إضاءة
أعياد وذبح وطائفية !!!
حامد كعيد الجبوري
لم يعد لأقلامنا أن تندب أكثر
مما ذرفت الدموع حزنا على بلد شُتت بين أحقاد وإضغان وثارات مؤجلة ، الكل جاء
لينتقم من أبناء هذا البلد الجريح ، أحزاب أدلجت
على تأسيس وتكريس طائفية لم تمت في نفوسهم المريضة ، برلماني منتخب يعتلي
منبر خطابته ليتوعد أناسا لا يحملون عقيدته ومذهبه ، سياسي وبرلماني آخر لا خطاب
له إلا استغلال وتجهيل طائفته ليتربع على خزائن البلد مدافعا ومناصرا لمذهبه
ومعتقده زورا وتلذذا بمال حرام ، قبل أيام و من هذا العام 2013 م ، مر الركب المعزي بشهادة الإمام محمد الجواد (
ع ) بمدينة الأعظمية ، وحين وصولها لجسر الأئمة تعالت أصوات منكرة تسب الصحابة
الكرام علانية – لا أريد ذكر الأهزوجة التي كانوا يرددونها لأنها تسئ لرمز إسلامي
كبير - ، وهنا تذكرت ما حدث عام 1966 م ، وربما عام 67 م أبان رئاسة
المرحوم ( عبد الرحمن محمد عارف ) جيء بشباك مزين بالذهب من دولة إيران هدية لضريح الإمام (( العباس ( ع )) ، استقبلت
ذلك الشباك مجاميع كثيرة من المسلمين فرحا بذلك الشباك ، وضع الشباك بسيارة مكشوفة
ولم يكن وجهة السيارة صوب كربلاء المقدسة وكما يفترض ، ولكنها اتجهت الى مدينة الكاظمية متذرعين بتطويف
الشباك على ضريح الإمامين الكاظمين ( ع ) ، ولابد من عبور جسر الأئمة مرورا بمدينة
الأعظمية ، وهناك بدأت تتعالى أصوات مسموعة ( يتلفت عباله نزوره ) ، وهم يقصدون
الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان ( رض )،
ومجاميع أخرى تهزج قائلة ( ماكو ولي إلا علي ، ونريد قائد جعفري ) ، أنهال رجال
الأعظمية وشبابها بالهراوات والطابوق على ( الهازجين ) وسقط الكثير جرحى ، الجارح
والمجروح من المسلمين ، القاتل والمقتول
من المسلمين ، الذباح يقول قبل ذبح أخيه المسلم ( الله أكبر ) ، والمذبوح يردد (
الله أكبر ) ، أي معادلة نشاز هذه ، لو أردنا تسطيح المسألة ونتساءل ، من المستفيد
من الذبح ؟ ، ومن المستفيد من التهجير ؟ ، ومن المستفيد من إشعال الفتنة الطائفية
؟ ، الجواب لا يحتاج لكبير عناء ، المستفيد الأول من خطط لهذه المآسي الإنسانية ،
والمستفيد الثاني من ينفذ لمصلحة المخطط – بكسر الطاء _ ، والخاسر هو هذا الشعب
المبتلى سنة وشيعة وطوائف أخرى ، ربما من خطط لهذه خطط لتلك ، أذكر حديث للمرحوم الوائلي يقول فيها مخاطبا
الكثير (( أتعلمون أن أبا بكر وعمر وعثمان
وعلي ) رض الله عنهم أجمعين )) هم أولاد
عم ، ولنفترض أنهم اختلفوا قبل ( 1450 )
سنة فلماذا لا نتفق نحن بعد هذه السنين ؟ ، سؤال نحيله لأبناء شعبنا ، ولنحكم
ضمائرنا ، ولنبني وطننا المنهوب ، ولنخلصه من يسرق قوت شعبه ، ولنجعل من أيام
طفولة أبناء العراق عيدا يرفلون بأيامه ، وكفانا دما ، ولندحض مخططات اللؤم
والدسيسة بأحذية عقلاء هذا الشعب المذبوح ، للإضاءة .... فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق