الخميس، 14 مايو 2015

عالم غريب يستحق الاكتشاف-بقلم أستريد رايمان




عالم غريب يستحق الاكتشاف




    تتيح سالمة صالح في معرضها المقام تحت عنوان "نوافذ" للمشاهد أن يلقي نظرة في عالم المدهش للرسم بالكومبيوتر. عرض بقلم أستريد رايمان

تمارس الكاتبة والمترجمة والرسامة هذا النمط من الرسم والكرافيك منذ عدة سنوات، يجتذبها إليه ما لا ينضب، التنوع، "الحقل الواسع"، وقد عرضت أعمالها أكثر من مرة بنجاح. وسيرة حياة الفنانة هي في مثل تنوع وإثارة أعمالها. فقد ولدت في الموصل /العراق، وهي تعيش وتعمل منذ1978 في ألمانيا. وقد درست القانون في بغداد والصحافة في لايبزك.

وإذا كانت نصوصها هادئة وشعرية تمس القلب وتسري تحت الجلد، فإن رسومها تتكلم بصوت عال، تنادي: أنظر، دع نفسك تسقط، تفاجأ. لا تفرض نفسها قسرا ولكنها تقول الكثير.

تقول الفنانة: "ليس ما أبغيه هو تقليد الطبيعة، فالطبيعة كاملة، وثمة عناصر جميلة تستحق الاكتشاف حتى في الزوايا الأكثر قبحا. إنني أقوم برحلة اكتشاف مع كل لوحة، أحاول أن أجعل غير المرئي مرئيا."

وراء النافذة لقد اكتشف الضيوف الذين حضروا افتتاح المعرض في 9 كانون الثاني/ديسمبر في بيت الجيرة الكائن في شارع آم بيرل ما هو غير مرئي أيضا، وقد بوغتوا وفتنوا بما رأوه. لقد ذكروني بالأطفال الذين ينظرون إلى العالم بانفتاح وبراءة، بحرية وفضول. ذكروني كيف كنت أرى وأنا طفلة الغيوم في السماء واكتشف فيها دائما صورا جديدة.

هكذا هو الحال مع رسوم سالمة صالح - يكتشف المشاهد جديدا مرة بعد أخرى، وكل شخص يكتشف شيئا مختلفا، هذا هو الأمر الرائع. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




الأربعاء، 13 مايو 2015

مجلة الأدب العربي المعاصر : طواميرٌ تتزيّنُ ...../ وغرابٌ رشيدٌ

مجلة الأدب العربي المعاصر : طواميرٌ تتزيّنُ ...../ وغرابٌ رشيدٌ:   كريم عبد الله غريبٌ ميراثكَ تتناهبهُ قيود الطوامير ..../ وعطورُ جِنانكَ محنّطةٌ سياطٌ آثمةٌ تدنّسها .........../ فيمتدُّ ...

مجلة الأدب العربي المعاصر : لوحة العدد للاديب و التشكيلي العراقي د غالب المسع...

مجلة الأدب العربي المعاصر : لوحة العدد للاديب و التشكيلي العراقي د غالب المسع...: لوحة العدد السادس من مجلة الادب العربي المعاصر  للاديب و التشكيلي العراقي د غالب المسعودي

مجسمات -عادل كامل










جامعة دهوك الخاصة والحلم الأمريكي !-د.إحسان فتحي



جامعة دهوك الخاصة والحلم الأمريكي !


د.إحسان فتحي

     قبل أيام لفتت انتباهي بعض الصور التي أظهرت بناية الجامعة الأمريكية الخاصة في مدينة دهوك وهي تحت الإنشاء وعلى وشك الانتهاء. من الواضح إن المصمم المعماري المسؤول عن التصميم (لا اعلم من هو) قد لجأ إلى الطراز الكلاسيكي الإغريقي أو الروماني، أو بشكل أدق، إلى ما عرف في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ بدايات القرن التاسع عشر، بحركة "الإحياء" أو"الريفايفل". وقد شيدت المئات من أهم الأبنية الرسمية بشكل يحاكي تماما المعابد الاغريقية او الرومانية او القوطية، ومن بينها، على سبيل المثال لا الحصر، المتحف البريطاني في لندن، وبناية الكونغرس، والمحكمة العليا في واشنغطن، وجامعات عديدة منها هارفرد ولندن وتارتو في استونيا، وكذلك محطات للقطار منها بنسلفانيا، وكنيسة ماديلين العملاقة والبورصة في باريس، وغيرها الكثير. لكن هذه الحركة انتهت منذ بداية القرن العشرين حيث إزاحتها بقوة الحركة الحديثة واستهجنتها بشدة باعتبارها تيارا سلفيا عقيما لايراعي ابدا التطورات التقنية وتبعات الثورة الصناعية التي غيرت بشكل راديكالي تقنيات البناء وطورت مواد معمارية جديدة تماما. كانت هذه الأبنية عظيمة في زمانها ومكانها لانها عكست تماما القيم الجمالية والتقنيات السائدة آنذاك، لكن استنساخها بعد موتها بمئات او حتى آلاف السنين يشكل عملا عبثيا ورجعيا بكل معنى الكلمة.
 ومن المحتمل أن يكون المعماري قد خضع لتوجيهات محددة من مالكي مشروع  جامعة دهوك الخاصة أجبرته على محاكاة هذا الطراز الغريب جدا عن الارث الثقافي والمعماري بهدف عكس "أمريكية" الجامعة و"عراقتها" الكلاسيكية حسب اعتقادهم! إني لا أتردد بالقول بان الطراز الكلاسيكي التي تم تبنيه في هذه الجامعة هو امر محزن تماما ويعبر عن جهل عميق ولافت للإرث الثقافي العراقي أو الرافدي الذي كان بالإمكان الاستلهام منه بدلا من الإرث الإغريقي الذي اندثر منذ 2000 سنة!  ان طراز هذه الجامعة المضحك يعبر عن شعورواضح بالنقص ويبين للجميع مدى الانحدارالمخزي الذي وصل اليه البعض من معماريينا، عربا وأكرادا، ووو، في تعاملهم المبتذل مع العمارة والبيئة الحضرية باعتبارها منجزا ثقافيا وحضاريا.
 أشير بهذه المناسبة الى 3 تصاميم لجامعات عربية شيدت منذ فترة ليست بعيدة. الاولى هي جامعة الشارقة ( العربية والامريكية) التي صممهما المعماري الفرنسي (جامبرت) عام 1996 مستلهما طرازا اسلاميا كلاسيكيا محدثا ولم يقلد الطرز الكلاسيكية الاوروبية. وانا، بهذه المناسبة، لست متحمسا جدا لما سميته بالطراز الشارقي المعتمد رسميا في هذه الإمارة، ولكنه أفضل بأشواط بعيدة جدا عن مثال دهوك.
 المثال الثاني، وهو برأي احد أهم التصاميم الجامعية المعاصرة في منطقتنا، هو حرم الجامعة الأمريكية في القاهرة الذي صمم عام 2001 من قبل مكتب الياباني ساساكي وبالتعاون مع المعماري المصري عبد الحليم إبراهيم. وقد أبدع المصممون في تصميم حرم جامعي حديث يشكل تجربة متميزة حقا في توظيف الموروث الإسلامي في فن العمارة. أما المثال الثالث فهو بعض أبنية جامعة الأميرة نورا بنت عبد الرحمن للبنات والتي صممها المكتب الاستشاري العملاق (بيركنز+ ول) الذي تأسس في 1935 ويعمل فيه أكثر من 1500 موظف ومهندس! إن تصاميم العديد من أبنيتها الأكاديمية التي يرجع تاريخها إلى 2008 تمثل أيضا تجارب متميزة ومبدعة في توظيف فكرة المشربيات الضوئية العربية والأفنية الداخلية والحدائق الخلابة والبرك المائية والزخارف الإسلامية المؤثرة بصريا، والتي اعتقد بأنه يجب أن تكون أمثلة تدرس يحتذى بها حقا من قبل طلابنا ومعماريينا على السواء، بدلا من الأمثلة المزرية التي نراها الآن في كل مكان من زاخو إلى الفاو كما يقال.
نحن بحاجة إلى ثورة كاملة لإعادة تثقيف أنفسنا بعظمة موروث الحضارة الإسلامية وفنها المذهل الذي تبلور عبر أكثر من ألف سنة من التجارب والمنجزات الجبارة. نحن بحاجة إلى رد الاعتبار لذاتنا والشوق المتواصل لفهم ومعرفة موروثنا.



وداعا وسماء الاغا-1954-2015


مجلة الأدب العربي المعاصر : النقد السياقي وأزمة الثقافة

مجلة الأدب العربي المعاصر : النقد السياقي وأزمة الثقافة: د غالب المسعودي ليس النقد السياقي، في أساسه، سوى تسمية أخرى لما يعرف بـالنقد الجديد في الولايات المتحدة خاصة، أي النقد الشكلاني ...

الأحد، 10 مايو 2015

ابعد من القًسم.. !-عادل كامل



ابعد من القًسم.. !


عادل كامل
هناك حوار قصير جرى ـ أمامي ـ بين قاض ٍ ومشتكى عليه. وقد طلب القاضي من المتهم أن ينفي الاتهام بالقسم! لكن الأخير رفض! وقال للقاضي: إن لم تصدق .. فان القسم ـ بحد ذات ـ إدانة!!
لا اعرف لماذا ذكرني هذا المشهد بأحاديث كثيرة وصاخبة تجري بين الناس، أساسها، بالدرجة الأولى: الشك ـ لكن ليس بالمعنى الذي ذهب إليه الغزالي أو الفيلسوف الفرنسي ديكارت ـ  وإنما بمعنى عدم الثقة!
ففي الأدب أو الفن ـ على سبيل المثال ـ تثار أسئلة حول أهمية المنجزات [ المعرفية ] ـ خاصة أن التقييم والنقد يأتي متأخرا ً إن لم يغب نهائيا ً! ـ ومدى صدقها بما يتضمنه الإبداع من إشكاليات مزدوجة بين المبدع وبين من يتولى منحه الشرعية من جهة.. والعمل بما يتضمنه معالجات غير مناسبة او مغامرة أو مخالفة، من جهة أخرى.
هنا تتشكل صعوبات القناعات وما هو ابعد من الرضا والاستحواذ والهيمنة. فالإبداع  عمل ـ كما في أكثر الآثار حيوية  ورمزية كالدمى الطينية وتماثيل عشتار وجذور الكتابة العراقية ـ لا يتوقف عند قواعد ثابتة أو نهايات لا تقبل الدحض.. وإلا لغدا الوجود بصفته مجموعة آلات ـ لا  غاية له سوى إنتاج زواله: عبر الاستهلاك! مع أن الواقع غير [ الشعري ـ الروحي ـ الجمالي ] ينسحب على المشهد عامة، وهو الذي شكل سمة ما من سمات الحضارات المتعاقبة.
لكن العمل على دحض [الأشياء] أو الروحي المقيد داخلها، لم يحصل بمحض المغامرة أو المصادفة.. فثمة ما بعد المعرفة ذاتها: ما بعد إنتاج الموت!! الذي أعطى دينامية سمحت باختراع المجهول  بالدرجة الأولى! ـ: هذا الإبداع الاستثنائي، يماثل، لغز تكّون بذور  الخلق البكر: إن مادة البذرة، متوفرة، بيد أنها ليست محض معادلات قابلة للإدراك. لكن هل هذا هو [ ما وراء الطبيعة ـ الميتافيزيقا ] أو هو علم الروح..؟ أو ـ: الذهاب وراء عصور الاغتراب والتصادم..؟ لا   تتحد الإجابات بقرارات المنتج ـ التكنوقراطي المعاصر أو القديم ـ ولا بالربح ومكونات لغز الملكية [ السلعة ] بل على العكس: انه قدرة التحرر منها، ومن نظام راسخ وعنيد يجعل إنتاج [الاستهلاك] عقبة قابلة للدحض.  هذا العمل ليس بحاجة إلى شهادة ! أو نفي.. وليس حاجة إلى قاض ٍ [ ناقد ـ أو مؤرخ ] أو شهود: انه ظاهرة تمتلك ديمومتها عبر أكثر المناطق قسوة، وعزلة: لأنها لا تحدث إلا في مساحة بلا حافات! بالرغم من كل قيود شروط حضورها في عالم غير قابل إلا للذهاب بعيدا ً في المجهول!!


الفنان السوداني عمانوئيل جال: رمز لمستقبل السودان-بقلم ماكس أنّاس ترجمة علي مصباح


الفنان السوداني عمانوئيل جال:
رمز لمستقبل السودان


بقلم ماكس أنّاس
ترجمة علي مصباح




لقد تغلب عمانوئيل جال موسيقيا على الصراعات في بلده السودان.



"وقف إطلاق النار" عنوان آخر أسطوانة للفنان السوداني الشاب عمانوئيل جال بالاشتراك مع الموسيقي عبد القادر سالم، نجم موسيقى الرقص والمقاهي في شمال السودان. ماكس أناس يعرفنا بالفنان الشاب الذي قضى طفولته كجندي قي جيش تحرير السودان.

أشهر قليلة فقط مرت على صدور قرص CD بعنوان "Rough Guide to the Music of Sudan"-"دليل عام للموسيقي السودانية". وكما هو معتاد مما تتميز به إنجازات مؤسسة Londoner Labels Musik Network من دقة وإتقان، يسعى هذا القرص أيضا إلى تقديم صورة وافية عن بلاد بأكملها من خلال الموسيقى.

وهو أمر على غاية من الصعوبة بالنسبة للسودان: والأمر لا يتعلق هنا بالتناقض القائم بين التقليدي والحديث فحسب، بل وكذلك بالتناقض الذي يقابل بين الشمال والجنوب، والإسلام والمسيحية، وذلك على طول خط الحدود التي أقامتها الحرب الأهلية في الفترة السابقة.

بعد الاطلاع على محتوى هذا القرص تكون هناك رغبة ملحة في الاستماع إلى المزيد من الموسيقى لواحد من الفنانين الذين يحتويهم. مقطوعة "غوا" للفنان عمانوئيل جال هي بمثابة وعد باسطوانة قادمة.

في البداية يجد المستمع نفسه منشدّا إلى صوت كورس نسائي، ثم يُسمع صوت رجالي في نغمة ناعمة قبل أن يشرع جال في آداء مقاطعه المقفّاة ذات المنحى السردي الطفيف.

مقتصد جدا في استعمال الآلات مع قليل من الإيقاع وبعض المُواءات الآلية الطفيفة ليجد المستمع نفسه في الآخر يباغت بانتهاء المقطوعة على نغمات الأصوات النسوية، وفي داخله رغبة وحيدة: مزيدا من ذلك!

طفولة في الخدمة العسكرية

"غوا" مقطوعة حول السلام : صيحة من أجل السلام، يوضح عمانوئيل جال، شاب في منتصف العشرينات من العمر: "إنها تعني أن الناس يريدون العودة إلى بلادهم، ولم تعد لهم رغبة في أن تظل حياتهم وقفا على المساعدات الأجنبية."

جال أصيل جنوب السودان. لأكثر من عشرين سنة تضطرم نيران حرب أهلية في البلاد؛ حرب انفصالية بين الجنوب ذي الأغلبية المسيحية والشمال المسلم الذي توجد به العاصمة المركزية بالخرطوم.

وقد أرغم جال في طفولته على الالتحاق بفيالق الجنود الأطفال التابعة لجيش تحرير السودان للمشاركة في الحرب.

بعد "غوا" تأتي الآن اسطوانة بكاملها بعنوان ‚Ceasefire’ –"وقف إطلاق النار". لكنها جاءت مختلفة تماما عما كان يمكن أن يمثل متابعة منطقية للمقطوعة الأولى ذات النجاح الكبير. ‚Ceasefire’ عمل مشترك بين عمانوئيل جال والموسيقي الكبير عبد القادر سالم، نجم موسيقى الرقص والمقاهي في شمال السودان، الفنان الذي تنقل كثيرا بين البلدان وقدم عروضا في أشهر القاعات العالمية.

 هذه الإسطوانة تمثل أكثر من قرص موسيقي عادي، بل هي إلماحة سياسية: "أردنا أن نثبت أن عملا مشتركا بين مسيحي ومسلم أمر ممكن، و’Ceasefire’ هي رمز لرؤية؛ رمز لمستقبل السودان."

لجال في هذه الاسطوانة نصيب الأسد، وله مقطوعات أكثر مما لعبد القادر سالم، كما أن حضوره في أغاني سالم أكثر من حضور هذا الأخير في مقطوعاته هو. يستعمل مغني الراب جال المساحة التي تمنحها الموسيقى العربية لسالم كخلفية ينضد فوقها بصفة انتقائية مقتصدة كلمات نصه الذي يتلاءم في الأصل مع موسيقى "البيتس".

وبالمقابل لا تتعدى مداخلات سالم في مقطوعات جال بعض النغمات التصالحية من تخته الجازيّ(Combo) بواسطة الساكسوفون في أغلب الأحيان أو العود. وبالرغم من النوايا السياسية التي تمثل خلفية هذه الاسطوانة فإن هذا العمل المشترك، وذلك هو ما يثير الدهشة، قد نجح في أن يسفر عن اسطوانة ذات مستوى جيد.

في الموسيقى تكمن قوة خاصة

إن الحديث مع عمانوئيل جال يعني دوما التحول بسرعة إلى مجال السياسة: "الموسيقى تتوجه إلى الروح. إن لديها سلطة قوية. فهي تجعل الناس يصارعون، وهي تجعل الناس يتحابّون، وهي التي تحدث التواصل بين الناس."- " الموسيقى قادرة على إتيان أشياء لا تقدر عليها بقية وسائل الإعلام. فكل ما لا يستطيع أن يعبر عن نفسه على أعمدة الصحف، وكل ما لا ينبغي له أن يقال في الراديو، تستطيع الموسيقى أن توصله."- "إن الموسيقى قادرة على تقريب الناس."

إن من سيرى في الجملة الأخيرة مجرد كلام سطحي لا يستطيع أن يدرك ما الذي يمكن أن تعنيه هذه الكلمات في بلاد مدمّرة بالتناحر مثل السودان. يراهن جال على أن الوحدة السياسية بإمكانها أن تتوصل إلى التغلب على الانقسامات العرقية والدينية – تماما مثل ما تقدمه ‚Ceasefire’ كنموذج:

"إنه تحد موجه إلى الحكومة التي عليها أن تبرهن الآن على أنها تريد فعلا القيام بشيء ما لصالح البشر." أما عن موت الزعيم السابق للمتمردين الانفصاليين جون قرنق الذي لقي حتفه أواخر شهر يولية/تموز الماضي في حادث طائرة ، فإن جال يرى في ذلك فرصة يمكن أن تكون إيجابية:

"إن ذلك قد جعل الجنوب يلتف على وحدته من جديد. والزعيم الذي تبِعه يتمتع بشرعية ديمقراطية أفضل."

أصدر جال في كينيا اسطوانة مغايرة تماما، عنوانها "غوا" مثل مقطوعته المنفردة. وقد أثار حركية داخل السوق المحلية المزدهرة للراب. "أردت في الواقع فقط أن أرى إن كان الناس سيحبون موسيقاي... ولم يكن لي أن أتصور أنه سيكون لي مثل هذا النجاح الكبير."

لكن لا بد من تضافر عوامل عدة كيما يحصل نجاح ما. فقصة الطفولة العسكرية لوحدها لا يمكنها أن تصنع نجما فنيا شعبيا لا في إفريقيا ولا في أوروبا.

لكن إذا ما انضافت إلى القصة أغنية مثل "غوا"، ورافق ذلك مشروع موسيقي سياسي مثير للجدل مثل ‚Ceasefire’ فإن الأشياء ستأخذ عندها منحى أكثر ديناميكية. إما عما إذا كان السودان سيتخذ له من مثال جال وعبد القادر نموذجا فذلك ما يظل مسألة مفتوحة للمستقبل.