وظيفة الفن ....الفن حب يتجاوز حدود الاشكال
تعددت التعاريف لمفهوم الفن وكذلك وظيفته بكثرة مدارس الفلسفة والجمال, لكني آثرت تعريفا وهو أن الفن إبداع شكل ذي دلالة يتميز بالوحدة ويعبر عن حياة الشعور. إن وظيفة ألقن الكاملة هي تجميل الواقع الذي لم يعد الواقع الطبيعي الذي فتح الإنسان الأول عينيه عليه بل أصبح الواقع الحضاري, الذي نما يوما بعد يوم منذ نشأته الأولى إلى يومنا الحاضر لقد غير الإنسان من العالم الطبيعي الذي وجد فيه وكانت تعبيراته ذات نزعات متعددة مالبثت أن تلاقحت وتفاعلت من دون أن تخرج بحضارة إنسانية واحدة, ولكنها مجمل حضارات منها المهيمنة ومنها المتكاملة ولذا لم يكن المهم هو تغيير العالم بل تجميله من حيث هو أعلى درجات خيره, وبالرجوع إلى الوراء قليلا نجد أن الفن صاحب الإنسانية منذ نشأته الأولى أي من حياة الكهوف إلى حياة الاستقرار والري وهذا يعني أن هناك فائض الوقت قد استعان به الإنسان لتنفيذ إعماله الفنية(التأمل والعمل) وأجدني أرى أن الفن كان يمارس حتى في حياة الكهوف, من قبل فئة متخصصة وهذا يتطلب موهبة شخص له القابلية على التقاط الشكل والاحتفاظ به في قاموسه الذهني لحين تنفيذ العمل الذي لم يكن متاحا للجميع إلا لفئة معينة وهم الفنانون في المجتمع البدائي ومن هنا يبدأ التخصص والاحتراف لان هذه الفئة كانت لاتخرج للصيد مع إقرانهم بل أن الغذاء كان يجلب لهم كبقية مجتمع الصيد. وعودة على أهمية فائض الوقت في المجتمعات الزراعية يصح التساؤل هل أن الفن ترف؟ هذا يبدو صحيحا لأكثر الناس مما دفع شارل لالو إلى أن يرى فيه التنظيم الانساني للترف ,غير أن راية هذا وليد التفريق بين الترف والضرورة الحيوية. والواقع إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية اجتماعية كلية وجدنا أن لا بد من تجاوز نظرية الترف هذه, إذ أن الفن ضرورة اجتماعية وأخلاقية ولما كان للفن وظيفة اجتماعية وأخلاقية من حيث صيرورته كان لابد من الإشارة إلى أصحاب نظريات التحليل النفسي التي ترى أن الفن لعب, وطالما نظر إليه الناس على انه مضيعة للوقت والجهد وقد يبدو ذلك للنظرة السريعة والمتوقفة عند الأسباب القريبة وبما أن للعب وظيفة تربوية مهمة بشان التطور النفسي للإنسان, يجب علينا أن نتحرى الأسباب البعيدة حتى تبدو مسالة الفن هي عملية انسجام, والانسجام أما أن يكون كليا أو لا يكون وانه بما هو كلي ضروري للمجتمع من اجل وجوده واستمراره وهذا كان لاستبعاد صفة اللعب والترف عنه و خلع صفتي الجد والعمل عليه وإذا نظرنا إلى الحيوان وجدنا بينه وبين عالمه من الانسجام الملائم لاستمرار حياته وهذا بالتالي يكفي للإنسان لو شاء أن يظل في مستوى حيوانيته لكنه ثار على هذا الواقع وانشأ حضارته التي أكملت سبل بقائه واستمراريته, وان يرتقي في مستوى المعرفة والأخلاق وهذه سمة الإنسان الرئيسية وهي السعي إلى الحقيقة والخير والجمال ليفهم خبايا عالمه ويفيد من خبرته ويتمتع بضروب جماله, وهكذا كانت حضارة الفن في بلاد وادي الرافدين إلا أن عواصف الصحراء والمد الشوفيني,قد غطى عليها إلا أنها لم تندثر ابتداء من الحضارة السومرية التي تمثل حقبة عاش بها الإنسان جميع البني الحضارية ليعرفنا بملامح القوة والصلابة والرشاقة ويدون سجلا لرواية الإحداث للأجيال القادمة.
د.غالب المسعودي
السبت، 8 أكتوبر 2011
الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011
وزارة الثقافة تكرم مجموعة من المبدعات العراقيات في مجال الصحافة والقصة القصيرة
وزارة الثقافة تكرم مجموعة من المبدعات العراقيات في مجال الصحافة والقصة القصيرة
تم تقيم الموضوع من قبل 1 قراء
الكاتب: إيمان أكرم البياتي
03/10/2011 2:06 مساءَ
في بادرة جديدة ومتميزة تنصب في خدمة الثقافة العراقية أقامت لجنة المرأة التابعة لوزارة الثقافة العراقية حفلاً لتكريم عدد من الصحفيات والقاصات والإعلاميات العراقيات في مبنى الوزارة في العاصمة الحبيبة بغداد يوم الثلاثاء 23 آب 2011 وبحضور وكيل وزارة الثقافة والمشرف على لجنة المرأة السيد فوزي الاتروشي والسيد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين والسيد مدير عام دار المأمون للنشر والسيد مدير عام الإدارة في الوزارة إلى جانب عدد من الصحف والقنوات الفضائية العاملة في العراق ومراسلي الصحف وبتغطية إعلامية متميزة ومجموعة من المثقفين والمبدعين العراقيين.
وافتتح حفل التكريم بكلمة مهمة ألقاها السيد وكيل الوزارة وشملت عدة محاور مهمة منها التعريف بوزارة الثقافة ودورها الذي أقيمت من اجله وكيف أن وزارة الثقافة في كل العالم هي الوزارة الرشيقة التي تتكون من عدد غير كبير من الموظفين مقارنة بالوزارات الأخرى في الدولة لكنها تتميز عنهم بأنها تتعامل مع أهم الشرائح في المجتمع وترعاهم وهي شريحة المثقفين والمبدعين في مجالات الإبداع الأدبي والفني والفكري وتسعى للارتقاء بهم وبهذا الإبداع، كما أكد السيد الوزير أن الوزارة وضعت عدد من الخطط للارتقاء بالنتاج الثقافي على الرغم من الدعم المادي الضعيف الذي تناله من ميزانية الدولة حالياً مقارنة مع غيرها من الوزارات وفي مقدمة هذه الخطوات الجادة سيكون العمل بلجنة التراخيص التي من خلالها سترسم الوزارة فضاءً واسعاً من الحرية للكاتب والمثقف العراقي وسوف يكون قانون التراخيص القادم هو القانون الذي لم يعرفه العراق في تاريخه الماضي كله حيث سيكون بمقدور الكاتب المثقف والمبدع العراقي أن ينتج ويبدع دون قيود أمنية أو ثقافية حيث سوف تتابع اللجنة وتصدر التراخيص وتمنح الترخيص لكل مشروع أدبي أو فكري أو فني بشرط وحيد وهو أن لا يكون هذا العمل محرضاً للإرهاب أو للطائفية بأي شكل من الأشكال غير ذلك سيكون للمبدع العراقي أن يقدم إنتاجه الإبداعي دون خوف من رفضه.
وذكر كذلك السيد وكيل الوزير بان وزارة الثقافة لا يجب أن تكون الراعي الوحيد للثقافة و إنما التنوع والمشاركة الجماعية لها دور كبير في النهوض الثقافي وامتدح الدور الذي تقوم به العديد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الساحة الثقافية فهي الأخرى تعمل على إنتاج ثقافة عراقية عبر نشاطاتها وعبر أن ذلك يمثل قمة العطاء والتعاون فبذلك لا تكون الوزارة هي المسوقة الوحيدة للخطاب الثقافي في البلد و إنما تشترك فيه كل المكونات العراقية وهي قمة العطاء والإنتاج الثقافي وان الوزارة حريصة مستقبلا أن لا تكون المكافئات والميزات فقط للعاملين في الوزارة ومعها وإنما سوف تشمل المبدعين من خارجها فهم أبناءها وحريصة على ارتقائهم وتشجيعهم.
وذكر الاتروشي أن هنالك نوعاً من الاغتراب بين الوزارة وبين عدد كبير من الكتاب والمثقفين العراقيين وبين الكتاب بعضهم بعضاً حيث أشار إلى إن عدد غير قليل من المثقفين العراقيين يعملون بعيداً عن الوزارة وحيدين منشغلين في توفير لقمة العيش ولا ينالون الدعم والمساندة والتعريف الإعلامي بهم لكنها بالطبع فخورة بكل أبناء البلد المثقفين داخل البلد وخارجه وتتابع أخبارهم وإبداعاتهم وفخورة بالأسماء التي تحصد الجوائز العربية والعالمية في مجال القصة أو الرواية فهي تتابع نشاطاتهم وأخبارهم في الصحف والمواقع الالكترونية ودعا هؤلاء الكتاب جميعاً إلى أن يتواصلوا مع الوزارة فهي دائماً ستكون الراعية لإبداعهم وتعرف بهم عبر وسائل الإعلام و بنتاجهم فضلاً عن أن اغلب الكتاب والمثقفين لم يتلقوا بعضهم ببعض وهكذا لقاءات كما حفل التكريم اليوم يعرفهم ببعض ويمد جسور المحبة بين قلوبهم وأقلامهم.
كما خص السيد الاتروشي المرأة العراقية المبدعة بالكثير من كلمته وبالذات المرأة الإعلامية والتي تعمل في مجال الصحافة وكتابة الأعمدة أو الكاتبة القاصة وأكد انه فخور بما يقراه ويتابعه من إبداعات في وسائل الإعلام المقروءة وفخور بأخبار إبداعاتها وسعيد بالأسماء الكثيرة التي تعمل وتلمع في الساحة الإعلامية والأدبية اليوم وأكد في كلمته إلى حرص الوزارة على تقديم الدعم والمساعدة بمختلف أنواعها إلى المبدعة العراقية سواء كانت قاصة أو شاعرة أو صحفية وتكريم اليوم ما هو إلا حافز لكي تضاعف المبدعة العراقية عطاءها وتخرج من عزلتها التي فرضتها عليها الكثير من الضغوط التي مرت بها وما لجنة المرأة في الوزارة إلا جانب واحد من الجوانب الكثيرة التي تعبر عن اهتمام الوزارة بالمبدعة العراقية سواء كانت فنانة تشكيلية أو أديبة أو تمارس أي عمل إبداعي وفكري آخر.
وذكر أيضا أن الوزارة كانت قد كرمت قبل فترة قصيرة عدد من الشاعرات العراقيات المبدعات اللواتي يعملن بنشاط في الساحة الشعرية العراقية واليوم هي تكرم عدد من الصحفيات والقاصات التي تم اختيارهن وفق معاير خاصة وتمنى أن تحصل كل المبدعات على تكريم مستقبلاً وأكد سيداته إن الوزارة وهو شخصياً حريص على متابعة ما تكتبه المبدعات في الصحف والمواقع الالكترونية من مقالات ثقافية ومن هنا تم اختيار عدد من الأسماء وفي مجال القصة القصيرة تم اختيار القاصات وفق ترشيح من قبل الشبكة الإعلامية الكبيرة (شبكة أنباء العراق) وبالتعاون معها.
وفي ختام الحفل تم تكريم عدد من القاصات والمتميزات في مجال الصحافة بمنحة مادية وشهادة تقديرية وكان من ضمن الأسماء المكرمة كل من عالية طالب، نجاة عبد الله، إيمان أكرم البياتي، رؤى زهير شكر، أطياف إبراهيم، إيمان السلطاني، عواطف مدلول، ابتهال بليبل، سهى الشيخلي، ضمياء الربيعي، أميرة محسن، نجلاء صلاح الدين، سليمة قاسم، آلاء الجبوري، ميديا شلال، حسنية بنيان وماجدة الموسوي.
تم تقيم الموضوع من قبل 1 قراء
الكاتب: إيمان أكرم البياتي
03/10/2011 2:06 مساءَ
في بادرة جديدة ومتميزة تنصب في خدمة الثقافة العراقية أقامت لجنة المرأة التابعة لوزارة الثقافة العراقية حفلاً لتكريم عدد من الصحفيات والقاصات والإعلاميات العراقيات في مبنى الوزارة في العاصمة الحبيبة بغداد يوم الثلاثاء 23 آب 2011 وبحضور وكيل وزارة الثقافة والمشرف على لجنة المرأة السيد فوزي الاتروشي والسيد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين والسيد مدير عام دار المأمون للنشر والسيد مدير عام الإدارة في الوزارة إلى جانب عدد من الصحف والقنوات الفضائية العاملة في العراق ومراسلي الصحف وبتغطية إعلامية متميزة ومجموعة من المثقفين والمبدعين العراقيين.
وافتتح حفل التكريم بكلمة مهمة ألقاها السيد وكيل الوزارة وشملت عدة محاور مهمة منها التعريف بوزارة الثقافة ودورها الذي أقيمت من اجله وكيف أن وزارة الثقافة في كل العالم هي الوزارة الرشيقة التي تتكون من عدد غير كبير من الموظفين مقارنة بالوزارات الأخرى في الدولة لكنها تتميز عنهم بأنها تتعامل مع أهم الشرائح في المجتمع وترعاهم وهي شريحة المثقفين والمبدعين في مجالات الإبداع الأدبي والفني والفكري وتسعى للارتقاء بهم وبهذا الإبداع، كما أكد السيد الوزير أن الوزارة وضعت عدد من الخطط للارتقاء بالنتاج الثقافي على الرغم من الدعم المادي الضعيف الذي تناله من ميزانية الدولة حالياً مقارنة مع غيرها من الوزارات وفي مقدمة هذه الخطوات الجادة سيكون العمل بلجنة التراخيص التي من خلالها سترسم الوزارة فضاءً واسعاً من الحرية للكاتب والمثقف العراقي وسوف يكون قانون التراخيص القادم هو القانون الذي لم يعرفه العراق في تاريخه الماضي كله حيث سيكون بمقدور الكاتب المثقف والمبدع العراقي أن ينتج ويبدع دون قيود أمنية أو ثقافية حيث سوف تتابع اللجنة وتصدر التراخيص وتمنح الترخيص لكل مشروع أدبي أو فكري أو فني بشرط وحيد وهو أن لا يكون هذا العمل محرضاً للإرهاب أو للطائفية بأي شكل من الأشكال غير ذلك سيكون للمبدع العراقي أن يقدم إنتاجه الإبداعي دون خوف من رفضه.
وذكر كذلك السيد وكيل الوزير بان وزارة الثقافة لا يجب أن تكون الراعي الوحيد للثقافة و إنما التنوع والمشاركة الجماعية لها دور كبير في النهوض الثقافي وامتدح الدور الذي تقوم به العديد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الساحة الثقافية فهي الأخرى تعمل على إنتاج ثقافة عراقية عبر نشاطاتها وعبر أن ذلك يمثل قمة العطاء والتعاون فبذلك لا تكون الوزارة هي المسوقة الوحيدة للخطاب الثقافي في البلد و إنما تشترك فيه كل المكونات العراقية وهي قمة العطاء والإنتاج الثقافي وان الوزارة حريصة مستقبلا أن لا تكون المكافئات والميزات فقط للعاملين في الوزارة ومعها وإنما سوف تشمل المبدعين من خارجها فهم أبناءها وحريصة على ارتقائهم وتشجيعهم.
وذكر الاتروشي أن هنالك نوعاً من الاغتراب بين الوزارة وبين عدد كبير من الكتاب والمثقفين العراقيين وبين الكتاب بعضهم بعضاً حيث أشار إلى إن عدد غير قليل من المثقفين العراقيين يعملون بعيداً عن الوزارة وحيدين منشغلين في توفير لقمة العيش ولا ينالون الدعم والمساندة والتعريف الإعلامي بهم لكنها بالطبع فخورة بكل أبناء البلد المثقفين داخل البلد وخارجه وتتابع أخبارهم وإبداعاتهم وفخورة بالأسماء التي تحصد الجوائز العربية والعالمية في مجال القصة أو الرواية فهي تتابع نشاطاتهم وأخبارهم في الصحف والمواقع الالكترونية ودعا هؤلاء الكتاب جميعاً إلى أن يتواصلوا مع الوزارة فهي دائماً ستكون الراعية لإبداعهم وتعرف بهم عبر وسائل الإعلام و بنتاجهم فضلاً عن أن اغلب الكتاب والمثقفين لم يتلقوا بعضهم ببعض وهكذا لقاءات كما حفل التكريم اليوم يعرفهم ببعض ويمد جسور المحبة بين قلوبهم وأقلامهم.
كما خص السيد الاتروشي المرأة العراقية المبدعة بالكثير من كلمته وبالذات المرأة الإعلامية والتي تعمل في مجال الصحافة وكتابة الأعمدة أو الكاتبة القاصة وأكد انه فخور بما يقراه ويتابعه من إبداعات في وسائل الإعلام المقروءة وفخور بأخبار إبداعاتها وسعيد بالأسماء الكثيرة التي تعمل وتلمع في الساحة الإعلامية والأدبية اليوم وأكد في كلمته إلى حرص الوزارة على تقديم الدعم والمساعدة بمختلف أنواعها إلى المبدعة العراقية سواء كانت قاصة أو شاعرة أو صحفية وتكريم اليوم ما هو إلا حافز لكي تضاعف المبدعة العراقية عطاءها وتخرج من عزلتها التي فرضتها عليها الكثير من الضغوط التي مرت بها وما لجنة المرأة في الوزارة إلا جانب واحد من الجوانب الكثيرة التي تعبر عن اهتمام الوزارة بالمبدعة العراقية سواء كانت فنانة تشكيلية أو أديبة أو تمارس أي عمل إبداعي وفكري آخر.
وذكر أيضا أن الوزارة كانت قد كرمت قبل فترة قصيرة عدد من الشاعرات العراقيات المبدعات اللواتي يعملن بنشاط في الساحة الشعرية العراقية واليوم هي تكرم عدد من الصحفيات والقاصات التي تم اختيارهن وفق معاير خاصة وتمنى أن تحصل كل المبدعات على تكريم مستقبلاً وأكد سيداته إن الوزارة وهو شخصياً حريص على متابعة ما تكتبه المبدعات في الصحف والمواقع الالكترونية من مقالات ثقافية ومن هنا تم اختيار عدد من الأسماء وفي مجال القصة القصيرة تم اختيار القاصات وفق ترشيح من قبل الشبكة الإعلامية الكبيرة (شبكة أنباء العراق) وبالتعاون معها.
وفي ختام الحفل تم تكريم عدد من القاصات والمتميزات في مجال الصحافة بمنحة مادية وشهادة تقديرية وكان من ضمن الأسماء المكرمة كل من عالية طالب، نجاة عبد الله، إيمان أكرم البياتي، رؤى زهير شكر، أطياف إبراهيم، إيمان السلطاني، عواطف مدلول، ابتهال بليبل، سهى الشيخلي، ضمياء الربيعي، أميرة محسن، نجلاء صلاح الدين، سليمة قاسم، آلاء الجبوري، ميديا شلال، حسنية بنيان وماجدة الموسوي.
من سرق قوت غيره-كاظم فنجان الحمامي
كاظم فنجان الحمامي
كلما استرجعنا النصوص القانونية المنسية لمسلة جدنا (حمورابي) نصاب بالذهول والدهشة, وبخاصة في هذه المرحلة التاريخية القلقة, التي نحس فيها بالحاجة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق, والتسلح بهما لتجاوز العقبات الكثيرة, التي ولَّدتها خلافاتنا الداخلية المتجددة في عموم الأقطار العربية, والتي ينبغي أن نبحث لها عن الحلول الناجعة في ظل الدساتير والقواعد والسنن والشرائع السماوية السمحاء. بيد أن أصحاب النفوذ من ذوي العقول المتحجرة, والعاهات الدماغية المستديمة, والنفوس المريضة, عادوا في سلوكهم المنحرف إلى الوراء, ونبذ فريق منهم كتاب الله وراء ظهورهم, حتى استقرت بوصلتهم على شرائع الغاب, بما عرف عنها من جشع ولؤم وشراهة وأنانية ورعونة ووحشية, فالغاية عندهم تبرر الوسيلة, والسمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة, والبقاء للأقوى والأشرس والأعنف والأكثر فتكا وقسوة, والعمل السياسي يجري على قدم وساق بقاعدة (انصر أخاك ظالما أو مظلوما), وربما سنكون بأفضل الأحوال لو عدنا إلى تطبيقات الأعراف والشرائع القديمة, التي ورثناها عن البابليين والسومريين والأكديين والكلدانيين والآشوريين, والذين أناروا الطريق للناس منذ انبثاق فجر السلالات البشرية في ربوع الميزوبوتاميا, فلو أخذنا (على سبيل المثال) شريعة جدنا (حمورابي), التي ظهرت إلى الوجود في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد, لوجدنا أنها تضمنت أحكاما عادلة ومنصفة, واستحقت أن تكون انصع المحطات الإنسانية, التي اهتمت بحقوق البشر عبر العصور القديمة وحتى يومنا هذا, وهي التي وضعت الأسس الأولى لمبادئ الحرية والمساواة بين أبناء الشعب من دون استثناء, وأنزلت اشد العقوبات بمن سرق قوت غيره ولم يقل سرقته, أو أكل طعام غيره ولم يقل أكلته, أو استخدم القوة المفرطة, واغتصبت يده ما ليس له, أو نظر نظرة رضا إلى مواطن الشر والظلم, أو بدل الوزن الكبير بالوزن الصغير, وتخطى حدود الأعراف والنظم, ونقض العهود والمواثيق.
تقول إحدى المواد التشريعية في مسلة (حمورابي): ((إذا حكم قاض في قضية, وأصدر حكمه, وكتبه, وتبين فيما بعد أن حكمه كان خاطئاً, وأنه هو المتسبب في ذلك الخطأ, فإنه يدفع ضعف الغرامة, التي فرضها في حكمه بمقدار (12) مرة, ويحرم من ممارسة عمله كقاض)), وربما ستصابون مثلي بالدهشة إذا علمتم أن قوانين (حمورابي) حققت قبل أربعة آلاف سنة تقدما هائلا في تحديد مسئولية الدولة عن الأضرار, التي تصيب مواطنيها, فقد نصت المادة (23) على أن: ((من وقع ضحية السرقة في حالة عدم ضبط الجاني, ولم يستطع استرداد المسروقات, يعوض من قبل أهل المدينة والحاكم, الذي وقعت السرقة على أرضه)),
ولعمري أن هذا النص وحده يعد انجازاً رائعاً ينطوي على قدر كبير من العدالة الاجتماعية, وجاء في نص المادة (250) الحكم التالي: ((إذا نطح ثور رجلاً ما وأماته, فان هذا الحادث لا يستوجب التعويض)), بمعنى أن: (جناية العجماء جِبار),, وتقول المادة (195): ((إذا ضرب ولد والده فعليهم أن يقطعوا يد الولد العاق لوالده)). بينما تناولت المواد (197) إلى (200) مواضيع القصاص والمساواة بين الناس, فالعين بالعين (عند حمورابي) والسن بالسن. .
إذا كانت نصوص شريعة (حمورابي) الوثنية, البالية, العتيقة, الضاربة في عمق التاريخ القديم, أول من أكدت على حقوق الناس, وأول من أرست قواعد العدل والحرية والمساواة, ووفرت الحياة الكريمة لأبناء الرافدين ليدوم عزهم وقوتهم وانتصاراتهم, ووفرت لهم الأمن والأمان والاستقرار, وكانت هي الأطر التشريعية التي صانت صورة المجد والشموخ والرقي في بابل, وسومر, ولكش, ولارسا, وأور, وكيش, وأكد, وكارخينا, والوركاء, وهي التي أضاءت الوجه الحضاري المشرق في ربوع الميزوبوتاميا لقرون وقرون على مدى العصور الذهبية التليدة, وإذا كانت هذه هي سنن وشرائع أجدادنا عام 2011 قبل الميلاد, فما الذي يمنعنا من إنزال القصاص العادل بالفاسدين والمخربين والمجرمين والمزورين والمحتالين والغشاشين والمرتشين, من الذين طغوا في البلاد, وأكثروا فيها الفساد, عام 2011 بعد الميلاد. . . .
الاثنين، 3 أكتوبر 2011
الفصيح !!! حاتم صكبان )حامد كعيد الجبوري
الفصيح !!!
( حاتم صكبان )
حامد كعيد الجبوري
جمال اللغة العربية نجده في تصريفها ، نحوها ، بلاغتها ، بديعها ، رمزيتها ، ومحسناتها اللفظية ، والعرب تأنف أطلاق الكنية بواقعها المرئي المعاش لمن يصاب بعاهة خَـلقية أو عارضة تصيبه فتبدلها لنقيضها مراعية الجانب النفسي لذلك الإنسان ، فتطلق على الأعمى البصير ، وعلى الأبكم – الأطرش – السميع ، وعلى الأسود مرجان ، ويكنون الدميم جميلا ، والمجنون عاقلا ، ولكني لم أجد – والأصح لم أعرف - ما تطلقه العرب على فاقد النطق ( الأخرس ) ، لذا منحتها من نفسي وقلت ربما تقول العرب عنه الفصيح أو الناطق لمن أصيب بعاهة عدم النطق .
الحلة الفيحاء يشطرها نهرها الخرافي – شط الحلة - الجميل لشطرين ، أحدهما الغربي ويسمى الصوب الكبير ويضم سبعة ( أطراف ) وهي ( الطاق ، الجامعين ، جبران ، المهدية ، الجباويين ، التعيس ، والأكراد ) ، وشطر شرقي ويسمى الصوب الصغير وله ثلاثة ( أطراف ) وهي ( كريطعه ، الكلج ، الوردية ) ، والانحدار الطبقي لهذه ( الأطراف ) الثلاثة الجانب الصغير فلاحيا لأغلب بيوتاتها وبخاصة ( طرف الوردية ) رغم وجود شرائح التجار والصناع فيه ، وبساتين أصحاب هؤلاء البيوت تحيط ( طرف الوردية ) لذا سميت ( الوردية ) لكثرة ورودها وبساتينها الغناء ، وأزقة ( الوردية ) يعرفها أهالي الطرف وهي كثيرة ومنها ( عكد ) بمعنى – زقاق - أو ( دربونه ) الشيخ وأعني به الراحل الشيخ ( محمد سماكه ) رحمه الله ، و( عكد ) ( البيات ) ، و( السرحه ) و ( جريدي ) و ( هجول ) و ( حربه ) و ( بشبوش ) و ( العلاك ) و( عكد حسان ) ، وغيرها الكثير وتسمى هذه الأزقة بأسماء أبرز ساكنيها ماليا أو اجتماعيا ، وربما باسم رجل أو امرأة لهما شأن معين في المحلة ، وأغلب بيوت الوردية من الطبقة الفقيرة وربما المعدمة ، ويسكن والدي رحمه الله ببيت مستأجر من الحاج ( عبد الحسين الشمري ) بزقاق يسمى ( عكد باني ) ، ويقع قريب لزقاقنا ( عكد بشبوش ) ومن هذه العائلة الكريمة سنتحدث عن الفصيح أو الناطق ( حاتم صكبان موسى الخفاجي ) تولد عام 1942 م ، ولد هذا الصبي وهو محروم من نعمة النطق ، وأغلب هؤلاء الناطقون غير سامعين لحديث الآخرون والأصوات التي تصدر من حركة الأشياء ، وعييت على هذا الرجل وهو يكبرني بعشر سنوات تقريبا ، وربطتني بأخيه الأصغر ( موسى ) والأصغر ( جعفر ) علاقة مدرسية وعلاقة جيرة وأخوة ، عام 1958 م أستملك بستاننا وبساتين أخرى من بلدية الحلة ووزعتها أراضي للمواطنين ، ولتعلق والدي رحمه الله بأرضه التي أخذتها البلدية لقاء مبلغ مجزي آنذاك فقد أشترى لنفسه قطعة مساحتها 600 م2 في هذه البستان التي تحولت لحي سكني كبير يسمى ( حي الخسروية ) ، ومن حسن الصدف أن ينتقل أغلب أهالي ( الوردية ) لهذا الحي الجديد ومن ضمن هؤلاء جارنا القديم العم ( صكبان ) ، وتبدلت تلك الأزقة بشوارع معبدة بالقار وأنشئ لهذا الحي متنزها جميلا زرعت به أشجارا جديدة مضافة لباسق النخيل التي تتوزع على مساحات متناثرة من هذا المتنزه الجميل ، ويخترق المتنزه نهر ساحر مكشوف يسقي ما تبقى من بساتين ( الوردية ) ، يتوسط المتنزه ( تانكي الماء ) العملاق الذي يغذي الحلة الفيحاء بمائه ، وأحيط المتنزه بسياج حديدي مشبك وللمتنزه بابان ، يقع دار جارنا الفصيح ( حاتم ) مقابل منتصف هذا المتنزه من قسمه الشرقي ، و( حاتم ) جميل المنظر ، حليق اللحية لا يتركها يوما دون حلاقتها ، يرتدي ( الدشداشة ) البيضاء الناصعة النظيفة ، ويعتمر فوق رأسه طاقية ( عرقجين ) ، وفي مناسبات الأفراح والأحزان لأهالي الوردية يرتدي حاتما بدله مخاطه عند أبرز خياطي الحلة بسبب وفرة ذات اليد للحاج ( صكبان موسى ) الذي لم يبخل على ولده وأقاربه بمنحهم من ذات يده ، و( حاتم ) خارق الذكاء لا أعرف كيف تعلم القراءة والكتابة ولوحده دون معلم يساعده ، ولا أعرف كيف أصبح رساما فطريا يرسم لوحاته الجميلة على سياج المتنزه ، وحاتم يملك من القوة الغريب ، يستطيع أن يضع العملة النقدية ذات العشر فلوس أو ( قبغ ) قناني ال ( كوكا ) بوسط سبابته ويضغطها بإبهامه فيلويها ويطبق طرفيها على بعض ، يمسك بسيارة ( حسين الجني ) من ( دعامتها ) الخلفية ويسحبها بقوته نحوه والسيارة يحاول سائقها السير بها الى الأمام ولا تتحرك السيارة إلا بعد أن يأخذ ( حاتم ) التعب ويصب عرقا من كل مسامة من جسمه ، وأغرب ما رأيته من هذا الرجل – حاتم – ينزل لنهر الحلة وعرضه حوالي 40 - 30 مترا وفي مناطق أخرى أكثر ، ينزل الى النهر ويخفي جسده كاملا تحت الماء ( يغوص ) ويتجه صوب الضفة البعيدة – الصوب الآخر للنهر - وحينما يصلها – الضفة الأخرى - يخرج يده فقط دلالة على وصوله لها ، ويعود الى حيث أنطلق ومن نفس النقطة التي أنطلق منها ، بمعنى أن جريان الماء السريع ككتلة قوية يخترقها ويعود لنفس نقطة انطلاقه ، ويظن الكثير أن ( حاتم ) قد غرق لمرور أكثر من أربعة دقائق وهو تحت الماء دون واسطة للتنفس ، أما الطريقة التي علّم فيها أخاه ( موسى ) السباحة فهي غريبة أيضا ، يضع أخاه بين يديه ويذهب به بعيدا لمنتصف النهر ويسحب يداه ويعيدها ليترك أخاه يسبح في الماء برهة وأن رآه سيغرق يعيد يديه لما كانتا عليه حتى تعلم ( موسى ) السباحة ، و( حاتم ) يملك مجموعة كبيرة من الحمام في سطح داره ، وكنا نرى ذلك الحمام ينزل على يديه المبسوطتان وعلى كتفه وعلى رأسه وكأنه أب أو أم لها ، حاربه والده رحمه الله بهذا الحمام فكان الوالد لا يوافق على تملك ولده لهذا الحمام ، لأن الوالد يرى سبة أن أمتلك الولد مثل هذا العدد الكبير من الحمام ، وللحقيقة أقول لم تكن ممارسات ( حاتم ) كما عرفنا من ممارسات مربي الحمام ( المطيرجيه ) ، ف ( حاتم ) لا يرمي بحجر على طيوره وتسقط على الجار ، ولا ينظر لطيوره من خلال سياج السطح فيطلع على عورات جاره ، بل سلك النقيض من ذلك ، كان يعرف بموعد خروج بنات الحي الطالبات الجميلات ، وهن يذهبن لمدارسهن ، فكان يسير خلفهن كأي حارس وبلا أجر ، ومن ثم يعود وهن يخرجن من مدارسهن متعبات ، ويطمأن حين يصلن كل لدارتها ، ومن يستطع التحرش بهن وحارسهن الشجاع ( حاتم ) ، ولا أعرف كيف أنتظم ( حاتم ) لحزب سياسي معروف ، وأحب الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، ويضع على صدره ذلك الدبوس الذي نقش عليه صورة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ، وكان والده يداعبه قائلا أن عبد الكريم ليس بشخصية وطنية محبوبة للناس ، وهو عميل أمريكي أو بريطاني ، والوالد وطني غيور يحب وطنه ويحب الزعيم الشعبي عبد الكريم قاسم ، ولكنها منكدة لحاتم ليس إلا ، فيثور ( حاتم ) بوجه والده مهددا إياه بأنه سوف يذهب لدائرة الانضباط العسكري ويشكو لهم والده ويخبرهم عن فعلته وحديثه ، كل ذلك يتم بلغة الإشارة بين الوالد والولد ، وحدثني الصديق ( حسين عباس طعمه ) وهو قريب للناطق حاتم ( أبن عمته ) ، يقول حسين كنا أثناء مراسيم العزاء الحسيني ننطلق من محلتنا متجهون الى الحسينية التي يقام فيها المأتم ، حدث شجار بين أهل محلتنا ومحلة أخرى نمر بها ، وهربنا بعد أن أتضح لنا أن خصومنا يحملون الخناجر والسيوف و ( القامات ) ونحن بلا سلاح لأننا ضمن طقس عزائي ، هربنا تجاه زقاق يسمى ( العكد الضيك ) فوجئنا بوجود مجموعة من خصومنا يقفون بنهاية الزقاق فأصبحنا كمن العدو من أمامه والعدو من خلفه ، تقدم الناطق حاتم نحو دكان بمنتصف الزقاق وخلع ( كبنك ) الدكان وتناول الخشبة التي يشد لها ( الكبنك ) وتقدم نحو خصومه فهرعنا خلفه مصففين لشجاعته التي اضطرت إلى هروب خصومنا ومنجاتنا من إصابات محققة بفعلة بطلنا الناطق حاتم .
يقال أن الشاعر البصير ( بشار بن برد ) كان يحمل بيده قنديلا ويسير به في طرقات المدينة ، سأله أحدهم لم تحمل هذا القنديل وأنت أعمى لا تبصر ؟ ، فأجابه أني أنير الطريق لأمثالك كي لا ترتطموا بي ، وهذا ما حدث للراحل ( حاتم صكبان موسى ) فقد دهسته سيارة جار لنا وتوفي حاتم على إثرها نهاية عام 1966 م ، قبل أن يودع حاتم لمثواه الأخير ذهب والده الى مركز الشرطة ليتنازل عن داهس ابنه ويخرجه من توقيفه .
السبت، 1 أكتوبر 2011
إضاءة ,المرأة ينبوع عطاء -حامد كعيد الجبوري
إضاءة
المرأة ينبوع عطاء
حامد كعيد الجبوري
لا أعرف كيف لم يطرق سمعي أن هناك تجمعا ثقافيا عراقيا نسويا موزعا على المحافظات العراقية ، وهذا التجمع النسوي قد أخذ بزمام المبادرة ليكن واجهة ثقافية عراقية وإقامة أكثر من تجمع ثقافي نسوي بمحافظات العراق ، وحقيقة أن هذه المبادرة أجدها جميلة أن انفتحت أكثر من ذلك باستقطاب شعراء وكتاب ومثقفون الى هذا التجمع الذي يجب أن لا يحصر نفسه بهذه الزاوية الضيقة وأعني بها النسوية ، وما هو الضير أن كان هذا التجمع من ضمن تشكيلات الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرقيين ، فواجهة الإتحاد أوسع وأعم وأشمل من تجمع يضيق بالمرأة فقط ، وربما سأجد الإجابة ممن هو متصدي لهذه التجمع النسوي ، وربما أنا مخطأ بطرحي فقد قرأ ممثل تجمع ( أديبات العراق ) الأستاذ أثير الطائي بمحافظة بابل كلمته في حفل تكريم أقيم الى دكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) ، ووجود الأستاذ أثير الطائي يدلل على وجود رجل بهذا التجمع النسوي .
مساء يوم 30 / 9 / 2011م وعلى حديقة البيت الثقافي الحلي وتحت شعار ( قصيدة المرأة العراقية ينبوع عطاء للمحبة والسلام ) ، برعاية د . ( هيثم الجبوري ) عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الوطني أقيمت احتفالية تكريمية لدكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) وفاءا لها لتقديم خدماتها الطبية بأجر رمزي للأطفال المرضى ، وقد تبنت فكرة التكريم من قبل ( منظمة أديبات العراق ) ، وكانت عرافة الحفل من قبل الشاعرة والفنانة التشكيلية ( إيمان الطائي ) التي دعت راعي الاحتفال د . هيثم الجبوري لإلقاء كلمته التي حيا فيها الدكتورة المكرمة وأشاد بجهود المنظمة بالسعي للوقوف مع المتفانين لخدمة وطنهم جنبا لجنب مع من ينادي بحرية الشعوب والتطلع للحياة الكريمة ، وقدمت السيد عباس العاني مدير البيت الثقافي الحلي المنظم لهذا الحفل التكريمي الذي شكر بدوره الدكتورة المحتفى بها ودورها الإنساني العلاجي ، أعقبه السيد أثير الطائي ليقدم شكره للشاعرات الآتيات من المحافظات العراقية لهذا التكريم ، وكانت المحطة الشعرية الأولى مع الشاعرة ( حياة الشمري ) التي لا مست قصيدتها شغاف أوحدَها الغائب فقالت ، ( ضالتي أنت أيها الأوحد / متلبس بجسدي / أنبض في مجساتك أنثى / أشتكي لروحي غياب المدن المنهوبة / وكأسي يشربه الآخرون / دعني / أغتسل بمائك عشقا / أشم رائحة النوم على ترابك ) ، واعتلت المنصة الشاعرة ( فرح الدوسكي ) من بغداد العاصمة العراقية لتقرأ قصيدتين أحداهما باللهجة الشعبية ، وللشاعرة الحلية المعروفة بقصائدها الملامسة للواقع العراقي المر ( حسينية بنيان ) مساهمة ( آخر آه ... سئمت الآه ) ، وعودة ثانية لبغداد والشاعرة الشابة ( زينب العابدي ) التي أتحفت الجميع بموال شعبي تتحدث فيه عن النسيج العراقي الجميل ، ولا أعرف من همس بأذن عريف الحفل ( أيمان الطائي ) لتدعوني ( حامد كعيد الجبوري ) للمشاركة بهذا التكريم ، حاولت الاعتذار ولم أفلح ، أردت قراءة قصيدة شعبية وطنية ولم أفلح بذلك أيضا لأنهن حددن لي قصيدة غزل فقلت ، ( أحسبها عدل تتعشه بيه أتريد / وآنه من الفجر من ريجك أتغده / أحذرك آنه شاعر مهرتي من أتغير / تعبر خندقك والحصنك أتهده ) ، وكان هناك طلبا من أعضاء منظمة أديبات العراق الى عريف الحفل الشاعرة والتشكيلية أيمان الطائي لقراءة قصيدة لها فقالت ، ( تركت صداك بلا ردى / تركتني / وهمسي يناقض شكواي / ويتلمس حفيف رغبتي فيك / أيها البعيد / سلاما لجنون رحيلك ) ، ختام هذه الاحتفالية قدمت باقات الورود والهدايا الى الدكتورة المحتفى بها من قبل راعي الأحتفال د هيثم الجبوري ، ومن البيت الثقافي الحلي ، ومن نقيب الصحفيين فرع بابل الصحفي علي الربيعي ، وأجمل ما في هذا التكريم عاطفة الأمومة التي تحدثت بها الدكتورة ( رجاء حسن عبود ) التي لم تقل إلا جملة واحدة وهي ( أنا لا أستحق هذا التكريم لأنني أديت دوري الإنساني ) ، ولم تستطع أكمال حديثها لأنها أجهشت في البكاء ، لتبكي معها كل قلب عطوف ، ووجهت الشاعرة والفنانة التشكيلية ( ثائرة شمعون البازي ) راعية ( مركز فراديس العراق ) برقية تهنئة و مؤازرة من مقر عملها في ( هولندا) الى الدكتورة المحتفى بها ولافتة تشير لذلك ، ولم تكن الشاعرة المغتربة ثائرة البازي ببعيدة عن الحفل فقد قرأت لها عريف الحفل مقطعا شعريا جميلا ، واختتمت الفعالية التكريمة بتقديم الشهادات التقديرية الى الشاعرات المشاركات من قبل الشاعرة ( منى الخرسان ) من النجف الأشرف .
المرأة ينبوع عطاء
حامد كعيد الجبوري
لا أعرف كيف لم يطرق سمعي أن هناك تجمعا ثقافيا عراقيا نسويا موزعا على المحافظات العراقية ، وهذا التجمع النسوي قد أخذ بزمام المبادرة ليكن واجهة ثقافية عراقية وإقامة أكثر من تجمع ثقافي نسوي بمحافظات العراق ، وحقيقة أن هذه المبادرة أجدها جميلة أن انفتحت أكثر من ذلك باستقطاب شعراء وكتاب ومثقفون الى هذا التجمع الذي يجب أن لا يحصر نفسه بهذه الزاوية الضيقة وأعني بها النسوية ، وما هو الضير أن كان هذا التجمع من ضمن تشكيلات الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرقيين ، فواجهة الإتحاد أوسع وأعم وأشمل من تجمع يضيق بالمرأة فقط ، وربما سأجد الإجابة ممن هو متصدي لهذه التجمع النسوي ، وربما أنا مخطأ بطرحي فقد قرأ ممثل تجمع ( أديبات العراق ) الأستاذ أثير الطائي بمحافظة بابل كلمته في حفل تكريم أقيم الى دكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) ، ووجود الأستاذ أثير الطائي يدلل على وجود رجل بهذا التجمع النسوي .
مساء يوم 30 / 9 / 2011م وعلى حديقة البيت الثقافي الحلي وتحت شعار ( قصيدة المرأة العراقية ينبوع عطاء للمحبة والسلام ) ، برعاية د . ( هيثم الجبوري ) عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الوطني أقيمت احتفالية تكريمية لدكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) وفاءا لها لتقديم خدماتها الطبية بأجر رمزي للأطفال المرضى ، وقد تبنت فكرة التكريم من قبل ( منظمة أديبات العراق ) ، وكانت عرافة الحفل من قبل الشاعرة والفنانة التشكيلية ( إيمان الطائي ) التي دعت راعي الاحتفال د . هيثم الجبوري لإلقاء كلمته التي حيا فيها الدكتورة المكرمة وأشاد بجهود المنظمة بالسعي للوقوف مع المتفانين لخدمة وطنهم جنبا لجنب مع من ينادي بحرية الشعوب والتطلع للحياة الكريمة ، وقدمت السيد عباس العاني مدير البيت الثقافي الحلي المنظم لهذا الحفل التكريمي الذي شكر بدوره الدكتورة المحتفى بها ودورها الإنساني العلاجي ، أعقبه السيد أثير الطائي ليقدم شكره للشاعرات الآتيات من المحافظات العراقية لهذا التكريم ، وكانت المحطة الشعرية الأولى مع الشاعرة ( حياة الشمري ) التي لا مست قصيدتها شغاف أوحدَها الغائب فقالت ، ( ضالتي أنت أيها الأوحد / متلبس بجسدي / أنبض في مجساتك أنثى / أشتكي لروحي غياب المدن المنهوبة / وكأسي يشربه الآخرون / دعني / أغتسل بمائك عشقا / أشم رائحة النوم على ترابك ) ، واعتلت المنصة الشاعرة ( فرح الدوسكي ) من بغداد العاصمة العراقية لتقرأ قصيدتين أحداهما باللهجة الشعبية ، وللشاعرة الحلية المعروفة بقصائدها الملامسة للواقع العراقي المر ( حسينية بنيان ) مساهمة ( آخر آه ... سئمت الآه ) ، وعودة ثانية لبغداد والشاعرة الشابة ( زينب العابدي ) التي أتحفت الجميع بموال شعبي تتحدث فيه عن النسيج العراقي الجميل ، ولا أعرف من همس بأذن عريف الحفل ( أيمان الطائي ) لتدعوني ( حامد كعيد الجبوري ) للمشاركة بهذا التكريم ، حاولت الاعتذار ولم أفلح ، أردت قراءة قصيدة شعبية وطنية ولم أفلح بذلك أيضا لأنهن حددن لي قصيدة غزل فقلت ، ( أحسبها عدل تتعشه بيه أتريد / وآنه من الفجر من ريجك أتغده / أحذرك آنه شاعر مهرتي من أتغير / تعبر خندقك والحصنك أتهده ) ، وكان هناك طلبا من أعضاء منظمة أديبات العراق الى عريف الحفل الشاعرة والتشكيلية أيمان الطائي لقراءة قصيدة لها فقالت ، ( تركت صداك بلا ردى / تركتني / وهمسي يناقض شكواي / ويتلمس حفيف رغبتي فيك / أيها البعيد / سلاما لجنون رحيلك ) ، ختام هذه الاحتفالية قدمت باقات الورود والهدايا الى الدكتورة المحتفى بها من قبل راعي الأحتفال د هيثم الجبوري ، ومن البيت الثقافي الحلي ، ومن نقيب الصحفيين فرع بابل الصحفي علي الربيعي ، وأجمل ما في هذا التكريم عاطفة الأمومة التي تحدثت بها الدكتورة ( رجاء حسن عبود ) التي لم تقل إلا جملة واحدة وهي ( أنا لا أستحق هذا التكريم لأنني أديت دوري الإنساني ) ، ولم تستطع أكمال حديثها لأنها أجهشت في البكاء ، لتبكي معها كل قلب عطوف ، ووجهت الشاعرة والفنانة التشكيلية ( ثائرة شمعون البازي ) راعية ( مركز فراديس العراق ) برقية تهنئة و مؤازرة من مقر عملها في ( هولندا) الى الدكتورة المحتفى بها ولافتة تشير لذلك ، ولم تكن الشاعرة المغتربة ثائرة البازي ببعيدة عن الحفل فقد قرأت لها عريف الحفل مقطعا شعريا جميلا ، واختتمت الفعالية التكريمة بتقديم الشهادات التقديرية الى الشاعرات المشاركات من قبل الشاعرة ( منى الخرسان ) من النجف الأشرف .
امام انظار السيد وزير الداخلية المحترم.السيد محافظ بابل المحترم.السيد قائد شرطة بابل المحترم
امام انظار السيد وزير الداخلية المحترم
السيد محافظ بابل المحترم
السيد قائد شرطة بابل المحترم
مساء يوم الاثنين 26\9\2011 حوالي الساعة السابعة مساء توجهت عائلتي الى منطقة شارع 40 للتسوق استعدادا للعام الدراسي الجديد كونهم طلبة جامعيون اوقف ولدي سيارتي بالقرب من مجمع حيدر شعيلة لغرض التبضع حينها طلب منه احد افراد شرطة النجدة المدعو صفاء عباس منجي باخراج السيارة من المكان ولم تكن هي السيارة الوحيدة في الموقع والح في ذلك وكون زوجتي امراة كبيرة في السن ومصابة بداء السكر وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل طلب منه ولدي التريث قليلا الا ان الشرطي لم يمهله بل توجه الى السيارة وتفوه بكلمات غير لائقه وسحب ولدي من ياقة قميصه امام عائلته مما ادى الى المشاجرة مع الشرطي عندها نزلت والدته(زوجتي) وطلبت من الشرطي عدم تصعيد الموقف لانهم مغادرين المكان وتوسلت اليه الا انه قام بدفها واسقطها ارضا,واردف عمله هذا بالمناداة على عدة اجهزة امنية اللذين تظافروا على ولدي وباستعمال القوة المفرطة قاموا بالقاء الشاب في سيارة الشرطة مما استدعى ادخاله الى المستشفى بعد ان تركوه في موقف مركز شرطة الفيحاء وهو طالب جامعي وغير مسلح ومعاق لاصابة ولادية في يده اليمنى وهنا اتساءل ايها السادة
1:ماهو دور الاجهزة الامنية هل الاعتداء على المواطن ام حفظ امن المواطن اواهدار كرامته؟
2:هل يجوز لرجل الامن اسدعاء العشرات من رجال الشرطة وبمختلف المسميات للسيطرة على طالب جامعي حاول الدفاع عن كرامة عائلته وكرامته؟
3:كوني شخصية اكاديمية وفكرية فان استهداف عائلتي بهذه الصورة المهينة يعني افراغ البلد من الكفاءات الاكاديمية والفكرية وهذا ما يوازي فعل الارهاب في البلد.
الدكتور غالب المسعودي
اخصائي جراحة الوجه والفكين
مستشفى الحلة التعليمي-بابل
فنان تشكيلي وناقد
BDS.HDD.FIBMS.
EM;last_summerian00@yahoo.com
URL:someriannet.blogspot.com
السيد محافظ بابل المحترم
السيد قائد شرطة بابل المحترم
مساء يوم الاثنين 26\9\2011 حوالي الساعة السابعة مساء توجهت عائلتي الى منطقة شارع 40 للتسوق استعدادا للعام الدراسي الجديد كونهم طلبة جامعيون اوقف ولدي سيارتي بالقرب من مجمع حيدر شعيلة لغرض التبضع حينها طلب منه احد افراد شرطة النجدة المدعو صفاء عباس منجي باخراج السيارة من المكان ولم تكن هي السيارة الوحيدة في الموقع والح في ذلك وكون زوجتي امراة كبيرة في السن ومصابة بداء السكر وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل طلب منه ولدي التريث قليلا الا ان الشرطي لم يمهله بل توجه الى السيارة وتفوه بكلمات غير لائقه وسحب ولدي من ياقة قميصه امام عائلته مما ادى الى المشاجرة مع الشرطي عندها نزلت والدته(زوجتي) وطلبت من الشرطي عدم تصعيد الموقف لانهم مغادرين المكان وتوسلت اليه الا انه قام بدفها واسقطها ارضا,واردف عمله هذا بالمناداة على عدة اجهزة امنية اللذين تظافروا على ولدي وباستعمال القوة المفرطة قاموا بالقاء الشاب في سيارة الشرطة مما استدعى ادخاله الى المستشفى بعد ان تركوه في موقف مركز شرطة الفيحاء وهو طالب جامعي وغير مسلح ومعاق لاصابة ولادية في يده اليمنى وهنا اتساءل ايها السادة
1:ماهو دور الاجهزة الامنية هل الاعتداء على المواطن ام حفظ امن المواطن اواهدار كرامته؟
2:هل يجوز لرجل الامن اسدعاء العشرات من رجال الشرطة وبمختلف المسميات للسيطرة على طالب جامعي حاول الدفاع عن كرامة عائلته وكرامته؟
3:كوني شخصية اكاديمية وفكرية فان استهداف عائلتي بهذه الصورة المهينة يعني افراغ البلد من الكفاءات الاكاديمية والفكرية وهذا ما يوازي فعل الارهاب في البلد.
الدكتور غالب المسعودي
اخصائي جراحة الوجه والفكين
مستشفى الحلة التعليمي-بابل
فنان تشكيلي وناقد
BDS.HDD.FIBMS.
EM;last_summerian00@yahoo.com
URL:someriannet.blogspot.com
الأربعاء، 28 سبتمبر 2011
انجلينا بين بانكوك وإجكوك -كاظم فنجان الحمامي
انجلينا بين بانكوك وإجكوك
جريدة المستقبل العراقي 28/9/2011
كاظم فنجان الحمامي
لا نريد التحدث هنا عن مواقف هذه المرأة المحسنة في (بانكوك), لكننا سنحدثكم عن سخائها وكرمها في (إجكوك), وشتان بين (بانكوك) و(إجكوك): تلك القرية المحرومة, التي ربما لا تعلمون أين ترتمي ؟, وكيف يعيش أهلها, وأغلب الظن أنكم لا تعلمون كيف وصلتها هذه المرأة, وكيف هرعت إليها, وجاءتها من أقصى الأرض لكي تفترش الأرض مع الأيتام والأرامل والأمهات الثكلى, وتمد لهم يد العون والمساعدة, فتزيح عنهم تراكمات الهموم والأحزان, وما خلفته الحروب الخاسرة من خراب ودمار.
(إجكوك) لمن لا يعرفها تنتمي إلى أغنى أقطار الشرق الأوسط من دون منازع, لكنها تنام بعين واحدة وقلب مجروح بين أنياب البؤس في ضواحي بغداد الشمالية القريبة من مدينة (الكاظمية), اما صاحبة القلب الأبيض فهي الفتاة الهوليودية الحسناء (انجلينا جولي), المولودة في الرابع من حزيران 1975, والحاصلة على جائزة الأوسكار في التمثيل عن جدارة واستحقاق, لكنها ابتعدت عن الأضواء والشهرة, وأثرت تكريس وقتها كله في خدمة القضايا الإنسانية, ووهبت ثروتها للقرى المنكوبة, وكانت (إجكوك) المنسية المهملة محطتها الرئيسة المفضلة في مساعيها الحسنة.
من كان يصدق أن (جولي) بطلة أفلام الأكشن تتناول فطورها مع أطفال (إجكوك) في بيوت الصفيح والتنك, تلعب وتمرح معهم وتداعبهم وكأنها واحدة منهم, تتبرع لهم من مالها الخاص بأكثر من ثمانية ملايين دولار, مليون ينطح مليون, غير البطانيات والصوبات والجليكانات والمراوح, وعلب (الماكنتوش) المحمولة إليهم جوا من معامل (كواليتي ستريت), ومن دون أن تطلب من ذويهم ضم أصواتهم إليها في الانتخابات القادمة على طريقة جماعتنا, ومن دون أن تخشى الإصابة بميكروبات الأمراض المستوطنة, أو الإصابة بشظايا العبوات الناسفة, أو الخطف على يد عناصر العصابات التكفيرية المتشددة, الذين ماانفكوا يصبون جام غضبهم على (جولي) وأمثالها, وينعتونها بالكفر والفسوق والعصيان, ويرفعون عقيرتهم في الوقت نفسه بالدعاء بطول العمر لأقطاب الشر, ورعاة الإرهاب والتطرف.
يقولون: أنها كانت تحرص في كل زيارة لها للعراق على جلب ابنتها (زهراء) لتلعب مع بنات دجلة في طرقات (إجكوك) ودروبها المتربة, وقالوا: أنها كانت في منتهى السخاء والتعاطف مع أطفال (إجكوك), تأتيهم زاحفة على قدميها, تحث الخطى نحو فعل الخير, لم تصطحب معها الهمرات المسلحة في زياراتها المفاجئة, ولا مواكب سيارات (اليوكن) و(البلايزر) المدرعة, من ذوات الدفع الرباعي, ولا المصفحات والصفارات والحراسات المشددة, التي صارت هي العلامات الفارقة لمواكب كبار المسئولين في عموم المحافظات العراقية, من الذين لا يعلم معظمهم أين تقع (إجكوك), ولا يدرون بما آلت إليه أحوال قرية (سيد دخيل), التي التهمتها أفاعي المامبا السوداء, ولم يسمعوا من قبل بالحي (المثلث), والحي (المربع), ولم يشعروا بهموم سكان (علاوي القصب) شمال (خمسة ميل), وربما لم يفكر بعضهم في دفع ما بذمته من أموال الزكاة لجيرانه من الفقراء والمساكين والمحتاجين.
لقد نذرت هذه الشابة الجميلة نفسها ومالها وجمالها وشهرتها للمهمات الإنسانية النبيلة, ونهضت بما لم تنهض به المنظمات الإنسانية العالمية, فقد زارت مخيمات اللاجئين في لبنان, والصومال, وكينيا, وزارت التجمعات السكانية الفقيرة في أفغانستان وباكستان, ودارفور, والسلفادور, وتنزانيا, وسيراليون, وحملت معها في زياراتها المكوكية ملايين الدولارات من رصيدها الخاص.
كان بإمكانها الاستمتاع بثروتها الطائلة على الطريقة الهوليودية الباذخة, وكان بإمكانها قضاء أجمل الأوقات في قصورها الفارهة, لكنها اختارت الوقوف مع سكان القرى المنكوبة, واختارت الوقوف مع أطفال العراق, في الوقت الذي وقفت فيه الكويت خلف مقصلة البند السابع لتمارس أبشع أنواع التعسف ضد العراق وأهله. .
جريدة المستقبل العراقي 28/9/2011
كاظم فنجان الحمامي
لا نريد التحدث هنا عن مواقف هذه المرأة المحسنة في (بانكوك), لكننا سنحدثكم عن سخائها وكرمها في (إجكوك), وشتان بين (بانكوك) و(إجكوك): تلك القرية المحرومة, التي ربما لا تعلمون أين ترتمي ؟, وكيف يعيش أهلها, وأغلب الظن أنكم لا تعلمون كيف وصلتها هذه المرأة, وكيف هرعت إليها, وجاءتها من أقصى الأرض لكي تفترش الأرض مع الأيتام والأرامل والأمهات الثكلى, وتمد لهم يد العون والمساعدة, فتزيح عنهم تراكمات الهموم والأحزان, وما خلفته الحروب الخاسرة من خراب ودمار.
(إجكوك) لمن لا يعرفها تنتمي إلى أغنى أقطار الشرق الأوسط من دون منازع, لكنها تنام بعين واحدة وقلب مجروح بين أنياب البؤس في ضواحي بغداد الشمالية القريبة من مدينة (الكاظمية), اما صاحبة القلب الأبيض فهي الفتاة الهوليودية الحسناء (انجلينا جولي), المولودة في الرابع من حزيران 1975, والحاصلة على جائزة الأوسكار في التمثيل عن جدارة واستحقاق, لكنها ابتعدت عن الأضواء والشهرة, وأثرت تكريس وقتها كله في خدمة القضايا الإنسانية, ووهبت ثروتها للقرى المنكوبة, وكانت (إجكوك) المنسية المهملة محطتها الرئيسة المفضلة في مساعيها الحسنة.
من كان يصدق أن (جولي) بطلة أفلام الأكشن تتناول فطورها مع أطفال (إجكوك) في بيوت الصفيح والتنك, تلعب وتمرح معهم وتداعبهم وكأنها واحدة منهم, تتبرع لهم من مالها الخاص بأكثر من ثمانية ملايين دولار, مليون ينطح مليون, غير البطانيات والصوبات والجليكانات والمراوح, وعلب (الماكنتوش) المحمولة إليهم جوا من معامل (كواليتي ستريت), ومن دون أن تطلب من ذويهم ضم أصواتهم إليها في الانتخابات القادمة على طريقة جماعتنا, ومن دون أن تخشى الإصابة بميكروبات الأمراض المستوطنة, أو الإصابة بشظايا العبوات الناسفة, أو الخطف على يد عناصر العصابات التكفيرية المتشددة, الذين ماانفكوا يصبون جام غضبهم على (جولي) وأمثالها, وينعتونها بالكفر والفسوق والعصيان, ويرفعون عقيرتهم في الوقت نفسه بالدعاء بطول العمر لأقطاب الشر, ورعاة الإرهاب والتطرف.
يقولون: أنها كانت تحرص في كل زيارة لها للعراق على جلب ابنتها (زهراء) لتلعب مع بنات دجلة في طرقات (إجكوك) ودروبها المتربة, وقالوا: أنها كانت في منتهى السخاء والتعاطف مع أطفال (إجكوك), تأتيهم زاحفة على قدميها, تحث الخطى نحو فعل الخير, لم تصطحب معها الهمرات المسلحة في زياراتها المفاجئة, ولا مواكب سيارات (اليوكن) و(البلايزر) المدرعة, من ذوات الدفع الرباعي, ولا المصفحات والصفارات والحراسات المشددة, التي صارت هي العلامات الفارقة لمواكب كبار المسئولين في عموم المحافظات العراقية, من الذين لا يعلم معظمهم أين تقع (إجكوك), ولا يدرون بما آلت إليه أحوال قرية (سيد دخيل), التي التهمتها أفاعي المامبا السوداء, ولم يسمعوا من قبل بالحي (المثلث), والحي (المربع), ولم يشعروا بهموم سكان (علاوي القصب) شمال (خمسة ميل), وربما لم يفكر بعضهم في دفع ما بذمته من أموال الزكاة لجيرانه من الفقراء والمساكين والمحتاجين.
لقد نذرت هذه الشابة الجميلة نفسها ومالها وجمالها وشهرتها للمهمات الإنسانية النبيلة, ونهضت بما لم تنهض به المنظمات الإنسانية العالمية, فقد زارت مخيمات اللاجئين في لبنان, والصومال, وكينيا, وزارت التجمعات السكانية الفقيرة في أفغانستان وباكستان, ودارفور, والسلفادور, وتنزانيا, وسيراليون, وحملت معها في زياراتها المكوكية ملايين الدولارات من رصيدها الخاص.
كان بإمكانها الاستمتاع بثروتها الطائلة على الطريقة الهوليودية الباذخة, وكان بإمكانها قضاء أجمل الأوقات في قصورها الفارهة, لكنها اختارت الوقوف مع سكان القرى المنكوبة, واختارت الوقوف مع أطفال العراق, في الوقت الذي وقفت فيه الكويت خلف مقصلة البند السابع لتمارس أبشع أنواع التعسف ضد العراق وأهله. .
استتراتجية الأمن الداخلي العراقي-صناعة أعداء واستدعاء كارثة:رياض البياتي
استتراتجية الأمن الداخلي العراقي
صناعة أعداء واستدعاء كارثة
رياض البياتي
منذ سقوط النظام السابق والوضع الأمني هشا وخطيرا رغم الأموال الطائلة التي تعادل ميزانيات دول مجاورة ورغم ارتفاع أعداد منتسبي وزارة الداخلية لتصل الى أكثر من مليون منتسب وتأسيس وزارة جديدة للأمن وجهاز لمكافحة الإرهاب وجهاز مخابرات واستخدام وزارة الدفاع لإغراض الأمن الداخلي والدماء الغزيرة التي سالت من منتسبي الأجهزة الأمنية وهم يدافعون عن أبناء الشعب العراقي ، استمر الإرهاب بممارسة عمليات تهدف الى إبقاء هذا البلد بحالة لا تسمح له بالتطور وتاس يس مجتمع ديمقراطي مدني وإحداث نهضة كان الإرهاب يدفع المجتمع الى التعسكر و التطرف مما يقربه من مفاهيم الإرهاب ويبدو ان الإرهاب قد قطع شوطا كبيرا في هذا الاتجاه ، ولو عدنا قليلا الى منتصف العام 2003 وهو العام الذي بدأت به العمليات الارهابية لوجدنا ان قوى الارهاب استطاعت ان تدرس الساحة العراقية جيدا ولكنها فشلت بدراسة المجتمع العراقي بصورة جيدة ولكنها تمكنت من تغيير تكتيكاتها بما يلاءم الهدف الستتراتيجي الاول ، ان قوى الارهاب كانت تخطط لتكون الساحة العراقية احدى ساحات القتال المحتملة حتى قبل سقوط النظام فقد تواجدت منظمات ارهابية في شمال العراق منذ العام 2002 دخلت العراق عن طريق إيران ودخل قسما آخر العراق بموافقة النظام السابق لقتال الغزو الأمريكي وبعد سقوط النظام وبدعم أيراني سوري دخلت العراق مجاميع كبيرة من الإرهابيين بهدف قتال الأمريكان كما يدعون وكان هدف هاتين الدولتين أشغال الولايات المتحدة بقتال في الساحة العراقية .سمحت القوات الأمريكية بتدمير الدولة العراقية وشجعت الجماهير المبتهجة بسقوط النظام لتتحول الى النهب والسرقة وإحراق الممتلكات العامة وتركت حدود العراق مفتوحة لكل من هب ودب واستمر حاكمها المدني باتخاذ إجراءات لتدمير الكوادر البشرية المتيسرة لحماية ما تبقى من الدولة وإعادة بناءها مره أخري فكانت قرارات حل الجيش العراقي وقوى الامن والاستخبارات ومنعهم من العودة الى الخدمة بل تم تصفية طياري القوة الجوية وكوادر العراق النووية والطبية ودفع المتبقين منهم للهجرة الى خارج العراق كانت هذه الإجراءات من الحاكم المدني ومجلس الحكم هي صناعة للأعداء وهؤلاء الناس الذين أدرجوا في خانة الأعداء كان البلد في أمس الحاجة إليهم لإعادة ترصين وضعه الامني .
كانت معالجات الوضع الأمني هي الاسوء في العراق وكانت التؤجيهات التي اصدرها الرئيس بوش هي قتال القاعدة خارج الولايات المتحدة وكانت الساحة العراقية هي اهم ساحة بعد سقوط افغانستان ، تفاجات الولايات المتحدة بالسقوط السريع بالنظام السابق واكتفت بقطعات قليلة لاحتلال العراق مما جعل البلد مفتوحا واستطاع الإرهاب في ظل هذه الفوضى ان يسيطر على محافظات كاملة تقريبا وكانت الحكومات العراقية مشلولة بسبب الإجراءات الامريكية بل أصبح العراق مرتعا للجريمة المنظمة وممرا لتجار المخدرات ومستهلكا لها واستبيح المال العام وانتشر الفساد المالي والاداري وتوقفت عجلة التنمية والخدمات وازداد وضع الكهرباء سوءا لقد كانت هذه مؤشرات على نجاح استراتيجية القوى المضادة للعملية الديمقراطية ومنها القاعدة فكثير ممن اشتركوا في العملية السياسية لم يكونوا يؤمنون بالديمقراطية وقسما منهم كان يتناغم مع دول الجوار وان قسما من هؤلاء السياسيين كانوا يدفعون المجتمع العراقي الى مزيد من الانقسام الذي حصل فعلا بعد سقوط النظام
ان وزارة الداخلية التي بدأت إدارة بريمر لتاهيلها لمواجهة الموقف لم تكن تمتلك اية استراتيجية تعمل بها وقد استلمها وزراء منذ الوزير الاول ولحد الان لا علاقة لهم بادارة الامن الداخلي ان وضع السياسات الستراتيجية موضع التنفيذ يفترض ان يقوم به وكلاء الوزارة والمدراء العامون وقد اصبح المفوض في الخيالة وكيلا في وزارة الداخلية وخال الوزير الثاني وهو فني في القوة الجوية وكيلا اخر يحمل رتبة فريق وتقاسمت الأحزاب والتيارات باقي المناصب ونسب اليها اناس لا علاقة لهم بهذا الجانب بل ان قسما منهم يحملون الجنسية الاجنبية الغير العراقية وهذا ما لا يسمح به اي جهاز امني في العالم وكل ما شاهده المواطن من خطط هؤلاء السادة هو كتل كونكريتية وسيطرات تقطع الشوارع ومعدات أثير الكثير من التساؤلات حول فعاليتها ، ومواكب للسادة المسئولين يوجه حراسهم اسلحتهم على ابناء الشعب العراقي وفي نفس الوقت كان الامريكان يدرسون الإخفاق الذي حصل لهم في العراق واستغلوا اخطاء القاعدة في التعامل مع ابناء المحافظات الحاضنة للارهاب وبتشجيع من القادة الميدانيين بدئوا بخلق موقف معادي للقاعدة في المحافظات الغربية والشمالية وفي نفس الوقت استبدلوا القيادات العاملة في العراق بقيادات جديدة وزادوا قواتهم بمقدار 30 الف جندي امريكي مما رصن من موقفهم وتمكن احد قادتهم المتخصص بالعمليات الخاصة من توجيه ضربة شديدة للقاعدة وهي قتل قائد القاعدة في العراق الزرقاوي مما افقد القاعدة قيادة ميدانية متمرسة وأدى ذلك الى انحسار الارهاب نسبيا وبنفس الوقت بدأت هذه القوى بإعادة تقييم الموقف مرة أخرى واتجهت لتنفيذ عمليات نوعية لأهداف سيادية طالت وزارات وأهداف مهمة وأخيرا استطاع الارهاب ان يغطي بهجمة واحدة عشرة محافظات ومع ذلك يبرر السادة الإعلاميون التابعون للوزارات الامنيه الامر وكأنه خرق ارتكبه احد الجنود او الشرطة واستمرت الكتل الكونكريتية والسيطرات .
إذا كان الامريكان استفادوا من أخطاء القاعدة لتبديل ستتراتيجيتهم وقيادتهم فإننا بقينا على نفس الحال ، ان اي مخطط بسيط لا يقبل تبريرات السادة الإعلاميين فالتخطيط لعمليات تغطي 10 محافظات تحتاج الى انتخاب الاهداف واستطلاع الطرق المؤدية لها والى أجراء حسابات جهد الاسلحة واعداد المتفجرات والسيارات وايصالها الى اهدافها هذه العمليات تستغرق وقتا واسناد لوجستي ، ولا يمكن ان تمر بهذه البساطة امام اكثر من مليون رجل امن ، ان هذا الوضع يوضح كم هي المستويات المكلفة لمكافحة الارهاب متردية ولم تستطع الوصول الى مستوى يؤهلهم لايقاف الارهاب ويوضح كم هي منظمه الامن متخلفه ان اعداد ضابط استخبارات او امن جيد يحتاج الى 15 سنة على الاقل من الندريب للوصول الى المستوى المطلوب لمقاومة الارهاب ، والذي يبدو انه سيستمر لفترات طويلة ، ان الانتصارات التكتيكيه لا تصلح خطاء استراتيجيا ان هناك بالتاكيد انتصارات وتفكيك شبكات ارهاب لكن هل يتناسب هاذا مع الدماء التي سالت والأموال التي أنفقت والزمن الذي أهدر .
اننا نحتاج الى اجراءات حقيقية لاعادة العناصر القادرة للقيام بذلك عناصر موجودة فقد ورثنا نحن جهاز امني ضخم ومدرب يمكننا العودة وانتقاء ما نحتاجه منه هذا اذا استبعدنا نظرية المؤامرة كما ان الوزارة نفسها تحتاج الى اعادة هيكلية لحشد الجهد واعادة تخصيص المديريات والواجبات ويمكن تخفيف الضغط عن هذه الوزارة بربط قوات الحدود بوزارة الدفاع ولكي لا يتشتت الجهد الامني من الضروري ان تدمج وزارة الامن الوطني كوكالة معلومات بوزارة الداخلية وكذا الحال بجهاز مكافحة الارهاب ، ان وزارة الامن الوطني والتي اسسها طبيب وتلاه مهندس زراعي ومهندس مدني والجميع لا يمتلكون اية خبرة في هذا المجال تحتاج الى اعادة نظر ولا مبرر لكونها وزارة ابدا فالنظام السابق ورغم كونه نظام امني لم يجرأ على ذلك.
اما جهاز المخابرات فهو قصة بحد ذاتها فقد اعيد تاسيسه على يد ضابط كان رياضيا وهاوي للطيران ومن الاصدقاء المقربين لاحد وزراء الدفاع في النظام السابق بسبب هذه العلاقه اصبح امرا لجناح طيران في طيران الجيش لفترة وجيزة وبعدها احيل على التقاعد لقد شكل هذا السيد جهاز المخابرات بالاستعانة بزملائه في الجناح وعين مساعده مساعدا له والذي خلفة الان في ادارة هذا الجهاز فماذا يتوقع البلد من جهاز يشكل بهذه الطريقة والان يحاول الاخوة الاكراد الاستحواذ على هذا الجهاز لتصبح حالة فريدة في العالم ان مكون يستحوذ على رئاسة جمهورية ووزارة الخارجية ورئاسة اركان الجيش والاستخبارات العسكرية والقوة الجوية وجهاز المخابرات الذي هو الوجه لثاني للعمليات الخارجية في الدولة العراقية .
ان ما يحري من حديث عن مجلس السياسات الاستراتيجيه يؤدي لتعقيد الموضوع الامني والى تشتت القرار الامني وتسييس هذه المؤسسات اكثر مما هي مسيسة الان وانا لا ارى مبرر لهذه المؤسسة بالكامل فدراسات من هذه النوع كانت تجري في مركز البحوث والدراسات لمجلس قيادة الثورة المقبور وجامعة البكر للدراسات العسكرية فما الحاجة لجهاز مترهل بهذا الشكل تتقاسمه القوى السياسية ليصبح ساحة جديده للتجاذبات السياسيه ، كما ان الحديث عن مدربين ومستشارين لوزارة الداخلية حديث غريب فاين كان الامريكان طوال السنوات الثمان الماضية ولماذا لم يدربوا منتسبي هذه الوزارة ان هؤلاء السادة لن يدربوا احدا لا في الشرطة ولا في الجيش ولا افهم لما الحاجة لمدربين لوزارة مثل الدفاع التي كانت تمتلك على الاقل اكثر من 5000 دبابة و استطاعت احدى فرقها المدرعة ان تشن هجوم ليلي وتحت ظروف بالغة الخطورة وتحت سيادة جوية كاملة للتحالف ومع ذلك تمكنت من الوصول الي هدفها مثل هؤلاء الناس ومثل مخططي القوة الجوية الذين استطاعوا ان يستمروا في عمل القوة الجوية أثناء حرب الخليح الاولي بل زادوا من اعداد الطيارين وضباط الركن الذين حازوا على خبره لم يحصل عليها باقي الطيارين في العالم ان خروج الامريكان من العراق اليوم أفضل من خروجهم في نهايه العام ونحتاج للتاكد من ان اسلحه الولايات المعروضة مكافئه لأسلحه الدول المجاورة علي الاقل والا ما الحاجه لهذا السلاح واذا كانت هناك حاجة لبعض الفنيين لادامة معدات امريكية يتم شرائها او تحويرها فيمكن للشركات المجهزة ان تقوم بهذا العمل .
على السيد القائد العام للقوات المسلحة ان يتحلى بالجراءة اللازمة لايقاف نزيف الدم الذي يعصف بالعراقيين ومنتسبي الاجهزه الامنيه وان يعيد الجيش لواجبه الاساسي وهو التصدي للأخطار الخارجية فان بناء جيش منخرط بعمليات امن داخلي يحوله لقطعات امن داخلي مثل الموجودة لدي كثير من الدول انا لا ادعي ان هذه المقترحات هي الوصفه السحريه لانهاء الارهاب بل هي مقترحا ت تصدر من مواطن حريص علي امنه وسلامه ابنائه .
عرض كتاب"الجواهري !!!,هذا المغني لنور الشمس -حامد كعيد الجبوري
عرض كتاب
الجواهري !!!
هذا المغني لنور الشمس
حامد كعيد الجبوري
صدر عن دار المدى للثقافة والنشر كتاب ( الجواهري هذا المغني لنور الشمس ) للكاتب والأديب ( عبد ألأمير شمخي الشلاه ) ، وتصدرت واجهة الكتاب صورة الشاعر الكبير ( محمد مهدي الجواهري ) ، ويقع الكتاب ب471 صفحة من الحجم الكبير وبورق أبيض صقيل .
سألت الصديق الباحث ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن سبب اختياره لعنوان كتابه وقلت له من أين لك هذا المغني لنور الشمس ؟ ، قال لي أن الجواهري الكبير هو الذي وضع عنوانة كتابه !! ، قلت كيف وضعها ؟ ، ومتى ؟ ، قال ألم تقرأ ( على قارعة الطريق ) بمذكرات الجواهري ؟ ، قلت قرأتها ، أجابني بأنه أستل عنوان كتابه من مذكرات الجواهري والتي يقول فيها ، - الحديث للجواهري - مع عابر سبيل ، ( أأنت مسافر مثلي ؟
فقلت له : لا بل أنا شريد
قال : وأين وجهتك الآن ؟
قلت : وجهتي أن أضع مطلع الشمس على جبيني وأغذَّ السير حتى إذا جنني الظلام أقمت حيث يجنني .. وسرت عند طلوع الفجر
وعندما حان موعد الوداع قال صديق ( قارعة الطريق )
وداعاً أيها المغني لنور الشمس !!!
وداعاَ أيها الشريد ... ) .
قدمت د . ( خيال محمد مهدي الجواهري ) لهذا الكتاب قائلة ، ( الكتاب (( بانوراما )) شاملة وجهد جدير بالتقدير ، ويقينا أن مثل هذا الكتاب سيكون عونا للدارسين والباحثين وسيسهم في أغناء المكتبة العربية بما هو ممتع ومفيد . ) ، واستكمالا لحديث د. خيال الجواهري فأن الباحث قد وظّف من وقته الكثير ولسنين طوال مستعينا بمئات المصادر ، والبحوث ، والدراسات ، ورسائل الشهادات العليا ليصل لتتويج جهده الجهيد بهذا السفر الخالد للجواهري الكبير ، يحتوي الكتاب على ستة فصول .
الفصل الأول :
( ملامح وسمات ) وثّق الباحث فيه بشئ عن ذكريات الجواهري ، وسمات شعره بأقلام فنية وأدبية متميزة ومنها الخطاب التهكمي لدى الجواهري ، ( ثم يتواصل الخطاب التهكمي بوضوح في القصائد ((طرطرا )) و (( عبادة الشر )) و (( هاشم الوتري )) ليصبح التهكم غرضا مستقلا مشحونا بالمواقف ومتبلورا بوصفه غرضا شعريا ) د . ( قيس الجنابي ) ،
أي طرطرا تطرطري .......... تقدمي تأخري
تشيعي تسنني ......... تهودي تنصري
تكردي تعربي ........ تهاتري بالعنصر
يقول الدكتور محمد حسين الأعرجي موصفا شعر الجواهري قائلا ، ( أن الجواهري عاش نصف عمره وهو شاعر عباسي الصفة واللغة والصورة ، والوزن ، يروز القوافي مسبقا وينظم القصيدة ولكنه عاش على امتداد القرن العشرين ، كاملا غير منقوص ، قرن التحولات الكثيرة والمفصلية في بنية القصيدة العربية وإيقاعها مبحرا ضد التيار وبشهرة قلما نالها شاعر سواه ) .
الفصل الثاني :
( بواكيره الأولى ونبوغه وحافظته الشعرية وحديثه عن نفسه فيما دخلنا معه بلاط الملك فيصل الأول واصطفينا شيئا من ملامح النظام الملكي والموقف الشعبي ) ، يقول الجواهري ( أرتبط أسم أسرتنا بجدنا الفقيه الكبير ( الشيخ محمد الحسن ) النجفي المولد هو وسبعة من آبائه والمسمى باسم موسوعته الفقهية ( جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ) ) ، ويقول الجواهري عن طفولته لقد دفعني والدي دفعا لعالم الكبار ، ( وقد أتعبتني السنوات وأنا بين العشر الأولى منها أكثر من العشرات التي تلتها ) ، ولم يقل الجواهري بثورة العشرين شعرا لكنه كان يضع ملصقاتها وإعلاناتها على جدر الصحن الحيدري الشريف ، وقد عاش أحداث ثورة النجف ضد الجيش التركي عام 1919 م ، وعاش الجواهري ثورة العشرين وهو بسن الوعي وأنفجر في أعقابها شاعرا كبيرا ،
لعل الذي ولى من الأمر راجع ...
فلا عيش أن لم تبق إلا المطامع
وسلك الجواهري منذ صباه الطرق الشائكة المحفوفة بالمخاطر وتسلط وجور الحكام المتعاقبون ،
نامي جياع الشعب نامي ...
حرستك آلهة الطعام
ويؤرخ الأستاذ ( حسن العلوي ) ويقول ، ( أن الجواهري كتب أول قصيدة في جريدة العراق التي اختارت له أسم نابغة النجف وكان ذلك في الخامس من أيار عام 1920 م ) ، ومن ثم توالت القصائد الجواهرية ونشرها في الصحف العراقية الأم ، وحاور الكاتب الأستاذ ( زهير الجزائري ) الجواهري في دمشق قائلا له لماذا يحبك الناس ؟ ، فأجاب الجواهري ( مجانين أحبوا مجنونا ) ، والخيانة عند الجواهري من الكبائر المحرمة ( مثل اللصوص بليلة قمراء )
مهلا رويدكم فما .... صافحت يوما من يخون
وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب الأستاذ ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن الجواهري في البلاط الملكي وما حدث وكيف عرف فيصل الأول أن موظف تشريفاته قد نشر قصيدة باسم مستعار – طرفة - وكيف آلت الأمور ليستقيل من وظيفته .
الفصل الثالث :
( أدرجنا موضوعة غاية في الأهمية هي سمة الوفاء عنده والوعي الطبقي وتداعياته على أفكاره وسلوكه ومواقفه اللاحقة ورصدنا تأثير المكان في شعره وحديثا عن الجواهري ومعاصريه ) ، وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب عن قصيدة ( تنويمة الجياع ) وما كتبه النقاد والباحثون حول هذه القصيدة التي نظمت عام 1951 م وكأنها حية للأجيال المتعاقبة ليس في العراق وحسب بل في كل مكان وجد فيه الفقـر ،
نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام
نامي فأن لم تشبعي ... من يقظة فمن المنام
نامي على زبد الوعود ... يداف في عسل الكلام
ويتحدث عن مقهى ( حسن عجمي ) ، والجواهري ومعاصروه ، ودمشق جبهة الصمود ، وعن تلبيته – الجواهري – لدعوة من أبناء الحلة الفيحاء عام 1941 م ، وتحدث عن القصيدة ( المقصورة ) وظروف كتابتها وما قيل فيها وما فقده الجواهري من أبيات هذه القصيدة ،
سلام على هضبات العراق ...
وشطيه والجرف والمنحنى
على النخل ذي السعفات الطوال ...
على سيد الشجر المجتنى(المقتنى)
على الرطب الغض إذ يجتلى ...
كوشي العروس وإذ يجتنى
ويتحدث الجواهري بهذا الفصل عن الرصافي قائلا ( كان الرصافي حتى عام 25 – 1926 م محتفظا بمكانته وبقي شاعرا وهو لا يستطيع إلا أن يكون كذلك حتى لو أعطي الدنيا كلها وهذه طبيعة كل شاعر أصيل ) ، والرصافي الشاعر العراقي الكبير صاحب القصيدة الثورية ( صك الانتداب )
أنا بالحكومة والسياسة أعرف ..
أأُلام في تفنيدها وأعنف
الفصل الرابع :
في هذا الفصل يستجلي الكاتب ماهية علاقة الجواهري مع الحاكم ، واستشراف المستقبل ، وقضية فلسطين ، ولبنان ، والجواهري مع البحتري والمتنبي ، وعلاقتة مع الشعب الكردي
قلبي لكرد ستان يهدى والفم ..
ولقد يجود بأصغريه المعدم
وللإخوة العربية الكردية يقول
قطعنا شوطنا خمسين عاما ..
توحدنا المسرة والمصاب
رضاع أخوة عشنا عليه ...
يمازج دره عسل وصاب
يرن صدى المناحة في بطاح ..
من الأهوار ما ناحت هضاب
وعن علاقته مع المرأة وبلوغه السبعين يقول ،
لجاجك في الحب لا يحمل ..
وأنت أبن سبعين لو تعقل
تقضى الشباب وودعته ..
ورحت على أثره ترقل
مضى منك فيه ربيع الحياة ..
ومات به نصفك الأفضل
ويتحدث الجواهري عن الراحل الشهيد ( عبد الكريم قاسم ) قائلا ، ( غير أني أستطيع التأكيد ثانية أن ( عبد الكريم قاسم ) كان يملك ضميرا حيا ونزاهة نادرة وبساطة في اللباس والحياة والمأكل ، مما جعله يضاف الى قائمة المترفعين عن المظاهر والمكاسب وجاه الثروة )
الفصل الخامس :
في هذا الفصل قالوا بحق الجواهري نثرا ، يقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي ( قرأت ديوان الأستاذ الجواهري فإذا هو كاسم ناظمه عقود جواهر ثمينة يبهر العين لألاؤها ) ، ويقول العلامة محمد حسين كاشف الغطاء ( إضمامة أزهار وباكورة أفكار وهي تنطلق من صفاء الذهن وحدة الفهم ولطف القريحة وسلامة الذوق وغزارة المادة ونابغية الاختراع ) ، ويقول الأستاذ إبراهيم حلمي العمر صاحب جريدتي لسان ( العرب ) و ( المفيد ) ما نصه ( أمتاز الجواهري بدقة متناهية في التصوير وعناية بالغة في الفصيح وحماسة فائقة في الأمور الوطنية ) ، ويصفه الشيخ ( علي الشرقي ) ، ( هذا البلبل الذي يكثر شدوه وتلطف نبرات صوته في الربيع والحدائق والجداول ) ، ويتحدث د . ( علي جواد الطاهر ) مقتضبا موفيا للجواهري صدقه وصداقته ( خير تعريف للجواهري أنه الجواهري ) ، ويرى أدونيس ( شيّع الجواهري بأقوال تجمع على أن الشعر العربي ختم به وهي أقوال أطلقها اليمين واليسار ) ، ويقول نزار قباني ( كلما قرأت قصيدة من قصائد الراحل الكبير محمد مهدي الجواهري وجدتها كخاتم العقيق على جدران الكعبة وباهرة كمهرجان أزياء ) ، ولا يسعني في هذا العرض الموجز أن أذكر كل من خص الجواهري الكبير بشهادته التي قالها .
الفصل السادس :
في هذا الفصل تناول الكاتب بعضا من قصائد شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري وتاريخ نشرها ، ولنقل هي من اختيار الكاتب وفقا لهواه وذوقه الرفيع وتتبعه لقصائد شاعره الجواهري ، يقول الباحث ( ما يذكر هنا شذرات مختارة من نفائس شعره ، مع قصة كل قصيدة بتاريخها ، وشخوصها ، وأجواء ومخاض ولادتها وتداعياتها ) ،
في قصيدة ( الرجعيون ) 1929 م أقول وكأنه يقولها اليوم
ألم ترَ أن الشعب جل حقوقه ..
هي اليوم للأفراد ممتلكات
ومن عجب أن الذين تكفلوا ..
بإنقاذ أهليه هم العثرات
ويتحدث الباحث عن ظروف قصيدة ( أبو العلاء المعري ) وما قاله د . ( طه حسين ) بحق القصيدة وشاعرها ،
قف بالمعرة وأمسح خدها التربا ...
واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا
وأعقبها الحديث عن ( آمنت بالحسين ) ،
فداء لمثواك من مضجع ..
تنور بالأبلج الأروع
و ( يا نديمي )
يا نديمي ومن لظى سقر ...
صيغ هذا اللجام للبشر
ويصل لما يريده الباحث ليختم لنا سفره الطويل الجميل بتاج القصائد كما يسميها ب ( دجلة الخير ) 1962 م ،
يا دجلة الخير أدري بالذي طفحت ...
به مجاريك من فوق الى دون
أدري على أي قيثار قد أنفجرت ..
أنغامك السمر عن أنات محزون
انهي عرضي قائلا كتاب يحتاجه الكثير لأنه يحمل بين طياته ما لم يعرفه الكثير عن هذه القامة الشعرية التي ربما لا تكرر ، و أنه كتاب قد نفد من السوق وأتمنى على ( دار المدى ) أن تعيد طبعه مع ملاحظة التسعيرة الجديدة ليكن بمتناول الجميع طلابا وأساتذة ، ويختم الكاتب ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) قائلا ( ها نحن قد قطعنا معا رحلة قرن كامل ... مذ أبصر محمد مهدي الجواهري النور .. حتى اتسعت بصيرته لترى كل الدنيا ) .
-----------------------
الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011
دجاجات طائفية مستوردة-كاظم فنجان الحمامي
دجاجات طائفية مستوردة
جريدة المستقبل العراقية 26/9/2011
كاظم فنجان الحمامي
حتى الطيور الداجنة في العراق لم تستطع الإفلات بريشها من التصنيفات الطائفية, خصوصا بعد أن شملتها التقسيمات المقيتة المستمدة من ثقافة المحاصصة المذهبية, وأدخلتها بعض المؤسسات الدينية في تجارة اللحوم المستوردة, فأقحمت نفسها في مشاريع تدجين المواطن العراقي, وتلاعبت بعواطفه, واستغلت انتماءاته الطائفية في الترويج لأصناف محددة من الدجاج البرازيلي والتركي والسعودي والإيراني, وأوصت الناس بتناول منتجات معينة, وضعها الفقهاء تحت مسميات مشحونة بالايماءات الرمزية والإيحاءات الدينية المستوحاة من القاموس الفقهي, مثل دجاج (الفقيه), ودجاج (الصفاء), ودجاج (الكفيل), ودجاج (المُراد), ودجاج (الهدى), ودجاج (الحسنات), ودجاج (النور), ودجاج (الأمير), ودجاج (الوكيل), ودجاج (البركة), وتكفل بعض رجال الدين بتوفير الدعم المطلق لأصناف معينة من الدجاج على حساب الماركات التجارية الأخرى, ولست هنا بصدد التعريض بالمؤسسات التي وفرت الغطاء التجاري لتسويق هذه المنتجات, ولا بصدد تحديد العائدية الطائفية لكل صنف من أصناف الدجاج, بقدر ما أريد التحدث عن هذه الظاهرة بشكل عام, ومعرفة ما تركته من جدل عنيف في الأوساط الشعبية العراقية والعربية والعالمية, فأثارت عدة تساؤلات منها: ما مشروعية هذا الدجاج ؟, وهل يجري ذبحه فعلا بالطرق الشرعية الأصولية النافدة ؟. وهل يذبح في معامل عراقية تحت إشراف مفارز رقابية وبوجود كادر بيطري ميداني متخصص في هذا المجال ؟. وقد يحتدم الجدل أحيانا فيثير تساؤلات أخرى منها: هل صارت مهمة الهيئات الدينية في العراق منصبة على رعاية مشاريع الدجاج واللحوم الحمراء والبيضاء ؟, ولا يشغلها من هموم الناس ومصائبهم الكارثية سوى إطلاق الفتاوى والبيانات والتصريحات الداعية إلى تشجيع صنف واحد بعينه, وتفضيله على الأصناف الأخرى المدعومة أيضا من المؤسسات الدينية المناوئة للطرف الآخر في ساحة الصراع التجاري الطائفي ؟. وهل أصبح العراقيون ضحايا للثراء الفاحش الذي تسعى لتحقيقه الجهات المتنفذة باسم الحلال والحرام ؟, وهل انتهت مشاكل العراق, المذبوح من الوريد إلى الوريد, إلى المستوى الذي تفرغت فيه الهيئات الدينية العليا لتشغل نفسها بالنواحي التسويقية للدجاج المذبوح بتقنيات الليزر ؟.
قد يظن القارئ أن هذه الظاهرة مستشرية في العراق وحده, وان العراقيين هم أول من اكتشفوها, وأول من وظفوها في الدعاية التجاري الدينية, ووضعوها في خدمة الدجاج المجمد, والحقيقة أنها ظاهرة عالمية معروفة, انطلقت أول مرة من ولاية تكساس الأمريكية قبل أكثر من نصف قرن, حيث تبنت كنيسة (جورج دبليو) عام 1952 تنفيذ مشروعها التجاري الخاص بتوفير الدعم المالي لنشاطاتها الاجتماعية, وذلك من خلال الترويج لصنف خاص من الدجاج المجمد, أطلقت عليه (دجاج الكنيسة), وهو الدجاج الأوسع انتشارا حتى يومنا هذا في عموم أقطار الأرض, ونجحت الشركة المنتجة مؤخرا في توقيع اتفاقية مع شركة كويتية لإنشاء ستين مطعما في الكويت والبحرين وعمان والسعودية وقطر والإمارات, بيد أن الشركة الأمريكية آثرت تغيير ماركة دجاجها من (دجاج الكنيسة) إلى (دجاج تكساس) منعا للإحراج, الذي قد يتفجر من حساسية الظروف العقائدية لدول المنطقة, وفي أول ردة فعل لهذا المشروع الستيني, طالبت بعض المؤسسات الدينية والتجارية في دول مجلس التعاون بضرورة الإسراع بتطبيق التجربة العراقية, وحث الجمعيات الخيريّة الإسلامية لإطلاق أصناف خليجية من الدجاج المجمد تحت مسميات جديدة مستنبطة من القاموس الفقهي. ثم حذت الكثير من المؤسسات الدينية العربية حذو بعضها في الترويج لمنتجات غذائية مشكوك في صلاحيتها وشرعيتها.
على أية حال يبدو أننا تورطنا من حيث ندري أو لا ندري في حروب الدجاج الطائفي المجمد, وأصبحنا ضحايا لمؤامرات الشركات المنتجة للبيض واللحوم والدواجن, فوقعنا أسرى على موائد ومطاعم الوجبات السريعة, وظهرت علينا فئات جديدة من وعاظ السلاطين آثرت الاندماج مع الدجاج, ونجحت في تدجين الناس وتوزيعهم على أقفاص التصنيف الطائفي المبرمج. وعلى الرغم من هذه القراءة المرة لتداعيات ثقافة الدجاج الأبيض, أجد نفسي خارج دائرة التشاؤم فالتغيير قريب بإذن الله, وسيكون ثمرة كل الجهود الصادقة, التي لا تنشد سوى رفعتنا وعزتنا وضمان صحتنا وسلامتنا من كل مكروه.
وقفة
قل لي ما نوع الدجاجة التي تفضلها على المائدة ؟؟. فأقول لك من أنت, ومن تكون, ومن هو زعيمك الروحي, وربما أتوصل إلى معرفة رقم قائمتك الانتخابية, وتنظيمك السياسي إن كان لك تنظيم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)