الخميس، 3 ديسمبر 2015

أسئلة وكلمات للتنوير موجَّهة إلى كل شخص منّا.. ما تفاعلك وما إجابتك؟- د. تيسير عبد الجبار الآلوسي

أسئلة وكلمات للتنوير موجَّهة إلى كل شخص منّا.. ما تفاعلك وما إجابتك؟


د. تيسير عبد الجبار الآلوسي
ها أنا ذا أضع من وقتي الضيق والضيق جداً نسبة مهمة للتحدث إلى جمهور الحراك المدني وجمهور التيارات الأخرى جميعا.. ربما بشكل يومي.. جهدي يبقى بتواضعه هامشياً ما لم يجد فعلا جمعيا من الكل يتبنون فكرة التفاعل مع الآخر ويكسرون حواجز التصنيف بين معسكرات وتيارات متقاطعة.. مطلوب انفتاح على الاخر وإيصال الرسالة إليه ألا يتمترس خلف مواقف اتخذها في ضوء معلومات مضللة.. لابد من أن يراجع كل منا قناعاته وينسحب من أطراف سطت عليه واسرته بتضليلها.. وبسبب التحجر والبقاء بفلك التضليل سنتجه لمآسي خطير جديدة وبسبب الانسحاب من المضللين سنتغير ونستطيع التحرر والبدء بالبناء ومسيرة التقدم الاجتماعي.. ها أنا ذا أواصل إيصال نداءاتي لجميع الأطراف
أول طرف، جمهور الحراك المدني للبحث عن تفعيل أدوار كل عضو فيه ولربما من أجل كسر حالات الإحباط التي قد تظهر عند بعضنا وللتوجه إلى طلب الرؤى والنصائح التي يرونها لمزيد فاعلية ولتعزيز المنجز…
ثاني طرف، التيارات الأخرى لأنّ من بين أوساطه، نسبة مهمة ممن نعتقد بأنهم أصحاب حقوق مستلبة وحريات مصادرة.. ذلك أنهم من الفقراء الذين هم بالأساس جمهورنا إلا أننا نجدهم هناك في تلك التيارات التي باتت تستخدم أساليب التضليل والمخادعة والتستر والتحدث باسم المقدسات ودجل اجتذاب الناس البسطاء باللعب على مشاعرهم وطيبتهم وإيمانهم..
هؤلاء جمهور كبير من الذين وضعوا على اعينهم غشاوة، ونحن نريد تنبيههم على الخدعة، التضليل، العبث وعلى كل ما يجري بهم من طرف مَن يمارس بحقهم قشمرياته ودجله، ممن يقتل المرء منهم بدم بارد ويمشي بجنازته!!
هؤلاء جمهور يجب أنْ نصلهم في أماكن أسْرِهم واحتجازهم حيث يوضعون على قوائم التضحية بهم قرابين لمتع الدجالين المضللين
بعضُهم فتية وصبية وأطفال أيضا، يجري استغلال اندفاعهم وعنفوانهم فيتم ضمهم إلى ميليشيات الجريمة ومافياتها بحجة انتصارهم للحق! ولكن أي حق؟ وأين يكمن الحق في حقيقية الأمر؟ إنها مجرد خدعة أسروا بتضليلها وسطوتها عليهم!
بعضهم من الشيوخ والعجائز .. كما يقول أهلنا ، من أهل الله، بسطاء لا يفكون الخط وليس لهم من متابعة لأمر إلا من خلال الحديث الشفاهي ومن خلال مخادعتهم بقضايا معتقداتهم!
بعضهم مأسور كرهاً وقسراً وهو يعرف ويتحين الفرصة للإفلات من آسريه…
بعضهم ينتظر بسلبيته وإحباطه وانكساره، عسى يأتي من يحرره!
ما ينبغي أنْ نقولَهُ لهم: إنَّهم ليسوا قرابين ونعاجا أو أضاحٍ للمجرمين السوقة، ممن يضللهم ويأسرهم في حضائر الذبح والتضحية بهم بحروب يبررها بالدفاع عن الطائفة أو المذهب أو أئمته!؟ وكل ذلك دجل وتضليل إنه يريدهم خدما عبيدا بل قرابين لمتعه ولجرائمه وصراعاته!!
في جولاتي وما أتبناه من وقت ثمين أؤكد على أنني أطرق  أبوابكم يا من تحيون هناك في ضفة الدجالين وتناصرونهم ضد أنفسكم وتضعون رقابكم تحت نيرهم بل على مذابح المجرمين.. لن يدخل في مصلحتي شيئاً سوى انعتاقكم وتحرركم واستعادة حرياتكم وحقوقكم وأنسنه وجودكم..
في جولاتي أولويتي في الانتصار للسلام الأهلي والتقدم الاجتماعي وتلبية مطالبكم للعيش بمدن تليق بكم لا بحضائر حيوانات يكمن هذا الانتصار بانسحابكم من خدمة سادة المافيات والنهب والسلب وبتخليكم عن طوابير الانتظار التي وضعوكم فيها إعدادا للذبح في مسالخ الطائفية السياسية التي استغلت حبكم للمقدس أو إيمانكم به.. ولكن المقدس يقول لكم أنتم أحرار وقد كرمكم الله بالعقل لتبنوا وتعمّروا لا لتقاتلوا وتكون قرابيه ذبح ونحر عند كائن من كان…
أتجول بين مجموعات التواصل وبريد الاتصال بكم، لأضع بعض رسائلي ونداءاتي ومقترحاتي.. إنها ليست سوى صوت التنوير يضيء عسى يكشف الحقيقة في لحظةٍ ما لأحدهم فيكون سببا لتحريره من أسْره وإخراجه من طابور التضحية به في قرابين احتفالات الطائفيين وحروبهم المصطنعة المفتعلة
فلِمَ تستكينوا لقائمة ذبحكم و\أو نحركم في حروب الطائفية و لا تكونوا صوتا لأنفسكم وتحرركم وحصولكم على حقوقكم وحياة حرة كريمة آمنة!؟
أوليس أجدى لكم أن تمارسوا نضالا سلميا من أجل عيش ببلد هو بيتكم تبنونه بـ طاقاتكم وقدراتكم بدل تضييع حيواتكم على مذابح المافيات والميليشيات التي نهبت كل شيء أمام اعينكم وقدمتكم بالتسلسل للنحر!؟
أيتها السيدات لا تقبعن أكياس نفايات لمن يتاجر بكم لمتعته الجسدية الدنيئة! لا تكنّ مجرد عرائس حبيسات بيت تُغتصبْن فيه يوميا عشرات المرات!!!
أيها السادة لا تكونوا حماة المجرم ينهب ويغتصب ويقتل ثم يصفيكم بوضعكم في مواجهة بعضكم بعضا لمصلحة قطبين لا علاقة تربطهما بدين وبلا مذهب ولا منطق إنساني ولا قيمة فيها أية قيمة أخلاقية..
ايتها السيدات والآنسات وأيها السادة
انتصاركم بأن تنسحبوا من تلك الانقسامات المرضية وقشمريات المخادعة والتضليل.. لا تغيير ولا أمن ولا أمان ولا سلما أهليا من دون انسحابكم من ميليشيات الاحتراب
ماذا تنتظرون!؟
حفنة دنانير لا تساوي خرقة تمنع عنكم برداً زمهريراً؟ أم  كسرة خبز يتصدقون عليكم بها بديلا عن مرتباتكم المنهوبة لتوضع في خزائنهم وأسيادهم؟؟
ألم تروا كيف أخرجوا كل العملة لبنوك الخارج عندما لاحظوا مشاركتكم في الاحتجاجات السلمية؟؟
ماذا لو ثبتم في ميادين التظاهر السلمي؟
تكنسوا تلك الزبالة التي  تم تلميعها بدمائكم وبأموالكم فيما تركوا طوفان المدن بمياه الصرف الصحي لكم.. فيما تركوكم بلا مرتبات .. فيما تركوكم منهوبين مسروقين.. فيما تركوكم في طوابير لكل جريمة من جرائمهم.. فيما تركوكم لمآربهم ونزواتهم فلماذا القبول بالانتماء لأحزابهم وقادتهم يرتدون أزياء الدجل علنا وهم عراة في فضائحهم خلف أستار التخفي والتقية الكاذبة..
هيا انتفضوا على أنفسكم وتبعيتكم وخنوعكم وتحرروا فليس ياسركم بائس جاهل دجال وانقلوا رسالتي من أول من يفيق منكم إلى آخر مأسور عند مافيات العهر وميليشيات التضليل..
انزعوا عن الغشاوة عن أعينكم فالدين والمذهب والأئمة لا علاقة لهم بمن يقودكم لحتوفكم ولخسرانكم وإذلالكم
ـما أنتم جمهور الحراك المدني فاتجهوا إلى الأسرى في التيارات الأخرى وحرروهم  بالوعي والتنوير وهناك واجبكم الفعلي الحقيقي وليس التحدث لأنفسكم أو التكاسل وترداد اذهب أنت وربك كل منا له مكان ودور فاعل مؤثر ومن مجموع أفعالنا ننتصر للناس وتحررهم


لوحات مزورة



الأخوة الفنانين ومحبي الفن العراقيين الأعزاء

د.إحسان فتحي

     تحياتي.  استمرارا لنهجي بكشف كل عمل فني مزور أراه، أرفق لكم اليوم 6 لوحات مزورة لكل من حافظ ألدروبي، عطا صبري، كاظم حيدر، عيسى حنا،، وإسماعيل الشيخلي. طبعا هي أعمال بائسة ولكن عملية التزوير متواصلة ويجب الحذر الشديد قبل الشراء ودون التوثيق. تجدون التواقيع المزورة على كل لوحة
 






الأحد، 29 نوفمبر 2015

7 مواقف- عادل كامل

7 مواقف


عادل كامل


[1] نزهة
ـ انه لا يخشى أن يؤذيه البرد، ويمرض، ويموت، فتراه يتنزه وحيدا ً بمحاذاة النهر، في هذا الشتاء القارص..
ـ ربما يكون فقد عقله!
سمع همساتهم، فاقترب منهم وقال بهدوء:
ـ أنا لم افقد عقلي، لأنني ـ في الأصل ـ فقدته منذ زمن بعيد...، أما أن تخافوا علي ّ من البرد، فكان الحري بكم أن تخافوا على البرد مني!


[2] لغز
  قبل أن يتوارى في الغابة، سمع الغراب يقول للبوم:
ـ انه صار يعمل مع الضباع...، هذا الجحش!
  رفع رأسه، وقال للغراب:
ـ قل للبوم، إن الضباع هي التي صارت تعمل معي!


[3] عقم
    بعد سنوات طويلة من الصيام، مكتفيا ً بالعشب، الماء، الهواء، واستنشاق رائحة جذور الأشجار...، شاهدوه يبحث عن شيء ما في الغابة...، فسمعهم يتهامسون:
ـ لم يصبر... لم يصمد ... ولم يتحمل ..
   اقترب منهم وخاطبهم هامسا ً:
ـ مع إنني كنت أشارك الجميع الجوع، خلال صيامي، إلا أن أحدا ً من المتخمين لم يلتفت لي...، فسألت نفسي: فهل سيلفت صيامي ـ حد الموت ـ  ضمائرهم...؟
    آنذاك رجع إلى مغارته، متمتما ً بصوت خفيض:
ـ مع إنها كانت قضية شخصية، بيني وبين نفسي، إلا إنني سأكون اسعد بهائم هذه الأرض، لو مكثت لا الفت إلا انتباه هذا الذي ... صار مثل الأعمى، لا يرى أحدا ً،  لكن الجميع يتهامسون:  يتصور إننا لا نراه!


[4] حمل
 سأله الذئب قبل أن يتم الإجهاز عليه:
ـ أخبرناك أن لا تفكر...، وان لا تتكلم مع نفسك...، وان لا ترفع صوتك، فلماذا فعلت، ولفت نظرنا...؟
رد الحمل بمرح:
ـ كي أشغلكم أن لا تفترسوا أشقائي وأهلي وباقي الأبرياء!
وقال مع نفسه، قبل أن يتوارى في جوف احدهم:
ـ وهل كنت سأنجو لو لم أفكر، وارفه صوتي، ولو لم استغث؟

[5] تحقيق
  سأله المحقق:
ـ هل حقا ً ولدت ولا عمل لديك إلا المكر...؟
أجاب الثعلب بهدوء تام:
ـ أتذكر إنني ولدت طيرا ً فاصطادوني، ثم ولدت فأرا ً فمزقتني مخالب القطط وأنيابها، ثم ولدت حملا ً فأكلتني الذئاب، ومرة أخرى ولدت نملة فلم انج من أقدام الدواب، ثم ذات مرة ولدت سمكة، فمزقت الدببة جسدي...، حتى أخيرا ً، بعد أن شبعت من الموت وارتويت منه، ولدت ثعلبا ً، فلم اقدر أن أتخلى عن المكر، فقلت:لعل ذكائي ينجيني...، وها أنا ـ سيدي القاضي ـ بين يديك...، بانتظار أن تقول كلمة العدل!


[6] كلمة
ـ قل كلمة نافعة وسنعفو عنك...
ـ سأصمت، سأصمت إلى الأبد!
ـ أيها الماكر...، نجوت من عقوبتنا، لكنك ستبقى تكلم نفسك حتى تدرك انك اخترت أشقاها: أن تبقى تسمع صوتك حتى تدرك انك لن تقدر حتى على اختيار الصمت!


[7] خلود
سألت الصخرة سيزيف:
ـ الم تهن، الم ْ تضجر...؟
 ابتسم سيزيف وسألها:
ـ وأنت ِ..؟
أجابت الصخرة:
ـ كنت أقول إن لم تسليني أنت، فانا ساجد آخر يرفعني إلى الأعلى، ثم ـ بعد أن أتدحرج إلى الأسفل ـ يرفعني مرة أخرى...
أجاب بصوت خفيض:
ـ وأنت ِ ستجدين ألف ألف ألف سيزيف...، لكن ما ذنب هؤلاء الذين ولدوا في ارض الرمال...، ينثرونها ثم يعيدون جمعها، فلا هم كفوا وكلوا ووهنوا عن العمل، ولا الرمال كلت، أو أصابها الإعياء!
ضحكت الصخرة:
ـ أما أنا فكنت أفكر في هؤلاء الذين سيولدون وليس لديهم حجارة، أو رمال...، فماذا سيفعلون؟
ضحك سيزيف، ورد:
ـ كم تبدو عقوبتنا سلسة، بل شفافة، إن لم تكن مسلية...، لأننا كنا لا نعرف كيف نمضي الوقت، لو ولدنا في مكان لا صخور فيه ولا رمال...، وماذا كنا فعلنا لو ولدنا في حياة خالية من الزمن...؟
ـ آ ..
تأوهت الصخرة وقالت:
ـ آنذاك تكون البراءة قد حكمت علينا بالخلود!
20/11/2015
Az4445363@gmail.com

مسرحية نجمة أم الذيل (المذنب هالي)-طه سالم

http://www.4shared.com/account/home.jsp#dir=EwCcF *
لتحميل المسرحية انقر على الرابط في الاعلى*
مسرحية
نجمة أم الذيل
(المذنب هالي)

طه سالم

هناك اعتقاد شعبي عندما تظهر ( نجمة أم الذيل ) هي نفس الاسم العالمي ( المذنب هالي ) .......... نذير شؤم .. إذ نعتقد بنزولها
تحمل معها الشياطين ، وهذا بدورها تقتل وتميت كلما هو حي من زرع وضرع وبالأخص الأطفال تصيبهم بأمراض قاتلة ، ولهذا السبب تراهم يضعون حيواناتهم تحت بنايات مسقفة وكذلك تراهم يطلون وجود أطفالهم بأصباغ ذات ألوان غامقة ليدخلوا به شر ما أتت به هذه النجمة ....

                                       طه سالم  

في ذكراه- عبد الستار ناصر .. جهد ابداعي وروح متمردة ... وضياع في متاهات الحياة ...مؤيد داود البصام




في ذكراه


عبد الستار ناصر .. جهد ابداعي وروح متمردة ... وضياع في متاهات الحياة ...
مؤيد داود البصام
مقدمة توضيحية
بغداد مدينة رائعة ، لعلي احبها لانها مني وانا منها ، زرت مدناً كثيرةً ، وعشت وقابلت اشخاصاً اكثر ، لكني احس في بغداد الاشياء تختلف والاشخاص غير الذين قابلت ، مدينة عجيبة كما هي المدن العظيمة ، فيها من التناقضات والتضادات والاشياء الغريبة ما يغجز القلم عن وصفها ، فمهما تحدثت ، ومهما قلت ، فانك ستبقى ضئيلاً امام عظمة هذه المدينة واهلها ، احببت دمشق وشوراعها وعبق ماضيها ، وانتشيت في القاهرة واحتضنت قممها وصعاليكها وتاريخها ، واحسست الدفء والعشق في عمان وروابيها ، إلا ان شخصيتي ووجودي يتكاملان مع نفسي في بغداد ، اشعر بالغربة في كل عواصم العالم ، إلا في بغداد غربتي لها لون آخر ، غربتها عشق ومحبة ، وعبد الستار ناصر واحد من عجائب بغداد وطرقاتها المحفورة بالذاكرة ، كلما امعن في البعد والهرب ، ظهر يلمع ويتلجلج ، وفي زياراتي لمدينة عمان ما بعد احتلال العراق ، حيث ارمي بثقل احزاني في دروبها التي عشقتها ، واحن اليها ، هذه المدينة التي يوازي وشائج التصاقي بها ما في داخلي لبغداد ، منذ ان عاصرتها مدينة لها حدود وازقتها اين ما سرت تحتضنك ، ويشعرك الجالس والسائر من اهلها بالدفيء ، رأيتها اخيراً مترامية الاطراف بلا حدود ، ازقة جامدة خالية والريح والبرد يغزو طرقاتها الجديدة . لكن حميمية اللقاءات في مقهى السنترال ، احد الامكنة التي امتصت شحناتي الكهربائية ايام زمان ، للقاءات نكهة وطعم تعوض عما آالت اليه المدينة الجميلة التي دخلت الحضارة ونست خلفها الاصالة .
في مقهى السنترال التقي عادة الاصدقاء ومنهم صديقي العجيب القاص والروائي عبد الستار ناصر ، وفي كل مرة يخجلني بكرمه ، يسارع لإهدائي آخر إصداراته من الكتب ويرفقها بمجموعة من الكتب والروايات التي صدرت لكتاب اردنيين وعرب ، ويتجشم عناء التوسط لأستحصال خصم مجزي للكتب التي اشتريها من المكتبات في وسط عمان ، ارتبطنا بصداقة متباعدة المكان منذ ستينيات القرن الماضي ، فقد قضيت السنين من نهاية الستينيات لنهاية سبعينيات القرن الماضي في سفر وترحال ، وعندما عاودت الاستقرار في بغداد اواسط الثمانينات ، بدأ غياب عبد الستار يطول ليس كالسابق رحلات قصيرة وعودة ، لتصل الى القطيعة في التسعينيات بعدم العودة ، وفي آخر زيارة لعمان أهداني كتابين ، الاول مجموعة مقالات وآراء (سوق الوراقين) والثاني رواية باسم (على فراش الموز) لا انكر اعجابي الشديد بشهادات عبد الستار ، كنت حريصا على حضور اي جلسة يتناهى الى سمعي او تأتيني دعوة لسماع عبد الستار يلقي بشهادة ، كنت افرغ نفسي حتى في اشد مشاغلي للذهاب ، والاستماع اليه وهو يطربنا بسحر بيانه الذي ينداح وهو هائم بحماس منقطع النظير ، وتسمع نغمات الموسيقى تنبع من الحروف والكلمات وشجى غرناطي ما بعد عهد (الصغير) يلف الكلمات والجمل بغلالة من الحزن المهيب ، هذا هو عبد الستار حينما يلقي بشهادته ، التي ما غبت عن واحدة منها ، وما لا اخفيه ، لم اكن اهتم كثيرا بقراءة قصصه ، فهو في رأيي قصاصاً يتناول موضوعة الجنس من دون ان يوظفه في قضية ، وهو السبب الذي جعلني طيلة هذا الوقت لم اكتب عن اعماله .
   

الجمعة، 20 نوفمبر 2015

7 قصص قصيرة جدا ً-عادل كامل





7 قصص قصيرة جدا ً


عادل كامل


[1] معرفة
ـ ما الذي تريد أن تعرفه...، أيها الشقي؟
ـ أريد أن اعرف... الذي ...، لا اعرفه!
ـ لن تقدر على ذلك...، فأنت لم تخلق لمعرفة الذي لا يمكن معرفته!
فقال بإصرار:
ـ كنت اعرف إنكم تعرفون هذا الذي لا اجهله، ولهذا أنا بصدد سبر أغوار هذا الذي لا يمكن معرفته!
ـ ولكنك لن تعرفه، وستمضي عمرك هباء ً في البحث..
ـ اعرف...، وإلا لكنت ـ معكم ـ احتفل بالموت!
ـ ولكنك ستموت أيضا ً...؟
ـ اعرف ذلك، لكن الفارق بيني وبينكم، أيها السادة، إنكم تمشون خلف حتفكم، بصبر، أما أنا، فقد تركت الموت يتتبع خطاي...، والفارق الآخر، أيها السادة، إنكم تحتفلون بموتكم، أما أنا، فلا أفكر أبدا ً أن أراه يحتفل بموتي!


[2] الثور والغراب
   قال الغراب للثور:
ـ يعتقدون إنني أنا هو من حرض على ارتكاب جريمة القتل...
  اندهش الثور متسائلا ً:
ـ إذا لم تكن أنت المحرض فمن يكون هو إذا ً...؟
   رد الغراب بهدوء:
ـ اذهب واسأل الضحية!
ـ وهل سألته أنت ...؟
ـ أنا علمت القاتل كيف يتستر على فعلته...، لأنني لو كنت سألته السؤال الذي سأله الضحية، لكنت في عداد الموتى!
ـ ماذا تقصد؟
ـ اقصد انك انشغلت بأسئلة لا معنى لها تاركا ً الذئاب تطوقك من الجهات كلها!
ـ وهل كانت لدي ّ فرصة للنجاة؟
ـ لا!
ـ مادام الموت هو نهايتي، فهل ثمة جدوى من الهرب...؟
   هز الغراب رأسه، وقال للثور، الذي طوقته الذئاب من الجهات كلها:
ـ الآن فقط فهمت ما دار بخلد الضحية...
ـ اخبرني، أيها الحكيم، بما دار، وعرفت...، قبل أن ألقى حتفي...؟
ـ  لم تعد لديك فرصة أن تعرف حتى هذا القليل من المعرفة!

[3] مصائر
     بعد أن ابتلع الحوت آلاف الأسماك الصغيرة...، خاطبت سمكة جارتها:
ـ لم يعد البحر باردا ً...، ونحن في طريقنا إلى جوف الحوت!
فقالت الأخرى:
ـ لكن هذا الدفيء لن يدوم طويلا ً، للأسف!
ـ لا تأسفي كثيرا ً، فالموت بسبب البرد، زمنه وجيز أيضا ً!

[4] وصية
    هل لدك ما تود أن تبوح به إلي ّ...؟
ـ  رفع الجد رأسه المثقل بالهموم، قليلا ً:
ـ نعم، يا حفيدي...
  ولم يبح إلا بإشارة، قبل أن يفارق الحياة، فهم منها الحفيد، أن جده أراد أن لا يقول كلمة تربك حياته.

[5] طنين
شاهدت الضفدعة الذباب يطن، مبتهجا ً بتسلم الفيل سلطة الغابة، فخاطبت زميلتها، وهي الأخرى كانت تنق، فرحة، بالمناسبة:
ـ غريب..، انظري إلى الفيل، انه يكاد يصدق..، فالنشوة تكاد تفقده رشده!
فقالت لزميلتها:
ـ هذا هو الأمر الوحيد الذي علينا، يا زميلتي، أن لا ندع الشك يتسلل إليه، ويدنو...!
فصاحت الضفدعة بألم:
ـ  زميلتي، وهل الفيل بحاجة إلى طنين الذباب، أو نقيق الضفادع، أو عواء الكلاب...؟
ردت زميلتها بأسى عميق:
ـ صحيح، الزعيم الجديد لا حاجة لهذا الضجيج، ولكن، اخبرني، ماذا نفعل بأصواتنا، إن كتمناها متنا كمدا ً، وإن أبحنا بها، ربما يسرع الفيل بسحق رؤوسنا،  فدعينا نبتهل، ونحتفل بزعامته، فقد يتركنا نمضي ما تبقى من حياتنا في هذا المستنقع!

[6]  أصل
    سأل القرد جاره:
ـ هل حقا ً إننا لم نكن قردة في أول الزمن ..؟
أجاب الآخر بتردد:
ـ ما أدراني...، فانا، مثلك، أتندر على أهل الأرض، فبعضهم يرجع أصله إلينا، والبعض الآخر يرجع أصلنا إليهم؟!

[7] تطور
سأل الخروف زميله:
ـ من أكثر تطورا ً البشر أم نحن..؟
أجاب بلا تردد:
ـ نحن أكثر تطورا ً، وإلا لكنا انقرضنا منذ زمان بعيد!
13/11/2015

غالب المسعودي - علّوكي