الاثنين، 7 فبراير 2011
موضوعة السيد عبد البطاط-ضمير أبيض-بين الحزن والكيف
موضوعة السيد عبد البطاط
(ضمير أبيض)
بين الحزن والكيف
البصرة- عبد البطاط
بادئ ذي بدء لابد من معرفة (الكيف) بالمفهوم الشعبي البصري.. حيث تعني الطرب والسرور والفرح. (فلان مكيف).. اي فلان فرحان.. (في هذا المكان كيف وطرب).. يعني في هذا المكان سرور واغان والحان وتقاليد خاصة لا يجوز تجاوزها سواء من أعضاء الفرقة الفنية التي تؤدي فقرات الطرب او الحضور عرف مفهوم لمن يرتاد هذه الأماكن.
الشعر الشعبي العراقي الآن وفيما هو موجود في دواوين وإصدارات.. كم هائل يفتقر الى النوعية.. يتصفح المتتبع للشعر الشعبي فيجد الأغلب (رغم تنوع المضمون والشكل) على نمط (هاي مدرستك يطالب عينها.. ولا تشخبط بيدك حياطينها) لكن للحقيقة والإنصاف نجد أن في الضفة الأخرى قمما تتميز بروعة المكنون وإبداع ليس له حدود.
كلنا عندما يقرأ احدنا لمظفر النواب ينحني إجلالا لما يقوله.. ومع ذلك فعلينا ألا ننسى (في الوقت نفسه) ما تجود به قريحة الشعراء الإحياء ـ اطال الله في اعمارهم ـ (عريان السيد خلف، رياض النعماني، علي الشباني، كاظم اسماعيل كاطع، اسماعيل محمد اسماعيل، فاضل السعيدي، مهدي السوداني، نوفل الصافي، علي الربيعي، كاظم غيلان، كاظم السيد علي، جمعة الحلفي، عباس الموسوي، حمزه الحلفي، محمد النعماني، عبد السادة العلي واخرين) ، وهؤلاء لاشك قمم في الشعر الشعبي العراقي الحديث ، و(ابو طيف، حامد كعيد الجبوري) واحدا من هؤلاء، فديوانه الأخير (ضمير ابيض) كضميره وضمير من جعل الوطن والتضحية من اجله.. هدفه ومناه.
هذا الديوان الذي يحتوي على 45 لوحة إبداعية رائعة مختلفة التواريخ والإيقاعات وأربع صناعات (للشاعر رياض النعماني وللشاعر والباحث جبار الكواز، والباحث والناقد د.خليل ابراهيم المشايخي والباحث والناقد د.محمد عوده سبتي) وفي محاولة لإلقاء الضوء على بعض قصائد الديوان فإننا نجد في: فرفحتلك، واشتلت روحي على اشفافك أمل....
إي لوحة إبداعية تلك حيث الشفاه هي أمل الروح... بالله عليكم هل هناك شيء أروع من الشفاه للحبيب؟
وفي (امل ميت) نرى كلمات الحب والهيام والعشق لا تتكلم .. فهي خرساء صماء.. لان الكلمات قد ماتت.. وأين..؟ مرة أخرى على الشفاه التي ليس لها مثيل عند ( حامد كعيد ) .
ونشعر بجرحه في عام 1973 وهو في دمشق.. وقد تحدى الزمان وافتخر بألمه وحزنه وتعبه ولم يصاحب سوى الصبر والمروءة وهذا ما سطره في) وديت روحي.(
وفي (روض) ضيع محطته.. إذ لا قطار صاعدا يحمل البشاره ولا قطارا نازلاً يرفع الخسارة.. بالمحطات كثيرة خلعت ثياب الصبر وألبسته ثياب الأمل ولقاء من عنبر وريحه نرجس وورد ورياحين في روض جميل ليس له مثيل.
ويقسم في (أوتار جبهوية) بـ شفة حبيبته التي ذبلت بالعطش، بالصبر، بالشوك، وبأنه سيضوّي دروب الوطن وينذر قلبه (سكة) لسير المناضلين الطيبين عليه لبلوع مناهم ومبتغاهم.
وفي قصيدة اهداها للشاعر الرائع (رياض النعماني) ذلك الشاعر الإنساني الذي يفتخر كل من التقى به والتي كانت بعنوان (ضمير ابيض) هي اصدق تعبير لا تحتاج الى تعليق.. ففيها يسأله الشاعر حامد (شاعر يسأل شاعر(
ما تشتاك..
تنزع ثوب حزنك والنهر خنياب
والحلوات يملن وشلة اخدودك
ويفلّن صبر عمرك كصايب
اعتقد انه تساؤل مشروع .. كل محب لإبداع هذا الشاعر وشخصيته الفذة يتمنى رجوعه واستقراره في (الوطن الأم) .. لكي يساهم في بناء صرحه.
ويهدي قصيدة (ضيف فقره) للشاعر الراحل محمد الغريب.
ياغريب ..
الدار وحشه
ومعدن الفقره.. النقاء
ياغريب ..
المال بالغربه وطن
والفقير يعيش ببلاده غريب..
ونحن نتساءل ومعنا الشاعر .. متى تتغير قوانين هذه المعادلة؟ متى تنعكس هذه النظرية..؟ متى..؟
ونؤيد الشاعر بكل ما نملك من قوة حيث (الفقره طيبه) لان الفقراء لهم صفات لا يعرفها الا من مر بها وعايشها وتسربل بها حتى النخاع.وفي (السكوت من ذهب) ينصح (ابو طيف) القراء والسامعين لصوته المدوي في المهرجانات والاماسي والاخوانيات حيث علامة النجاح لكل محفل شعرٍ شعبي.
اسكت واكتم اسرارك
وأخذهن صوغتك للموت
اشجم ميت صنع تاريخ
وجم يونس ابطن الحوت
وفي (أركب عالصعاب) يحدد لنا الشاعر الوطني مسار الطريق الذي علينا ان نسلكه ويخاطب العراقي الشهم
ازرع بالصبخ نخلات وورود
العينه عالزرع ميموت زرعه.
ويؤكد حقيقة تاريخية واضحة.. ناصعة.. ووضوع الشمس في عز النهار
من تطفح الغيره
وينبض الغيض..
عراقك ما يذل..
محد يركعه
وكانت قصيدة (صوت الحقيقة) التي اهداها للشاعر )عريان السيد خلف) حيث كان كثيرا ما يتساءل.. لماذا سمي عريانا..؟ لكنه اهتدى- كما يقول- أخيرا لذلك فجاءت قصيدة معبرة بصدق عن الوجدان والوطنية لان الشاعر تلذذ بخبز العراق.. الخبز الذي ليس له مثيل في الدنيا كلها.
ضكت خبز العراق
وغززت الملحه
شك ساس الشعر
وتعله بالبنيان..
نعم كان الشاعر عريان صوت الحقيقة الناصعة بكل صدق وأصالة لم تغره كل الأساليب الملتوية من اجل ان يبيع ضميره.. لان هذا الضمير كان يقلق الجلادين هذا الضمير الذي اقسم ان يكون بصف شعبه ل ابصف الطغاة وأطلق الشاعر (ابو طيف) صيحة مدوية..
اذا نام النهار بيوم
هم يغبش..
ويرد نور الشمس
ويضوي كل أمجان.
واهدي قصيدة (اضلوع السجن) الى الشاعر الكبير الرمز (مظفر النواب) وللاحرار الذين حفروا نفق الحرية في سجن الحلة الدكتاتوري حيث كانت صورتان كتبتا عام 2006 م.
على اضلوع السجن
حطت عصافير
وفخاني بطلت من
ياكوكتي.. وين اختي .. بالحلة
ويا سبحان الله.. يخلد الشاعر الطيور ويؤكد بانها قررت أن تحفر نفقاً بزنزانة الشاعر النواب..
الطيور اتحزمت تحفر
بزنزانة (مظفر) للدهر يحدي
أحط ترابك أبحضني ولوليك
ويخاطب الشاعر ابو طيف الشاعر النواب بكل صدق واصالة
يا مهر الأصيل الما يحده اعنان
تسحن صبرك وتلهم
بس يحله السفر وياك..
ولماذا السفر (يحلى) مع الشاعر النواب؟.. فيجيء الجواب سريعا
أنت النوخذه وسكان
ودور (النوخذه) للسفينة معروف.. فهو ربانها وهو المسئول عنها.. اما (السكان) فهو مقود القيادة التي يحركه الربان نحو بر الأمان والاستقرار.
اما في (رسالة متأخرة لابي سرحان )
بالبصرة امس
جوكه عصافير
تتراكص على العشار..
وكفت تنشد السياب..
عن شاعر رقيق وتاه عنوانه...
ويؤكد بان روح الشاعر مهرة لجامها الريح وجدايلها السفر ولكن الى اين..؟
خاصة وان محطات الدنيا كلها خطر ودمار وموت اكيد..
وطال الانتظار لكن (ابو سرحان) لم يأت ليسوق الغيم) بمهرته العزوم وبيده الراية التي ترف بيده و(ام البروم) قد نامت فتاة العشاق وتتساءل باستمرار: ألم يمر بسمائكم طير يرف جناحيه على البصرة وأهلها الطيبين؟
وفجأة يمر طيف بزمان اخرس يتساءل هو الأخر عن هذا الطير وعن ضحكه بزلف مشحوف عشاري.
وفي قصيدة (صبرا يا عراق)
هذا اول وطن
بالكون ما يرتاح..
تعبير صادق عن ما يمر به هذا الوطن الحبيب الذي توحدت لتحطيمه كل قوى الشر والرذيلة.. لاشيء.. سوى لأنه اختار طريقا جديدا هو طريق الحرية طريق الفقراء.. طريق من لا طريق لهم.. وكانت نعمة الذهب الأبيض التي أصبحت نقمة .. لا نعمة.. فالنفط رغم خزينه الهائل وتسويقه يوميا بكميات كبيرة لم يتغير شيئاً من الواقع المعاشي.. فمن سيئ الى اسوء.. مدعاة لتكالب القوى الشريرة طمعا فيه..
اما الشعب فكل فرد فيه عرف طعم الحزن منذ نعومة الأظفار.. لا يعرف البسمة ولا الفرحة.. ففرحته بكاء ونحيب
ويشير الشاعر الى انه والجميع يحلمون بان
ولا صاحب بخت..
ويصيح بيك الله..
ويسرج للخيول
ويبرز ارماحه..
ويسقط الصنم.. لكن أصناما كثيرة تتواجد وتملأ الساحة برقصها وردحها ويصرخ الشاعر .. يا عراق.. يا عراق..
شد صاري العزيمه
وصارع الأمواج..
توصل للشواطي بغير ملاحه
صبرا يا عراق..
الصار كله ايهون
بعد كاعك بجر
بيدين فلاحه
ويمدنا الشاعر بديمومة البقاء من خلال قصائد ديوانه
(كاريكتير، أمنيات ترفض التأجيل، صبر مفطوم، هوه الخمسين، دفيني ابعباتج، ايام المزبن، حمد، ابن الشعب، ابو عمشة، تبا للسياسة، طرطره، وغيرها)
ان على المتتبع للشعر الشعبي العراقي أن يدرس بإمعان وتروي قصائد هذا الديوان ويحلل كل قصيدة منه- لابل كل بيت شعري- ويعرف ظروف نضمها وتاريخها .. واعترف باني عانيت الأمرين في اختيار.. عن اي القصائد أتحدث، وعن اي القصائد اذكر.. فالديوان قصائده درر وصعوبة علي أن اختار درة معينة لأحتضنها.
اعتقد اني رميت حجرا في بركة الشعر الشعبي حركت فيها المياه بعض الشيء وعلى المهتمين بالشعر الشعبي العراقي ان يبادروا هم أيضا كي نساهم في اعلاء الكلمة الصادقة الشريفة وسط ركام من الكلام الذي يطلق عليه أحيانا شعراً شعبياً.
الأحد، 6 فبراير 2011
ماجد الحيدر -ثم ماذا ؟
ماجد الحيدر
الحوار المتمدن - العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5
ثم ماذا ؟
"من بات أمناٌ فی عياله
ضامنا قوت يومه…"
آهٍ ولكن..
ماذا عن الغد
هل سيبقى القوت
والأمن
والعيال؟
"من باتَ.آمنا."
آهٍ .. وهل ثمة –يا سيدي- من آمنٍ
والأرض تدور.. تدور
وتميد بالجياعِ
والمفاتيح.. أبداً في يد الخليفة
وتحت كرسيهِ
ثمةً ، أبداً، أبو نؤاسٍ مقرفصٌ:
"يذرف الدمع ضاحكاً ... والليالي تعربدُ"
وثمةَ ، أبداً، موتٌ
يكمنُ في منعطفٍ مفاجئٍ
في الشارعِ المظلمِ الملتوي؟
...
أيها الزمان القُلَّب
لماذا كل هذا الجد
لماذا كل هذي الصرامة العابثة
لماذا ليس ثمةَ ثمالةٌ أبدية
ولماذا لا يظهر فجأةٍ
في المشهدِ الأخير
ثمة عجوز طيب
بيدين كالقطن
يسخر من جزعي الساذج
ويخبرني
بين العطفِ والرثاء:
هيا
فلتمسح عينيك
وتغسل وجهك
قد كنت أمزح معك
فلنبدأ اللعبةَ من جديد!!
14-1-2011
الجمعة، 4 فبراير 2011
الرشاوى للشعوب العربية نازلة تزخ بعد ثورة تونس -سامي البحيري
الرشاوى للشعوب العربية نازلة تزخ بعد ثورة تونس
سامي البحيري
GMT 13:00:00 2011 الأحد 23 يناير
بداية لا بد من تهنئة شعب تونس على نزوله إلى الشارع لأخذ مصيره بيده، وكذلك أوجه تحية خاصة والتعازى لأهالى الضحايا الذين سقطوا أثناء الثورة، والتى لولا تضحياتهم لما إنهار النظام، وتحية لا بد أن تذكر (سواء أرضيتم أم لا) وهى تحية لزعيم الإستقلال التونسى الحبيب بورقيبة والذى أرسى قواعد التعليم المحترم فى تونس، وأصر على أن تكون ميزانية التعليم %30 من ميزانية الدولة وهى أعلى نسبة فى العالم العربى، وأعلى من بلدان كثيرة متقدمة فى العالم، والشعب المتعلم يعرف حقوقه ويعرف كيف يأخذها بنفسه، وهو من أرسى أيضا دعائم حقوق المرأة التونسية والتى تحسدها عليها قريناتهن العربيات، لذلك رأينا المرأة التونسية جنبا إلى جنب مع الرجل أثناء الثورة.
ومن تداعيات الثورة التونسية أن الكثير من الأنظمة العربية جالها حالة إسهال، صاحب حالة الإسهال هذه حالة كرم مفاجئ، ففى أسبوع واحد قرأنا الآتى:
رفع المرتبات فى الأردن
صورة تنشر للبوليس فى عمان وهو يوزع عصير ومياه مثلجة على المتظاهرين
إيقاف خطة رفع الأسعار فى مصر
إكتشاف حقول غاز طبيعى فى مصر ستجعلها من كبار المنتجين فى العالم
توزيع 11 ألف شقة للشباب فى مصر
توزيع 2400 محل تجارى بالمجان للشباب فى مصر
إعدام مرتكب جريمة قتل الأقباط فى نجع حمادى فى العام الماضى
توزيع ألف دينار كويتى لكل مواطن (مايعادل أربعة آلاف دولار)
تخفيض أسعار الكهرباء فى سوريا
رفع المرتبات فى سوريا
….
وهذا ماحدث حتى الآن، وأتوقع أن يحدث الآتى فى الفترة القادمة:
توزيع سندويتش فول وآخر طعمية على كل راكب مترو فى القاهرة مع زجاجة سفن آب، وتوزيع طبق كشرى على كل راكب ميكروباس
توزيع عدد واحد كيس شيبسى بالجمبرى لكل طفل من أطفال العشوائيات فى مصر
توزيع عدد واحد عروسة لكل شاب أعزب جاوز الثلاثين من عمره، مع شقة ستوديو هدية فى القاهرة
إعلان فوز النادى الأهلى بالدورى هذا العام قبل أوانه
فى ليبيا صرف خيمة وممرضة أوكرانية لكل مواطن
فى غزة صرف سبحة وزبيبة صلاة ونقاب لكل أسرة
فى جنوب لبنان صرف سجادة صلاة قم إيرانى وإتهام ظنى لكل مواطن شيعى، وشيك بدون رصيد لكل مواطن سنى، وتاشيرة خروج نهائى لكل مواطن مسيحى
فى السعودية صرف عدد واحد زوجة مسيار لكل رجل متزوج جاوز الخمسين
فى السعودية صرف برميل بترول شهريا من النوع الخفيف لكل مواطن
فى العراق صرف حزام ناسف لكل مواطن
فى سوريا صرف كل المواطنين غير العلويين خارج سوريا
فى قطر تعيين كل المواطنيين القطريين موظفين فى قنوات الجزيرة الرياضية
فى اليمن صرف نصف كيلو قات لكل عائلة يمنية على بطاقة التموين شهريا
فى السودان يعلن البشير عن تقسيم آخر للسودان بواقع وطن جديد لكل قبيلة
فى الجزائر صرف معاش المليون شهيد لكل أسرة جزائرية
فى دبى صرف برج سكنى لكل مواطن
فى أبو ظبى صرف فريق كرة إنجليزى لكل قبيلة
فى الأردن صرف كل الفلسطينيين إلى الضفة الغربية
فى المغرب لحل مشكلة البطالة، إرسال %50 من الشبان والفتيات إلى القاهرة للغناء باللهجة المصرية
وبصفة عامة فى كل البلاد العربية صدرت أوامر سرية لكل محطات البنزين لغش البنزين بالمياه، وذلك لإيقاف موضة حرق المواطنين لأنفسهم
وبصفة عامة تم شراء أعداد مهولة من الطائرات الخاصة تحسبا للهروب الكبير المنتظر، وكذلك توظيف طيارين أجانب لقيادة الطائرات تحسبا لرفض بعض الطيارين الوطنيين للهروب كما حدث مع بعض أفراد أسرة بن على
أما بالنسبة لمقهى القادة العرب المسمى (الجامعة العربية) فقد قام عمرو موسى بشراء جزيرة خالية من جزر البحر الكاريبى لنقل مقر جامعة الدول العربية إليها مع بناء فندق على وجه السرعة لإستقبال الزعماء الهاربين، تمهيدا لعقد أول قمة عربية للهاربين برئاسة زين الهاربين بن على، وسوف يطلق على تلك القمة:"الصعود للهاوية".
فى إسرائيل صرف جهاز تليفزيون بلازما لكل مواطن إسرائيلى يهودى لمشاهدة خيبة العرب، مع تشفير القناة التونسية
الأربعاء، 2 فبراير 2011
النرجسية مرض-حامد كعيد الجبوري
مرض النرجسية
حامد كعيد الجبوري
الكثير من المثقفين كتابا وشعراء يصابون بمرض لا علاج له يسمى النرجسية ، وهؤلاء المرضى يعتقدون أن لا غيرهم يمكنه الكتابة مثلما يكتب هو ، ولأني أهتم بالشعر الشعبي كهواية محببة لي ، لذا ستكون هذه الإضاءة لهم وبلا ذكر أسماءهم ، وعدم ذكري للأسماء ليس تخوفا منهم ، بقدر تجاهل مثل هؤلاء المرضى ، هناك أكثر من رأي نقدي يقول ليس هناك شاعرا كبيرا ، ولكن هناك نصا كبيرا ، بمعنى أن الشاعر الفلاني صاحب العمر الكبير ، والتجربة الأكبر أيضا ، ليس من المحتم أنه شاعرا كبيرا ، قد يكون كبيرا في العمر نعم ، ولكن ليس شاعرا كبيرا ، بمعنى أكثر توضيحا ، ربما شاعر لا يملك الخبرة الكافية ولا العمر الكبير ، ولكنه أنتج نصا شعريا كبيرا يشار له من قبل الشعراء الآخرون ، ومما حدا بي لهذه الإضاءة ما سمعته من لقاءات مع شعراء بقسم من الفضائيات المهتمة بالشعر الشعبي وما أكثرها ، قال ذلك الشاعر أن لا شاعر في العراق يستطيع أن يكتب كما يكتب القصيدة هو ، وحينما قرأ نصوصه التي لم تثر فضولي لسماعها ، وجدتها أنها قصائد لا تعدو كونها قصائد لها مسحة فنية ليس إلا ، وأذكر أني حضرت لقاءا للشاعر عريان السيد خلف سأله مقدمه ما هو تقييمك للشعراء الذين سأذكرهم لك ؟ ، وذكر له أسماء أولئك الشعراء ، والجميل أن الشاعر عريان السيد خلف لم يكتفِ بالإشادة بهم ، بل قرأ قصائد من نتاجهم ، وأكثر من ذلك أنه قال كنت أتمنى أن القصيدة التي كتبها الشاعر الفلاني أني كتبتها ، تواضع كبير لشاعر معروف وصاحب تجربة شعرية غزيرة ، وأذكر أن أحد شعراء الحلة الفيحاء سأله صحفي لجريدة ما ، أين تضع نفسك على خارطة الشعر الشعبي العراقي ؟ ، أجاب بكل تجرؤ ومكابرة فارغة ، أضع نفسي في المقدمة ، وهذا هو المرض الذي أتحدث عنه ، وأسميه المرض القاتل للموهبة الشعرية الصادقة ، ولو أني أوعدتكم بعدم تحدثي إلا بخصوص الشعر الشعبي ولكن هناك ضرورة لذكر شاعر ما ، سأله مقدم البرنامج عن مشاريعه الشعرية ومستوى قصائده ، أجاب بكل وقاحة أنه قد فاق الحلييّن ، ويعني بالحلييّن السيد حيدر الحلي ، والسيد جعفر الحلي ، وهذا ما لم يقله عنهما الجواهري الكبير ، للإضاءة ... فقط
الأربعاء، 26 يناير 2011
سهير عبد العزيز-قصة نثرية-هذا ما كان يبتغيه
خرج مع صاحبه ترك وحدته في البيت
تضاجع ...يأسه
و خرج في...
مظاهرة
جرفته حشود تهتف
و ضجيج
صم أذنيه
و لكنه لم يسمع هناك...
صوت الصدق
مشى كالنائم في منام
يحلم
يحدق في فراغ
وصل لصفوف الأمن
وقف يحدق في شرطي نحيل
هزيل البدن يمسك
بعصاه
رفع يده....للشرطي....
يحييه
هناك في عيني الشرطي
و جد ما كان يبحث عنه
أطلق الشرطي رصاصة
أصابته في رأسه
وقع على الأرض يبتسم:
هذا ما كان يبتغيه !!
الاثنين، 24 يناير 2011
نزار قباني -*** ثــقـافـتـنـا ***
نزار قباني
*** ثــقـافـتـنـا ***
ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل
فما زالت بداخلنا..."رواسب من " أبي جهل
ومازلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلفّ نساءنا بالقطن...ندفنهن في الرمل
ونملكهن كالسجاد...كالأبقار في الحقل
ونهذاً من قوارير...بلا دين ولا عقل
ونرجع آخر الليل...نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمسه...بلا شوق...ولا ذوق...ولا ميل
نمارسه...كآلات...تؤدي الفعل للفعل
ونرقد بعدها موتى...ونتركهن وسط النار...وسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل...بنصف الدرب نتركهن
يا لفظاظة الخيل...قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا...وصك زواجنا معنا...وقلنا: الله قد شرّع
ليالينا موزعه...على زوجاتنا الأربع
هنا شفه...هنا ساق...هنا ظفر...هنا إصبع
كأن الدين حانوت...فتحناه لكي نشبع
تمتعنا " بما أيماننا ملكت "...وعشنا من غرائزنا بمستنقع
وزوّرنا كلام الله...بالشكل الذي ينفع...ولم نخجل بما نصنع
عبثنا في قداسته...نسينا نبل غايته...ولم نذكر سوى المضجع
ولم نأخذ سوى ... زوجاتنا الأربع
الأحد، 23 يناير 2011
علامات الجحيم العراقي-حمزةالحسن
علامات الجحيم العراقي
من نحن؟ سؤال يلح بقوة هذه الأيام بعد ان صارت كل الطرق مغلقة. من نحن حقا وماذا نريد؟ اذا كنا لا نريد الحرب ولا نريد السلام، لا نريد المسالم، ولا نريد المقاوم، ولا الارهابي، ولا الخائن، ولا المنبطح، ولا الصامت ولا المتكلم، لا نريد الفاشية، ولا نريد التعددية، لا نريد الهدنة، ولا نريد الصمت، لا نريد الحوار، ولا نريد الموت، لا نريد الطائفية، ولا الحداثة، ولا نريد العودة للسلف الصالح، ولا ما بعد الحداثة.
من نحن حقا؟
اذا كان الذين في الطابق الثاني في الباص يضربون بأقدامهم على الذين في الطابق الأول، وهؤلاء يلعنون السائق، وهذا يلعن الجابي، ونقابة المحامين في المنصور لا تعترف بنقابة المحامين بكربلاء، وهذه ترفض الاعتراف بنقابة المحامين العرب التي بدورها ترفض محكمة العدل الدولية والقانون الدولي، والذين يسكنون في خطوط التماس الحربية في المنطقة الخضراء يرجمون الذين يسكنون في الصحراء الغربية، وهؤلاء يشكون بدورهم من سكان الضواحي الشرقية، ونقابة اطباء بغداد لا تعترف بنقابة اطباء البصرة، وكتاب الحداثة الجدد يرفضون الاعتراف بكتاب الكلاسيك، والجيل الشعري الثمانيني يكره الجيل الشعري الستيني، والذين يعيشون في القطب الشمالي يشاغبون على الذين يعيشون في القطب الجنوبي، وسواق علاوي الحلة يشكون من ظلم سواق كراج النهضة، والحرس الوطني لا يثق برجال الشرطة، وهؤلاء لا يحبون صالونات الحلاقة، واصحاب اللحى يكرهون أصحاب البنطال العصري، وأصحاب مطاعم الباب الشرقي يخافون من أصحاب المعاطف الثقيلة، وهؤلاء يخافون من الأباجي، والأقمار الصناعية، وأصحاب الهاتف الخلوي يخشون جماعة الرصد والاستخبارات، وهؤلاء يتهمون الميلشيات بالارهاب؟
ماذا نريد حقا؟
اذا كنا لا نريد الليبرالي ، ولا نريد العميل، ولا نريد الثوري، ولا نريد الشيوعي، ولا الاسلامي، ولا المنبطح، ولا نريد المتخاذل، ولا نريد المقاوم، ولا نريد المساوم، ولا نريد النائم، والغافل، والصامت، ولا المتكلم، ولا من يرتدي العقال، ولا من يرتدي الشروال، ولا من يلبس المايو، ولا من يلبس "صايه" تكفي لاخفاء الصحراء العربية؟
ماذا نريد حقا؟
لا نريد السيستاني، ولا بابا شنودة، ولا الفاتيكان، ولا أية مرجعية دينية أو ثقافية أو سياسية أو قانونية، ونرفض وصاية الحوزة، ونرفض وصاية المحكمة العليا، ونرفض وصاية الطقس والمطر والضباب، ولا نقبل بالعمامة، ولا نريد السروال، ونكره من يحف حاجبه، ونرفض من يحلق شاربه، ونكره الماشي والجالس والنائم والساكت، ولا نريد النقد، ولا نريد الاحتلال، ونرفض بيانات الحكومة، وبيانات غرف التشريح، ونكره كل الفضائيات، ولا نريد من يظهر عليها حليقا أو معمما أو أصلعا، ولا يسلم من يظهر خلف ستار ونصرخ به طوال الوقت" طلع وجهك"، ولا نريد الملثم، ونكره الصريح، ونسخر من الهادئ، ونشمت بمن يموت أو يذبح، وكل هذه المذابح وطوفان الدم ونخاف من كلمة تقال على أطراف الكرة الأرضية؟
ماذا نريد؟
العاشق متهم، والحاقد متهم، والثوري متهم، واللاثوري متهم، والميت متهم،والحمار متهم، والمثقف متهم، والمفخخ متهم، والهارب بجلده متهم، والباقي تحت القصف، وتحت الأحذية، وتحت الحر، وتحت اللصوص، وتحت المفخخات، وتحت الهاونات متهم ايضا؟
ماذا نريد حقا؟
لا نريد الليبرالية، ونكره الشيوعية، ونخاف من الاسلام، ونرفض الشرقية، ولا نريد الغربية، ونرفض الجامعة العربية، ومجلس الأمن الدولي، و هيئة الأمم المتحدة الشيطانية، و هيئة علماء المسلمين، ولا الحوزة الصامتة، ولا المتكلمة، ونهاجم من يدخل في العملية السياسية، ومن يخرج منها، ومن يبقى على الحافتين، ولا يسلم من الجلد اليومي من لم يسمع لا بهذه ولا بتلك؟
من نحن حقا؟
هل نحن كنيسة؟ عصابة؟ صيدلية؟ شربت زبيب؟ فرقة خشابة؟ مجموعة سطو مسلح؟ مجانين مصح عقلي؟ حكماء قبل زمانهم؟ عباقرة؟ قطاع طرق؟ مدلكين؟ فلاسفة؟ فرقة ردح؟ قساوسة؟ مطيرجية؟ حزب وطني؟ قومي؟ عملاء؟ شهداء؟
من نحن حقا؟
لا نريد القومي، ولا نريد الطائفي، ولا نريد الثوري، ولا نريد اللاثوري، ولا نريد المنعزل، ولا نريد العاقل، ولا نريد المجنون، ولا نريد المروَّض، ولا نريد المنقذ، ولا نريد الملثم، ولا نريد العابر، ولا نريد السكران، ولا نريد الاثول، ولا نريد المفكر، ولا الناصح، ولا الصديق ولا الرفيق ولا العدو ولا الجار ولا المجرور.
من نحن حقا؟
الذين يقبضون من الخليج يشهرون بالذين يقبضون من المحيط، وهؤلاء يشاغبون على الذين يقبضون من الحليف، لا نريد العمل مع الاحتلال، ولا مع المقاومة، ولا مع الارهاب، ولا مع الشيخ ضاري، ولا مع كوفي عنان، ونرفض عمر موسى، ونكره المصالحة الوطنية، ولا نريد تدخل الجامعة العربية، ولا نقبل بغير تدخل عزرائيل بديلا.
من نحن حقا؟
الذي يتكلم بالأنا متهم، والذي يتكلم بنحن متهم، والمغرد خارج السرب متهم، والمندمج في القطيع متهم، والأخرس يثير الريبة، والمعقد في المقهى أو المجلس او الندوة مشبوه، والذي يحب نفسه متورط، والذي يكرهها متورط، والذي يجهلها متوحل، والأبله متهم، والأطرش بالزفة متوحل، والخارج من صالون حلاقة هدف، والخارج من مسجد أو حسينية هدف، والخارج من ماخور هدف، والخارج من مقبرة هدف، والخارج من طوره هدف، والخارج من دينه هدف، والخارج من جلده هدف، والخارج من مقهى، من حدود، من كنيسة هدف.
من نحن حقا؟
الداخل الى العراق متورط، والخارج منه متورط، والناسي متورط، والمنسي متورط، والصاحي متورط، والمريض متورط، والعائد بعد منتصف الليل يغني" واثق الخطوة يمشي ملكا" يبحث عنه أهله في الصباح إما في مزبلة عامة أو مشرحة أو في قبو تعذيب.
المراة الجميلة مشروع قتل واغتصاب، وامام الجامع الذي لا نحبه مشروع قتل واغتصاب ايضا كما قال احدهم كان سجينا في سجن بعقوبة، ومقدم نشرة أخبار منتصف الليل مشروع غذاء لجرذان مزبلة كبرى اذا خطا خارج المحطة، والعروس الخارجة من صالون حلاقة مشروع خطف، والتكنوقراطي والاعلامي والطيار والراعي مشاريع موت مؤجل، ومن يتأخر في الحمام عليه ان يظل على اتصال دائم بالعائلة عن طريق الخلوي كل الوقت.
الذي ينام على السطح من الحر مشروع لهاون، والذي ينام في سرداب مشروع مداهمة، والذي لا ينام مشروع شك، والذي يحلم لحسابه الخاص مشروع مؤامرة، والذي يعيش في الضباب متهم، ومن يخرج منتصف الليل يبحث عن عقب سيجارة في الشارع مشروع ميت أو فرصة لقناص ضجر.
من نحن حقا؟
لا نقبل بصاحب المشروع الثقافي، ولا نقبل بصاحب مشروع الدواجن، ولا نريد صاحب المشروع السياحي، ولا الادبي، والفكري، ومن يعلن ان عنده مشروع انتحار ، من هذا الضيم، مهزوم.
الذي يبتسم لجندي محتل خائن، والذي يحتقره ارهابي، والذي يقاومه قاتل عند فريق، وبطل عند آخر، ومن يزرع عبوة ناسفة يعرقل العملية السياسية، ومن يطالب بالكهرباء يعطل مشروع الديمقراطية المتدرجة، ومن يزرع وردة في هذا الخراب مريض نفسيا، ومن يزرع فكرة مثمرة نرجسي، ومن يبول على جدار السفارة الامريكية بسب السكري مشروع جثة!
السبت، 22 يناير 2011
الشاعر العراقي-مظفر عبد المجيد النواب-حسين الركابي
الشاعر العراقي
مظفر عبد المجيد النواب
انه الشاعر المعاصر العراقي مظفر عبد المجيد النواب ولد في مدينة السلام بغداد في عام 1934 من اسرة عراقية ثرية مهتمة بالفن والادب ولكن والده تعرض الى هزة مالية أفقتدته ثروته ، تابع دراسته في كلية الاداب ببغداد وبعد عام 1958 تم تعينه مفتشا فنيا بوزارة التربية في بغداد ، وفي عام 1963 اضطر لمغادرة العراق بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة من قبل النظام الحاكم ، فكان هروبه الى الاهوار عن طريق مدينة البصرة ، الا أن السافاك الايراني القت القبض عليه داخل الحدود الايرانية وقامت بتسليمه الى الامن العراقي واحيل الى المحاكم المختصة حيث حكمت علية المحكمة بالاعدام الا ان المساعي الحميدة التي بذلت أدت الى التخفيف العقوبة المفروضة عليه الى عقوبة السجن المؤبد، وفي سجنه الصحراوي أمضى وراء القضبان مدة من الزمن وفي السجن الذي يقضي به عقوبته وهي الفترة المتبقية من عمره قامت مجموعة من السجناء وشاعرنا من بينهم ان يقوموا بحفر نفق من الزنزانة يؤدي الى الخارج أسوار السجن ، وبعد هروبه من السجن بقي متخفيا في مناطق عديدة من العراق الى أن توجه الى الاهوار وعاش مع الفلاحين ، وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع الى سلك التعليم مرة ثانية ، وبعدها غادرالى بيروت ومن ثم الى دمشق وراح يتنقل بين العواصم العربية والاوربية واستقر به المقام في دمشق ومن اهم اشعاره وتريات ليلية ، الرحلات القصية ، المسلخ الدولي وباب الابجدية ، بيان سياسي ، رسالة حربية عاشقة ، اللون الرمادي ، في الحانة القديمة.
حسين الركابي
الجمعة، 21 يناير 2011
التغيير التونسي والعراقي -حامد كعيد الجبوري
التغيير التونسي والعراقي
والفرق بينهما
حامد كعيد الجبوري
لا أعتقد تاريخيا أن الدنيا أنجبت مثل طاغية العراق المقبور صدام حسين ، فصدام يملك من الوحشية ما لا يملكه كل طواغيت الدنيا ، وهذا غير متأتي من كوننا عراقيون نتحدث عن طاغيتنا المقبور هكذا ، وربما يعترض أخوتنا العرب وغيرهم بأن طواغيتهم أكثر بطشا ووحشية من صدام حسين ، ولدي قناعة تامة أن صدام حسين بيّضَ وجوه أقرانه من الطواغيت بسلوكه الوحشي العدواني غير المسبوق ، وقد وزّع صدام ظلمه على كل العراقيين بالتساوي ، وحشيته طالت الكورد والعرب والتركمان على حد سواء ، ولم يدخر جهدا لذبح السنة والشيعة والمسيح وغيرهم ، وتجاوزت وحشية صدام صوب دول الجوار من العرب وغيرهم بحروب وتدخلات يعرفها الجميع ، لم يسلم من صدام حتى قياديّ حزبه المجتث ، وكنت أتمنى حينها أن تبدأ محاكمته بهذا الباب أي قتل ما يسمون رفاقه ، ولو كانت المحاكمة كما أرغب لكشفت أسرار وخبايا أراد المحتل عدم أبرازها وكشفها للعالم أجمع ، وقد أخطأ من قال سابقا لو اجتمعت طواغيت الدنيا وظلامها من كل الشعوب وأتينا بالحجاج بن يوسف الثقفي وحده لعدلهم أجمعين ، ابتدأ التاريخ الحديث بدكتاتور ألمانيا النازي هتلر الذي انتحر وجنب العالم شروره وشرور وقوفه بقفص الاتهام ، وصولا لشاوشيسكو ، وصدام حسين ، وأخيرا زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية .
آذار عام 1991 م حدثت انتفاضة شعبية عراقية عارمة ، بدأها جندي عراقي منسحب ، بل مهزوم من دولة الكويت ، وهو يصل لأحدى الساحات البصرية ويشاهد صورة جدارية لصدام حسين ، فما كان من ذلك الجندي البطل إلا أن يصوب مدفع دبابته صوب تلك الجدارية ويزيلها ليعلن بدأ الانتفاضة الشعبانية كما يسميها العراقيون ، وتعتبر هذه الانتفاضة من أشرف نهضة عرفها التاريخ العراقي الحديث ، ولأنها شعبية خالصة لم يتدخل بتفجيرها حزب علماني أو أسلامي ، لذا وقفت أمريكا وغيرها ، وبخاصة دول الجوار لإجهاضها ، ورأت أمريكا حينها الإبقاء على صدام حسين بضعفه أفضل من قادم وطني يقود البلاد ، ولو قدر لتلك النهضة الانتصار لكان حال العراق على عكس ما نراه الآن ، وأسفرت تلك الانتفاضة عن سقوط كل المحافظات جنوب بغداد ووقوعها بيد الثوار ، وأسفرت أيضا عن نهضة كردية ليتدخل المجتمع الدولي لاحقا لاعتبار إقليم كردستان محمية شبه أممية ، وأطلقت يد صدام ليعيث ظلما بهذه المحافظات المنتفضة ليخلف آلاف المقابر الجماعية ، بعد أن أعاد السيطرة على تلك المحافظات ، وهنا بدأ التحرك الحزبي للمعارضة العراقية لإقناع أمريكا لغزو العراق وإسقاط حكومة صدام حسين ، وكان لهم ما أرادوا ، وللتاريخ أيضا يجب أن نقول أن الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية أصدرا بيانا مشتركا وصل ألينا عبر تسريب مع القادمين للعراق ، ونتيجة لهذا أصبحت أمريكا هي من تتحكم بمصائر البلاد والعباد والى يومنا هذا ، الأصابع الأمريكية موجودة بمجمل مفاصل الحياة العراقية السياسية .
معلوم للجميع أن النفوذ العالمي يشمل الدنيا بما فيها ولها ، ومعلوم أيضا أن دول المغرب العربي يعتبر عرفا من النفوذ الفرنسي ، ولأن فرنسا درست التجربة العراقية الشاقة جدا ، لذا ارتأت التغيير بتونس الخضراء على غير الطريقة الأمريكية السيئة ، شاب تونسي خريج جامعي لا يجد عملا حكوميا يعتاش به أشعل بجسده الطاهر النار ليعلن موته وبدأ الثورة الشعبية العارمة التي أطاحت بحكومة بن علي ، الذي قرر الفرار كما هي عادة الجبناء ، وكما فعل شقيقه صدام حسين ، والفارق أن صدام ليس له وجها مقبولا عربيا أو عالميا ، لذا فر داخل العراق ليشي به أحد أقاربه لقاء مبلغ مالي كبير ، وبن علي حاول أولا الوصول لباريس التي رفضت استقباله وهي المفارقة الغريبة ، لأن بن علي هو صنيعتها المدلل ، ولكي لا تخسر فرنسا جمهورها التونسي لذا رفضت ضيافته عندها ، واستقبلته مع جزء من عائلته المملكة العربية السعودية .
أن التجربة العراقية الديمقراطية على هشاشتها ، قديرة أن تصل للدول التي تحكم بالنار والحديد ، أمس رميّ صدام حسين لمزبلة التاريخ ، واليوم تبعه بن علي ، وغدا سنرى ونسمع بكراسي كارتونية آيلة للسقوط واحدة تلو الأخرى .
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة-لشاعر مصري شاب اسمه مصطفى الجزار
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
القصيدة
لشاعر مصري شاب اسمه مصطفى الجزار
شارك في مسابقة أمير الشعر
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَتْ مُستعمَــرَة
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ
سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَـحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعـذرة
ولْتبتلـــع أبيـــاتَ فخـــرِكَ صامتــاً
فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ
فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطرة
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهـا
واجعـلْ لهـا مِن قـــاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلـةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغـرغرة
اكتبْ لهــا مـا كنــتَ تكتبُـــه لهــا
تحتَ الظـلالِ، وفي الليالي المقمرة
يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي
هـل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟
هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـــهُ
وكـــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كـــوثـرَه؟
يـا فـارسَ البيداءِ.. صِــرتَ فريسةً
عــبــداً ذلـيــلاً أســــوداً مــا أحقـــرَه
متــطـرِّفــاً.. متخـلِّـفـاً.. ومخــالِفـاً
نَسَبوا لـكَ الإرهـابَ.. صِرتَ مُعسكَـرَه
عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ... هـذا دأبُهـم
حُمُــرٌ ـ لَعمــرُكَ ـ كلُّــهـــا مستنفِـــرَة
فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهــزِمَ الجيــشَ العظيــمَ وتأسِــرَه
لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ
فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنــابــلُ ممطــــرة
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضـاعَ صـهيلُـــهُ
بيـنَ الــدويِّ.. وبيـنَ صرخــةِ مُجـبـــَرَة
هـلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالـِـكٍ
كيـفَ الصـمــودُ؟ وأيـنَ أيـنَ المـقـدرة!
هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حــولَهُ
مـتــأهِّــبـــاتٍ.. والقـــذائفَ مُشـهَــــرَة
لو كانَ يدري ما المحـاورةُ اشتكى
ولَـصــاحَ فــي وجـــهِ القـطـيــعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أســلَمُوا أعــداءَهم
مفـتــاحَ خيـمـتِهــم، ومَــدُّوا القنطــــرة
فأتــى العــدوُّ مُسلَّحــاً، بشقاقِهم
ونـفــاقِــهــــم، وأقــام فيهــم مـنـبــــرَه
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم
فالعيــشُ مُـــرٌّ.. والهـــزائـــمُ مُنــكَــــرَة
هــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها
مَــن يقتــرفْ فــي حقّهــا شـــرّا..يَــــرَه
ضاعت عُبَيلةُ... والنياقُ.. ودارُها
لـم يبــقَ شــيءٌ بَعدَهـا كـي نـخـســرَه
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغفــــــــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لـم تُبــقِ دمعـــاً أو دمـــاً فــي المـحبـرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا
تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـــدَ.. لِتَــعـــبُــرَه
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)