الاثنين، 17 يناير 2011

الشاعر الفلسطيني سليمان دغش=في ديوانه الجديد-انا


الشاعر الفلسطيني سليمان دغش
في ديوانه الجديد-انا-



إهداء :
إليَّ أنا في أنا
وإليهِ فيَّ
يملؤني بالأنا
ويجعلني أنا... أنا
سليمان

------------

انا الإمام ...
أنا الإمامُ
أنا الإمامُ
أعودُ من سَتري الزّمانيِّ
غيابي حجّةُ الموجةِ في البحرِ ,
ولا حُجَّةَ للماءِ على الماءِ
إذا ما أسلمَ الماءُ لوجهِ الماءِ واستسلمَ
كانَ الماءُ في البدْءِ
وكانَ الروحُ في السُبحَةِ مثلَ الريحِِ
فانثالَ على الأرضِ الغمامُ
أنا الإمام
8
أنا الإمامُ
وفي يَدي مفتاحُ سرِّ الماءِ
قالَ الماءُ كُنِّي ، كُنتُ
لا وَهمٌ عَلى مرآةِ يَمِّي
ذاكَ نجمي
في مرايا الماءِ يهمي
وسراجي في يدي البدرُ التَّمامُ
أنا الإمام
9

أنا الإمامُ
أنا إمامُ الستْرِ
ظِلّي ظاهرٌ في الناسِ
إنَّ السرَّ ما أخفى وراءَ الأفْقِِ
في البرقِ الغمامُ
أنا الإمامُ
10
أنا الإمامُ
أنا إمامُ الدهرِ , روحُ البحر ِ
لا أظهرُ إلاّ في الرؤى
إنّي أنا الرؤيا
وفي الرؤيةِ إيهامٌ ووهمٌ
وسؤالٌ حائرٌ كالسهمِ ,
كم تخطىءُ في الرَميِ ِالسّهامُ
أنا الإمامُ

أنا الإمامُ
عباءَتي روحي
وسَرجي صهوةُ الريحِ على حرفيْنِ
لائيَّينِ :
لا إله إلاّ الله
تنزيلٌ
وتأويلٌ
وما التأويلُ إلاّ جوهر التنزيلِ
إنّ الدرّ ما أخفى وراءَ اللف
في المعنى الكلامُ
أنا الإمامُ
12

أنا الإمامُ
حَمَلتُ قنديلي
وَمِنديلي
إلى نيلي
(وشَطْنيلي)
لكي أبدأَ دوْرَ الكشفِ
فالكشفُ دَليلي
قلتُ للاّهوتِ في النّاسوتِ :
سُبحانكَ
إني عائدٌ للقِبلةِ الأولى
13

هُوَ الإسراء

منْ قدسي إلى قدسِكَ في القدسِ

ومن روحِكَ في روحي

إلى روحي

ومن جرحي إلى جرحي

ومن نفسي إلى نفسِكَ في نفسي

حدودي خمسةُ :

العقلُ في الأوّلِ , والنفسُ

وفي الكلْمةِ نفسُ السابقِ التالي



14


فيا حاكمُ(*1)

طالتْ رحلةُ النورسِ

في الصحراءِ

بينَ الماءِ والماءِ

فلا زمزمُ ترويني

ولا يثربُ تؤويني

ولا البيتُ الحرامُ...!

أنا الإمامُ


15

أنا الإمامُ

أضأتُ مشكاتي على الصحراءِ دهراً

واختفيتُ

قُلتُ :

يكفيها منَ الأنجمِ

ما يقطُرُ من دمّي

دَمي المصباحُ

والمفتاحُ

والصحراءُ لا تقرأُ نَجْمي

16

كانَ سهمي

قبلَ حُلْمي

قلتُ :

تكفيني صلاةُ الفجرِ عند المسجدِ الأقصى

وعند الصخرةِ الأدنى

إلى المعنى

منَ المعنى

إذا ما ارتاحَ بعد الهجرِ

في الغمدِ الحُسامُ

أنا الإمامُ

17

أنا الإمامُ

متمِّمٌ بالماءِ ما بيني وما بيني

وللصحراءِ أن تحلُمَ بالغيمةِ

والنجمةِ

في كفّي

وأن تقرأَ فيها

كلَّ ما تُظهِرُ من سرٍّ وتُخفي

ليسَ للصحراءِ ما تخسَرُ

إلاّ رَملَها

18

إنْ هبَّت الريحُ على زِنّارها

وليسَ للصحراءِ أنْ تكسَبَ

إلاّ نارَها

إنْ أودعتْ في قبضةِ الريحِ

عُرى أزرارِها...

واستنفَرَتْ أسرجة الخيلِ سراطَ الريحِ

إنَّ الروحَ بنتُ الريحِ في الصحراءِ

لا رمحٌ يردُّ الريحَ إن ثارت

ولا يُجدي مع الريحِ اللجامُ

أنا الإمامُ

19

أنا الإمامُ

مُتَيَّمٌ بالماءِ حدَّ الماءِ

لا تمْتَمَةٌ فوقَ فمي

أو في دَمي

رؤيايَ منفايَ

وبيتي رؤيَتي

قدْ تصدقُ الرؤيا مع الرؤيةِ يوماً

ويتمّ الماءُ مجراهُ

ومسراهُ

منَ النهرِ إلى البحرِ

20

كأنَّ الماءَ مرآة المرايا

كيفَ يا ماءُ اكتشفتَ السرَّ

بينَ الذاتِ والمرآة

فاخترتَ المواني آخرَ الرؤيا

وآثرتَ التّأني

والتّداني

كلّما احتدَّ على اللجةِ

موجٌ مثقلٌ بالماءِ

واشتدَّ على البحرِ الزحامُ

أنا الإمامُ

21

أنا الإمامُ

ورايتي خضراءُ

قالَ فيَّ إسماعيلُ للراحلةِ الصحراءِ :

كوني واحتي

أو غيمةً في راحتي

واستلهمي في الريحِ طلحَ الروحِ

كيْ يعلو نخيلٌ في سماءِ الحُلْمِ ,

22

هل في الحُلْمِ من معنىً إضافيٍّ

إذا ما استكمَلَ البدرُ التّجَلِّي

في مرايا البحرِ

واستكمَلَ في فاتحةِ الموجَةِ

رؤياهُ اليمامُ

أنا الإمام

23

أنا الإمامُ

ورايتي حمراءُ ,

فالأحمرُ دَمّي

رايتي صفراءُ

والأصفرُ همّي

رايتي زرقاءُ

والأزرقُ حُلْمي

رايتي بيضاءُ

لا وهمٌ على الأبيَضِ إذ يندى

على الذاتِ الرَخامُ

أنا الإمامُ

24

أنا الإمامُ

على يدي وشم السلالاتِ التي

باعت مرايا الحلم في رؤيا دمي

واستَنكَفَتْ في ساعةِ الرملِِ

فلا خيلٌ على عَتْبَةِ مفتاحِ الأعاصيرِ

ولا رمحٌ يرومُ الشمسَ خلفَ البحرِ

في أندلسِ اللهفةِ

والشهوةِ

واللوعةِ


25

لا سيفٌ

ولا زحفٌ

ولا غيثٌ

ولا ليثٌ

ولا رعدٌ

ولا وعدٌ

نعامٌ يملأُ الصحراءَ تيهاً واختيالاً

ويطُمُّ الرأسَ في الرملِ ليرتاحَ

على الوهمِ النعامُ

أنا الإمامُ

26

أنا الإمامُ


نذرتُ نفسي لاكتمالِ البدر في

وحيِ الهلالِ

قلتُ في الظاهرِ شمسُ الباطنِ المستورِ

والباطنُ قلبُ الظاهرِ المنظورِ

لا المرآةُ تقصيني

ولا المرآةُ تدنيني

إذا ما انزاحت الرؤيةُُ في الرؤيةِ عن رؤيتها

واشتدَّ في الرؤيةِ والرؤيا

الظلامُ

أنا الإمامُ

27

أنا الإمامُ

وفي دَمي يبتدىءُ النهرُ قرانَ الضّفتيْنِ

ليس في الماءِ حيادٌ وَدَمي

لمْ يعترفْ بالجرحِ إلاّ

كي يصيرَ الدَمُ جسراً

لعبورِ الروحِ بينَ الجَسَدَينِ

كَمْ منَ الدمّ سَيَجري هاهنا

حتّى يُتمَّ الشهداءُ الحلْمَ في الموتِ الذي

يقلقهم في باحةِ الصحوةِ حيناًً...

فيَناموا

أنا الإمامُ

28

أنا الإمامُ

عبرتُ مثلَ الريح ِ من مائي

إلى مائي

وفي كفّي الندى

فاستوقفتني خيمَةُ ُالبدوِ التي

طافتْ على زيتِ الخليجِ الفارسيّ..العَرَبيِّ

صِحتُ :

يا سلمانُ(*2 )لا خندقَ حولَ القدسِ

29

والخطّابُ مصلوبٌ على عُهدتهِ

هل من نبيٍّ عربيٍّ يرفعُ الأذانَ

في الكعبةِ فجراً

ثمَّ يسري في رداء الوحيِ ليلاً

مثلما أسرى بثوبِ الماءِ

في الغيمِ الرِّهامُ

أنا الإمامُ

30

أنا الإمامُ

بدأتُ من كُلٍّ وفي كُلٍّ إلى كُلٍّ

أنا الكلُّ الذي لم يتجزأ

وأنا الفردُ الذي يَكملُ في الكلِّ

أنا منزلةُ الواحدِ

منّي يبدأُ العدُّ

ومنّي يبدأُ المدُّ

أنا العلّةُ والمعلولُ بالعِلَّةِ

بي يكتملُ الكلُّ

31

أنا العَقلُ

أنا الواحدُ والزائدُ والفائضُ عن حدّي

أنا السيّدُ والسائدُ والواعدُ والموعودُ والوعدُ

أنا العهدُ

أنا الشاهدُ والمشهودُ

فاشهدني تُشاهِدني

أنا الأزهرُ لا أظهرُ إلاّ

حينَ يشتدُّ على الأفْقِ القتامُ

أنا الإمامُ

32

أنا الإمامُ

دَمي كتابٌ في يميني

فاقرئيني

آهِ .. يا أيّتُها الأرضُ

التي تشربُ من دمّي

لكي يكبرَ عشب اللهِ

في خضرةِ عيْنَيَّ وفي ظلِّ جفوني

واتبعيني

لكِ ظلِّي.. اتّبعيني

33

إنَّ في المرآة شكاً أبديّاً

ودمي وحدهُ مفتاحُ يقيني

كلّما بدّلتُ قمصاني على عروةِ روحي

مسّني البرقُ الإلهيُّ على صخرتهِ الأولى

وناداني إلى القدسِ حنيني

فرمى منديلَهُ الأبيضَ في روحي

وناداني السلامُ

أنا الإمام

34

أنا الإمامُ

أعدّ خطوي

خطوة في الريحِ , ويح الريح ,

كم مرَّتْ على أطرافها

فاستَنفَرَتها قَدَمي

أعدُّ صحوي

ونهاري عتمةٌ في قلمي

35

قالت ليَ البرقةُ :

ألغيمةُ أمّي

وأبي من نطفةِ البحرِ

وضوءُ الشمسِ دَمّي

من ترى يحملُ للوردةِ إسمي

ويسمّي برجَهُ فوقَ الثريّا والثرى

من نُجُمي


36

قالت ليَ الحكمةُ :

في الوردةِ سرّي

فاهْدِها أو فاهْدِني لمن تُحبُّ

أو لمن تكرَهُ

واحفظْ سورتي في صورتي

واخطفْ قناديلي ومنديلي

وحلِّقْ في هديل ِ الصحو ِ حَلِّقْ ..

ثمَّ حَلِّقْ يا حمامُ

أنا الإمامُ


37

أنا الإمامُ

أطلُّ من نفسي التي فاضتْ على كأسي

وهل تعطيكَ مرآتُكَ إلاّ ما لديكَ -؟

أنتَ مرآةٌ لمرآتكَ

لا أسألُ أمسي عن غدٍ

خبَّأتُ في عروتهِ أزرارَ نفسي

قالت الموجةُ للبحرِ : تزَوَّجْني

38

وزَوِّجْني إلى الرملِ على خصركَ

كيْ أفنى

ولا أفنى

أنا المعنى

وأنتَ الوحيُ

منكَ الأمرُ والنهيُ

لكَ الماءُ وكلُّ الماءِ من فيضكَ

يا بحرُ فخذنا كي نعيدَ الماءَ للماءِ

إذا ما طفحَ الكيلُ بنا

وفاضَ عن حدِّهِ في النفسِ الهيامُ

أنا الإمامُ

39

أنا الإمامُ

ونصفُ روحي هاهنا

يبحَثُ عن نصفي هناكَ

إنّما الرّوحُ هيَ الواحدُ في النصفينِ

والضّدينِ

نصفٌ في رداءِ التوتِ من شهقةِ حوَّاءَ

ونصفٌ سابحٌ بالماءِ

إنَّ الماءَ لا يخطىءُ إنْ أخطأَ إلاّ

حينَ يغويهِ الترابُ الآدميُّ

فاحفظ الماءَ لقدّاسِكَ فيها

40

هيَ لا تُخصِبُ إلاّ

حينما يغسِلُها الماءُ على ركبَتِهِ الشقراء

فاحفظْ ماءَها فيكَ

وَعَلِّمها اشتهاءَ الماءِ في مائكَ

إنَّ الماءَ لا يُروى بغيرِ الماءِ

إنْ أنَّ اشتِهاءُ الماءِ تحتَ الماءِ

واشتَدَّ على الماءِ الوِحامُ

أنا الإمام

41

أنا الإمامُ

رأيتُ نفسي في مرايا الماءِ

صارَ الماءُ سَتْري وحِجابي

وسؤالي الأزَليِّ

قلتُ للماءِ : تَوَحَّدْني

ووحِّدني

فوحدي بينَ ماءيَّ انكَسَرتُ

ما الذي يَجعَلُني حيّاً على مرمى

منَ الماءَينِ

42

لا تكسِرُني الريحُ إذا انكَسَرْتُ

لا تأسُرُني الروحُ إذا انتَصَرتُ

في نفسي

على نفسي

بنفسي

وتصالحتُ مع الضّدينِ

والنّدينِ

كُلُّ شيءٍ ضدُّهُ فيهِ

وضدُّ الماءِ في الماءِ الوئامُ

أنا الإمامُ

43

أنا الإمامُ

روحٌ على سرج الزمان الدائريّ

نقطةُ البيكار

بشرى الصحو في لوزةِ آذارَ

احتفاءُ البحر بالأنهار

وعدُ الشمس في الأسحار

وشم الغيم في دفتر تشرين

كتابُ الماءِ في الأسفار

44

مفتاحُ المدى الأزرق

ومضُ البرقِ في المطلقِ

إنْ عدتُ تواريتُ

وإن غبتُ تراءَيتُ

أنا الحاضرُ في الغائبِ

والغائبُ في الحاضرِ

عنواني ضبابٌ يتعرّى كلّما

دغدَغَهُ في خنصر الشمسِ سؤالُ الكشفِ

45

عَنْ عشبٍ حقيقيٍّ

وأرضٍ للنبوءاتِ أضاعتها الأساطيرُ

وأدماها خلافُ الطينِ حولَ الماءِ والأسماءِ

يا آدمُ فارجعْ مرّةً أُخرى إلى أرضِكَ

واذكُرْها لنا الأسماءَ كيْ يخرجَ إبليسُ

منَ الأرضِ التي أورثتها للناسِ

مذْ أغراكَ في الفردوسِ تفاحٌ حرامُ !...

أنا الإمامُ

46

أنا الإمامُ

لغيبتي معنىً مجازيٌّ

حُضوري شهقةُ الظلِّ

ومأوايَ ومنفايَ المدى

لم يعترفْ بالغيمِ عُشبُ الأرضِ لولا

لمسة الماءِ على كفِّ الندى !

والشمسُ لم تغرُبْ إذا مالت

على كْريستالها الجونيِّّ

47

في مرآةِ وجه البحر إلاّ

لتذرَّ الجمرَ والجْلْنارَ في صحنِ الدُّجى

لا شيءَ في الدّنيا سُدى

الليلُ فانوسٌ يضيءُ النفسَ

{ والليلِ إذا عَسْعَسَ }

لا تلعَنْ ظلامَ الليلِ أشعلْ شمعةً في الصدر

واهتِفْ ملءَ ما في النفسِ من ضوءٍ خفيٍّ :

كُنْ خليلي ودَليلي يا ظلامُ

أنا الإمامُ

48

أنا الإمامُ

أطلُّ من نخلٍ سماويّ

على تربةِ ظلّي

رُبّما تسألُ هل في الظّلِّ ما يوحي

بسرِّ الشكلِ

أم في الشكلِ ما يوحي بأنَّ الظلَّ

في المعنى

وفي الأعلى

49

فكُنْ أعلى ليعلو الظلّ في المشكاةِ

بينَ اللهِ والمرآةِ

دَعْ ظِلَّكَ في الدنيا خفيفاً ولطيفاً

أنتَ طيفٌ هاهنا ،

ضيفٌ على الدّنيا

وإنْ طالَ المقامُ

أنا الإمامُ

50

أنا الإمامُ

فلا تكَذِّبْ قُبلةَ الشَّمسِ على خَدِّ الهلالِ

رُبّما تصطادُكَ النّجمَةُ في ليلَةِ كَشْفٍ

وتُعَرّيكَ قناديلُ الفراشاتِ التي

ألقتْ على البَلّورِ ظِلاّ نرجسيّاً

وتماهَت في سَناها

فأضاءَت واستضاءَتْ في أناها

اتّحَدَت في سورةِ الضوءِ بما أوحى لها التأويلُ

والمرآةُ والليلُ , إذا الليلُ سجى

لا شيءَ في الدنيا سُدى

51

فاقرأْ كتابَ الماءِ في غيثِ السماواتِ

وطينِ الأرضِ , صلصالكَ , كي

تكتشف النهرَ الذي يجري إلى البَحرِ

على إيقاعِ قيثاركَ

لا تطلُبْ منَ البحرِ التفاسيرَ ,

هوَ البَحرُ سؤالٌ أزليٌّ

لمْ يُفسّرْهُ لنا ملحُ البداياتِ , هيولى البَدْءِ ,

ماءٌ سابحٌ في اللا زمانِ الأوَّليِّ.. لا

ولمْ يفهَم دواعي الخلقِ في البرقِ

وفي الماءِ الغمامُ

أنا الإمامُ

52

أنا الإمامُ

كَتبتُ إسمي فوقَ كفِّ الماءِ

فاستأنسَ ماءُ النهرِ ما بيني وبيني

قُلتُ للنهرِ : ألم تتعبْ مِنَ الغيمةِ فيكَ ؟!

قالَ : إنَّ البحرَ ميلادي وموتي

وأنا همزةُ وصلِ الماءِ

بينَ الأرضِ والسماءِ

لمْ أغسلْ قميصَ النومِ تحت الريحِ إلاّ

53

لأزفَّ الضوءَ أنثى الليلِ

في حضرةِ قدّاسِ الفراشاتِ التي

أعتقها الضوءُ على سنّتِهِ الأولى

فلم أُكملْ رحيلي هاهنا بعدُ

ولمْ أُكملْ وصايا اللهِ في الحُبِّ

وفي الخصبِ

ضفائري غوايةُ العصافيرِ

ونايي لثغةُ الريحِ على الصفصافِ

والغيمةُ روحي

54

وحريري وخريري كُلُّهُ للبحرِ

يا نورسُ فاهدأْ

وتوضّأْ بالندى قبل صلاةِ البحرِ

لا ظلٌّ على بوابةِ البحرِ سوى ريشكَ

فانعَفْهُ على الشرفةِ تحت الشمسِ

وادخلْ باحَةَ المطلقِ بالمُطلَقِ واكشِفْ

زرقةَ السّرِّ

وسرَّ الزرقةِ الأولى

هل الزرقةُ بَدءٌ قبلَ بَدءٍ ؟

ليس للزرقة بدءٌ

أو ختامُ

أنا الإمامُ

55

أنا الإمامُ

وغايتي كشفُ المرايا في سرابِ الماءِ

والأسماء

كانَ البحرُ أولى بانتصارِ الماءِ

في الأشياءِ

كي تحيا

وكان الغيمُ أولى باختصارِ البرقِ

كي تقتربَ النارُ منَ الأحياءِ

في هندسةِ الميلادِ والأضدادِ

56

كانَ الماءُ حُرّاً سابحاً

في اللا زمانِ اللامكانِ

كيفَ يا آدم علّمتَ المرايا التيهَ

في بحر السرابِ الدُّنيويِّ

وَرْقَةُ التوتِ التي أهدتكَ حوّاءُ

استفزَّتكَ وأغرتكَ قليلاً

فابحث الآنَ عن الجنَّةِ فيكَ

واستَعِنْ بالماءِ

57

إنَّ الماءَ يهديكَ إليكَ أو إليها

ليست الجنَّةُ الاّ متعة الإدراكِ

والشّباكُ مفتوحٌ لمن يبحثُ عن ظلِّ الثريّا

في مرايا الماءِ

كي يكتشفَ الآلاءَ في الأسماءِ

فانظُرْ كم منَ الأسماءِ فيكَ

كُلُّها للماءِ آلتْ

58

واستوى الماءُ على لئلائهِ الكونيِّ

وحياً

كلُّ شيءٍ عائدٌ للماءِ

فاهدأْ ايّها النهرُ الذي يمضي

إلى دِلتاهُ في الدّنيا

لكي يكملَ معناهُ الدَّوامُ

أنا الإمام

59

أنا الإمامُ

بَسَطتُ كفِّي خمسَةً في واحدٍ

وواحداً في خمسةٍ لواحدٍ

أصابعي جداولٌ تستنهضُ النهرَ

إلى غايتهِ الأولى

ولا غايةَ للنّهرِ سوى بسمَلةِ الماءِ

على تميمةِ البحرِ

إذا ما ائتَنَسَ الماءُ على تمْتَمَةِ الموجِ

وصلّى

60

لسَماءٍ هِيَ فيهِ ..

هوَ فيها...

هيَ منهُ..

هوَ منها وإليها...

لم يَعُدْ في الأمرِ شكٌ

رغمَ أنَّ الشكّ مفتاح اليقينِ

والّذي شكّكَ بالماءِ رأى صورَتَهُ

في سورةِ الماءِ فأغواهُ النّدى

اهتَدى

إلى ذاتِهِ في فلسَفةِ المرآةِ

فالمرآةُ بُعدٌ آخرٌ للذاتِ

61

ما ذاتُكَ إلاّ ظلّ ذاتٍ تتجَلّى

في رؤى المرآةِ

فانظرْ

لنْ ترى إلاّكَ فيهِ

لن ترى إلاّهُ فيكَ

كُلُّ شيءٍ ناقصٌ إلاّهُ ...

اللهُ التمامُ

أنا الإمامُ

62

أنا الإمامُ

وفي يدي مفتاحُ سرّ الماءِ

قالَ الماءُ : كُنّي … كُنتُ

لا وهمٌ على مرآةِ يَمّي

لا ظلامُ

أنا الإمامُ


أنا الإمامُ

أنا الإمامُ .....


*(1) الإشارة إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ابن العزيز بن المعز لدين الله الفاطمي في القرن الرابع للهجرة- في مصر

*(2) الإشارة إلى الصحابي الجليل سلمان الفارسيّ


صدر للمؤلف :

1. امرأة على خطّ الإستواء (شعر ) الأسوار/ عكا 1978

2. هويّتي الأرض (شعر ) الأسوار عكا 1979

3. لا خروج عن الدائرة (شعر ) الأسوار عكا 1982

4. جواز الحجر ( شعر ) حيفا 1991

5. عاصفة على رماد الذاكرة (شعر) دار القسطل/طولكرم 1995

6. على غيمتين (شعر) دار الفاروق نابلس 1999

7. زمان المكان (شعر) بيت الشعر الفلسطيني- رام الله2000

8.آخر الماء (شعر) الاسوار عكا 2003

9.ظلّ الشمس (شعر) اأسوار عكا 2004

10. نهاريّة سليمان دغش (شعر) الأسوار عكا 2005

11. أنا (شعر) دار نفرو/ القاهرة 2007

21- سماء للعصافير نهار للفراشة تحت الطبع- وزارة الثقافة الفلسطينية

الناصرة

suleiman_ppsp@hotmail.com

الأحد، 16 يناير 2011

محمد الفرطوسي-الى المشتعل الاول والمشتعل الاخير

محمد الفرطوسي

الى المشعل الاول
و
المشتعل الاخير
.
.
...الاله الصغير محمد بوعزيزي
***********************
بنار الجسد النحيل
اوقدت
نور الوطن
وبصوت الرغيف الفقير
اسمعت
صمم الحقول العتيقة
احرقت صمت الحقول
صرخت نيرانك
ان قميصك شراع الرياح الوحيد
وان قمحتك
هي الاولى
بدمعنا والاغاني
وان السنابل
سنابل حزنك
هي مانريد لقحط ايامنا
وانك ياعزيز الحكاية
تردد يصمت اللهيب
ماتريد السماء
لكم تريق فيك الشعوب
تراتيل احلامها
ولكم
ايها العزيز القتيل
أطربت شمس التقاويم
بغنائك طائرك المقدس
اطربت تلك العجوز العقيم
التي نامت على تاجيل تاويلها
وتاجيل الحنين
ومن اجل عربة من خضار الحياة
اشتعلت في روحك عاصفة الياسمين
زادت في خضرة تونس
الاحمرار المهيب

الخميس، 13 يناير 2011

عندما تضيق مساحات الفرح : سهير عبد الرحمن-اللوحة للفنان غالب المسعودي


عندما تضيق مساحات الفرح : سهير عبد الرحمن
من ضيق على الفرح المساحات
حتى ضاقت به الأرض
و اشتد حزنه
و قرر أن يهاجر
فأرض الله .....
واسعة
من وهب الحزن كل هذه
الأراضي
و أعطاه الصك للأبد:
يا حزن هذه...مساحاتك
هاجر الفرح لكوكب..
آخر
وحط على أرضه
و معه ....الحقائب
نام الفرح متعبا في ظل نجمة غافية
استيقظت النجمة و حدقت في فرح...
نائم في ظلها
تعجبت النجمة :
هذا الجمال و بهاء....
و روع
وقعت النجمة في غرام الفرح
قبلته بين عينيه
فاستيقظ..... الفرح
تأبط الفرح ذراع نجمته الحنون
و مضا
نجمة....و فرح
بكى الحزن الأناني
لأنه لم يتلق دعوة لحضور...
العرس
سهير عبد الرحمن

12-1-2011

الأربعاء، 12 يناير 2011

من الدواية يبدأ التغيير !جمال العتابي


من الدواية يبدأ التغيير !جمال العتابي
( الدواية )، قرية تحيط بها الأهوار، المسكونة بالطيور والاسماك، بيوتها من طين، حين ينزل المساء فيها، تغط في الظلام والنوم، إلا من اضواء فوانيس خافتة، مترددة ومهزولة، وأبخرة دخان يلف بيوتها. لو تطلعت اليها، الى سحنتها عند النهار، لانتابك شعور بالاختناق، وانت تتنفس السخام الذي احال الجدران الى كتل سوداء متناثرة، وفي مدى الرؤية البعيد روائح رز، ونظرات عطش ترسم خطوطاً عميقة من الحيرة.
في اربعينيات ذلك العالم تفتحت احداقنا الصغيرة، على نساء متعبات ينقلن الحطب والماء، ويحصدن الزرع وينجبن، وفتيات مفرطات في الحياء. الى حد مرهق، واطفال حفاة تغوص اقدامهم في اطيان تظل عالقة فيها لايام عديدة، ورجال بوجوه شاحبة تبرز فيها عروق محتقنة، واثار تبغ رخيص صبغ اسنانهم المتآكلة بالسواد، لكن في محاجرهم طيبة ونعاس.
شهدت تلك السنوات من القرن الماضي، افتتاح اول مدرسة ابتدائية في تلك القرية القصية من ريف الشطرة، مجموعة من الاكواخ، تبدو من بعيد كالمقابر، تناثرت على تربة لزجة، لايحيطها سوى اعواد القصب والبردي المتيبسة. كل مايحيط بالمكان يوحي بالأنين والأسى. تشاء الصدف ان ينسب اليها نخبة من خريجي ( دار المعلمين الريفية ) التي كانت معهداً فريداً لاعداد معلمين بمهارات تربوية وفنية، ورياضية متقدمة على عصرها. بسبب من نظامها التربوي الاصيل، وبرنامجها العلمي المتقدم، الذي استعار تجارب اوربية مماثلة للتطبيق، فضلاً عن كادرها التدريسي الكفوء، المتسلح بالعلمية والمهنية.
زير، زيران، ازار أمي ازرق، الكلمات الاولى التي خطتها ايادي أولئك المعلمين القادمين من الشطرة على سبورات سوداء، صنعت من طين، عبد جياد العبودي، حسن العتابي، عبدالحسن عيسى، جواد كاظم جويد، هؤلاء وجدوا في تلك البقعة عالماً يتسع لاحلامهم الكبيرة، وفي شحوب الليل نجوماً مضيئة تورق في مخيلتهم، آماناً وشبابيك تطل على مستقبل تزدهر فيه الارض بالورود، المدرسة الطينية كانت مرفأ تستقر فية الأشرعة، لاترحل، تستيقظ فيهم الرغبات كالينبوع.
ماسر كل ذلك الفرح والسعادة التي غمرت معلمي الدواية ؟ غير ايمان بعدالة قضية، ونظام اعتقدوا انه اسلوب الحياة الوحيد، والطريق الامثل للتطور، ويقين صادق وعميق بالافكار.
كانت عدتهم بضعة كتب، واحساساً مرهفاً بالطبيعة من حولهم وتعلقاً حميماً بالناس واطفال المدرسة، وجدوا فيها الملاذ البديل عن واقع يعتريه الأسى والجوع، حيث الطرقات الخاوية الا من بقايا فضلات الحيوانات الهائمة على وجهها، او كلاب سائبة في تلك النفايات، لكنهم متفقون على تحدي هذا الواقع.
العالم يعيش عصر تحولات كبيرة، نهاية الحرب العالمية الثانية، التي حصدت ملايين البشر، اندحار الفاشية، وهزيمة النازية والمانيا الهتلرية التي تسيدت العالم، ولادات قيصرية لانظمة ( اشتراكية ) في اكثر من بلد اوربي بمساعدة الجيش الاحمر، كانوا يستشعرون تلك التحولات ويلتقطون المتغيرات فقط عبر اولئك القادمين من المدينة في فترات متباعدة. لاصلة لهم بعالم اخر.. سوى تلك البقعة التي تحيطها مياه ظلماء حزينة.. مأخوذين ببهجة هلامية، ومنحازين بالطبع لتلك التحولات.
لم يكن القرويون يعبأون بهم كثيراً، سوى انتظارهم موعد تسليم حصصهم من التمر المجفف الرخيص الذي تبرع به عبد لابنائهم الذين امتقعت وجوهم.. ولم تعد لهم القدرة على حفظ الدروس بسبب الجوع. أخذ المعلمون انفسهم مأخذ الجد المغالي فيه حد الايمان بانفسهم مبشرين بافكار تبدو كالاحلام، مهووسين بالامل. انه نوع من الثراء الروحي ليس سواه في ظل المجاعة واللظى، وسط المستنقعات التي تجفف كل قطرات الانسانية.
يبدو عبد جياد الاكثر مرحاً، وتدفقاً في الحيوية من بين زملائه، وفي سنوات لاحقة، تسعفه هذه الروح في الافلات من سطوة الانظمة الاستبدادية واحكامها الجائرة، كان ساخراً، سريع البديهة، حكيماً، يمتاز برهافة الاحساس والاكتفاء بالقليل من متاع الدنيا , كلماته تنساب بلا ضجيج، تسير بحركة طبيعية مع النظام الخفي للأشياء.

قصيدة أحمد فؤاد نجم على مذبحة الأسكندرية


قصيدة أحمد فؤاد نجم على مذبحة الأسكندرية
أحمد فؤاد نجم
‎ينصر دينك يا بطل
قتلت ناس عُزًّل كتير
ستات، شيوخ وكمان عيال
ازحت عنا خطر كبير
دي ناس بتقول الله محبه
والمحبه دي شئ خطير
إقتل بطرس وإقتل مينا
اللي إخواتهم ماتوا في سينا
واللي ولادهم رقصوا فـي فرحك
واللي فـ ميّتم بيعزّينا
إقتل ماري وطنط تريزا
دول ناس مافيهومشي ولا ميزه
دايمًا كده يبتسموا في وشك
ويقولوا اهلاً خطوه عزيزه
وإقتل برضه عمّك حنا
في اي خناقه بيحوش عنّا
غاوي يصّلح بين الناس
ولا يمكن يوّرد على جنّه
وإقتل سامي ناجي نجيب
اصل الإسم صراحه مريب
يمكن يطلع واحد منهم
او داقق على إيده صليب
ولا اقولّك...إضرب شبرا
والكيت كات وميدان الاوبرا
فجّر واحده في كل مكان
خلّي جيرانهم يصبحوا عبر
لينا رب إسمه الكريم
ها يجي يوم تعرض عليه
تقف امامه و يسأل الشخص ده عملك إيه؟
بأي ذنب تقتله
وفين ومين وإزاي وليه؟
إبقى قول لي يا بطل
ها ترد يومها..
وتقول إيه؟

الاثنين، 10 يناير 2011

انها لوحات الفنانة المبدعة-Anna Kostenko آنا كوستينكو-عن مجموعة حمورابي









هل تصدق انها لوحات فنية و ليست صور فوتوغرافية؟؟
انها لوحات الفنانة المبدعة
Anna Kostenko آنا كوستينكو


ولدت آنا كوستينكو عام 1975 في مدينة كييف - اوكرانيا, و عاشت وعملت
في مدينة كراكوف - بولندا منذ عام 1991 . و تخرجت من اكاديمية الفنون
الجميلة في كراكوف, حيث درست الرسم للفترة من 1993 الى1998
و قد اقامت ثلاثة معارض لاعمالها الفنية في جورجينسن و رسمت العديد من
اللوحات منذ انطلاقتها في عام 1999 , و كونها مغرمة بمختلف الحضارات
ادى الى سفرها الى العديد من الاماكن التي كانت تلهمها اعمالها التي عُرضت
في بلدان كثيرة و منها بولندا و فرنسا و المانيا و آيرلندا و إسبانيا
و فيما يلي مجموعة من اعمالها الرائعة, و التي لولا ان نعلم بانها قدرسمتها
!!!....لاعتقدنا بانها صـــور فوتوغرافية.... انها فعلاً قمـــــة في الابداع

الأحد، 9 يناير 2011

حسين باجي الغزي-بلبل...في القفص....بلبل خارج القفص



حسين باجي الغزي
بلبل..في القفص!!

بلبل خارج القفص!!!

حسين باجي الغزي

تسمر أبو وسام واضطربت جوانحه وهو يرى جمعا من رجال الشرطة بسياراتهم المخيفة وزيهم القتالي ينتشرون إمام داره المتواضعة يتقدمهم اثنان من الضباط أمرين بقسوة بوليسية إن يفسح لهم المجال لإجراء كشف الدلالة على المنزل .
اعترت الرجل الستيني الرجفة وزغللت عيناه. حين اقتاد الشرطي شاب عشريني الملامح يشع نظارة وبهجة ،تلمع بين معصمية الجامعة الحديدية وتبرق كسيف مسلط على رقبة أثم.وزاد من حيرته وهو يتفرس وجه هذا الشاب وعرف انه ابن الجيران(.....) القاطنين في أخر الشارع .
تمالك الرجل رباطة جأشه وتمسك بأخر قواه قائلا ومؤكدا بان بيته لم يسرق منذ إن سكنه قبل عشرين عاما .
إلا إن الأمر زجره قائلا : نعم لقد سرقت داركم واعترفوا على المتهم .

أنكر أبو وسام وحلف بأغلظ الإيمان من انه يعي مايقول بنفيه الواقعة .ثم أن رجلاه لم تطأ مركزا للشرطة لتسجيل واقعة السرقة.
إلا إن الضابط المرسومة على شفتيه سبورتين سوداويتين كنسر هرم . أزاحه من إمامة وزمجر في وجهه بغضب طالبا منه أن لايعيق تنفيذ العدالة .
توسل أبو وسام واستفهم عن المسروقات وضرب أخماسا بأسداس وأستدرك في نفسه بان لاشي عندهم يستحق السرقة.
هنا اعتلت النبرة الإمرة من المسئول موجها كلامه للمتهم
كيف سرقت البلبل0؟؟؟؟؟؟
هنا انفرجت أسارير الرجل وخاطب الجميع مهللا : هذا هو البلبل في قفصه سيادة الضابط لم يسرق أبدا معافى يغرد كل يوم ونصحو على غناءه وهديله ..... تفضلوا لتروه .
لكن الأمر ذو الشاربين الطويلين نهره ثانيتا وبنبره قاسيه .ماطا شفتيه المختبئتين تحت الغمامة السوداء. هل تكذب التحقيق!!! و هل تستهزئ بالقانون !!!!.
تنحى ابو وسام جانبا وهو يستمع إلى الشاب المكبل بالأصفاد وهو يقسم عشرات المرات من إن رجلاه لم تطأ هذه الدار ولم يسرق أحدا في حياته.رغم تعنيف ووعيد مرافقيه . ليعود ثانيتا إلى السيارة الزرقاء المهيبة والأرجل والأيادي تركله وعيون أم مفجوعة بوحيدها ترقب من بعيد ماحل بفلذة قلبها اثر اعتراف ظالم من رفيق له ادعى مشاركته ل (.....) بسرقة بلبل .
لغاية كتابة هذه السطور .
بلبل أبو وسام يلهو في قفصه سعيدا مرحا يعتنى به كثيرا .يطعم ويسقى ,يغرد بالحان شجيه في قفص امن يحميه من الذئاب البشرية يتمتع بمعنى نسبي للحرية . حر من الخوف . حر من تسويف العدالة وشرعنه القانون . ينام ملئ اجفانة ويحلم بشريكة جميلة يتزاوجان ويغردان سويتا وينقمان على الوشاة والإثمين .

مرت سنة وشهران و(......)حبيس القفص الحديدي يستجدي الرحمة والشفقة ويتوسل إلى ذويه من انه يريد ان يذيق طعم الحرية ونعمة الانعتاق ومن أنة برئ طاهر .والذين لم يألوا جهدا بالدفاع عنة وبيع اخر خرقة ثمنا لأتعاب محامي .مستغربين كيف تلتقم الحيتان الكبيرة ماتحفل به شعاب العراق من اللآلئ والياقوت والمرجان ضاحكة ملئ شدقيها من النزاهة والعفة والأمانة .

ولا يزال أبو وسام يتردد من شهور طويلة على أروقة المحكمة ليدلي بشهادته ويقسم عشرات المرات من انه بلبله صحيح معافى حي يرزق. حاملا ريشة مغمسة بدموع بلبه الحزين من إن عصفورا جميلا مثله كان سببا لتعاسة واحد من بني البشر .

الخميس، 6 يناير 2011

قبائلنا-نص غالب المسعودي


قبائلنا
حينما كانت قبائلنا
تصنع ألهتها من تمر
وأنا على لحم بطني
اصنع لمعشوقتي تمثالا من خمر
ومعشوقتي
طيبة ...لذيذة
شفتاها عسل الغابات البكر
ضحكتها اشتهاء
ذات جوع وصباح
ارسلت معشوقتي
Sms
Don’t wait
هدت احلامي
المصنوعة من....................
نشوة صافية ومكعبات ثلج
لن ارد..........!
كي تبقى احلامها وردية
وترنمت باغنية باخوسية
هذا هو سر الدموع
هذا هو عرس الدم
د.غالب المسعودي

الأربعاء، 5 يناير 2011

الفنان عادل كامل-مقاربة ابستميولجية-د.غالب المسعودي-لمناسبة معرضه الالكتروني على موسوعة الفن العراقي



الفنان عادل كامل
مقاربة ابسيتمولوجية

في سبيل الكشف عن المعالم الرئيسية حية لفنان ما في صيغتها المطروحة هنا و بصورة عينية مخصصة نستطيع ان نقدم مجموعة من الإرهاصات التي تبنتها تلك التجربة و دافعت عنها تاريخيا الى المرحلة المعاصرة ، فهي تجد نفسها محاطة من كل الأطراف بالتساؤلات اليائسة و الاستفسارات الحانقة و الغمزات و اللمزات المبطنة و بردود فعل عنيفة أحيانا تنبثق بإلحاح من المرحلة التي يعيش فيها المنجز الفني متمثلا في تناقضه النسبي في حل المسائل المطروحة بدون تحفظ و بين التهافت المنهجي أمام التيار المتصاعد من الماضي المخرج من العدم و دونما قدرة على التنهيج العقلي و لكن دون الانزلاق في مهاوي ( التجريبوية ) الضحلة ، ذلك خليق بنا ان ننتبه أليه انطلاقا من هذه المسالة التي تخضع للمنطق التاريخي و منطلق التجاوز الجدلي اذ ان هذا الاخير يضعنا أمام مهمة الحفاظ على العناصر الحية الإيجابية من تلك التجربة و ذلك بان نرفعها الى صيغة متقدمة عبر صهرها بموقف جديد يكبح تحويلها الى فزاعة ميتافيزيقية في أيدي الجهلة يوجهونها ضد التطور عامة و ضد تطورها هي نفسها من حيث كونها تجربة اكتملت ضمن نسق معروف في سياقها العيني و التطبيقي و أبعادها عن العقم . و انطلاقا من النزعة التي بينها سالفا و التوقف عندها و الدخول الى عالم المنهج الذي اختطه الفنان عادل كامل و لكي لا يحجب ذلك عن أعيننا أمورا فائقة الأهمية و هي الإرهاصات العميقة التي تحققت من خلال تجربته النقدية عن طريق تصور علمي دقيق حول مسالة التاريخ و التراث حتى لو أبقينا معصوبي الأعين تجاه ذلك الآمر . و الجانب الآخر الذي يحدد الفكرة التالية هو الموقف الرؤيوي الذي يضيء مشروعه الثقافي بصورة عامة و يريد لنفسه ان يكون الوريث الشرعي للنهج الذي يمثل الحركة التشكيلية العراقية و العربية و مدى قربه من التراث العالمي . بهذا التصدي الذي آلفي نفسه – الفنان – و في خضم الحدث المتشظي باتجاهات مختلفة لا يخرج عن كونه موقفا إنسانيا تمتزج فيه الأسطورة بالدين بالفن 0
بيد ان المنجز في مجمله لا يرتفع الى مستوى الوعي التاريخي آلا بالتصدي و في الخط العام و في إطار التلوينات المعرفية من الشخصية البطولية و المثل الأخلاقية أو منها جميعا لغرض الحياز على ملكية الأرضية و في حدها الأقصى لبناء المثل لجيل عاش ويلات الحرب و عاش تجارب التحديات الكبرى بكل أبعادها الاجتماعية و الاقتصادية المعقدة و المتشابكة و المترعة بالتوقعات الزئبقية و ليس في وسعنا ان ننكر ان تجربة الفنان امتلكت تلك الأسس و بالمعنى المحدد للكلمة اذ كانت قادرة على تسجيل حياتها و رقيها الحضاري ، فالمدونات لها شروطها الفنية ، كملحمة كلكامش لا يمكن النظر أليها على انها محض تاريخ و لكنها تبقى وثائق هامة لمعرفة الكثير عن تاريخ المنطقة ( العراق ) و كذلك تجارب الفنان المبدع انها بالدرجة الأولى عمل فني غير خاضع لمنطق وأسلوب العمل العلمي التاريخي و لكنه وثيقة مهمة لمتابعة تاريخ المنطقة في العصر الراهن و انه مدونه اكتسبت طابعا محددا و على المختصين مطابقتها مع الأسانيد و التدقيق في صحتها على ان لا تكتنف تلك المقولات الأساطير و المتخيلات العفوية مثلها مثل العلاقات الاجتماعية في إطار صحراوي . ان الأهمية التي يوليها الفنان عادل كامل تكمن في طرحه الأحداث السابقة له و المعاصرة طرحا تاريخيا منطلقا من وحدة الحدث و التنقل من البسيط الى المركب ومن العادي الى المهم فهو في مجمل إنتاجه الفني سواء على صعيد العمل التشكيلي أو القص أو الشعر يعرض أحداثه من التاريخ البشرى بكل أبعاده ليمثل تكثيفا لتطر القيم الاجتماعية و التي شرعت في الصعود في شخصية مرموقة ، ومن هنا يصبح القول بان المرحلة التي عاشها الفنان و المتمثلة بهذه الرؤية و بغض النظر عن وجود تمايزات كبيرة أو صغيرة اتسمت بسمة عميقة و مشتركة لها دلالاتها وهي استشراف الواقع التاريخي لهذه الأمة من موقف الواجهة في احتدام اللحظة التاريخية الذاتية و مبنية على الانتماء لهذه الأرض التي ولد و ترعرع عليها منذ نعومة أظفاره الى حدها الأقصى و المعبر عن الاجتماعي الذي برز بأشكاله و مظاهره المتعددة في الذهنية التـنظيرية مجاوزا الذهنية الجسدية ذهنية الخبرة اليدوية أو كما كتب أر سطو في ما بعد الطبيعة (( ان رجال الخبرة يعرفون فقط الـ (( بان )) أما الـ (( لماذا )) فلا . أما الفنانون فيعرفون الـ (( لماذا )) و السبب .. على العكس من ذلك يشبه العمل اليديون أشياء معينة غير حية .. أننا نقدر من خلال ذلك الفنان ين القادرين عاليا من حيث كونهم اكثر ليس لأنهم قادرون على ، العمل بشكل خاص و إنما يمتلكون (( المفهوم )) و يعرفون الأسباب )) .
لذا يستبين لنا ان الفنان الكبير عادل كامل يرفض كل الصعوبات و الإشكالات التي انتصبت أمامه عائقا دون تكوين وضوح نظري حازم متجاوز التصورات الغائية التي قدمها جمع من المثقفين في مراحل متعددة من تاريخ الحركة الفنية و التشكيلية العراقية تحت كافة الأطر و الصيغ المقترحة من سلفوية ضيقة و النازعة الى تعمية الحدث الاجتماعي و إفقاده شخصيته البشرية العينية و تلفيقوية نفعية فاقدة كل أصالة و موضوعية ، متسلحا بمواقف مستـنيرة متقـدمة خالقا أو ضاعـا من اللا تطابق المنسجم مع الأصول مرة أخرى 0




د 0 غالـــــب الـمسعودي