الأحد، 20 أكتوبر 2013
الآكلون من السُفرة الممدودة-كاظم فنجان الحمامي
الآكلون من السُفرة الممدودة
كاظم فنجان الحمامي
موظفون حكوميون من مختلف الدرجات والمراتب والمناصب والعناوين, وفي مختلف
المواقع والمراكز والواجهات الحكومية, يمارسون الابتزاز المالي على كيف كيفهم,
يسرقون الناس عيني عينك من دون رادع ولا وازع, بذرائع غريبة وتبريرات عجيبة, وحجج
ومسوغات ما أنزل الله بها من سلطان.
فاسدون في كامل صورهم الخَدّاعة, ومظاهرهم المتجلببة بجلباب الورع والتقوى,
استمرءوا مصادرة أموال الناس بعناوين هلامية مائعة, تارة تحت عنوان (الإكراميات),
وتارة تحت عنوان (الهدايا), و(العطايا), و(المُنَح), حتى جاء اليوم الذي دخل علينا
اصطلاح (السُفرة الممدودة), وهو اصطلاح مطاطي يوحي للسامع أنه أمام وليمة عامرة
بما لذ وطاب, لكنها وليمة مجهولة المالك, مفتوحة للجميع, متاحة لمن يريد أن يعبئ
معدته وجيوبه وحقائبه.
نسألهم لماذا تفرضون الإتاوات المالية المرهقة على الناس, فيقولون لنا:
(أنها سُفرة وممدودة). نقول للصائم منهم والمتدين: كيف استحوذت على أموال غيرك
بهذه الطرق غير المشروعة ؟, فيجيبنا ويده على جيبه: كلا أنها طريقة مشروعة ولا
غبار عليها, لأنها سُفرة وممدودة.
نسمع عن الجهة الفلانية أنها استوفت عمولات كبيرة جداً من المقاول الفلاني,
فيدفعنا الفضول للاستفسار عن المسوغات والمبررات التي سمحت لها باستيفاء تلك
المبالغ الطائلة من المقاولين والمستثمرين, فيأتيك الجواب: أنها سُفرة وممدودة.
ممارسات مرفوضة بحجم لوعة الفقراء والمعدمين, صار فيها الفاسدون والمفسدون
يأكلون بشراهة ما بعدها شراهة من السُفرة الممدودة أمامهم, أحيانا يأكلون منها
بمقادير مقننة, وتسعيرة معلنة, ومواعيد محددة, وأساليب مبوبة, وسياقات مفصلة بحكم
الممارسات الفوضوية اليومية المنتعشة هذه الأيام في ظل الأجواء الفاسدة.
السُفرة: هي مائدة الطعام باللهجة العراقية والمصرية الدارجة, والسُفرة
تعني طعام المسافر, والسَفر طاس: أو (طاسات السفر), وتسمى أيضاً (المطبقية) وهي من
أطباق وأوعية نقل الطعام باللهجة التركية المأخوذة عن العربية, والسُفرَجي: هو
خادم المائدة, أما إذا كانت السُفرة ممدودة فهي في العرف العراقي من الموائد
السخية, الغنية بالمأكولات والمشروبات والمرطبات والفواكه والأطعمة اللذيذة, ولا
تحتاج إلى دعوة رسمية, فهي مباحة للجميع, ومتاحة للصغير والكبير, ولا تستدعي الحرج
ولا التكلف, وتُعد من المكاسب المجانية الشائعة, أما صاحب الوليمة الغائب الحاضر,
فهو هذا المواطن المغلوب على أمره, الذي صار ماله ولحمه ودمه (حلال بلال مثل لحم
الغزال).
لقد كثرت الأحاديث هذه الأيام عن الأموال المسلوبة من مائدة (السُفرة
الممدودة), وكأنها من غنائم الفتوحات ومكاسبها, أو كأنها من اللُقط المتروكة على
قارعة الطريق, أو كأنها من الهبات المتساقطة من جيب المواطن, حتى صارت عبارة (السُفرة
الممدودة) هي المرادف اللغوي لمفردات الفساد الإداري والاجتماعي, وصارت الرشاوى
والعمولات والإكراميات والهدايا والهبات من انضج ثمارها وأشهى مأكولاتها, وربما
يطول بنا الحديث عن مسوغات (السُفرة الممدودة) وتبريراتها المخجلة, التي لا تمت
للمنطق ولا للمصلحة العامة ولا للشرع بأي صلة. ختاماً نقول: نخشى أن يتحول العراق
كله في يوم من الأيام إلى سُفرةٍ ممدودة.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
السبت، 19 أكتوبر 2013
كتاب قوانين الاصول
لدي نسخة طباعة حجرية لكتاب قوانين الاصول لمؤلفه ميرزا ابو القاسم القمي كتابة عبد الرحيم بن محمد تقي تاريخ الاصدار 1290 ه ولدى مراجعتي الكتاب وجدت هناك اختلافات كثيرة لدى المحققين واقدم نسخة محققة تعود الى طبعة هندية بتاريخ 1301ه وهي مختلفة جذريا عن النسخة التي لدي لذا ارجو من الاخوة المحققين ممن لديهم الاهتمام متابعتي على الايميل لما تحمله النسخة التي بحوزتي من قيم تشكيلية وفكرية والصور المرفقة تحكي لكم القصة لوجود هوامش كثيرة لم يتطرق لها المحققون وطريقة كتابة الكتاب تشي بشيء معجز
الاثنين، 14 أكتوبر 2013
أعياد وذبح وطائفية !!!-حامد كعيد الجبوري
إضاءة
أعياد وذبح وطائفية !!!
حامد كعيد الجبوري
لم يعد لأقلامنا أن تندب أكثر
مما ذرفت الدموع حزنا على بلد شُتت بين أحقاد وإضغان وثارات مؤجلة ، الكل جاء
لينتقم من أبناء هذا البلد الجريح ، أحزاب أدلجت
على تأسيس وتكريس طائفية لم تمت في نفوسهم المريضة ، برلماني منتخب يعتلي
منبر خطابته ليتوعد أناسا لا يحملون عقيدته ومذهبه ، سياسي وبرلماني آخر لا خطاب
له إلا استغلال وتجهيل طائفته ليتربع على خزائن البلد مدافعا ومناصرا لمذهبه
ومعتقده زورا وتلذذا بمال حرام ، قبل أيام و من هذا العام 2013 م ، مر الركب المعزي بشهادة الإمام محمد الجواد (
ع ) بمدينة الأعظمية ، وحين وصولها لجسر الأئمة تعالت أصوات منكرة تسب الصحابة
الكرام علانية – لا أريد ذكر الأهزوجة التي كانوا يرددونها لأنها تسئ لرمز إسلامي
كبير - ، وهنا تذكرت ما حدث عام 1966 م ، وربما عام 67 م أبان رئاسة
المرحوم ( عبد الرحمن محمد عارف ) جيء بشباك مزين بالذهب من دولة إيران هدية لضريح الإمام (( العباس ( ع )) ، استقبلت
ذلك الشباك مجاميع كثيرة من المسلمين فرحا بذلك الشباك ، وضع الشباك بسيارة مكشوفة
ولم يكن وجهة السيارة صوب كربلاء المقدسة وكما يفترض ، ولكنها اتجهت الى مدينة الكاظمية متذرعين بتطويف
الشباك على ضريح الإمامين الكاظمين ( ع ) ، ولابد من عبور جسر الأئمة مرورا بمدينة
الأعظمية ، وهناك بدأت تتعالى أصوات مسموعة ( يتلفت عباله نزوره ) ، وهم يقصدون
الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان ( رض )،
ومجاميع أخرى تهزج قائلة ( ماكو ولي إلا علي ، ونريد قائد جعفري ) ، أنهال رجال
الأعظمية وشبابها بالهراوات والطابوق على ( الهازجين ) وسقط الكثير جرحى ، الجارح
والمجروح من المسلمين ، القاتل والمقتول
من المسلمين ، الذباح يقول قبل ذبح أخيه المسلم ( الله أكبر ) ، والمذبوح يردد (
الله أكبر ) ، أي معادلة نشاز هذه ، لو أردنا تسطيح المسألة ونتساءل ، من المستفيد
من الذبح ؟ ، ومن المستفيد من التهجير ؟ ، ومن المستفيد من إشعال الفتنة الطائفية
؟ ، الجواب لا يحتاج لكبير عناء ، المستفيد الأول من خطط لهذه المآسي الإنسانية ،
والمستفيد الثاني من ينفذ لمصلحة المخطط – بكسر الطاء _ ، والخاسر هو هذا الشعب
المبتلى سنة وشيعة وطوائف أخرى ، ربما من خطط لهذه خطط لتلك ، أذكر حديث للمرحوم الوائلي يقول فيها مخاطبا
الكثير (( أتعلمون أن أبا بكر وعمر وعثمان
وعلي ) رض الله عنهم أجمعين )) هم أولاد
عم ، ولنفترض أنهم اختلفوا قبل ( 1450 )
سنة فلماذا لا نتفق نحن بعد هذه السنين ؟ ، سؤال نحيله لأبناء شعبنا ، ولنحكم
ضمائرنا ، ولنبني وطننا المنهوب ، ولنخلصه من يسرق قوت شعبه ، ولنجعل من أيام
طفولة أبناء العراق عيدا يرفلون بأيامه ، وكفانا دما ، ولندحض مخططات اللؤم
والدسيسة بأحذية عقلاء هذا الشعب المذبوح ، للإضاءة .... فقط .
الجمعة، 11 أكتوبر 2013
الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013
زينب الشمري / العراق _ بابل-زوجات يدفعن ضريبة اتكالية ازواج مدللين
زينب الشمري /
العراق _ بابل
كي يوفرن الحماية
والقوت لاسرهن
زوجات يدفعن ضريبة
اتكالية ازواج مدللين
تحقيق/زينب الشمري
ان ادارة اي مؤسسة
يتطلب توزيعا عادلا للادوار ( مهام ومسؤوليات).. هذا الامر ينطبق على مؤسسة الاسرة
التي تحمل بداخلها كيانا يشرف على تنظيم امورها ويخطط ويتخذ القرارت لمصلحة افرادها،
فهذه المؤسسة كي تنمو وتكون نواة حقيقية في بناء المجتمع السامي.. يتحتم عليها توزيع
الادوار بين اطرافها واركانها الاساسية مع مراعاة المرونة لهذا التوزيع، الا انه بدا
يطفوا على السطح نوع من التفرد في الادارة المالية والاقتصادية.. وبدأت تشرخ اذاننا
صيحات الكثير من النسوة اللاتي فرض عليهن ازوجهن ضريبة العيش داخل هذه المؤسسة بان
حملوهن اضافة الى مسؤلياتهن المنزلية المعروفة مسؤولية توفير القوت للعائلة لا لسبب
معقول انما فقط لان الازواج مدللون ولا يرغبون في تحمل اعباء الحياة والاسرة.
حملت حقيبتي وعرجت
بها إلى العديد من النسوة والمختصين لاستطلع اراءهم حول هذه الظاهرة الآخذة بالانتشار
في مجتمعنا العراقي بشكل عام والبابلي بشكل خاص.
فرض عين
يقول السيد ذو
الفقار( مهندس) : اعتقد بما اننا اناس شرقيون عشنا وترعرعنا في بيئة اجتماعية محكومة
بالعادات والتقاليد التي تعطي الرجل سلطة وقيمومية على الحياة الاسرية فاعتقد انه مقابل
تلك الحقوق والسلطة التي يمارسها الرجل فان عليه واجبات تمويل المنزل فليس من المعقول
ان يمارس هو الادارة ويترك للزوجة التمويل، واحب أن أؤكد على مسألة، هي إنني لا ارفض
أن تشارك الزوجة زوجها في تقديم الدعم المالي للاسرة خصوصا اذا كانت ميسورة الحال وباستطاعتها
أن تقدم المساعدة، ولكن باعتقادي ان هذه المشاركة يجب ان تكون طوعية وبالمقدار الذي
تحدده هي، لا ان يكون (فرض عين) عليها بل ان الحياة الاسرية مشاركة اختيارية.
القيمومية للرجل
من جهة اخرى، يقول
الشيخ محمد كاظم الشمري / مركز الامام الصادق"عليه السلام" الثقافي: لا خلاف
في الاسلام حول هذا الموضوع فالشرع المقدس اوكل القيمومية للرجل بان يكون المسؤول عن
الامور المعيشية للاسرة باكملها وحتى لو كانت الزوجة تعمل ولديها راتب فليس من واجبها
ان تصرف على أمور المنزل إلا بإرادتها، فالحياة الزوجية مشاركة وتعاون بين الزوجين
والدليل على ذلك يقول جل جلاله في كتابه العزيز: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [سورة المائدة الآية 2]، وكذلك
الروايات الدينية تؤكد على قضية التعاون والشراكة، فالإمام علي "ع" كان يعمل
ويساعد الزهراء "ع" في أمور البيت، فقضية الاتكالية برمتها تعني اخلاق وتربية
وثقافة، فالرجل الاتكالي يعلم جيدا ما هي الحقوق التي من واجبه توفيرها لزوجته، واعتقد
بان الاتكالية هي سوء تربية من قبل الأهل.
ويؤكد على أن المجتمع
الذي يعيش فيه الرجل له دور كبير في هذه القضية، ومع شديد الاسف فان بعض الرجال يعتبرون
ان المرأة كائن مملوك ومستعبد، ومن المعلوم ان المرأة العراقية كائن مستضعف في المجتمع
واغلب النساء لا يتجرأن على الدفاع عن انفسهن، فلذلك نجد ان اغلبهن يتحملن هذا العبيء
الكبير لاجل ان تستمر حياتها الاسرية.
محبة وألفة
تقول الباحثة الاجتماعية
وسن عباس: الحياة لا تستمر بنجاح إلا باشتراك الزوجين معا ويكون هذا الاشتراك بتعاون
كليهما بشكل ذاتي دون إجبار احدهما للأخر وتقديم المساعدة من قبل الزوجة إلى زوجها
لإعانته على أمور الأسرة والبيت، وخصوصا إذا أكانت المرأة موظفة وباستطاعتها مساعدة
زوجها أو كانت لديها مهنة أخرى كان تكون خياطة أو لديها محل للحلاقة وغيرها من الأمور
الأخرى امر جيد ومحمود ما دام ذلك برضاها، فالحياة الزوجية هي علاقة تعاون ومحبة وألفة
بين الزوجين، وإذا تقاعس احد الأركان الأساسية للأسرة ( الرجل أو المرأة) عن أداء دوره
وواجباته تجاه الأسرة فان النتجة تكون مؤثرة في تكافؤ مؤسسة الأسرة وبناءها.
إجبار لا اختيار
تقول السيدة ام
احلام (43) عاما وهي ام لخمسة اطفال: دام زواجي 20 عاما وزوجي يعمل كاسبا( سائق كيا)
وفي كثير من الاحيان رزقه لا يسد نصف الشهر ، فاضطر ان اعمل في المنازل كي اسد رمق
صغاري.
وتضيف: ان زوجي
لا يحاول ان يغير مهنته او ان يبحث عن فرص اخرى للرزق وكلما كلمته عن ذلك يتهجم علي
بكلمات نابية، متذرعا بان العمل شحيح و الاجور قليلة وهو بذلك يرغمني على ان اتحمل
مسؤولية اطعام واكساء ابنائي، وكم من مرات عديدة نام اطفالي دون عشاء، والغريب في الامر ان زوجي يوبخني ويتجاوز علي بالضرب
اذا لم يجد في المنزل طعاما..
اضطرار
يقول القانوني
محمد العبيدي: ان موضوعة اتكالية الزوج على زوجته من الامور المهمة التي ظهرت في المجتمع،
التي ادت الى زيادة المشاكل العائلية مما تضطر بعض الزوجات الى اللجوء الى التفكير
في كيفية الحصول على المال من اجل استمرار حياتها الزوجية ومتطلباتها، بالاضافة الى
مدى خطورة هذا الامر على العائلة ومصير الاولاد كون ان البعض من هذه الحالات تضطر الزوجة
الى العمل في امور غير اخلاقية من اجل الحصول
على المال لارضاء متطلبات العائلة والزوج غير الانساني.
الامان والطمأنينة
يقول السيد (عمار
محمد) متقاعد: يعتبر الزوج هو الركيزة الأساسية في المنزل والذي تستند عليه أركان الأسرة،
فدوره لا يتوقف على توفير المقومات الحياتية فحسب وإنما يتعدى ذلك بكثير، فهو الضابط
الحقيقي لإيقاع الحياة داخل الأسرة وخارجها، وان خروجه إلى العمل كل صباح يبث الأمان
والطمأنينة في نفوس زوجته وأطفاله ويشعرهم بان هناك شخص يعمل لأجلهم ولمصلحتهم ويبذل
الغالي والنفيس لأجل أن يوفر لهم الحياة الكريمة، فإذا تقاعس الزوج عن العمل وإدارة
أمور حياة أسرته فانه بذلك يكون زوج اتكالي وخصوصا إذا كان يعتمد على زوجته في توفير
الدخل للأسرة.
عدم تحمل المسؤولية
تقول الباحثة الاجتماعية
داليا صباح: اعتقد بان الزوج ألاتكالي نموذج منتشر في كثير من البيوت ولم يعد يحسب
على الحالات الشاذة، ومن الأسباب التي تجعله
بهذه الصورة هو تربيته، فالبعض قد تربى على الدلال وعدم تحمل المسؤولية ولم يتم إعداده
جيدا لأدواره المستقبلية ومنها دوره باعتباره زوجا، وعليه واجبات وله حقوق فيعيش حياته
وهو غير مبالٍ وغير قادر على تحمل المسؤولية وحينما يتزوج يرمي المهام على زوجته التي
تضطر مرغمة على القيام بها في النهاية لأنها تعلم أن لا فائدة من الحديث أو الصراخ
فتتحول من دور الزوجة إلى دور الأب والخادم وهذا يشكل عبئًا إضافيًا عليها، وكثير من
النساء يعشن هذه المعاناة مرغمات فهن لا يردن
الطلاق وحرمان أطفالهن من والدهم وليس أصعب على المرأة من حمل لقب مطلقة في مجتمعات
عربية لا ترحم ولذا تلجأ تلك السيدة الى الصمت والبقاء في ظل رجل تناسى دوره ورمى مهامه
ومسؤولياته على زوجته المسكينة.
مشاركة بين الزوجين
يقول السيد علي
صبحي / موظف: أن الحياة المعاصرة تفرض على الزوجين النظر إلى القضية كمسؤولية مشتركة،
وبالتالي من حق الزوجة المطالبة بحقوقها وتذكير زوجها بواجباته تجاه الأسرة.بالإضافة
إلى أن بعض الأزواج الإتكاليين يرون أن من الضروري أن تكون المسؤولية على عاتق المرأة
كون الرجل لا يرغب في الإنفاق على البيت لأسباب يضعها وأعذار يستند عليها ليتخلص من
المسؤوليات والواجبات التي اوصى بها الدين والشرع ، فالتعاون بين الزوجين أمر ضروري
وذلك حسب الظروف التي تطرأ على الأسرة فإذا كان الزوج مقتدر ويرغب في الإنفاق دون مشاركة
الزوجة فلا اعتراض أما إذا كان الزوج غير مقتدر وزوجته موظفة أو مقتدرة فتكون هنا المشاركة
بين الزوجين اختيارية وليس فرض على الزوجة .
دكتاتورية الفرد ودكتاتوريات الجماعة !!!-حامد كعيد الجبوري
إضاءة
دكتاتورية الفرد ودكتاتوريات الجماعة !!!
حامد كعيد الجبوري
ليس في العمر متسع ، جف القلم ونضبت الفكر ، وتوارت خلف حجب الظلام أحلام شعب بددها العروبيون والإسلاميون والديمقراطيون على حد سواء ، أحلام لوطن يحتضن الأسمر والأبيض ، الصغير والكبير ، الرجال والنساء ، الأديان والأعراق ، لا اعرف ماذا تنبت أرض الرافدين ؟ ، هل أصبح باسق النخيل مشانق لأهلها ؟ ، الورود العراقية تحولت الى جيف تملأ الشوارع ؟ ، الرافدان يجريان دما عبقا من سيول نحور القتلى ؟ ، أليس هناك ( جتف يدخن ) كمقولة حجاج العراق ( صدام ) ، لماذا لم ( يهتز شاربا ) كما كان يقول الصدام الأعوج ؟ ، حديث الساسة الجدد هل هو محض كذب وافتراء وتسويف وضحك على الذقون ؟ ، متى يخرج الساسة من خضرائهم الأمريكية المحمية الى شوارع العراق ليروا بأعينهم حصاد ما زرعوه من خيبة بمناجل إرهابهم القذر ؟ ، هل لا زالوا يعانون سنة وشيعة وطوائف أخرى من أمراض مؤخراتهم التي أرهقت خزينة الدولة بقذارتها ؟ ، ألم يكفهم حجهم كل سنة لبيت الله الحرام ومسهم الحجر الذي أسوّد من سوء صنيعهم ؟ ، أليس هناك رجل حصيف ينقذ الناس والعراق من ( بلاوي ) هؤلاء ؟ ، ألا يوجد ضابط ( سيسي ) واحد يتأبط ثوب وطنيته ليعلن خلاص العراق من قتلته وذابحيه ، أليس من صحوة عراقية وطنية لا كربيع العرب الممول من ( الغتر ) البيضاء ، ألم يرف جفن لأمريكا ولتنظر بعين رأفتها الكاذبة والمزعومة ، وماذا سلطت على العراق وناسه ؟ ، أم هي ما تريده ليبقى العراق يدور بفلكها المأساوي ، حتى يبعث الله حجاجا جديدا ينظر للناس مظالمهم ويردها زورا وبهتانا ، ويرفع لثامه ويضع عمامته ، ليرتجف هولاً من قبحه المجتمعون ، ( بيت بيت زار الشعب ، وما بين بوجهه التعب ) ، ألم نكن نردد لحجاجنا هذه المقولة ونتبعها ( صدامنا صدام كل العرب ) ، ونردف هزجا ( بالروح بالدم نفديك يا صدام ) ، ثم خرجنا بعده نهزج ( بالروح بالدم نفديك .... ) ، هل دماء أبنائنا ودمائنا رخيصة لنقدمها هدية طوعية لكل قاتل ومأجور وعميل نكرة كصدام ومن أعقبه ، عجيب هذا البلد ، وعجيب ناسه ، وعجيب ساسته ، ( 325 ) فردا برلمانيا يضاف له كذا وزير يقف ضد إرادة ( 35 ) مليون عراقي ، سياسي يجلس مع ( الزرقاوي ) وينفذ له ما يطلب ، وسياسي يأتمر بعزته الدورية ، وسياسي يجلس مع عقال عربي ليبيع له وطنه وشعبه ، وسياسي يجلس مع عمة أجنبية يملي عليه شروطه ، وسياسي يجلس مع حاخام لينفذ له إرادته ، وسياسي يجوب الدول دعما عمن يمده بمال ليذبح أبناء جلدته ، وسياسي يسرق مال شعبه ويقدمه هدية لوطن منحه جنسية عوراء ، وزراء الأمن الوطني لا علاقة لهم بمهنية الصنعة والحرفة ، لذلك ينزف أبناء البلد دمائهم نتيجة عدم خبرة من يقف وراء هذه الوزارات ، ضباط جيش وشرطة حصلوا على رتب عالية تسمى ( الدمج ) دون تحصيل علمي وعسكري ، وحتى دراسي ليتبوأ درجة وظيفية أمنية تتحكم بمصير امة عراقية مستباحة ، مؤتمرات وصفقات شرف تستنزف أموال العراق ليصبح صباحه على تفجير ومفخخ وقنابل وسيارات ملغمة ، لقد بلغ السيل الزبى ، وضاقت الصدور بما ملأت من تقيح سياسيٍ مستورد ، وملت الحياة ، ولا مخلص من الموت إلا الموت ، انتظروا أيها العراقيون فالقادم أكثر سوادا من أيامنا هذه ، ومؤامرات الساسة ستزداد أيامنا القادمة ، وانتظروا وشاهدوا كيف سيشرعون القوانين لصالحهم وعلى مقاسهم الخاص ، الموت يحيطكم من كل مكان ، غدا موعدنا ، أليس غد بقريب ، للإضاءة ......... فقط .
دكتاتورية الفرد ودكتاتوريات الجماعة !!!
حامد كعيد الجبوري
ليس في العمر متسع ، جف القلم ونضبت الفكر ، وتوارت خلف حجب الظلام أحلام شعب بددها العروبيون والإسلاميون والديمقراطيون على حد سواء ، أحلام لوطن يحتضن الأسمر والأبيض ، الصغير والكبير ، الرجال والنساء ، الأديان والأعراق ، لا اعرف ماذا تنبت أرض الرافدين ؟ ، هل أصبح باسق النخيل مشانق لأهلها ؟ ، الورود العراقية تحولت الى جيف تملأ الشوارع ؟ ، الرافدان يجريان دما عبقا من سيول نحور القتلى ؟ ، أليس هناك ( جتف يدخن ) كمقولة حجاج العراق ( صدام ) ، لماذا لم ( يهتز شاربا ) كما كان يقول الصدام الأعوج ؟ ، حديث الساسة الجدد هل هو محض كذب وافتراء وتسويف وضحك على الذقون ؟ ، متى يخرج الساسة من خضرائهم الأمريكية المحمية الى شوارع العراق ليروا بأعينهم حصاد ما زرعوه من خيبة بمناجل إرهابهم القذر ؟ ، هل لا زالوا يعانون سنة وشيعة وطوائف أخرى من أمراض مؤخراتهم التي أرهقت خزينة الدولة بقذارتها ؟ ، ألم يكفهم حجهم كل سنة لبيت الله الحرام ومسهم الحجر الذي أسوّد من سوء صنيعهم ؟ ، أليس هناك رجل حصيف ينقذ الناس والعراق من ( بلاوي ) هؤلاء ؟ ، ألا يوجد ضابط ( سيسي ) واحد يتأبط ثوب وطنيته ليعلن خلاص العراق من قتلته وذابحيه ، أليس من صحوة عراقية وطنية لا كربيع العرب الممول من ( الغتر ) البيضاء ، ألم يرف جفن لأمريكا ولتنظر بعين رأفتها الكاذبة والمزعومة ، وماذا سلطت على العراق وناسه ؟ ، أم هي ما تريده ليبقى العراق يدور بفلكها المأساوي ، حتى يبعث الله حجاجا جديدا ينظر للناس مظالمهم ويردها زورا وبهتانا ، ويرفع لثامه ويضع عمامته ، ليرتجف هولاً من قبحه المجتمعون ، ( بيت بيت زار الشعب ، وما بين بوجهه التعب ) ، ألم نكن نردد لحجاجنا هذه المقولة ونتبعها ( صدامنا صدام كل العرب ) ، ونردف هزجا ( بالروح بالدم نفديك يا صدام ) ، ثم خرجنا بعده نهزج ( بالروح بالدم نفديك .... ) ، هل دماء أبنائنا ودمائنا رخيصة لنقدمها هدية طوعية لكل قاتل ومأجور وعميل نكرة كصدام ومن أعقبه ، عجيب هذا البلد ، وعجيب ناسه ، وعجيب ساسته ، ( 325 ) فردا برلمانيا يضاف له كذا وزير يقف ضد إرادة ( 35 ) مليون عراقي ، سياسي يجلس مع ( الزرقاوي ) وينفذ له ما يطلب ، وسياسي يأتمر بعزته الدورية ، وسياسي يجلس مع عقال عربي ليبيع له وطنه وشعبه ، وسياسي يجلس مع عمة أجنبية يملي عليه شروطه ، وسياسي يجلس مع حاخام لينفذ له إرادته ، وسياسي يجوب الدول دعما عمن يمده بمال ليذبح أبناء جلدته ، وسياسي يسرق مال شعبه ويقدمه هدية لوطن منحه جنسية عوراء ، وزراء الأمن الوطني لا علاقة لهم بمهنية الصنعة والحرفة ، لذلك ينزف أبناء البلد دمائهم نتيجة عدم خبرة من يقف وراء هذه الوزارات ، ضباط جيش وشرطة حصلوا على رتب عالية تسمى ( الدمج ) دون تحصيل علمي وعسكري ، وحتى دراسي ليتبوأ درجة وظيفية أمنية تتحكم بمصير امة عراقية مستباحة ، مؤتمرات وصفقات شرف تستنزف أموال العراق ليصبح صباحه على تفجير ومفخخ وقنابل وسيارات ملغمة ، لقد بلغ السيل الزبى ، وضاقت الصدور بما ملأت من تقيح سياسيٍ مستورد ، وملت الحياة ، ولا مخلص من الموت إلا الموت ، انتظروا أيها العراقيون فالقادم أكثر سوادا من أيامنا هذه ، ومؤامرات الساسة ستزداد أيامنا القادمة ، وانتظروا وشاهدوا كيف سيشرعون القوانين لصالحهم وعلى مقاسهم الخاص ، الموت يحيطكم من كل مكان ، غدا موعدنا ، أليس غد بقريب ، للإضاءة ......... فقط .
الاثنين، 7 أكتوبر 2013
التدخل الاقليمي والدولي : الوطن العربي في ذمة المجهول بقلم : د. لبيب قمحاوي -
التدخل الاقليمي والدولي : الوطن العربي في ذمة المجهول
بقلم : د. لبيب قمحاوي
التاريخ:06/10/2013
يُشكّل الوطن العربي المكان المؤهل حالياً لإعادة إطلاق جولات الكر والفر في السياسات الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط المشتتة والواهنة. فعلى المستوى الدولي تعتبر عودة الدور الروسي النشط إلى المنطقة من خلال الأزمة السورية وتداعياتها التطور الأهم والأبعد تأثيراً بعد أن انفردت أمريكا بهذا الدور منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. والدور النشط على المستوى الإقليمي لكل من تركيا وايران هو انعكاس طبيعي للضعف العربي العام وغياب قوة عربية مركزية تعبء الفراغ الذي تركته مصر بعد عبد الناصر أو العراق بعد صدام حسين. في هذا الخصوص قامت كل من تركيا وايران باستغلال الرابطة الأهم مع دول المنطقة ألا وهو الإسلام بتفرعاته المختلفة سواء السنية أم الشيعية. وإذا كان اختلاط الحابل بالنابل يعني شيئاً فإنه يعني في هذه الحالة الفوضى وفقدان القدرة على الاستشراف.
إن خلط الأوراق يختلف اختلافاً جذرياً عن اختلاطها . وخلط الأوراق عادة ما يكون نتيجة جهد مرسوم أو مخطط له، في حين أن اختلاط الأوراق يعبر عن حالة من الفوضى ناتجة عن تداخل الأمور بشكل عشوائي. والوطن العربي يمر الآن بمرحلة من اختلاط الأمور بشكل يقترب من حالة فوضى متفاقمة قد تطيح بالمسلمات وتُدخلها في عالم التيه والمجهول بل واللا معقول إلى الحد الذي لا يجرؤ فيه أحد على التنبوء بالنتائج بشكل علمي ودقيق ضمن تطورات تفتقر إلى المنطق .
الصراع الدائر في المنطقة بين قوى الإصلاح والتغيير من جهة وقوى الحفاظ على الوضع القائم (status quo) من جهة أخرى قد حسم مبدئياً وإن كان بشكل عجيب. قوى الإصلاح والتغيير لم تنتصر ولكن قوى الأمر الواقع لم تنتصر أيضاً وكلاهما لم ينهزم في الوقت نفسه . وهكذا نشاهد تبلور حالة من الفوضى التي انطلقت من أهداف نبيلة وانتهت إلى ما انتهت إليه من كوارث وأزمات تعصف بالمواطنين والأوطان .
في البداية يجب التأكيد على أن أي محاولة لفهم ما جرى ويجري في دول "الربيع العربي" يجب أن تنطلق من عنوان المرحلة وهو "الربيع العربي" . فهذا العنوان البعيد عن الواقع رفع سقف التوقعات لدى الجماهير بشكل زائف وجعل المعظم يتوقع الورود والزهور والمعجزات في مرحلة ما بعد الإطاحة بالنظام القائم في هذا البلد أو ذاك. ولكن الأمور لم تجر بهذه الطريقة . ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الأزمات التي رافقت عمليات التغيير وتبعتها ليس لها أي علاقة بفصل الربيع الجميل. فباستئناء تونس ، فإن الإطاحة بالأنظمة كانت عملية دموية بدرجات متفاوتة وكانت مُغلّفَة بالفوضى وفقدان البوصلة والقدرة على الاستشراف .
سقوط الحكم في مصر بيد الإسلاميين كان هو الحدث الأكبر والذي شمل في آثاره وأبعاده الدائرتين العربية والإقليمية . وانطلاق الثورة في سوريا كان هو الحدث المرادف في أهميته والذي شمل في آثاره وأبعاده الدوائر الثلاث العربية والإقليمية والدولية. كلا الحدثين نقلا عملية التغيير في الدول المعنية من طبيعتها المحلية إلى أبعاد تخرج عن نطاق السيطرة المحلية مما جعلها خاضعة لتأثير تيارات قد تكون متضاربة وتشمل دولاً غير عربية مثل تركيا وايران، ناهيك عن تعقيدات التدخل الدولي في وضع مثل الوضع السوري الذي ارتهن عملياً للبعد الدولي أولاً والإقليمي ثانياً مما جعل من تأثير القوى المحلية على نتائج الصراع تأثيراً هامشياً. وهكذا ابتدأت تفاعلات المشهد الإقليمي والدولي تأخذ الصدارة بشكل علني في تطور الأحداث في المنطقة العربية .
كان لتولي حركة الإخوان المسلمين الحكم في مصر ، ذات الثقل التاريخي والسياسي وهي الدولة المحورية الأهم في العالم العربي، وقع الصاعقة على مجريات الأحداث في المنطقة. وقد فتح هذا التطور الباب على مصراعيه أمام أحلام حركة الإخوان المسلمين خصوصاً والإسلاميين بشكل عام بإعادة تشكيل الدولة المصرية لتصبح جزءاً من دولة الخلافة ومرتكزاً لانطلاقة إسلامية إخوانية تشمل العالم العربي. وفي الوقت نفسه فتح هذا التطور الباب أمام الأحلام التركية بإعادة إحياء نوع ما وشكل ما من الخلافة الإسلامية العثمانية بقيادة تركيا الإسلامية. وابتدأت التفاعلات الإقليمية تفرض سيطرتها على تطور الأحداث وأصبحت اسطنبول الكعبة السياسية للعديد من القوى الإسلامية ، وابتدأ إخوان مصر وإخوان الأردن وإخوان حماس وإخوان سوريا وإخوان تونس بالحجيج السياسي إلى تركيا. وتمددت العضلات السياسية التركية الإقليمية لتتمكن من احتضان هذا الدور الجديد والمسؤوليات الجديدة . وتسارع الصراع بين أخونة الدولة المصرية ومدنيتها. وتجاوز الاستقطاب الناتج عن ذلك كل حدود. ووصلت الدولة المصرية إلى مفترق طرق إما انقلاب إخواني على مدنية الدولة أو انقلاب عسكري للمحافظة على مدنية الدولة. وكان ما كان وانهار العمود الرئيسي في مخطط أسلمة المنطقة بقيادة تركيا وضمن مفهوم عثماني أممي إسلامي. وجاء الرد التركي حاداً ومنسجماً مع موقف الإخوان المسلمين وهاجموا جميعاً ما جرى في مصر بأقصى ما لديهم . في حين ابتدأ العهد الجديد في مصر في محاولة إعادة تركيز دعائم الدولة المصرية المدنية مع اعتبار أن كل ما جرى كان نتيجة حتمية لغياب بديلٍ شعبي للإخوان المسلمين في مصر .
وتقديراً من العهد الجديد في مصر لخطورة وجود فراغ سياسي وتنظيمي على المستوى الشعبي ومنعاً لتكرار تجربة نجاح الإخوان المسلمين في الانتخابات ، واعترافاً بالحاجة إلى قطب جاذب للشعب تم العمل بسرعة وإن كان بشكل ساذج على محاولة إعادة خلق الخيار القومي الناصري والتركيز على أمجاده الوطنية . وبالطبع فإن هذا المسار يتضمن تكريس القيادة الخفية أو المعلنة للقوات المسلحة المصرية كضامن للدولة المدنية مع التركيز في الوقت نفسه على الطبيعة الباطنية والدموية لحركة الاخوان المسلمين وتاريخها في الاغتيال السياسي. ويتم العمل الآن على تجريدها من غطائها الديني ووصايتها المفترضة على الدين من خلال إعادة تكريس القيادة الدينية للأزهر كمرجعية وحيدة في القضايا والفتاوى الدينية .
وكان لكل ما جرى في مصر انعكاساته السلبية بل والمدمرة على الحركات الإسلامية وعلى احتمالية استلامها للسلطة أو بقائها في السلطة في دول عربية أخرى ، وعلى برنامج إعادة إحياء مفهوم الأمة الإسلامية ودولة الخلافة.
وقد ساهم هذا التطور على الساحة المصرية في خلط مزيد من الاوراق وتعقيد الامور على الساحة السورية .
لقد ثار غضب الإسلاميين الذين ابتدأوا يشاهدون عِقْد الأسلمة الذي كاد أن يكتمل قد ابتدأ ينفرط بفعل ضغط ما جرى في مصر. وجرت محاولات حثيثة للتعويض عن تلك الخسارة في مصر بدفع الأمور في سوريا باتجاه إسقاط الأسد لصالح قيام حكم إسلامي سني يُعوض عن الخسارة في مصر . وقد دفع هذا التطور التحالفات الإقليمية باتجاهات متناقضة إلى حد الجنون. ففي الوقت الذي تقف فيه السعودية ودول الخليج على نقيض الموقف التركي تجاه مصر، نشاهد ولأسباب مختلفة تبلور حلف تركي- سعودي- خليجي باتجاه إسقاط الأسد لصالح قوى إسلامية تم تصنيفها بالقوى السنية، مما استدعى رد فعل النظام السوري وايران بإرسال قوات حزب الله اللبناني الشيعي لإسناد النظام السوري والقتال إلى جانبه وتحول الأمر بذلك إلى استقطاب إقليمي ديني سني- شيعي . وخرجت تركيا عن اللباقة الدبلوماسية واتخذت موقفاً حاداً ومعلناً باتجاه العمل على عودة نظام حكم الإخوان في مصر وعلى إسقاط نظام الأسد في سوريا واستعداد تركيا للمساهمة في أي جهد حربي في هذا الاتجاه . وقد أدت هذه الاستقطابات الإقليمية إلى استقطاب دولي مماثل قامت أمريكا والغرب من خلاله بدعم المعسكر السني المضاد للأسد ، في حين قامت روسيا والصين بدعم المعسكر الشيعي الداعم لنظام الأسد. ولكن ترجمة كل هذه الصراعات والسياسات والتناقضات ضمن أطر دينية وتقسيم الشعب الواحد إلى أطيافه الدينية الجزئية قد وضع أرضية جديدة وخطرة لما ستؤول إليه الأمور في الحقبة المقبلة، مما قد يؤشر على بداية إعادة تقسيم دول المنطقة ونقلها من الهوية الوطنية إلى الهوية الدينية كأساس للإنتماء والدولة.
وابتدأت الأمور تسير في اتجاه خطير جداً على مستقبل المنطقة العربية ومصالحها. فتحول أسس الصراعات في المنطقة من أسس سياسية وطنية إلى أسس طائفية دينية من شأنه أن يصب في مصلحة إسرائيل مباشرة ودون أي لُبس. فالنجاح في إعادة تعريف أسس الصراع في المنطقة من سياسي إلى ديني سوف يحول صراع العرب والفسطينيين مع إسرائيل من صراع سياسي وطني إلى صراع ديني ويصبح الصراع بالتالي بين اليهود واليهودية من جهة والمسلمين والإسلام من جهة أخرى ! وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل .
مرة أخرى يطرح السؤال نفسه ، هل نحن بصدد تقييم تجربة "الربيع العربي" بما لها وعليها لاستخلاص الدروس والعبر تمهيداً لربيع عربي ثانٍ، أم أن هذه هي نهاية المطاف وأن ما جرى هو طفرة لا جذور لها ولا مستقبل لها بل هي عبارة عن ترجمة بائسة لأطروحة أكثر بؤساً وهي "الفوضى الخلاقة" ، أم مزيج من الإثنين؟
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)