الخميس، 9 ديسمبر 2010

الفنان ناصر عساف في حوار حول الكاميرا

الفنان ناصر عساف..
رؤيتك الفنية والتقنية في انجاز عمل بورتريت بالكاميرا ذات الفلم او الكاميرا الرقمية...
ايهما اقرب اليك كفنان فوتوغرافي....؟
..........كانت خطوتي الأولى هي الصدفة ، كما كان اكتشاف الفوتوغراف هو محظ صدفة ، أو كما يسمى حاليا بالتصوير الضوئي (فوتوغراف ) وكنت ولزمن طويل قبل سيطرة الكاميرة الرقمية (الديجيتال) امارس هوايتي وحرفتي ، من خلال الكاميرة (المني ويل) ذات الفلم (النكتف) والتي تعتمد التصوير الضوئي ،لانها بالأساس تتمركز على القدرة والكفاءة والوعي والذائقة الفنية لدى المصور الفنان الذي يتعامل مع الصورة كفن متجاوز الحرفية التجارية 0لان الحرفية التجارية تؤدي بالمصور الى مرحلة منقطعة من الانجاز التي قد تفقده الابداع والتميز0 ولكي أنصف الإجابة عن السؤال و بأختصار.
فمقارنة بسيطة بين الكاميرة ذات الفيلم والتي تعمل وفق منظور التصوير الضوئي ، وهو المعتاد وفق نظريتنا السابقة0 والكاميرات التي تعمل بالتقنية الرقمية ،ومقارنتها في مجال فن (البورتريت) فأن الاكسسوارات الصناعية وبرمجيات الكومبيوتر يطغي كثيرا على سلبيات وأخطاء التقاط اللحظة الفوتوغرافية الحرفية والفنية ، لأنشغال العديد منا في بهرجة الألوان وتزويقها وتسويقها للمتلقي الذي لا تعنيه كثيرا القيمة الفنية ، والتي كان عليه أن يدركها لذا يجب ان تكون ذائقته متمرسة وواعية لمعنى وقيمة ما ينجزه الفنان وهوخلف عين الكاميرا0
لذا اجد من تجربتي في كلا النوعين من الكاميرات وحدسي الفني ، إن التصوير في الكاميرا الفلمية (المني ويل) ترسم رؤيا ومساحة فنيةً واسعة وخالصة في انجاز العمل الفني أكثر مما توفره لي الكاميرا الرقمية من ناحية فنية حرفية ، لكن الكاميرا الرقمية تنجز مشاريعي بوقت اقل وجهد بسيط ، وبذا تلبي الحاجة السريعة لإنجاز الصورة 0
وفيما يخص تصوير(البورتريت) الذي يحتاج إلى قدرة حرفية ومهارة ورؤيا فنية ناضجة تختلف عن التصوير التوثيقي للموضوعات الأخرى 0
حيث التعامل مع (البورتريت الفني) يتطلب حرفية واعية لكيفية التعامل مع تصميم الوجه لأختيار الزاوية المطلوبة والمفروضة مع زوايا مساقط الضوء التي يجب أن تخدم تفاصيل الشكل (الوجه) بما ينسجم ويخدم الشخصية المصورة ، واقتناص اللحظة المناسبة المرتسمة على الوجه والتي تخدم صفة الشخصية من اجل ان تكون الصورة تحمل شيء من السمة العامة للشخص المطلوب تصويره 0
وخلاصة ذلك ووفقا لتجربتي وآراء البعض من فناني الفوتوغراف والتشكيل والمتذوقين لهذا الفن ، نجد إن صورة البورتريت في كاميرات المني ويل التي تعتمد على (النكتف) هي أكثر حرفية وكفاءة وموضوعية وقيمة فنية فوتغرافية ذات ملمس حسي أصيل يعكس إمكانية وخبرة وكفاءة وذائقة فنية عالية للمصور الفنان دون التهرب من مواجهة ذلك والأحتماء بظل الديجيتال أو اللهاث وراء خداع التزويقية والبهرجة الصناعية ، وهذا لا يعني إننـا نقف ضد التطور التكنلوجي وحداثة الصناعات ، بل اعترض على المدعين زيفا والمتبجحين ليس بإمكانياتهم الحرفية الفنية بل يلوذون ويتخفون بأمكانيات الألة والألة صنع الإنسان فعلى الإنسان أن يتحكم بها ولا تتحكم به ويجب علينا أن نتعامل مع المنجز التكنولوجي لما فيه خدمة الحياة وتطويرها وان لا نبقى اسارى للمنجز ، أي بمعنى آخر أن تكون التكنولوجيا عونناً لنا وتصاحبنا اينما نحل ، لأن عقل الفنان هو اكبر منجز تكنولوجيا للطبيعة .
فطوبى لكل مبدع حقيقي بلا تزويق وبهرجة مصنعة .








الصور التي على اليمين مصورة بكاميرا ذات الفلم السالب

والصور على اليسار بكاميرا ديجيتال

في بيتنا ويكيليكس-علي السوداني


في بيتنا ويكيليكس
علي السوداني
ما زال الكون يقوم ويقعد ويهتز على أنغام ويكيليكس وصاحبه الشارد الآن ، جوليان أسانج . ألمبروكة أم الولد جوليان خائفة على وليدها الغض من غدر الزمن ولعاب الصفقة . واحد يشتغل بمنزلة مستشار يستشار لرئيس وزراء كندا الباردة ، قال ما لم يقله الغرب الديمقراطي من أن صانع الفتنة جوليان يجب أن يتم أغتياله . الدول تكذب والسياسة هي هي ولم يتبدل توصيفها بفن الممكن ، وهي على جهوزية أبدية لأن تصير أمرأة مذهلة مشعة بديعة ترتقي دكة الفرجة فتشمر ملابسها قطعة أثر قطعة ، فترى الناس المشتاقة المهتاجة ، فخذاَ يصيح ونهداَ يهتز وسرة تروي العطشان وما تبقى من مدهشات لا تغطى حتى بوريقة توت . ألتحالفات تتناطح والصداقات المعمرة تتفكك ، وأنا أتنبأ بأن تقوم حكومة العالم الخفية بتصنيع وتخليق " ويكيليكس " مضاد لويكيليكس الأصل وتفتح باب خزنة الأسرار الميتة وتضعها في صينية أسانج آخر ، فتزداد الناس معمعة وتفور الدماء في الرؤوس ، فيذهب التنين الصيني الى لعبة شبيهة ، وتفعل معه روسيا الزعلانة وأنجلترا الساكتة وأسرائيل الفرحانة حتى اللحظة ويتطور ويتناسخ الأمر فيصير لكل منطقة " ويكيليكسها " حتى يتم تتفيه وتسفيه وتسخيف المعلومة وخلط الصح بالغلط والدبس بالسم فتضيع الحقيقة ويموت الحق . ولأن البشر ابناء فضيحة ، فمن الثابت النابت أن يتناسل الداء وينزل الى مستوى الأفراد والجماعات الصغيرة ، فتشهر عشيرة فلان الفلاني " ويكيليكس " يفضح عشيرة علان العلاني وعلى هذه الرنّة وتلك الطنّة سيصبح الطحين ناعماَ وسيتعارك حمدان الشاعر مع لقمان الناقد لأن لقماناَ كان مدح قصيدة حمدان ظهرية اليوم ، لكنه أسرّ جلاسه وندمانه سكارى الليل بأن قصيدة حمدان هي محض خرط لغوي غث ويلعّب النفس . وعلى السنّة الويكيليكسية المبروكة ، سيأتي الفتى الشاطر غياث فيوشوش أمه النائمة على أذنيها بأنه شاهد أباه الفجر الفائت في مشهد مريب ملتصق بالحائط الذي يفصل العائلة عن بصبصات بنت الجيران النارية . وقد ينهض تالياَ ، واحد شاطر سبع أخو أخيّته ، يشتغل نائباَ بمجلس النواب المجيد فيقترح قيام نافذة ويكيليكسية يشهر عليها تفصيلات بيت حسّان بلندن المضببة ومقاولة عدنان بجزيرة ام الخنازير ، ورخصة ماجلان عند فوهات نفط البصرة ، وليلة مقتل علي لأن أسمه علي ، وعصرية ذبح عمر لأن اسمه عمر . سيشتغل الولد المفترض جوليان أسانج عاملاَ في مطعم وسينزع صدريته البيضاء ويشمرها بوجه مالك المطعم ويصيح بالزبائن ، أن هذا الرجل الطماع يستعمل لحم الحمير بدلاَ من لحم الخراف في تصنيع وتعظيم صحن تشريب الباميا وماعون هبرة القوزي على الرز . سيفضح التلميذ الشريف ، استاذ اللغة الأنجليزية الذي باع أسئلة أخير السنة بكمشة دولارات . سينزل مؤذن الجامع من على السطح ويطلب من المصلين مغادرة المكان المقدس لأن الأمام كذاب وسارق وقاتل وطائفي ومتخلف وغرائزي ودكتاتور ومنافق . ستقول الراقصة التي تقسّم ضحكاتها المجلجلات على زبائن الغفلة بالعدل ، أنني لا أحب اياَ منكم وانني أتقزز من روائحكم ، لكنني أعشق دنانيركم . ستقول شوربة البطاقة التموينية : احذروا أيها الفقراء من حصى الوزير . سينمو فم للبرتقالة وتصيح أن قلبها يابس . ستكشف الرقّية ان بطنها بيضاء فأجتنبوها . أما أنا الشاطر العادل ، فأنام منذ شهر على فكرة من ذهب وماس لا ينضب . سأصنع موقعاَ الكترونياَ فخماَ اسمه موقع " سودانيكس " وأذهب الى منابع الفضيحة ، صوتاَ وصورة وكتابة ، وأدوّخ ببراهينه وسنداته وحججه الحكومة واجلد بسياطه الموالاة ، وبعد سنة من الآن ، سيأتيني واحد ثري ابن ثرية يشتغل بالسياسة ، فيشتري مني الموقع والماركة المسجلة ، بعشرة ملايين دولار ، فأخمّسها وازكيها واصفيها بباب ان في مالي كمشة دنانير للسائل والمحروم ، واطير بالعائلة الى قصر منيف بجنة أرضية نائية ، لا أرى فيها قرداَ ولا قرداَ يراني ، وبهذه الموقعة سأخلص روحي تماماَ من دوختكم ودوخة البلاد ونار الأناشيد الوطنية ، وصدمة رفعة العلم ، وحنيني المزعج الى عربانة العمبة والبيض وعصا الأستاذ جاسم في صبحية درس تأريخ بلاد ما بين القهرين المحتلة بنا وبهم .

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

سطوح اهلنة-حامد كعيد الجبوري-اللوحة غالب المسعودي


( سطوح أهلنه )
مهداة للشاعرة المثابرة الأخت وفاء عبد الرزاق
حامد كعيد الجبوري
26 ت2 / 2010 م
زغار
نصعد أنرش السطح
إسطوح فقره
أترابه بيه ريحة أهلنه
أمن العصر أفرش سريري
بين أمي وبين أبوي
وينزل أبحضني الكمر
يسمع أسواليف أمي
سهر مره ...
يريد يتعلل ويانه
يستمع مُر السوالف ...
نام بفراشي وبجه
ومن دمعته
بللت ثوبي العتيك
تجوي دمعات الونين
بللت كل السواجي
وفاضت الدنيه حزن
وأمي ...
أمي تحفظها النواعي
أزغيره من غابت أخيتي ...
إسنين مرت
ودمع أمي ما خلص
أبجي وياهه البجيها
إزغار ما نعرف الموت
نحسب الدنيه هلاهل
ونرسم الباجر شمس
خذت من أمي طبعها
وبالفرح أشبع بجي
يمه كالتلي وليدي ...
الدمع بعيونك حرام
والبجي ...
أيعذب الميت ...
ويحرم أعيوني المنام
وهاي بنوات المحله ...
يا وليدي
كلهن أبشرع الله ... خواتك
ومن هذاك اليوم لسه
كل بنات الطرف خياتي ...
وأحبهن
أمي كالتلي أبكلشي
وأبد ما فد يوم كالت
تالي عمرك يا وليدي
أتصير إلك خيّه حنينه
من إسمها ...
ينترس عمرك وفاء
وتسكن أبديرة غُرب
وأكرهت من الزغر ...
جلمة غريب
.....................

السبت، 4 ديسمبر 2010

مختارات شعرية من مجموعة سطوع على الفيس بوك


عبير عبد العزيز

غاضبة

غاضبة منك يا جدتي
غاضبة من كل تلك الحكايا
غاضبة من وجهك الطيب
غاضبة من صوتك الحنون المتلون
وهو يرويها

كل يوم كنت أنتظر تلك اللحظة
كنت لا أهتم مثل البنات بالدمى
ولا أهتم بألعاب تجمعنا
ولا حتى بقطع حلوى
أشريها

كل يصبرني على بطء الثواني
هو ذاك الوجه وذاك الصوت
وتلك الحروف تطرزين بها
شالا توشحين به أفكاري فلا شئ
سواه يدانيها

اعتنقت كل حرف في حكاياتك
آمنت بتلك الشخوص الأسطورية
تربت طفولتي على أن حياتهم
هي الدنيا وما فيها

فسندريللا علمتني أن
نهاية الصبر فرج
و أن أميرا على أطرافه ينتظر
وأن الخير دوما ينتصر
و أن الطيبة لا شئ يضاهيها

وبياض الثلج أميرتي المفضلة
بفضلها أحببت الغناء
وأحببت العصافير
و عشقت الطبيعة
حتى أقزامها السبعة تمنيت
لو أنهم كانوا أصدقائي
لو أني في كوخهم الصغير
أعيش بلا هم ولا حزن و بالغناء
نقطع أيامنا و نطويها

علمتني أن الحياة
إن قتلها الغدر
تردها قبلة فارس مخلص
يهجر ملكه
ليبحث عن أميرته التي
طال بها نوم
انتظارا لقبلته تحييها

وذات الرداء الأحمر
و فتاة بلاد العجائب
وسندباد و ياسمينة
و عروس البحر
وعلي بابا و علاء الدين
مبادئهم قوانين ودساتير يؤمن
كل البشر بمعانيها

غاضبة منك يا جدتي
كان يجب أت تخبريني أن
دوما زوجة الأب الشريرة تربح
وأن مخططاتها تنجح
وأن الأمير أبدا لا ينظر لفقيرة
ولا يعنيه حذائها و لا حالها
ولا هو في يوم
بالأميرات يساويها

كان يجب أن تصارحيني
بأن الملكة المغرورة تغلب
وبأموالها بالضمائر تلعب
وأن الأميرة قتلت
وليست هناك قبلة تحيي الموتى
وليس هناك من يترك الملك
ليعيد أموات أو ينصر ضعفاء
بل عرشه فقط يستحق
وملكه له آلاف القبلات ولتفنى
بعده الدنيا بمن فيها

ما ضر لو أخبرتني أن قاسم
سينفي علي بابا ولا يحاسب
والأربعين حرامي
سيحكمون ولا من مراقب
وأن الناس لهم سيهتفون
ويقسمون أن بأرواحهم
ودماؤءهم سيفدون الغاصب
ويحمونه بالأنفس
والكذب يلون نبرات
و يمتطي ضمائر ويعتليها

ياجدتي كنت أخبريني

أن الرجال ليسوا كلهم كأمراء الحكايا
وليس كلهم فرسان العصور الوسطى
وليسوا كالشعراء العاشقين
المجانين المقتولين بالحب
بل منهم من يهوى أكل القلوب
ومضغ المشاعر ثم بصقها
والبحث عن غيرها و غيرها
ولا تشبع أنفسهم أبدا
ولا الدماء ترويها

و أنهم يتعيشون من الكلمات
و من النظرات
ويتكسبون من الهمسات
ويستعيرون من التاريخ عبارات
يرددوها بحماس ليربحوا الآت
و ما همهم عبرات
نزفت من مآقيها

غاضبة يا جدتي

ولا يفيد الغضب
ليتني بقيت تلك الطفلة
وتعلمت اللعب بالدمى
والمرح مع الأصحاب
وما انتظرتك كل ليلة
وما أحببت حكاياك
و هزأت من أبطالك المساكين
و لعلمت أن حدودهم فقط الحكايا
فقط مابين دفتي كتاب
هو عالمهم أما عالمنا
قولوا أنتم
وانظروا من أبطاله
لتعلموا لما غضبي
من جدتي
ومن حكايا كانت لي قبل نومي تحكيها

سعد الصالحي

أثـيـــــــــــــنا

عجب فيك الغناء والقهوة البيزنطية ..
ففي كل زقاق إليك زوادة جبن وزيتون وزعتر وغار ...!
كأني أستقبل ُ أزقة يافا وبيروت او اتمنى صبحا أمنا في بغداد


سلمان داود محمد
***~~~***~~~***
أنا لم أقلْ شيئاً سوى :
" أحبكِ يا ...... " ...
فلماذا تعوي السموات بوجهي :-
عزيزي المو اطن
ممنوع
الـ .............................. غناء .... ؟؟؟
..........................
سلمان داود محمد
***~~~***~~~***
موسيقيون يجلدون أغنيتي
بأقواس كمنجاتهم ...
..
يحدث
هذا
بقيادة
المايسترو :
.
.
ريام ريام
سأوهم
الروح ::::بالرقص معك
تحت وطاْة أعياد الميلاد
..ورأس السنة الميلادية
ربما
سأراك في ثياب بابا نوؤيل
أو في هدايا الاطفال
عندما يستيقضون في صباحات
يوم (البوكسن دي ) كما يسمونه


محمد البكري
أفارق عينيك
عند شجوني
أصادف حبك
خلف جنوني
بكل هدوء أصالح نفسي
وألقاك تمشين
بين السطور

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

قصيدة الاحمر والاسود للشاعر رسول حمزاتوف اعداد احمد الحلي




قصيدة الأحمر والأسود

للشاعر رسول حمزاتوف

إعداد أحمد الحلي



من أين ينبع الأحمر ؟

من الأسود ينبع

فكثيرا ما تسيل الدماء

بسبب الأفعال السوداء

ومن أين ينبع الأسود ؟

من الأحمر ينبع

فعندما تسيل الدماء

يتشح العالم بالسواد

ولد حمزاتوف عام 1923 في قرية بين أحضان الجبال ، وكان والده شاعرا ينظم الشعر باللغة العربية وباللغة " الآفارية " القومية . ويروي أن والده كان يكتب كل قصائد الغزل في النساء الأخريات باللغة العربية لكي لا تفهمها أمه إذا عثرت عليها . ورث حمزاتوف عن أبيه موهبة شعرية خارقة استوعبت كل أساطير الجبال العملاقة وبساطتها وحكمتها .

ومكنته دراسة الأدب في موسكو من الإلمام بتراث الشعر العالمي وقوالبه فصب فيه خبرته الخاصة التي لا تتكرر ، دون أن يفقد تجربة بلاده ، ولا تاريخها ، ولا صراعها الذي دام ضد القياصرة ثلاثين عاما متصلة

ولمع اسم حمزاتوف مع صدور أول ديوان له عام 1943 ، ثم واصل اسمه رحلة الصعود ، إلي أن حصل على جوائز دولية وسوفيتية عديدة وترجمت قصائده ودواوينه وكتبه التي تربو على الأربعين كتابا إلي أغلب لغات العالم .. وبعد سقوط التجربة الشيوعية في الإتحاد السوفيتي ، حيث راحت الطعنات توجه إلي كل ما مضى من تاريخ وإنجازات وسلبيات ، وقف حمزاتوف يدافع عن نفسه وتاريخه قائلا : " لم تكن قصائدي عضوا في الحزب الشيوعي " . وفضل في سنواته الأخيرة أن يقيم في محج قلعة عاصمة بلده داغستان في بيت صغير من طابقين مع زوجته فاطمة . وكان أبناء وطنه إذا اقتربوا من الشوارع المحيطة ببيت حمزاتوف يشرعون في الحديث بصوت منخفض ، فإذا ارتفع صوت أحدهم .نهره الآخر قائلا : نحن بالقرب من بيت الشاعر . وكان حمزاتوف شخصا بسيطا جدا ، محبا للمزاح . . رحل حمزاتوف عن عمر يناهز الثمانين عاما . وكان يبدو أنه شخص لا يرحل ، أولا يجوز أن يرحل ، أو لا يصح أن يرحل ، لأن رحيله يحدث خللا شديدا في موازين الخير والشر في العالم .

في سنواته الأخيرة توفيت زوجته فاطمة ، وكانت سيدة جميلة ورقيقة . وتزايدت عليه وطأة مرض عصبي كالشلل الرعاش ، ولكنه لم يفقد روح المرح والحكمة والنبل . في آخر حديث له قال : " ظهرت لدينا في روسيا الآن ما يسمى بالسوق ، ودخلنا مرحلة من حرية الجوع الوحشية أصبحت فيها أسعار الطماطم أغلى من البشر ، وأصبح ممكنا شراء كل شيء في روسيا : الضمير والبطولة ، الموهبة والجمال ، الشعر والموسيقى ، الأرض والأمومة أحيانا . وقد بدل الكثيرون من مواقفهم . ربما يمكن للمرء أن يبدل قبعته ، ولكن لا يمكن لشخص شريف أن يبدل رأسه .

وقبل أن يموت بأيام قليلة قال حمزاتوف : " حياتي مسودة كنت أتمنى لو أن لدي الوقت لتصحيحها

الخميس، 2 ديسمبر 2010

الثلج والنار والاغنيات-مختارات من شعر مؤيد طيب ترجمة وتقديم د.ماجد الحيدر



الثلج والنار والأغنيات
مختارات من شعر مؤيد طيب
ترجمة وتقديم د. ماجد الحيدر

عن دار الثقافة والنشر الكوردية ببغداد صدر مؤخراً كتاب جديد بعنوان "الثلج والنار والأغنيات.. مختارات من شعر مؤيد طيب" ترجمة وتقديم الدكتور ماجد الحيدر.
الكتاب الذي يقع في 80 صفحة من الحجم المتوسط يضم مختارات من قصائد للشاعر الكوردي المعروف مؤيد طيب نشرت في أزمان متفاوتة منذ سبعينات القرن الماضي مع مقدمة موجزة عن حياة وإبداع الشاعر المولود في دهوك عام 1957 الذي نشر الكثير من الأعمال الشعرية والأدبية كما نشط في السنوات الأخيرة في حقل الكتابة الإبداعية للأطفال حيث أسس ورأس تحرير مجلة "كبر" الخاصة بالأطفال التي كانت تصدر عن دار سبيريز للنشر التي يترأسها الشاعر والتي أصدرت العشرات من الكتب والدوريات والمعاجم والمجلات الثقافية والفنية المتخصصة، علاوة على كونه أحد العاملين في مجال الحفاظ على اللغة الكوردية وتطويرها بصفته عضواً في المجمع العلمي الكوردي.
يقول الحيدر في مقدمة الكتاب التي كانت بعنوان "مؤيد طيب شاعر الثلج والنار والحرية"
"لعل مؤيد طيب، الشاعر الكردي المعاصر، واحد من الشعراء القلائل الذين حققوا في شعرهم، وفي حياتهم أيضاً، ذلك الالتحام المبدع بين الخاص والعام، بين الالتزام الواعي بقضايا الشعب وهموم الشعراء اليومية منها والوجودية. إنه، وببساطة شديدة يعطينا درساً بليغاً في تجاوز هذا التناقض المفتعل بين الشكل والمضمون. ولعل من اللافت أن هذا الرجل الهادئ الحيي قد حقق، وفي سن مبكرة من حياته، شعبية وحضوراً يثيران الدهشة بين أوساط الجماهير، وأعني الناس العاديين: الطلبة، الكادحين، المقاتلين، ناهيك عن المثقفين أو الأدباء. لقد كانت قصائده تتحول بسرعة عجيبة الى أغنيات يلحنها كبار الفنانين الكرد ويرددها الصغير والكبير.. أغنيات حزينة في ساعات الإحباط واليأس والضياع، وأغنيات أخرى متفائلة، متحدية، لساعات الفرح والأمل والإصرار على الحياة. وكانت الأوراق التي خطت عليها بعض قصائده تنتقل، في سنوات الفاشية والظلام، من يد الى يد كمناشير سرية يتلقفها الناس في الشوارع والمدارس والسجون وخنادق القتال لتمنحهم الأمل والضوء والإصرار على المقاومة حتى أنه اشتكى في إحدى المناسبات من أن بعض قصائده تعرضت على يد الناس الى الكثير من التغيير والتحوير والحذف والإضافة مما يعتري الأدب الشفاهي الشعبي! ولعل العديد من الشعراء يتمنون في سرهم أن يحظوا بهذا الشرف: شرف تحول قصائدهم الى جزء من الفولكلور وهم لما يزالوا على قيد الحياة! وربما كان أقرب النماذج الى هذه الحالة في ثقافتنا العراقية شاعرنا الكبير مظفر النواب.
عاصر مؤيد طيب كفاح الشعب الكردي المرير من أجل تحطيم أغلال العبودية والفاشية؛ قلماً وبندقية، وتغنى بانتفاضات الشعب صعوداً ونزولاً، نصراً وتراجعاً. غنى للشهداء وأمهاتهم، غنى للأطفال المعدمين المحرومين من طفولتهم، غنى للمرأة أما وحبيبةً وكادحة وضحية.. حتى إذا انهزمت الفاشية وزال ليلها المظلم عن سماء كوردستان والعراق وتنفس الشعب هواء الحرية لم يتحول الشاعر الى موظف مترهل بيروقراطي آخر ممن تعج بهم تواريخ الثورات حين تنتصر وتتحول الى دول وحكومات وكيانات سياسية: لقد ظل يتغنى بالحب والحرية والسلام والطفولة، وينتقد –في قسوة وسخرية وشجاعة- كل ظاهرة سلبية أو انحراف أو ظلم أو نكران لجميل (انظر قصائده سياسيون و النهر الذي صار مستنقعاً وبابكو) لقد ظل شاعراً .. شاعراً حتى النهاية!
أن القارئ لكتابات مؤيد طيب (شعراً ونثراً وأدبَ أطفال) يكتشف على الفور تلك السمة الجميلة فيها وأعني أنها تدخل القلب دون استئذان، وتوظف أسلوباً يجمع بين اللغة الراقية والبساطة الظاهرية التي تخفي وراءها ثقافة عميقة وإلماماً ممتازاً بالتراث الكوردي العريق والأدب العالمي والعربي على وجه الخصوص، وهو في التزامه بقضايا شعبه القومية والاجتماعية بعيد كل البعد عن الانغلاق والتعصب القومي ونصير لكل الإنسانية في كفاحها من أجل انتصار الحب والخير والجمال"

يضم الكتاب 24 قصيدة تتناول هموم الحب والوطن والبحث عن الحرية وإدانة كل أشكال القمع والفاشية.. في قصيدته "تعال لنرحل..قد هجرتنا الأعين السود" يقول الشاعر يقول الشاعر مخاطباً نهر دجلة:

يا لي وهذا الصيف !
هذا القيظ وهذا العشق !
يرحل الناس
صوب الأعالي
لكننا : دجلة وأنا..
من العشق الذي به بُلينا
من هذا العشق الحارق
أضعنا طريقنا
فهبطنا .. من مصائف الأعالي !

ولأن دجلة ماءٌ .. وعن الماء يبحث
ترى الماءَ يقطع عنق دجلة.
أما أنا فعطِشٌ .. وعن العطش أبحث
ولهذا أخشى
أن أموت بداء دجلة

وفي قصيدته "تلك الرسالة التي لا تحط في بريدي" والتي كتبها من وحي الغربة يقول:

مثل أمٍّ تعود من حلبِ أبقارها
أو تترك الغسيل وتهرع
لتكشف مهد صغيرها
هكذا أجيء ..
وبكلٍ دفءٍ
أفتح صندوق بريدي !
لكن صندوقي ..
كحزامِ طلقاتٍ
لـ "ﭙيشمه رگةٍ" قبيل الصباح
فارغٌ
لا شيء فيه !

أما في قصيدته الانتقادية الساخرة "سياسيون" فيصف حال بعضهم قائلا:

بعضهم في الأعالي
بعضهم في الحضيض
بعضهم تقدميون
بعضهم رجعيون
بعضهم مقاتلون .. أشداء.. مؤمنون
وبعضهم كاذبون.
بعضهم إنسانيون
بعضهم وحوش .. سفاحون.
وبعضهم..
مثلَ دجاجٍ أليف
كلما ارتفع ديك عن الأرض
أربعة أصابع لا غير
رقدوا تحته !
أنصت إليهم :
ستسمع منهم النقيق
لكنك لن ترى يوماً ..
بيضةً واحدة !!

جدير بالذكر أن مترجم الكتاب الدكتور ماجد الحيدر شاعر وقاص ومترجم عراقي ولد ببغداد عام 1960 وأصدر حتى الان ثلاث مجموعات شعرية (النهار الأخير، مزامير راكوم الدهماء، ناجون بالمصادفة) كما أصدر مجموعتين قصصيتين (في ظل ليمونة-بالاشتراك- وماذا يأكل الأغنياء) علاوة على مجموعتين من الشعر العالمي المترجم الى العربية (نشيد الحرية وقصائد أخرى لبيرسي ب شيللي وعبور الحاجز-مختارات من الشعر العالمي) ناهيك عن مجموعة من المقالات الساخرة صدرت له هذا العالم تحت عنوان (ضحك كالبكاء) فيما تنتظر عدد آخر من أعماله النشر قريباً.
يمكن للقراء الأعزاء الراغبين في الحصول على نسخة ألكترونية من الكتاب التفضل بتحميله من الرابط التالي
http://www.4shared.com/document/O-yrJDss/__-__-__.html

في الذكرى الخامسة لرحيل مؤيد نعمة

الحزب الشيوعي العراقي
مركز الاتصالات الإعلامية ( ماتع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الذكرى الـ 5 لرحيل مؤيد نعمة

ريشتك تشتاق اليك... فالواقع مـُرّ
بغداد – ماتع:
تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لرحيل مدرسة كاريكاتيرية ناصعة، أشعلت لوحاتها الوهج والتمرد والحب، هذه المدرسة الوطنية بامتياز كانت غوارة في سلال الخبز الناضب والبيوت المحرومة والمدن العارية، تأخذ من كل هذا العراق حبرا لريشتها الحاذقة وتصفّ الخطوط والوجوه على بعضها لكي نسخر من الدكتاتور، ومن الإرهاب لاحقا، هذه المدرسة التي جابت الشوارع الفقيرة على قدميها تبحث عن عراق جديد بين أكوام الوجع المغذية للوحاته.
انه مؤيد نعمة، نعم مدرسة كاريكاتيرية بامتياز خالص، يفرك الاحزان بريشته ليخرج مارده الناطق القائل:
"ظليت ارتشي واختلس، ارشي واختلس، ارشي واختلس، إلى أن مليت وصار عندي جالي"
أو:
"حلمان.. فزكان.. نفديك يا وجعان..
أفغان.. عربان.. نفديك بيتنجان..
وطبان.. مزبان.. نفديك يا زرقان..
جكمان.. صخمان.. نفديك ياهو الجان..
فلسان.. تومان.. نفديك يا عطوان"
من قليله هذا نعرف قوة جرأته واستعداده الكبير للبوح بواقع الحياة المرّة، حتى يوم جيء بخبر وفاته اندهش الجميع وقالوا: "استشهد مؤيد!" تاركين الحالة المتوقعة لمصير هذا الفنان الكبير بين أيدي الظلاميين ليس سواهم، لان لا احد يستطيع اخذ مؤيد منا سوى السواد وحتى الموت ليس بمستطاعه أخذه.
خمسة أعوام وهو يطوق أيامنا بريشته، فلا تمر مناسبة أو يلتئم محفل دون حضوره، فقد أصبحت الأيام أكثر كاريكاتيرية وتنذر بالغريب والعجيب من الأحداث، ونحن بحاجة إلى زهرتك الحمراء التي اقتلعت الجدار، لتقتلع الجدران النائمة على جسد العراق.

مؤيد نعمة في سطور:
• ولد في بغداد 1951
• دبلوم معهد الفنون الجميلة – بغداد قسم السيراميك 1971
• بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة قسم السيراميك – بغداد 1976
* عمل رساما للكاريكاتير في جريدة "طريق الشعب" أعوام السبعينات
* حصل على الجائزة الدولية الثالثة للكاريكاتير – كابروفو – بلغاريا 1979.
*حصل على الجائزة الأولى للكاريكاتير نقابة الصحفيين العراقيين 1989.
* شارك بمعارض الكاريكاتير في:
• بلجيكا 1975، 1987، يوغوسلافيا 1986 – اليابان 1987 – كوبا 1987.
• معرض الكاريكاتير العربي، باريس 1988، تركيا 1988 – 1989 – 2001.
• عضو لجنة تحكيم معرض بلدان العالم الثالث في القاهرة 1990.
• رئيس لجنة الكاريكاتير العراقية 1992 – 1997.
• رئيس قسم السيراميك في دار التراث الشعبي – بغداد – العراق – 1993
• عضو اتحاد الصحفيين العرب 1975.
• عضو اتحاد الصحفيين العراقيين 1972.
• عضو نقابة الفنانين العراقيين 1978.
• حصل على جائزة الإبداع – 2001 (العراق)
• رحل آخر تشرين الثاني 2005 اثر سكتة دماغية.

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

مقطورة على باب الخمسين-علي السوداني


مقطورة على باب الخمسين
علي السوداني
حقاّ ان العالم ينام على خطر مبين . مبين أخو مبينة . مبينة هاجرت الى كندا . كندا هي حديقة أمريكا الخلفية . الخلفية مفردة محببة تطلق على الثقافة وعلى العجيزة . العجيزة هي مؤخرة المرأة والرجل والدابة . الدابة في مخيال الطفولة هي الجاموسة . الجاموسة هي باب رزق المعيدي . المعيدي جمعه المعدان . المعدان سومريون طيبون يبيعون القيمر والحليب . الحليب يقوي العظام . العظام يكسوها اللحم . اللحم غال هذه الأيام . ألأيام دول بين الناس . ألناس تأكل بعضها البعض . ألبعض قافية صعبة . صعبة خالة صعب . صعب مات في حرب الكويت . ألكويت كسرت ظهر العراق . ألعراق دولة في آسيا . آسيا هو دكان لبيع النظارات الطبية في حافظ القاضي . ألقاضي اسمه عباس راضي . راضي هو ابن عم أبي . أبي مات ليلة زار أنور السادات القدس . ألقدس ، عيوننا اليها ترحل كل يوم . يوم الأربعاء سأغزو مجلس اسماعيل الجاسم . ألجاسم مجلسه مجلس أدب وفن وكأس . كأس علي فارغة الليلة . ألليلة عيد . عيد سعيد . سعيد ابن سعدية . سعدية لها اخت اسمها صبرية . صبرية من متممات الصبر . ألصبر مفتاح الفرج . ألفرج الذي راؤه ليست ساكنة ، لهو بعيد . بعيد عنك حياتي عذاب . عذاب الركابي في ليبيا العظمى . العظمى توصيف لدرجة حرارة . حرارة قلبي نار . نار الحبيب بطعم الزبيب . ألزبيب يذكّرني بشربت حجي زبالة . زبالة اسم ضد الحسد . ألحسد مذكور في القرآن . ألقرآن كتاب الله . ألله رب السماوات والأرض . ألأرض فلم أخرجه يوسف شاهين . شاهين يكتب في طريق الشعب . ألشعب نائم على تنويمة الرصافي . ألرصافي هو معروف عبد الغني . عبد الغني علّمني فأحسن تعليمي . تعليمي لم يتجاوز معهد النفط . ألنفط نقمة ونعمة . نعمة يبيع الشاي المهيّل بباب سينما بابل . بابل قائمة بشارع السعدون . ألسعدون قتلته طلقة اليأس . أليأس سن رجال ونساء . نساء شارع النهر شهيات . شهيّات مفردها شهية . شهية علي السوداني مسدودة . مسدودة أخيرها تاء مربوطة . مربوطة ثيران الدار . ألدار ليست مأمونة . مأمونة انكسر ت ساقها فصارت ميمونة . ميمونة معلمة الولد نؤاس . نؤاس وليدي الجميل . ألجميل تكفيه الأشارة . الأشارة حمراء . حمراء بطنك يا بلادي . بلادي وان جارت عليّ عزيزة . عزيزة بنت الجيران . ألجيران سبعة . سبعة في سبعة تسعة وأربعون . أربعون تشاركوا في زبيبة . زبيبة والملك رواية كتبها صدام حسين . حسين سعيد لاعب كرة مشهور . مشهور عنده دكان عقار . عقار الفياغرا معمول من نبتة الجرجير . الجرجير تزرعه النساء المشتاقات تحت السرير . ألسرير تفوح منه رائحة ورد . ورد هو أبن أخت وردة . وردة أغنية بديعة لعبد محمد . محمد عامل في حقل دجاج . دجاج البيت أطيب من دجاج الحقل . ألحقل مزروع بالتين والتفاح والزيتون والعنب . ألعنب تدوسه الحسان ويخمره الرجال ويقطّره الثقاة ويبيعه الجباة . الجباة مستلة من جيب الجابي . الجابي جيوبه مكتظة بالخردة . ألخردة سكراب . سكراب على وزن سهراب . سهراب كان صديقي في الصف الثالث باء . باء البحر شراع . شراع السفينة بوصلة . بوصلة البلاد معطوبة . معطوبة ولدت عطّابة . عطّابة فوق جرح . جرح على جبين السنة . ألسنة بهيجة . بهيجة الحكيم رسامة . رسامة مذكرها رسام . رسام من عمانوئيل رسام ومن راسم الجميلي ومن رسمية محيبس زاير وأيضا من رسمي القجقجي . القجقجي هو بائع بضاعة تطارده الشرطة . ألشرطة أودعتني السجن بشبهة الحلم . الحلم في الليل أحسن من الحلم في النهار . ألنهار من دون شمس . شمس ركن الدين يونس حمادة . حمادة سوق بكرخ بغداد . بغداد شيّبت روحي وقلبي ورأسي وصدري وكبدي . كبدي ، شلونك زين ؟

صورة مسروقة من الزمن-قصة قصيرة-بقلم ايمان البياتي-لوحات غالب المسعودي

صورة مسروقة من الزمن
قصة قصيرة
إيمان أكرم البياتي
iman.akraam@gmail.com
كم هو ساحرٌ إتقان السعادة وهي تطرز حروف نقوشها الفاضحة على أقمشة الوجنتين والشفاه فتستخدم الخيط الوردي المغري وخيط آخر من بريق النشوة في ضفيرة يتعانق فيها اللونان ببراعة فرشاة احترفت الرقص على الورق الأبيض لتترك مشهداً يخلب اللب ويُعلّق على جدران الذاكرة لما بقي من العمر!
كنتِ هنالكِ فنالكِ بعضاً من سحر تلكَ السعادة ومعها رشة من عطر الحظ الزكي فبدوتِ مبتهجة بشفتين مبتسمتين خجولتين حين ومض فلاش الكاميرا معلناً التقاط صورة تجمعكما أنت وهو، لحظاتٌ ثم صورةً أخرى، لم يمنعكِ الوميض من متابعة الابتسام في وجهه بدلالٍ أخاذ، تتمايلُ فيه شفتيكِ بغنجٍ شهي و تصوبينَ نحو قلاعِ قلبه سهامِ حواء، ثم نظرة فنظرة من عينيكِ الحالمتين، تراهنين بقوةٍ عليهما في استمالةِ قلبه كما لو كنتِ عرفتِ الرهان من قبل وجنيتِ منه الكثير ولم يخسر لك فيه حصان!
بادلتِ المصوّر بعد ذلكَ بابتسامةٍ صغيرة وكأنكِ تقولين له شكراً على طريقتكِ، قلتيها بهمسِ الشفاه دون أن يخرج بها صوتكِ، كنتِ هكذا تشكرين باستعلاء حين تودينَ أن تردي جميلاً لأحدٍ دون أن تتركي له فرصة الفخر تكرماً بجميله عليكِ، مع نفسكِ كنتِ ممتنة لعينيه ولأنامله العشر حين غفل لحظةً عن العروسين وراحَ عوضاً عن ذلكَ يصوركما معاً في لقطةٍ مسروقةٍ من الزمن دون أن تعلمي لماذا، فربما قد أدركَ بفطرتهِ الفنية كمصوّر محترف بأن لقاؤكما تلكَ اللحظة هو أروعُ من أن يفوّتَ للقاءٍ آخر أياً كان وان جلستكما السرية أجمل من أن تستغني عنها الكاميرة تحتَ أي إغراء آخر تدعوها إليه إنارة ملونة أو بهرجة ضوئية تركزت على كرسي العروسين و لربما علم مسبقاً بحدسه الشقي أن على هذين الكرسيين الخشبيين المتواضعين تُرسم تفاصيلٌ وأحلامٌ بأقلامِ حبرها الأنفاس والشهقات والتي لم يقرأ لها مثيلاً حتى في بلاط العروسين نفسيهما! وربما علم أيضاً أنكما كنتما العروسين وليس من يجلسا بعيداً على المنصة المزينة بالورود وينالا الحظ العظيم من الاهتمام ومن يدري قد يكون أتهم مع نفسهِ الجمهور الكبير بالغباءِ الجماعي لأنه نقلَ الأبصارَ كلها للعروسين وترككما أنتما منزويين وحدكما في ذلكَ الركن البعيد تغطيكما الإضاءة الخافتة تتهامسان بصوتٍ لا يسمعه غيركما.
أنتِ بفستانكِ الفيروزي الذي يُظهر ركبتيكِ الخجولتين المتقاطعتين بحياء وهو بسترتهِ الرمادية الفخمة التي تحتضنُ بين شفتيها ربطة عنق بنفسجية اللون كلون تلكَ الأحاسيس التي كانت تتضاربُ بجموحٍ في صدريكما تلكَ اللحظات، ما أروع أن يأتي اللقاء أذن دون استعداد! لم تتجملي له لأنكِ لم تكوني واثقةً من انه سيأتي، لم تكوني متأكدةً من أنه سيكون قادراً على استقطاعِ ساعة من جدولِ أعماله المزدحم ليكون برفقتكِ، شعرتِ انه كرم كبير من رجل لا يوصف إلا بالنبل.
كم رأيتهِ جميلاً تلكَ الساعة بخصلاتِ الشيب التي تثلجُ بعضاً من رأسهِ الموفور بالشعر الأسود، لم يكن من الرجال الذين تجملهم الثياب كان من النوع الآخر ممن هم يجملونها بغموضهم فأصبحَ الآن معه الرمادي لوناً آسراً للعقل فقط لأنه وضعه على جسده الممتلئ رجولة، وأصبحت ربطة عنقهِ أجمل ما وقعت عليه عينيكِ رغم أنكِ عرفتِ اللون البنفسجي فيما مضى على كثيرٍ من الأشياء والثياب لكن أياً منها لم يكن اليوم لتستردهُ الذاكرة فلا شي يعدُ الآن ذا قيمة أمام سحر حضوره!
تغزلَ بجمالِ ثيابكِ وعطركِ وزينتكِ وذوقك في اختيار العقد الذهبي الذي تضعينه على صدرك فأصابتكِ همساته ونظراته النارية إلى جسدكِ بالخجل والارتباك، تساءلتِ مع نفسكِ من أين يجيء بتلكَ الحروف؟ هل يستخدمُ حروفاً غير الثمانية والعشرين التي يعرفها الجميع والتي تضمها العربية في معاجمها؟!
يناولكما المصوّر صورةً فورية لما التقطه، تمدانِ كفيكما فتمسكانها معاً، تتلامسُ كفيكما دون تخطيطٍ مسبق فتسري داخل كل منكما قشعريرة لذيذة، تتابعان التعليق على تفاصيل الصورة كأن أمراً لم يحدث معكما.
يعطيكِ الصورة لتظلَ عندكِ ويطلبُ نسخةً أخرى لتكونَ عنده، تتمنينَ مع نفسكِ أن لا يطلب نسخةً وان يطلبكَ أنتِ لتسكني بيته بدلاً عنها لكنه لا يقولها ويكتفي بابتسامةٍ وهو يفاجئكِ بقوله انه سيحملُ نسخته معه حين يسافرُ غداً، فتسألين بفزعٍ: أي سفر هذا؟!!
يجيبكِ انه سفرٌ إلى خارج البلاد، قد يطولُ ستة أشهر أو عاماً فانه يوسّعُ أعماله هذه الأيام وسيفتح فرعاً جديداً في بلدٍ مجاور، ينغصُ عليكِ الخبر فرحتكِ للحظاتٍ، يقرأ القلق في عينيكِ اللامعتين فيسارعُ بتخديرِ إحساسكِ وتقييد أفكارك كي لا تسافرُ ابعد من هذه اللحظة فيقول: لا تقلقي ....أعدكِ أن اتصل بكِ واكتب لكِ حال ما استقر، لا تنزعجي دعينا نستمتع في سهرتنا الأخيرة.
وتأخذي بنصيحته وتستمتعي بما بقي من السهرة معه، تترقبينَ العروسين وتتخيلينَ نفسكِ و إياه بدلاً عنهما، تراقبين خطواتهما، ينهضان ....يقفان على المسرح... يرقصان على أنغام إحدى الأغاني الانجيليزية الكلاسيكية، يبتسمُ وهو يسألكِ: هل تعرفين لمن الأغنية؟ تجيبين بثقة: أنها لإنجلبرت همبردنك.
يبتسمُ مرة أخرى ويهزُ رأسه وهو يعبرُ عن إعجابه بمعرفتكِ بأغنية أذيعت واشتهرت قبل ولادتك!
تتابعانِ تأمل كلمات الأغنية وموسيقاها الدافئة الفائضة بحبٍ أشبه بما في الأساطير، تخفتُ الأنوار..... يقطعُ العروسان الحلوى، تفاجئينَ به يضعُ كفهُ على كفك عمداً ويخبركِ انه يحبُ الأغنية التي يسمعها الآن وأصبحَ يعشقها لأنكما تسمعاها معاً هذه المرة، ويطلبُ أن تشاركيه قطع الحلوى، فتفعلي و عيناكِ تعانقُ عينيه.
ثم بعد زمن..
ينتهى حفل الزفاف....يغادرُ العروسان..والمدعون...وأنتِ وهو...ولا يظلُ في القاعة غير ذكرياتِ حفلٍ أقيم هنا.
تعودينَ سعيدةً منتشيةً تحتضنينَ صورتكما، لم تكوني تعلمي بعد بأنكِ بفعلتكِ تلكَ فتحتِ أبوابَ ذاكرتكِ على مصراعيها ليُدَونَ فيها ويُسَجل كل ما له علاقة به هو، تاريخٌ كامل، سجل عظيم لحياته، فهرسة لكلِ ما مررَ به هو في أيام عمره، سنواتٍ ما كنتِ قد ولدتِ فيها أنتِ بعد!
مع الصورة كنتِ كمن حاولَ أن يخرجَ من حلم ليلته الجميل يحملُ في يده ذكرى إلى فراشه حين يصحو في النهار، دون أن يعلم أن حلمه اللذيذ وشدة تشبثه به قد يتحول إلى لعنة تنغصُ عليه وقته التالي، تذكره بلقاءٍ انتهى ولن يتكرر وحلم ما عاد الشريكُ فيه موجوداً ليكمل أحداثاً يتمناها، كنتِ وحدكِ مع الصورةِ المسروقة من الزمن ومجموعة من الأمنيات المغرية.....تفاحات، كتلكَ التي كانت السبب في خروج أول الخليقة من الجنة! امنيات وامنيات... تترجي أن يعودَ لينسجَ خيوطها معكِ وتخيّطانِ بها عباءة زواجٍ يجمعكما أو قصة حب أسطورية كتلك التي سمعتماها في أغنيات الحفل ذلكَ اليوم.
لم تكوني تعلمي أن الصورة باتت نقمة، وان الذكرياتَ الجميلة التي حرصتِ على حشو ذاكرتكِ بها تتحول مع الوقت إلى حلقاتٍ من زفير الحسرات وهو بعيد عنك، هنالك خارج الوطن في بلد ما على الخارطة، تنتظرين أن يتصل، أن يكتب شيئاً كما قال، لكن لا جدوى، لم يفعل وقد لا يفعل! ففي الوقت الذي تركَ فيه بصمة انفاسه وبعثر حروفه على فرش ذاكرتكِ لم تتركي في ذاكرتهِ غير أمنية وقتية في أن تشاركيه فراشه كأنثى!