الأحد، 5 يونيو 2011
هنا اذاعة بغداد.. حكاية دخول اول مذياع للعراق-عن قصي الفرضي / العراق بغداد
هنا اذاعة بغداد.. حكاية دخول اول مذياع للعراق
في مساء يوم الاربعاء الاول من تموز عام 1936 ترك الكثير من سكان بغداد بيوتهم وتجمهروا في الساحات التي نصبت فيها اجهزة الراديو للاستماع والاطلاع
على هذا الجهاز العجيب وهو يتحدث اول مرة بصوت عراقي . بعضهم لم يكن مصدقا ان هذا الصندوق الخشبي الانيق الذي يحتوي على بضعة ازرار عاجية
ولوحة زجاجية مستطيلة تشع بلون اخضر باهت يتحرك فيها مؤشر احمر نحيف
يمكن ان ينطق ويغني بمجرد تحريك هذا المؤشر فيأتيك باخبار الدنيا .. فكيف
دخل هذا الجهاز العجيب الى بغداد .. في عام 1928 السيد عبد العزيز البغدادي صاحب شركة الدخان العراقي اراد ترويج بضاعته فاجرى مسابقة لنشرها في الصحف بقصد الدعاية لمنتجات شركته وجعل الجائزة الاولى جهاز مذياع ..
وكان المذياع يعد سلعة ثمينة وفريدة بمقياس ذلك الزمان وعلى الرغم من اننا
لانعرف من صاحب الحظ السعيد الفائز بتلك الجائزة غير ان تلك الواقعة سجلت رسميا وشعبيا دخول المذياع أول مرة الى الشارع العراقي .
وفي عقد الثلاثينيات حيث بدأت بوادر الحداثة تاخذ طريقها الى الحياة العراقية
المدنية انتشرت المقاهي بطريقة لافتة في مدن العراق الكبرى . وبدأت تلعب دورا
ثقافيا تنويريا رائدا خاصة في بعض المقاهي الكبيرة في بغداد التي قامت بنصب
محطات اذاعية (سلكية) لتبث الى روادها الاغاني والمقامات العراقية .. وكان صاحب المقهى ينصب جهاز راديو كبيراً في ركن المقهى ويوصله باسلاك الى
الحاكي ( الغرامفون )الذي تذاع منه الاغاني و تراتيل القرآن الكريم المُسجلة في اسطوانات كبيرة .. كان اول مقهى انشأ هذا الاذاعة البسيطة يعود الى الحاج
عبد العزيز الكائن في محلة الفضل الشهيرة الواقعة في جانب الرصافة ببغداد
حدث ذلك عام 1932 تبعه بعد قليل من ذلك الحاج عبيد الذي انشا استوديو صوتيا
في بيته الذي يجاور المقهى ثم اوصله بسلك الى الراديو الموجود في مقهاه الكائن
على نهر دجلة .. وما تميز به الحاج عبيد على منافسه الحاج عبد العزيز انه كان يبث موسقى حية الى رواد مقهاه بعد ان استاجر فرقة موسيقية لهذا الغرض .
مقاه اخرى طورت الفكرة وخاصة تلك الموجودة بالقرب من جامع الفضل بعد ان استأجر اصحابها تختا موسيقيا متكاملا متكاملا مؤلفة من فرقة وعازفين مع
مطرب مقام اضافة الى منشد مدائح نبوية وقاموا بتوسيع البث السلكي ليغطي عددا
من المقاهي في وقت واحد بينما كان عبد السلام العزاوي وزكي خطاب المحامي
يتلوان ايات القران الكريم من هذه الاذاعة السلكية التي انشئت في عام 1933 و
هكذا تطورت المحاولات وشملت اغلب المقاهي في بغداد وتعدت الظاهرة الى المدن
الاخرى مثل البصرة والموصل .
اذاعة الزهور
في عام 1933 توفى اول ملوك العراق فيصل الاول وتوج ابنه الشاب غازي على العرش وكان عمر الملك الجديد 21 سنة فقط وكان عائدا للتو من لندن بعد ان تخرج في كلية (هارو) الانجليزية وكانت تستهوي غازي بعض ملامح الحضارة
الغربية فقد كان يحب قيادة السيارات السريعة نوع (كوبيه) ولديه الاهتمام
بالمخترعات الحديثة وخاصة بالراديو لذا جاء في مقدمة اولوياته انشاء اذاعة خاصة به وكان له ما اراد عندما انشأ في مطلع عام 1936 اول اذاعة لاسلكية
وقد كلف احد المهندسين الاجانب بنصب جهاز ارسال بقدرة كيلوا واط واحد في القصر الملكي الذي يطلق عليه قصر الزهور . وقد اخذت الاذاعة اسم القصر وسميت اذاعة الزهور .الطريف في الامر ان الملك الشاب كان يعمل في اذاعته
لوحده فهو يعد ويقدم البرامج والاغاني التي كان يؤديها المطربون في بث حي و
مباشر وعلى الهواء لعدم وجود اجهزة التسجيل الصوتية ( الشريط ) حينها و
من الذين ضيفهم في اذاعته المطرب المقامي الاول محمد القبانجي والمطرب الريفي اللامع حضيري ابو عزيز اضافة الى الاغاني استثمر الملك الاذاعة في القاء
الخطب السياسية التي كان الملك من خلالها ايصال افكاره المعادية للانكليز الى
الناس . وبالفعل بدا يشن من اذاعته حملة شرسة ضدهم . ولم يكن الملك الشاب
مدركا خطورة تصرفاته تلك بسبب قلة خبراته في السياسة والحياة . وكانت اذاعة الزهور تبث على الموجة المتوسطة ولاتسمع الا في مدينة بغداد وضواحيها ومن خلال عدد محدود من اجهزة الاستقبال وزعها على بعض الاماكن العامة في بغداد
وعندما توفي الملك غازي في حادث السيارة ليلة 3 نيسان عام 1939 بظروف
غامضة وتوقفت هذه الاذاعة عن العمل الى الابد.
هنا بغداد .
وبسبب انطلاق اذاعة الزهور المعادية للانكليز بدأت الحكومة العراقية بعد شهور
بالتفكير جديا في انشاء اذاعة عراقية وتم لها ما ارادت في يوم الاربعاء الاول
من تموز 1936 . وكان اول صوت انطلق من اذاعة بغداد ليقول (هنا بغداد) هو صوت المذيع عبد الستار فوزي بعد ان افتتح وزير المعارف المحطة وكان اسمها
الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية . 1936 .واعدت الاذاعة لذلك اليوم برنامجا
حافلا جاء فيه . • في الساعة 6،30 مساء الافتتاح الرسمي للاذاعة من قبل وزير
المعارف
• في الساعة السابعة تلاوة من القران الكريم للمقرىء عبد العزيز الحكيم
• نشرة الاخبار يقرأها ابراهيم حلمي العمر وكيل مدير الدعاية والنشر
• عزف على الكمان
• محاضرة عن مكافحة الامراض الشائعة للطبيب خليل افندي
• في الساعة 8،45 اسطوانتان شرقيتان واحدة لام كلثوم والثانية لمغنية تركية .
• في الساعة التاسعة امسية غنائية للمطربة سليمة مراد بمصاحبة فرقتها .
وكان للمطربة سليمة مراد الشرف في ان تكون اول مطربة تغني يوم الافتتاح وكان
البث مباشراً ولمدة ثلاث ساعات ولثلاثة ايام في الاسبوع (السبت والاثنين
والخميس)
بلبل الاذاعة الميكانيكي
معظم العراقيين يعرفون بلبل الاذاعة ولصوته على سامعهم وقع خاص . اذ كانت
الاذاعة العراقية تبدأ بثها التجريبي صباح كل يوم بصوت هذا البلبل الشهير الذي
كان يغرد لمدة خمس دقائق يوميا قبل الافتتاح وقد تم استحداثه لضرورات ضبط مستوى
الموجات الصوتية ولقياس اعلى وادنى ذبذبة صوتية ومازال حتى اليوم عندما تبدأ
الإذاعة العراقية بثها نسمع صوت البلبل وكانه اصبح شاعرا او بصمة تميز الإذاعة
الرسمية العراقية عن سواها . لم يحصل أي تغيير في فترة الثلاثينيات في برامج
الإذاعة التي كانت تتضمن تلاوة من القران الكريم ونشرة الاخبار ثم اغانٍ وبعض
التمثيليات والمنولوجات والحفلات الموسيقية لفريق الاذاعة الذي يتكون من صالح
الكويتي (كمان) وابراهيم طفو (جلو ) وداود الكويتي (عود ) ويوسف زعرور (قانون)
وحسين عبد الله ( ايقاع ) ويعقوب مراد (الناي) .
برامج الاطفال كان لها حصة ايضا في برامج الاذاعة من تاسيسها وكان اول مقدم
برامج اطفال الفنان كريم مجيد وكان نجما لامعا يعرفه كل الاطفال خاصة الذين
كانوا يملكون في بيوتهم راديو وكانت قصة عمو كريم وحكايته بهجة وسعادة للاطفال
وللكبار ولكنه لم يستمر طويلا فحل مكانه عمو محجوب ثم تلاه الفنان المشهور عمو
زكي عام 1938 ولايمكن ان ننسى صوت رائد المونولوجات عزيز علي منذ افتتاح
الاذاعة حيث كانت تتجمع النسوة والصغار في البيوت . اما في المقاهي فكان يتجمع
الرجال والاولاد وكلهم ينصتون لعزيز علي وصوته العذب وهو يقدم مونولوجاته
الساخرة من الحكومة والانكليز والظواهر الاجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع
فتتعالى الضحكات وتتردد الاحاديث والضحكات . اما اول صوت نسائي يقول هنا بغداد
فكان صوت المذيعة فكتوريا نعمان ثم تسابق اصوات المذيعين والمذيعات للفوز
بمكريفون الاذاعة فبرز صوت الاذاعي الشهير يونس بحري وسلمان الصفواني وحسين
الكيلاني وكاظم الحيدري . ومحمد عبد اللطيف وهؤلاء الجيل الاول من المذيعين
الذين عملوا مقدمي فقرات البرامج اليومية وكان المذيع في العادة يعلن اسم
المغني وكاتب الكلمات والملحن واسماء الموسيقيين جميعا ثم ينتظر صامتا حتى
انتهاء الاغنية او الوصلة التي كانت تقدم على الهواء مباشرة لمدة لاتقل عن نصف
ساعة ليعلن المذيع بعدها اسم مغنٍ اخر واسماء جوقته . ومع بداية الحرب العالمية
الثانية عام 1939 تحولت الى شعبة تابعة الى مديرية الدعاية والنشر التابعة
لوزارة الداخلية وتغير اسمها الى الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية وزيدت
ساعات البث الى خمس ساعات وبدأت تعمل على مدار الاسبوع ولمدة ثلاثة ايام فقط .
وكان يعمل فيها يوميا خمسة مذيعين ونحو سبعة موسيقيين وفي عام 1943 اقترح حسين
الرحال الذي كان يشغل منصب ملاحظ الاذاعة تشكيل فرقة مستقلة تختص باقامة حفلات
موسيقية للإذاعة وتالفت فرقة اخوان الفن لهذا الغرض من سبعة فنانين برئاسة داود
اكرم (الكمان )الياهو جوري (الكمان ) وسليم صيون كراكلي (الكمان) ومؤيد نقار
عود ويوسف ربيع (جلو ) وموشي شماس (دف) .. ونذكر ان الاجور التي كانت تدفع
للمطربين عن الحفلة الغنائية والواحدة تتراوح بين دينار ودينارين كما ان اول
فرقة دخلت الى الاذاعة هي فرقة الفنان الرائد حقي الشبلي في منتصف الاربعينيات
.. ثم اسس عبد الله العزاوي قسم التمثيليات واول فرقة للتمثيل عام 1948 ثم
تلتها فرقة انوار الفن لتوماس حبيب وفي عام 1949 قدمت اول تمثيلية اذاعية باسم
مجنون ليلى باللغة العربية الفصحى باشراف الفنان عبد الله العزاوي ويوصف بانه
اول من ابتدع هذا الفن من دون دراسة واطلاع على تجارب الاذاعات الاجنبية التي
سبقتنا وبرز في تلك الايام الجيل الثاني من المذيعيين الذين عملوا في فترة
الاربعينيات امثال ( وديع خوندة . نايف الشبلي وهو ابن الفنان حقي الشبلي .رؤوف
توفيق وسعاد الهرمزي . ومشتاق طالب . والمذيعة فكتوريا نعمان . وعبد الحميد
الدروبي . ومحمد علي كريم وناظم بطرس وصبيحة المدرس ) اما المذيعان يونس بحري
وعبد اللطيف الكمالي فكانا من اوائل الاذاعيين العراقيين الذين سمعناهم يذيعون
من محطات الاذاعات الاوروبية وباللغة العربية وذلك في اثناء سنوات الحرب
العالمية الثانية .. وقد اشتهر صوت يونس بحري من اذاعة برلين الالمانية في ايام
هتلر .
عن قصي الفرضي / العراق بغداد
معرض الآثار السعودية بروسيا-(تصوير - أيمن الحماد
الخميس، 2 يونيو 2011
نحن والسويد: تحليل لمرتبة الفساد-علي سعد الموسى-الوطن السعودية
نحن والسويد: تحليل لمرتبة الفساد
الوطن السعودية
علي سعد الموسى
ما بين ترتيب بلد مثل السويد وبين موقعنا في قائمة – الفساد – الدورية تكمن مسافة التربية التي تتلقاها الشعوب المختلفة وتؤثر في تصديها للظواهر والممارسات السيئة والخاطئة. تتصدر السويد قائمة – النزاهة والشفافية – بينما سأحتفظ بترتيبنا لأنه لا يصح أن يصبح وثيقة في مقال مكتوب. ولكن في المقابل .. كيف وصل المجتمع السويدي إلى صدارة التصنيف العالمي .. وكيف تربعنا بامتياز على مكان قصي في الصفحة الثالثة من أسماء المجتمعات العولمية، رغم أن – الأدبيات – التي يتلقاها الشعبان المتناظران (هم ونحن) نظرياً يجب أن تؤدي إلى النقيض.
لا يستمع المجتمع السويدي إلى مئة ألف خطبة جمعة في الأسبوع، وكلها تحث على مخافة الله وتقواه.
مثلما لا يوجد في السويد نصف مليون مسجد للصلاة التي تجب أن تنهى عن الفحشاء والمنكر.
لا توجد في السويد وزارات للأوقاف ولا للشؤون الدينية وفي سجلاتها ثلاثون ألف داعية يقيمون في العام الواحد مليوني منشط دعوي هدفها حض المجتمع على الصلاح والنزاهة.
لا يوجد في السويد مخيم أو معسكر توعوي دعوي مثلما لا يوجد فيها عشر كليات للشريعة تضم الآلاف من الدعاة ومن طلبة العلم الذين يقرؤون على هذا المجتمع عقاب الآخرة ويحذرونه ليل نهار من أكل المال الحرام ومن مغبة هضم حقوق الخلق بالباطل.
لا يوجد في فضاء السويد 47 قناة فضائية دينية تبث ليل نهار تعاليم هذا الدين العظيم عن تحريم الربا حتى - وإن تكن حبة من خردل.
لا يدرس الطالب السويدي عشرين حصة في الأسبوع من كتاب الله وسنة نبيه التي لم تترك فضيلة واحدة أو سيئة من دبيب النمل إلا ووضعت لها منهاجاً في الترغيب والترهيب.
لا يقرأ المجتمع السويدي هذا القرآن العظيم الذي لو أنزل على جبل لتشقق من خشية الله فيما نحن نقرؤه تلاوة وتفسيراً وتجويداً بهذه الكثافة ونحمله أمانة فلم نتشقق، وهذا من طلب المستحيل، ولكن لم نرتفع في ترتيب الفساد سطراً واحداً من الصفحة الثالثة حيث موقعنا في ترتيب المجتمعات والأمم.
سؤالي: أنا لا أسأل عن السويدي لو أنه أيضاً استمع إلى كل ما نستمع إليه وأين سيكون، ولكن سؤالي أين سنذهب لو أننا، مع وضعنا المخيف، لم نستمع أيضاً إلى كل هذه التعليمات السماوية الخالدة؟
الجواب ؟؟؟ هل عرفت اين المشكلة ...؟... عذرا" الأجابة ممنوعة :
خليل شوقي-عن موقع فنون جميلة
خليل شوقي
- ولِد الفنون خليل شوقي في بغداد عام 1924 ونشأ فيها.
- ارتبط بالفن بتشجيع من أخيه الكبير ودخل فرع التمثيل في معهد الفنون الجميلة مع بداية تأسيس هذا الفرع.
- ترك الدراسة في المعهد بعد أربع سنوات، وما لبث أن عاد اليه ليتخرج منه حاملاً شهادةً دبلوم في الفن في عام 1954.
- عمل موظفاً في دائرة السكك الحديد وأشرف على وحدة الأفلام فيها وأخرج لها عدداً من الأفلام الوثائقية والإخبارية عُرضت من تلفزيون بغداد بين عامي 1959 و 1964.
- يعد خليل شوقي فناناً شاملاً فقد جمع بين التأليف والإخراج والتمثيل وغطى نشاطه مجالات المسرح والفنون السمعية والمرئية.
- كانت بدايته مع المسرح وكان من مؤسسي "الفرقة الشعبية للتمثيل" في عام 1947.
- قدمت (الفرقة الشعبية للتمثيل) آنذاك مسرحية واحدة شارك فيها ممثلاً وكانت تحمل عنوان "شهداء الوطنية" أخرجها إبراهيم جلال.
- عام 1964 شكـّل "جماعة المسرح الفني" بعد ان كانت اجازات الفرق المسرحية (ومنها فرقة المسرح الحديث التي كان ينتمي اليها ) قد ألغيت في عام 1963. وقد اقتصر نشاط الجماعة المذكورة على الإذاعة والتلفزيون.
- كان ضمن الهيئة المؤسسة التي أعادت في عام 1965 تأسيس فرقة المسرح الحديث تحت تسمية "فرقة المسرح الفني الحديث" وانتُخب سكرتيراً لهيئتها الإدارية.
- وعمل في فرقة (المسرح الفني الحديث) ممثلاًً ومخرجاً وإدارياً وظل مرتبطاً بها إلى ان توقفت عن العمل.
- لقد أخرج للفرقة مسرحية "الحلم" عام 1965، وهي من اعداد الفنان الراحل قاسم محمد.
- وسبقت بدايات تجربته في المسرح بدايات تجربته في الإذاعة. إذ بدأ عمله في الاذاعة في عام 1947 كاتبا ً ومخرجا ً لعدد من التمثيليات الاذاعية.
- لقد قدّم خليل شوقي في مجمل أعماله، كاتباً ومخرجاً وممثلاً، نموذجاً للشخصية العراقية بكل ما تنطوي عليه من قيم وتتوافرعليه من قوة وضعف في ظل ما تتعرض له من جور وما تعانيه من متاعب الحياة.
ومن اشهر اعماله المسرحية
- مسرحية (النخلة والجيران) التي أعدها وأخرجها الراحل: قاسم محمد، والتي أدى فيها شخصية (مصطفى)، وكان تناغم أدائه مع أداء الفنانة الكبيرة الراحلة (زينب) مثيرا ً للإعجاب.
- مسرحية (بغداد الأزل بين الجد والهزل) التي أعدها وأخرجها الفنان الراحل: قاسم محمد، والتي أدى فيها الفنان خليل شوقي دور البخيل.
- ومثل دور الراوي في مسرحية (كان ياما كان) والتي أعدها وأخرجها أيضاً الفنان الراحل قاسم محمد.
- مثل دور المختار في مسرحية (خيط البريسم) التي اعدها واخرجها للمسرح الفنان فاضل خليل.
- مسرحية (الينبوع)
- مثل في مسرحية (الانسان الطيب) التي أخرجها الراحل: عوني كرومي، وشارك فيها ممثلون من فرقتي (المسرح الفني الحديث) و(فرقة المسرح الشعبي).
- مسرحية (السيد والعبد) اخراج الراحل: عوني كرومي.
ومن اعماله السينمائية التي قدمها
- فيلم (من المسؤول ؟) للمخرج: عبد الجبار ولي 1956م.
- فيلم (أبو هيلة) للمخرج: محمد شكري جميل و جرجيس يوسف حمد 1962م.
- فيلم ( الظامئون) للمخرج: محمد شكري جميل 1972م.
- فيلم (يوم اخر) للمخرج الراحل: صاحب حداد 1979م.
- فيلم (شيء من القوة) للمخرج: كارلو هارتيون.
- فيلم (العاشق) للمخرج: محمد منير فنري.
- فيلم (الفارس والجبل) للمخرج: محمد شكري جميل.
- أما في مجال الاخراج السينمائي فقد تهيأت له في عام 1967 فرصة اخراج فيلم (الحارس) التي كتب قصتها الفنان قاسم حول، ومثل فيه: الفنانة الراحلة زينب ومكي البدري وسليمة خضير وقاسم حول ونخبة آخرين. في عدد من المهرجانات السينمائية، ففاز بالجائزة الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1968 كما فاز بجائزتين تقديريتين في مهرجاني طاشقند وكارلو فيفاري السينمائي.
- وفي مجال التأليف السينمائي كتب سيناريو فيلم (البيت) الذي أخرجه عبد الهادي الراوي في عام 1988 والذي قال عنه الفنان يوسف العاني: "إنني وأنا أشاهد الفيلم لم أتصور أحدا ً منّا يستطيع كتابة السيناريو صدقا ً وواقعاً قدر خليل شوقي".
مساهمته في التلفزيون
عمل في تلفزيون بغداد منذ عام 1956 وهو عام تأسيسه، عمل مخرجاً وممثلاً بعد أن مرَ بفترة تدريب فيه. وهو يقول انه كتب أول تمثيلية عراقية للتلفزيون، وهي ثاني تمثيلية تقدم من تلفزيون بغداد ولكنها أول تمثيلية تكتب خصيصا ً للتلفزيون.
ابرز مشاركاته التلفزيونية
- مسلسل (الذئب وعيون المدينة) تأليف : عادل كاظم – اخراج : ابراهيم عبد الجليل.
- مسلسل (النسر وعيون المدينة) تأليف : عادل كاظم – اخراج : ابراهيم عبد الجليل.
- مسلسل (الاحفاد وعيون المدينة) تأليف : عادل كاظم – اخراج الراحل : حسن الجنابي.
- مسلسل (جذور وأغصان) الذي كتبه عبد الوهاب الدايني وأخرجه عبد الهادي مبارك.
- مسلسل (صابر) تأليف: عبد الباري العبودي – وإخراج: حسين التكريتي.
- مسلسل (الكنز) تاليف : عبد الباري العبودي – وإخراج: حسين التكريتي.
- مسلسل ( بيت الحبايب) تاليف : عبد الباري العبودي - وإخراج : حسن حسني.
- مسلسل (الواهمون) تاليف : علي صبري - وإخراج عادل طاهر.
- مسلسل (دائما ً نحب) الذي أعده وأخراجه صلاح كرم عن مسلسل كتبه قاسم جابر للإذاعة.
- مسلسل ( ايمان) تأليف : معاذ يوسف - ومن إخراج حسين التكريتي.
- مسلسل (بيت العنكبوت) من تأليف : عبد الوهاب عبد الرحمن (في أول عمل درامي نراه له علي الشاشة الصغيرة ) - وإخراج بسام الوردي.
- تمثيلية (المغنية والراعي) التي كتبها معاذ يوسف وأخرجها حسن حسني.
ابرز مساهماته الاخراجية في التلفزيون
وكان لخليل شوقي حضوره الواضح في مجال الاخراج التلفزيوني لاسيما الدراما التي قدّم عددا ً من أعمالها المتميزة التي اتسمت بالرصانة
- وشهد عام 1973 ذروة نشاطه في اخراج الدراما. فقد عرض تلفزيون بغداد من أعماله تمثيليات: "طيور البنجاب" و "كنز السلطان"، و"لجنة محترمة"، و"الافول"، إلى جانب مسلسل "من كل بيت قصة" الذي جاء في ثماني حلقات. ومن أعماله الاخراجية تمثيليات : "زقاق في العالم الثالث" لزهير الدجيلي، و"السهم" لمعاذ يوسف، و"الهجرة إلى الداخل" لعبد الوهاب الدايني.
- وكان للتمثيلية التي اخرجها خليل شوقي (الهجرة إلى الداخل) التي كتبها عبد الوهاب الدايني. قد شارك العراق بهذه التمثيلية، ضمن خمس وأربعين دولة عربية وأجنبية، في مهرجان براغ للأعمال التلفزيونية عام 1985 فحصلت على استحسان واسع ونال الفنان الراحل جعفر السعدي جائزة احسن أداء عن دوره فيها.
- ومن أعماله أيضاً تمثيلية (شروق شمس تغيب) لصباح عطوان.
- تمثيلية (العمارة) التي كتبها الفنان القدير بدري حسون فريد.
- مسلسل "الاضبارة" لطه سالم.
- وقد آثر الانسحاب من الساحة واختار حياة المنفي القسري في هولندا، تاركاً بصمات ابداعه على ما خلّفه من ارث درامي، ليظل اسماًً متألقاً في ذاكرة الثقافة العراقي.
الثلاثاء، 31 مايو 2011
هذا حكم قراقوش-عن مجموعة حمورابي
هذا حكم قراقوش!!
لطالما سمعنا هذه العبارة كثيرا كلما مررنا بظلم ولكن الا ينبغى علينا معرفة من هو قراقوش الذى اصبح مضربا للمثل فى الظلم والقهر ؟
قراقوش بالتركية -النسر الأسود- (قوش +نسر ، قرا : أسود) إن قراقوش له صورتان صورة تاريخية صادقة وصورة روائية صورها عدو له من منافسيه .والعجيب أن الصورة التاريخية الحقيقية طمست ونسيت والصورة الخيالية بقيت وخلدت فلا يذكر قراقوش إلا ذكر الناس هذه الحكايات العجيبة وهذه الأحكام الغريبة التي نسبت إليه وافتريت عليه ..
فمن هو قراقوش؟
أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الأسدي الملقب بهاء الدين 597هـ ارتبط اسمه - قراقوش - في مصر والشرق بالظلم والتحكم والغفلة، ورويت عنه نوادر كثيرة، تدل على البخل والجنون، حتى شاعت بين الناس عبارة حكم قراقوش ويقصدون بها التحكم الأعمى، فقراقوش يعرف لدى غالبية الناس مقترنا بالأحكام العجيبة والتي تصوره ظالما تارة وغبيا تارة أخرى، وهي أحكام يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض نوادر وطرائف نسبت قبل قراقوش إلى جحا وأشعب حتى أصبح البعض حين يرى تصرفا ظالما أو غريبا يطلق عليه حكم قراقوش .
لكن الحقيقه
هو أحد قواد البطل صلاح الدين الأيوبي كان من أخلص أعوانه وأقربهم إليه وكان قائدا مظفرا وكان جنديا أمينا وكان مهندسا حربيا منقطع النظير .
وكان مثالا كاملا للرجل العسكر إذا تلقى أمرا اطاع بلا معارضة ولا نظر ولا تأخير ، وإن أمر أمرا لم يرض من جنوده بغير الطاعة الكاملة لا اعتراض أو تأخير أو نظر .
وكان أعجوبة في أمانته ، لما احس الفاطميون بقرب زوال ملكهم شرعوا يعبثون بنفائس القصر ويحملون منها ما يخف حمله ، ويغلو ثمنه ، وكان القصر مدينة صغيرة كدس فيها الخلفاء الفاطميون خلال قرون من التحف والكنوز والنفائس مالا يحصيه العد ، ولو ان عشرة لصوص اخذو منه ما تخفيه الثياب لخرج كل منهم بغنى الدهر ولم يحس به أحد .
فوكل صلاح الدين قراقوش بحفظ القصر فنظر فإذا أمامه من عقود الجواهر والحلي النادرة والكؤوس والثؤيات والبسط المنسوجة بخيوط الذهب ما لامثيل له في الدنيا ، هذا فضلا عن العرش الفاطمي الذي كان من أرطال الذهب ومن نوادر اليواقيت والجواهر ومن الصنعة العجيبة ما لا بقوم بثمن
وكان في القصر فوق ذلك من ألوان الجمال في المئات والمئات من الجواري المتحدرات من كل أمم الأرض ما يفتن العابد ، فلا فتنه الجمال ولا أغواه المال ، وفى الأمانة حقها ولم يأخذ لنفسه شيئا ولم يدع أحدا يأخذ منها شيئا .
وهو الذي اقام اعظم المنشئات الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين، وإذا ذهبتم إلى مصر وزرتم القلعة المتربعة على المقطم المطلة على المدينة فاعلموا أن هذه القلعة بل المدينة العسكرية اثر من آثار قراقوش .
وإذا رأيتم سور القاهرة الذي بقي من آثاره إلى اليوم ما يدهش العين فاعلموا أن الذي بنى السور وأقام فيه الجامع وحفر البئر العجيبة في القلعة هو قراقوش .
ولما وقع الخلاف بين ورثة صلاح الدين وكادت تقع بينهم الحرب ما كفهم ولا ردهم إلا قراقوش .
ولما مات العزيز الأيوبي وأوصى بالملك لابنه المنصور وكان صبيا في التاسعة جعل الوصي عليه قراقوش ، فكان الحاكم العادل والأمير الحازم أصلح البلاد وأرضى العباد .
هذا قراقوش فمن أين جاءت تلك الوصمة التي وصم بها ؟ ومن الذي شوه ذهه الصورة السوية ؟
إنها جريمة الأدب يا سادة !
لقد أساء المتنبي إلى كافور فألبسه وجها غير وجهه الحقيقي وأساء ابن مماتي إلى قراقوش فألبسه وجها غير وجهه الحقيقي .
ولم يعرف الناس من الاثنين إلا هذا الوجه المعار كوجه الورق الذي يلبسه الصبيان في العيد .
ابن مماتي هذا كاتب بارع وأديب طويل اللسان ، كان موظفا في ديوان صلاح الدين وكان الرؤساء يخشونه ويتحامونه ويتملقونه بالود والعطاء ولكن قراقوش وهو الرجل العسكري الذي لا يعرف الملق ولا المداراة لم يعبأ به ولم يخش شره ، ولم يدر أن سن القلم أقوى من سنان الرمح ، وأن طعنة الرمح تجرح الجرح فيشفى أو تقتل المجروح فيموت أمام طعنة القلم فتجرح جرحا لا يشفى ولا يريح من ألمه الموت …
فألف ابن مماتي رسالة صغيرة سماها " الفافوش في أحكام قراقوش " ووضع هذه الحكايات ونسبها إليه …….. وصدقها الناس . ونسوا التاريخ …
ومات قراقوش الحقيقي وبقي قراقوش الفافوش كما مات كافور التاريخ وبقي كافور المتنبي وكما نسي عنترة الواقع وبقي عنترة القصة
الاثنين، 30 مايو 2011
عندما يختلط الواقع بالخيال..تكونون في متحف الشمع بلندن-عن مجموعة شادي فلسطين
عندما يختلط الواقع بالخيال..تكونون في متحف الشمع بلندن
متحف شمع يعد من أشهر متاحف الشمع في العالم يوجد مقره الرئيسي في لندن وله فروع في دول أخرى
سمي هذا المتحف نسبةً إلى مدام توسو مؤسسته، ُولدت مدام توسو التي أسست هذا المُتحف عــام 1761 في ستراسبورغ توفي والدها قبل أن تولد، لم تكن ابنة مديرة منزل د. كريتوس تفكر بالشهرة سواء في ستراسبورغ التي ولدت فيها أو في باريس التي ترعرعت وعاشت فيها أو حتى في لندن التى نزحت إليها.
تلك هي ماري كروشولتز التي أشتهرت فيما بعد بأسم مدام توسو، والتى أصبح معرضها الصغير وسط لندن والذي كانت تعرض فيه منحوتاتها الشمعية واحدا ً من أشهر المعالم السياحية والثقافية في العاصمة البريطانية،
لقد انتبه د.كريتوس لموهبة تلميذته ماري التي تميزت ليس بنحت الشخصية وحسب، بل وإضفاء مشاعر حيوية لها مثل الغضب أو الفرح، القسوة أو المحبة وصار لمنحوتاتها أسلوبية تميزها عن منحوتات استاذها د. كرتيوس
تعرفت ماري على الطبقه الارستقراطية وقادها عملها مع الدكتور لأن تتعرف على الطبقة الارستقراطية الفرنسية وهذه العلاقة مهدت للقائها مصادفة بالمدام اليزابيث أخت الملك لويس السادس عشر، والتى طلبت منها الانتقال للعيش في قصر فرساي والعيش مع العائلة المالكة لتنحت تماثيل للملك وزوجتة الملكة ماري انطوانيت وبقية أفراد العائلة، وذلك في العام 1780 لتسع سنوات عاشت ماري حياة مترفة
الثورة الفرنسية
ولما بدأت الثورة الفرنسية تم القاء القبض على العائلة المالكة كما تم في عام 1793 زج ماري كروشولتز وأمها في السجن بتهمة العمل لصالح العائلة المالكة وتم وضعهما في الزنزانة التى كانت فيها جوزفين والتى سوف تصبح فيما بعد امبراطورة فرنسا، وتم حلق شعر ماري وأمها استعداد لقطع رأسيهما بواسطة المقصلة لكنهما انقذتا من غير أن يعرفا كيف نجتا من هذا المصير المرعب، وبدلا من أن يتم قطع رأس ماري فقد راحت تجلس عند عتبة المقصلة كلما أعلن عن أعدام شخصية مشهورة لتضع الرؤوس المقطوعة في سلتها وتصنع منها في الاستوديو قوالب من الشمع ولتحولها إلى تماثيل كاملة فيما بعد وكان عليها أن تشهد قطع رؤوس العائلة المالكة التى عاشت في كنفها 9 سنوات وأصدقائها الذين عملت معهم في القصر الملكي، وكانت مجبرة على ذلك لتبرهن للثوار بأنها معهم وإلا ذهب رأسها ثمنا لذلك.
وحملت ماري اسم توسو
في عام 1794 تعرفت ماري على المهندس الفرنسي فرانكو توسو لتتزوج منه بعد عام وتحمل اسم توسو، وفي نهاية عام 1800 كان لها من زوجها 3 ابناء ولدان وهما جوزيف وفرانسسز وابنة ماتت صغيرة
وصول اعمال توسو الى بريطانيا
وبسبب الكساد قررت ماري عام 1802 عبور البحر إلى بريطانيا لوحدها مع تماثيلها لم يوافقها زوجها فكرة الرحيل عن باريس وعلى مدى 33 عاما تجولت مدام توسو مع منحوتاتها في غالبية الجزر البريطانية، وفي عام 1822 تعرضت السفينة التي أقلتها إلى ايرلندا للغرق وضاعت غالبية منحوتاتها لكن ذلك لم يقلل من عزمها على مواصلة جولاتها التي وقفت في لندن عام 1835 عندما تجاوزت السبعين من عمرها وشعرت بالتعب قررت أن تقيم معرضا دائما للمنحوتات الشمعية في بازار بيكر ستريت في وسط لندن.
وقبل رحيلها بـــ 9 سنوات كانت نحتت تمثالا لها، وهي تعمل لإعداد المنحوتات، وكان آخر عمل لها
توفيت عام 1850 عن 89 عاما ليتولى ولدها وأحفادها مواصلة العمل في المعرض الدائم.
حال المعرض بعد وفاة مدام توسو
وفي عام 1925 تعرض المعرض لحريق بفعل شرارة كهربائية والتهمت النيران الكثير من المنحوتات، كما حطم قصف الطائرات النازية عام 1940 المتحف وخلال الحرب العالمية الثانية دُمر أكثر من 352 تمثالا رئيسيا.
والجدير بالذكر أن صناعة أي تمثال من الشمع في متحف مدام توسو يتطلب اليوم فترة أكثر من 6 أشهر وبتكلفة تزيد على 30 ألف جنية استرليني للتمثال الواحد.
يوجد به غُرفة الرعب التي تصّور أشكال الاجرام أثناء الثورة الفرنسية.
امتدت متاحف مدام تيسود وتوسعت فروعها لتصبح أماكن جذب سياحي في لندن، وكان يشمل القبة السماوية في لندن في جناحه الغربي.
الجمعة، 27 مايو 2011
سفرطاس الزَّعيم درس في النَّزاهة -رشيد الخيون
سفرطاس الزَّعيم درس في النَّزاهة
رشيد الخيون
لست مِن الذَّين ادعوا رؤية الزَّعيم عبد الكريم قاسم (قُتل 1963) في قرص القمر، لكني مِن الجيل الذي ارتشف الشَّاي من صحن رسمت فيه صورته، ولا يداخلني الشَّك بأنه لم يأمر بهذا ولا يحبذه، وما زلت مقتنعاً أن هناك ما يمكن أن يفعله ويجعل للثَّورة معنى، لا مجرد إسقاط نظام ومجيء آخر محله، وإلغاء كل الأطر الدُّستورية على أمل إعادة الحياة البرلمانية بشكل أفضل، وهذا لم يتم. ما أريد قوله إن للزَّعيم ذنوبه ونواقصه، لكن ميزته النَّزاهة المطلقة في ما كان تحت يده مِن ثروة الشَّعب، ويصح لنا اعتباره مِن دراري النُّجوم قياساً بفساد هذه الأيام الصَّارخ.
لستُ بصدد مراجعة الحوادث، بقدر الألم عمَّا أسفرت، وما أوصلت العِراق إليه، بعد حروب وحصار وكوارث فساد نادرة في التَّاريخ، فالمعلن، حسب جلسات البرلمان العِراقي، أن أربعين مليار دولار (أربعين ألف ألف مليون) قد ضاعت، ولا أحد يعرف خبرها، والبرلمان نفسه صمت عنها.
شاعت قصة سفرطاس الزَّعيم حتى خلتها ضرباً مِن المبالغة، شأن رؤيته في قرص القمر، أو وجوده حياً بعد قتله، مثلما حصل مع الحسين الحلاج (قُتل 309 هـ)، وإنه سيعود، وقد سمعت مِن أحد زوار الإمام الرِّضا بأنه سمع بوجود عبد الكريم قاسم هناك، وقصص اخرى لا تعد ولا تُحصى، وكلُّ هذا مِن أسباب الحب، فليس لدى الفقراء سوى الآمال، فحسب العقيد محسن الرُّفيعي (ت 2004) أن الزَّعيم اصطحبه في جولته الليلية إلى خلف السَّدة وكانت ليلة ماطرة فقال له: «انظر يميناً ويساراً، هل يمكن لبشر أن يعيش وسط هذه الأجواء، والله لأسكنهم في دور عامرة مجهزة بالماء والكهرباء وتتصل ببغداد بطرق معبدة» (الرُّفيعي، أنا والزَّعيم). وبالفعل شرع بذلك، وأسكن أهل الصَّرائف بدور تليق بالإنسان.
قال المعمار محمد مكية، أطال الله بعمره ناهز الآن الخامسة والتِّسعين، أن دُعي إلى مقابلة الزَّعيم بمقر وزارة الدِّفاع، فطلب منه تناول الغداء معه، وإذا به يفتح السِّفرطاس، المحمول مِن بيت شقيقته أو شقيقه، ولا يزيد على ما حمله السِّفرطاس مِن طعام (وردت في يوميات السِّنين). بعدها قرأت في مذكرات الطَّبيب العالم فرحان باقر: «في إحدى الزِّيارات لمقر الزَّعيم في وزارة الدِّفاع دعا مَن كان حاضراً لتناول الغذاء، والذي يُجلب مِن بيت أخيه بالسِّفرطاس... وكان الطَّعام فيها متواضعاً وبسيطاً جداً»(حكيم الحُكام مِن قاسم إلى صدام).
المصادر المؤكدة لنزاهة عبد الكريم قاسم مصدقة مِن خصومه قبل محبيه، وقصة السِّفرطاس في المقدمة. ونكاد نصاب بالغيبوبة لشدة المفارقة بين سفرطاس الزَّعيم وثراء الوكيل أو المدير العام والعمولات (الكومشن) مِن صفقات النِّفط والمقاولات اليوم، إلى رفاهية الإيفاد وما يؤسس خارج العِراق لعقارات قصور ومنازل، أين نهب البلد مِن السِّفرطاس، إنه درس في النَّزاهة ولا نزيد!
أما المفردة فتركية النِّجار (سفرتاسي)، وهي أوانٍ مِن الألمنيوم أو النُّحاس تركب الواحدة داخل الأخرى بمشبك ذي مقبض، ويستخدم السِّفرطاس لأصحاب المهن والعُمال، ومنها ما يؤجر مِن محال خاصة (البازركان، الألفاظ الدَّخيلة في اللهجة العِراقية الدَّارجة). ربما غابت آلة السِّفرطاس عن الوجود وحلت محلها آلات حافظات للشَّراب والطَّعام، وألحقت المكاتب بالمطابخ الرَّاقية، يديرها أفواج مِن الطُّهاة والطَّاهيات، لكن السِّفرطاس ظل محفوراً في ذاكرة وطن تبتلع خيراته الحيتان والقروش، وشعب مبتلى إلى حد الهزال والفاقة.
ختاماً، اقترح على هيئة النَّزاهة أن تتخذ مِن سفرطاس الزَّعيم شعاراً تنقشه على بوابتها، لقد قل مثيله في ماضي الحُكام وحاضرهم.
الاثنين، 23 مايو 2011
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات-مازن لطيف علي
مازن لطيف علي
الحوار المتمدن - العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
صدر عن دار ميزوبوتاميا في بغداد وبالتعاون مع مكتبة عدنان كتاب " الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق" للدكتور عبد الخالق حسين، الذي طرح سؤالاً قي مقدمته للكتاب، لماذا هذا الكتاب؟ ويجب المؤلف انه بدأ في كتابة مسودة هذا الكتاب في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وذلك بعد متابعاته وقراءاته لتاريخ العراق الحافل بالهزات السياسية، فتوصل المؤلف إلى قناعة بأن للطائفية السياسية دوراً مهماً جداً، بل والأهم في عدم الاستقرار السياسي في هذا البلد। فإذا كان كارل ماركس يعتقد بأن التاريخ البشري هو نتاج الصراع الطبقي، فإند. عبد الخالق حسين يعتقد أن تاريخ العراق الحديث هو نتاج الصراع الطائفي أكثر من أي صراع آخر، مع عدم إنكار الأسباب الأخرى التي اعتبرها عوامل مساعدة وثانوية للسبب الأول. لذلك يرى أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي، والازدهار الاقتصادي، والتقدم الاجتماعي في العراق بدون البحث في جذور الطائفية، وتشخيصها ومعرفة أسبابها، والعمل على إيجاد العلاج الناجع لها، وإزاحتها عن الطريق وإلى الأبد.
يتكون الكتاب من مقدمة و 16 فصلاً، وخاتمة (استنتاج)، وثلاثة ملاحق لها علاقة بالموضوع.
الفصل الأول تناول دور الطائفية في الأزمة العراقية، والرد بالأدلة التاريخية على الذين ينكرون وجودها. أما الفصل الثاني تناول نبذة تاريخية عن جذور الانقسام السني- الشيعي في الإسلام بعد وفاة الرسول محمد (ص) مباشرة، وما حصل في الخلافة الراشدية والأموية والعباسية من تداعيات وانقسامات، يليه فصل عن الطائفية في عهد الحكم العثماني. ثم فصول عن الطائفية في عهد الاحتلال البريطاني، ودور الشيعة في حرب الجهاد وثورة العشرين، وموقفهم من الحكم إبان العهد الملكي، ودور ساطع الحصري في تكريس الطائفية. كما وخصصالمؤلف فصلاً عن علاقة الطائفية بالصراع الطبقي. أما الفصل الثامن فيتعلق بدور البعض من الفقهاء الشيعة في العزل الطائفي، والفصل التاسع عن الطائفية في العهد ملكي، يليه فصل العاشر عن المحاولات التي بذلت في العهد الملكي للتخلص من الطائفية، أما الفصل الحادي عشر فيبحث في محاولات التشكيك في عروبة شيعة العراق وولائهم للوطن، وتهمة التبعية والشعوبية التي ألصقت بهم، والفصل الثاني عشر: التشكيك في إسلام الشيعة، والفصل الثالث عشر عن الطائفية في العهد الجمهوري، القاسمي والعارفي، والرابع عشر بعنوان: الطائفية في العهد البعثي. ثم الفصل الخامس عشر يبحث في وضع الحلول لمشكلة الطائفية وأزمة الحكم في العراق بصورة عامة، ثم الفصل السادس عشر حول إشكالية المشاركة أو المحاصصة في السلطة ما بعد حكم البعث. وفي الختام نضع استنتاج البحث.
أما قسم الملاحق، فيضم ثلاثة مواد، يعتقد المؤلف ان لها علاقة بمادة الكتاب، الأول: عن "حكم ولاية الفقيه"، والملحق الثاني وثيقة مؤتمر النجف للإصلاح السياسي، التي قدمها المرحوم الإمام محمد حسين كاشف الغطاء (وسميت بوثيقة النجف) في الثلاثينات من القرن الماضي، والملحق الثالث: مذكرة الشيخ محمد رضا الشبيبي في الستينات، قدمها في عهد الرئيس عبدالسلام محمد عارف.
يستخلص المؤلف في كتابه ان مشاكل العراق كثيرة، وعلى رأسها الصراعات الطائفية والأثنية، وهي ليست وليدة سقوط النظام البعثي الفاشي عام 2003، أو من نتاج الجيل الحالي، بل هي نتاج التاريخ والجغرافية، وتراكمات مظالم الحكومات عبر قرون. لقد ساعد موقع العراق الجغرافي المهم، كجسر يربط الشرق بالغرب، على مرور الموجات البشرية على أرضه منذ آلاف السنين، كما وساعد مناخه المعتدل، وتوفر مياهه على استيطان الكثير من القوميات على ضفاف أنهاره وتكوين أولى القرى والمدن في التاريخ، فصار بلاد الرافدين مهداً للحضارة البشرية، ومنبعاً لظهور الأنبياء والأديان، والمذاهب الدينية المختلفة. ففي العراق ظهرت حضارات عديدة، السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والكلدانية، والساسانية وغيرها، كما واعتنق سكانها ديانات عديدة مثل الزرادشتية، والمانوية، واليهودية، والمسيحية، وأخيراً الإسلام، لذلك امتاز شعبه بالتعددية القومية، والدينية، والمذهبية، واللغوية، والثقافية.
وبعد الفتح العربي- الإسلامي للعراق، من الطبيعي أن يتأثر الوضع الجديد والدين الجديد (الإسلام)، بشكل وآخر، بالثقافات والديانات الرافيدينية التي كانت سائدة قبل الإسلام. ولذلك صار العراق منبعاً لظهور مختلف المذاهب الإسلامية، والمدارس الفكرية، والتي دخل أتباعها في صراعات متواصلة، متباينة بين الشدة واللين، فتارة صراعات حادة شديدة يستخدم فيها السيف، وأخرى لينة تنحصر في سجالات بين أئمة هذه المذاهب والمدارس الفكرية، وتاريخ العراق حافل بهذه المآسي.
وفي عصرنا الراهن عانى الشعب العراقي كثيراً من الصراع الطائفي (السني- الشيعي)، والقومي (عربي- كردي- تركماني) والذي اتخذ أشكالاً مختلفة، ولعب دوراً كبيراً في عدم استقراره السياسي وازدهاره الاقتصادي. فخلال الحكم العثماني التركي الذي دام أربعة قرون، ورغم أن الشعب العراقي كله كان مضطهداً، إلا إن نصيب الشيعة من الظلم والحرمان كان مضاعفاً، حيث لم تعترف الدولة العثمانية السنية بمذهبهم، وعاملتهم كمرتدين وخارجين عن الإسلام.
وعند تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921، اختارت السلطة الجديدة، وبدعم من بريطانيا المحتلة، والقابِلة المشرفة على ولادتها، مواصلة سياسة الدولة العثمانية الطائفية ضد الشيعة، فاستحوذ الساسة المنتمين لمكونة واحدة، وهي العرب السنة، باعتراف الملك فيصل الأول، على حكم البلاد دون مشاركة بقية مكونات الشعب في الحكم، والثروة، والنفوذ بصورة عادلة. وقد برزت هذه السياسة بشكل حاد ومفرط في عهد حكم الأخوين عارف، ومن بعدهما حكم البعث الصدامي الذي مارس التهجير القسري للشيعة ومصادرة أموالهم. وفي هذه الحالة، تضطر الفئة الحاكمة فرض سيطرتها على بقية مكونات الشعب بالاستبداد، واستخدام القبضة الحديدية، وتبني سياسة "فرق تسد" بين مكنات الشعب الواحد، الأمر الذي جعل هذه المكونات في حالة عداء مستفحل فيما بينها، ظهرت نتائجها بعد سقوط حكم البعث كردود أفعال حادة للسياسات السابقة.
والأمر الآخر الذي تفاقم في الصراع الطائفي والأثني في العراق، هو أن لكل مكونة من مكونات الشعب العراقي تماثل(أخوة إما في المذهب أو في القومية) في دولة من دول الجوار، تستقوي بها عند الضرورة. لذا فبعد سقوط حكم البعث، ساهم تدخل دول الجوار في الشأن العراقي بذريعة دعم أخوتهم في المذهب والقومية، ولكن السبب الحقيقي هو لإجهاض النظام الديمقراطي الوليد، بسبب خوف هذه الدول من نجاح الديمقراطية في العراق، ووصول عدواها إلى بلدانهم، ومطالبة شعوبهم بالديمقراطية.
ولكن مع كل تعقيدات الوضع العراقي، وتدخل دول الجوار وغير الجوار في شأنه على شكل دعم الإرهاب والمليشيات الحزبية، إلا إننا نعتقد أن النظام الديمقراطي في العراق محكوم له بحتمية النجاح، لأن المسألة تتعلق ببقاء أو فناء هذا الشعب. فمعظم الدول الديمقراطية الناضجة مرت بالصعوبات التي يمر بها الشعب العراقي في مناهضة الديمقراطية، مع الاختلاف بالدرجة، ولكن في نهاية المطاف نجحت الديمقراطية في تلك الدول، والعراق ليس استثناءً، ومهما واجهت الديمقراطية العراقية الفتية من صعوبات ومناهضة داخلية وخارجية من قبل المتضررين منها، فلا بد وأن يصير العراق منارة وقدوة لشعوب المنطقة بالاقتداء به.
لذا نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة العراقية المزمنة التي سببها الصراع الطائفي والأثني، هو بناء دولة المواطنة المدنية العصرية الديمقراطية، تعامل جميع مواطنيها بالتساوي في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص، دون أي تمييز بينهم بسبب العرق، أوالدين، أو المذهب، يكون فيه الدين لله والوطن للجميع.
الأحد، 22 مايو 2011
عمر اﻟﻌﺸﮒ ما شابْ -فهيم عيسى السليم
عمر اﻟﻌﺸﮒ ما شابْ
فهيم عيسى السليم
في اللحظة التي سمعت فيها النبأ الكاذب عن وفاة الشاعر الكبير مظفر النواب كتبت:
يا بو أصابع ذهب يا خوية يا نوابْ
الكلب نار إشتعل والشعر كله إنصابْ
جا بعد ياهو اليمد للسمرة صوت الغزلْ
وجابعد ياهو اليفك للناس باب الأملْ
يا بو أصابع ذهب يا خوية يا نوابْ
من رحت راح الشعر ياسيد الأحبابْ
وها أنذا أضيف بعد التكذيب:
يا بو كلام الترف متروس كلّه شكرْ
لفلفت خيط الشمس ووديته عد الكمرْ
أكتب ياخويه شعر ودزّه بونين الريلّ
الشعر بعدك ﺤﭼﻲ ماله بحنين الليلْ
تعبنه حيل الوكت والشوﮒ هد الحيلْ
إنته أبونه الصدﮒ ولو طاح نجم ذويل
طاح الشعر وإندثر وإنشل صهيل الخيل
إكتب وإكتب بعد ياخويه يا نوابْ
اﻟﮕاع عطشى إلك وبعده الجرح ما طابْ
العطّاب كلّش أكو وما ينفع العطابْ
شلفوده ﮔهوة وضوه بليّة شعر نوابْ
إنت عمود الشعر ياسيد الأحبابْ
إكتب وإكتب بعد ياخويه يانوابْ
وين القطار العبر صاح ونسه العشاﮒْ
كل السجج هودرن وظل اﻟﮕطه المشتاﮒْ
مايصير هذا الوطن طول العمر ينباﮒْ
إكتب وإكتب بعد ما تخلص الأشواﮒْ
إنته حبيب الوطن يا خشبة السكّانْ
إنته رﮔبة اﻟﻌﺸﮓ والمعبر الولهانْ
وإنته حلاة الزرع ياأول الريحانْ
إكتب وإكتب بعد ياخويه يانوابْ
عمرك بطول اﻟﻌﺸﮓ
وعمر اﻟﻌﺸﮓ ما شابْ
عمر اﻟﻌﺸﮓ ما شابْ
نيسان2011
أوكلاند نيوزيلاند
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)