الأربعاء، 27 مايو 2015

مجلة الأدب العربي المعاصر : لوحة العدد الثامن

مجلة الأدب العربي المعاصر : لوحة العدد الثامن: لوحة العدد الثامن  للفنان و الاديب العراقي د غالب المسعودي 

_الفرزدق شاعر الفخر والهجاء-احمد سردار عارف


_الفرزدق
شاعر الفخر والهجاء
احمد سردار عارف

واسمه همام بن غالب بن صعصعة بن دارم بن تميم وكنيته ابو فراس ولد حوالي سنة 19 هجرية ، كان فصيح اللهجة ملماً باللغة عالماً باخبار العرب وايامها وهو احد الشعراء الكبار ومن شيوخ الأدب العربي وقد هبت القصيدة العربية على يديه ونشطت بعد ان انصرف المسلمون الى ما هو ابهى من الشعر في القرآن الكريم وخاصة في زمن الخلفاء الراشدين.
وقد عاش مع جرير والأخطل انهيار العقيدة الدينية في الناس وتعشش قرائحهم في ذلك الصدع العميق الذي احدثه بني امية بين المسلمين بتركهم الشورى وتحويلهم الخلافة الى ملك قيصرية او كسروية ينتقل ارثاً وعصفت في شهواتهم بهرجة العروش فمالوا عن صدق الايمان ان يكون فيهم ورع كعمر بن الخطاب (رض) يصون اعراض المسلمين بروح الاسلام وعدله أو كعلي بن ابي طالب (رض) بعلمه وحكمته.
غلبت على الفرزدق اخلاق البدوي وهي حب الانتصار والغلب والمباهاة كما كان قوي الذاكرة حافظاً من شعر الجاهلية والاسلام الكثير وجمع من اللغة وتاريخ العرب مالم يبارزه فيه احد من اهل زمانه.
حيث كان فخوراً الى حد الغلو في نفسه واباءه كثير التحدث عنهم في شعره فيقول في هذا:
ابي احد الغيثين صعصعةُ الذي متى تخلف الجوزاء والدَ لو يمطر
اجار بناتِ الوائدين ومن يجرِ على الفقر يعلم انه غير مخفرِ
انا ابن الذي رد المنية فضلهُ فما حسب دافعتُ عنه بمعور
كما كان طويل النفس في الهجاء سليط اللسان لا يبالي بمن يهجوا من العامة او اميراً فقد هجا هشام بن عبد الملك والمهلب ابن ابي صفرة وقد هجا كذلك خالد القصري والي هشام على العراق بقصيدة في مطلعها:
الا قطع الرحمن ظهر مطية اتتنا تخطي من دمشق بخالدِ
وكيف يؤم المسلمين وامه تدين بان الله ليس بواحدِ
بنى بيعة فيها الصليب لامه وهدم من كفر منار المساجدِ
اما في المديح فقد كان قصير النفس قليل الابيات فيها فهو يقول في مديح عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشدي الخامس:
أعبد الله انت احق ماشٍ وساعٍ بالجماهير الكبارِ
نمى الفاروق امكَ وابنُ اروى اباك فانت منصدعُ النهارِ
كِلا ابويك عبد الله عالٍ   رفيعُ في المنازل بالحيارِ
هما قمراً السماء وانت بدرٌ به بالليل يدلجُ كلُ سارِ
ان الذي يسمع لشعر الفرزدق يرى ان اللفاظه عبارة عن صخور تتلاطم وحجارة يتساقط بعضها فوق بعض فتصيب لدى السامع الصدى الكبير، ويقر له من احب سماع الادب القديم بانه لا احد يجاريه في الهجاء والفخر. كما عرف عنه بانه رجل المتناقضات فانه قد مدح خلفاء بني امية في الكثير من القصائد اما طمعاً في مال او خوفاً من انتقام بعض ان نال منهم الكثير من التشريد والحبس والنفي.
الا انه كان محباً الى اهل بيت رسول الله ولعلى من اروع قصائده واكثرها شهرة هي في مديح علي بن الحسين (رض) والتي يمكن اعتبارها من اقوى الصرخات المدوية ضد حكام بني امية والتي كان لها وقعاً امضى من السيوف بقيت صداها تصدع في اسماع هشام بن عبد الملك اخر الملوك الاقوياء في الدولة الاموية الى اخر يوم في حياته ولهذه القصيدة قصة وهي: ان الفرزدق قد حج بعدما كبر وقد اتت له سبعون سنة وكان هشام بن عبد الملك قد حج في ذلكالعام في خلافة اخيه الوليد ومعه رؤساء اهل الشام، فجهد ان يستلم الحجر الاسود فلم يقدر من ازدحام الناس، فنصب له منبر فجلس عليه ينظر الى الناس فاقبل علي بن الحسين (رض)، وهو احسن الناس وجهاً، وانظفهم ثوباً، واطيبهم رائحة، فطاف بالبيت. فلما بلغ الى الحجر، تنحى الناس كلهم وخلو الحجر ليتسلمه، تعظيماً وهيبةً واجلالاً له. فغاظ ذلك هشام وبلغ منه. فقال رجل لهشام: من هذا، اصلح الله الامير؟ فقال: لا اعرفه. وكان به عارفاً ولكن خاف ان يرغب فيه اهل الشام. عندها قال الفرزدق، وكان حاضراً لذلك كله : انا اعرفه، فسلني يا شامي. فقال: من؟ فقال:
هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأته والبيت يعرفه والحل والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلمُ
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله بجده انبياء الله قد ختموا
ما قال لا الا في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعمُ
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجمُ
اذا رأته قريش قال قائلها الى مكارم هذا ينتهي الكرمُ
من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجا ومعتصمُ
ان عد اهل التقى كانوا ائمتهم او قيل من خير اهل الارض قيل همُ
المصادر:
- كمال ابو مصلح، الفرزدق، حياته وشعره، المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، بيروت.
- الشيخ احمد الاسكندري، الفرزدق شاعر الفخر والهجاء، المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، بيروت.
مواقع الكترونية متعددة
Ahmad_serdar73@yahoo.com


رواية-عبدالله ثابت يصدر روايته الثانية: "وجه النائم"

رواية
عبدالله ثابت صاحب  يصدر روايته الثانية: "وجه النائم"


صدرت رواية: "وجه النائم" للشاعر والروائي عبدالله ثابت عن دار الساقي ببيروت ، الرواية تحكي عن رجل سعودي في منتصف الأربعينات من عمره، تعرض لمآسي مبكرة في حياته جعلت منه شخصاً مختلاً ومضطرباً في عيون الآخرين. حياته هذه انتهت به إلى عيشه مع ذاته فقط، ناقماً على كل شيء وعلى كل أحد. له نظرته الخاصة للوجود والحياة. يسافر بشكل دائم إلى جبل لبنان حيث سيجد مكاناً هناك صغيراً لأسراره. تقوم بينه وبين فتاة لبنانية علاقة غيبية في عالم الغيب فقط، دون أن تتحقق على أرض الواقع. الرواية تريد أن تقول أن الغيب ليس له قانون لكن له طباع، والكاتب يحاول أن ترصد بتأمل واسع طباع هذا الغيب، عبر هذه المسارات: المنامات التي يراها النائم، والقصاصات التي يجمعها أو يكتبها ذلك الرجل، ثم يودعها في حفرةٍ ببيتٍ في جبل لبنان، وتشاء الصدفة أن تكتشفها الفتاة اللبنانية، فتقرأ كل قصاصاته فتتابعه وتتأثر به وبأسراره وحياته المؤلمة، دون أن يعلم، حتى تقع في حبه غيبياً.
الرجل من ناحيته يعيش بيقين أن امرأة مجهولة في هذا الوجود تناديه وتراقب حياته، ويعيش كل أيامه وهو يخاطبها ويكاتبها، لكنه لم يخطر بباله أن هذه المرأة المجهولة تعيش في الجبل الذي يخبئ في مكان ما منه أسراره، حيث لم يرها ولم يلتق بها.. وكذلك فالبنت اللبنانية تعرف ولا تعرف أنها هي المرأة المجهولة التي يحلم بها ويكاتبها وترى تفاصيل حياته. الاثنان يعيشان أحداث هذا الضباب الرقيق من الغيب والمجهول.
 سبق لثابت من قبل إصدار روايته الشهيرة التي ترجمت للفرنسية بعنوان:" الإرهابي 20" كما أصدر عدة دواوين شعرية، منها: حرام cv و" النوبات" .

مجسمات-عادل كامل











جديد محمد لفتح: "المعركة الأخيرة للكابتن نعمت" - عبد الله كرمون

جديد محمد لفتح: "المعركة الأخيرة للكابتن نعمت"

  عبد الله كرمون


      لن يُصدم الذين اطلعوا على كتابات محمد لفتح السابقة عند فتحهم لروايته المنشورة مؤخرا "المعركة الأخيرة للكابتن نعمت". لا تكتفي المعركة هنا بدلالتها المباشرة لوحدها، بل تمتد إلى حقول رمزية أخرى، سوف نتعرف على بعضها فيما يلي.
 لا بد من التذكير بـأن الكاتب قد رحل عن عالمنا منذ ثلاث سنوات تقريبا، وقد تكون روايته الحالية، إذا أخذنا إحدى المصادر مأخذ الجد، هي آخرها على الإطلاق.
يشير التاريخ الذي وقّعت به الرواية إلى مقتبل سنة 2006، قبيل سنتين من رحيله. إنها ثاني رواياته التي توقع بنفس التاريخ من شهر وسنة، بالإضافة إلى أن مجموعة قصصية أخرى له قد أُرخت بالسنة نفسها؛ وهي الكتاب الرابع له على مستوى التفرد بالتأريخ، إذا أضفنا رواية أخرى نشرت سنة 2009 وتم تأريخ التفرغ من كتابتها بسنة 1997، وذلك من أصل عشرة كتب صدرت له حتى الآن إذا شمل تعدادنا الرواية الحالية.
قد يكون مبالغة مني _أو ربما حقيقا بي_ أن أطالب بوضع مقدمات توضيحية لمثل هذه الأعمال التي تصدر بعد رحيل أصحابها، مثلما أشرت إلى ذلك في السنة الماضية بخصوص كاتبنا ذاته، يتم فيها، على الأقل، إخبار القراء والمهتمين بالحالة التي تواجد عليها النص قبل نشره ؛ هل كانت هناك وصية من طرف الكاتب بشأن مخطوطاته؟ هل صحح النص بنفسه أم اضطلع بذلك شخص آخر (وإن وُجد، فمن يكون)؟ هل وقع الكاتب عقودا كثيرة مع دار لاديفيرونس لسنوات؟ إلى غير ذلك من أسئلة محيرة!

لن أتمادى في النبش على هذا المنوال في ال"لماذا" وفي "الكيف"، وإلا استغرق حديثنا في ذلك استغراقا، وأهملنا الرواية التي هي موضوعنا الحالي.
لعل هذه الرواية هي من أكثر روايات لفتح كلاسيكية. أقصد بهذا أن الكاتب عمد فيها عموما إلى سلطة السرد. بل إنه ضحى من أجل الحكاية بالكثير من العناصر التي كانت تميز كتابته عن غيره من كتاب جلدته المبدعين بالفرنسية. صحيح أن سمو اللغة ما يزال ميزتها، غير أن العارف بسابق كتابات الرجل سوف يفطن سريعا إلى فرق ما بينها.
إذا ما تحدثت عن الصدمة في البدء فلأنني أردت بذلك الإشارة إلى مضمون الرواية. ولمحت إلى أن من تعود على الموضوعات القريبة إلى نفس لفتح، ربما لن تصدمه كثيرا رواية خصصت بكاملها إلى موضوع المثلية!
وقد تأرجح لفتح بشأنها في هذا النص بين تفسيرين متناقضين، في الوقت الذي لم يأبه فيه كثيرا وفي رواياته الأخرى بتبرير حديثه عنها.
أولا: اعتباره لمثلية بطل روايته الكابتن نعمت الطارئة متأتية من حرب 67 التي شارك فيها كطيار عسكري، وأن الهزيمة قد صارت بهذا المعنى فقدانا للرجولة.
ثانيا: إن المثلية التي انزلق إليها نعمت في خريف عمره لوثة سيئة، لم يدرك بنفسه كيف ولماذا انقاد إليها، ومن أين جاءته؟ بغض النظر عن التعليل الذي سمعه من كون عضو البروستات يصير حساسا جدا بعد سن الخمسين ؛ ما يبرر نوعا النزوع إلى تلك الميول!
يتعلق الأمر الثالث بتناقض ضمني يوحي به جانب من النص يمكننا أن نستشفه من انتقاد البطل للمجتمع الذي يعيش فيه، والذي يعادي ويرفض بالبات والمطلق كل انحراف جنسي عن العادة. ويعتبر المفعول به (خوالة بالمصري) جيفة ينأى عنها المرء مسيرة أربعين ألف عام!
ثم أنه أفرد نقدا خاصا لفئة سياسية ودينية بعينها، هي الأصولية التي حولت المجتمع، في نظره، أبعد من شأن المثلية، إلى مدى غامق وحزين، كبحت فيه المباهج والمسرات التي تشكل في الواقع صلب الحياة وأحد أجمل مبررات وجودها.
بهذا المعنى إذن يسهل تلخيص رواية لفتح هذه في سطر واحد، ما لم يكن ممكنا أبدا بشأن رواياته السابقة. إنها بهذا المعنى إذن حكاية المعركة الأخيرة للكابتن نعمت، والتي باءت بالفشل الذريع مثل معاركه أو فقط معركته السابقة.
لا يمكن أن ننكر كون الرواية تشد القارئ إليها شدا، في رغبة ملحة منه في التعرف على مجرياتها. غير أن إحساسا معينا، مبهما بالنسبة لي، قد رافقني خلال قراءتها. ليس فقط لأنها لم تعد تشبه تماما رواياته الأخرى، ولكن ربما لأنها ركزت على موضوع واحد، منقطعة به عن مشاغل العالم الأخرى. بالرغم من أن نقد أفكار الظلام، وإحياء ذكرى أبي نواس هما أمران جميلان، غير أنهما لا يكفيان، في نظري، لتبرير إفراد نص روائي بكامله للحديث عن علاقة مثلية، وفوق ذلك اعتبرتْ، في أكثر من مكان في النص، بأنها لوثة تحتاج إلى علاج!
انسابت حياة الكابتن نعمت في روتينيتها، حتى اليوم الذي اضطر فيه فتيان صغار إلى التردد على مسبح الكبار الذي يرتاده نعمت في حي المعادي، خلال الفترة التي يُصلح فيه المسبح المخصص لهم. تأمل حينها أجسادهم الغضة في نضارتها، واستشعر في نفسه ميلا غريبا إليهم، وتغنيا نفسيا مبهما بمحاسنهم. خلال تلك الليلة رأى في منامه رؤيا إيروسية زكت لديه رغبات دفينة.
انتبه حينها لوجود إسلام تحت إمرته، خادمه النوبي الشاب، الذي استدرجه سريعا لأن يحقق له ما فضحت نظراتُه إلى صبيان المسبح، ومجريات الحلم، كبتَه له.
إن أولى انعكاسات انفضاح أمره تراجيدية. طُرد الغلام من الفيلا، ثم غادر بنفسه البيت والزوجة، وقد باءت كل محاولاته لدرء الصدع بالبطلان. وما نفعت شفاعة شيماء صديقة الزوجة في شيء.
 سوف يعاود نعمت مع الغلام نفسه أمر رغباتهما في شقة حقيرة بحي "الفجالة" الشعبي حيث استقر. تناهت كلمات خطبة الجمعة إليهما من الجامع القريب، في الوقت الذي كان إسلام يعتلي فيه يوما ظهره، وترددت فيها لفظة الجحيم مرات كثيرة!
إن همّ محمد لفتح هنا هو التعرض مرة أخرى لمحرم فظيع من محرمات المجتمع. بل أكثر من ذلك لحالة نفسية فريدة، أشرنا أعلاه إلى خصوصيتها. فإذا كان انبطاح نعمت جنسيا قدام خادمه النوبي أمرا طارئا، فإن إتيان هذا الأخير لسيده من الدبر أمر حدثٌ أيضا. خاصة وأنه اعترف لنعمت بأنها أول مرة بمارس فيها الجنس مع بشر، لأن إسلام قد نكح البهائم سابقا في بلدته النوبية قبل أن يستبيح ظهر العسكري نعمت!
هل شاء لفتح أن يكتب بهذا رواية مصرية صرفة؟ وأن يوفي أرضا أقام فيها لزمن حقها، مثلما فعل مع باريس والبيضاء؟
سبق له أن تعرض لمصر ولحياته فيها، وبشكل خاطف، في قصص قصيرة سالفة، غير أنها هي المرة الأولى التي يفرد لها كتابا بكامله، بل عن بعض حواريه وأحيائه فقط.
إن نص لفتح هذا يبعث، نوعا، على الاستفهام. ما الداعي حقيقة إلى كتابة قصة رجل استشعر جنوح ذاته إلى المثلية السلبية؟ هل في الأمر شيء من سيرة الرجل؟ أم هل انتشى فقط يوما بخيالات تلك المغامرة أو المغامرات دون أن يخوض فيها؟
ندرت مع ذلك تأملات لفتح في هذا النص، خلافا للنصوص الأخرى، حول أمور مختلفة. إذ ظل يحيط حول واقعة واحدة بعينها. فإذا كان نعمت قد جعل من المثلية لوثة سيئة بنفسه، فكيف يبحث لدى الآخرين عن مواثيق قبولها؟
رصف الكاتب في الرواية أسماء مختلفة لابد أنه يعشق جرسها ومعانيها، غير أن خياله لم يجنح في ذلك كعادته. مثل: ميرفت، شيماء، فيحاء وغيرهن.
كتب على لسان الكابتن نعمت ما يلي، موضحا ما تواضع عليه مع إسلام الذي سماه خلال وقت ما باسم قريته كوم أمبو، بالرغم من كون الغلام قد انتفض يوما لما ناداه بهذا الاسم مشيرا له بأنه ليس بلدة كي يناديه بذلك الاسم:
 "أيتها السماء المبهمة، كوني رحيمة، واقبلي اسمينا الجديدين، اسمي حيوانيتنا، اسمينا البريئين، اسمينا المقدسين، إننا كتمساح وصقر، نعيش حبا غريبا ومهولا!"
هكذا إذن تحول نعمت الذي كانت تناديه زوجته ميرفت بالصقر في أولى عهود زواجهما، من صقر إلى تمساح منبطح. لم تكن نزوته عابرة بتاتا. إنها تحول جذري إلى عالم بهيمي، يأخذ فيه اسما حيوانيا.
تبعه الرقيب مرة أخرى إلى مسكنه الجديد، كي يخط تهديداته على خشب الباب. ما اضطر إسلام، على إثرها، إلى أن يغادر، نهائيا، نعمت. ليركن هذا الأخير إلى شجون معركته الأخيرة التي يداريها باليوميات يخطّها، وبسكْر فادح، يؤنس عزلته الفظيعة!
 _____________________


مبدعات عالميات-الأوديسة كما ترويها بينلوبي على جناح مخيلة مارغريت اتوود



مبدعات عالميات


الأوديسة كما ترويها بينلوبي على جناح مخيلة مارغريت اتوود



جاكلين سلام

الشاعرة والروائية الكندية مارغريت أتوود تكتب البينلوبية -نسبة إلى بينلوبي زوجة عوليس- وبعد أكثر من ثلاثة قرون وذلك بنقض وإعادة تركيب أسطورة "الأوديسة" التي ألفها هومر الإغريقي حوالي عام 850 قبل الميلاد، وفق منظورها الفكري وحساسيتها الفنية وذلك ضمن مشروع ثقافي قامت به إحدى دور النشر التي طلبت من بعض الكتّاب اختيار أسطورة ما من تراث الشعوب ونسج نسخة مغايرة-بتصرف- للنسخة الأصلية. " سلسلة أساطير كانونغيت" بدأت مشروعها عام 2005 بتوثيع ثلاثة كتب حققت شهرة واسعة في كندا، امريكا، انكلترا، استراليا ونيوزيلندا. كتاب أتوود الذي حمل عنوان"البينلوبية" كان في عداد هذه السلسلة الشهيرة وتمت ترجمته إلى 28 لغة عالمية من قبل 33 ناشراً حوال العالم. ثم قدمت عروض مسرحية في مدن كندية من صميم هذه الـ"نوفيلا" التي تعيد سرد الأوديسة على لسان بينلوبي وحسب وجهة نظرها المناقضة لما جاء على لسان زوجها عوليس أو أوديسيسوس الذي اختفى بعد حرب طروادة، وبقيت هي في انتظاره تواجه قدرها، نسيجها الشهير، وتتحايل على الخاطبين الكثر الذين تقدموا لطلب يدها لظنهم أن ملكهم قد قضي عليه.
في هذه القصة-الأسطورة المضادة- تحتل بينلوبي المركز وهي "ميتة" تخاطبنا من عالمها السفلي فنرى أوديسيوس كاذباً مخادعاً وما رواه من بطولات لم يكن إلا مبالغات وابتكارات مخيلته. تسرد بلغة امرأة بسيطة من الطبقة الأدنى اجتماعيا وثقافياً. امرأة قد تصادفكم على مصطبة بيت ما في حارة شعبية فقيرة. تبتكر أتوود فصول الرواية مرة على لسان بينلوبي، ومرة على لسان الجوقة المؤلفة من 12 خادمة تعرضن للشنق في النهاية، وتعرضن للاغتصاب وسوء المعاملة أثناء خدمتهن
في القصر الملكي الذي يملكه أوديسيوس، العائد إلى إيثاكا بعد طول تشرد وصراع مع الوحوش والكائنات الخرافية واغواء الفاتنات.
اخترنا هذه المقاطع من بداية القصة حين يطالعنا صوت بينلوبي وهي تستنكر صورتها وما ورد من شائعات بحقها وهي على قيد الحياة. وفي المقطع الثاني تخبرنا عن بعض هذه الفضائح وتقدم النسخة "البنولوبية" عن الحقيقة، وكما تشاء لها مخيلة أتوود الباذخة الآسرة.


فن منحدر


مارغريت أتوود


الآن وأنا ميتة، عرفت كل شيء. هذا ما كنت أتمنى حدوثه، ولكن أغلب أمنياتي فشلت ولم تصبح حقيقة. عرفت فقط بعض الحقائق التي لم أكن أعرفها من قبل. أنه ثمن باهظ جداً ما ندفعه لقاء الفضول، ولا حاجة للقول.
منذ أن متّ، منذ أن حزتُ على هذه الحالة من كوني بلا عظام، بلا شفاه، بلا ثديين، تعلمتُ بعض الأشياء التي لم أكن لأعرفها، كحال شخص ينصت من خلال النافذة أو يفتح رسائل الآخرين. هل تعتقد أنك تحبّ أن تقرأ العقول؟ فكّر ثانية.






هنا في الأسفل، كل شيء يأتي مرفقاً بكيس، كالأكياس التي تستخدم لحفظ الريح، ولكن كلّ من هذه الأكياس يكون ممتلئاً بالكلمات- كلمات أنت قلتها، كلمات سمعتها، كلمات قيلت عنك. بعض الأكياس صغير جدا، وبعضها كبير، كيسي معقول الحجم. رغم أن أغلب الكلمات تتعلق بزوجي الواسع الشهرة. كم جعل مني غبية، يقول بعضهم. لقد كان من اختصاصه أن يستغبي الآخرين. لقد استطاع الفرار من كل شئ، وتلك كانت خاصته الأخرى: الفرار.
كان قابلاً للتصديق دوماً. كثيرون صدّقوا الأحداث كما أوردها هي النسخة الحقيقية، أخذ أو إعطاء بعض القتلة، بعض الحسان المغريات، بعض الأشرار- بعين واحدة. حتى أنا صدّقته من وقت إلى آخر. كنتُ أعرف أّنه مخادع وكاذب. لكنني لم أتوقع أن يمارس خدعه ويجرب أكاذيبه عليّ. ألم أكن مخلصة؟ ألم أنتظر، وأنتظر، وأنتظر، رغم الاغراءات- الرغبة تقريباً- بأن أفعل غير ذلك؟ وما هذا الذي انتهيت إليه بعد أن أخذت النسخة الرسمية مكانها على الواقع؟ أسطورة مفيدة. عصا تضرب بها نساء أخريات. لماذا لا يستطعن أن يكنّ مسؤولات، موضع ثقة، متحملات للعذاب كما كنتُ أنا؟ هذا هو السطر الذي التقطوه. لا تتبعن مثالي، أريد أن أصرخ في آذانكن- نعم، انتنّ. ولكت حين أحاول أن أصرخ، يصبح صوتي كالبومة.
بالطبع كان لدي بعض التوقعات الواهية حول عدم دقته، مكره، حالته الثعلبية، وهذه التي- لا أعرف كيف اسميها؟ عدم التزامه الاخلاقي. لكنني تظاهرتُ بالعماء. أخرست فمي. وإذا حصل وفتحته، ذلك لأغني لمجده. لم أحفر عميقاً. أردت نهاية سعيدة في تلك الأـيام، وأفضل طريقة لتحقيق نهايات سعيدة يكون بإقفال الأبواب الحقيقية والذهاب إلى النوم حين اشتداد العواصف.
ولكن بعد أن انقشعت الأحداث الرئيسية وأصبحت الأشياء أقل أسطورية، توضّح لي كم من الناس كانوا يضحكون عليّ من خلف ظهري- ينعتوني بصفات شتى، يؤلفون نكاتاً عني، بعضها قذرة وأخرى نظيفة. كيف جعلوا مني قصة، أو حكايات، وليست تلك القصص التي أنا أحب أن أسمعها عن نفسي. ماذا بإمكان امرأة أن تفعل حين تسافر الشائعات الفضائحية حول العالم؟ إذا دافعت عن نفسها، ستبدو مذنبة. لذلك انتظرتُ المزيد.
الآن وقد انقطع نفس الآخرين، جاء دوري لأجتهد قليلاً وأحيك-قصة. أدين بها لنفسي. عليّ أن أحضّر نفسي لها...( ص1-4 )
عند هذه النقطة أشعر أنّ عليّ أن أشير إلى النقاط المتعددة من هذه التقولات الفضائحية التي ماتزال تدور منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام.
هذه القصص ليست صحيحة على الإطلاق. كثيرون قالوا ليس هناك دخان بلا نار، ولكن هذا جدل غبي. كلنا سمعنا شائعات تبيّن لاحقاً أنها خالية من الصحة كلياً، وهذا هو حال الشائعات حولي.
الاتهامات التي تتعلق بأحوالي الجنسية. انها افترضت مثلاً بأنني نمتُ مع امفينومس، الأكثر تأدباً بين الذين تقدموا لطلب يدي. الأغاني تقول أنني وجدت حديثه مقبولاً، أو أكثر قبولاً من الآخرين.
صحيح أني فتحت الباب للخطّاب وقدّمت وعود سرية لبعضهم، ولكن كانت هذه مسألة تدبير. من الأشياء الأخرى، أنني استخدمت جرأتي المفترضة لتحصيل بعض الهدايا غير الثمينة منهم- نذر يسير مما يأكلوه وينفقوه سدى- وألفتُ النتباهكم بأن أوديسيسوس كان موافقاً على ذلك.
الرواية الأشد غيظاً هي تلك التي تقول بأنني نمتُ مع الخطابين جميعهم، واحداً بعد الآخر- أنهم أكثر من مائة- ومن ثم ولدتُ الإله العظيم "بان". من بمقدوره أن يصدق هذه الخرافة الشيطانية؟ بعض هذه الأغاني كثير عليها النفس الذي وضع فيها. بعض المعلقين شهدوا-حماتي- أمّ زوجي، التي لم تقل كلمة عن الخطّاب عندما تحدث معها اوديسيوس في جزيرة الموت. صمتها أخذ كدليل. بعضهم قال، لو أنها نوهت إلى الخطابين، في هذه الحال عليها أن تشير إلى خيانتي أيضاً. ربما كان قصدها أن تزرع بذرة مسمومة في بدن أوديسيوس. ولكنكم تعرفون حساسيتها اتجاهي. ربما كان ذلك آخر لمسة حادة نحوي.
أخرين سجلوا حقيقة أنني لم اتخلى عن ولم أعاقب الخادمات الوقحات الأثني عشرة، ولم أقفل عليهن داخل مبني ليشتغلن في طحن الذرة، وإلا لكنت منغمسة بنفسي في هذا العهر. لكنني أوضحت كل ذلك.
الاتهام الأكثر جدية هو أن اوديسيسوس لم يكشف لي عن نفسه عندما اجتمعنا للمرة الأولى. قيل أنه لم يثق، وأراد أن يتأكد من أنني لم أجعل القصر مرتعاً لملذاتي. لكن السبب الحقيقي هو أنه كان يخشى أن أغرق في دموع الفرح وأبتعد عنه. بصورة ممائلة، قد أغلق عليّ مع بقية النسوة في ساحة النساء فيما كان يتخلص من الخطاب وبمساعدة " ايريكلينا" وليس بمساعدتي. ولكنه كان يعرف جيداً- قلبي الرقيق، عادة الغرق في الدموع والسقوط في العتبة. ببساطة لم يشأ أن يعرضني للخطر أو لمشهد لن أوافق عليه. بالتأكيد هذا هو التفسير الصريح لتصرفه.
لو أن زوجي عرف شيئاً عن تلك الشائعات المهينة ونحن على قيد الحياة لمزق بعض الألسنة. ولكن لا فائدة من الحزن على فرص ضائعة. ص 143-
____________________________________________________________

رواية جديدة مجهولة المؤلف حول رئاسة أوباما -

كلاين صاحب «ألوان أساسية» عن كلينتون متهم بكتابتها
رواية جديدة مجهولة المؤلف حول رئاسة أوباما


«بحق السماء، هل يعتقدون ان هذا المنصب الـ... يجعل مني خصيّا»؟ هكذا يفترض أن يكون البطل قد قال علنًا عندما علم ان كاميرات التلفزيون التقطته وهو «يعرّي» شابة يافعة بعينيه. والبطل الذي يشير اليه المؤلف فقط بحرفه الأول O «او» يفترض ان يكون الرئيس باراك اوباما، لأن عنوان الرواية هو O, A Presidential Novel «او.. رواية رئاسية».
على أن مدى الصدقية التي تحملها الرواية الواقعة في 353 صفحة تعتمد على صدقية المؤلف نفسه. لكن هذا غير متاح لأن هويته (أو هويتها) مجهولة حاليًا. وتبعًا لصحيفة «غارديان» البريطانية، فإن نشاط الصالونات السياسية والأدبية في واشنطن هذا الشتاء هو تخمين لهذه الهوية.
من جهته، اكتفى الناطق باسم الدار الناشرة «سايمون آند شوستر» بالقول إن المؤلف «شخص لا يتوجس الرئيس الأميركي خيفة من وجوده في الغرفة نفسها.. شخص يعلم تمامًا ما يدور في عالمه». لكن الناطق أكّد بتصريحه هذا - عن عمد أو غيره - أن بطل الرواية المعني هو أوباما فعلاً.
وتناولت التكهنات أسماء ساسة وروائيين وكوميديين عديدين. لكن التركيز ينصب الآن على جو كلاين، الذي أجبر في العام 1996 على الاعتراف بأنه مؤلف رواية Primary Colors «ألوان أساسية» عن حملة بيل كلينتون الرئاسية الأولى، وهي رواية نشرت من دون اسم مؤلفها.
وثمة اعتقاد واسع النطاق أن كلاين هو ايضًا مؤلف الرواية الجديدة عن اوباما بسبب بعض المتوازيات الواضحة. ومن هذه ان كلا من الروايتين عن حملة انتخابية رئاسية يخوضها البطل (جاك ستانتون في «ألوان أساسية» 1992، وأو في «او.. رواية رئاسية» 2012).
لكن التشابه يتنهي هنا بسب غياب التشابه بين البطلين. فبينما يعكس جاك ستانتون شخصية كلينتون كعاشق للنساء ومتورط في علاقة غير شرعية مع مصففة شعر السيدة الأولى (هيلاري افتراضا)، لا يتجاوز بطل «او» الحدود الا بتلك النظرات التي تريد التهام الشابة اليافعة وتلتقطتها عدسات التلفزيون. وتعاقبه السيدة الأولى (ميشيل افتراضا) بالامتناع عن الحديث اليه في تلك الليلة.
على أن المؤلف لم يصوّر بطله او - أو اوباما المفترض - تحت ضوء سلبي وإن كان قد أوضح انه زائد الحساسية إزاء معاملة وسائل الإعلام له. ومعلوم أن اوباما، الكاتب المقتدر، نشر كل ما يريد المرء معرفته عنه في كتاب سيرة حياته «أحلام من أبي». ولكن في عالم النشر اليوم، حيث يتعين على أي كتاب جديد أن «يصرخ» لكي يُسمع، فإن «او.. رواية رئاسية» يرقى الى مقام «ضربة معلّم» عندما يتعلق الأمر بفن النشر والتسويق.
فقد أرسلت دار «سايمون آند شوستر» رسائل إلكترونية الى عدد كبير من أبرز الكتاب والروائيين والصحافيين والمستشارين السياسيين ومنظمي الحملات الانتخابية.. وكل من يمكن أن يكون محل تكهنات بأنه مؤلف الرواية الأخيرة. وجاء في هذه الرسائل رجاء الى كل من هؤلاء بأن يمتنع عن التعليق في حال وجه اليه السؤال عما إن كان هو المؤلف. والمقصد واضح بالطبع وهو تأجيج لهب التكهنات نفسها بحيث تصبح علفًا تلوكه وسائل الإعلام فيشد الأنظار الى الرواية التي يتوقع أن تصبح بين الكتب الأكثر مبيعًا بين عشية وضحاها.

شعر خيار خاسر-علي محمود خضير

شعر
خيار خاسر
علي محمود خضير


حدّثْتُكَ مرّة:
كلُّ ليلةٍ تصلحُ أنْ تكونَ الأخيرةَ وكلُّ نهارٍ يحملُ بقلبه بذرةَ العدم
أحسبُ أنَّ في رأسي يتجادلُ مَلَكانِ، لا يملاّنِ حساب المرّاتِ التي أدرتُ ظهري فيها لرسائلِ الليلِ والنهار
أحسبُ أَنهما تعبا كثيراً معي فتركاني هائماً في دروبٍ لا تستحي.
أحسبُ أنَّ نهاراتي القادمةَ أقلُّ حظاً.
وأني خسرتُ بياضي بانتظارِ سوادِك.
وأنَّ ذنوبي لا تغفرُها رحمتُك.
حدّثْتُكَ، بعدَها، عن أجنحتي التي لا تخفق؟
عن حقائقَ خذلَتْنا وإشاعاتٍ صادقة
عن ذكرياتٍ تُطلقُ وحوشَها على أيامنا العارية.
أحسبُ أَنكَ مللتَ حديثي لكنكَ تكتم:
مللتَ الحكايا أفرشُها مخافةَ أن تُنسى
وأُطلقُ أنفاسَها لئلا تصدأ
مللتَ السُّبُلَ نبذلُ فيها أعمارَنا المحدَّبة، ولا تَعرِفُنا
مللتَ الصوائح
بلسانها الألثغ وصوتِها الرديء
مللتَ، لكنكَ تكتم.
قلت:
من يعبأُ لأجنحةٍ مسحوقةٍ لا تخفق؟
من يبادل حصىً تغرق بطرقات ملؤُها نشوةٌ مبتورة
من يعاند كلَّ هذه الجماجمِ بأسنانٍ أبديةٍ تضحك
من يضاربُ بأقدارِنا المصقولةِ بعنايةٍ فائقة
من ينادمُ الطمأنينة، يستدرجُها،
متجرعاً وخزَ فظاظتِها ودناءته؟
من يعاقبُ إحباطَنا بشواطئَ لا تمرض؟
حدّثْتُكَ، ذاتَ غَوْر:
لا ملاذ لمن رأى الشمسَ تخفقُ مشنوقةً بحبلِ العاصفة
لا ملاذ لمن أرجأ خَلاَصَهُ برميةِ زهر
لا ملاذ لمن بدَّدَ بأسَهُ في بهتانِ خلوده
لا ملاذ لي وأنا أُعدِّد ملاذاتِهمُ الخاسرة!

قلت:
"إنْ كنتَ خائفاً من المنعطفِ القادم،
فأغمضْ عينيك
وأقبلْ عليه، دونَ اكتراث
هكذا ستغيضُ الريحَ بسخريةٍ بسيطة
وقليلٍ من الشجاعةِ الممكنة".
وقلت أيضاً:
كم ثعباناً في قميصِكَ أيها القدر؟
كم سكيناً خلفَ ظهرك أيها الغد؟
كم قبراً مخبوءاً فيكَ أيها الميت؟
أقوالٌ كثيرةٌ وأحاديث
أحاديثُ ما كانَ لها أن تنتهي
طالما عذبت المَلََكَيْنِ وهما يعدّان رسائل الليلِ والنهارِ التي أدرتُ لها ظهري
تعبِا،
وتركاني هائماً في دروبٍ لا تستحي
فهل سترحلُ أنت أيضاً؟
- ....

الثلاثاء، 26 مايو 2015

غالب المسعودي - مصحةٌ نفسيةٌ للكلاب(قصة سُريالية)

فوز وولكوت بجائزة اليوت -

فوز وولكوت بجائزة اليوت

فاز الشاعر والكاتب المسرحي والأديب الكاريبي ديريك وولكوت الحائز جائزة نوبل للآداب بجائزة تي أس اليوت عن افضل مجموعة شعرية صدرت هذا العام في بريطانيا أو ايرلندا. وفاز وولكوت الذي ارتبط اسمه بقضية تحرش جنسي عام 2009 في مواجهة منافسة حامية من مجموعة شعراء كبار بينهم نظيره في نيل جائزة نوبل ، شيموس هيني ، وبراين ترنر الذي قاتل في العراق وسام ويليتس الذي صدرت مجموعته الشعرية الأولى بعد عشرة اعوام ضاع خلالها في دوامة الادمان على الهروين والشفاء منه.
وقدمت فاليري اليوت ارملة تي أس اليوت الجائزة البالغة 15 الف جنيه استرليني الى وولكوت في احتفال أُقيم في لندن.
وقالت رئيسة هيئة المحكمين الشاعرة آن ستيفنسون ان مجموعة "اللقائق البيضاء" التي فاز عليها وولكوت بالجائزة "مؤثرة شعريا وكاملة الأوصاف تقنيا".  واضافت ان الحكام لم يحتاجوا الى وقت طويل كي يقرروا ان مجموعة وولكوت هي المعيار التي تُقاس به كل المجموعات الأخرى.  "انها ابيات جميلة وشعر جميل".
آخر مرة تناقلت وسائل الاعلام انباء وولكوت كانت في عام 2009 عندما سحب ترشحه لاستاذ الشعر في جامعة اوكسفورد بعدما أرسلت ملفات تتضمن مزاعم بممارسته التحرش الجنسي مع طالبات سابقات الى عدد من الأكاديميين.  وقال وولكوت في حينه ان العملية "انحدرت الى محاولة دنيئة ومنحطة لاغتيال الشخصية".