الثلاثاء، 1 مايو 2012

ماذا يريد أمير قطر من جنبلاط..

ماذا يريد أمير قطر من جنبلاط.. وما مصلحة الدروز في ذلك ؟ نشر فى 1 May, 2012 بواسطة max. تحت تصنيف: عالمية. الوسوم: ماذا يريد أمير قطر من جنبلاط.. وما مصلحة الدروز في ذلك ؟
صدى الحقيقة – وكالات في عز حملة أمير قطر على سورية والردّ الرسمي السوري للمرة الأولى باتهام قطر بالاسم بقيادة المؤامرة على دمشق، تأتي زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لأمير قطر ليقطع كل خطوط الرجعة وما يقال “شعرة معاوية” مع النظام السوري. وتقول مصادر متابعة لهذا الملف، إن من حق جنبلاط اتخاذ الموقف الذي يريده، ووقوفه ضد النظام يتلاقى مع مواقف العديد من اللبنانيين والأنظمة العربية والتي تعلن مواقف من النظام والصراع في سورية لكنها في المقابل “تنأى” بنفسها عن التدخل في الشأن السوري الداخلي كحال العديد من القوى اللبنانية والرؤساء العرب. لكن هذا النهج في التعامل لا يحبذه النائب جنبلاط المصرّ على سلوك خيار المواجهة مع النظام دون التعلّم من تجربة العام 2005 وما خلّفته، لا بل إن جنبلاط يصرّ على الدخول بالمواجهة بإجراءات عملية عبر التدخل المباشر بالشأن الداخلي، وهي لعبة خطيرة حاذرت دول الدخول فيها، فكيف برئيس فئة من أقلية طائفية يصرّ جنبلاط على وضعها في “بوز المدفع” في هذا الصراع الخطير وتحديداً في اللعبة السورية المفتوحة على كل الاحتمالات. وتقول المعلومات إن هذه “النقزة” من مواقف جنبلاط نقلتها مراجع روحية درزية بارزة وفاعلة وأساسية إلى رئيس تيار التوحيد اللبناني وئام وهاب، وأعلنت دعمها لنهجه السياسي. هذا بالإضافة إلى أن الرافضين للنهج السياسي الحالي لجنبلاط هم قوة لا يستهان بها في الطائفة الدرزية، ويعلنون مواقفهم الواضحة ودعمهم للنظام في سورية، حتى أن معلومات كشفت عن تواصل بين مرجعيات روحية درزية بارزة وفي الفترة الأخيرة، مع مسؤولين سوريين بارزين وتأكيد هؤلاء على الوقوف إلى جانب دمشق، حتى أن اجتماعات عُقدت مؤخراً بين مرجعيات روحية في لبنان وسورية أكدت على الالتزام بقوانين الدولة السورية والوقوف إلى جانب النظام، ولهذه المراجع دورها الديني البارز، وأن النائب جنبلاط الذي علم بهذه الاجتماعات أبدى انزعاجه من هذه التحركات، وشنّ حملة في مجالسه على بعض المشايخ الذين يتولون هذه التحركات، وبعضهم من المحسوبين عليه، لكن التواصل ما زال مستمراً وفاعلاً. وتقول مصادر درزية إن مواقف النائب جنبلاط الأخيرة لا تلاقي أي صدى لدى أبناء الموحدين الدروز في جبل العرب، لكن السؤال الأساسي يبقى: لماذا يصرّ جنبلاط على (جلد) دروز جبل العرب وحضّهم على مواقف انتحارية؟!.. فأبناء الطائفة الدرزية هم مواطنون سوريون خاضعون لإجراءات الدولة السورية كأي مواطن سوري؟ وضباط وجنود الجيش العربي السوري الذين هم من أبناء جبل العرب يمارسون دورهم كأي ضابط وجندي في الجيش السوري، وكسائر الضباط من الطوائف السنية والعلوية والكردية والمسيحية، رغم أن عقيدة الجيش العربي السوري هي عقيدة عربية ولا وجود للمنحى الطائفي، وهذا سر قوة الجيش السوري النابعة من عروبته. لكن مشاركة جنبلاط بالحملة على الجيش السوري مردها إلى صمود هذا الجيش ووحدته، وهذا مصدر الإزعاج لأمير قطر الذي يعمل على تحقيق أمنيته الحالية بتصوير ضابط درزي أو كردي أو مسيحي وتوزيع الصورة على العالم للقول بأن هذا النظام ليس حامياً للأقليات، وبأن الأقليات تدعم الانتفاضة، وأن أمير قطر يدفع مليارات الدولارات لمن يقوم بهذه المهمة. وفي هذه الحالة المتطوعون كثر في ظل عقيدة هؤلاء القائمة بأن “المال” يحيي العظام الرميمة وبأن بالمال وحده يحيا الإنسان. وفي ظل هذا المنحى الخطير لأمير قطر والنابع من حقد شخصي، ما المصلحة بتوريط الدروز في هذه اللعبة وحضّهم على الوقوف بوجه النظام العلماني العروبي الحالي الذي قدّم لأبناء جبل العرب كل الدعم، فيما سيطرة النهج التكفيري يجعل الدروز مطوقين ومهددين كون قوتهم ووجودهم من قوة ووجود النظام الحالي، أما بالنسبة للشهداء الذين يسقطون من الجيش العربي السوري من أبناء جبل العرب فهذا أمر طبيعي في ظل المؤامرة على سورية، علماً أن شهداء الجيش العربي السوري من كل الطوائف وليس من الدروز فقط. وبالتالي لماذا يصرّ جنبلاط على جر دروز سورية إلى مواجهة غير محسوبة مع النظام وفي منطقة مطوقة، وكل ذلك جراء رغبة القطريين بتحريك الدروز والأكراد وزيادة التنسيق بين الأقليات الطائفية واللعب على هذا الوتر بين الناشطين الأكراد والدروز، وعقد اجتماعات في أربيل في العراق لهذه الغاية وهذا هو سر الزيارات إلى كردستان؟!. لكن المشكلة عند هؤلاء تكمن في عدم وجود معارض درزي بارز، فمنتهى الأطرش التي تدّعي قيادتها للمعارضة في الأساس ومنذ ولادتها مقيمة في دمشق وتجاوزت الـ 75 عاماً وغير معروفة من قبل أبناء جبل العرب، وليس لها أي دور في الجبل، لكن الهدف من التواصل معها استغلال اسم والدها سلطان باشا الأطرش في معركة المعارضة ضد النظام، حتى أن منتهى الأطرش أبلغت المقربين منها أن أقصى أمنيتها توقيفها حالياً من النظام لإبراز دورها واسمها، لكن هذه الأمنية لن تتحقق مطلقاً في ظل محدودية دورها؟!. وفي ظل هذا المنحى الخطير يبقى السؤال الموجّه إلى جنبلاط من قيادات درزية يدعوها إلى الوقوف إلى جانبه في معركته ضد سورية: إذا كان تبريرك لمواقفك الحالية بأن الهدف منها حماية الدروز في ظل البحر السني الهائج فكيف تكون حمايتهم إذا فشل رهانك؟.. وماذا سيكون موقف الدروز إذا التزموا خياراتك وحصلت الصفقة الكبرى أو التسوية الشاملة نتيجة لعبة أميركية روسية صينية؟ وكيف ستحمي الدروز إذا صمد النظام وانتصر وكل الاحتمالات والدلائل تشير إلى ذلك؟.. وكيف تدعو البعض للوقوف إلى جانبك والتجربة في لبنان ما زالت واضحة للعيان عبر قلب سورية وحزب الله للطاولة، حيث فشلت رهاناتك وأنت من اعترف بذلك ووصفت ذلك بساعة “تخل” ومن يضمن عدم تكرار سيناريو 2005 حالياً وربما عندها “مليون اعتذار واعتذار لا تؤدي قسطها للعلى”. وعندها من يضمن النتائج على الدروز، وفي السياسة من الخطأ إسقاط أي احتمال، خصوصاً وأن جنبلاط نفسه كان يخشى العام 2005 من السياسة الأميركية وتبدلاتها وصفقاتها، وهذا ما حصل بانتخاب ميشال سليمان وتأليف الحكومة، ومن يضمن عدم حصول صفقة جديدة بين الكبار في ظل الخشية من المواجهة الشاملة والذهاب إلى الصفقة الشاملة التي ترضي الجميع وعندها كيف ستؤمن حماية الدروز، والى أي مائدة يدعوهم


منظمة بنت الرافدين وهي احدى منظمات المجتمع المدني في محافظة بابل

 بيان صحفي (29/4/2012) بابل / العراق

 500 أمرأه و 500 رجل يؤكدون أن-
 نسبة العنف ضد النساء في محافظة بابل هي 86.8%، هذا ما أظهره استطلاع رأي استهدف 2500 أمراة من طبقات مختلفة (طالبة اعدادية، طالبة جامعة، موظفة، ربة بيت، نساء الريف)، و 500 رجل أكد أيضا في استطلاع رأي خاص به أن هناك عنفا ضد المرأة جاءت نسبته 86% أيضا. فيما شكل الاهل المصدر الاول لهذا العنف ثم الزوج فالمجتمع، وأكثر الاماكن التي تتعرض لها المرأة للعنف، كانت المدرسة ثم الدائرة ثم الجامعة، حيث نسبة تعرض الطالبة للعنف في المدرسة 87%، ونسبة تعرض الموظفة للعنف هي 78% فيما كانت نسبة تعرض الطالبة الجامعية للعنف هي 66%. وكان أكثر انواع العنف الذي تتعرض له الموظفة في دوائر الدولة هو التحرش، حيث جاءت نسبته 55.40%، فيما تتعرض الطالبة الجامعية الى التحرش بنسبة 34.25%، وتتعرض الى الاهانة اللفظية بنسبة 46%. هذه النتائج وغيرها، أظهرتها دراسة نفذتها منظمة بنت الرافدين عن طريق مسح ميداني واستبانة استطلاع رأي، استهدفت فيها 2500 أمرأه اضافة الى 500 رجل من مختلف مناطق محافظة بابل، عن طريق فرق جوالة ولقاء مباشر مع العينة المستهدفة، أستمر العمل بها منذ 1/1/2012 ولغاية 30/3/2012. تهدف هذه الدراسة الى التعرف على طبيعة شعور المرأة بواقع العنف والتهديد الذي يمارس ضدها، وتشخيص مصادره وانواعه، ومن ثم الخروج بتوصيات لأجل تقديم مسودة تشريع قانوني يضمن الحماية الكافية للمرأة في محافظة بابل. كما تهدف الى قراءة اجتماعية ميدانية لواقع العنف ضد المرأة وما تعانيه ليكون مصدرا ومرجعا للمؤسسات الاكاديمية والبحثية ومؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وكل الجهات المعنية بحقوق المرأة. منظمة بنت الرافدين، منظمة مجتمع مدني تأسست عام 2005، تعمل على قضايا المرأة لأجل بناء مجتمع متكامل تتساوى فيه الفرص بين المرأة والرجل على أساس القيمة الانسانية لهما. لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال ب : دنيا الحداد/ مدير المشروع: 07804605051 سرى كم / مدير العلاقات العامة: 07803236694 الملخص التنفيذي وجدت
، ومن خلال عملها المتواصل والدؤوب لأجل خدمة المرأة العراقية بشكل عام والمرأة البابلية بشكل خاص، إن أهم ما يعيق نهضة المرأة ونيلها حقوقها وتساوي فرصها مع الرجل وبالتالي قيامها بدورها القيادي في المجتمع العراقي الديمقراطي الجديد، هو تعرضها للعنف بكل أنواعه وبشكل مستمر بحيث بات ذلك العنف جزء من الحياة الطبيعية للاسرة العراقية والمجتمع بشكل عام. ما ادى الى أن تستسيغ المرأة نفسها هذا العنف وتعتبره طبيعيا وجزء من حقوق الرجل وقواميته عليها. ولكي تتمكن منظمة بنت الرافدين من تقديم حلول واقعية وجذرية لقضايا المرأة الشائكة والتقليل من العنف ضدها، نفذت عدة برامج منذ عام 2005 ومازالت تخطط وتنفذ للعديد من البرامج لأجل تمكين المرأة وتأهيلها لممارسة دورها القيادي في المجتمع. وقد أثبتت التجربة، أن التثقيف والتوعية والتمكين، لا يمكن ان تأتي أُكلها دون أن يكون هناك إطار قانوني يحمي المرأة ويضمن لها حقوقها ويكفل لها العدالة في تحقيق المساواة في الفرص والحقوق بينها وبين الرجل. لذلك كانت الحاجة الى قراءة واقعية وعلمية رصينة لواقع العنف الذي تتعرض له المرأة في محافظة بابل، من خلال دراسة ميدانية وعلمية لمعرفة حجم العنف الذي تتعرض له، مصادره، أنواعه، ماذا تريد المرأة؟ بماذا تفكر؟ ما هي مخاوفها؟ وما هي طموحاتها؟ وبالتالي كيف يمكن ان نحقق الحماية القانونية المرجوة للمرأة. في الوقت الذي تكاد تنعدم فيه الدراسات والاحصائيات المتعلقة بقضاياها وخاصة ما يتعلق بموضوعة العنف ضدها. وإن ما تعنيه منظمة بنت الرافدين بمفردة العنف هو: (أي اعتداء مبني على أساس الجنس يتسبب في إحداث إيذاء أو ألم جسدي أو نفسي للمرأة، ويشمل التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة). ويشكل كل المفردات العنفية التي شكلت استبانة استطلاع الرأي وتم استقراء واقع المرأة من خلالها. وستكون هذه الدراسة هي الأساس الذي تعتمده المنظمة في جمع الارقام والاحصائيات لقراءة واقع العنف ضد المرأة في بابل والذي على أساسه سيتم كتابة مسودة مشروع قانون محلي في المحافظة لحماية المرأة من العنف من خلال تشكيل مديرية او جهاز حكومي يضمن تلك الحماية ويؤمنها لها. لذلك قامت المنظمة من خلال كادر بحثي متخصص، بإعداد استبانة استطلاع رأي استهدفت 2500 امراة من مختلف الشرائح (طالبات جامعة، طالبات اعدادية، موظفات، ربات بيوت، نساء ريف)، اضافة الى استطلاع رأي 500 رجل تجاه حقوق المرأة. وخلال فترة زمنية استغرقت ثلاثين يوماً تم فيها توزيع الاستبانة في عموم المحافظة (شمال ومركز وجنوب) من قبل فرق جوالة حرصت على ان تزرع الثقة في نفوس النساء لكي يتحدثن بما يتعرضن له من عنف مع ملاحظة خوف النساء من التحدث والحذر الذي يحيط بقضايا المرأة بحكم طبيعة المجتمع العراقي وخصوصية الاسرة وقضاياها. بالاضافة الى تنظيم منظمة بنت الرافدين عشر جلسات استماع استهدفت 200 أمراة في جلسات خاصة تحدثن فيها عن همومهن ومشاكلهن وعن طلباتهن وكيف يمكن مساعدتهن لحل تلك المشاكل. وقد أظهرت النتائج ان 86.8% من مجموع النساء المستهدفات تعرضن للعنف في محافظة بابل، وعن مصادر العنف هذا، أظهرت الدراسة أن الأهل يشكلون المصدر الأول له وبنسبة 52.% فيما جاء المجتمع بالمرتبة الثانية وبنسبة 47.95%، يليه الزوج وبنسبة 28.6%. وهذا مؤشر خطير على نوعية التربية الأسرية التي تتعرض لها البنت في البيت، والتي يعول عليها تكوين الشخصية وبناء الذات. فالبنت الصغيرة (مشروع امرأة)، تعاني بسبب التمييز في التربية والعنف الذي يوجه اليها كالضرب والاهانة وعدم الاحترام والإجبار على فعل ما لا ترغبه ومصادرة رأيها وحرمانها من الخروج والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية او الرياضية الترفيهية بحجة أنها (بنت)، وبذريعة الأعراف والتقاليد (عيب)، وأحيانا الدين (حرام)، وغيرها ما يخلق منها إنسانة خائفة ومترددة وغير قادرة على صناعة قرارها إضافة إلى خوفها من المجتمع والآخر (الرجل بكل أصنافه) مما يمهد لاستضعافها في جميع مواقع الحياة وفي جميع أدوارها. فنلاحظ ان مصادر العنف في الشرائح الخمسة المستهدفة، تتمحور حول الرجل (الاب/الاخ/ الزوج/ الزميل في العمل/ الهيئة التدريسية الجامعية/ المجتمع)، والمجتمع في حقيقة امره هو مجموعة رجال يسيطرون على أفكاره ورؤاه وينظمون قوانينه وأعرافه. وقد احتل العنف في العمل المرتبة الأولى، فقد شكل هذا النوع من العنف ضدها ما نسبته 78.6%، في حين جاء بعده العنف في المؤسسات التربوية (المدرسة والجامعة) بنسبة 76.7%، في حين كانت نسبة العنف في البيت 65.72%. وكانت نسبة طبقة (طالبات الإعدادية) هي الأعلى في نسب العنف، حيث تتعرض 440 طالبة من مجموع العينة (500 طالبة) الى العنف اي بنسبة 88%، في حين جاءت بعدها المرأة الريفية حيث تتعرض كل 436 أمرأة من مجموع العينة الى العنف أي بنسبة 87.%، في نسبة متساوية مع طالبة الجامعة حيث تتعرض كل 455 طالبة جامعية من مجموع العينة الى العنف أي بنسبة 87%، فتليها ربات البيوت حيث تتعرض كل 432 امراة من مجموع العينة الى العنف أي بنسبة 86%، لتأتي المرأة الموظفة في المرتبة الخامسة حيث تتعرض كل 407 امراة من مجموع العينة الى العنف، أي بنسبة 81%. الملاحظ أن طالبة الإعدادية تتعرض الى العنف في البيت والمدرسة معا. فنسبة تعرضها للعنف في البيت هي 88% في حين نسبة تعرضها للعنف في المدرسة 66.40%. واذا ما قارنا عمر طالبة الإعدادية الصغير وحجم العنف الذي تتعرض له بنسبه المرتفعة سواء في البيت او المدرسة سنجد أنفسنا أمام ظاهرة خطيرة جدا، وهي الكم الهائل من العنف الموجه إلى الفتاة الصغيرة (مشروع امرأة) وما سيتركه من أثر على حالتها النفسية وتركيبتها الروحية وبناء شخصيتها، حيث سينتج كل ذلك شخصية ضعيفة سلبية، يعتريها اليأس والاستسلام وبالتالي ستوأد المرأة القيادية فيها وتتحول إلى مخلوق سلبي ومنقاد وغير قادر على الإنتاج والإبداع. وقد شهد فريق العمل أثناء تعامله مع طالبات الإعدادية، حالة الخوف لديهن من ملء الاستمارة، وإذا تجرأت الفتاة وتحدثت عن العنف الأسري فإنها تخشى كثيرا من التحدث عن العنف المدرسي وما تتعرض له في المدرسة خشية تبعات ذلك الحديث من عقوبات قد تتعرض لها في مدرستها. وهذا مؤشر خطير على ان مصادر توليد الخوف لدى المرأة مستقرة في كل مفاصل حياتها ابتداءً من البيت ومرورا بالمدرسة وانتهاءً بالمجتمع. وهكذا تتحرك المرأة ضمن دوائر الخوف التي تصادر منها كل متنفسات الحياة التي تخلق عندها الإرادة والقوة وعوامل النجاح والإبداع. وحالة الخوف هذه لوحظت عند جميع نساء العينة (2500) امرأة، فقد بذل فريق العمل جهودا مميزة وسعة صدر كبيرة لأجل إقناع المرأة بضرورة ملأ الاستمارة والإجابة عن الأسئلة بصدق وصراحة بعيدا عن الخوف لان هذا يصب في مصلحتها لأجل البحث عن حلول لمشاكلها وتقليل العنف ضدها في كل المجالات. لذلك فأن الدراسة إضافة إلى ما أظهرته من نتائج وإحصائيات، قد ساهمت في دعم ثقة المرأة بنفسها وكسر حاجز الصمت الذي يحيط بها وهي خطوة مهمة وجريئة تكاد تكون الأولى من نوعها في بابل، وربما في العراق أيضا. كما أظهرت النتائج أن أكثر أنواع العنف الذي تتعرض له الطالبة في المدرسة، هو الكلام غير اللائق والذي يشمل الاهانة والشتم والكلمات النابية فقد جاءت نسبته 27% في حين جاء عدم احترام الرأي بالمرتبة الثانية وبنسبة 26.60% تلاه الضرب بنسبة 26% فيما جاء الإجبار على فعل ما لا ترغبينه بنسبة 19.60% من مجموع العينة. أما عن مصادر العنف في المدرسة، فقد أحتلت المدرسات المرتبة الأولى وبنسبة 59.6% فيما جاءت بعدها الإدارة بنسبة 30.7%، تلاها العنف من الطالبات (أي عنف الطالبة تجاه زميلتها) بنسبة 9.6%. وفي مقارنة مع طالبات الجامعة، فقد جاءت الهيئة التدريسية كمصدر للعنف في المرتبة الأولى أيضا وبنسبة 43.20%، فيما جاء العنف من الطلبة (زملائها) بنسبة 26.66%. فيما جاءت الاستعلامات بالمرتبة الثالثة من مصادر العنف في الجامعة وبنسبة 23.66%، أما العمادة فكانت بالمرتبة الرابعة وبنسبة 16.78%، وقد احتلت الشرطة المرتبة الخامسة بنسبة 5.05% . وقد اجتمعت مصادر العنف هذه لتنتج لنا أنواعا من العنف في الجامعة، تصدرها الاهانات اللفظية التي شكلت نسبة 46.80% من مجموع العينة، فيما جاء التحرش بالمرتبة الثانية وبنسبة 34.25%، ونسبة إشعار الطالبة بالضعف كانت 21.11%. وعن العنف الذي تتعرض له المرأة الموظفة فقد أظهرت النتائج ان التحرش جاء بالمرتبة الاولى مساويا الى التمييز في المكافآت بنسبة 55.40% لكليهما. فيما جاء الحرمان من الايفادات والدورات بالمرتبة الثانية وبنسبة 53%، واحتل التفرقة بالتقدير مقارنة بزميلها الرجل المرتبة الثالثة وبنسبة 47.80%، أما التدخل في عملها بحجة عدم المقدرة فكان نسبته 45.40%، وعدم توليها مناصب قيادية كان نسبته 42%، فيما أشارت العينة المستهدفة إلى أن نسبة عدم استشارتها لكونها امرأة هي 42%، وعدم أشراكها في اللجان 38.40%. كما اظهرت الدراسة ان 86% من الرجال يؤيدون وجود العنف ضد المرأة أيضا. كما أعطى 93% من الرجال المستهدفين في العينة (500 رجل)، الحق للمرأة في أن تتخذ قرارها فيما يخص شؤونها الخاصة، فيما أظهرت النتائج أن (345) من مجموع (500) أمرآة في الريف أكدن أن الرجل لا يأخذ رأيهن فيما يتعلق بشؤونها أو شؤون البيت أي بنسبة 69% من مجموع العينة. فيما قالت (94) منهن انه في بعض الأحيان يأخذ برأيها أي بنسبة 18.8% من مجموع العينة. أما نسبة النساء في المدينة (طالبات الإعدادية / ربات البيوت/ المرأة الموظفة) واللواتي أكدن أن الرجل لا يأخذ رأيهن فكانت 82.2% . وعن حق المرأة في اختيار شريك حياتها، كانت نسبة الرجال المؤيدين 69% بشكل مطلق، فيما أيد 32.8% منهم حقها في الاختيار ولكن بشروط منها ملائمته لوضع العائلة وكفاءته وأمور أخرى. فيما أكدت 61.8% من نساء الريف أنه لم يكن لهن أي اختيار لشريك حياتهن، وأن (353) من مجموع (500 امرأة في الريف) تم تزويجهن في أعمار تتراوح بين (16 - 20 عاما)، و (81) منهن تزوجن دون سن الخامسة عشر. وعن صنف الرجال الأكثر تعنيفا للمرأة، كان في الريف، الرجل (الزوج والابن) هو المصدر الأكثر عنفا للمرأة، وفي المدينة كان الزوج هو الاكثر عنفا بالنسبة لربات البيوت والمرأة الموظفة. 407 امراة من مجموع العينة الى العنف، أي بنسبة 81%،وعن العنف الذي تتعرض له المرأة الموظفة فقد أظهرت النتائج ان التحرش جاء بالمرتبة الاولى مساويا الى التمييز في المكافآت بنسبة 55.40% لكليهما. وتحدثت مديرة المشروع دنيا الحداد(شهد فريق العمل أثناء تعامله مع طالبات الإعدادية، حالة الخوف لديهن من ملء الاستمارة، وإذا تجرأت الفتاة وتحدثت عن العنف الأسري فإنها تخشى كثيرا من التحدث عن العنف المدرسي وما تتعرض له في المدرسة خشية تبعات ذلك الحديث من عقوبات قد تتعرض لها في مدرستها. وهذا مؤشر خطير على ان مصادر توليد الخوف لدى المرأة مستقرة في كل مفاصل حياتها ابتداءً من البيت ومرورا بالمدرسة وانتهاءً بالمجتمع. وهكذا تتحرك المرأة ضمن دوائر الخوف التي تصادر منها كل متنفسات الحياة التي تخلق عندها الإرادة والقوة وعوامل النجاح والإبداع) وقد خرجت المنظمة بعد هذه الدراسة الميدانية بعدة توصيات، هي: 1 - ضرورة تشريع قانون يحمي المرأة العراقية من أشكال العنف المختلفة في محافظة بابل، وبموجبه يتم تشكيل جهاز حكومي لحماية المرأة من العنف، يقدم المساعدة اللازمة لها، ويضمن حصولها على حقوقها. 2 - فتح ممثلية للمرأة في المجالس البلدية ومجالس الأقضية لاستلام شكاوي النساء المعنفات في المناطق الريفية، وكذلك متابعة قضاياهن هناك. 3 - تنفيذ حملات مدافعة لاجل تعديل لنصوص القانونية أو إلغاء نصوص قانونية تشجع الرجل على تعنيف المرأة ولا تضمن حماية كافية لها في الحياة الكريمة كالمادة 41 من قانون العقوبات 111لسنة 1969 المعدل، وغيرها. 4- تشكيل لجنة أو قسم في الجامعة يتكون من عدد من الموظفات المتخصصات يرأس القسم أستاذة جامعية متخصصة وتتولى هذه اللجنة التنسيق مع وزارة شؤون المرأة وأشراكها في متابعة الشكاوى والنتائج التي تتوصل اليها. 5- تشكيل مركز خاص يكون مرتبطا بوزارة التربية يستلم شكاوى الطالبات المعنفات وأيجاد الحلول المناسبة لهن وفق القانون وبالتنسيق مع وزارة المرأة. 6 – تفعيل قانون إلزامية التعليم والمواد الواردة فيه بخصوص ضمان حق الفتاة في التعليم وضمان حماية هذا الحق . 7 - ضرورة ان تهتم الدولة بتوفير راتب للطالبة الجامعية لضمان استمرار تعليمها وتأمين حياة كريمة لها خاصة للمتزوجات منهن أو ذوات الاسر المتعففة. 8 - إقامة الندوات والدورات التدريبية حول حقوق المرأة في جميع دوائر الدولة والمؤسسات التربوية. 9 - ضرورة إهتمام وسائل الاعلام بقضايا المرأة والتثقيف بحقوقها من خلال برامج متخصصة ودراما وأبراز دور المرأة القيادي في جميع المجالات. 10 - تفعيل دور وزارة المرأة في تقديم الدراسات والبحوث المتعلقة بقراءة واقع المرأة وتقديم الحلول المناسبة لها وان تكون هذه الوزارة من الوزارات الرئيسية والمهمة وتخصص لها ميزانية وصلاحية واسعة لأجل أداء دورها بشكل صحيح.

الاثنين، 30 أبريل 2012

قصة قصيرة-الذراع-عادل كامل

قصة قصيرة الذراع
إلى: يوسف الصائغ بعد قليل من الطرقات، فتح ( ص ) الباب، ليجد ثلاثة يرتدون الملابس الزرقاء وقد ارتسمت على أفواههم ابتسامة موحدة، وكاد لا يميز أيا ً منهم عن الآخر في الطول واللون والشكل عامة .. فبادرهم بالسؤال : ـ " هل تفتشون عن أحد ؟ " قالوا : ـ " كلا " أطمأن نسبيا ً ، فتشجع قائلا ً : ـ " تفضلوا .. أنني .. " قالوا بصيغة سؤال : ـ " الم ْ تفقد ذراعك ؟ " كان يعرف أنه فقد ذراعه منذ زمن بعيد .. فقال : ـ " هذا أكيد ! " وكاد يحدثهم عن السبب لولا أنه قرر ألا يورط نفسه في كلمة زائدة قد تؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه . فقالوا : ـ " لقد عثرنا عليها " . صرخ بصوت مذعور، بصوت مخنوق : ـ " عظيم " . بيد أنه أضاف بصوت مرتجف : ـ " هل هذا أكيد ؟ " ـ " طبعا ً .. طبعا ً .. وهل لديك شك ؟ " ـ " أبدا ً .. وما الداعي للشك؟ " قال : ـ " لكنني لست بحاجة إليها " ذلك لأنه، قال بصوت مسموع، قد ألف حياته من غير ذراع .. بل أنه لا يريد أن تعود اليه ابدا ً : ذلك لأنه لم يرد أن ترجع فترجع بسببها ذكريات قديمة بالغة الاسى . ـ " لقد .. " وتلعثم متابعا ً : ـ " وما حاجتي إليها، بعد هذه السنوات ؟! " نظروا نظرة ثاقبة واحدة فشعر أن جسده يرتخي، يرتجف، وهو يسنده إلى الجدار.. كان يرى ثلاثة أشباح في شبح واحد : صفر .. لون ترابي مبيض .. مسود .. فيزداد زرقة فجأة .. ثم يعود لون التراب .." ترى ما الذي يمكن أن أقوله ؟" كذلك دار بخلده أنه لن يفسد حياته الهادئة بأعتراض . فقال : ـ " أشكركم .. إنني أشكركم .. " قالوا : ـ " على م َ تشكرنا ؟ " أجاب وهو يكتم صرخات كاد تغادره : ـ " على ... " وتلعثم مرة ثانية . لكنهم سألوه : ـ " إذا ً فقدت ذراعك ..؟ " ـ " نعم .. لا .. نعم لا .. " قالوا بصوت مرتفع وموحد: ـ " حدد ! " قال بعد تعاقب شهيق وزفير شديدين محاولا ً الحفاظ على الثبات في وقفته : ـ " إنني .. لا .. لا .. لا أعترض " صمتوا ثم قالوا في الحال: ـ " خذ " أمسك برزمة صغيرة .. ولم يعد يرى أيا ً منهم .. وعندما دخل إلى البيت جلس يستعيد قواه .. ولا يعرف متى آفاق من الاغماءة عندما فتح الرزمة ليجد فيها ثمة عظما ً واحدا ً مثلوما ً من الوسط والاطراف . مجلة اليمامة السعودية / العدد 890 / 1406 للهجرة

الشعر الشعبـي فـي الوجـدان العراقــي قراءة في قصيدة مظفر النواب ( الريل وحمد ) بقلم : فارس حامد عبد الكريم wlmailhtml:/mc/compose?to=farisalajrish@maktoob.com الشعر الشعبي لحن عميق الحزن ينبعث من عمق الوجدان العراقـي ، وهو الآه الوطنية في صورة قصيدة ولحن يعبران عن الضمير الشعبي العراقي النقي .. وكان الشعر الشعبي وما برح يغرد بالحب والالم وجفاء الحبيب والغربة والوطن .. وعلاقة الشعر الشعبي بالوطن علاقة الجذر بالأرض .. علاقة لا تجد فكاكاً في الحياة او بعد الموت، فالعلاقة روحية وسرمدية .. فالجذر باق في اية حال كانت عليها الارض رمز الوطن والوطنية. مظفر النواب في اسطورته ( الريل وحمد ) يمزج بين الحقيقة والمجاز .. بين الواقع والرمز..كانت محاورة مظفر للريل ( القطـار ) وجدانية تتراوح بين الرقة والشدة . الا ان الريل يبقى سائراً ولا يقف كما يتمنى قلب مظفر النواب .او ما حاولت روحه ان تدركه.. لان اهل الهوى ( امجيمين ) يعيق صدأ العشق القديم المتجدد دوماً حركتهم ولان القطار يسير مسرعاً على سكة .. والسكة من حديد .. فلم يكن هناك من امل للاستجابة .. رغم اوامر مظفر التواب احياناً وتوسلاته احياناَ اخرى… إن مأسي العراق والعراقيين التاريخية المزمنة كانت بحاجة إلى شاعر مثل مظفر النواب ومثل عريان السيد خلف فضلاً عن الجواهري والسياب ونازك الملائكة وشعراء اخرين مبدعين ،وكانت بحاجة ايضاً الى مطربين مثل حضيري ابو عزيز وداخل حسن وصولاً الى ياس خضر وحسين نعمة وجيل الشباب الذي عاصرهما ، ليكونوا قصيدة واغنية حزينة لتلك المآسي وضماداً لجراحها الغائرة في عمق الوجدان العراقي. يقول مظفر النواب عن الريل وحمد (..وقد كتبت هذه القصيدة ولم يكن يدور في ذهني اني سأطبعها في يوم ما، او انها ستنتشر هكذا، وتثير كل هذا الاهتمام، كتبتها لانني شعرت بها، شكلت لي بهجة داخلية، غناء وجدانياً، وكنت اكتبها في ظروف خاصة واضعاً القلم والورقة تحت وسادتي ناهضاً ليلاً لأدون بعض المقاطع في الظلمة ثم أنام. كتبت هذه القصيدة عام 1956 وأكملتها عام 1958، ….. لقد فتحت الريل وحمد بمفرداتها المتداولة بين الناس أبواباً جديدة أمام القصيدة العامية. ومن العوامل التي أثرت في كتابتها ممارستي للرسم، والأجواء العائلية المشبعة بالموسيقى -كان والدي يعزف على العود، ووالدتي على البيانو والأجواء الكربلائية. كل هذه العوامل لعبت دورها في بناء القصيدة، وتشكيل عالم مختلف في الريل وحمد عن غيره في القصائد العامية الأخرى..) (1) لا شك ان الالهام والعبقرية يأتيان هكذا ، شيئأ ما في داخلك يوقظك من نومك ، شيئاً يريد ان يولد ويظهر للعالم الخارجي ولا يدعك تنام حتى تنحته من الحلم والوجدان. كانت محاورة مظفر للريل ( القطـار ) وجدانية تتراوح بين الرقة والشدة .وجدان ابن الريف وعشقه الرومانسي بلغة ووجدان الشاعر كما يريد هو ان يرسم صورته من بما تتضمنه من الوان وصور وموسيقى وهكذا تبدأ الحكاية السرمدية(2): ( مرّينه بيكم حمد , واحنه ابقطار الليل واسمعنه , دك اكهوه … وشمينه ريحة هيل يا ريل … صيح ابقهر … صيحة عشك , يا ريل هودر هواهم , ولك , حدر السنابل كطه ) اذاً اللوحة تُرسم هكذا .. رائحة القهوة والهيل في ذاكرة الحبيبة تتعاصر مع مرور الريل بمضارب الحبيب ( حمد ) فيرتقي الحب بعنفوانه وذاكرته المريرة الى الصياح بحزن ممزوج بالالم ( ابقهر )، وللعشق صراخ بلغة الصمت يتمنى مظفر النواب (على لسان الحبيبة) في دواخله ان يجسده الريل بصرخاته المعهودة … صراخ بلغة الريل .لا بلغة الصمت .كان هناك تناغم من نوع ما ، فصرخة القهر العراقي المكتوم تاريخياً لا توازيها الا صرخة الريل . الا ان روح حمد تنادي من بعيد على ( ابو محابس شذر) ويترجى الريل الا يحث الخطى مسرعاً بالفراق والهجر، كما كان الحب الذي في خاطره يوماً ما ، وان يسير بدلال ( ابغنج ) ، فالهوى في القلب باق ( بعد ما مات ) فنراه يقول : ( يا بو محابس شذر , يلشاد خزامات يا ريل بللّه .. ابغنج من تجزي بام شامات ولا تمشي .. مشية هجر … كلبي.. بعد ما مات وهودر هواهم ولك حدر السنابل كطه ) الا ان الريل يبقى سائراً ولا يقف كما يتمنى قلب حمد .او ما حاولت روحه ان تدركه.. لان اهل الهوى (امجيمين ) يعيق صدأ العشق القديم المتجدد دوماً حركتهم ولان القطار يسير على سكة .. والسكة من حديد … .فلم يكن هناك من امل للاستجابة والتوافق.. رغم اوامر (مظفر التواب) الحدية احياناً وتوسلاته احياناَ اخرى: ( جيزي المحطة.. بحزن .. وونين .. يفراكين ما ونسونه ,ابعشكهم… موعيب تتونسين ؟ يا ريل جيّم حزن… اهل الهوى امجيمين وهودر هواهم ولك حدر السنابل كطه ) الا ان طول البعاد والفراق زرع الشك في قلب المعشوقة ، فتراها تظن الظنون وتعبـر عن خيبـة الأمـل ( ياريل طلعوا دغش) ، فالسنابل وهمية ما هي الا (دغش) والعشق مجرد ( كذبة ) وجرح الانتظار الذي طال العمر كله لم يضمده الحبيب بالحرارة والشوق وعندها تغني بحزن على طريقة مظفر النواب: ( يا ريل طلعوا دغش… والعشق جذابي دك بيّه كل العمر… ما يطفه عطابي تتوالف ويه الدرب وترابك .. ترابي وهودر هواهم ولك.. حدر السنابل كطه ) ولكن المعشوقة تدرك بقلبها ما لا يدركه الريل والناس اجمعين .فلا يناسبها في هذه الحياة غير حمد ( ما لوكن لغيره ) وتحكي للريل متذكرة ايام الطفولة حينما كانوا يلعبون سوياً لعبة القفز التي يمارسها الاطفال عادة في مدن وقرى العراق ( يا ريل باول زغرنه… لعبنه طفيره.) ، وان ( الدغش ) وان وجد بين السنابل فانه يتواجد طائر ( الكطة ) ايضاً كصفة جمال لكل جميل ، فتراها تعود نادمة وقد هزها الشوق لتقول: ( آنه ارد الوك الحمد .. ما لوكن لغيره يجفّلني برد الصبح .. وتلجلج الليره يا ريل باول زغرنه… لعبنه طفيره وهودر هواهم ولك .. حدر السنابل كطه ) وفي قمة اشواقها ، ترسم صورة ملونة لحمد، بريشة مظفر النواب السريالية، صورة تجمع بين الفضة والعرس والنركيلة والشذر ، وترجو من الريل ان يخفف من سيره ( ثكل يبويه )، فالبرد وحده من احتضن الجسد وغاب دفء الحب والحبيب (كضبة دفو , يا نهد ، لملمك … برد الصبح ) ( ويرجنك فراكين الهوه … يا سرح) فتذهب بخيالها الى القول كأن حمد .. : ( جن حمد…. فضة عرس جن حمد نركيله مدكك بي الشذر ومشلّه اشليله يا ريل…. ثكل يبويه.. وخل أناغي بحزن منغه… ويحن الكطه كضبة دفو , يا نهد لملمك … برد الصبح ويرجنك فراكين الهوه … يا سرح ) الا ان الريل يستمر في صراخه ، فتهيج الجروح ويفز الكطه من احلامه وقد يهرب ، فترجوه باسلوب النهي الا يفعل : ( يا ريل…. لا.. لا تفزّزهن تهيج الجرح خليهن يهودرن.. حدر الحراير كطه جن كذلتك… والشمس… والهوة… هلهوله شلايل برسيم… والبرسيم إله سوله واذري ذهب يا مشط يلخلك…اشطوله ! بطول الشعر … ) الا ان الحب الذي ملأ العيون ضحكات وحكايات لا يدوم كما يبدو: ( والهوى البارد…. ينيم الكطه تو العيون امتلن …. ضحجات … وسواليف ونهودي زمّن… والطيور الزغيره… تزيف ) الا ان الريل يمضي وتجرف مياه النهر الحب الذي فقد مجاديفه ، فنراها تقول بحسرة : ( يا ريل … سيّس هوانه وما إله مجاذيف وهودر هواهم ولك… حدر السنابل كطه ) ومظفر النواب الذي طاردته السلطات في كل مكان وزمان ، رمز من رموز العراق الحديث ونهرا لا ينضب يجود بالعطاء المتميز ، فقد نظم الشعر بالفصحى بنوعيها العمودي والحر ونظم كذلك قصائدالشعر الشعبي ولم يفارقه الابداع في كلاهما. اما بعد … فان لقصيدة ( الريل وحمد ) قراءات مختلفة ، وهذه هي سمة العمل الابداعي ،لا تجد له قراءة واحدة وقد تتطور قراءته مع الزمن ليساير الفهم السائد للأمور حتى في عصور لاحقة .وهكذا قيل ان العمل الابداعي ونتاج العبقرية يبقى خالداً على مدى الدهر ، وهكذا خلدت المعلقات ولم تستطع الدهور المتعاقبة ان ( تاكل عليها وتشرب ) (3) او ان تنال من روعتها وعنفوانها الاول . وعن الشعر الشعبي يقول مظفر النواب (أما العامية فهي مثل الطين المختمر. في أول زيارة لي لأهوار جنوب العراق شعرت بذلك، الهور مائي وطيني وطبيعته إنسيابية والماء فيه يتشكل، كذلك الطين، بأشكال عدة وأيضاً يجب التعامل مع العامية بمحبة حتى يتشكل هذا الطين مثلما نريد.). وعلى هذا النحو قرأت قصيدة الريل وحمد قراءة سياسية من قبل بعض النقاد، مبررين ذلك بالقول ان الفلاح لا يتحدث بهكذا لغة وان النواب اراد ان يقول شيئاً اخر بلغة الرمز. (4) ……………………………………… الهوامش: 1ـ تصريح مظفر النواب ، جريدة الشرق الأوسط – لندن ، العدد رقم 7640، الجمعة 29 أكتوبر 1999. 2ـ يعرب كثير من اصدقائي في الوطن العربي عن اعجابهم بقصيدة ( الريل وحمد ) الا انهم وكما يقولون لا يفهمون معاني بعض كلماتها لانها باللهجة الشعبية ، وعلى هذا جعلت من هذا المقال قراءة في القصيدة ، تتضمن المعاني بين سطوره. 3 ـ تقول العرب عن الشيء الذي فات أوانه ( اكل الدهر عليه وشرب ) ، فان اكلت وشربت على شيء لم يبق منه شيء. 4ـ حول القراءات الاخرى للقصيدة، انظر: الشرق الاوسط ـ المصدر السابق. وكذلك انظر: جواد الحسن ، الحوار المتمدن ، العدد 2100 في 15/11/2007. وانظر كذلك : صافي ناز كاظم ، الشرق الاوسط، العدد 10148 ،الاحد 10 سبتمبر 2006.

الجمعة، 27 أبريل 2012

أضاءة ( حليب الصخَل ) !!! حامد كعيد الجبوري

أضاءة ( حليب الصخَل ) !!!
حامد كعيد الجبوري بدءا لمن لا يعرف من هو ( الصخل ) لأنها مفردة عراقية وذلك يستوجب التوضيح ، ( الصخل ) هو ( العنز ) ذكر ( العنزة ) في اللغة العربية ، وهكذا يسمونه في الكثير من بلدان العرب ، الظاهر أن التخلف والأمية والجهل هما القاسم المشترك لسياسيِّ أيامنا النحس والمكدرة في العراق حصرا ، وفي بلدان العالم الثالث عموما ، وكل ساسة العالم بما فيهم ساسة البلدان المتخلفة تحاول جاهدة رفع المستوى الثقافي لدى شعوبها إلا في العراق ، فالساسة العراقيون رضي الله عنهم وأرضاهم يريدون لهذا الشعب البقاء على تخلفه ليحصدوا أصواتهم وكراسيهم ومنافعهم الشخصية من خلال هذا التخلف ، حدثني من أثق به أن حاجا عراقيا لبيت الله الحرام يسأل حاجا آخر مثله قائلا له وهما يطوفان حول الكعبة الشريفة لأداء مناسك حجهم ، قال لصاحبه ( بروح أبوك هو هذا الكبر ؟ ) ، أجابه الآخر ( أي قبر تعني ؟ ) ، رد السائل قائلا ( مو الله مدفون هنا ؟ ) ، أجاب الآخر بعصبية واضحة ( ليش هو الله يموت ، وحتى لو يموت وين يكفي هذا الكبر ) ، بمثل هذه العقليات تسلق ( شعيط ومعيط ) لسدة الكراسي السنية والشيعية وحتى العلمانية كما يقول الشاعر الكبير موفق محمد ، قبل سنين كنت أسخر من أحد التجار الذي يبحث عند مربي الدجاج عن ( ديك ) يبيض ، قلت له وهل الديك يبيض ؟ ، قال لا ولكن يحدث أن أحد ( الديكة ) ولتشوه بجيناته الوراثية يبيض ، قلت وما تفعل ببيضته ؟ ، قال أنه يأخذها لأحد السحرة ويقرأ عليها بعضا من تعاويذه لقاء مبلغ كبير من المال ، قلت وما تصنع بها ؟ ، أجابني أنها تجلب لي الرزق الوفير ، قلت له أنك أغنى تاجر أعرفه ألا يكفيك ذلك ؟ ، قال زيادة في الخير والمال ، هززت يدي أمامه مستهجنا قوله وفعلته ومعتقده الخرافي ، اليوم تذكرت صاحب البيضة بسبب ما نقل لي عن خرافة لا تصدق ، تحدث أحدهم بأن أحد أولياء الله قد زاره بمنامه قائلا له ، أذهب غدا الى المدينة ...ن ... وهناك تاجر يبيع الماشية أسمه .... وأشتري منه ( الصخل ) الكبير ذو اللون الذهبي وقرنه الأيمن مكسورا بأي ثمن يطلبه ، وفعلا بكَرَ صاحبنا القديس وذهب حيث أمره ولي الله وفعلا وجد ضالته عند التاجر كما يزعم ، وتاجر الماشية بداخله يريد أن يبيع ذلك ( الصخل ) لأن الجزارين لا يذبحونه بسبب ( زفرة لحمه ) ، ومثل هكذا ( صخل ) لا يستخدم إلا للتلقيح الجنسي ، وفعلا تمت الصفقة وجلب صاحبنا ( صخله ) ونفذ ما أمره ولي الله زائر المنام ، أشيع بعد أيام أن صاحبنا يملك ( صخلا ) ينتج كل يوم قدحا واحدا من الحليب ، واستكمالا قيل أن لهذا الحليب قدرة على أن يشفي مرضى ضغط الدم ومرضى السكري تحديدا ، ولأن الكثير من العراقيين مصابون بهذه الأمراض لذا أصبح بيت صاحبنا مزارا ومقصدا لهؤلاء المرضى ، كل فجر يتجمهر الناس أما باب دار صاحبنا ويخرج عليهم بقدح من الحليب الطازج ويقسمه بأقداح الشاي ليصبح أربعة أقداح صغيرة يبيع كل قدح ب 100 إلف دينار عراقي ، ( ومن هل المال ، حمل جمال ) ، للإضاءة ....فقط .

غالب المسعودي - الالوهة المؤنثة واللذة المحرمة

بين الماضي والحاضر-حامد كعيد الجبوري

إضاءة بين الماضي والحاضر( صدام )!! يبعث من جديد ؟ حامد كعيد الجبوري للجمال وجوه مختلفة وعديدة ، والقبح ليس له إلا وجها واحدا ، الديمقراطية لها أوجها عديدة ، وللدكتاتورية وجه واحد ، العيش بسلام وأمن بوجه واحد ، والقتل ليس من معطياته إلا الموت ، الطيب – العطر – له أكثر من رائحة تتسامى لتكن هي الأذكى ، والرائحة الكريهة النتنة ليس لها إلا ما يشبهها بنتانتها ، كل هذه التداخلات بسبب حديث تذكرته للطاغية ( صدام حسين ) وهو يزور أحدى المدارس الابتدائية ويلتقي بفلذات أكبادنا الطلاب ، قال لهم صحيح أن الفاكهة ( الموز ) غير متوفرة في أسواقنا المحلية بسبب الحصار الجائر الذي فرض على عراقنا ، وحسنا فعل من حاصرنا ليمنعها ويحرّمها على أطفالنا ، هذه الفاكهة التي تحبونها تسبب لكم - الأطفال - بشكل خاص تسوس الأسنان ، وهنا صفق مدير المدرسة ومعلموها للحكمة التي بشّر بها قائدهم الضرورة ، وكثيرة مثل هكذا تنظيرات طلع بها علينا قائدنا الضرورة الملحة والمُمَلحة ، اليوم بعد التغيير الذي أخذ من عمر الزمن ومن أعمارنا تسع سنين عجاف ونحن نرفل بخير لا يعرفه إلا من عاش معنا ولنا ، أغرقت أسواقنا بما لذ وطاب من بضاعة استهلاكية منتهية الصلاحية والرداءة ، دواء للمرضى من مصادر لا وجود لها على الساحات العالمية ، ناهيك عن عدم صلاحيتها وفاعليتها بالعلاج ، أستورد التجار وخارج الضوابط العالمية والعراقية المعتمدة كل نفايات دول العالم من السيارات سيئة الصنع والمصدر ، والحديث بخصوص الفواكه والخضر لا يصدق ولا يعقل في ما نجده في السوق العراقي ، وبدأت الحكومة ولا أقول الدولة تخطو نحو تحجيم الاستيراد وحسنا تفعل كما نظن ، ولكن بدأت بما يخص المواطن وطعام الفقراء فقط ، وتركت الانسيابية والتسيب بكل مفاصل التجارة من سلع وسيارات وأدوية ترفض دخولها لبلدانها ( موزمبيق وأرتيريا ) ، والغريب يخرج على الناس مصرحا لنا بما تدفق به عقل وزارة الزراعة ليقول (( نعلم أن سعر ( كيلوغرام ) الطماطم وصل لأكثر من ( 2500 ) دينار عراقي ، ونقول للمواطن أمتنع عن الطماطم لشهر واحد وسوف تجد الطماطم المحلية تملأ الأسواق )) ، ما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أشبه مليار ونصف دولار أمريكي يصرف على قمة عربية لم تجلب للعراق سوى التناحر والتصريحات الفجة من هنا وهناك ، ولا ننسى تلك القصور التي أسماها صدامنا العظيم والمعظم بقصور الشعب ، كما خضراء الشعب المقدسة والمبجلة ، للإضاءة .... فقط .

دعارة الأطفال في البصرة: «انهم طيبو القلب-البصرة - سليم الوزان

دعارة الأطفال في البصرة: «انهم طيبو القلب يحبونني ويجلبون لي الهدايا والسجائر»
كان ناجي في الثانية عشرة من عمره عندما اتجه للعمل حمالا في أسواق البصرة. معوزاً دون أب أو راع يحميه ، سرقته حياة الشارع إلى التدخين وإدمان الأقراص المخدّرة. بعدها بثلاث سنوات انجرف إلى بيع جسده.يدخّن ناجي بشراهة وتبدو نظراته زائغة وهو يسحب عربته الحديد الثقيلة لنقل بضاعة المتسوقين إلى أقرب كراج للسيارات بالعشّار، مركز محافظة البصرة.لم يكترث كثيراً بالسؤال عن سبب انخراطه في بيع جسده، فهو لا يعي شيئاً عن الاستغلال الجنسي أو مصطلحات من هذا النوع. كان يكتفي بابتسامة عريضة قائلا: «حبيبي.. أنا أولا أحصل على المال لأعيش، ومن ثم أحصل على المتعة والوناسة». بحسب فهم ناجي فإن الأشخاص الذين يمارسون الجنس معه «عطوفون وكرماء». ويتابع «انهم طيبو القلب يحبوني ويجلبون لي الملابس والهدايا، والسجائر في بعض الأحيان».ويعيل هذا الطفل ثلاثة أخوة يصغرونه سنّا وأماً فقدت زوجها في حرب 2003. وهو يترك عائلته أياماً لا يسأل عنه أحد. يقول ساخرا «أعود إليهم ومعي نقود ترضيهم وتغلق أفواههم». أكثر من صورة لناجي تجدها تتكرر في أنحاء متفرقة من المحافظة الجنوبية التي اجتذبت ما يناهز المليون نازح من المحافظات الأخرى خلال السنوات القليلة الماضية. أطفال بثياب رثة ووجوه متسخة ينتشرون في أسواق البصرة، يمتهنون أبسط الأعمال وأرذلها.»أبو الجاف» ينادي أحمد على زميله ناجي، وكأنه رجل مكتمل النضوج. أحمد لا يتعاطى «الكبسلة»، لكنه أيضا يعرض جسده الهزيل مقابل خمسة دولارات أو عشرة.يلقب أحمد في السوق - وهو في الرابعة عشرة من عمره- بـ «أبو شهاب»، وينحدر من عائلة جرى تهجيرها من محافظة بابل في 2006 خلال الصراع الطائفي الدموي الذي اندلع بين الشيعة والسنة. «بعد وفاة والدي وجدت نفسي مع عربتي هنا»، بدأ أحمد الكلام عن نفسه، متابعا «لم يتحمل أحد من أقاربنا مسؤوليتنا لذا تركت المدرسة لأعمل حمالا في السوق». يعيش أحمد مع والدته في «الحواسم». تلك المناطق أشبه بأحياء صفيح تحيط المدينة وتضم خليطاً غريباً من العائلات المسحوقة والنازحة من المحافظات الأخرى والمهجّرين جراء الصراع الطائفي. الأهالي يسمون أحزمة البؤس تلك بالحواسم كاشتقاق شعبي تهكمي من حرب 2003 التي دعاها صدام بمعركة الحسم. هكذا بات وصف «الحواسم» يطلق على كل شيء غير قانوني.ومع حالة الانفلات الأمني وسيطرة الميليشيات المسلحة على المدينة بين 2003 و2008 تفاقمت أوضاع هذه الأحياء سوءً، وما زالت الى الآن رغم الاستقرار النسبي تفرخ جيوشاً من الصغار الذين لا يهمهم سوى الحصول على قدر من المال بأي وسيلة. يقول أحمد الذي يبدو عليه الاضطراب والتردد «منزلنا مكون من غرفة واحدة في بيت مشترك مع ثلاث عائلات أخرى»، ويضيف أن أمه تأمره بالعمل كل يوم. «إذا لم أجلب نقودا أنام في الطريق». المتجول في سوق العشار المركزي يعثر بسهولة على رفاق ناجي وأحمد. عشرات من الأطفال الحمالين وباعة أكياس النايلون والمتسولين يتقاتلون على بقايا الطعام والهبات. وإزاء ضعف الأجسام الظاهر وأعمارهم الصغيرة ينقلب هؤلاء في كثير من الأحيان إلى أشخاص خطرين أو عدائيين. أحمد مثلا الذي يبدو انطوائيا وخجولا يخفي تحت ثيابه سكيناً ذا قبضة جلدية. ويبرر ذلك بالقول «يزاحمني بعض الأولاد على مكاني في السوق، وأضطر لمواجهة شباب يكبرونني بالسن، كما أن التحرك في الليل خطر».في أزقة الأسواق تلاحق أحمد وسواه من الأطفال النظرات المريبة والألفاظ المشينة. غير أنه حسب قوله لا يكترث. «مهنة الحمالة لا توفر مردوداً ثابتاً بينما تطالبني أمي بالمال يومياً»، يعلّق. وعلى حد قوله كون علاقات حميمة مع بعض تجار السوق. «هناك رجل يأخذني معه فأبيت معه ليلة أو اثنتين، وفي بعض الأوقات يتركني مع أصدقائه». مضيفا بأن هذا التاجر أصبح «صديقاً للعائلة». وفقا للقانون العراقي تصل عقوبة مستغل الأطفال جنسياً إلى الإعدام أحيانا لكنها قلما تطبق فعليا. أما الطفل فلا عقوبة بحقه إلا في حال ارتكابه جنحة فيودع في ما يسمى بمدرسة إصلاح الفتيان.ورغم تشدد القانون إلا أن الصغار غير محميون، يقول المحامي طارق الابرسيم، «فالشرطة لا تقوم بدورها في مراقبة ظاهرة الاستغلال الجنسي والقوانين لا تطبق». خطة محافظة البصرة في تشكيل قوة من الشرطة المجتمعية على غرار بغداد ومحافظات أخرى للحد من هكذا ظواهر باءت بالفشل. إذ جرى إيقاف عمل الشرطة المجتمعية في آذار (مارس) الماضي بعد وقت قصير من افتتاح أول مركز لها في قضاء الزبير، بسبب اعتراض أعضاء مجلس المحافظة عند طرح الملف على التصويت. ويناط بالشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية متابعة مشكلات الأحياء مع المخاتير والوجهاء ورؤساء العشائر، والتحري عن العابثين بالأمن، ووضع حد لحالات العنف المنتشرة، وهي تعرّف نفسها «وسيطا بين أجهزة الأمن وشرائح المجتمع».وبحسب تجار في سوق العشّار، فإن مستغلي الأطفال معروفون في المنطقة ومن السهل تعقب أثرهم. ويقول (طالب. م) وهو صاحب محل لبيع الألبان أن «لا أحد منا يرغب بالتدخل مخافة منهم والحكومة لا تتدخل هي الأخرى».ويضيف أن «بعض هؤلاء يأتي على دراجات نارية أو في سيارات حديثة وهم أشخاص خطرون جداً يستدرجون الصغار ساعات الظهيرة أو المساء إلى أماكن خاصة ليمارسوا معهم اللواط كما يستغلونهم في الدعارة والسرقة وتعاطي المخدرات». ويشير هذا التاجر إلى أصحاب متاجر آخرين مشهورين في السوق باعتدائهم على الأطفال. «انهم يتفاخرون في جلساتهم الخاصة بعدد الأطفال الذي اعتدوا على براءتهم». لكن المحامي طارق الابريسم يشير إلى أن الكثير من قضايا استغلال الاطفال تحل عشائرياً وبمعزل عن الحكومة. في قضاء الزبير مثلا، الذي يبعد 20 كلم عن مركز البصرة، اكتشف قبل أيام أمر أحد مغتصبي الأطفال، لكن القضية جرى حلها عشائرياً بترحيل الجاني من المنطقة وإرغامه على دفع «الفصل» وهو مبلغ من المال تحدده عشيرة الضحية.فضلا عن الدور الأمني، تغيب برامج الرعاية الاجتماعية لسد حاجة أسر أولئك الاطفال ما يجبرهم على الدخول في علاقات عمل مبكرة وخطرة. فراتب الرعاية الاجتماعية للأسرة المكونة من خمسة أشخاص لا يزيد على 120 ألف دينار (حوالي 100 دولار شهرياً)، وهو مبلغ وصفه وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي في معرض انتقاده لموازنة عام 2012 بأنه «يمثل انتهاكا صارخا لقدسية كرامة الانسان العراقي».وكانت الوزارة ضمن ما يسمى «استراتيجية التخفيف من الفقر» حددت الحد الادنى لدخل للعائلة العراقية المكونة من خمسة أشخاص في ظل التضخم الموجود بـ 400 الف دينار عراقي، وهو رقم بعيد جدا عن ما تتقاضاه أسرتي أحمد وناجي. ولا يمكن الكشف عن أعداد الصبية العاملين في الأسواق الذين يتعرضون للاستغلال الجنسي، فأغلبهم يتحاشون التطرق للموضوع، كما أنهم يخضعون لأشخاص يفرضون عليهم التزام الصمت لكن الظاهرة تنتشر بشكل مكثف وفق متابعين في المناطق التي تعرضت للتهجير القسري.واظهرت دراسة تعود للعام 2008 أعدتها منظمة حقوق انسان عراقية ان 72 بالمئة من أطفال الأسر المهجرة في مدينة الناصرية القريبة من البصرة يمارسون أعمالا لا تتناسب مع أعمارهم، مثل تنظيف الشوارع والحمالة، ويمضي بعضهم أكثر من سبع ساعات عمل بشكل متواصل دو راحة. وشملت الدراسة التي أعدتها منظمة الأمل العراقية 411 أسرة لديها 1243 طفلا، وقالت ان هناك منهم من يمارس أفعالا انحرافية مثل بيع العقاقير المخدرة والدعارة. ويقول سامي تومان الناشط في حقوق الانسان، «الأمر لا يختلف كثيرا في البصرة رغم ان مدينتنا هي الأغنى في الموارد والنفط والتجارة البحرية على مستوى العراق». بالنسبة لهذا الناشط، فإن ظاهرة استغلال الأطفال هي وليدة أوضاع غير طبيعية مرّ بها المجتمع العراقي خلال العقود الثلاثة الماضية. ويضيف تومان في هذا الصدد أن «هؤلاء الأطفال لا يمتلكون حق الاعتراض على واقعهم وظروفهم الأسرية وهم ضحايا لمجتمع مفكك ومحطم حكم عليهم بأن تتوقف حياتهم قبل أن تبدأ». ناجي الذي لا يجيد القراءة والكتابة يعبّر بطريقة أخرى عن ذلك: «لا أفكر في يوم غد. أفكر فقط كيف بامكاني ان أمضي يومي هذا»، يقول، ويمضي جارّا عربته في السوق باحثا عن زبون ينتهك ما تبقى لديه من طفولة.

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين / بابل-يضيّف الكاتب ( محمد علي محي الدين )




الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين / بابل
يضيّف الكاتب ( محمد علي محي الدين )
حامد كعيد الجبوري
مساء يوم الخميس 19 / 4 / 2012 م وعلى قاعة الشهيد ( قاسم عبد الأمير عجام ) ضيّف الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين / بابل الباحث والكاتب والشاعر محمد علي محي الدين ) ، تحدث بدءا مدير الجلسة ( حامد كعيد الجبوري ) عن السيرة الذاتية للباحث ( محي الدين ) ، ومحي الدين ولد عام 1950 في محافظة بابل / القاسم ودرس في مدارسها ، وبسبب الظروف الأقتصادية وعوامل أخرى اضطر لترك الدراسة الإعدادية وانصرف للتثقيف الذاتي والدراسة الخارجية ، وتربية أسرته وأداء رسالته الأبوية ، وقد بدأ في سن مبكرة بكتابة خواطر شعرية رأى بعضها النور من خلال نشره في بعض الصحف والمجلات ، و لقي تشجيعا كبيرا من عمه المرحوم الدكتور ( عبد الرزاق محيي الدين ) على الكتابة والنشر في الصحف والمجلات وكان يسدد خطواته بما يبدي من تشجيع ومتابعة ومراجعة لبعض ما يكتب ، وقام رحمه الله بتوجيهه لقراءة كتب البلاغة فكان لها تأثيرها على التجويد في الكتابة وتجنب المزالق المختلفة ، وكانت الصحف والمجلات في العراق تصدر بأشراف الدولة ورقابتها ، وهيمن عليها المقربون من السلطة فكان ينشر نتاجه الأدبي في مجلة التراث الشعبي وأفاق عربية ، وأذيعت بعض القصائد من البرامج التي تقدم من الإذاعة العراقية ، وتوقف عن الكتابة بعد سنة 1978 بسبب الظروف التي مر بها العراق ، وبدأ بعد هذه السنة بالتوجه للدراسات الشعبية ، فكتب آلاف الصفحات في التراث الشعبي العراقي وجمع ميدانيا الكثير من الفنون الشعرية الشعبية ك( الدارمي والموال والأبوذية) ، وجمع الكثير مما يتعلق بالعادات والتقاليد الشعبية ، ثم بوبها في كتب منفصلة تناولت شتى المعارف الشعبية ولم ينشر شيئا منها في المجلات بسبب الظروف التي تمر بها البلاد ، فتكون من ذلك نتاجا ثرا كبيرا قام بعد فترة بطباعتها ، بعد سقوط النظام بدأ في نشر هذا النتاج في الصحف والمجلات العراقية ، وبدأ يشارك بالنشاط الثقافي والمهرجانات والمؤتمرات بعد الانفتاح الكبير الذي رافق التغيير ، وأسهم بشكل فاعل في النشاط السياسي والمجتمعي والكتابة عن الهم العراقي ، ونشر مئات المقالات في الصحف والمجلات العراقية ، منها الصباح والمدى وطريق الشعب والفيحاء والحوار والبينة والاتحاد والأهالي والفتح والمؤتمر والشرارة والشباب الجديد وغيرها .
وتحدث الدكتور ( صباح نوري المرزوك ) عن المنجز الذي حققه ( محي الدين ) وعن مؤلفاته وهي :
المؤلفات المطبوعة:
1- كاظم الجاسم ودوره في الحركة الوطنية / دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011 م
2- أضواء على عملية الهروب من سجن الحلة / دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011م
3- دليل الشعراء الشعبيين في الحلة ج1/ دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011م
4- رجال في ذاكرة الوطن / دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011 م
5- الدارمي أو غزل البنات / دراسة فنية لفن معروف من فنون الأدب الشعبي
6- كتب في الميزان / دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011 م
7- في الأفق الأدبي/ دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2012 م مجموعة دراسات أدبية تناول فيها شاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم وقصيدته أين حقي
8- ديوان المثاني :يحتوى على أكثر من 200 رباعية
9- واقع المرأة في عراق ما بعد التغيير / بالمشاركة / صدر عن مؤسسة الحوار المتمدن 2008 م
وله كتب معدة للطب وهي :
1- حكايات أبي زاهد جزآن
2- ديوان أغاني القافلة شعر شعبي يحتوي على أكثر من 60 قصيدة تناولت مختلف الأغراض.
3- دفاعا عن 14 تموز/ كتاب ضم بين دفتيه مجموعة من الدراسات التي تناولت ثورة 14 تموز/1958
4- في الموروث الشعبي/ دراسات وبحوث في الأدب الشعبي والفولكلور العراقي نشرت في الصحف والمجلات العراقية.
5- آراء ومواقف في العلمانية واليسار
6- بعد الرحيل . ما قيل أو كتب عن الدكتور عبد الرزاق محيي الدين بعد وفاته.
7- مقالات في الشأن العراقي
8- الديمقراطية والانتخابات في العراق
9- الدين والمجتمع
10- آراء ومواقف / سلسلة مقالات ثبت فيها مواقفه حيال بعض المنعطفات الحادة في العراق وبين فيها موقفه منها.
حصاد العمر/ تناول فيها سيرة المناضل الشيوعي عبد الجبار علي أحد أبطال معركة أهوار الغموكة
11 _ محطات في حياة المناضل معن جواد

12 - الأبوذية.. فن عراقي أصيل
وتحدث الشاعر جبار الكواز رئيس الإتحاد فرع بابل عن ما أثاره كتاب ( أضواء على الهروب من سجن الحلة ) ، معتبرا هذا المنجز المنصف والموثق لحادثة الهروب من سجن الحلة الدكتاتوري مرجعا تاريخيا لمن يريد الخوض والكتابة بهذا المضمار ، وتحدث عن التداخلات والمماحكة التي رافقت نشر هذا الكتاب ، وما قيل من فلان وآخر بسبب تسليط الضوء على جزء وترك الجزء الكبير الذي نفذ هذه العملية البطولية .
حضر الجلسة الرفيق ( علي إبراهيم ) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، وحشد كبير من المثقفين والإعلاميين والسياسيين .
ومحمد علي محي الدين عضو الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، وعضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق .