الخميس، 10 فبراير 2011
صراط....العاشقين-سهير عبد الرحمن
انصت لنغم هناك
هذا حديث الموج البعيد
...أسرار الموج و شاهد
خط الأفق هناك
عليك....
ساهر
اغمض عينيك و نم
على خطك المستقيم
صراط...... العاشقين
و مغني في حلكة الليل
بدر السماء
مد و جزر هناك على
الشواطئ
أيها الداخل في الأصداف
و خارج
لؤلؤ هناك ....
نائم
و الماس في قاع المحيط
لا أدري هل استيقظ
أم أنه في الكهف ينتظر
من يوقظه......
و فارس
أيها الخارج من القصائد
و داخل
قلبي ساحة... للقصائد
و وطني يرفع في القلب
علمه : عالي
أيها العاشق و القلب افترشت ساحته
القبائل:
وطن من الخليج للمحيط
ما ضاق قلبي بهم يوما
على...اتساعه
وطني عشقي الأزلي
فادخل القلب يا صاحبي
إنك....
من أهل....
الحجي بالتفاطين -حامد كعيد الجبوري
( الحجي بالتفاطين )
صرخة وفاء للشهيد الكبير عبد الكريم قاسم رحمه الله
حامد كعيد الجبوري
لا أدري لماذا نحن المهتمون بالتاريخ والأدب والفن نأخذ الأمور على عواهنها ، بمعنى أننا لا نؤرشف لحياتنا على أقل تقدير ، لي صديقان عزيزان نالا شهادة الدكتوراه في الأدب العربي ، الدكتور صباح نوري المرزوك ، والدكتور سعد محمد الحداد ، وهذان الصديقان ما وجدتهما يوما إلا وبأكمامهما ( جيوبهم ) قصاصات ورقية لا تعني عند غيرهما الكثير ، وعندهما تعني كل شي ، وتذكرت هذه القصاصات وأنا أحاول أن أجمع شتات فكري عن حادثة جد جميلة حدثت في الحلة الفيحاء زمن الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، وعوّض صبر العراقيين بمثله قائدا وطنيا لا غبار على مجمل حياته الوطنية وسلوكه الاجتماعي والوظيفي ، وهذا مما دعاني أن أتأسف كثيرا لأني لم أنهج سيرة صديقي العزيزان بأرشفة وتدوين أسماء الحوادث ومجرياتها ، لأن الدقة تغنيني وتغني القارئ عن الدفاع عما ندلي به من حديث حول الشهيد عبد الكريم قاسم ، ولو أن الحادثة معروفة للجميع ، وبخاصة من محبي الزعيم تحديدا في محافظة بابل .
عام 1960 أو 61 م زار الشهيد عبد الكريم قاسم محافظة بابل / قضاء الحلة ، ووصلت أخبار هذه الزيارة لجمع غير قليل من أهالي مركز الحلة الفيحاء ، ويقال ان الزعيم رحمه الله تنقل من هذا السوق لذاك المحل ولذلك المتجر مشيا على أقدامه وبرفقته مرافقه الشخصي ( قاسم الجنابي ) ، وصل لفرن صمون ودخله وسط تهليل وتصفيق صاحب الفرن وعماله ، لفتت انتباهه – الزعيم – الصورة الشخصية العسكرية له مؤطرة وملصقة على أحد جدران الفرن ، أخذ بيده ما يسميه الفرانون ( شنكة عجين ) ووضعها على الميزان المخصص فوجدها أقل من الوزن المقرر ، ألتفت صوب صاحب الفرن قائلا له ، ( عمي زغر الصورة وكبر الشنكة ) ، وغير هذا لم يقل لصاحب الفرن الذي ألجمه الزعيم بهذه المقولة ، في أثناء هذه الزيارة الميمونة للحلة كانت بلدية المحافظة تعبد طرق وأزقة حي ( الجديدة ) - بفتح الدالين - ، ولم تكن حينها المحافظة تمتلك السيارات التي تعد كمعمل تعبيد الطرق كما هو اليوم ، وكانت عملية التعبيد – بالقار - تعتمد على أيادي العمال المهرة بذلك ، وبآلة خشبية تسمى ( الشيبك ) ، وهي أشبه ما تكون ب( الشيبك ) الذي يستخدم من قبل النسوة لعمل ( الكليجة ) ، و ( شيبك ) التعبيد بالطبع أكبر من ذلك الذي تستعمله النسوة ، ولحرص البلدية على عدم سير المارة عليه إلا بعد أن يجف ويبرد ليتماسك القار جيدا ، يتركون أشخاصا معينين لقاء أجر زهيد لمنع الناس من السير على الطريق المعبد الجديد ، كلف مختار محلة ( الجديدة ) أحد الشبان - وهو الذي يفترض بي أن أسجل أسمه لدي – أن يرقُب الطريق الجديد بدراجته الهوائية ، ويمنع الأطفال وغيرهم ممن يحاول السير على الطريق المعبد الجديد ، وهذا الشاب لديه أخ موقوف بتهمة شتم الزعيم عبد الكريم قاسم ورفع صورته – الزعيم – من محل وضعها بأحد مقاهي الحلة ، وما أن سمع هذا الشاب بوجود سيادة الزعيم وسط مدينة الحلة قرب مديرية شرطتها ، ركب دراجته الهوائية وأطلق لعجلاتها العنان ليصل حيث يتواجد الزعيم ، الحمد لله هذا هو الزعيم بدمه ولحمه يحاط بشباب الحلة ورجالاتها ، رمى دراجته الهوائية قرب أحد المحلات وهرع راكضا مناديا بأعلى صوته ، سيادة الزعيم ، سيادة الزعيم ، سمع أبن الشعب هذا المستصرخ به وأشار له بيده ، أنفرج الناس لهذا القادم الصبي ، بل قل الشاب ، ورمى بنفسه مقبلا كل ما تقع عليه شفتاه من الزعيم ، انفتحت أسارير الزعيم له وقال له ، مابك يا بني ، أجابه ( عمي أخويه موقوف هنا على مودك ) ، أجابه الزعيم وها أنا ذاهب معك لأخيك ، بالطبع كان محافظ الحلة سائرا مع موكب الزعيم ، ومدير الشرطة أيضا ، دخل الزعيم الى مديرية شرطة الحلة ، ومعلوم لأهالي الحلة تحديدا آنذاك ، أن الموقوفين يودعون في هذه المديرية بداية الدخول لبناء المديرية ، وهنا يتواجد في هذا المكان أصحاب الشكاوى اليومية ، وفي الطابق الثاني للموقوفين السياسيين ، قال الزعيم للصبي الذي لا يزال الزعيم يمسك بيده وكأنه أبن له ، وهذه حقيقة فالزعيم أب لكل العراقيين ، هكذا أرى ، قال الزعيم للصبي ( هل أخوك هنا ) ؟ ، أجاب ( لا عمي ، أخويه فوك كبل ساعتين وديتله غده ) ، قال الزعيم لمدير الشرطة لنذهب أليه أذن ، أجاب مدير الشرطة أمرك سيدي ، صعد الزعيم والمحافظ – أظنه خيري الحافظ – ومدير الشرطة والصبي ومرافق الزعيم الى الطابق العلوي ، وفتحت له قاعة كبيرة تحوي أكثر من خمسين معتقل سياسي ، سلم الزعيم على الجميع وقال رجاءا ليقف كل سياسي من الحزب الفلاني مع رفاقه ، أنقسم الفريق لنصفين تقريبا ، الشيوعيون ، وآخرون ( قومجيون ) – لا أحب غير هذه التسمية لهم – وبقي شخص واحد يقف لوحده دون الجمع ، قال له الزعيم أنك من شتمني صحيح ؟ ، بكل شرف ورجولة أجاب الموقوف زعيمه الخالد ، نعم أنا شتمتك يا سيادة الزعيم ، ضحك الزعيم بوجه الشاتم وقال له سنتحدث سوية بعد أن أنهي حديثي مع هؤلاء الأخوة ، قال لهم أن الوطن بحاجة ماسة لكم ، أن كنتَ معلما أو عاملا أو طبيبا فقد عطلت شريحة كبيرة من المجتمع لأجلك ، أتمنى عليكم إعادة دراسة الموضوع بشكل جدي خدمة لأحزابكم ولعراقكم الكبير ، وبما أنني لا أملك صلاحية أطلاق سراحكم فأتمنى على السيد المحافظ ومدير الشرطة أكمال أوراقكم الآن وإرسالها للقاضي لإطلاق سرح من يستحق ذلك ، هذا الحديث لكم ولكم الخيار ، أما أنت يا صاحبي الذي شتمني فمن الذي أقام الدعوى ضدك ، ألا يفترض أن أقدم الدعوة أنا ، وأنا أملك حق الشكوى والتنازل وأنا متنازل عنك ، وعلى مدير الشرطة أطلاق سراحك مالم تكن موقوفا على ذمة دعوى أخرى ، صرخ الشاب بوجه الزعيم قائلا أنا شتمتك يا سيادة الزعيم ألا تستمع لي ولماذا شتمتك ؟ ، أجابه لا ليس بودي معرفة سبب ذلك ؟ ، قال الشاب وأنا بودي أن أسمعك لماذا شتمتك سيدي ؟ ، أذن لأستمع ما تقوله تفضل بني ، قال الشاب ، يا سيادة الزعيم نحن أصدقاء نحب لعبة كرة القدم ، ولدينا فريق لذلك ، ومقر فريقنا مقهى المنطقة – مقابل مستشفى الأطفال سابقا ، قريبة لسجن الحلة المركزي الذي هرب منه الأبطال الوطنيون الشيوعيون بقيادة البطل الرمز مظفر النواب – وأسم فريقنا هو فريق ( الأنوار ) ومدرب فريقنا اللاعب ( عبد ملعب ) ، وأنا يا سيادة الزعيم هوايتي مع كرة القدم الرسم ، رسمت لك صورة وأطرتها ووضعتها في المقهى بأذن من صاحب المقهى ، بعد أن حاول البعث الفاشيست اغتيالك بعملية جبانة ظهرت أنت يا سيادة الزعيم على جهاز التلفزيون وسمعت خطبتك ومقولتك عفا الله عما سلف ، تقدم الشاب نحو الزعيم رحمه الله ووضع سبابة يده اليمنى قريبا لوجه الزعيم صارخا به ، ( شنو عفا الله عما سلف ) ، قال له الزعيم أكمل بني ، قال الشاب أنا حين سماعي لهذه الكلمات ذهبت الى المقهى وصعدت على أحد الكراسي وأنزلت صورتك من مكانها كرها لموقفك مع القتلة ، أخذ مني صاحب المقهى الصورة وهمس بأذني أعدها لمكانها لأن ( مسلم السري ) رأى ما أقدمت عليه ، وفعلا يا سيدي رفع رقيب الامن ( مسلم ) تقريره الى دائرته وها أنا موقوف من يومها ولحد الآن ، أطرق الزعيم الى الأرض وجهه بهدوء تام ، ورفع رأسه مخاطبا ذلك الحلي الشهم ، ( أين هي الصورة الآن ) ؟ ، أجاب الشاب أنها في البيت سيدي ، صاح الزعيم بأعلى صوته مخاطبا ذلك الشاب قائلا ، (لا ، لا أسحقها تحت قدمك أنها لا تستحق أن تعلق ) مع حركة بقدمه اليمنى دلالة أنه يسحق شيئا ما .
نعم سيدي أيها الخالد ، ونحن نقول لك الآن وبعد أن جرعنا الأمرين من فعلتك تلك يا سيدي ، لماذا لم تسحق الأقزام تحت رجلك المقدسة الطاهرة ، لماذا لم تتعامل مع العقارب بما تستحقه من سحق بقدمك ، ولماذا لم تستمع للجواهري الكبير حين قوله لك مخاطبا ، ( فضيق الحبل وأشدد في خناقهم / فلربما كان في إرخاءه ضرر) ، وأي ضرر سيدي الراحل وأقسم لو عدت ثانية يا سيادة الزعيم لعدت لنفس تلك الرحمة التي جبلت عليها ، وأن عادوا لا قدر الله ، ولا قدر الوطنيون ذلك ، لرأينا أسوأ مما رأيناه منهم سابقا ، لك المجد أيها اللا يكرر ، لك المجد يابن الشعب العراقي ، لك المجد يابن الفقراء النجباء .
الثلاثاء، 8 فبراير 2011
تحدي لجميع العراقيين بما فيهم المسؤولين-ناصر سعيد البهادلي
في 2011/2/8 عن موقع شبابيك المنوع
تحدي لجميع العراقيين بما فيهم المسؤولين
ناصر سعيد البهادلي
تباشرنا بالنظام الديمقراطي واخذنا نترقب بركاته النازلة علينا فاذا ببركاتنا تصعد اليه ، تباشرنا بسقوط الطاغية المقبور وقلنا سيسعدنا اهل التقوى والورع والنضال والجهاد ، تباشرنا وتباشرنا ولم نحصد الا هواء في شبك .....
يطل علينا رئيس الوزراء ليعلن مكرمته - لا ابقانا الله لها – بتنازله عن نصف راتبه !!! ولا نعرف باي مقياس للحق والعدل يعتبر هذا تنازل ؟؟!!! ، راتبه واحواله هي ذلك المجهول وليس هذا فقط بل وراتب رئيس الجمهورية والنواب والوزراء و اعضاء مجلس النواب وكل من سار بركاب هذا الفساد الديمقراطي المستشري ....
تحدي اتحداه لكل عراقي يعتبر ان نظامه ديمقراطي ان يشير الى معلومات موثقة سواء بقانون او بقرار او بتعليمات تخبرنا عن مقدار ما يحصل عليه هؤلاء النزيهون من حكامنا اصحاب تاريخ الجهاد والكفاح ، ففي ظني ان اعضاء مجلس النواب والوزراء والرئاسات لايعلم بعضهم رواتب وامتيازات ومنافع البعض الاخر ، فالخزينة مفتوحة ولا تحتاج الا لجهد الاغتراف على قدر الطاقة والوسع ... فطوبى لمن أخذ ما خف حمله وغلا ثمنه .
تنازل السيد رئيس الوزراء عن نصف راتبه وليته اخبرنا عن المشروعية والاسس القانونية والشرعية والعرفية بل حتى اسس حسنة ملص التي اباحت له ولغيره من الزعماء اعلى الله كعبهم ما يأخذه من اموال من خزينة الدولة العراقية وبأي وجه ، فلك الله يا بترول العراق كم وكم من ناهب لك .....
وتكرم فخامة الرئيس بحذو ما اختطه صاحب الدولة ليعلن بوجوب نخفيض الرواتب ... سبحان الله ؟؟؟ اليس الاجدى ان تخبرونا وبالوثائق كم وكيف تحصلون على رواتبكم وامتيازاتكم ....
ولكن سأقف واقول لا تثريب عليكم ... خذوا كل ما تشتهون وما تريدون فلن تسمعون يوما منا " الشعب يريد اسقاط الفساد" فتلك لاهلها واما نحن فابناء بالروح بالدم نفديك يازعيم ....
واليوم فقط اقو لان الله انعم علينا بسقوط الطاغية المقبور على ايدي الامريكان وليس على ايدينا فباليقين اقطع انه لو سقط بايدينا لاخترنا نظاما يتلائم مع الزعيم القادم لنهتف له بالروح بالدم نفديك يا زعيم...
تحية لشباب تونس وشباب مصر ... وعذرا فانا شعب كتبت علينا الذلة والتهليل والهتاف لعطاس السيد الرئيس .
والتحدي لا زال قائما : كم هي الاموال التي يجنيها زعمائنا الاماجد وعلى أي اساس قانوني او شرعي.... وبالوثائق .
يعيش الزعيم ويسقط الشعب
الاثنين، 7 فبراير 2011
موضوعة السيد عبد البطاط-ضمير أبيض-بين الحزن والكيف
موضوعة السيد عبد البطاط
(ضمير أبيض)
بين الحزن والكيف
البصرة- عبد البطاط
بادئ ذي بدء لابد من معرفة (الكيف) بالمفهوم الشعبي البصري.. حيث تعني الطرب والسرور والفرح. (فلان مكيف).. اي فلان فرحان.. (في هذا المكان كيف وطرب).. يعني في هذا المكان سرور واغان والحان وتقاليد خاصة لا يجوز تجاوزها سواء من أعضاء الفرقة الفنية التي تؤدي فقرات الطرب او الحضور عرف مفهوم لمن يرتاد هذه الأماكن.
الشعر الشعبي العراقي الآن وفيما هو موجود في دواوين وإصدارات.. كم هائل يفتقر الى النوعية.. يتصفح المتتبع للشعر الشعبي فيجد الأغلب (رغم تنوع المضمون والشكل) على نمط (هاي مدرستك يطالب عينها.. ولا تشخبط بيدك حياطينها) لكن للحقيقة والإنصاف نجد أن في الضفة الأخرى قمما تتميز بروعة المكنون وإبداع ليس له حدود.
كلنا عندما يقرأ احدنا لمظفر النواب ينحني إجلالا لما يقوله.. ومع ذلك فعلينا ألا ننسى (في الوقت نفسه) ما تجود به قريحة الشعراء الإحياء ـ اطال الله في اعمارهم ـ (عريان السيد خلف، رياض النعماني، علي الشباني، كاظم اسماعيل كاطع، اسماعيل محمد اسماعيل، فاضل السعيدي، مهدي السوداني، نوفل الصافي، علي الربيعي، كاظم غيلان، كاظم السيد علي، جمعة الحلفي، عباس الموسوي، حمزه الحلفي، محمد النعماني، عبد السادة العلي واخرين) ، وهؤلاء لاشك قمم في الشعر الشعبي العراقي الحديث ، و(ابو طيف، حامد كعيد الجبوري) واحدا من هؤلاء، فديوانه الأخير (ضمير ابيض) كضميره وضمير من جعل الوطن والتضحية من اجله.. هدفه ومناه.
هذا الديوان الذي يحتوي على 45 لوحة إبداعية رائعة مختلفة التواريخ والإيقاعات وأربع صناعات (للشاعر رياض النعماني وللشاعر والباحث جبار الكواز، والباحث والناقد د.خليل ابراهيم المشايخي والباحث والناقد د.محمد عوده سبتي) وفي محاولة لإلقاء الضوء على بعض قصائد الديوان فإننا نجد في: فرفحتلك، واشتلت روحي على اشفافك أمل....
إي لوحة إبداعية تلك حيث الشفاه هي أمل الروح... بالله عليكم هل هناك شيء أروع من الشفاه للحبيب؟
وفي (امل ميت) نرى كلمات الحب والهيام والعشق لا تتكلم .. فهي خرساء صماء.. لان الكلمات قد ماتت.. وأين..؟ مرة أخرى على الشفاه التي ليس لها مثيل عند ( حامد كعيد ) .
ونشعر بجرحه في عام 1973 وهو في دمشق.. وقد تحدى الزمان وافتخر بألمه وحزنه وتعبه ولم يصاحب سوى الصبر والمروءة وهذا ما سطره في) وديت روحي.(
وفي (روض) ضيع محطته.. إذ لا قطار صاعدا يحمل البشاره ولا قطارا نازلاً يرفع الخسارة.. بالمحطات كثيرة خلعت ثياب الصبر وألبسته ثياب الأمل ولقاء من عنبر وريحه نرجس وورد ورياحين في روض جميل ليس له مثيل.
ويقسم في (أوتار جبهوية) بـ شفة حبيبته التي ذبلت بالعطش، بالصبر، بالشوك، وبأنه سيضوّي دروب الوطن وينذر قلبه (سكة) لسير المناضلين الطيبين عليه لبلوع مناهم ومبتغاهم.
وفي قصيدة اهداها للشاعر الرائع (رياض النعماني) ذلك الشاعر الإنساني الذي يفتخر كل من التقى به والتي كانت بعنوان (ضمير ابيض) هي اصدق تعبير لا تحتاج الى تعليق.. ففيها يسأله الشاعر حامد (شاعر يسأل شاعر(
ما تشتاك..
تنزع ثوب حزنك والنهر خنياب
والحلوات يملن وشلة اخدودك
ويفلّن صبر عمرك كصايب
اعتقد انه تساؤل مشروع .. كل محب لإبداع هذا الشاعر وشخصيته الفذة يتمنى رجوعه واستقراره في (الوطن الأم) .. لكي يساهم في بناء صرحه.
ويهدي قصيدة (ضيف فقره) للشاعر الراحل محمد الغريب.
ياغريب ..
الدار وحشه
ومعدن الفقره.. النقاء
ياغريب ..
المال بالغربه وطن
والفقير يعيش ببلاده غريب..
ونحن نتساءل ومعنا الشاعر .. متى تتغير قوانين هذه المعادلة؟ متى تنعكس هذه النظرية..؟ متى..؟
ونؤيد الشاعر بكل ما نملك من قوة حيث (الفقره طيبه) لان الفقراء لهم صفات لا يعرفها الا من مر بها وعايشها وتسربل بها حتى النخاع.وفي (السكوت من ذهب) ينصح (ابو طيف) القراء والسامعين لصوته المدوي في المهرجانات والاماسي والاخوانيات حيث علامة النجاح لكل محفل شعرٍ شعبي.
اسكت واكتم اسرارك
وأخذهن صوغتك للموت
اشجم ميت صنع تاريخ
وجم يونس ابطن الحوت
وفي (أركب عالصعاب) يحدد لنا الشاعر الوطني مسار الطريق الذي علينا ان نسلكه ويخاطب العراقي الشهم
ازرع بالصبخ نخلات وورود
العينه عالزرع ميموت زرعه.
ويؤكد حقيقة تاريخية واضحة.. ناصعة.. ووضوع الشمس في عز النهار
من تطفح الغيره
وينبض الغيض..
عراقك ما يذل..
محد يركعه
وكانت قصيدة (صوت الحقيقة) التي اهداها للشاعر )عريان السيد خلف) حيث كان كثيرا ما يتساءل.. لماذا سمي عريانا..؟ لكنه اهتدى- كما يقول- أخيرا لذلك فجاءت قصيدة معبرة بصدق عن الوجدان والوطنية لان الشاعر تلذذ بخبز العراق.. الخبز الذي ليس له مثيل في الدنيا كلها.
ضكت خبز العراق
وغززت الملحه
شك ساس الشعر
وتعله بالبنيان..
نعم كان الشاعر عريان صوت الحقيقة الناصعة بكل صدق وأصالة لم تغره كل الأساليب الملتوية من اجل ان يبيع ضميره.. لان هذا الضمير كان يقلق الجلادين هذا الضمير الذي اقسم ان يكون بصف شعبه ل ابصف الطغاة وأطلق الشاعر (ابو طيف) صيحة مدوية..
اذا نام النهار بيوم
هم يغبش..
ويرد نور الشمس
ويضوي كل أمجان.
واهدي قصيدة (اضلوع السجن) الى الشاعر الكبير الرمز (مظفر النواب) وللاحرار الذين حفروا نفق الحرية في سجن الحلة الدكتاتوري حيث كانت صورتان كتبتا عام 2006 م.
على اضلوع السجن
حطت عصافير
وفخاني بطلت من
ياكوكتي.. وين اختي .. بالحلة
ويا سبحان الله.. يخلد الشاعر الطيور ويؤكد بانها قررت أن تحفر نفقاً بزنزانة الشاعر النواب..
الطيور اتحزمت تحفر
بزنزانة (مظفر) للدهر يحدي
أحط ترابك أبحضني ولوليك
ويخاطب الشاعر ابو طيف الشاعر النواب بكل صدق واصالة
يا مهر الأصيل الما يحده اعنان
تسحن صبرك وتلهم
بس يحله السفر وياك..
ولماذا السفر (يحلى) مع الشاعر النواب؟.. فيجيء الجواب سريعا
أنت النوخذه وسكان
ودور (النوخذه) للسفينة معروف.. فهو ربانها وهو المسئول عنها.. اما (السكان) فهو مقود القيادة التي يحركه الربان نحو بر الأمان والاستقرار.
اما في (رسالة متأخرة لابي سرحان )
بالبصرة امس
جوكه عصافير
تتراكص على العشار..
وكفت تنشد السياب..
عن شاعر رقيق وتاه عنوانه...
ويؤكد بان روح الشاعر مهرة لجامها الريح وجدايلها السفر ولكن الى اين..؟
خاصة وان محطات الدنيا كلها خطر ودمار وموت اكيد..
وطال الانتظار لكن (ابو سرحان) لم يأت ليسوق الغيم) بمهرته العزوم وبيده الراية التي ترف بيده و(ام البروم) قد نامت فتاة العشاق وتتساءل باستمرار: ألم يمر بسمائكم طير يرف جناحيه على البصرة وأهلها الطيبين؟
وفجأة يمر طيف بزمان اخرس يتساءل هو الأخر عن هذا الطير وعن ضحكه بزلف مشحوف عشاري.
وفي قصيدة (صبرا يا عراق)
هذا اول وطن
بالكون ما يرتاح..
تعبير صادق عن ما يمر به هذا الوطن الحبيب الذي توحدت لتحطيمه كل قوى الشر والرذيلة.. لاشيء.. سوى لأنه اختار طريقا جديدا هو طريق الحرية طريق الفقراء.. طريق من لا طريق لهم.. وكانت نعمة الذهب الأبيض التي أصبحت نقمة .. لا نعمة.. فالنفط رغم خزينه الهائل وتسويقه يوميا بكميات كبيرة لم يتغير شيئاً من الواقع المعاشي.. فمن سيئ الى اسوء.. مدعاة لتكالب القوى الشريرة طمعا فيه..
اما الشعب فكل فرد فيه عرف طعم الحزن منذ نعومة الأظفار.. لا يعرف البسمة ولا الفرحة.. ففرحته بكاء ونحيب
ويشير الشاعر الى انه والجميع يحلمون بان
ولا صاحب بخت..
ويصيح بيك الله..
ويسرج للخيول
ويبرز ارماحه..
ويسقط الصنم.. لكن أصناما كثيرة تتواجد وتملأ الساحة برقصها وردحها ويصرخ الشاعر .. يا عراق.. يا عراق..
شد صاري العزيمه
وصارع الأمواج..
توصل للشواطي بغير ملاحه
صبرا يا عراق..
الصار كله ايهون
بعد كاعك بجر
بيدين فلاحه
ويمدنا الشاعر بديمومة البقاء من خلال قصائد ديوانه
(كاريكتير، أمنيات ترفض التأجيل، صبر مفطوم، هوه الخمسين، دفيني ابعباتج، ايام المزبن، حمد، ابن الشعب، ابو عمشة، تبا للسياسة، طرطره، وغيرها)
ان على المتتبع للشعر الشعبي العراقي أن يدرس بإمعان وتروي قصائد هذا الديوان ويحلل كل قصيدة منه- لابل كل بيت شعري- ويعرف ظروف نضمها وتاريخها .. واعترف باني عانيت الأمرين في اختيار.. عن اي القصائد أتحدث، وعن اي القصائد اذكر.. فالديوان قصائده درر وصعوبة علي أن اختار درة معينة لأحتضنها.
اعتقد اني رميت حجرا في بركة الشعر الشعبي حركت فيها المياه بعض الشيء وعلى المهتمين بالشعر الشعبي العراقي ان يبادروا هم أيضا كي نساهم في اعلاء الكلمة الصادقة الشريفة وسط ركام من الكلام الذي يطلق عليه أحيانا شعراً شعبياً.
الأحد، 6 فبراير 2011
ماجد الحيدر -ثم ماذا ؟
ماجد الحيدر
الحوار المتمدن - العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5
ثم ماذا ؟
"من بات أمناٌ فی عياله
ضامنا قوت يومه…"
آهٍ ولكن..
ماذا عن الغد
هل سيبقى القوت
والأمن
والعيال؟
"من باتَ.آمنا."
آهٍ .. وهل ثمة –يا سيدي- من آمنٍ
والأرض تدور.. تدور
وتميد بالجياعِ
والمفاتيح.. أبداً في يد الخليفة
وتحت كرسيهِ
ثمةً ، أبداً، أبو نؤاسٍ مقرفصٌ:
"يذرف الدمع ضاحكاً ... والليالي تعربدُ"
وثمةَ ، أبداً، موتٌ
يكمنُ في منعطفٍ مفاجئٍ
في الشارعِ المظلمِ الملتوي؟
...
أيها الزمان القُلَّب
لماذا كل هذا الجد
لماذا كل هذي الصرامة العابثة
لماذا ليس ثمةَ ثمالةٌ أبدية
ولماذا لا يظهر فجأةٍ
في المشهدِ الأخير
ثمة عجوز طيب
بيدين كالقطن
يسخر من جزعي الساذج
ويخبرني
بين العطفِ والرثاء:
هيا
فلتمسح عينيك
وتغسل وجهك
قد كنت أمزح معك
فلنبدأ اللعبةَ من جديد!!
14-1-2011
الجمعة، 4 فبراير 2011
الرشاوى للشعوب العربية نازلة تزخ بعد ثورة تونس -سامي البحيري
الرشاوى للشعوب العربية نازلة تزخ بعد ثورة تونس
سامي البحيري
GMT 13:00:00 2011 الأحد 23 يناير
بداية لا بد من تهنئة شعب تونس على نزوله إلى الشارع لأخذ مصيره بيده، وكذلك أوجه تحية خاصة والتعازى لأهالى الضحايا الذين سقطوا أثناء الثورة، والتى لولا تضحياتهم لما إنهار النظام، وتحية لا بد أن تذكر (سواء أرضيتم أم لا) وهى تحية لزعيم الإستقلال التونسى الحبيب بورقيبة والذى أرسى قواعد التعليم المحترم فى تونس، وأصر على أن تكون ميزانية التعليم %30 من ميزانية الدولة وهى أعلى نسبة فى العالم العربى، وأعلى من بلدان كثيرة متقدمة فى العالم، والشعب المتعلم يعرف حقوقه ويعرف كيف يأخذها بنفسه، وهو من أرسى أيضا دعائم حقوق المرأة التونسية والتى تحسدها عليها قريناتهن العربيات، لذلك رأينا المرأة التونسية جنبا إلى جنب مع الرجل أثناء الثورة.
ومن تداعيات الثورة التونسية أن الكثير من الأنظمة العربية جالها حالة إسهال، صاحب حالة الإسهال هذه حالة كرم مفاجئ، ففى أسبوع واحد قرأنا الآتى:
رفع المرتبات فى الأردن
صورة تنشر للبوليس فى عمان وهو يوزع عصير ومياه مثلجة على المتظاهرين
إيقاف خطة رفع الأسعار فى مصر
إكتشاف حقول غاز طبيعى فى مصر ستجعلها من كبار المنتجين فى العالم
توزيع 11 ألف شقة للشباب فى مصر
توزيع 2400 محل تجارى بالمجان للشباب فى مصر
إعدام مرتكب جريمة قتل الأقباط فى نجع حمادى فى العام الماضى
توزيع ألف دينار كويتى لكل مواطن (مايعادل أربعة آلاف دولار)
تخفيض أسعار الكهرباء فى سوريا
رفع المرتبات فى سوريا
….
وهذا ماحدث حتى الآن، وأتوقع أن يحدث الآتى فى الفترة القادمة:
توزيع سندويتش فول وآخر طعمية على كل راكب مترو فى القاهرة مع زجاجة سفن آب، وتوزيع طبق كشرى على كل راكب ميكروباس
توزيع عدد واحد كيس شيبسى بالجمبرى لكل طفل من أطفال العشوائيات فى مصر
توزيع عدد واحد عروسة لكل شاب أعزب جاوز الثلاثين من عمره، مع شقة ستوديو هدية فى القاهرة
إعلان فوز النادى الأهلى بالدورى هذا العام قبل أوانه
فى ليبيا صرف خيمة وممرضة أوكرانية لكل مواطن
فى غزة صرف سبحة وزبيبة صلاة ونقاب لكل أسرة
فى جنوب لبنان صرف سجادة صلاة قم إيرانى وإتهام ظنى لكل مواطن شيعى، وشيك بدون رصيد لكل مواطن سنى، وتاشيرة خروج نهائى لكل مواطن مسيحى
فى السعودية صرف عدد واحد زوجة مسيار لكل رجل متزوج جاوز الخمسين
فى السعودية صرف برميل بترول شهريا من النوع الخفيف لكل مواطن
فى العراق صرف حزام ناسف لكل مواطن
فى سوريا صرف كل المواطنين غير العلويين خارج سوريا
فى قطر تعيين كل المواطنيين القطريين موظفين فى قنوات الجزيرة الرياضية
فى اليمن صرف نصف كيلو قات لكل عائلة يمنية على بطاقة التموين شهريا
فى السودان يعلن البشير عن تقسيم آخر للسودان بواقع وطن جديد لكل قبيلة
فى الجزائر صرف معاش المليون شهيد لكل أسرة جزائرية
فى دبى صرف برج سكنى لكل مواطن
فى أبو ظبى صرف فريق كرة إنجليزى لكل قبيلة
فى الأردن صرف كل الفلسطينيين إلى الضفة الغربية
فى المغرب لحل مشكلة البطالة، إرسال %50 من الشبان والفتيات إلى القاهرة للغناء باللهجة المصرية
وبصفة عامة فى كل البلاد العربية صدرت أوامر سرية لكل محطات البنزين لغش البنزين بالمياه، وذلك لإيقاف موضة حرق المواطنين لأنفسهم
وبصفة عامة تم شراء أعداد مهولة من الطائرات الخاصة تحسبا للهروب الكبير المنتظر، وكذلك توظيف طيارين أجانب لقيادة الطائرات تحسبا لرفض بعض الطيارين الوطنيين للهروب كما حدث مع بعض أفراد أسرة بن على
أما بالنسبة لمقهى القادة العرب المسمى (الجامعة العربية) فقد قام عمرو موسى بشراء جزيرة خالية من جزر البحر الكاريبى لنقل مقر جامعة الدول العربية إليها مع بناء فندق على وجه السرعة لإستقبال الزعماء الهاربين، تمهيدا لعقد أول قمة عربية للهاربين برئاسة زين الهاربين بن على، وسوف يطلق على تلك القمة:"الصعود للهاوية".
فى إسرائيل صرف جهاز تليفزيون بلازما لكل مواطن إسرائيلى يهودى لمشاهدة خيبة العرب، مع تشفير القناة التونسية
الأربعاء، 2 فبراير 2011
النرجسية مرض-حامد كعيد الجبوري
مرض النرجسية
حامد كعيد الجبوري
الكثير من المثقفين كتابا وشعراء يصابون بمرض لا علاج له يسمى النرجسية ، وهؤلاء المرضى يعتقدون أن لا غيرهم يمكنه الكتابة مثلما يكتب هو ، ولأني أهتم بالشعر الشعبي كهواية محببة لي ، لذا ستكون هذه الإضاءة لهم وبلا ذكر أسماءهم ، وعدم ذكري للأسماء ليس تخوفا منهم ، بقدر تجاهل مثل هؤلاء المرضى ، هناك أكثر من رأي نقدي يقول ليس هناك شاعرا كبيرا ، ولكن هناك نصا كبيرا ، بمعنى أن الشاعر الفلاني صاحب العمر الكبير ، والتجربة الأكبر أيضا ، ليس من المحتم أنه شاعرا كبيرا ، قد يكون كبيرا في العمر نعم ، ولكن ليس شاعرا كبيرا ، بمعنى أكثر توضيحا ، ربما شاعر لا يملك الخبرة الكافية ولا العمر الكبير ، ولكنه أنتج نصا شعريا كبيرا يشار له من قبل الشعراء الآخرون ، ومما حدا بي لهذه الإضاءة ما سمعته من لقاءات مع شعراء بقسم من الفضائيات المهتمة بالشعر الشعبي وما أكثرها ، قال ذلك الشاعر أن لا شاعر في العراق يستطيع أن يكتب كما يكتب القصيدة هو ، وحينما قرأ نصوصه التي لم تثر فضولي لسماعها ، وجدتها أنها قصائد لا تعدو كونها قصائد لها مسحة فنية ليس إلا ، وأذكر أني حضرت لقاءا للشاعر عريان السيد خلف سأله مقدمه ما هو تقييمك للشعراء الذين سأذكرهم لك ؟ ، وذكر له أسماء أولئك الشعراء ، والجميل أن الشاعر عريان السيد خلف لم يكتفِ بالإشادة بهم ، بل قرأ قصائد من نتاجهم ، وأكثر من ذلك أنه قال كنت أتمنى أن القصيدة التي كتبها الشاعر الفلاني أني كتبتها ، تواضع كبير لشاعر معروف وصاحب تجربة شعرية غزيرة ، وأذكر أن أحد شعراء الحلة الفيحاء سأله صحفي لجريدة ما ، أين تضع نفسك على خارطة الشعر الشعبي العراقي ؟ ، أجاب بكل تجرؤ ومكابرة فارغة ، أضع نفسي في المقدمة ، وهذا هو المرض الذي أتحدث عنه ، وأسميه المرض القاتل للموهبة الشعرية الصادقة ، ولو أني أوعدتكم بعدم تحدثي إلا بخصوص الشعر الشعبي ولكن هناك ضرورة لذكر شاعر ما ، سأله مقدم البرنامج عن مشاريعه الشعرية ومستوى قصائده ، أجاب بكل وقاحة أنه قد فاق الحلييّن ، ويعني بالحلييّن السيد حيدر الحلي ، والسيد جعفر الحلي ، وهذا ما لم يقله عنهما الجواهري الكبير ، للإضاءة ... فقط
الأربعاء، 26 يناير 2011
سهير عبد العزيز-قصة نثرية-هذا ما كان يبتغيه
خرج مع صاحبه ترك وحدته في البيت
تضاجع ...يأسه
و خرج في...
مظاهرة
جرفته حشود تهتف
و ضجيج
صم أذنيه
و لكنه لم يسمع هناك...
صوت الصدق
مشى كالنائم في منام
يحلم
يحدق في فراغ
وصل لصفوف الأمن
وقف يحدق في شرطي نحيل
هزيل البدن يمسك
بعصاه
رفع يده....للشرطي....
يحييه
هناك في عيني الشرطي
و جد ما كان يبحث عنه
أطلق الشرطي رصاصة
أصابته في رأسه
وقع على الأرض يبتسم:
هذا ما كان يبتغيه !!
الاثنين، 24 يناير 2011
نزار قباني -*** ثــقـافـتـنـا ***
نزار قباني
*** ثــقـافـتـنـا ***
ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل
فما زالت بداخلنا..."رواسب من " أبي جهل
ومازلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلفّ نساءنا بالقطن...ندفنهن في الرمل
ونملكهن كالسجاد...كالأبقار في الحقل
ونهذاً من قوارير...بلا دين ولا عقل
ونرجع آخر الليل...نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمسه...بلا شوق...ولا ذوق...ولا ميل
نمارسه...كآلات...تؤدي الفعل للفعل
ونرقد بعدها موتى...ونتركهن وسط النار...وسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل...بنصف الدرب نتركهن
يا لفظاظة الخيل...قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا...وصك زواجنا معنا...وقلنا: الله قد شرّع
ليالينا موزعه...على زوجاتنا الأربع
هنا شفه...هنا ساق...هنا ظفر...هنا إصبع
كأن الدين حانوت...فتحناه لكي نشبع
تمتعنا " بما أيماننا ملكت "...وعشنا من غرائزنا بمستنقع
وزوّرنا كلام الله...بالشكل الذي ينفع...ولم نخجل بما نصنع
عبثنا في قداسته...نسينا نبل غايته...ولم نذكر سوى المضجع
ولم نأخذ سوى ... زوجاتنا الأربع
الأحد، 23 يناير 2011
علامات الجحيم العراقي-حمزةالحسن
علامات الجحيم العراقي
من نحن؟ سؤال يلح بقوة هذه الأيام بعد ان صارت كل الطرق مغلقة. من نحن حقا وماذا نريد؟ اذا كنا لا نريد الحرب ولا نريد السلام، لا نريد المسالم، ولا نريد المقاوم، ولا الارهابي، ولا الخائن، ولا المنبطح، ولا الصامت ولا المتكلم، لا نريد الفاشية، ولا نريد التعددية، لا نريد الهدنة، ولا نريد الصمت، لا نريد الحوار، ولا نريد الموت، لا نريد الطائفية، ولا الحداثة، ولا نريد العودة للسلف الصالح، ولا ما بعد الحداثة.
من نحن حقا؟
اذا كان الذين في الطابق الثاني في الباص يضربون بأقدامهم على الذين في الطابق الأول، وهؤلاء يلعنون السائق، وهذا يلعن الجابي، ونقابة المحامين في المنصور لا تعترف بنقابة المحامين بكربلاء، وهذه ترفض الاعتراف بنقابة المحامين العرب التي بدورها ترفض محكمة العدل الدولية والقانون الدولي، والذين يسكنون في خطوط التماس الحربية في المنطقة الخضراء يرجمون الذين يسكنون في الصحراء الغربية، وهؤلاء يشكون بدورهم من سكان الضواحي الشرقية، ونقابة اطباء بغداد لا تعترف بنقابة اطباء البصرة، وكتاب الحداثة الجدد يرفضون الاعتراف بكتاب الكلاسيك، والجيل الشعري الثمانيني يكره الجيل الشعري الستيني، والذين يعيشون في القطب الشمالي يشاغبون على الذين يعيشون في القطب الجنوبي، وسواق علاوي الحلة يشكون من ظلم سواق كراج النهضة، والحرس الوطني لا يثق برجال الشرطة، وهؤلاء لا يحبون صالونات الحلاقة، واصحاب اللحى يكرهون أصحاب البنطال العصري، وأصحاب مطاعم الباب الشرقي يخافون من أصحاب المعاطف الثقيلة، وهؤلاء يخافون من الأباجي، والأقمار الصناعية، وأصحاب الهاتف الخلوي يخشون جماعة الرصد والاستخبارات، وهؤلاء يتهمون الميلشيات بالارهاب؟
ماذا نريد حقا؟
اذا كنا لا نريد الليبرالي ، ولا نريد العميل، ولا نريد الثوري، ولا نريد الشيوعي، ولا الاسلامي، ولا المنبطح، ولا نريد المتخاذل، ولا نريد المقاوم، ولا نريد المساوم، ولا نريد النائم، والغافل، والصامت، ولا المتكلم، ولا من يرتدي العقال، ولا من يرتدي الشروال، ولا من يلبس المايو، ولا من يلبس "صايه" تكفي لاخفاء الصحراء العربية؟
ماذا نريد حقا؟
لا نريد السيستاني، ولا بابا شنودة، ولا الفاتيكان، ولا أية مرجعية دينية أو ثقافية أو سياسية أو قانونية، ونرفض وصاية الحوزة، ونرفض وصاية المحكمة العليا، ونرفض وصاية الطقس والمطر والضباب، ولا نقبل بالعمامة، ولا نريد السروال، ونكره من يحف حاجبه، ونرفض من يحلق شاربه، ونكره الماشي والجالس والنائم والساكت، ولا نريد النقد، ولا نريد الاحتلال، ونرفض بيانات الحكومة، وبيانات غرف التشريح، ونكره كل الفضائيات، ولا نريد من يظهر عليها حليقا أو معمما أو أصلعا، ولا يسلم من يظهر خلف ستار ونصرخ به طوال الوقت" طلع وجهك"، ولا نريد الملثم، ونكره الصريح، ونسخر من الهادئ، ونشمت بمن يموت أو يذبح، وكل هذه المذابح وطوفان الدم ونخاف من كلمة تقال على أطراف الكرة الأرضية؟
ماذا نريد؟
العاشق متهم، والحاقد متهم، والثوري متهم، واللاثوري متهم، والميت متهم،والحمار متهم، والمثقف متهم، والمفخخ متهم، والهارب بجلده متهم، والباقي تحت القصف، وتحت الأحذية، وتحت الحر، وتحت اللصوص، وتحت المفخخات، وتحت الهاونات متهم ايضا؟
ماذا نريد حقا؟
لا نريد الليبرالية، ونكره الشيوعية، ونخاف من الاسلام، ونرفض الشرقية، ولا نريد الغربية، ونرفض الجامعة العربية، ومجلس الأمن الدولي، و هيئة الأمم المتحدة الشيطانية، و هيئة علماء المسلمين، ولا الحوزة الصامتة، ولا المتكلمة، ونهاجم من يدخل في العملية السياسية، ومن يخرج منها، ومن يبقى على الحافتين، ولا يسلم من الجلد اليومي من لم يسمع لا بهذه ولا بتلك؟
من نحن حقا؟
هل نحن كنيسة؟ عصابة؟ صيدلية؟ شربت زبيب؟ فرقة خشابة؟ مجموعة سطو مسلح؟ مجانين مصح عقلي؟ حكماء قبل زمانهم؟ عباقرة؟ قطاع طرق؟ مدلكين؟ فلاسفة؟ فرقة ردح؟ قساوسة؟ مطيرجية؟ حزب وطني؟ قومي؟ عملاء؟ شهداء؟
من نحن حقا؟
لا نريد القومي، ولا نريد الطائفي، ولا نريد الثوري، ولا نريد اللاثوري، ولا نريد المنعزل، ولا نريد العاقل، ولا نريد المجنون، ولا نريد المروَّض، ولا نريد المنقذ، ولا نريد الملثم، ولا نريد العابر، ولا نريد السكران، ولا نريد الاثول، ولا نريد المفكر، ولا الناصح، ولا الصديق ولا الرفيق ولا العدو ولا الجار ولا المجرور.
من نحن حقا؟
الذين يقبضون من الخليج يشهرون بالذين يقبضون من المحيط، وهؤلاء يشاغبون على الذين يقبضون من الحليف، لا نريد العمل مع الاحتلال، ولا مع المقاومة، ولا مع الارهاب، ولا مع الشيخ ضاري، ولا مع كوفي عنان، ونرفض عمر موسى، ونكره المصالحة الوطنية، ولا نريد تدخل الجامعة العربية، ولا نقبل بغير تدخل عزرائيل بديلا.
من نحن حقا؟
الذي يتكلم بالأنا متهم، والذي يتكلم بنحن متهم، والمغرد خارج السرب متهم، والمندمج في القطيع متهم، والأخرس يثير الريبة، والمعقد في المقهى أو المجلس او الندوة مشبوه، والذي يحب نفسه متورط، والذي يكرهها متورط، والذي يجهلها متوحل، والأبله متهم، والأطرش بالزفة متوحل، والخارج من صالون حلاقة هدف، والخارج من مسجد أو حسينية هدف، والخارج من ماخور هدف، والخارج من مقبرة هدف، والخارج من طوره هدف، والخارج من دينه هدف، والخارج من جلده هدف، والخارج من مقهى، من حدود، من كنيسة هدف.
من نحن حقا؟
الداخل الى العراق متورط، والخارج منه متورط، والناسي متورط، والمنسي متورط، والصاحي متورط، والمريض متورط، والعائد بعد منتصف الليل يغني" واثق الخطوة يمشي ملكا" يبحث عنه أهله في الصباح إما في مزبلة عامة أو مشرحة أو في قبو تعذيب.
المراة الجميلة مشروع قتل واغتصاب، وامام الجامع الذي لا نحبه مشروع قتل واغتصاب ايضا كما قال احدهم كان سجينا في سجن بعقوبة، ومقدم نشرة أخبار منتصف الليل مشروع غذاء لجرذان مزبلة كبرى اذا خطا خارج المحطة، والعروس الخارجة من صالون حلاقة مشروع خطف، والتكنوقراطي والاعلامي والطيار والراعي مشاريع موت مؤجل، ومن يتأخر في الحمام عليه ان يظل على اتصال دائم بالعائلة عن طريق الخلوي كل الوقت.
الذي ينام على السطح من الحر مشروع لهاون، والذي ينام في سرداب مشروع مداهمة، والذي لا ينام مشروع شك، والذي يحلم لحسابه الخاص مشروع مؤامرة، والذي يعيش في الضباب متهم، ومن يخرج منتصف الليل يبحث عن عقب سيجارة في الشارع مشروع ميت أو فرصة لقناص ضجر.
من نحن حقا؟
لا نقبل بصاحب المشروع الثقافي، ولا نقبل بصاحب مشروع الدواجن، ولا نريد صاحب المشروع السياحي، ولا الادبي، والفكري، ومن يعلن ان عنده مشروع انتحار ، من هذا الضيم، مهزوم.
الذي يبتسم لجندي محتل خائن، والذي يحتقره ارهابي، والذي يقاومه قاتل عند فريق، وبطل عند آخر، ومن يزرع عبوة ناسفة يعرقل العملية السياسية، ومن يطالب بالكهرباء يعطل مشروع الديمقراطية المتدرجة، ومن يزرع وردة في هذا الخراب مريض نفسيا، ومن يزرع فكرة مثمرة نرجسي، ومن يبول على جدار السفارة الامريكية بسب السكري مشروع جثة!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)