جيرانهم يؤمنون بنفس ما يؤمنون به هم.... لقد تغير البلد"
وتعود لهجة التحريض على اتخاذ الإجراءات بقوة: "علينا ان نلعب اللعبة بشكليها: القصير المدى والبعيد المدى... على من يحبون هذه الأمة وقيمها العليا وتجربتها في الحرية، ان يواجهوا الأكاديميين والإعلاميين، وإلا فسوف لن يجدوا تلك "الامة الموحدة تحت الله" بعد الآن."

وأوضح موقع آخر: "نحتاج إلى القادة القادرين على ان ينهضوا ليعلنوا بفخر بأن رأسمالية السوق الحر تعمل بامتياز!"
ويشرح الموقع سبب تلك النتائج ويفسر شعبية برني ساندرز واليزابيث وارن بين الامريكيين، بأن هؤلاء تم تلقينهم "بأننا نتبع "نظام السوق الحر" في اميركا الحالية، بينما الحقيقة هي اننا لا نفعل ذلك ابدا. ومع تدهور الاقتصاد خاب امل الملايين بهذا النظام. فالأجور مجمدة او في انخفاض، تكاليف التأمين الصحي والعناية بالطفل والتدريس تستمر بالارتفاع بتسارع. الوظائف الثابتة تتحول الى عقود مؤقتة والمساعدات تنخفض. وظائف الطبقة الوسطى تتحول إلى اعمال خدمة منخفضة الأجور. ان مستوى الحياة التي عاشها اباء هؤلاء ورفاههم لم يعد ممكنا. خريجي الكليات مثقلين بديون الدراسة، ويعملون بالحد الأدنى للأجور، او يجاهدون في اعمال تدريب غير مدفوعة الأجر. والوظائف الممتازة تتجمع في المدن، حيث تضاعف ايجار المساكن ثلاث او أربعة مرات خل عقد من الزمن، فلا تستطيع أن تنتقل منها ولا تستطيع ان تبقى، فخارجها تتكاثر المراكز التجارية المتروكة والمصانع المقفلة. سنوات طويلة من تجربة نظام التعليم العام الفاشل اقنعت اعدادا كبيرة من الشباب بأن الحل لمشكلتنا الاقتصادية هو بالانتقال الى الاشتراكية. لكن ما نحتاجه هو ان نعيد اكتشاف الأسس التي جعلت اقتصادنا عظيما، لكن المشكلة هي ندرة القادة المستعدين للدفاع عن تلك الأسس." وفي النهاية يؤكد الكاتب وبطريقة تحريضية واضحة ولا تخلو من التهديد: "امتنا في مشكلة عميقة جدا، وهي تزداد سوءاً كل يوم" و "علينا الآن ان ننهض للدفاع عن مستقبل امتنا وإلا فقد نستيقظ لنجد بأن الوطن الذي احببناه كثيرا، قد اختفى الى الأبد"

الإشارة الى فشل التعليم العام في اميركا أساسها ان التعليم الخاص يسحب كل المعلمين الجيدين وان تخصيصات التعليم العام ضعيفة جدا، مما يجعل ميزة كبيرة للأغنياء القلة في فرص النجاح. أما "ندرة القادة المستعدين للدفاع عن تلك الأسس." فلم تأت من الهواء، إنما لأن "تلك الأسس" لم يعد سهلا الدفاع عنها!
الكاتب يعطي بالفعل الأزمات التي تسببت في صحوة المتعلمين لحقيقة النظام الرأسمالي، لكنه يقف على رأسه ويدعي ان السبب في تلك الأزمات ليس الرأسمالية ذاتها و "حرية السوق" بل هو "نقص الرأسمالية"! وهو تخبط مضحك، فتلك الأزمات اقل بكثير في البلدان التي فيها "نقص أكبر بالرأسمالية وحرية السوق" مما في أميركا، مثل الدول الاسكندنافية! لكن تشويه الحقائق وليها ليس مستغرباً من المحللين الرأسماليين. فالرأسمالية خطأ كبير، والطريقة الوحيدة للدفاع عن الخطأ هي الاحتيال على الحقائق، واللجوء الى التحريض والتهديد.

علينا ان ننتبه الى نقطة مهمة، وهي ان هذا الانتصار للاشتراكية قد تحقق رغم كم مهول من التشويه الإعلامي الذي تتعرض له فكيف لو انها حصلت على إعلام محايد؟ إنني افترض ان 80% لن يكون رقما غريباً عليها!
إنها اخبار جميلة، بل رائعة، وانتصار عظيم للعقل على ماكنة الإعلام، يدفع الى التفاؤل، وعلينا ان نتذكرها دائما، فما احوجنا الى كل قطرة تفاؤل. فنهاية هذا النظام الأمريكي وإقامة الاشتراكية مكانه أو على الأقل نظام اقل وحشية في رأسماليته، هو الأمل الوحيد لنا ولكل البشرية، ونرجو ان لا يتأخر ذلك كثيرا وأن يأتي ذلك اليوم قبل خراب المزيد من البلدان وثروات الأرض وبيئتها. إنها نبتة ثورة أكتوبر تورق من جديد بعد مئة عام!

(1) TASS: World - American Millennials prefer socialism to capitalism — poll
(2) Socialism -- Polls Indicates Its Alarming Rise in Public Opinion
(3)Percent Of Americans Now "Prefer Socialism To Capitalism"
(4)Poll: More millennials would prefer to live under socialism than capitalism –