الجمعة، 16 مارس 2012
البصرة وإن جار الزمان -كاظم فنجان الحمامي
البصرة وإن جار الزمان
غريب على الخليج
لقد فاض طوفان الأشجان حتى صار تسونامي. .
فقد كنت أتشمس في حديقتي الصغيرة, أتأمل نخلتي البرحيتين وقد تفتقت طلعاتها, ويقوم الفلاح بتلقيحها, وأنا أراقبه وهو يأتي كل موسم لتلقيح البرحيتين البصريتين وتشذيب كربها وسعفاتها وربط عذوقها حينما تثقل ثمارها .. شممت رائحة اللقاح (فكبسلتني) مثل حشاش مصري في نشوته تحت أشعة الشمس الدافئة .. غادر الفلاح بعد أداء عمله وجلست على الكرسي تحت أشعة الشمس .. وحلقت في سماء غير سمائي, طرت خفيف الجناحين كطيور القطا إلى بصرتي وبيتي وأصحابي .. أغفيت في مكاني حالما بأنني في البصرة وفي بساتين الجنوب أشم رائحة اللقاح والقداح والجوري مخلوطا بنسمات من شطنا الذي كان رائعا ..
غمرتني ذكريات عزيزة, استعرضت في خيالي أيام الصبا والشباب والبصرة وأهلها الطيبين, كنت مغمض العينين وكأني في نشوة حلم وردي, تحاصرني خيالات الماضي.. الشمس ليست شمسي, ورائحة الطلع ليست رائحة بساتيني .. شمسي هناك تدغدغني بحنان بالغ .. تسلمني إلى إغفاءة طفولية حيث يأتي الحاج عبود رحمه الله والد نجم بقوري الشاي (السنكين) بعد وجبة دسمه من الصبور والدولمة .. فنشرب حتى الثمالة .. ما ألذ الشاي في ربوع بلادي ؟ تذكرت أيامي في هذا الفصل الربيعي حيث كنا كصيادين نودع الموسم حين كانت الطيور المهاجرة تستعد للعودة إلى مواطنها واليوم اسأل نفسي : أليس هناك عودة للوطن بعد 42 سنه من الاغتراب ؟ ..
حتى الطيور تريد العودة إلى أعشاشها, وهي تقطع عشرات الآلاف من الأميال, ونحن على مرمى حجر من الوطن ولا نستطيع الوصول إليه, ؟ الجنسية والجواز والهوية لا تنتزع الإنسان الشريف من جلده, فالحنين يسري في شرايينه نارا تلظى .. أتمنى زيارة مدينتي وبيتي, والتقي أحبائي الذين غادر معظمهم عالمنا المضطرب دون أن نحمل نعوشهم فوق أكتافنا, ولا نقرأ الفاتحة على قبورهم, ولا نحضر مجالس عزائهم.. إنها والله حسرة لا تزول, استغرقت في أحلامي الوردية وأنا استنشق رائحة اللقاح وافتقدت رائحة الصبور المشوي والدولمة البصرية والطرشي الخصيباوي والخبز الحار وأغنية (على درب اليمرون أريد اكعد وأتاني) .. يا ترى هل سأرى بصرتي كما تركتها قبل الاحتلال؟. هل استطيع أن أنام قرير العين من دون أن يفاجئني زوار الفجر للبحث عن السلاح أو إلصاق تهمه (4 إرهاب), أو صفة إرهابي تكفيري, وهابي, أو بعثي صدامي ؟ .. هل استطيع أن أنام في بيتنا بالصنكر, الذي تم هدمه ظهرا على صوت طير (الشكرك) المزعج, بعد أن غفت عيوني على تغريد البلابل ؟ , هل سأرى الوجوه البصرية, التي تشع بالطيبة والمحبة ؟, أم وجوه كالحة كذئاب جائعة ؟.
تساؤلات كثيرة تدور في البال .. ثم تختلط الأمور فأرى الكآبة مخيمة على أولئك الطيبين الذين كانوا عنوانا للعراقي المضياف الدمث الأخلاق, الذي لم تغيره المآسي والمحن, فكم مرت عليه من كوارث, لكنه كان صامدا فقد حارب أعداءه الخارجيين بكل ضراوة, ودفع الدماء والأرواح رخيصة, ورد كيدهم إلى نحورهم, لكنه اليوم يحارب من ؟. أيحارب الذين يدعون بعراقيتهم وانتمائهم وهم الذين ساموا هذا الشعب الذل والهوان والجوع ؟, وكيف يقتل العراقي أخاه ؟, وكيف يداهم الجندي والشرطي بيت أهله ؟, ويحطم أثاثهم ويروع أطفالهم ؟, ويغادر بابتسامة صفراء تشفيا وحقدا.. إن جاءك الضيم من عدو فلا حول ولا قوه إما أن يأتيك من ابن وطنك فهي الطامة الكبرى ..
أتمنى العودة, فعلى الأقل تستقر أجسادنا فوق الثرى, الذي ولدنا عليه لكن أن تموت كمدا في بيتك وأنت تشاهد إن القتلة والمجرمين واللصوص هم من مواطنيك وليسوا أعداءك فلا تملك إلا أن تتمنى جحيم العدو ولا جنة هؤلاء.
استيقظت من أحلامي التي استحالت إلى أحلام رمادية أعادتني بقسوة إلى عالمي, وأنا أطيل النظر إلى النخلتين البصريتين اليتيمتين اللواتي ربطن مصيرهن بمصيري, على الأقل يشربن ماءا حلوا, وينعمن بالأمن والأمان, فلن تصرخ مثل نخلات الجنوب من الظمأ والإهمال, ومن الماء المالح المسموم بمخلفات مصانع جارة السوء .
لا ادري هل سيكتب الله لي أن تكتحل عيني برؤية بيتي وصحبي وحديقتي وشمسي ؟. أم أظل اقطع باقي الخطوات في صحراء الاغتراب ؟؟؟. .
تلك كلمات أثارتها رائحة طلع النخيل, والويل كل الويل لو كانت معها نسمات القداح والجوري حينها سيفلت العقل من مكانه .إلى الله المشتكى. .
الخميس، 15 مارس 2012
الاثنين، 12 مارس 2012
ثمن معجزة الكهرباء-كاظم فنجان الحمامي
ثمن معجزة الكهرباء
جريدة المستقبل العراقي 11/3/2012
كاظم فنجان الحمامي
قبل بضعة أيام وصلتني رسالة الكترونية من أخي الكبير الأستاذ سهيل المطوري, تروي قصه طفلة صغيرة كانت في يوم من الأيام بطلة لمعجزة إنسانية وقعت في مكان ما من هذا الكون الفسيح, سأعيد عليكم قراءتها هنا بعدما أخبركم بما تركته في نفسي من انطباعات وهواجس ماانفكت تقفز أمام عيني كلما تعمقت في تفاصيل المعجزة التي تحققت للطفلة, وقارنتها بما يحصل في بلد الأحاجي والألغاز والمعجزات من غياب تام للكهرباء التي أضحت عودتها من المعجزات. .
لقد كانت تلك الطفلة سببا في استنفار ملائكة الرحمة, فتحقق الحلم الذي كاد أن يكون مستحيلا بمبادرة طيبة من رجل واحد تعاطف معها, وهب لنجدة شقيقها, فمتى تتحرك عواطف أصحاب الحل والربط حتى يوفروا لنا الطاقة الكهربائية التي نصبت أبراجها فوق أكتاف المستحيل, ولوت أسلاكها حول أعناق الأمل فخنقته في عز الصيف, وشحنت مولدات التعقيد بأمبيرات التعطيل, فتبدد الحلم القديم في سراب الوعود المؤجلة. .
رجل واحد فقط عصفت به الغيرة والحمية, فتفجرت على يده القدرات الإنسانية الخارقة, ورجال وضعنا ثقتنا بهم, وذرفنا الدموع خارج مكاتبهم المحصنة, فأشاحوا بوجوههم عنا, وتركونا نلوذ بالظل خوفا من أشعة الشمس الحارقة. .
لا أريد أن أطيل عليكم, اقرءوا القصة ثم احكموا على الذين تباطئوا في تأمين الطاقة الكهربائية لشعب عريق يعيش منذ ربع قرن في أفران خط الاستواء. .
توجهت الطفلة سارة, ذات السادسة إلى غرفة نومها, تناولت حصالة نقودها من مخبئها السري في خزانتها, ثم أفرغت محتوياتها على الأرض, أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود في الأسابيع الفائتة, ثم همست في سرها: ((إنها بالتأكيد كافية, ولا مجال لأي خطأ)), أعادت النقود إلى حصالتها, ولبست رداءها, وتسللت من الباب الخلفي متجهة إلى الصيدلية, التي لا تبعد كثيرا عن دارها. .
كان الصيدلي منشغلا, فانتظرته صابرة, بيد إنه لم ينتبه إليها, فحاولت لفت نظره دون جدوى, فما كان منها إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية من حصالتها, فألقتها فوق زجاج الطاولة, التي يقف وراءها الصيدلي, عندئذ انتبه إليها, وسألها بصوت عبّر فيه عن استيائه: ((ماذا تريدين أيتها الطفلة, ألا ترين كم أنا مشغول في مناقشة شقيقي القادم من شيكاغو, والذي لم أره منذ زمن بعيد ؟)), فأجابته بنبرة طفولية حادة: ((إن شقيقي الصغير مريض جداً, وبحاجة لدواء اسمه (معجزة), وأريد أن اشتري له هذا الدواء)). .
أجابها الصيدلي وعلامات الدهشة ترتسم على وجهه: ((عفوا صغيرتي, ماذا قلتي ؟؟؟)), فاستأنفت كلامها قائلة بكل جد: ((شقيقي الصغير اندرو يشكو من مشكلة في غاية السوء, يقول والدي أن هناك ورماً في رأسه لا تنقذه منه سوى (معجزة), أرجوك أفدني حالا ؟؟)). .
أجابها الصيدلي بلهجة متعاطفة معها: ((أنا متأسف يا صغيرتي, فأنا لا أبيع (معجزة) في صيدليتي)).
ردت عليه الطفلة بثبات, وقالت له: (اسمع, أنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء, فقل لي كم الثمن حتى أدفع لك الآن ؟؟)).
كان شقيق الصيدلي يصغي لكلامها, فتقدم منها, وقال لها: ((ما نوع المعجزة التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟؟)). .
إجابته الطفلة بعينين مغرورقتين بالدموع: ((لا أدري, ولكن كل ما أعرفه, إن شقيقي مريض جدا, قالت أمي إنه بحاجة إلى (معجزة), وقال لها أبي إنه لا يملك نقودا تغطي تكاليف العملية الجراحية, لذا قررت أن استخدم نقودي)), فسألها شقيق الصيدلي مبديا اهتمامه: ((كم لديك من النقود يا صغيرة ؟؟)), فأجابته مزهوة: ((معي دولار واحد, وعشرة سنتات, ويمكنني أن اجمع المزيد إذا أحببت)). فأجابها مبتسما: (يا سلام. . دولار واحد وعشرة سنتات, يا لها من مصادفة, إنها تساوي بالضبط ثمن المعجزة التي يحتاجها شقيقك)), ثم تناول منها المبلغ, وامسك بيدها, طالبا منها أن تقوده إلى دارها ليقابل والديها, وقال لها: أريد رؤية شقيقك أيضا.
كان ذلك الرجل هو الدكتور (كارلتون ارمسترونغ) جراح معروف, وهو الذي تبرع بإجراء العملية الجراحية للطفل اندرو على نفقته الخاصة, وكانت عملية ناجحة, تعافى بعدها اندرو تماماً.
بعد بضعة أيام, جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ اليوم الذي تعرفوا فيه على الدكتور (كارلتون) وحتى نجاح العملية, وعودة اندرو إلى حالته الطبيعية, كانا يتحدثان وقد غمرتهما السعادة. قالت الوالدة في سياق الحديث: ((حقا إنها معجزة)), ثم تساءلت: ((ترى كم كلفت هذه العملية ؟؟)). .
رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامة عريضة, فهي وحدها تعلم إن (معجزة) كلفت بالضبط دولار واحد وعشرة سنتات. .
تصوروا معها دولار واحد وتحققت معجزتها, ونحن معنا مليارات الدولارات ولم تتحقق معجزة الكهرباء. .
وقفت وحدها تبتهل إلى الله حتى تتحقق المعجزة, ونحن نقف بالآلف, لكننا نبتهل بقلوب مشتتة ونفوس متنافرة فلم تتحقق معجزة الكهرباء في ديارنا. .
وقف معها رجل واحد, ونحن وقفت معنا طوابير من فرق التكنوقراط, والوزراء والأمراء, ولم تتحقق معجزة الكهرباء. .
ترى ما هو الثمن الحقيقي لمعجزة ثبات التيار الكهربائي واستقراره في عموم المدن العراقية ؟. ومتى تتوقف آخر مولدة منزلية عن الضجيج ؟. .
--
جريدة المستقبل العراقي 11/3/2012
كاظم فنجان الحمامي
قبل بضعة أيام وصلتني رسالة الكترونية من أخي الكبير الأستاذ سهيل المطوري, تروي قصه طفلة صغيرة كانت في يوم من الأيام بطلة لمعجزة إنسانية وقعت في مكان ما من هذا الكون الفسيح, سأعيد عليكم قراءتها هنا بعدما أخبركم بما تركته في نفسي من انطباعات وهواجس ماانفكت تقفز أمام عيني كلما تعمقت في تفاصيل المعجزة التي تحققت للطفلة, وقارنتها بما يحصل في بلد الأحاجي والألغاز والمعجزات من غياب تام للكهرباء التي أضحت عودتها من المعجزات. .
لقد كانت تلك الطفلة سببا في استنفار ملائكة الرحمة, فتحقق الحلم الذي كاد أن يكون مستحيلا بمبادرة طيبة من رجل واحد تعاطف معها, وهب لنجدة شقيقها, فمتى تتحرك عواطف أصحاب الحل والربط حتى يوفروا لنا الطاقة الكهربائية التي نصبت أبراجها فوق أكتاف المستحيل, ولوت أسلاكها حول أعناق الأمل فخنقته في عز الصيف, وشحنت مولدات التعقيد بأمبيرات التعطيل, فتبدد الحلم القديم في سراب الوعود المؤجلة. .
رجل واحد فقط عصفت به الغيرة والحمية, فتفجرت على يده القدرات الإنسانية الخارقة, ورجال وضعنا ثقتنا بهم, وذرفنا الدموع خارج مكاتبهم المحصنة, فأشاحوا بوجوههم عنا, وتركونا نلوذ بالظل خوفا من أشعة الشمس الحارقة. .
لا أريد أن أطيل عليكم, اقرءوا القصة ثم احكموا على الذين تباطئوا في تأمين الطاقة الكهربائية لشعب عريق يعيش منذ ربع قرن في أفران خط الاستواء. .
توجهت الطفلة سارة, ذات السادسة إلى غرفة نومها, تناولت حصالة نقودها من مخبئها السري في خزانتها, ثم أفرغت محتوياتها على الأرض, أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود في الأسابيع الفائتة, ثم همست في سرها: ((إنها بالتأكيد كافية, ولا مجال لأي خطأ)), أعادت النقود إلى حصالتها, ولبست رداءها, وتسللت من الباب الخلفي متجهة إلى الصيدلية, التي لا تبعد كثيرا عن دارها. .
كان الصيدلي منشغلا, فانتظرته صابرة, بيد إنه لم ينتبه إليها, فحاولت لفت نظره دون جدوى, فما كان منها إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية من حصالتها, فألقتها فوق زجاج الطاولة, التي يقف وراءها الصيدلي, عندئذ انتبه إليها, وسألها بصوت عبّر فيه عن استيائه: ((ماذا تريدين أيتها الطفلة, ألا ترين كم أنا مشغول في مناقشة شقيقي القادم من شيكاغو, والذي لم أره منذ زمن بعيد ؟)), فأجابته بنبرة طفولية حادة: ((إن شقيقي الصغير مريض جداً, وبحاجة لدواء اسمه (معجزة), وأريد أن اشتري له هذا الدواء)). .
أجابها الصيدلي وعلامات الدهشة ترتسم على وجهه: ((عفوا صغيرتي, ماذا قلتي ؟؟؟)), فاستأنفت كلامها قائلة بكل جد: ((شقيقي الصغير اندرو يشكو من مشكلة في غاية السوء, يقول والدي أن هناك ورماً في رأسه لا تنقذه منه سوى (معجزة), أرجوك أفدني حالا ؟؟)). .
أجابها الصيدلي بلهجة متعاطفة معها: ((أنا متأسف يا صغيرتي, فأنا لا أبيع (معجزة) في صيدليتي)).
ردت عليه الطفلة بثبات, وقالت له: (اسمع, أنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء, فقل لي كم الثمن حتى أدفع لك الآن ؟؟)).
كان شقيق الصيدلي يصغي لكلامها, فتقدم منها, وقال لها: ((ما نوع المعجزة التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟؟)). .
إجابته الطفلة بعينين مغرورقتين بالدموع: ((لا أدري, ولكن كل ما أعرفه, إن شقيقي مريض جدا, قالت أمي إنه بحاجة إلى (معجزة), وقال لها أبي إنه لا يملك نقودا تغطي تكاليف العملية الجراحية, لذا قررت أن استخدم نقودي)), فسألها شقيق الصيدلي مبديا اهتمامه: ((كم لديك من النقود يا صغيرة ؟؟)), فأجابته مزهوة: ((معي دولار واحد, وعشرة سنتات, ويمكنني أن اجمع المزيد إذا أحببت)). فأجابها مبتسما: (يا سلام. . دولار واحد وعشرة سنتات, يا لها من مصادفة, إنها تساوي بالضبط ثمن المعجزة التي يحتاجها شقيقك)), ثم تناول منها المبلغ, وامسك بيدها, طالبا منها أن تقوده إلى دارها ليقابل والديها, وقال لها: أريد رؤية شقيقك أيضا.
كان ذلك الرجل هو الدكتور (كارلتون ارمسترونغ) جراح معروف, وهو الذي تبرع بإجراء العملية الجراحية للطفل اندرو على نفقته الخاصة, وكانت عملية ناجحة, تعافى بعدها اندرو تماماً.
بعد بضعة أيام, جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ اليوم الذي تعرفوا فيه على الدكتور (كارلتون) وحتى نجاح العملية, وعودة اندرو إلى حالته الطبيعية, كانا يتحدثان وقد غمرتهما السعادة. قالت الوالدة في سياق الحديث: ((حقا إنها معجزة)), ثم تساءلت: ((ترى كم كلفت هذه العملية ؟؟)). .
رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامة عريضة, فهي وحدها تعلم إن (معجزة) كلفت بالضبط دولار واحد وعشرة سنتات. .
تصوروا معها دولار واحد وتحققت معجزتها, ونحن معنا مليارات الدولارات ولم تتحقق معجزة الكهرباء. .
وقفت وحدها تبتهل إلى الله حتى تتحقق المعجزة, ونحن نقف بالآلف, لكننا نبتهل بقلوب مشتتة ونفوس متنافرة فلم تتحقق معجزة الكهرباء في ديارنا. .
وقف معها رجل واحد, ونحن وقفت معنا طوابير من فرق التكنوقراط, والوزراء والأمراء, ولم تتحقق معجزة الكهرباء. .
ترى ما هو الثمن الحقيقي لمعجزة ثبات التيار الكهربائي واستقراره في عموم المدن العراقية ؟. ومتى تتوقف آخر مولدة منزلية عن الضجيج ؟. .
--
السبت، 10 مارس 2012
الجمعة، 9 مارس 2012
( اليوم عيد )-حامد كعيد الجبوري
( اليوم عيد )
الى ( ل ) تفحصي قلبك ستجدينني فيه
حامد كعيد الجبوري
اليوم عيد
اليوم البس كل عمر
عمري الجديد
اليوم اصعد للسمه
وأشتم الكمر
اليوم أجيب النجمه
ترجيه الحبيبي
اليوم ما ألبس حزن
ألبس حرير
أمطرز أبماي النده
ويمطر عشك
بيدي أمشط ليل صبري
وأغزل خيوط الفرح
وأغسل همومي
وعطش كل السنين
وأهمس بأذنك هلاهل
يا كمر يا عالي ردلي
شوف كذلة تلبس عيون السنابل
ويركص البيدر غرام
اليوم أطش الروح
بيد الله عتب
إني رايد
كل حلاتك
كل حلاتك
واشرب شفافك عنب
اليوم طعم الفرح هيل
أركض أركض
ما تصل روحك تعب
اليوم طول السهر ليل
ليل ما يخلص سوالف
تلعب أنهودك رطب
طاير أجناحين شوكي
وانثر النجمات بدروب الهوه
اليوم أشوفك تلعب بروحي
تراتيل ونشيد
اليوم كلبي بيك
يكبر
يكبر وينزل بنفسج
ويزرع بحضنك بريد
اليوم عيد
وغير عيدك ما أريد
غير كلبك ما أريد
وما أريد
آخر الديناصورات الغادرة-كاظم فنجان الحمامي
آخر الديناصورات الغادرة
من كان في قلبه شك على غدر هذا الديناصور فلينظر ويشاهد بنفسه هذا الفلم الذي أذاعته قناة العربية, ثم يحكم بنفسه على مدى تدني الفكر التعسفي إلى المستوى الذي تمخض عن طرد آلاف القطريين المسالمين, وتجريدهم من حقوقهم, ومصادرة أملاكهم المنقولة وغير المنقولة, في حين لاذت قناة الجزيرة بالصمت المطبق وتكتمت على الخبر الفاجعة,
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين الصابرين.
http://s1130.vuclip.com/4e/bd/4ebd506ebd47f29ae58231048c928eb1/ba123207/4ebd_w_2.3gp?c=315804242&u=1615777887&s=BNeGJepin22F9FDB0
كاظم فنجان الحمامي
اختار عمر المختار الشهادة بمخالب الديناصور السفاح (غراسياني), فقاتل الغزاة بكبرياء الأبطال, ودافع عن دينه وعرضه ووطنه ببسالة وشهامة, حتى جاء اليوم الذي وقف فيه في قاعة المحكمة مرفوع الرأس, ثابت الجنان, وعبثا حاول القاضي أن يثني عزيمته, ويغريه بالعفو العام, مقابل أن يكتب بخط يده بضعة كلمات يلتمس فيها العطف والرحمة من الجلاد الايطالي, ويبدي فيها فروض الولاء والطاعة, ويتأسف له ويذعن لإرادته, فرد عليه الأسد الشيخ بهذه العبارة الخالدة:
((أن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, لا يمكن أن تكتب كلمة باطل))
كان عمر المختار رحمه الله أنموذجا رائعا من نماذج العز والشرف والإباء والتضحية والإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد, في حين انقلبت الصورة هذه الأيام, وظهر علينا مراهق تسلق سدة الحكم في غلطة من غلطات التاريخ. غدر بأبيه الأمير العجوز, سلب منه الحكم والصولجان, طرده خارج البلاد شر طردة, استولى على عرشه, صادر حقوقه كلها في انقلاب تلفزيوني على قناة الأكشن السياسي, ثم طمس ذكره في الدنيا قبل الآخرة, واختار الوقوف مع الغزاة في حروبهم التوسعية المفتعلة ضد العواصم العربية كلها من دون استثناء. .
فكان الله في عون الأمة التي يتآمر عليها هذا الديناصور الغادر الذي ماانفك يتحين الفرص لتدمير أشقائه العرب من حكام الأقطار المجاورة له, فالذي يغدر بابيه يسهل عليه الغدر بأخيه ؟؟, والانكى من ذلك انه كتب اسمه بالحروف العبرانية التوراتية على بوابة أحدث المستوطنات الصهيونية, وتبرع وحده بدفع تكاليف المستوطنة, التي تعد من أجمل المستوطنات وأكبرها في عموم الأرض العربية المحتلة, ومن لا يصدق هذا الكلام يراجع الروابط التالية ليرى بنفسه مشاهد الافتتاح والحفل المقام لهذه الغاية ؟؟. .
http://www.youtube.com/watch?v=H2X-7W7XII8
http://www.youtube.com/watch?v=C2-5swyk7V8
http://www.youtube.com/watch?v=2rurwlWRSYY
من كان يصدق أن يأتي علينا زمان يتخاذل فيه حاكم عربي إلى هذا الحد, فيبني في بلاده أكبر القواعد الجوية الحربية للبنتاغون, ويمنحهم من الامتيازات والمزايا والعطايا ما لم يمنحه لأي بلد عربي, حتى صارت مدرجات تلك القواعد الجوية هي الأطول في جميع مطارات الشرق الأوسط, فزاد طولها على 4500 مترا, وارتفعت حظائرها فوق الأرض كقمم الجبال, وباتت تضم آلاف المقاتلات والقاصفات, التي انطلقت من هذا المكان بالذات لتدك حصون بغداد والمدن العراقية الأخرى؟, فلا خير في الزمان الذي يتآمر فيه علينا متذبذب, اختار التمسح بأذيال حكام تل أبيب, وصار رفيقهم النجيب, وصديقهم الحبيب القريب, أحاط نفسه بفريق منتخب من وعّاظ السلاطين, ومعهم جوقة من المضللين ؟, يتباهى دائما بمؤسساته الإعلامية التحريضية, التي لعبت دورا كارثيا في إذكاء نيران الفتنة الطائفية بين المسلمين, وتمادت في الإساءة إلى شعوب المنطقة وحكامها ومنظماتها, فتبا لمن يتآمر علينا. ألا تبا له ولأسياده وحاشيته. .
تميز بكراهيته للعرب, انفرد بصلافته, حرص كل الحرص على صداقته المتينة مع تل أبيب, تعاطف مع شباب اليهود, شملهم برعايته, سمح لهم بالالتحاق في جامعات عاصمته, كان سخيا معهم إلى الحد الذي تبرع فيه بتسديد نفقات دراستهم وإقامتهم وتنقلاتهم من جيبه. .
لا شك إنكم تعرفونه جيدا, وربما تعرفون عنه الكثير من الأسرار والألغاز, لكن المثير للقلق والباعث على الخيبة انه صار هو الذي يقود حملات تمزيق الشعوب العربية, وهو الذي يتحين الفرص لضرب سوريا, وتقسيم ليبيا, وتهميش السعودية, و(تفليش) اليمن, وهو المحرض الرئيس في هذه الفوضى العارمة, التي تفجرت في البلدان العربية وحدها من دون غيرها من أقطار السماوات والأرض, وهو الذي يعد العدة لتفجير أكبر الحروب الكارثية في حوض الخليج العربي بين إيران والكيانات العربية الآمنة المطمئنة, وسيقحم العرب في حروب بركانية تحرق الأخضر واليابس. .
نحن يا جماعة الخير نعيش أبشع فصول المأساة, فالذي يحدث أمامنا اليوم لا يصدقه العقل, خصوصا بعد أن صار هذا الحاكم, هو الذي يضع النظريات الثورية, وهو الذي يطلق المواعظ السياسية, وهو الذي يشرح للقادة العرب أصول الحكم الديمقراطي, وهو الذي يرعى الانتفاضات العربية من مراكش إلى سد مأرب. .
والله يستر من الجايات. . .
الجمعة، 2 مارس 2012
حينما تفيض صدورنا غيضا نلجأ بأحزاننا في العراق الى المقابر -حامد كعيد الجبوري
حينما تفيض صدورنا غيضا نلجأ بأحزاننا في العراق الى المقابر
حامد كعيد الجبوري
( هموم وكبر )
وحشه دياركم سكان الكبور
بقت بس الأسامي وكومة حجار
نمتوا بالأمان وماكو ناطور
ولا تعرف حزن وهموم تحتار
ولا بالك تشغله اتحيطك أنمور
ولا تسمع البينه أشصار ما صار
تناخه الدود بيكم ياكل أبدور
بعيون الورد وخدود جمار
يوميه طبك كل ساع عاشور
وزفينه الشباب شموس واقمار
من يهيج حزني أتضيك الصدور
نحجي للكبر ما يكشف أسرار
هم عدكم قوائم تعرف الزور
متروك الأصيل وتصعد أشرار
متحزمه المنيه جفوف ناعور
عميه وما تعرف زغار وكبار
عفتو للأهل مليتوا القصور
جيرانك كبر ويزورك الجار
هم عدكم مصيبه وكلكم حضور
وتسمعون النواعي أحزان وأشعار
الخدمتك ما أجوا ولدان والحور
بصوانيهم يفوح الهيل وأزهار
دنيتكم هظيمه وحلك تنور
ونكلتوها جحيم النار للنار
تحاسبتوا ولكيتوا هناك دستور
ميزان العدل وحساب جبار
هم كبرك أمصفح بيه مستور
عن عين الشعب وسيوف الأشرار
السياسي وبرلماني كبره محفور
الفقير الحافي يمه تنام تجار
شما تجمع ذهب وتظنه مذخور
تصبُّح والمنيه أتمسي خطار
------------
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)