الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010
قراءة في نص(ازدهارات المفعول به للشاعر سلمان داود محمد)بقلم فائز الحداد
سلمان داود محمد
***~~~***~~~***~~~***~~~***~~~***~~~
( 1 ) الفاعل منصوب بضمة مزعومة ..
قراءة في نص ( إزدهارات المفعول به)
للشاعر العراقي سلمان داود محمد ...
( القسم الأول )
كتابة : فائز الحداد
"أية ازدهارات تلك التي يزدهر بها المفعول به..؟ وهو الواقع تحت تأثير فعل لفاعل.. ولماذا صيغة الجمع في ازدهاره المزعوم..؟ فمن المفروض أن يجني هزائم المفاعيل ( فاعل ) على وزن ( فاتح ) أو شاعر والضحية هي المفاعيل وفي طليعتها المفعول به.ولسنا هنا بصدد التعريف به نحويا فهذا معروف.. لكنني أبحث في ازدهاراته خارج دائرة النحو لامحال. إذ لا يزدهر شيء محكوم عليه بقانون قسري ألا ذلك الذي يتمرد ويحمل الجماح علامة للعصيان في الخروج على رتابة الأشياء وقوانينها الثابتة.. وإنني حين لا أرى ازدهارات للمفاعيل بتاتاً على صعيد النحو.. أرى إن المفعول به يزدهر فعلا حين ينتشله الشعر بأصابع شاعر متمرس لا يعي الأشياء إلا بالشعر ولا يحترم المفردة إلا تلك التي تشق عصا الانقياد. وتتمرد بل وتطغي، ويبقى الشاعر يطاردها في كل الثغور.. تارة صائدا، وتارة مروضاً. فان وقع أسيرها فلتت وانفلتت وليس له من سبيل عليها، وان روضها امتطى ظهر فرسها وقادها ضمن سرب خيوله الغائرة على وجه الورقة. إذاً ستزدهر المفاعيل.. لأن الشعر من تزدهر به حصراً، ورجوعاً إلى متن نصنا حيث تجاوزت القصيدة مضمار فتحها المبين، وسجلت في الفضاء اكثر من إضاءة، وجاورت القمر يحق لها أن تبرز ازدهاراتها على نحـــو ((تبارز وحش الانترنيت)) بنجوم تنام على دفء الشعر وبإيقاع القلب الهامس والحالم بطيور شعرية تغزو الفضاء ولا تحط على الأرض إلا لتصلي في حضرة الشاعر الذي صير الشعر مهمازا لعوالمه الشاسعة. فكم جميل هو النص الذي تبدأ شرارة حرائقه من العنوان..؟ خصوصا ذلك الذي يحمل غرائبية مقصودة.. هاجسها الإثارة والجمال.. وأقول إن هذه الإثارة هي ما يبحث عنها الشاعر الذي يقول عن نفسه (عود ثقاب يبحث عن معبودات من اصل خشبي.. هذا أنا)، ولكن تلك الإثارة ليست كل الهدف إذ الأشياء لا تفصح عن مكنوناتها بمجرد عنوان، دون النزول إلى قاع بحرها العميق والذي قد يغرق أحيانا ونهرب أمامه عند هياجه في أول العاصفة.. فمن يعرف بوجع البحر عند العاصفة..؟ اعتقد انه الشاعر حصراً، فلا سجال أو معركة قبل خطة وأسلحة وجنود.. والذي ينال الظفر من يصل إلى فهم حقيقة النص، ويلم بكل أسراره. وهذا افتراض أيضا.. لان الظافر هو الشاعر أولا وأخيرا، لأنه من خلق النص و((الخالق)) دائما في القمة وهو وحده اعلم بأسرار ما يصنع رغم الخسائر التي قد يدفعها ثمنا لذلك
.
جسد النص وروح العنوان
................................
كثيرا ما يضع المبدع عنوانا لقصيدته من ثيمة تحملها القصيدة ذاتها أو من مفصل تعبيري مجتزأ منها أو اسم لمخاطب أو حادثة أو تاريخ. ولكن اكثر العناوين صعوبة تلك التي تنطوي على الإبهام أو الترميز.. ففي حالة كهذه يصبح العنوان بمثابة لغز أو شفرة تحتاج إزاءه إلى مفاتيح للحل، وهي بكل تأكيد بعيدة جدا عن سبل التنجيم أو خرافة السحر، وقريبة جدا إلى التحليل والتصور المعمد بالوعي والوجدان معا.. وبذلك تكون أشبه الأشياء إلى المعادل الرياضي البعيد عن التصورات الهامشية، والتي ترتكز على الافتراضات الغيبية العقيمة. إن اللغة وقبل كل شيء هي (رياضيات) بآلية اشتغالها البنائية وان الشعر هو صفوة اللغة لذلك فان العلوم الهندسية هي ابرز ما يناظره ويقترب منه خصوصا الهندسة المعمارية منها لأنها تبحث عن الخلق والإبداع ويكون الجمال بجانب الوظيفة خلاصة ما تبغي.. وعودة إلى موضوعنا أقول.. إن النص يبقى يحمل خفاياه إلى الزمن الذي تحل فيه رموزه وما بلغه من ذروة.. فمن غير المعقول أن يهدي الشاعر مفاتيح منجزه هبة للقارئ لكي يكشف أسراره بدون عناء، فهذه السذاجة تجعل من النص سلما للامساك بشوارده فتناله وتنال منه بشخصية صاحبه.. فالنص الجميل والرصين ذلك الذي يدرأ الهشاشة ويجمح إلى الغموض والإيحاء لأنه يذكر القارئ بالمفردة ويمضي عنه ليس بمعنى التكريس ولكن بمعنى التجدد والقابلية على التأويل. لان العمل الشعري المتمكن ذلك الذي كلما تقرأه تكتشف فيه معان وأسرار جديدة فكيف يحافظ المبدع على المعنى مع اختلاف الشكل..؟ هذا ما لا يجبك عنه النص، الذي يحتفظ بماء الحياة ويحمل رسالة الخلود التي لم يمنحها الخالق إلا لقلة من عباده.. وهنا تكمن أهمية النص في العنوان.. والعنوان في النص، وبآصرة العلاقة بينهما تفصح جدلية الانتماء عن نفسها بالذي يجمعهما ويعبران عنه دائما في الروح والهوية
.
خيول خرافية
.................
بحرف الكاف ينطلق النص نحو عالمه المجهول.. تجر عربته خيول خرافية لها دبيب يحيك دالات الشعر بمملكات ناعمة يكاد أن ينزلق الضوء عليها لتنسج الحرير بديدان القز التي يتشدق بها ((ملك القز)).. سلمان داود محمد، بإيقاد نار البوح من غير احتياط أو احتراز، فيطلق بوحه الأول (أدلي بكبسولات) تتبرأ من نفسها إن لامست التصريح بالصحيح.. إذ الشاعر (("الأشدق" يلقي بتهمة اصفرار الذهب)) على المرضى.. فمن هؤلاء صفر الوجوه أو حاملي هذا اللون اللئيم..؟ كي يمنحوا لون وجوههم إلى الذهب ويحملوه كتهمة. فهل سيظل الذهب ذهبا إن صار لونه تهمة للغدر..؟ كلا لكنه سيظل رمزا للمعدن الثمين أن بقي معدن الإنسان نقيا لا تناله عوامل التشويه بما تفرزه عليه من عوامل التغيير. ولكن متى لا يفرق المرء (بين بيوت آيلة للسقوط) وأخرى (تفطر بالأيائل)..؟ فالأولى سترث الموت في سقوط محتوم والأخرى تتوسد الثراء في منازل عامرة، وما الأيائل ألا ملخص زادها المحمول على طبق من ذهب وهذا الذهب هو لون وجوه ساكني منازل الأيائل لأنها تريد أن تحيا باغتصاب الحياة، وبروح البذخ ولساكني (آيلة السقوط) الموت.. لذلك تبقى التهمة قائمة مازال بوح الشاعر يدلي (تندراً) بـ (كبسولات عارية عن الصحة).وبظلال الكاف ذاتها كانت هناك ثلاثة أصوات تشي إلى القطع في المخاطبة هي (أدلي ، اتهم ، لا افرق) لينتهي بـ (أزعم) أي ادعي بشك (إن شعوراً بضآلة الشأن أصاب القتيل) ويمكن التلاعب بهذا التأسيس (أزعم .. إن القتيل أصيب بضآلة الشأن). وهنا نلاحظ كيف يتحايل الشاعر في تأسيس هذا المفصل لأنه يريد أن يلقي بدم القتيل بذمة من كان سببا في (ضآلة الشأن) وهم أنفسهم المتهمون باصفرار الذهب والقابعون في المنازل المستأثرة بالبيوت الساقطة. لينجلي المشهد الشعري باستيقاظ العالم على هذه الكارثة (حين استيقظت البلدان على عثرتي)، وهذا مربط الفرس في تفجير المعنى وهذا هو أول المفاتيح نعيده إلى صاحبه بعد أن تمكنا من فتح بوابة خزانته الكبيرة لنطل على أسرار هذه القصيدة المهمة، بعد إن عرفنا أية سارية تلك التي يحملها بوجه الريح والتي وشحها بالغيوم وألقى بمفاتيحها في البحر، ولكي يضيِّق الخناق ويعرقل سبل الوصول إلى عالمه، يلغي سعة البحر ويحيله الى نقطة بهدف الإيهام.. فالبحر عنده (ليس اكثر من دمعة تتخفى وراء مكبرة)، حيث يبدأ هذا المفصل بـ (كما) أي هو لا يزال يزعم.. وكذلك (إن أحجار النرد بقايا فيل يراقب من خلف زجاج المقهى) فماذا يراقب؟! (بياضي الفقيد) ولك أن ترى المفارقة الذكية في الطرح والمقارنة (البحر ، دمعة) و (النرد ، فيل) و (دمعة و نرد.. بحر و فيل) الأولى تتخفى وراء مكبرة من زجاج والثانية من نافذة المقهى وهي من مادة الزجاج أيضا، وبياض وجهه المفقود هو نتيجة (لعثرته) حين أصيب القتيل (بضآلة الشأن).
لعبة الشاعر
...................
هل إن الرمز لعبة الشاعر في إخفاء المعنى، وتيه القاريء، في عالم القصيدة الشائك.. ؟أقول أولاً.. إن الشعر هو نتاج فكري للمخيلة الشاعرة لكنه يتعدى محيط الأدب في الدخول إلى ميادين أخرى لأنه عالم غير منغلق على ذاته. ولو كان كذلك لبقي أحادي الجانب في التعبير.. وبوصفه كائنا حيا منفتحا يطرق عوالم أخرى بشكل متفاعل يعطيها ويأ خذ منها، وعلى أساس هذه الحقيقة يكون الشاعر على اتصال واسع بما يحيط به من أشياء، يتفاعل معها بحس عالٍ، ويعبر عنها بما ينسجم ومشروعه الشعري، لكي يبلغ بمنجزه الرشاد دون تكلف أو اصطناع.وجواباً على تساؤلنا الكبير آنف الذكر أقول.. نعم.. الرمز لعبة الشاعر لأنه من يريد أن (يصنع نغلاً يتقن الصيدلة.. ويذود عن الحصبة بأحمر الشفاه) وبماذا.. ؟.. (بقليل من الغزاة)! أو (بنطفة من صيام يلقح الفصول). فأي نطفة تلك التي تلقح الفصول..؟ ولماذا (بقليل من الغزاة ) فاستخدامه لحرف العطف ( أو ) استخداما يفيد الإيهام والشك معا.. وهنا يتعمد الشاعر إلى الترميز لإخفاء ما يريد الإفصاح عنه، فالغزاة دائما رمز للقتل والنهب والدمار، وبقليل من هؤلاء، وباتجاه مقصود يريد أن يصنع (نغلاً).. لم يولد من زواج حلال، (يتقن الصيدلة) وهو يعرف إن هذا (الصيدلاني) المزعوم ليس بمقدوره الذود عن "الحصبة" بصباغ الشفاه -لكنه أراده وبخيال التمني- أن يكون "مملوكا" ولد من نطفة لغازٍ لكي يملي عليه ما يريد، وينفذ كل شيء بطاعة عمياء. أو على الأقل يماثله أو يغازله في أحاسيسه.. لان الشاعر نفسه أدلى بـ (كبسولات عارية عن الصحة ) سلفا فهو من زرع (جينات الصيدلة) في نغل مصنوع..!! وإزاء هذا الذي يجري في ولادات الحرام فوق الأرض سيرتفع صوت السخرية والسخط عاليا.. حين أصبح الصمت سمة الألسن الناطقة، وأصبح الإيماء بالإيجاب رقصة الرقاب المغلوبة والمنكسرة. ولقد أبدع الشاعر في تصوير هذه المشاهد المؤلمة حيث أصبحت(النعجة مقياسي في جرد ألانا - ناس) ولاحظ الحبكة الشعرية الفريدة الموصلة بحسية الوصف التصوري الهائل الجمال والدقة. فهو أشبه ما يكون بمشهد شعري ممسرح لم ينتبه أليه الإبداع مسبقا في شعرية (ألأنا ـ ناس) وتلك رقصة الرقاب التي تؤديها الملايين بل المليارات من الكائنات يوميا وفي كل لحظة ضمن رمزها..؟ ((النعاج)).. (رؤوس تومئ بالإيجاب.. وعجيزات تشير إلى العكس.. على أية حال) وهذا المفصل (على أية حال) تبنيه يوميء إلى بوح خطير قادم حتما وسيفتح نوافذاً لطرح مأساوي ينطوي على لوم أكيد للذات.. وهاهو الشاعر يخبرنا (كنت شريفا بالسخرة.. انسج من فقراتي القطنية سروالاً لعصا). والسخرة كما نعرف هي عمل بلا أجر. فمتى يطلب الإنسان أجرا على شرف بائن..؟ إذ أن الشاعر يحيلنا إلى معنى القهر، و (سخره.. أي أذله وقهره) وهذا وجه آخر للمعنى، فربما أراد أن يقول (كنت شريفا بالقهر) لكي انسج من فقراتي (سروالا لعصا) وكأن عيونه ساقطة في بحر هائج مزقتها رياح الدموع التي غربلها "سلمان" يجني حدقاته.. (أغربل الدموع لأجني الحدقات). وإزاء ذلك هل يرى شاعرنا سبيلا للخلاص..؟
يقول:- نعم ..
ولكن كيف.. ؟
...................
بالحريق.. وأنا من يحمل مصدر النار.. (عود ثقاب يبحث عن معبودات من أصل خشبي ..هذا أنا). وعلى ما يبدو هو لا يثق بعود ثقاب آخر قادر على إضرام النار في تلك المخلوقات الجامدة فالآخرون في نظره (أشباه دفوف) تحمل (جعجعة الرحى بدون الطحين) ولأنها ترمز لعرس الجراح بلا خلاص.. وتلك الأكف تصفق، وما أن تنتهي، تنام في جيوب خاوية لكونها كليلة لاتدرأ النشاز.. و (ماتبقى دفوف تقدم الوجوه اعتذاراً لهطول الأكف ). ونلاحظ الإمكانية الرائعة والتكثيف الجميل الذي يفصح عن الموهبة الشاعرة باقتدار.
التنقيط
.........
بعيداً عن الاستطراد الهامشي في الحكم على منظومات الشعر حين نلقي باللوم على صاحب المنجز أو الثناء عليه تبرز أمامنا ما أسميه بـ (التنقيط الاستدلالي)، وأقصد هنا النقطة الموصلة الى المفصل الشعري الجديد، نجد أن الشاعر بعد كل ثورة يستلقي متعبا، ومستفزا يهيء لاستحضارات جديدة.. كالقائد بعد فتحه ثغرة في جسد الجبل. فقبل تسلقه يستجمع كل قواه وقوته لتسلق المجهول.. يجلس ويتمدد وربما يغفو إغفاءة ذئب، لأن الهدف لاينام في عينه.. وأفضل إغفاءة تلك التي تستحث الفجر وتسقط في اشتعال الشمس حين تدك أسوار الظلام فتهد العرى القاتمة وتبصم بالمطل على الولادة الجديدة للنهار الوليد. لذا وفي ظل شاعر غازٍ يقول (فجرا تنام المعاجم أصفارا في شمالي) وبعد أن أحالها أصفاراً، وواصل الليل بالنهار سينظر الى إطلالة المساء حيث اشتغال المخيلة الشعرية بنظرة متوفزة هي نظرة الترقب في صمت، لا يبوح إلا في داخله، وكأنه قد غادره لسانه عند تلك المعاجم التي استقرأ فيها غوامض المكنونات وأصابته (بخرس يستطيل) كي يخطط لما سيفعله.. وإلا ما قيمة الفجر إذا كان الليل من يحكم، في مرأى سلطان لا يفقه سوى السبات؟
.
التسبيب الشعري
.........................
"هكذا أخوض" مقطعاً مجتزأ من مدخل جديد لمفصل مهم في الازدهارات فماذا سيخوض سلمان في معركة أو حوض ماء.. بـ (هكذا) يبدأ شاعرنا جملته الحادة وبهذا الاستفزاز، أيعجبكم أو لا، ولا أريد أن أستقرأ خوافي الـ (هكذا).. وأسباب أسبابها، وقد اصطلحت على صعيد المغامرة اسم التسبيب الشعري أي نقطة السبب لما يجمح به الأطفال حين يصرون على الخطأ ويصر الكبار على تأكيد الدوافع في السبب حين يوغلون في المغامرة مهما كانت نتائجها ومردوداتها.. فالتسبيب في جني إفرازات المغامرة -على جسامة خسائرها- هي عظيمة لمن يركب بحرها ويتحمل أضرارها القاتلة بدون واعز ندم.. والخوض ليس بغريب على سلمان لأنه سيخوض في (عفن الأبواب وأطرق ما) فالعفن دائما يصيب الأجساد العفنة والآسنة التي أصابها الترك ونال منها السبات، فهي لا تستجيب ولا ترد الجواب الى من يطرقها.. وبماذا يطرقها؟، بـ(ما).. وقد تهرأت الأصابع على أضلاعها لترد أخيراً العرصات بـ (كو).. (ما كو) أي (لا يوجد).والعرصات هنا تعني الأماكن المهجورة الخالية إلا من الصمت، أي لا تطرق فـ (لا يوجد ما يصلح للهضم) إلا الذي يزيد من اتساع كروش المنتفعين.. (ماكو أي لا تحتاج الى دورات مياه) وتستمر هذه الصورة الساخرة في ظل انحسار المياه وما يتصل في ذلك (قائمة الماء التي تعجز الجيوب الخاوية عن دفع أجورها، ليتسلل الموت الى شحة المياه في.. (كفن الضوء). وهذا هو القادم حتماً.وفي تعميم ماكو تسقط الحليمات في أسواق النخاسة والسوق السوداء، ولا رسل من نسل طاهر يديم الحليب للأطفال المتضورين. حتى ذلك الذي يرمى في قمامة الغرب والذي يسمونه بـ (البيبي لاك) كذلك (ماكو كرة في حي العكازات) بعد أن أصبحت العاهات ظاهرة في الشوارع.. لذلك (لا قطارات تصل) الى محطاتها في المدن الأخرى إلا.. (الحصان يبحث في ظهري عن سوط)، فمن سينقذ سلمان من لهيب هذا السوط؟! وإلا سيموت التوهج في الزهور بممات زهرة الجلنار و -(الجلنار)- هي مفردة تركية مركبة من (جل - نار) وتعني (وردة الرمان). وهذه استعارة ضمنية عن عار الدماء الباردة التي غادرها الدفء واللون وقد استحال الصباح عواء في.. (لا صباح في السعال الديكي).ومما تقدم في عرض هذا المفصل من جسد هذه الملحمة، نجد عند بدايات اشتغال (ماكو) تكريس لها لا بمعناه السلبي بل لتأكيد شخصيتها (أو.. كذلك.. أيضاً.. لذلك.. وعليه) لنخرج وفقاً لما تقدم بالنتيجة التالية:
ماكو ميـاه ـــــــ ولا جيوب
ماكو حليمات ــــــ ولا رسـل
ماكو غيابات ــــــ ولا كــرة
ماكو قطارات ـــــ ولا حصـان
ماكو حريـق ـــــ ولا صبـاح
وعلينا أن ندرك كم كبيرة هذه الفطنة الشعرية المقرونة بالوعي في خلق هذه المترادفات والمتضادات التي تنطوي على تقاطع، والى خلق البدائل حين يعطل كائن يؤدي دوره كائن آخر. وبعد كل هذه الإزاحات يسأل الشاعر عقله الباطن "هل أنت من تسبب في ذلك".؟.. لا يجيب، كأنه وبلوم واخز يرد السؤال الى صاحبه ويجيب نفسه بنفسه (كنت شريفاً بالسخرة).. نعم (أنا مشبوه كالغيم).. بماذا؟ حتماً بتهمة المطر.. فكلما تحجب المظلات نوافذي.. (أهدد الحقول بالجفاف)، لأنني (مولع كسواي بإزالة النقاط من الشذى) وما يقصده بالنقاط هي مخافر الحدود أو نقاط الحدود. فهل هو مشروع للهروب؟. ربما هكذا يبدو للوهلة الأولى ولأنه يهدد الحقول بالجفاف و (يتوحم بالجاليات) له أن يقول (نعم أنا مشبوه كالغيم) إذ أنه.. (كشراع يحبل الريح). ونلاحظ كم كان الشاعر ذكياً في طرح مشهده الذي يوحي بمحاكمة لا بهيئة الانطباع المسرحي، ولكن بالاعتراف الشعري الصريح دون تزييف ولا ديكور ولا فوتوغرافيا، فالمتهم واحد وبدون طول انتظار يعلن سلمان الحكم حين أصبح الحديد خائناً (لذوي الموتى). فمن أولئك الذين (لم يستطيعوا خلق الثمرات)..؟ فهم حتماً من يقتفي آثار ذويها والفوز بها دون عناء، ونلاحظ اختيار الشاعر كلمة (خلق) وليس (صنع) والفوز بماذا..؟ (الفوز بفاكهة الخس). لذلك كان عليه أن ينهض ويضطلع بواجبه (دهوراً من السماد).
جوقة أبقراط الموسيقية
................................
أما جوقة أبقراط من المشتغلين بمهنة الطب وما يتصل بها فقد تخلوا عن القسم الذي أدوه باسم (قسم أبقراط)، وأصبح عظيمهم شماعة يعلقون عليها خياناتهم. فلم تعد هذه المهنة للكثيرين منهم إلا طريقاً لتجارة سرية قذرة، كبيع الأعضاء البشرية، والقتل، والاتجار بالدواء والعقاقير الطبية في السوق السوداء، أو الاحتيال على المرضى والابتزاز الجشع.. والضحايا الملايين من المعذبين في الأرض، وتحول أحفاد أبقراط الى مافيا جديدة ترفع شعار الإنسانية وتسلك الجريمة سبلاً للغنى والثراء الحرام.. وهؤلاء قبل غيرهم (باعة الغدد الدمعية للبكاء على وطن) وسيبقى هؤلاء بعيدون عن شواهد الاتهام، لأنهم إنسانيو عصر القذارة والموت.ولنا أن نلاحظ كيف جعل الشاعر (الصابون) يتبرأ من المتسخين بالشبهات ويأبى (التزلج على متسخين).. فأي وسخ ذلك الذي يحملون..؟ وأشباههم من الذين لا تستر قمصانهم أفعالهم الدنيئة بـ (أسلحة تتعامى) وتوغل في الجريمة، ولهم أن (يدجنوا الحناجر في غرف هناك)!.. ولماذا هناك..؟ لأنها (هناك) كالدجاجة تبيض وتفقس مشاريع جديدة غامضة حيث يقول الشاعر لتبيض الرصاصة.. متى..؟ (بعدئذ من ثقب في رقبة) أو شرخ في قلب أو تشظية في ما لها أن تختار، والذي يضمن كل هذه المزايا هو الحصان الناطق، أرقى هدية للزريبة هي تلك التي تحملها الرصاصة الى ذلك الحصان، لذا يعلن الشاعر استيائه إزاء ما يخرج من أصوات ناشزة تزفرها الرئات المتورمة بتثوير التخمة والترهل، والآتية من بعيد، وباتجاه تلك الأصوات.. والتي رمزها القوى الغاشمة المتحكمة بمصائر الشعوب.وفي غصة من ألم مرير يضعنا الشاعر أمام تساؤل مريب (هل من متسلقين على جبل التوبة أن يستعيدوا خطاي)؟!.. تلك الخطى الواثبة التي ناءت آثارها في البعيد.. ويجيب الشاعر على ذلك التساؤل بـ (ربما) البائسة والحالمة في ذات الوقت.. لأنه أضاع قدماً له في إحدى معارك هولاكو الجوار، ولكن من يقف وراء السحاب؟.. وياللسرور ولد هجين أبصر الحياة بولادة قيصرية بعد أن مزق رحم الفجر، وولد ماسخا وشاحباً فكيف من يولد حين شروق الشمس أن يكون بهذا الوصف الشائن.. ولماذا؟، لأنه (يستهدف العابرين بالأخوات) ذلك الوليد في رؤية الشاعر شبيه بوليد الغفلة الذي يعرض أخواته لعابري السبيل
الاثنين، 20 ديسمبر 2010
حياة نزار قباني مع بلقيس
حياة نزار قباني مع بلقيس
يقول نزار: بلقيس هي كنز عظيم عثرت عليه مصادفه، حيث كنت اقدم امسية شعرية في بغداد عام 1962م ويضيف، قصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا) كبيرة جداَ.. كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري، وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضدي
والقبائل العربية كما نعرف لاتزوج بناتها من اي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة، ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي.. ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسياَ فيها لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس، وكانت تكتب لي.. رغم أن بريد القبيلة كان مراقباَ... وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م، فيقول نزار ((في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد.. وهناك القيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت (بلقيس الراوي) بطلتها الرئيسية :
مرحباَ ياعراق، جئت اغنيك
وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتها النساء
بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة، تعاطف الشعب العراقي مع قضية نزار وتولى خطبة بلقيس وفد ذهب إلى بيت الراوي في (حي الاعظمية) لطلب يد بلقيس، على رأسه وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية آنذاك الشاعر الأستاذ شاذل طاقة. وهكذا ذهب نزار إلى بغداد عام 1969م ليلقي قصيدة شعر.. وعدا وهو يحمل نخلة عراقية ومع بلقيس شعر نزار أنه يعيش في حضن أمه، فقد ادركت بلقيس أن نزار مثل كثير من الرجال يحتاج إلى إمراة تكون في المقام الاول (أما) ثم بعد ذلك زوجة فظلت تعامله كطفل وتعوضه عن بعده عن امه
فقد كان كثير التنقل ولذا نجد نزار يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما يقول فيها :
أشهد أن لا امراة
اتقنت اللعبة إلا انت
واحتملت حماقتي
عشرة اعوام كما احتملت
وقلمت أظافري..
ورتبت دفاتري
وادخلتني روضة الاطفال
إلا انت
.. .. .. ..
أشهد ان لا امراة
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا انت
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلاانت
.. .. .. ..
أشهد ان لا امراة
قد جعلت طفولتي
تمتد خمسين عاماَ.. إلا انت
كان عمر نزار قباني عند كتابة هذه القصيدة (ست وخمسون عاما) وقد ظل نزار يعيش كطفل له (أمان) فائزة وبلقيس، حتى كانت اول أكبر صدمة في حياته حين توفت والدته عام 1976م، وقد اهتز وجدان الشاعر، فقد وصل ارتباطه بها إلى أقصى درجاته، فهي التي كتب لها قصيدة ((خمس رسائل إلى امي)) عندما كان يسافر بسب عمله في الحقل الدبلوماسي، وكان يصف حاله بدونها :
.... لم أعثر
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
ايا أمي أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف...فكيف... يا أمي
غدوت اباَ... ولم أكبر
تلك الابيات من ديوان الرسم بالكلمات الذي صدر عام 1966م
ولم تمر سوى أعوام قليلة وتحديداَ في 1981/12/15م حتى يصدم نزار صدمته الثانية، وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي، ماتت التي كانت تمثل له الكثير في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت على إثر إنفجار هائل بالقنابل وقع بها ويصف نزار قباني هذه اللحظة قائلا (كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها : ياساتر يارب.. بعدها جاء من ينعي إلي الخبر.. السفارة العراقية نسفوها.. قلت بتلقائية بلقيس راحت.. شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي.. أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الابد، وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياه، كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي.
ويطلق الشاعر صرخة حزن مدوية، في قصيدة تعد من اطول القصائد المرثية التي نظمها نزار قباني، وهي قصيدة بلقيس :
بلقيس الراوي
للشاعر نزار قباني
شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ...
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
الجمعة، 17 ديسمبر 2010
رسوم على الحائط-ترجمة واختيار د.غالب المسعودي
بانكسي هوفنان انكليزي كرافيكي شبه مجهول وفقا لتريستان مانكو، بانكسي "ولد في 1974 ونشأ في بريستول، انكلترا. نجل فني تصوير المستندات، وقال انه تدرب على جزار لكنه انخرط في الكتابة على الجدران خلال طفرة كبيرة الهباء الجوي بريستول من أواخر 1980s. "أعماله الفنية في كثير من الأحيان قطعة من الفن الساخرة حول مواضيع مثل السياسة والثقافة والأخلاق.
و من سن المراهقة إلى ان بلغ شهرة الفنان المعروف صنع ملايين من الدولارات.قد كان أسلوبه ورسالته
هي سخرية محببة لدى متابعيه.
alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5551694182492441634" />
و من سن المراهقة إلى ان بلغ شهرة الفنان المعروف صنع ملايين من الدولارات.قد كان أسلوبه ورسالته
هي سخرية محببة لدى متابعيه.
alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5551694182492441634" />
السومريون...رواد طريق الفضاء وعلم الكواكب-بقلم صادق الصافي
السومريون .. رواد طريق الفضاء وعلم الكواكب.؟
بقلم: صَادق الصَافي
تقترب رؤية وذكاء وأبداع السومريين من الحقائق الكونية التي أوردها القرآن الكريم في سورة النبي يوسف -عليه السلام - من وجود 11 كوكباً في المجموعة الشمسية , مما يجعلنا التأمل ملياً في قدرة الخالق سبحانه وتعالى - أني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ......_! ما ميز هذه الحضارة جنوب بلاد الرافدين المدن الكبيرة تتخللها قصور رائعه ومعابد ضخمه,وسفن ومنشآت للري وصناعة التعدين مع علم فلك و رياضيات متطورة للغاية ,أضافة الى أبتكار الكتابة التي يدين لهم العالم بالفضل والسبق في المعرفة ,كل هذا جاءت بها حضارة سومر.! قال السومريون قبل أكثر من 4500عام أن النظام الشمسي يتألف من 12 كوكباً ظهر هذا النظام موضحاً في جدارياتهم وعلى الأختام الأسطوانية مرسوماً بدقة,تبدو فيه الرسوم القديمة كل الكواكب بأحجام ومقاييس دقيقة للغاية ,وقد عرف السومريون ومن بعدهم البابليين بوجود هذه الكواكب , فيما يستحيل رؤية أغلبها بالعين المجردة , وهذا هو سر الأكتشاف الخطير الذي يبحث فيه علماء الفلك
-- في فلم السومريون أصل البشر Sumerian Origin Of Humans
أظهرت الوثائق التأريخية أكتشاف كوكب -بلوتو-عام 1930من قبل الفلكي-كلايدتومباف لكن بلوتو يظهر بوضوح في الخطوط التي تطبعها الأختام الأسطوانية السومرية قبل 4500عام ,هناك أيضاً كوكب أضافي,الكوكب الذي يسميه العلماء- الكوكب الغامض أكس- وهو لايزال مجهول وبعيد جداً في منظومتنا الشمسية.!وعندما تنظر الى صورة الختم تجد الشمس وعدد من الكواكب التي تدور حولها.!وهذا الآثار والرسوم على الأختام وكتابات مسمارية محفوظه في متحف برلين .
أشار العالم الفلكي الأمريكي- زكريا ستيجن - في كتابه - الكوكب الثاني عشر-عام1976 والعالم الفلكي الأمريكي- شاميلان - في كتابه -الزمان والمكان - الذي صدر عام 1979
العالم ستيجن ..أكتشف في المتحف البريطاني رقماً مسمارياً مدوراً هو أستنساخ لنص سومري وجد في مكتبة أشوربانيبال في نينوى, كان لغزاً كبيراً عجز العلم عن فك سره مضمونه ... يخص طريق رحلة فضائية .؟للآله أنليل , وتحوي تعليمات للملاح الكوني بشأن الأقلاع عن الأرض والهبوط عليها .؟ وهناك مخطط لمثلثين متصلين بخط منحرف له زاوية قائمة على وجه التقريب - يقول العالم ستيجن - أنه يشير الى طريق الطيران؟ فالكتابة الى جانبه تقول أن- أنليل - يدير الكواكب - ونقطة بدء الرحلة الفضائية يمثلها المثلث في الجهة اليسرى الذي يبين الحدود البعيدة للنظام الشمسي , ونجد هدف الرحلة الى الأرض ,في الجهه اليمنى حيث تلتقي الأجزاء في نقطة الهبوط.!!
وقد كَرمَ السومريين الآلهة المتعدده وحظيت الآلهه -أنانا- آلهة الحب بالتبجيل وقد أسموها -كوكب الزهرة -, وفي -لارسا- عبدوا آله -الشمس- أوتو -, وفي أور سجدوا ل -آله القمر- أنانا -,وقد جسدت قوى الطبيعة ثلاثية مهمه من الآلهه الأقوياء- آله السماء-آن- حامي آوروك عاصمة السومريين الأولى , وآله الهواء والريح- أنليل - حامي نيبور -, و آله الماء- آنكي- حامي أريدو ,ومن أبرز الملوك الذين أهتموا بعلم الفلك والتنجيم , الملك أورنانشه ملك لكش ,الذي حكم 2520 قبل الميلاد,حيث عرف بكبير العرافين أي الخبير! والأمير كوديا - 2144 الى 2124.قبل .م - مهتم بالنجوم وله قصيدة مدونه حول حلمه والملك شولكي-بن أورنمو2112-2004ق.م -كان أسمه على أسم أحد أشهر السنه في التقويم السومري,سجل أحد الألواح سنوات ظهور وأختفاء كوكب المشتري مع تسجيلات تنجيميه قبل أكثر من 4 آلاف عام -, وقد ذكرت أقدم الرقم الطينية للسومريين كتابات مهمه تذكر قصة الطوفان؟ وعن دوران الأرض حول الشمس؟ وقصة الخليقة ؟ وكانت عقائد السومريين تتحدث عن أسطورة مجلس الآلهه المكون من 12 أثنا عشر ألهاً ؟ وفي الرسوم والكتابات نجد تصريح السومريين بأن الآلهه من منحهم أسرار العالم في العلم والمعرفة والزراعة وبناء المدن وفتح القنوات وكذا في الكتابة والقوانين و الموسيقى ؟
وقدم العالمان الفلكيان - ستيجن و م. شاتيلان - تفسيرات حول الآلهة في كتابيهما, بأنهم مخلوقات قدمت من كوكب تطورت فيه الحياة الذكية , ووصلت الأرض منذ مئات الآف السنين , وحسب الرُقَمْ السومرية أن الهدف من هذه المخلوقات معد مسبقاً, وتشير الى أماكن هبوطهم , وتؤكد أنهم جاءوا للبحث عن المعادن النفيسة الثقيلة كالذهب والفضة والزئبق , ويذكر العالم -ستيجن - أن النص السومري يشير الى -بلد المناجم - وفي نص آخر يشكر السومريون الآلهه لأنهم منحوهم أسرار التعدين .! وتتكلم النصوص السومرية عن خطة -أنانا - عشتار- في السفر الى نصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث يتواجد - المعدن الثمين - الذي يعتقد أنه -جنوب أفريقيا - الحالية الغنية بالذهب .؟ يذكر -ستيجن - أن هذه الأحداث وغيرها سنذكرها, تناولتها الأساطير السومرية المدونة في التابليت- الرُقَمْ - التي عُثر عليها في مكتبة آشوربانيبال في نينوى .! ويقول في كتابة -الكواكب الأثني عشر- أن معرفة السومريين الفلكية تفوق التصور ,عرفوا نظام المجموعة الشمسية وشكل الأرض وتقسيم الدائرة الى 360 درجة, كما قسموا السماء الى 12 برجاً , وكانوا أول من قسم اليوم الى 24ساعة بما يعادل 86400ثانية.؟؟ عرفوا المواقع للكواكب السيارة وأوقات دورانها المرئية منها بالعين المجردة وغير المرئية, مثلاً كوكب -أوروان - لم يكتشف أِلا في عام 1782م, ونبتون أكتشف عام 1846 وبلوتو أكتشف عام1930 أذاً ............... كيف عرف السومريين بوجود كواكب لاترى بالعين المجردة .؟ طالما أنهم لم يستخدموا أي أدوات فلكية .؟ لغاية اليوم يبقى السؤال محيراً جدااا .؟؟.
-- أعتبر السومريون أن نظامنا الشمسي يتكون من 12 كوكباً هي- الشمس- و- القمر- زائداً الكواكب ال9تسعه التي تعرفها , مضافاً اليها الكوكب الذي يعتقد بأنه حل محل كوكب سابق كان يدور حول الشمس وتعرض للفناء نتيجة كارثة كونية .؟ هذا الكوكب العاشرأو 12 الثاني عشر هو الأساس في علم الفلك .! وكان مداره في البدء بين المريخ والمشتري وأسموه - تيامات - وكان يملك نفس مدار الكوكب الصغير الدائر حول الشمس أي أن دورانه أستغرق 1682يوماً وكان يتقاطع مع مدار المريخ كل 1160يوم, ومع مدار المشتري كل 2780 يوم .وأعتبرت هذه الكواكب الأثني عشر أرباباً- آلهه
;Ti الأرض- تي ; Lahamu الزهرة- لاهامو ; Mumu عطارد-مومو;
;Lamu المريخ-لامو ; Kingu القمر-كنكو; Apso- الشمس - آبسو
;Anu أورانو-آنو; Anshar زحل- أنشار ;Kusha المشتري-كيشار
;Tiamat تيامات;Gaga بلوتو- غاغا ;Ea نبتون- آيا
أن رقم-12- سحري في الكثير من الأساطير السومرية والأنظمة الدينية توارثتها الحضارات اللاحقة فيما بعد, من تأثيرالآلهه الأثنا عشر ووجدت قصائد في مكتبة آشوربانيبال تتكلم عن منظومتنا الشمسية.!!لكن السر كيف عرف السومريين كل هذه المجموعة طالما أنهم لم يروا بالعين المجرده حيث لاتتوفر لديهم المعدات الفلكيه , ثلاثة من الكواكب -بلوتو- نبتون- أوران -.؟ القصيدة السومرية لم تخطئ أبداً .؟ فهي تذكر بالضبط وبالتفصيل تأريخ منظومتنا الشمسية بشكل مقنع .؟
يذكر العالم-ستيجن - أن مضامين الأختام الأسطوانية تكشف عن المعرفة الفلكية المحيرة ومنها الختم الموجود في متحف برلين , ويظهر أعلاه رسم يمثل منظومتنا الشمسية ويبين بصورة لاتقبل الشك ,أن السومريين عرفوا بأن -الشمس- وليس -الأرض- هي المركز.! كذلك هي الكوكب الأكبر, ويبدو الرسم كأنه من وضع خبير معاصر.؟ بلوتو بين زحل و أوران , وبين المشتري والمريخ يسجل الرسم وجود كوكب ما .؟
وبرأي العالم - ستيجن -هذا هو- كوكب مردوخ - نيبيرو -أي الكوكب العاشر أو الثاني عشر,وبين العلم الحديث أن المعطيات السومرية عن كوكب - تيامات - هي صحيحة تماماً , أما العالم -موريس شاميلان- يعتقد أن يكون الأمر غير ممكن أن يحقق السومريين لوحدهم مثل هذا المستوى العالي جداا من المعرفة .!ويضرب مثلاً على ذلك ......... بأنهم عرفوا البعد الذي يفصل بين الأرض عن القمر.؟ ونحن لانعرفه أِلا اليوم وبمعونة أجهزة متطورة بالغة الدقة .؟ والطريف أن هذا العلم يجزم بأن وحدة قياس المسافة لدى السومريين والمسماة -بيرو- وتعادل -10692-من الأمتار لم يبتكرها الأنسان بل جاءت من الفضاء الكوني-الآلهه - فهي تعادل الجزء الثلاثين ألف من المسافة بين الأرض والقمر.؟ وتفيد الرُقَمْ المكتوبة التي وجدت في نيبور ونينوى أن السومريين قاسوا الزمن على الأرض بوحده مسماة -سوس- وهي تعادل ستين سنه, وكل واحدة منها تتألف من 360يوم,كذلك توجد وحدة أخرىأسمها-نير- تعادل ستمائة سنه , وثالثة أسمها-سار- تتألف من 3600سنه ,أي الزمن الذي يستغرقه دوران -مردوخ- حول الشمس.؟
وأخيراً أعد الأتحاد الفلكي المجتمع في براغ عام 2008 مشروع قرار يؤكد رسمياً أن النظام الشمسي يتألف من 12 كوكباً وليس 9 تسعاً بعد جهد سنوات طويلة , عبر الأخذ بالأكتشافات الجديدة وكما معروف فأن السومريين أثبتوا ذلك قبل 5000سنه وظهرت في رسومهم الجدارية والأختام الأسطوانية بشكل واضح.؟ ويلتقي خلال الجمعية الفلكية الدولية 2500فلكي من 75 بلداً لمناقشة مسائل علم الفلك والفيزياء.
أننا بأنتظارما يتم الأعتراف به من قبل العلم الحديث بما دونته الحضارة السومرية في الرقم الطينية والحجرية والأختام الأسطوانية قبل 5000 عام مضت.؟
------------------------------- صادق الصافي- النرويج
sadikalsafy@yahoo.com
الخميس، 16 ديسمبر 2010
سمراء بغداد مجموعة قصصية جديدة للقاصة ايمان البياتي
أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع
"سمراء بغداد للقاصة العراقية إيمان البياتي عن "فضاءات"
صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة المجموعة القصصية "سمراء بغداد" للقاصة العراقية إيمان أكرم البياتي في 168 صفحة من القطع المتوسط، صمم غلافها الفنان نضال جمهور، ويزيّن غلاف المجموعة لوحة للفنان العراقي محمد سامي.
احتوت المجموعة على اثنتين وعشرين قصة، وتنوعت موضوعاتها بين التفاصيل والحالات التي تعيشها الأنثى، وبين اكتشاف لحظات الحب ومعايشتها، إضافة إلى فسيفساء المشهد العراقي الراهن بما يفرضه من إرهاصات وهواجس.
ثمة غوص في الدواخل الإنسانية لشخوص القصص الذي ينتشرون في مغامرات الحب والبحث عن الأمان والمستقبل الأفضل، وهناك محاولات واعية لرصد حالاتهم المتعددة والكشف فيما وراء الضعف الإنساني وتحول المشاعر والأحاسيس.
تصّدر البياتي مجموعتها بمدخل تقول فيه: "عندما كنت أكتب ما كتبت من قصص قصيرة خلال العامين الأخيرين، كنت أكتب تارة عن أناس أعرفهم وتارة عن أناس كنت أتمنى أن أقابلهم في حياتي، وأخرى عن أناس لا وجود لهم إلا في خيالي".
تحمل القصة الأولى اسم المجموعة "سمراء بغداد" وهي تبحث في علاقة أنثى بلون بشرتها، وانعكاسه على شخصيتها وسلوكها، وتطور جملة مشاعرها في مراحل مختلفة من حياتها حتى تلتقي بشريك حياتها، وتعنون البياتي قصتها هذه بعنوان فرعي: سحر ليل بغداد لا يكتمل إلا مع دفء أنثى خمرية.
ومن الجدير بالذكر أن الكاتبة من مواليد 1982، مهندسة ، مصممة جرافيك، كاتبة لها عدة مساهمات في الصحف العراقية والعربية والمواقع الالكترونية، تكتب القصة والمقال والتحليل والقصة القصيرة جداً.
شاركت بثلاث قصص قصيرة(سمراء بغداد، الحلم الهولندي، الساحر) في كتاب (نصوص عربية) الصادر في القاهرة 2010 والذي ضم نتاج قصصي لـ13 كاتب عربي من مختلف الأقطار العربية.
حائزة على المركز الأول في المسابقة التي أقامتها جامعة قطر في دورتها الثانية 2010 عن قصتها (الملاك الحزين).
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010
اكرعوها بسلام امنين-بقلم علي السوداني
الفقيه طوطم والمرشد صامت
اكرعوها بسلام آمنين
علي السوداني
مادتان دسمتان طرزتا خريف الله هذا وشربتا جل حبر الأدباء والكتاب والكتبة العراقيين ونامتا فوق صدور وخواصر وهوامش ورؤوس مدوناتهم وصحائفهم وتلفزيوناتهم وراديوناتهم المتاحة . فأما الأولى فهي معمعة أسرار ويكيليكس وصاحبه الفتى جوليان أسانج الأسترالي فك الرب الرحيم أسره وأعاده الى دفء حضن أمه والعيال ، وهذه كتبنا لها مكتوبين فأكتفينا وكفينا ووفينا . وأما الثانية القائمة المشتعلة نارها حتى اللحظة ، فهي واقعة فرمان حاكم بغداد العباسية الذي قضى بسكب الشمع الأحمر فوق أقفال دكاكين وحانات ومانات بيع الخمرة بحجة وسند أن هذه الدكاكين لم تجدد أجازاتها . الحجة تبدو قانونية ومنطقية ، لكن تجربة السنوات الثمان العجفاوات العرجاوات ومتكأ أن العاقل لا يلدغ من زرف ثلاث مرات ، دلتنا على وجود نار نائمة تحت كل رماد حار . في الصيف البائد حظروا الغناء والموسيقى عن مهرجان بابل رغماَ عن خشم الساقية الطيبة البديعة " سيدوري " التي كانت روحها النبيلة ترفرف في الجوار . قبلها كان بدأ مسلسل تحطيم تماثيل بغداد وتفليش نصبها المدهشة لأسباب وتلفيقات دينية وطائفية وسياسية حتى وصلت فؤوسهم الآن الى معهد الفنون الجميلة والكلية المزينة بأحلى النصب والحافظة أفياؤها أروع قصص الحب وسمفونية الأزميل ، وغدا سيتوجهون بليل وبنهار الى نصب الشاعر المبدع الراحل أبي نؤاس الحسن بن هانىء ليكسروا كأسه ويسحلوا تلويحته الرحيمة . ألفرمانات لن تتوقف وستتصاعد بطريقة طردية . كلما قوي عود العمامة واللحية السياسية وزادت دنانيرها الحلال والحرام ، كلما قصفت ظهور الناس الأحرار بكفخة جديدة . بلاد الرافدين سائرة بقوة على درب ولاية فقيه وجمهورية مرشد أعلى ، وثبت عقلاَ ومنطقاَ وعلماَ - في الوصفتين العراقية والأيرانية - أن ذاك الفقيه طوطم لا يفقه وهذا المرشد صامت لا يرشد ، وسر قوتهما هو في تلك الحاضنة الشعبية المريضة المتخلفة التي علّقت مرة في رقابها " مفاتيح الجنة " وشمرت جسدها في فم المحرقة . ومن باب أنك اذا أردت أن تطاع ، فأطلب ما في المستطاع ، نقول أننا مع تنظيم وترتيب وتجميل المهنة ، وأبعاد الخمارات عن مناطق سكن ونوم الناس خاصة أن بعض السكرانين ، يتحولون في أخير الليل الى كائنات مزعجة وعربيدة وشريرة ، منهم من يضرب نديمه بالكأس ومنهم من يزوّع عند شتلات الياسمين والجوري وثالث يغني ويستلف من الحمير نهيقها ، وهذا كله سيقع تحت طائلة وعصا القانون . أتركوا تماثيل البلاد زينة فوق دكاتها العاليات . دعوا الشاربين العاقلين المسالمين في حاناتهم يسكرون والبنت الحلوة السفور في الشارع تمشي صحبة أخيتها ذات النقاب والجلباب . كونوا شجعاناَ ومنصفين واطلبو من الرعية أن لا تلطم صدورها بأكف ثقيلة وتجلد ظهورها بالحديد وتشج رؤوسها بالسواطير - حتى الأطفال لم يسلموا من هذا الطقس والمنظر البشع - فتسيح الدماء . قولوا للفقراء المخدرين بأفيون الخرافة : أن تعذيب الجسد حرام ، وأن من في جسده دم فائض فالأحسن له والأثوب أن يذهب الى مشفى أو بنك دماء فيتبرع بهذا السائل العزيز الى عليل محتاج وجسد نازف في حفلة تفخيخ وشواء وهذا سيسعد الحسين ويريحه ومن معه في جنة الله . على عناد فرمان حاكم بغداد . على عناد أمريكا الساكتة الخانسة المربية الوالدة للدكتاتورية الدينية الجديدة . سأيمم وجهي الليلة شطر حانة البيكاديللي بعمّان . سأملأ كأس عرق عملاقة وأطلب من صحبي المفكرين ، الوقوف ورن الكأس بالكأس بصحة بغداد الحبيبة . الأمر طبعاَ ليس على شاكلة أن لكم دينكم ولنا ديننا ، انما هو من باب أن الأنسان عاقل ويدري أو يعتقد بأن ثمة حياة ثانية تنطره بعد الممات ، وأن ثمة رب يرى وحين تحين الساعة ، فأن " كل لشّة ستتعلق من كراعها " ألخمرة حرام شربها ومثلها القتل والسرقة والكذب والنفاق وهتك الأعراض والتزوير والسكوت عن الحق ، وأيضاَ الخيانة وأختها العمالة وشعائرها المهينة .
دي دي واه-بقلم احلام مستغانمي
أحلام مستغانمي
أحلام مستغانمي؛ ولدت في (13 أبريل 1953)، كاتبة جزائرية من مواليد تونس، ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية. عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945. وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN. عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.
---------------------
دي دي واه
بقلم أحلام مستغانمي
وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات
في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة
أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد
كانت أغنية دي دي واه شاغلة الناس ليلاً ونهاراً
على موسيقاها تُقام الأعراس
وتُقدَّم عروض الأزياء
وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً
وتذهب إلى مشاغلها صباحاً
كنت قادمة لتوِّي من باريس ، وفي حوزتي مخطوط الجسد أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من
التاريخ النضالي للجزائر ، إنقاذاً لماضينا ، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا
لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً
!!آه ، أنتِ من بلاد الشاب خالد
واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه
ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه
ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ
وفوراً يصبح السؤال ، ما معنى عِبَارة دي دي واه ؟
وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها
يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر ، التي بسبب الاستعمار
لا تفهم اللغة العربية
وبعد أن أتعبني الجواب عن فزّورة دي دي واه ، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي وعامل محطة البنزين المصري ، ومصففة شعري
عن جهلي وأُميتي
قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية ، كي أرتاح
لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين ، أو بالأحرى بأغنية من حرفين حقق مجداً ومكاسب ، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات ، بقدر ما أحزنني
أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ
ففي الخمسينات ، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد
الأمير عبد القادر
وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد
وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه ، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله
في ستار أكاديمي
وهكذا ، حتى وقت قريب ، كنت أتلقّى المدح كجزائرية
من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر
في ستار أكاديمي وأُواسَى نيابة عنها
هذا عندما لا يخالني البعض مغربية ، ويُبدي لي تعاطفه
مع صوفيا
وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان ، كنت أتابع بقهر
ذات مساء ، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث
على قنوات الغناء
عندما حضرني قول ستالين وهو ينادي ، من خلال المذياع الشعب الروسي للمقاومة ، والنازيون على أبواب موسكو صائحاً : دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي
وقلت لنفسي مازحة ، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر ، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية ، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية ، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن
فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود
وليس واللّه في الأمر نكتة
فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية ، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة ، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري ، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من الجماهير التي ناضل من أجلها ، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة
بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب
نجم ستار أكاديمي محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات ، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال ، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان ، قرأنا أنّ محمد خلاوي ، الطالب السابق
في ستار أكاديمي ، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً ، ربما أخذ الولد مأخذ الجد
لقب الزعيم الذي أطلقه زملاؤه عليه
ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد
في رحلة بين الجزائر وفرنسا ، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية ، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية
لابنها الوحيد ، وشعرت بالخجل ، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى ، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات ستار أكاديمي ، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة وُضِعَت تحت تصرّفه ، لأنه رفع اسم بلده عالياً
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه ، أوّاه.. ثم أوّاه
مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى دي دي واه
الخميس، 9 ديسمبر 2010
الفنان ناصر عساف في حوار حول الكاميرا
الفنان ناصر عساف..
رؤيتك الفنية والتقنية في انجاز عمل بورتريت بالكاميرا ذات الفلم او الكاميرا الرقمية...
ايهما اقرب اليك كفنان فوتوغرافي....؟
..........كانت خطوتي الأولى هي الصدفة ، كما كان اكتشاف الفوتوغراف هو محظ صدفة ، أو كما يسمى حاليا بالتصوير الضوئي (فوتوغراف ) وكنت ولزمن طويل قبل سيطرة الكاميرة الرقمية (الديجيتال) امارس هوايتي وحرفتي ، من خلال الكاميرة (المني ويل) ذات الفلم (النكتف) والتي تعتمد التصوير الضوئي ،لانها بالأساس تتمركز على القدرة والكفاءة والوعي والذائقة الفنية لدى المصور الفنان الذي يتعامل مع الصورة كفن متجاوز الحرفية التجارية 0لان الحرفية التجارية تؤدي بالمصور الى مرحلة منقطعة من الانجاز التي قد تفقده الابداع والتميز0 ولكي أنصف الإجابة عن السؤال و بأختصار.
فمقارنة بسيطة بين الكاميرة ذات الفيلم والتي تعمل وفق منظور التصوير الضوئي ، وهو المعتاد وفق نظريتنا السابقة0 والكاميرات التي تعمل بالتقنية الرقمية ،ومقارنتها في مجال فن (البورتريت) فأن الاكسسوارات الصناعية وبرمجيات الكومبيوتر يطغي كثيرا على سلبيات وأخطاء التقاط اللحظة الفوتوغرافية الحرفية والفنية ، لأنشغال العديد منا في بهرجة الألوان وتزويقها وتسويقها للمتلقي الذي لا تعنيه كثيرا القيمة الفنية ، والتي كان عليه أن يدركها لذا يجب ان تكون ذائقته متمرسة وواعية لمعنى وقيمة ما ينجزه الفنان وهوخلف عين الكاميرا0
لذا اجد من تجربتي في كلا النوعين من الكاميرات وحدسي الفني ، إن التصوير في الكاميرا الفلمية (المني ويل) ترسم رؤيا ومساحة فنيةً واسعة وخالصة في انجاز العمل الفني أكثر مما توفره لي الكاميرا الرقمية من ناحية فنية حرفية ، لكن الكاميرا الرقمية تنجز مشاريعي بوقت اقل وجهد بسيط ، وبذا تلبي الحاجة السريعة لإنجاز الصورة 0
وفيما يخص تصوير(البورتريت) الذي يحتاج إلى قدرة حرفية ومهارة ورؤيا فنية ناضجة تختلف عن التصوير التوثيقي للموضوعات الأخرى 0
حيث التعامل مع (البورتريت الفني) يتطلب حرفية واعية لكيفية التعامل مع تصميم الوجه لأختيار الزاوية المطلوبة والمفروضة مع زوايا مساقط الضوء التي يجب أن تخدم تفاصيل الشكل (الوجه) بما ينسجم ويخدم الشخصية المصورة ، واقتناص اللحظة المناسبة المرتسمة على الوجه والتي تخدم صفة الشخصية من اجل ان تكون الصورة تحمل شيء من السمة العامة للشخص المطلوب تصويره 0
وخلاصة ذلك ووفقا لتجربتي وآراء البعض من فناني الفوتوغراف والتشكيل والمتذوقين لهذا الفن ، نجد إن صورة البورتريت في كاميرات المني ويل التي تعتمد على (النكتف) هي أكثر حرفية وكفاءة وموضوعية وقيمة فنية فوتغرافية ذات ملمس حسي أصيل يعكس إمكانية وخبرة وكفاءة وذائقة فنية عالية للمصور الفنان دون التهرب من مواجهة ذلك والأحتماء بظل الديجيتال أو اللهاث وراء خداع التزويقية والبهرجة الصناعية ، وهذا لا يعني إننـا نقف ضد التطور التكنلوجي وحداثة الصناعات ، بل اعترض على المدعين زيفا والمتبجحين ليس بإمكانياتهم الحرفية الفنية بل يلوذون ويتخفون بأمكانيات الألة والألة صنع الإنسان فعلى الإنسان أن يتحكم بها ولا تتحكم به ويجب علينا أن نتعامل مع المنجز التكنولوجي لما فيه خدمة الحياة وتطويرها وان لا نبقى اسارى للمنجز ، أي بمعنى آخر أن تكون التكنولوجيا عونناً لنا وتصاحبنا اينما نحل ، لأن عقل الفنان هو اكبر منجز تكنولوجيا للطبيعة .
فطوبى لكل مبدع حقيقي بلا تزويق وبهرجة مصنعة .
رؤيتك الفنية والتقنية في انجاز عمل بورتريت بالكاميرا ذات الفلم او الكاميرا الرقمية...
ايهما اقرب اليك كفنان فوتوغرافي....؟
..........كانت خطوتي الأولى هي الصدفة ، كما كان اكتشاف الفوتوغراف هو محظ صدفة ، أو كما يسمى حاليا بالتصوير الضوئي (فوتوغراف ) وكنت ولزمن طويل قبل سيطرة الكاميرة الرقمية (الديجيتال) امارس هوايتي وحرفتي ، من خلال الكاميرة (المني ويل) ذات الفلم (النكتف) والتي تعتمد التصوير الضوئي ،لانها بالأساس تتمركز على القدرة والكفاءة والوعي والذائقة الفنية لدى المصور الفنان الذي يتعامل مع الصورة كفن متجاوز الحرفية التجارية 0لان الحرفية التجارية تؤدي بالمصور الى مرحلة منقطعة من الانجاز التي قد تفقده الابداع والتميز0 ولكي أنصف الإجابة عن السؤال و بأختصار.
فمقارنة بسيطة بين الكاميرة ذات الفيلم والتي تعمل وفق منظور التصوير الضوئي ، وهو المعتاد وفق نظريتنا السابقة0 والكاميرات التي تعمل بالتقنية الرقمية ،ومقارنتها في مجال فن (البورتريت) فأن الاكسسوارات الصناعية وبرمجيات الكومبيوتر يطغي كثيرا على سلبيات وأخطاء التقاط اللحظة الفوتوغرافية الحرفية والفنية ، لأنشغال العديد منا في بهرجة الألوان وتزويقها وتسويقها للمتلقي الذي لا تعنيه كثيرا القيمة الفنية ، والتي كان عليه أن يدركها لذا يجب ان تكون ذائقته متمرسة وواعية لمعنى وقيمة ما ينجزه الفنان وهوخلف عين الكاميرا0
لذا اجد من تجربتي في كلا النوعين من الكاميرات وحدسي الفني ، إن التصوير في الكاميرا الفلمية (المني ويل) ترسم رؤيا ومساحة فنيةً واسعة وخالصة في انجاز العمل الفني أكثر مما توفره لي الكاميرا الرقمية من ناحية فنية حرفية ، لكن الكاميرا الرقمية تنجز مشاريعي بوقت اقل وجهد بسيط ، وبذا تلبي الحاجة السريعة لإنجاز الصورة 0
وفيما يخص تصوير(البورتريت) الذي يحتاج إلى قدرة حرفية ومهارة ورؤيا فنية ناضجة تختلف عن التصوير التوثيقي للموضوعات الأخرى 0
حيث التعامل مع (البورتريت الفني) يتطلب حرفية واعية لكيفية التعامل مع تصميم الوجه لأختيار الزاوية المطلوبة والمفروضة مع زوايا مساقط الضوء التي يجب أن تخدم تفاصيل الشكل (الوجه) بما ينسجم ويخدم الشخصية المصورة ، واقتناص اللحظة المناسبة المرتسمة على الوجه والتي تخدم صفة الشخصية من اجل ان تكون الصورة تحمل شيء من السمة العامة للشخص المطلوب تصويره 0
وخلاصة ذلك ووفقا لتجربتي وآراء البعض من فناني الفوتوغراف والتشكيل والمتذوقين لهذا الفن ، نجد إن صورة البورتريت في كاميرات المني ويل التي تعتمد على (النكتف) هي أكثر حرفية وكفاءة وموضوعية وقيمة فنية فوتغرافية ذات ملمس حسي أصيل يعكس إمكانية وخبرة وكفاءة وذائقة فنية عالية للمصور الفنان دون التهرب من مواجهة ذلك والأحتماء بظل الديجيتال أو اللهاث وراء خداع التزويقية والبهرجة الصناعية ، وهذا لا يعني إننـا نقف ضد التطور التكنلوجي وحداثة الصناعات ، بل اعترض على المدعين زيفا والمتبجحين ليس بإمكانياتهم الحرفية الفنية بل يلوذون ويتخفون بأمكانيات الألة والألة صنع الإنسان فعلى الإنسان أن يتحكم بها ولا تتحكم به ويجب علينا أن نتعامل مع المنجز التكنولوجي لما فيه خدمة الحياة وتطويرها وان لا نبقى اسارى للمنجز ، أي بمعنى آخر أن تكون التكنولوجيا عونناً لنا وتصاحبنا اينما نحل ، لأن عقل الفنان هو اكبر منجز تكنولوجيا للطبيعة .
فطوبى لكل مبدع حقيقي بلا تزويق وبهرجة مصنعة .
الصور التي على اليمين مصورة بكاميرا ذات الفلم السالب
والصور على اليسار بكاميرا ديجيتال
في بيتنا ويكيليكس-علي السوداني
في بيتنا ويكيليكس
علي السوداني
ما زال الكون يقوم ويقعد ويهتز على أنغام ويكيليكس وصاحبه الشارد الآن ، جوليان أسانج . ألمبروكة أم الولد جوليان خائفة على وليدها الغض من غدر الزمن ولعاب الصفقة . واحد يشتغل بمنزلة مستشار يستشار لرئيس وزراء كندا الباردة ، قال ما لم يقله الغرب الديمقراطي من أن صانع الفتنة جوليان يجب أن يتم أغتياله . الدول تكذب والسياسة هي هي ولم يتبدل توصيفها بفن الممكن ، وهي على جهوزية أبدية لأن تصير أمرأة مذهلة مشعة بديعة ترتقي دكة الفرجة فتشمر ملابسها قطعة أثر قطعة ، فترى الناس المشتاقة المهتاجة ، فخذاَ يصيح ونهداَ يهتز وسرة تروي العطشان وما تبقى من مدهشات لا تغطى حتى بوريقة توت . ألتحالفات تتناطح والصداقات المعمرة تتفكك ، وأنا أتنبأ بأن تقوم حكومة العالم الخفية بتصنيع وتخليق " ويكيليكس " مضاد لويكيليكس الأصل وتفتح باب خزنة الأسرار الميتة وتضعها في صينية أسانج آخر ، فتزداد الناس معمعة وتفور الدماء في الرؤوس ، فيذهب التنين الصيني الى لعبة شبيهة ، وتفعل معه روسيا الزعلانة وأنجلترا الساكتة وأسرائيل الفرحانة حتى اللحظة ويتطور ويتناسخ الأمر فيصير لكل منطقة " ويكيليكسها " حتى يتم تتفيه وتسفيه وتسخيف المعلومة وخلط الصح بالغلط والدبس بالسم فتضيع الحقيقة ويموت الحق . ولأن البشر ابناء فضيحة ، فمن الثابت النابت أن يتناسل الداء وينزل الى مستوى الأفراد والجماعات الصغيرة ، فتشهر عشيرة فلان الفلاني " ويكيليكس " يفضح عشيرة علان العلاني وعلى هذه الرنّة وتلك الطنّة سيصبح الطحين ناعماَ وسيتعارك حمدان الشاعر مع لقمان الناقد لأن لقماناَ كان مدح قصيدة حمدان ظهرية اليوم ، لكنه أسرّ جلاسه وندمانه سكارى الليل بأن قصيدة حمدان هي محض خرط لغوي غث ويلعّب النفس . وعلى السنّة الويكيليكسية المبروكة ، سيأتي الفتى الشاطر غياث فيوشوش أمه النائمة على أذنيها بأنه شاهد أباه الفجر الفائت في مشهد مريب ملتصق بالحائط الذي يفصل العائلة عن بصبصات بنت الجيران النارية . وقد ينهض تالياَ ، واحد شاطر سبع أخو أخيّته ، يشتغل نائباَ بمجلس النواب المجيد فيقترح قيام نافذة ويكيليكسية يشهر عليها تفصيلات بيت حسّان بلندن المضببة ومقاولة عدنان بجزيرة ام الخنازير ، ورخصة ماجلان عند فوهات نفط البصرة ، وليلة مقتل علي لأن أسمه علي ، وعصرية ذبح عمر لأن اسمه عمر . سيشتغل الولد المفترض جوليان أسانج عاملاَ في مطعم وسينزع صدريته البيضاء ويشمرها بوجه مالك المطعم ويصيح بالزبائن ، أن هذا الرجل الطماع يستعمل لحم الحمير بدلاَ من لحم الخراف في تصنيع وتعظيم صحن تشريب الباميا وماعون هبرة القوزي على الرز . سيفضح التلميذ الشريف ، استاذ اللغة الأنجليزية الذي باع أسئلة أخير السنة بكمشة دولارات . سينزل مؤذن الجامع من على السطح ويطلب من المصلين مغادرة المكان المقدس لأن الأمام كذاب وسارق وقاتل وطائفي ومتخلف وغرائزي ودكتاتور ومنافق . ستقول الراقصة التي تقسّم ضحكاتها المجلجلات على زبائن الغفلة بالعدل ، أنني لا أحب اياَ منكم وانني أتقزز من روائحكم ، لكنني أعشق دنانيركم . ستقول شوربة البطاقة التموينية : احذروا أيها الفقراء من حصى الوزير . سينمو فم للبرتقالة وتصيح أن قلبها يابس . ستكشف الرقّية ان بطنها بيضاء فأجتنبوها . أما أنا الشاطر العادل ، فأنام منذ شهر على فكرة من ذهب وماس لا ينضب . سأصنع موقعاَ الكترونياَ فخماَ اسمه موقع " سودانيكس " وأذهب الى منابع الفضيحة ، صوتاَ وصورة وكتابة ، وأدوّخ ببراهينه وسنداته وحججه الحكومة واجلد بسياطه الموالاة ، وبعد سنة من الآن ، سيأتيني واحد ثري ابن ثرية يشتغل بالسياسة ، فيشتري مني الموقع والماركة المسجلة ، بعشرة ملايين دولار ، فأخمّسها وازكيها واصفيها بباب ان في مالي كمشة دنانير للسائل والمحروم ، واطير بالعائلة الى قصر منيف بجنة أرضية نائية ، لا أرى فيها قرداَ ولا قرداَ يراني ، وبهذه الموقعة سأخلص روحي تماماَ من دوختكم ودوخة البلاد ونار الأناشيد الوطنية ، وصدمة رفعة العلم ، وحنيني المزعج الى عربانة العمبة والبيض وعصا الأستاذ جاسم في صبحية درس تأريخ بلاد ما بين القهرين المحتلة بنا وبهم .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)